Nino chan
23-9-2012, 05:30 PM
http://images.msoms-anime.net/images/26569717661556608354.gif
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أسعد الله أوقاتكم بالخير والبركة والرضا icon26
في يومٍ ما icon994.. كتبتها لـ لا أحد ولم أعرضها على أحد.. واليوم أقرأها لي وأعرضها على مسامعكم.. خاطرة قصصية من أواخر العام المنصرف (2011)~
"تاهَ فِي السَّمَا"
لم يكنْ أحدٌ مثلي، كنتُ ملكةً على كلّ شيء.. الآمرة الناهية لما حولي.. ولا أحد يملك الحق في التعديل على كلماتي حتى.. فقد كنتُ ملكةً على داخلي. كنتُ ملكةً على قلبي، ولا أحد يسكنه غيري.. كنتُ أسطورةً كملكة الثلج تماماً.. فقلبي باردٌ كالصقيع!
* * *
حدثَ وأن سافرتُ يوماً مع أختي الصغيرة.. كانت تفوقني جمالاً.. أعترفُ بأنها كانت أنثى في كيانها وروحها وسلوكها أكثر مني.. مع أني كنتُ الملكة إلا أنها كانت تملأ قلبها بحبّ الوجود.. سواءً بشراً شجراً أم حجراً..
برودةُ قلبي لم تسعفني كي أغار منها.. كنتُ أرى تمام السلطةِ تكمن في الوحدة.. والعزلة عن تأثير باقي البشر.. فهم سيسرقون مجدي وقوتي.. فهم سيحسدوني بالتأكيد.. لذا عليّ الاحتراس من البشر...
* * *
سارتْ بنا العربة بين صفيّن من أشجار الخرّوب الواقفة صامتةً دون همس إلا بحفيفٍ مكتوم.. وحارسةً بل سجانةً لنا. كانت السماء سقفاً صافياً وعلى مرمى البصر كان سربٌ من الطيور المهاجرة يغرق في عباب السماء الممتدة الأفق..
لم يكن يعجبني أي شيء، لم أرغب بالتعلق بأي شيء.. لكنّ أختي المزعجة لم تهدأ لثانية وهي تقفز كالمجانين وتضحك مبتهجة بالسرب الهارب.. ما المبهج في الهروب ؟!
* * *
فجأةً.. توقفتْ عن جنونها وهدأت.. ثم دمعت عيناها وما لبثت حتى ابتسمت ابتسامة حنونة..
وقد أخذني الموقف تماماً.. ما الذي سكّن جنونها هكذا.. ولم حزنت ثم ابتسمت ؟!
أحسستُ بصدعٍ تفشى في جدران قلبي.. حينما أزحتُ ناظريّ للجهة التي كانت تنظر إليها..
كانت العربة تسير للأمام.. وكنتُ أراه يمشي متراجعاً ببطء للخلف.. وفي يده بالونٌ أحمر اللون.. وعلى عربته بالونات ملونة.. ثم رفع رأسه فجأة وهنا التقت عينانا..
أحسستُ بالألم مجدداً، وكأن عيناه ثقبتا غشاء قلبي الذي يحفظ ماءه.. ما ضربُ الجنون الذي أصابني لأهتم لبائع بالونات متجول.. ملابسه رثة متسخة.. وملامحه..
مهلاً..
كيف انتبهتُ لكل تلكم التفاصيل ؟!
ووضعت يدي على صدري أتحسس مكان قلبي البارد.. فلم أجده... بل أحسست مكانه شيئاً دافئاً.. ينبض.. بووم بوووم.. بوووم
* * *
تطلعتُ لأختي .. كانت تبتسم بحنان وقالت " هيّا" .
"توقف عندك" ..
وتوقفت العربة.. ونزلتُ منها مسرعة نحو ذاك البائع الشاب.. ذي العينين الخضراوين.. نزلتُ وأنا لا أكاد أصدق نفسي..
حينما وصلتُ إليه وأنا ألهث.. التقت عينانا مجدداً.. كانت عيناه حازمتين.. لا ماء متحرك فيهما.. فقط وميضٌ باهت.. وكأنه إنسانٌ ميت..
لكنه ابتسم مرحباً
- بمَ أخدمكِ.. ؟!
(ارتبكتُ).. أ..أريدُ بالوناً.. !
- أيّ بالون.. ؟!
ونظر للبالونات المثبتة بالعربة الخشبية ثم البالون في يده.. وابتسم متابعاً
- اختيار بالون ليس بهذه السهولة.. لأنكِ تختارين بعقل وروح وجسد.. إنه القلب !
