المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : منوعات اسلاميه >>عن أنواع العقيده<<



Seraphina
6-11-2012, 12:20 PM
http://img213.imageshack.us/img213/5066/58413525.gif
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

أما بعد،،،
فكرت في طرح هذا الموضوع للافاده وهو عن
http://www.startimes2.com/user.aspx?id=165720&f=347634734737.jpg
وانوعها هي ( الإيمان - التوحيد - وغيرها ........)

التوحيد
سلام الله عليكم ورحمة الله وبركاته نسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يبارك لنا في أوقاتنا وينفعنا بما علمنا وأن ينفع بنا أحبتي في الله
أذكركم بالتوحيد الذي هو حق على العبيد وهو أساس دعوة الانبياء وهي دعوة الانبياء من قبل
اعلم أيها الموحد.. رحمك الله ومكن لك في الأرض، أن الحكمة من وجودك هي التوحيد، والذي هو عبادة الله تعالى وحده لا شريك، والكفر بما سواه، قال تعالى: (وماخلقت الجن والإنس إلا ليعبدون)، فهذا أساسُ ومرجعُ مبادئك كلها، والتي أوجب الله عليك أن تقيمها
فعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: كنت رديف النبي صلى الله عليه وسلم على حمار فقال لي: (يا معاذ أتدري ما حق الله على العباد، وما حق العباد على الله؟) فقلت: الله ورسوله أعلم. قال: (حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً، وحق العباد على الله أن لا يعذب من لا يشرك به شيئاً) فقلت: يا رسول الله أفلا أبشر الناس؟ قال: (لا تبشرهم فيتكلوا) أخرجاه في الصحيحين. فمن حقق التوحيد يا أخواني دخل الجنة بإذن الله وهو موضوع مهم يجب ألا نجعله يمر هكذا من غير التعلم والمعرفة
فمن فضل التوحيد وما يكفر به من الذنوب أقرأ معي :


قول الله تعالى: {الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ... الآية}. والظلم هو الشرك نقيض التوحيد

عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمداً عبده ورسوله، وأن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه، والجنة حق، والنار حق أدخله الله الجنة على ما كان من العمل) [أخرجاه].

ولهما في حديث عتبان: (فإن الله حرم على النار من قال: لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله).

وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (قال موسى: يا رب، علمني شيئاً أذكرك وأدعوك به. قال: يا موسى: قل لا إله إلا الله. قال: يا رب كل عبادك يقولون هذا. قال: يا موسى، لو أن السموات السبع وعامرهن غيري، والأرضين السبع في كفة، ولا إله الله في كفة، مالت بهن لا إله الله) [رواه ابن حبان، والحاكم وصححه].

وللترمذي وحسنه عن أنس رضي الله عنه: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (قال الله تعالى: يا ابن آدم؛ لو أتيتني بقراب الأرض خطايا، ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً لأتيتك بقرابها مغفرة).

http://www.hawahome.com/MySmiles/Smiles/2006-10-07-03_36_28fdb2e66913.gif

وعقيده اهل السنه
فإن الله تعالى أرسل رسوله محمداً http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif بالهدى ودين الحق رحمة للعالمين، وقدوة للعالمين، وحجة على العباد أجمعين، بين به وبما أنزل عليه من الكتاب والحكمة كل ما فيه صلاح العباد واستقامة أحوالهم في دينهم ودنياهم، من العقائد الصحيحة و الأعمال القويمة والأخلاق الفاضلة والآداب العالية، فترك http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif أمته على المحجة البيضاء ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها إلا هالك، فسار على ذلك أمته الذين استجابوا لله ورسوله، وهم خيرة الخلق من الصحابة والتابعين والذين اتبعوهم بإحسان، فقاموا بشريعته وتمسكوا بسنته، وعضوا عليها بالنواجذ عقيدة وعبادة وخلقاً وأدباً، فصاروا هم الطائفة الذين لا يزالون على الحق ظاهرين، لا يضرهم من خذلهم أو خالفهم حتى يأتي أمر الله تعالى وهم على ذلك.



ونحن - ولله الحمد - على آثارهم سائرون، وبسيرتهم المؤيدة بالكتاب والسنة مهتدون، نقول ذلك تحدثاً بنعمة الله تعالى، وبياناً لما يجب أن يكون عليه كل مؤمن، ونسأل الله تعالى أن يثبتنا وإخواننا المسلمين بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة، وأن يهب لنا منه رحمة إنه هو الوهاب.
ولأهمية هذا الموضوع وتفرق أهواء الخلق فيه، أحببت أن أكتب على سبيل الاختصار عقيدتنا - عقيدة أهل السنة و الجماعة - وهي الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره، سائلا الله تعالى أن يجعل ذلك خالصاً لوجهه موفقاً لمرضاته نافعاً لعباده.

عقيدتنا

عقيدتنا الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره. فنؤمن بربوبية الله تعالى، أي بأنه الرب الخالق المالك المدبر لجميع الأمور. ونؤمن بألوهية الله تعالى، أي بأنه الإله الحق وكل معبود سواه باطل. ونؤمن بأسمائه وصفاته، أي بأنه له الأسماء الحسنى والصفات الكاملة العليا. ونؤمن بوحدانيته في ذلك، أي بأنه لا شريك له في ربوبيته ولا في ألوهيته ولا في أسمائه وصفاته. قال تعالى: http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [مريم:65].
ونؤمن بأنه http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif اللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [البقرة:255].
ونؤمن بأنه http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (22) هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (23) هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاء الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [الحشر:22-24].
ونؤمن بأن له ملك السموات والأرض http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثاً وَيَهَبُ لِمَن يَشَاءُ الذُّكُورَ (49) أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَاناً وَإِنَاثاً وَيَجْعَلُ مَن يَشَاءُ عَقِيماً إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [الشورى:50،49].
ونؤمن بأنه http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ (11) لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [الشورى:12،11].
ونؤمن بأنه http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [هود:6].
ونؤمن بأنه http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [الأنعام:59].
ونؤمن بـأن الله http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [لقمان:34].

صفة الكلام

ونؤمن بأن الله يتكلم متى شاء بما شاء كيف شاء http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif وَكَلَّمَ اللّهُ مُوسَى تَكْلِيماً http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [النساء:164]، http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif وَلَمَّا جَاء مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [الأعراف:143]، http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif وَنَادَيْنَاهُ مِن جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيّاً http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [مريم:52].
ونؤمن بأنه http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَاداً لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [الكهف:109]، http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَّا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [لقمان:27].
ونؤمن بأن كلماته أتم الكلمات صدقاً في الأخبار وعدلاً في الأحكام وحسناً في الحديث، قال تعالى: http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [الأنعام:115]، وقال: http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ حَدِيثاً http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [النساء:87].
ونؤمن بأن القران الكريم كلام الله تعالى، تكلم به حقا، وألقاه على جبريل، فنزل به جبريل على قلب النبي http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [النحل:102]، http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (192) نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (193) عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ (194) بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [الشعراء:192- 195].

