المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أول قصة لي بعنوان "سجلات ميلاني" "Melanie's Chronicles" - الجزء الأول فقط



Night_Rider
15-10-2012, 02:21 AM
~ بسم الله الرحمن الرحيم ~

:: بدون أي مقدمات أتمنى إن القصة تعجبكم, وإذا حدث فأخبروني عن آراءكم حتى أكمل ::
__________________________________________________ ______________

سجلات ميلاني

الجزء الأول: الأزمة

أنا ميلاني (11 سنة), أعيش مع أبي العالم الأميركي ليام ديلان وأمي الممثلة المشهورة لوسي ديلان. أقضي معظم وقتي مع أخي الأكبر هيث (17 سنة) حيث أن أبي منشغل في أغلب وقته وأمي كذلك. أروي قصتي هذه من المعاناة والشدة التي عشناها, لا أعلم إن كانت كلماتي تكفي ولكن أملي لا يزال كبيرا كما كان. رسالتي في قصتي هي الإصرار والعزيمة فهذا ما التزمنا به في تلك الأوقات العصيبة, محن مرت علينا عشوائيا, أخطاء بسيطة قد سببتها والثمن كان ضحايا عزيزين علينا وغال علينا نسيانهم.
العام 2054 تسرب غاز نووي من أهم مختبرات الأرض وتم غلق فتحته مباشرة ولكن بعد أسابيع بدأ الوفيات تتكاثر بسبب قلة الأوكسجين, بسبب الغاز المنتشر الأخبار بدأت تعرض أعداد الوفيات في الأسبوع الواحد حتى أصبح الناس لا يخرجون من بيوتهم إلا لغرض مهم. أصبح الجميع يختبئ في قبو أو أماكن تحت الأرض من الخوف, حتى أمي أصبحت تجالسنا أكثر مما كانت تفعل, حسبما أذكر أن جميع الأفلام التي تحت الإنتاج قد ألغيت. ليس هذا فقط بل وحتى من لديه وظيفة في متجر أو من لديه تجارته قد أوقفها. أصبحت الشوارع هادئة عندما تمشي تتحسس الرياح من حولك .. أي رياح ! هواؤنا أصبح غازا صعب علينا تنفسه حيث تحتاج قناعا لتخرج لنزهة عادية ! كل شيء تغير, لون الكوكب الأخضر الجميل أصبح بنيا رماديا كتم, نباتاتنا ذبلت وأصبحت إعادة التدوير مستمرة يوما بعد يوم والنفايات في كل مكان, نظرت من نافذة غرفتي لأتحقق من بحيرة حديقتنا فلم أجد حديقة أصلا. الأسماك تقل والحيوانات تختفي كثيرا, لا طيور في شرفتي ولا فراشات. بعد شهران تماما صدر قرار ببناء سبعة سفن فضائية مؤهلة للعيش بها ستكون كل واحدة منها في قارة, استغرق بناؤها سنتان وستة أشهر على ما أظن .. تم ترتيب كل شيء والجميع يستطيع الدخول. كان هناك مشكلة واحدة, النظام. لقد كانت كل الطرق مؤهلة ومجهزة للعبور حتى بوابة السفينة ولكن الجميع كان يعاني ويريد الركوب في الدقيقة التي خرجوا من ملاجئهم. في تلك اللحظات مات عدد من الرجال والنساء والأطفال أيضا. بالنسبة لنا فقد تم إعداد مركبة لتقلنا للسفينة لأن أبي هو أحد مصمميها. أخي كان متحمسا لرؤية السفن رغم الأحداث التي حولنا, لا أعلم كيف لشخص أن يفرح بأنه سيغادر كوكبه لمدة غير معلومة ! أثناء ذهابنا لموقع السفينة لم أتجرأ أن أنظر إلى النافذة. لقد كانت مناظر بشعة لم أتصور أن شيئا كهذا قد يحدث, بشر يسرقون من آخرين وهناك من يحاول