ولم أفهم مغزاه.. فقد كان صوته رخيماً.. رخيماً حد سحري وفقداني لحاستي الباردة.. وأمسكتُ البالون في يده وقلت: هذا.. الأحمر !
- أنتِ متأكدة ؟! ألن تندمي على اختيارك شيئاً نزوةً ؟!
- سأبدله أو أشتري غيره إن لم يعجبني..
- وهل تستطيعين ؟!
- إنه مجرد بالونٍ أيها الحثالة.. !!!
* * *
لقد أنزلتُ من مستوايّ.. شتمته.. ولوثتُ لساني.. لقد استفزني.. ما الذي دهاني.. ولماذا هو يبتسم إليّ هكذا ؟! حاولت تدارك الموقف وسألته عن السعر..
- هو مجاني.. للتجريب لمرة واحدة !
وغادرني عائداً للخلف.. ولم أعد أدرك شيئاً فحملت نفسي عائدةً للعربة.. ولم تكن هنالك أي عربة.. لقد غادروا دوني..
شعرتُ بالنقص .. واهتزّ العرش داخلي.. كان هنام أمرٌ خاطئ.. فتحسستُ صدع قلبي فإذ بي أحسّ فوهة كبيرة..
متى تحطم قلبي ؟ّ!
من حطّم قلبي ؟!
قلبي فارغُ من أي شيء أصلاً..
لم يشكتي الألم الآن ؟
من الذي.. ما الذي..
وأصبتُ بالدوار بالفعل وما هي لحظات حتى وهنتُ وتراخت أصابعي.. ليطير البالون هارباً للأعلى..
راقبته وشخصتُ بصري للسماء.. ألم تكن صافية للتو.. لم تكدست الغيوم فوق بعضها البعض هكذا وكأنها تريد مشاهدة كرنفال مهرجين .. أنا المهرج الرئيسي فيه..
أيسخرون مني ؟!
"البائع الماكر" وتذكرته.. واستشاطت عيناي غضباً.. إنه السبب في كل شيء
* * *
جريتُ مسرعة نحوه، ورأيته أخيراً لكن لم يكن هنالك أي بالونات معه.. أين ذهبن ؟! لم تهمني الإجابة كثيراً بقدر رغبتي بالتعويض.. فصرخت به : أعد لي بالوني !
فالتفت إليّ واستغرب لرؤيتي فقال : عدتِ أسرع مما توقت !
فقلت متهكمة : لأنكَ تعرف بأن بضاعتك مغشوشة !
- بل أعرف بأنكِ اخترتِ شيئاً لا يناسبك !
- ماذا تقصد .. ؟ ( وخافت روحي )
- البالون لم يكن إلا هواكِ.. قلبكِ أيتها الغبية !
ودمعت عينايّ.. لم أردِ التصديق.. إنه يقول بأني فقدت قلبي..
- إنه قلبكِ.. اختيارك.. وحينما ضعفتِ تركتيه يرحل.. وتصعّد في السما وتبخر مع الريح وصار غيمة هنا أو هناك.. وفي النهاية.. سيتساقط مطراً معبقاً بالغصّة..
واقترب مني ومسح دمعةً تساقطت على تلتيّ وجهي المتوردتين..
- أريده.. أريده.. ( وشرعت أبكي )
- وهل يعود القلبُ إن راح ؟! ألم أنبهك بأنه لا يبدل ولا يشترى ؟!
- تكذب.. بالتأكيد لديك قلبٌ إضافي !
- أتظري وأمعني النظر.. أترين قلبك هنا ؟! لقد أخذتِ قلباً ليس ملكك بنزوة عابرة.. ودمرتي فرصتك.. كما دمرتي فرصة غيرك بالقلب الخاطئ الذي أخذتيه..
- وكيف لي أن أعرف ؟! كيف كنت سأعرف بأنني أخطأت الاختيار ؟
- القلبُ ليس كله هوى..
فيه هواء
فيه روحٌ
فيه مضغة من الجسد
وعصبون عقل !
* * *
تركني ورحل.. وجررت مكسوزة الخاطر بقايا روحي.. ورفعت رأسي للسما.. رأيت الغيوم تثاقلت همومها وتساقطت دموعها.. وبكينا سوياً..
حتى لاح بالونٌ في السما
فخفق قلبي مسرعاً.. أهو قلبي ؟!
وجريت بكل ما أوتيت من قوة..