العلو

ونؤمن بأن الله عز وجل عليّ على خلقه بذاته وصفاته، لقوله تعالى: http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif وهو العلي العظيم http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [البقرة:255]، وقوله: http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif وهو القاهر فوق عباده http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [الأنعام:18].
ونؤمن بأنه http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif خلق السموت في ستة أيام ثم استوى على العرش يدبر الأمر http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [يونس:3]، واستواؤه على العرش علوه عليه علوا خاصاً يليق بجلاله وعظمته لا يعلم كيفيته إلا هو.
ونؤمن بأنه تعالى مع خلقه وهو على عرشه يعلم أحوالهم ويسمع أقوالهم ويرى أفعالهم ويبر أمورهم، يرزق الفقير ويجبر الكسير ويؤتي الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء ويعز من يشاء ويذل من يشاء بيده الخير وهو على كل شيء قدير، ومن كان هذا شأنه كان مع خلقه حقيقة وإن كان على فوقهم على عرشه حقيقة http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif ليس كمثله شيء وهو السميع البصير http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [الشورى:11].
ولا نقول كما تقول الحلولية من الجهمية وغيرهم: إنه مع خلقه على الأرض. ونرى أن من قال ذلك فهو كافر أو ضال؛ لأنه وصف الله بما لا يليق به من النقائص.

النزول

ونؤمن بما أخبر به عنه رسوله http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif أنه ينزل كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الأخير فيقول: { من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له }.
ونؤمن بأنه تعالى يأتي يوم المعاد للفصل بين العباد، لقوله تعالى: http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif كلا إذا دكت الأرض دكا دكا، وجاء ربك والملك صفا صفا، وجاىء يومئذ بجهنم يومئذ يتذكر الإنسان وأنى له الذكرى http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [الفجر:21-23].

أنواع الإرادة

ونؤمن بأنه تعالى http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif فعال لما يريد http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [البروج:16].
ونؤمن بأن إرادته نوعان: كونية، يقع بها مراده ولا يلزم أن يكون محبوبا له، وهي التي بمعنى المشيئة، كقوله تعالى: http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكن الله يفعل ما يريد http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [البقرة:253]، وقوله: http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif إن كان الله يريد أن يغويكم http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [هود:34]، وشرعية لا يلزم بها وقوع المراد ولا يكون المراد فيها إلا محبوبا له، كقوله تعالى: http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif والله يريد أن يتوب عليكم http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [النساء:27].
ونؤمن أن مراده الكوني والشرعي تابع لحكمته فكل ما قضاه كونا أو تعبد له خلقه شرعا فإنه لحكمة وعلى وفق الحكمة، سواء علمنا منها ما نعلم أو تقاصرت عقولنا عن ذلك http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif أليس الله بأحكم الحاكمين http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [التين:8]، http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [المائدة:50].

المحبة

ونؤمن بأن الله تعالى يحب أولياءه وهم يحبونه http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif قل إن كنتم تحبون الله فاتبعون يحببكم الله http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [آل عمران:31]، http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [المائدة:54]، http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif والله يحب الصابرين http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [آل عمران:146]، http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif وأقسطوا إن الله يحب المقسطين http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [الحجرات:9]، http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif وأحسنوا إن الله يحب المحسنين http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [البقرة:195].
ونؤمن بأن الله تعالى يرضى ما شرعه من الأعمال والأقوال، ويكره ما نهى عنه منها http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif إن تكفروا فإن الله غني عنكم ولا يرضى لعباده الكفر وإن تشكروا يرضه لكم http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [الزمر:7]، http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم وقيل اقعدوا مع القاعدين http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [التوبة:46].
ونؤمن بأن الله يرضى عن الذين آمنوا وعملوا الصالحات http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك لمن خشي ربه http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [البينة:8].
ونؤمن بأن الله تعالى يغضب على من يستحق الغضب من الكافرين وغيرهم http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif الظانين بالله ظن السوء عليهم دائرة السوء وغضب الله عليهم http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [الفتح:6]، http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif ولكن من شرح بالكفر صدرا فعليهم غضب من الله ولهم عذاب عظيم http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [النحل:106].
ونؤمن بأن لله تعالى وجها موصوفاً بالجلال والإكرام http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [الرحمن:27].
ونؤمن بأن لله تعالى يدين كريمتين عظيمتين http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [المائدة:64]، http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَِ http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [الزمر:67].
ونؤمن بأن لله تعالى عينين اثنتين حقيقيتين؛ لقوله تعالى: http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif واصنع الفلك بأعيننا ووحينا http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [هود:37]، وقال النبي http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif: { حجابه النور لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه }. وأجمع أهل السنة على أن العينين اثنتين، ويؤيده قول النبي http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif في الدجال: { إنه أعور، وإن ربكم ليس بأعور }.
ونؤمن بأن الله تعالى http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [الأنعام:103].
ونؤمن بأن المؤمنين يرون ربهم يوم القيامة http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [القيامة:22-23].
ونؤمن بأن الله تعالى لا مثل له لكمال صفاته http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif ليس كمثله شيء وهو السميع البصير http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [الشورى:11].
ونؤمن بأنه http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif لا تأخذه سنة ولا نوم http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [البقرة:255] لكمال حياته وقيوميته.
ونؤمن بأنه لا يظلم أحدا لكمال عدله، وبأنه ليس بغافل عن أعمال عباده لكمال رقابته وإحاطته.
ونؤمن بأنه لا يعجزه شيء في السماوات ولا في الأرض لكمال علمه وقدرته http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [يس:82]، وبأنه لا يلحقه تعب ولا إعياء لكمال قوته: http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٍِ http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [ق:38] أي من تعب أو إعياء.
ونؤمن بثبوت كل ما أثبته الله لنفسه أو أثبته له رسوله http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif من الأسماء والصفات، لكننا نبرأ من محذورين عظيمين هما: التمثيل، أن يقول بقلبه أو لسانه صفات الله تعالى كصفات المخلوقين. والتكييف، أن يقول بقلبه أو لسانه كيفية صفات الله تعالى كذا وكذا.
ونؤمن بانتفاء كل ما نفاه الله عن نفسه أو نفاه عنه رسو له http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif، وأن ذلك النفي يتضمن إثباتاً لكمال ضده، ونسكت عما سكت عنه الله ورسوله.
ونرى أن السير على هذا الطريق فرض لا بد منه، وذلك لأن ما أثبته الله لنفسه أو نفاه عنها سبحانه فهو خبر أخبر الله به عن نفسه وهو سبحانه أعلم بنفسه وأصدق قيلا وأحسن حديثاً والعباد لا يحيطون به علماً. وما أثبته له رسوله أو نفاه عنه فهو خبر أخبر به عنه وهو أعلم الناس بربه وأنصح الخلق وأصدقهم وأفصحهم. ففي كلام الله تعالى ورسوله http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif كمال العلم والصدق والبيان فلا عذر في رده أو التردد في قبوله.