أن يحمي عائلته وهناك من يركض حتى توقفت قدماه للأبد. انحنيت لأربط حذائي جيدا, قررت أن ألبس الحذاء الأزرق الذي لا أحبه والفستان بنفس اللون أيضا, نظرت إلي أمي بحنان لم أستطع أن أتمالك أنفاسي, عيناي دمعتا دموع وداع. حضنت أمي بقوة خائفة أن نفترق في أي لحظة. حينها قالت لي أن أتشجع وأن أعتبر ما سيحدث هو خطوة للتقدم وأنه جيد وطمأنتي بقولها أن كوكب الأرض لن يُهجر أبدا بل يجب أن نعيد تأهيله في حين بقاءنا في الفضاء. شكرا أمي فكلماتك أزالت دموعي وشؤمي. استغرقنا ساعة للوصول للسفينة, لبسنا البزة الواقية والقناع وخرجنا من المركبة معا ولكن لم نستطع دخول السفينة الفضائية بسبب الازدحام الشديد جدا أمام البوابة. انتظرنا أبي على الجانب حيث أنه ذهب إلى بوابة الطوارئ الصغيرة ليتحقق من سبب عدم فتحهم للبوابة الكبيرة, لقد تأخر .. الوضع صعب عند البوابة الكبيرة. فجأة فتحت وبدأت أفواج الناس تدخل بتصارع, أذكر أننا انتظرنا حيث وضعنا أبي ولم ندخل مباشرة. عندما كان الجميع يدخل طلبت من أمي أن نسرع ولكنها رفضت أن تدخل إلا بإشارة من أبي, وحصل وأشار إلينا من الأعلى فأسرعنا إلى بوابة الطوارئ وهي من الخلف ولم يرها أحد, كان الغريب في الأمر أن أبي استمر في التأشير وكأنه يول لنا عودوا. حاولنا أن ندخل من ولكن لا جدوى فالبوابة مغلقة ولكن بعد دقائق فتحوها ودخلنا وركضنا مسرعين إلى أعلى السفينة, قبل أن نصل واجهنا بعض العاملين يهربون إلى الخارج. أخي سأل أحدهم ما الأمر فأجابه أن المركبة غير مؤهلة بعد وأن المحركات ستنفجر إن اشتغلت. حينها أمرتنا أمي بانتظارها بإحدى المقصورات وذهبت إلى أبي لتتحقق منه, بعد مرور وقت طويل أراد أخي هيث الخروج ليرى ماذا يحدث, حاولت منعه ولكن لم أستطع. عندما خرجنا كان الممر فارغا ومبعثرا وبعدها أتى رجل ورآنا أنا وأخي فأجبرنا أن نأتي معه للخارج بسرعة فذهبنا معه من البوابة الكبيرة مسرعين لأبعد نقطة عن السفينة, في ذلك الحين لم نجد أبي وأمي وفجأة وبدون سابق إنذار سمعنا صفيرا قويا جدا وبعده بثوان حدث الانفجار. نعم, لم أصدق ما رأته عيناي فلقد انفجرت السفينة التي كانت أملا لنا في النجاة لحياة أفضل. كنا مختبئين تحت مجموعة من الصناديق الضخمة لنحتمي أنا وهيث والرجل. بعد الانفجار أصبت بغيبوبة ولم أستيقظ حتى عصر اليوم الآخر ووجدت أخي بجانبي نائما فأيقظته, عندما استيقظ هيث كان منهكا كما أنا والعجيب أن الرجل ليس موجودا والمنطقة من حولنا فارغة تغلب عليها الرمال وقطع الحديد. تمالكنا أنفسنا ومشينا مسافة بعيدة بحثا عن أي شخص لمساعدتنا, حقيقة أن أمي وأبي قد ماتا كانت صعبة علي. ظللت حزينة طول اليوم, ذهبنا إلى أحد الملاجئ وجلسنا به وكانت مأونتنا هي الطعام الذي أحضرناه معنا خلال اتجاهنا للسفينة.

[ اللــيـــث ]
15-10-2012, 03:12 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جميل .. ننتظر التكملة ^^