وجريتُ
وجريتُ..
# تمت !
في حفظ الله !
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أسعد الله أوقاتكم بالخير والبركة والرضا icon26
في يومٍ ما icon994.. كتبتها لـ لا أحد ولم أعرضها على أحد.. واليوم أقرأها لي وأعرضها على مسامعكم.. خاطرة قصصية من أواخر العام المنصرف (2011)~
"تاهَ فِي السَّمَا"
لم يكنْ أحدٌ مثلي، كنتُ ملكةً على كلّ شيء.. الآمرة الناهية لما حولي.. ولا أحد يملك الحق في التعديل على كلماتي حتى.. فقد كنتُ ملكةً على داخلي. كنتُ ملكةً على قلبي، ولا أحد يسكنه غيري.. كنتُ أسطورةً كملكة الثلج تماماً.. فقلبي باردٌ كالصقيع!
* * *
حدثَ وأن سافرتُ يوماً مع أختي الصغيرة.. كانت تفوقني جمالاً.. أعترفُ بأنها كانت أنثى في كيانها وروحها وسلوكها أكثر مني.. مع أني كنتُ الملكة إلا أنها كانت تملأ قلبها بحبّ الوجود.. سواءً بشراً شجراً أم حجراً..
برودةُ قلبي لم تسعفني كي أغار منها.. كنتُ أرى تمام السلطةِ تكمن في الوحدة.. والعزلة عن تأثير باقي البشر.. فهم سيسرقون مجدي وقوتي.. فهم سيحسدوني بالتأكيد.. لذا عليّ الاحتراس من البشر...
* * *
سارتْ بنا العربة بين صفيّن من أشجار الخرّوب الواقفة صامتةً دون همس إلا بحفيفٍ مكتوم.. وحارسةً بل سجانةً لنا. كانت السماء سقفاً صافياً وعلى مرمى البصر كان سربٌ من الطيور المهاجرة يغرق في عباب السماء الممتدة الأفق..
لم يكن يعجبني أي شيء، لم أرغب بالتعلق بأي شيء.. لكنّ أختي المزعجة لم تهدأ لثانية وهي تقفز كالمجانين وتضحك مبتهجة بالسرب الهارب.. ما المبهج في الهروب ؟!
* * *
فجأةً.. توقفتْ عن جنونها وهدأت.. ثم دمعت عيناها وما لبثت حتى ابتسمت ابتسامة حنونة..
وقد أخذني الموقف تماماً.. ما الذي سكّن جنونها هكذا.. ولم حزنت ثم ابتسمت ؟!
أحسستُ بصدعٍ تفشى في جدران قلبي.. حينما أزحتُ ناظريّ للجهة التي كانت تنظر إليها..
كانت العربة تسير للأمام.. وكنتُ أراه يمشي متراجعاً ببطء للخلف.. وفي يده بالونٌ أحمر اللون.. وعلى عربته بالونات ملونة.. ثم رفع رأسه فجأة وهنا التقت عينانا..
أحسستُ بالألم مجدداً، وكأن عيناه ثقبتا غشاء قلبي الذي يحفظ ماءه.. ما ضربُ الجنون الذي أصابني لأهتم لبائع بالونات متجول.. ملابسه رثة متسخة.. وملامحه..
مهلاً..
كيف انتبهتُ لكل تلكم التفاصيل ؟!
ووضعت يدي على صدري أتحسس مكان قلبي البارد.. فلم أجده... بل أحسست مكانه شيئاً دافئاً.. ينبض.. بووم بوووم.. بوووم
* * *
تطلعتُ لأختي .. كانت تبتسم بحنان وقالت " هيّا" .
"توقف عندك" ..
وتوقفت العربة.. ونزلتُ منها مسرعة نحو ذاك البائع الشاب.. ذي العينين الخضراوين.. نزلتُ وأنا لا أكاد أصدق نفسي..
حينما وصلتُ إليه وأنا ألهث.. التقت عينانا مجدداً.. كانت عيناه حازمتين.. لا ماء متحرك فيهما.. فقط وميضٌ باهت.. وكأنه إنسانٌ ميت..
لكنه ابتسم مرحباً
- بمَ أخدمكِ.. ؟!
(ارتبكتُ).. أ..أريدُ بالوناً.. !
- أيّ بالون.. ؟!
ونظر للبالونات المثبتة بالعربة الخشبية ثم البالون في يده.. وابتسم متابعاً
- اختيار بالون ليس بهذه السهولة.. لأنكِ تختارين بعقل وروح وجسد.. إنه القلب !