فصل

وكل ما ذكرنا من صفات الله تعالى تفصيلاً أو إجمالاً، إثباتاً أو نفياً؛ فإننا في ذلك على كتاب ربنا وسنة نبينا معتمدون، وعلى ما سار عليه سلف الأمة وأئمة الهدى من بعدهم سائرون.
ونرى وجوب إجراء نصوص الكتاب والسنة في ذلك على ظاهرها، وحملها على حقيقتها اللائقة بالله عز وجل، ونتبرأ من طريق المحرفين لها الذين صرفوها إلى غير ما أراد الله بها ورسوله، ومن طريق المعطلين لها الذين عطلوها عن مدلولها الذي أراده الله ورسوله، ومن طريق الغالين فيها الذين حملوها على التمثيل أو تكلفوا لمدلولها التكييف.
ونعلم علم اليقين أن ما جاء في كتاب الله تعالى أو سنة نبيه http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif فهو حق لا يناقض بعضه بعضاً، لقوله تعالى: http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif أفلا يتدبرون القران ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [النساء:82]، ولأن التناقض في الأخبار يستلزم تكذيب بعضها بعضاً، وهذا محال في خبر الله تعالى ورسوله http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif. ومن ادعى أن في كتاب الله تعالى أو سنة رسوله http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif أو بينهما تناقضاً فذلك لسوء قصده وزيغ قلبه؛ فليتب إلى الله تعالى ولينزع عن غيه، ومن توهم التناقض في كتاب الله تعالى أو في سنة رسوله http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif أو بينهما، فذلك إما لقلة علمه أو قصور فهمه أو تقصيره في التدبر، فليبحث عن العلم، وليجتهد في التدبر حتى يتبين له الحق، فإن لم يتبين له فليكل الأمر إلى عالمه، وليكف عن توهمه وليقل كما يقول الراسخون في العلم: http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif آمنا به كل من عند ربنا http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [آل عمران:7]، وليعلم أن الكتاب والسنة لا تناقض فيهما ولا بينهما اختلاف.

فصل

ونؤمن بملائكة الله تعالى وأنهم http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [الأنبياء:26-27]، خلقهم الله تعالى فقاموا بعبادته وانقادوا لطاعته http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون، يسبحون الليل والنهر لا يفترون http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [الأنبياء:19-20].
حجبهم عنا فلا نراهم، وربما كشفهم لبعض عباده، فقد رأى النبي http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif جبريل على صورته له ستمائة جناح قد سد الأفق، وتمثل جبريل لمريم بشرا سوياً فخاطبته وخاطبها، وأتى إلى النبي صلى الله وعنده الصحابة بصورة رجل لا يعرف ولا يرى عليه أثر السفر، شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر، فجلس إلى النبي http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif فأسند ركبتيه إلى ركبتي النبي http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif، ووضع كفيه على فخذيه، وخاطب النبي http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif، وخاطبه النبي http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif، وأخبر النبي http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif أصحابه أنه جبريل.
ونؤمن بأن للملائكة أعمالاً كلفوا بها: فمنهم جبريل الموكل بالوحي ينزل به من عند الله على من يشاء من أنبيائه ورسله، ومنهم ميكائيل: الموكل بالمطر والنبات، ومنهم إسرافيل: الموكل بالنفخ في الصور حين الصعق والنشور، ومنهم ملك الموت: الموكل بقبض الأرواح عند الموت، ومنهم ملك الجبال: الموكل بها، ومنهم مالك: خازن النار، ومنهم ملائكة موكلون الأجنة في الأرحام، وآخرون موكلون بحفظ بني آدم، وآخرون موكلون بكتابة أعمالهم، لكل شخص ملكان http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif عن اليمين وعن الشمال قعيد (17) ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [ق:17-18]، وآخرون موكلون بسؤال الميت بعد الانتهاء من تسليمه إلى مثواه، يأتيه ملكان يسألانه عن ربه و دينه و نبيه فـ http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif يثبت الله الذين آمنوا في الحياة الدنيا وفي الآخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [إبراهيم:27]، ومنهم الملائكة الموكلون بأهل الجنة http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif يدخلون عليهم من كل باب، سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [الرعد:23-24]، وقد أخبر النبي http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif أن البيت المعمور في السماء يدخله ـ وفي رواية ـ يصلي فيه كل يوم سبعون ألف ملك، ثم لا يعودون إليه آخر ما عليهم.

فصل

ونؤمن بأن الله تعالى أنزل على رسله كتبا حجة على العالمين ومحجة للعاملين، يعلمونهم بها الحكمة ويزكونهم.
ونؤمن بأن الله تعالى أنزل مع كل رسول كتاباً: لقوله تعالى http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [الحديد:25].
ونعلم من هذه الكتب:
أ. التوراة: التي أنزلها الله على موسى عليه الصلاة السلام، وهي أعظم كتب بني إسرائيل http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا والربانيون والأحبار بما استحفظوا من كتاب الله وكانوا عليه شهداء http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [المائدة:44].
ب. الإنجيل: الذي أنزله الله تعالى على عيسى عليه الصلاة السلام، وهو مصدق للتوراة ومتمم لها http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif وآتينه الإنجيل فيه هدى ونور ومصدقا لما بين يديه من التوراة وهدى وموعظة للمتقين http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [المائدة:46]، http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif ولأحل لكم بعض الذي حرم عليكم http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [آل عمران:50].
ج. الزبور: الذي آتاه الله تعالى داود عليه الصلاة السلام.
د. صحف إبراهيم وموسى: عليهما الصلاة والسلام.
هـ. القرآن العظيم: الذي أنزله الله على نبيه محمد خاتم النبيين http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [البقرة:185]، فكان http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [المائدة:48]، فنسخ الله به جميع الكتب السابقة، وتكفل بحفظه من عبث العابثين وزيغ المحرفين http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [الحجر:9]، لأنه سيبقى حجة على الخلق أجمعين إلى يوم القيامة.
وأما الكتب السابقة فإنها مؤقتة بأمد ينتهي بنزول ما ينسخها ويبين ما حصل فيها من تحريف وتغيير؛ ولهذا لم تكن معصومة من فقد وقع فيه التحريف والزيادة والنقص، http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [النساء:46]، http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [البقرة:79]، http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif قل من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى تجعلونه قراطيس تبدونها وتخفون كثيرا http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [الأنعام:91]، http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif وإن منهم لفريقا يلوون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب وما هو من الكتاب ويقولون هو من عند الله وما هو من عند الله ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون، ما كان لبشر أن يؤتيه الله الحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [آل عمران:78-79]، http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم كثيرا مما كنتم تخفون من الكتاب http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif إلى قوله: http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [المائدة:15-17].

فصل

ونؤمن بأن الله تعالى بعث إلى خلقه رسلا http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل وكان الله عزيزا حكيما http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [النساء:165]، ونؤمن بأن أولهم نوح وآخرهم محمد صلى الله عليهم وسلم أجمعين http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [النساء:163]، http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [الأحزاب:40]، وأن أفضلهم محمد ثم إبراهيم ثم موسى ثم نوح وعيسى ابن مريم وهم المخصوصون في قوله تعالى http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ابن مريم وأخذنا منهم ميثاقا غليظا http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [الأحزاب:7].
ونعتقد أن شريعة محمد http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif حاوية لفضائل شرائع هؤلاء الرسل المخصوصين بالفضل لقوله تعالى: http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تفرقوا فيه http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [الشورى:13].
ونؤمن بأن جميع الرسل بشر مخلوقون ليس لهم من خصائص الربوبية شيء، قال الله تعالى عن نوح وهو أولهم: http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif ولا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب ولا أقول إني ملك http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [هود:31]، وأمر الله محمداً وهو آخرهم أن يقول: http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif لا أقول لكم عندي خزائن الله ولا اعلم الغيب ولا أقول إني ملك http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [الأنعام:50]، وأن يقول http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif( لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا إلا ما شاء الله http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [الأعراف:188]، وأن يقول: http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif إني لا أملك لكم ضرا ولا رشدا، قل إني لن يجيرني من الله أحد ولن أجد من دونه ملتحدا http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [الجن:21-22].
ونؤمن بأنهم عبيد من عباد الله أكرمهم الله تعالى بالرسالة، ووصفهم بالعبودية في أعلى مقاماتهم وفي سياق الثناء عليهم، فقال عن أولهم نوح: http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif ذرية من حملنا مع نوح إنه كان عبدا شكورا http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [الإسراء:3]، وقال في آخرهم محمد http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [الفرقان:1]، وقال في رسل آخرين: http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif واذكر عبادنا إبراهيم وإسحق ويعقوب أولي الأيدي والأبصار http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [ص:45]، http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif ووهبنا لداود سليمان نعم العبد إنه أواب http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [ص:30]، وقال في عيسى ابن مريم: http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif إن هو إلا عبد أنعمنا عليه وجعلنه مثلا لبني إسرائيل http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [الزخرف:59].
ونؤمن بأن الله تعالى ختم الرسالات برسالة محمد http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif، وأرسله إلى جميع الناس لقوله تعالى: http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا الذي له ملك السموت والأرض لا إله إلا هو يحيي ويميت فآمنوا بالله ورسوله النبي الأمي الذي يؤمن بالله وكلمته واتبعوه لعلكم تهتدون http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [الأعراف:158].
ونؤمن بأن شريعته http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif هي دين الإسلام الذي ارتضاه الله تعالى لعبادة، وأن الله تعالى لا يقبل من أحد ديناً سواه لقوله تعالى: http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif إن الدين عند الله الإسلام http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [آل عمران:19] وقوله: http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [المائدة:3] وقوله: http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [آل عمران:85].
ونوى أن من زعم اليوم ديناً قائماً مقبولا عند الله سوى دين الإسلام، من دين اليهودية أو النصرانية أو غيرهما، فهو كافر يستتاب، فإن تاب وإلا قتل مرتدا؛ لأنه مكذب للقرآن.
ونرى أن من كفر برسالة محمد http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif إلى الناس جميعا فقد كفر بجميع الرسل، حتى برسوله الذي يزعم أنه مؤمن به متبع له؛ لقوله تعالى: http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif كذبت قوم نوح المرسلين http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [الشعراء:105]، فجعلهم مكذبين لجميع الرسل مع أنه لم يسبق نوحا رسول. وقال تعالى: http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif إن الذين يكفرون بالله ورسله ويريدون أن يفرقوا بين الله ورسله ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويريدون أن يتخذوا بين ذلك سبيلا، أولئك هم الكافرون حقا وأعتدنا لهم عذابا مهينا http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [النساء:150-151].
ونؤمن بأنه لا نبي بعد محمد رسول الله http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif، ومن ادعى النبوة بعده أو صدق من ادعاها فهو كافر؛ لأنه مكذب لله ورسوله وإجماع المسلمين.
ونؤمن بأن للنبي http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif خلفاء راشدين خلفوه في أمته علما ودعوة وولاية على المؤمنين، وبأن أفضلهم وأحقهم بالخلافة أبو بكر الصديق، ثم عمر ابن الخطاب، ثم عثمان بن عفان، ثم علي بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين. وهكذا كانوا في الخلافة قدرا كما كانوا في الفضيلة. وما كان الله تعالى ـ وله الحكمة البالغة ـ ليولي على خير القرون رجلاً، وفيهم من هو خير منه وأجدر بالخلافة.
ونؤمن بأن المفضول من هؤلاء قد يتميز بخصيصة يفوق فيها من هو أفضل منه، لكنه لا يستحق بها التفضيل المطلق على من فضله؛ لأن موجبات الفضل كثيرة متنوعة.
ونؤمن بأن هذه الأمة خير الأمم وأكرمها على الله عز وجل، لقوله تعالى: http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [آل عمران:110].
ونؤمن بأن خير هذه الأمة الصحابة ثم التابعون ثم تابعوهم، وبأنه لا تزال طائفة من هذه الأمة على الحق ظاهرين، لا يضرهم من خذلهم أو خالفهم حتى يأتي أمر الله عز وجل.
ونعتقد أن ما جرى بين الصحابة رضي الله عنهم من الفتن، فقد صدر عن تأويل اجتهدوا فيه، فمن كان منهم مصيبا كان له أجران، ومن كان منهم مخطئا فله أجر واحد وخطؤه مغفور له، ونرى أنه يجب أن نكف عن مساوئهم، فلا نذكرهم إلا بما يستحقونه من الثناء الجميل، وأن نطهر قلوبنا من الغل والحقد على أحد منهم؛ لقوله تعالى فيهم: http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلا وعد الله الحسنى http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [الحديد:10] وقوله تعالى: http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [الحشر:10].