ولم أفهم مغزاه.. فقد كان صوته رخيماً.. رخيماً حد سحري وفقداني لحاستي الباردة.. وأمسكتُ البالون في يده وقلت: هذا.. الأحمر !
- أنتِ متأكدة ؟! ألن تندمي على اختيارك شيئاً نزوةً ؟!
- سأبدله أو أشتري غيره إن لم يعجبني..
- وهل تستطيعين ؟!
- إنه مجرد بالونٍ أيها الحثالة.. !!!
* * *
لقد أنزلتُ من مستوايّ.. شتمته.. ولوثتُ لساني.. لقد استفزني.. ما الذي دهاني.. ولماذا هو يبتسم إليّ هكذا ؟! حاولت تدارك الموقف وسألته عن السعر..
- هو مجاني.. للتجريب لمرة واحدة !
وغادرني عائداً للخلف.. ولم أعد أدرك شيئاً فحملت نفسي عائدةً للعربة.. ولم تكن هنالك أي عربة.. لقد غادروا دوني..
شعرتُ بالنقص .. واهتزّ العرش داخلي.. كان هنام أمرٌ خاطئ.. فتحسستُ صدع قلبي فإذ بي أحسّ فوهة كبيرة..
متى تحطم قلبي ؟ّ!
من حطّم قلبي ؟!
قلبي فارغُ من أي شيء أصلاً..
لم يشكتي الألم الآن ؟
من الذي.. ما الذي..
وأصبتُ بالدوار بالفعل وما هي لحظات حتى وهنتُ وتراخت أصابعي.. ليطير البالون هارباً للأعلى..
راقبته وشخصتُ بصري للسماء.. ألم تكن صافية للتو.. لم تكدست الغيوم فوق بعضها البعض هكذا وكأنها تريد مشاهدة كرنفال مهرجين .. أنا المهرج الرئيسي فيه..
أيسخرون مني ؟!
"البائع الماكر" وتذكرته.. واستشاطت عيناي غضباً.. إنه السبب في كل شيء
* * *
جريتُ مسرعة نحوه، ورأيته أخيراً لكن لم يكن هنالك أي بالونات معه.. أين ذهبن ؟! لم تهمني الإجابة كثيراً بقدر رغبتي بالتعويض.. فصرخت به : أعد لي بالوني !
فالتفت إليّ واستغرب لرؤيتي فقال : عدتِ أسرع مما توقت !
فقلت متهكمة : لأنكَ تعرف بأن بضاعتك مغشوشة !
- بل أعرف بأنكِ اخترتِ شيئاً لا يناسبك !
- ماذا تقصد .. ؟ ( وخافت روحي )
- البالون لم يكن إلا هواكِ.. قلبكِ أيتها الغبية !
ودمعت عينايّ.. لم أردِ التصديق.. إنه يقول بأني فقدت قلبي..
- إنه قلبكِ.. اختيارك.. وحينما ضعفتِ تركتيه يرحل.. وتصعّد في السما وتبخر مع الريح وصار غيمة هنا أو هناك.. وفي النهاية.. سيتساقط مطراً معبقاً بالغصّة..
واقترب مني ومسح دمعةً تساقطت على تلتيّ وجهي المتوردتين..
- أريده.. أريده.. ( وشرعت أبكي )
- وهل يعود القلبُ إن راح ؟! ألم أنبهك بأنه لا يبدل ولا يشترى ؟!
- تكذب.. بالتأكيد لديك قلبٌ إضافي !
- أتظري وأمعني النظر.. أترين قلبك هنا ؟! لقد أخذتِ قلباً ليس ملكك بنزوة عابرة.. ودمرتي فرصتك.. كما دمرتي فرصة غيرك بالقلب الخاطئ الذي أخذتيه..
- وكيف لي أن أعرف ؟! كيف كنت سأعرف بأنني أخطأت الاختيار ؟
- القلبُ ليس كله هوى..
فيه هواء
فيه روحٌ
فيه مضغة من الجسد
وعصبون عقل !
* * *
تركني ورحل.. وجررت مكسوزة الخاطر بقايا روحي.. ورفعت رأسي للسما.. رأيت الغيوم تثاقلت همومها وتساقطت دموعها.. وبكينا سوياً..
حتى لاح بالونٌ في السما
فخفق قلبي مسرعاً.. أهو قلبي ؟!
وجريت بكل ما أوتيت من قوة..
وجريتُ
وجريتُ..
# تمت !
في حفظ الله !