فصل

ونؤمن باليوم الآخر، وهو يوم القيامة الذي لا يوم بعده، حين يبعث الله الناس أحياء للبقاء إما في دار النعيم وإما في دار العذاب الأليم.
فنؤمن بالبعث وهو إحياء الله تعالى الموتى حين ينفخ إسرافيل في الصور النفخة الثانية http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif ونفخ في الصور صعق من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم ينظرون http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [الزمر:68]، فيقوم الناس من قبورهم لرب العالمين، حفاة بلا نعال عراة بلا ثياب غرلاً بلا ختان http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif كما بدأنا أول خلق نعيده وعد علينا إنا كنا فاعلين http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [الأنبياء:104].
ونؤمن بصحائف الأعمال تعطى باليمين أو من وراء الظهور بالشمال http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif فأما من أوتي كتابه بيمينه، فسوف يحاسب حسابا يسيرا، وينقلب إلى أهله مسرورا، وأما من أوتي كتابه بشماله فسوف يدعو ثبورا، ويصلى سعيرا http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [الانشقاق:7-12]، http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا، اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [الإسراء:13-14].
ونؤمن بالموازين توضع يوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [الزلزلة:7-8]، http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون، ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم في جهنم خالدون. تلفح وجوههم النار وهم فيها كالحون http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [المؤمنون:102-104]، http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ومن جاء بالسيئة فلا يجزى إلا مثلها وهم لا يظلمون http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [الأنعام:160].
ونؤمن بالشفاعة العظمى لرسول الله http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif خاصة، يشفع عند الله تعالى بإذنه ليقضي بين عباده حين يصيبهم من الهم والكرب مالا يطيقون؛ فيذهبون إلى آدم ثم نوح ثم إبراهيم ثم موسى ثم عيسى حتى تنتهي إلى رسول الله http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif.
ونؤمن بالشفاعة فيمن دخل النار من المؤمنين أن يخرجوا منها، وهي للنبي http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif وغيره من النبيين والمؤمنين والملائكة، وبأن الله تعالى يخرج من النار أقواما من المؤمنين بغير شفاعة، بل بفضله ورحمته.
ونؤمن بحوض رسول الله http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif، ماؤه أشد بياضاً من اللبن، وأحلى من العسل، وأطيب من رائحة المسك، طوله شهر وعرضه شهر وآنيته كنجوم السماء حسنا وكثرة، يرده المؤمنون من أمته، من شرب منه لم يضمأ بعد ذلك.
ونؤمن بالصراط المنصوب على جهنم، يمر الناس عليه على قدر أعمالهم، فيمر أولهم كالبرق ثم كمر الريح ثم كمر الطير وشد الرجال، والنبي http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif قائم على الصراط يقول: يا رب سلم سلم، حتى تعجز أعمال العباد، فيأتي من يزحف، وفي حافتي الصراط كلاليب معلقة مأمورة تأخذ من أمرت به، فمخدوش ناج ومكردس في النار.
ونؤمن بكل ما جاء في الكتاب والسنة من أخبار ذلك اليوم وأهواله، أعاننا الله عليها.
ونؤمن بشفاعة النبي http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif لأهل الجنة أن يدخلوها، وهي للنبي خاصة.
ونؤمن بالجنة والنار، فالجنة دار النعيم التي أعدها الله للمؤمنين المتقين، فيها من النعيم ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [السجدة:17]. والنار دار العذاب أعدها الله تعالى للكافرين الظالمين، فيها من العذاب والنكال ما لا يخطر على البال http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif إنا أعتدنا للظالمين نارا أحاط بهم سرادقها وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه بئس الشراب وساءت مرتفقا http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [الكهف:29]. وهما موجودتان الآن، ولن تفنيا أبد الآبدين http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif ومن يؤمن بالله ويعمل صالحا يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا قد أحسن الله له رزقا http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [الطلاق:11]، http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif إن الله لعن الكافرين وأعد لهم سعيرا، خالدين فيها أبدا لا يجدون فيها وليا ولا نصيرا، يوم تقلب وجوههم في النار يقولون يا ليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسولا http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [الأحزاب:64-66].
ونشهد بالجنة لكل من شهد له الكتاب والسنة بالعين أو بالوصف، فمن الشهادة بالعين: الشهادة لأبي بكر وعمر وعثمان وعلي ونحوهم ممن عينهم النبي http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif، ومن الشهادة بالوصف: الشهادة لكل مؤمن أو تقي.
ونشهد بالنار لكل من شهد له الكتاب والسنة بالعين أو بالوصف، فمن الشهادة بالعين: الشهادة لأبي لهب وعمر بن لحي الخزاعي ونحوهما، ومن الشهادة بالوصف: الشهادة لكل كافر أو مشرك شركا أكبر أو منافق.
ونؤمن بفتنة القبر: وهي سؤال الميت في قبره عن ربه ودينه ونبيه فـ http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحيوة الدنيا وفي الآخرة http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [إبراهيم:27]، فيقول المؤمن: ربي الله، وديني الإسلام، ونبيي محمد، وأما الكافر والمنافق فيقول: لا أدري سمعت الناس يقولون شيئا فقلته.
ونؤمن بنعيم القبر للمؤمنين http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif الذين تتوفاهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [النحل:32].
ونؤمن بعذاب القبر للظالمين الكافرين http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت والملائكة باسطوا أيديهم أخرجوا أنفسكم اليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تقولون على الله غير الحق وكنتم عن آياته تستكبرون http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [الأنعام:93].
والأحاديث في هذا كثيرة معلومة، فعلى المؤمن أن يؤمن بكل ما جاء به الكتاب والسنة من هذه الأمور الغيبية، وأن لا يعارضها بما يشاهد في الدنيا، فإن أمور الآخرة لا تقاس بأمور الدنيا لظهور الفرق الكبير بينهما. والله المستعان.

فصل

ونؤمن بالقدر خيره وشره، وهو تقدير الله تعالى للكائنات حسبما سبق به علمه واقتضته حكمته.
وللقدر أربع مراتب:
المرتبة الأولى: العلم، فنؤمن بأن الله تعالى بكل شيء عليم، علم ما كان وما يكون وكيف يكون بعلمه الأزلي الأبدي، فلا يتجدد له علم بعد جهل، ولا يلحقه نسيان بعد علم.
المرتبة الثانية: الكتابة، فنؤمن بأن الله تعالى كتب في اللوح المحفوظ ما هو كائن إلى يوم القيامة http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif ألم تعلم أن الله يعلم ما في السموت والأرض إن ذلك في كتاب إن ذلك على الله يسير http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [الحج:70].
المرتبة الثالثة: المشيئة، فنؤمن بأن الله تعالى قد شاء كل ما في السموات والأرض، لا يكون شيء إلا بمشيئته، ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن.
المرتبة الرابعة: الخلق، فنؤمن بأن الله تعالى: http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif خالق كل شيء وهو على كل شيء وكيل له مقاليد السماوات والأرض http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [الزمر:62-63].
وهذه المراتب الأربع شاملة لما يكون من الله تعالى نفسه ولما يكون من العباد، فكل ما يقوم به العباد من أقوال أو أفعال أو تروك فهي معلومة لله تعالى مكتوبة عنده، والله تعالى قد شاءها وخلقها http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif لمن شاء منكم أن يستقيم وما تشاؤون إلا أن يشاء الله رب العالمين http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [التكوير:28-29]، http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكن الله يفعل ما يريد http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [البقرة:253]، http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif ولو شاء الله ما فعلوه فذرهم وما يفترون http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [الأنعام:137]، http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif والله خلقكم وما تعملون http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [الصافات:96].
ولكننا مع ذلك نؤمن بأن الله تعالى جعل للعبد اختيارا وقدرة بهما يكون الفعل، والدليل على أن فعل العبد باختياره وقدرته أمور:
الأول: قوله تعالى: http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [البقر:223]، وقوله: http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif وَلَوْ أَرَادُواْ الْخُرُوجَ لأَعَدُّواْ لَهُ عُدَّةً http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [التوبة:46]، فأثبت للعبد إتيانا بمشيئته وإعدادا بإرادته.
الثاني: توجيه الأمر والنهي إلى العبد، ولو لم يكن له اختيار وقدرة لكان توجيه ذلك إليه من التكليف بما لا يطاق، وهو أمر تأباه حكمة الله تعالى ورحمته وخبره الصادق في قوله: http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [البقر:286].
الثالث: مدح المحسن على إحسانه وذم المسيء على إساءته، وإثابة كل منهما بما يستحق، ولولا أن الفعل يقع بإرادة العبد واختياره لكان مدح المحسن عبثاً وعقوبة المسيء ظلماً، والله تعالى منزه عن العبث والظلم.
الرابع: أن الله تعالى أرسل الرسل http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [النساء:165]، ولولا أن فعل العبد يقع بإرادته واختياره ما بطلت حجته بإرسال الرسل.
الخامس: أن كل فاعل يحس أنه يفعل الشيء أو يتركه بدون أي شعور بإكراه، فهو يقوم ويقعد، ويدخل ويخرج ويسافر ويقيم بمحض إرادة، ولا يشعر بأن أحداً يكرهه على ذلك، بل يفرق تفريقاً واقعياً بين أن يفعل الشيء باختياره وبين أن يكرهه عليه مكره. وكذلك فرق الشرع بينهما تفريقاً حكيماً، فلم يؤاخذ الفاعل بما فعله مكرهاً عليه فيما يتعلق بحق الله تعالى.
ونرى أنه لا حجة للعاصي على معصيته بقدر الله تعالى؛ لأن العاصي يقدم على المعصية باختياره من غير أن يعلم أن الله تعالى قدرها عليه، إذ لا يعلم أحد قدر الله تعالى إلا بعد وقوع مقدوره http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif وما تدري نفس ماذا تكسب غدا http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [لقمان:34]، فكيف يصح الاحتجاج بحجة لا يعلمها المحتج بها حين إقدامه على ما اعتذر بها عنه، وقد ابطل الله تعالى هذه الحجة بقوله تعالى: http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ لَوْ شَاء اللّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلاَ آبَاؤُنَا وَلاَ حَرَّمْنَا مِن شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم حَتَّى ذَاقُواْ بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِندَكُم مِّنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِن تَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ أَنتُمْ إَلاَّ تَخْرُصُونَ http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [الأنعام:148].
ونقول للعاصي المحتج بالقدر: لماذا لا تقدم على الطاعة مقدرا أن الله تعالى قد كتبها لك، فإنه لا فرق بينها وبين المعصية في الجهل بالمقدور قبل صدور الفعل منك؟ ولهذا لما أخبر النبي http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif الصحابة بأن كل واحد قد كتب مقعده من الجنة ومقعده من النار قالوا: أفلا نتكل وندع العمل؟ قال: { لا اعملوا فكل ميسر لما خلق له }.
ونقول للعاصي المحتج بالقدر: لو كنت تريد السفر لمكة وكان لها طريقان، أخبرك الصادق أن أحدهما مخوف صعب والثاني آمن سهل، فإنك ستسلك الثاني ولا يمكن أن تسلك الأول وتقول: إنه مقدر علي؛ ولو فعلت ذلك لعدك الناس في قسم المجانين.
ونقول أيضا: لو عرض عليك وظيفتان، إحداهما ذات مرتب أكثر، فإنك سوف تعمل فيها دون الناقصة، فكيف تختار لنفسك في عمل الآخرة ما هو الأدنى ثم تحتج بالقدر؟
ونقول له أيضا: نراك إذا أصبت بمرض جسمي طرقت باب كل طبيب لعلاجك، وصبرت على ما ينالك من ألم عملية الجراحة وعلى مرارة الدواء، فلماذا لا تفعل مثل ذلك في مرض قلبك بالمعاصي؟
ونؤمن بأن الشر لا ينسب إلى الله تعالى لكمال رحمته وحكمته، قال النبي http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif: { والشر ليس إليك } [رواه مسلم]، فنفس قضاء الله تعالى ليس فيه شر أبداً، لأنه صادر عن رحمة وحكمة، وإنما يكون الشر في مقضياته؛ لقول النبي صلى اله عليه وسلم في دعاء القنوت الذي علمه الحسن: { وقني شر ما قضيت } فأضاف الشر إلى ما قضاه، ومع هذا فإن الشر بالمقضيات ليس شراً خالصاً محضاً، بل هو شر في محله من وجه، وخير من وجه، أو شر في محله، خير في محل آخر؛ فالفساد في الأرض من الجدب والمرض والفقر والخوف شر، لكنه خير في محل آخر، قال الله تعالى http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [الروم:41]، وقطع يد السارق ورجم الزاني شر بالنسبة للسارق والزاني في قطع اليد وإزهاق النفس، لكنه خير لهما من وجه آخر، حيث يكون كفارة لهما فلا يجمع لهما بين عقوبتي الدنيا والآخرة، وهو أيضا خير في محل آخر، حيث إن فيه حماية الأموال والأعراض والأنساب.

فصل

هذه العقيدة السامية المتضمنة لهذه الأصول العظيمة تثمر لمعتقدها ثمرات جليلة كثيرة؛ فالإيمان بالله تعالى وأسمائه وصفاته يثمر للعبد محبة لله وتعظيمه الموجبين للقيام بأمره واجتناب نهيه، والقيام بأمر الله تعالى واجتناب نهيه يحصل بها كمال السعادة في الدنيا والآخرة للفرد والمجتمع http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [النحل:97].
ومن ثمرات الإيمان بالملائكة:
أولا: العلم بعظمة خالقهم تبارك وتعالى وقوته وسلطانه.
ثانيا: شكره تعالى على عنايته بعباده، حيث وكل بهم من هؤلاء الملائكة من يقوم بحفظهم وكتابة أعمالهم غير ذلك من مصالحهم.
ثالثا: محبة الملائكة على ما قاموا به من عبادة الله تعالى على الوجه الأكمل ولاستغفارهم للمؤمنين.
ومن ثمرات الإيمان بالكتب:
أولا: العلم برحمة الله تعالى ورحمة بخلقه، حيث أنزل لكل قوم كتابا يهديهم به.
ثانيا: ظهور حكمة الله تعالى، حيث شرع في هذه الكتب لكل أمة ما يناسبها، وكان خاتم هذه الكتب القران العظيم مناسبا لجميع الخلق في كل عصر ومكان إلى يوم القيامة.
ثالثا: شكر نعمة الله تعالى على ذلك.
ومن ثمرات الإيمان بالرسل:
أولا: العلم برحمة الله تعالى وعنايته بخلقه، حيث أرسل إليهم أولئك الرسل الكرام للهداية والإرشاد.
ثانيا: شكره تعالى على هذه النعمة الكبرى.
ثالثا: محبة الرسل وتوقيرهم والثناء عليهم بما يليق بهم؛ لأنهم رسل الله تعالى وخلاصة عبيده، قاموا لله بعبادته وتبليغ رسالته والنصح لعباده والصبر على أذاهم.
ومن ثمرات الإيمان باليوم الآخر:
أولا: الحرص على طاعة الله تعالى رغبة في ثواب ذلك اليوم، والبعد عن معصيته خوفا من عقاب ذلك اليوم.
ثانيا: تسلية المؤمن عما يفوته من نعيم الدنيا ومتاعها، بما يرجوه من نعيم الآخرة وثوابها.
ومن ثمرات الإيمان بالقدر:
أولاك الاعتماد على الله تعالى عند فعل الأسباب؛ لأن السبب والمسبَب كلاهما بقضاء الله وقدره.
ثانيا: راحة النفس وطمأنينة القلب؛ أنه متى علم أن ذلك بقضاء الله تعالى، وأن المكروه كائن لا محالة، ارتاحت النفس واطمأن القلب ورضي بقضاء الرب، فلا أحد أطيب عيشا وأريح نفسا وأقوى طمأنينة ممن آمن بالقدر.
ثالثا: طرد الإعجاب بالنفس عند حصول المراد؛ لأن حصول ذلك نعمة من الله بما قدره من أسباب الخير والنجاح، فيشكر الله تعالى على ذلك ويدع الإعجاب.
رابعا: طرد القلق والضجر عند فوات المراد أو حصول المكروه؛ لأن ذلك عدم رضى بقضاء الله تعالى الذي له ملك السموات والأرض وهو كائن لا محالة، فيصبر على ذلك ويحتسب الأجر، وإلى هذا يشير الله تعالى بقوله: http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (22) لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [الحديد:23،22].
فنسأل الله تعالى أن يثبتنا على هذه العقيدة، وأن يحقق لنا ثمراتها ويزيدنا من فضله، وأن لا يزيغ قلوبنا بعد إذ هدانا، وأن يهب لنا منه رحمة إنه هو الوهاب. والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان.
http://www.hawahome.com/MySmiles/Smiles/2006-10-07-03_35_17abce1f5216.gif
التوحيد ومعنى كلمه
'' لا إله إلا الله ''
أن هذه الكلمة هي الفارقة بين الكفر والإسلام ، وهي كلمة التقوى، وهي العروة الوثقى ، وهي التي جعلها إبراهيم عليه السلام كلمة باقية في عقبه لعلهم يرجعون ، وليس المراد بقولها باللسان مع الجهل بمعناها ، فإن المنافقين يقولونها وهم تحت الكفار في الدرك الأسفل من النار، مع كونهم يصلون ويتصدقون ، ولكن المراد بقولها مع معرفتها بالقلب ومحبتها ومحبة أهلها وبغض ما خالفها ومعاداته ، كما قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : من قال لا إله إلا الله مخلصا ، وفي رواية خالصا من قلبه، وفي رواية صادقا من قلبه ، وفي حديث آخر : من قال لا إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله ، إلى غير ذلك من الأحاديث الدالة على جهالة أكثر الناس بهذه الشهادة ، فاعلم أن هذه الكلمة نفي وإثبات نفي الإلهية عما سوى الله تعالى من المخلوقات ، حتى محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، وجبرائيل فضلا عن غيرهم من الأولياء والصالحين .

إذا فهمت ذلك فتأمل هذه الألوهية التي أثبتها الله لنفسه ، ونفاها عن محمد وجبرائيل وغيرهما ، أن يكون لهم مثقال حبة من خردل ، فاعلم أن هذه الألوهية هي التي تسميها العامة في زماننا السر والولاية ، والإله معناه الولي الذي فيه السر ، وهو الذي يسمونه الفقير والشيخ ، وتسميه العامة السيد وأشباه هذا ، وذلك أنهم يظنون أن الله جعل لخواص الخلق منزلة ، يرضى أن الإنسان يلتجئ إليهم ويرجوهم ويستغيث بهم ويجعلهم واسطة بينه وبين الله ، فالذي يزعم أهل الشرك في زماننا أنهم وسائطهم وهم الذين يسميهم الأولون (الآلهة) ، والواسطة هو الإله، فقول الرجل لا إله إلا الله، إبطال الوسائط .

فإذا أردت أن تعرف هذا معرفة تامة، فذلك بأمرين :

الأول : أن تعرف أن الكفار الذين قاتلهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وقتلهم ونهب أموالهم ، واستحل نساءهم ، كانوا مقرين لله سبحانه ، بتوحيد الربوبية ، وهو أنه لا يخلق ، ولا يرزق ، ولا يحيي ، ولا يميت ، ولا يدبر الأمور إلا الله وحده ، كما قال الله تعالى :{ قل مَن يرزقكم من السماء والأرض أمن يملك السمع والأبصار ومَن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي، ومَن يدبر الأمر، فسيقولون الله } .

وهذه مسألة عظيمة مهمة ، وهي أن تعرف أن الكفار شاهدون بهذا كله ومقرون بها ومع ذلك لم يدخلهم ذلك في الإسلام ولم يحرم دماءهم ولا أموالهم ، وكانوا أيضا يتصدقون ويحجون ويعتمرون ويتعبدون ويتركون أشياء من المحرمات خوفا من الله عز وجل

ولكن الأمر الثاني هو الذي كفرهم وأحل دماءهم وأموالهم ، وهو أنهم لم يشهدوا لله بتوحيد الألوهية ، وهو أنه لا يدعى ولا يرجى إلا الله وحده لا شريك له ولا يستغاث بغيره ولا يذبح لغيره ولا ينذر لغيره ، لا لملَك مقرب ولا نبي مرسل ، فمن استغاث بغيره فقد كفر ، ومن ذبح لغيره فقد كفر ، ومن نذر لغيره فقد كفر وأشباه ذلك .

وتمام هذا، أن تعرف أن المشركين الذين قاتلهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كانوا يدعون الصالحين مثل الملائكة وعيسى وعزير وغيرهم من الأولياء ، فكفروا بهذا مع إقرارهم بأن الله هو الخالق الرازق المدبر ، وإذا عرفت هذا عرفت معنى لا إله إلا الله ، وعرفت أن من نخا نبيا أو ملكا أو ندبه أو استغاث به فقد خرج من الإسلام ، وهذا هو الكفر الذي قاتلهم عليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فإن قال قائل من المشركين : نحن نعرف أن الله هو الخالق الرازق المدبر ، يمكن هؤلاء الصالحين أن يكونوا مقربين ونحن ندعوهم وننذر لهم وندخل عليهم ونستغيث بهم ونريد بذلك الوجاهة والشفاعة ، وإلا نحن نفهم أن الله هو الخالق المدبر . فقل : كلامك هذا مذهب أبي جهل وأمثاله فإنهم يدعون عيسى وعزيرا والملائكة والأولياء يريدون ذلك، كما قال تعالى : { والذين اتخذوا من دونه أولياءَ ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى } ، وقال تعالى { ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله } .

فإذا تاملت هذا تاملا جيداً ، عرفت ان الكفار يشهدون لله بتوحيد الربوبية ، وهو تفرد بالخلق والرزق والتدبير ، وهم ينخون عيسى والملائكة والأولياء يقصدون أنهم يقربونهم إلى الله ويشفعون عنده ، وعرفت أن من الكفار خصوصا النصارى منهم ، من يعبد الله الليل والنهار ، ويزهد في الدنيا ، ويتصدق بما دخل عليه منها ، معتزل في صومعة عن الناس ، ومع هذا : كافر عدو لله.. مخلد في النار ، بسبب اعتقاده في عيسى أو غيره من الأولياء ، يدعوه أو يذبح له أو ينذر له ، تبين لك كيف صفة الإسلام ، الذي دعا إليه نبيك صلى الله عليه وآله وسلم ، وتبين لك أن كثيرا من الناس عنه بمعزل ، وتبين لك معنى قوله صلى الله عليه وآله وسلم : بدا الإسلام غريباً ، وسيعود غريبا كما بدأ .

فالله الله يا إخواني تمسكوا بأصل دينكم، وأوله وآخره وأسه ورأسه : شهادة أن لا إله إلا الله.. واعرفوا معناها، وأحبوها وأحبوا أهلها ، واجعلوهم إخوانكم ، ولو كانوا بعيدين ، واكفروا بالطواغيت وعادوهم وابغضوهم ، وابغضوا من أحبهم أو جادل عنهم أو لم يكفرهم أو قال ما علي منهم أو قال ما كلفني الله بهم ، فقد كذب هذا على الله وافترى ، فقد كلفه الله بهم وافترض عليه الكفر بهم والبراءة منهم ولو كانوا إخوانهم وأولادهم.. فالله الله ، تمسكوا بذلك لعلكم تلقون ربكم لا تشركون به شيئا ، اللهم توفـنا مسلمين ، وألحقنا بالصالحين .

ولنختم الكلام بآية ذكرها الله في كتابه ، تبين لك أن كفر المشركين من أهل زماننا أعظم كفراً من الذين قاتلهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، قال الله تعالى : { وإذا مسكم الضر في البحر ضل مَن تدعون إلا إياه فلما نجاكم إلى البر أعرضتم وكان الإنسان كفوراً } .

فقد سمعتم أن الله سبحانه ذكر عن الكفار أنهم إذا مسهم الضر تركوا السادة والمشائخ ولم يستغيثوا بهم بل أخلصوا لله وحده لا شريك له واستغاثوا به وحده ، فإن جاء الرخاء أشركوا ، وانت ترى المشركين من أهل زماننا ولعل بعضهم يدعي أنه من أهل العلم وفيه زهد واجتهاد وعبادة ، إذا مسه الضر قد يستغيث بغير الله مثل معروف أو عبد القادر الجيلاني وأجل من هؤلاء مثل زيد بن الخطاب والزبير ، وأجل من هؤلاء مثل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، والله المستعان . . . وأعظم من ذلك وزرا أنهم يستغيثون بالطواغيت والكفرة والمردة مثل شمسان وإدريس ويونس وأمثالهم .
والله سبحانه أعلم http://www.dubaieyes.net/gallery/data/media/69/t-0%20%2811%29.gif
◄◄(حكم من قال؛ "لا إله إلا الله"، ولم يكفر بما يُعبد من دون الله )◄◄


سُئل العلامة عبد الله أبا بطين عن معنى؛ لا إله إلا الله، وعمن قالها ولم يكفر بما يعبد من دون الله؟ وهل من قالها، ودعا نبياً أو ولياً؛ تنفعه؟ أو هو مباح الدم والمال - ولو قالها -؟


* * *

فأجاب رحمه الله:

معنى "لا إله إلا الله " - عند جميع أهل اللغة، وعلماء التفسير، والفقهاء كلهم - يفسرون الإله؛ بالمعبود، والتأله؛ التعبد.

وأما العبادة، فعرفها بعضهم بأنها؛ ما أمر به شرعاً، من غير اطراد عرفي، ولا اقتضاء عقلي.

والمأثور عن السلف تفسير العبادة؛ بالطاعة، فيدخل في ذلك فعل المأمور، وترك المحظور، من واجب ومندوب، وترك المنهى عنه، من محرم و مكروه.

فمن جعل نوعاً من أنواع العبادة لغير الله - كالدعاء، والسجود، والذبح، والنذر، وغير ذلك - فهو مشرك.

ولا إله إلا الله؛ إثبات العبادة لله وحده، والبراءة من كل معبود سواه، وهذا معنى الكفر بما يعبد من دونه، لأن معنى الكفر بما يعبد من دونه؛ البراءة منه، واعتقاد بطلانه، وهذا معنى الكفر بالطاغوت في قوله تعالى: {فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى}.

والطاغوت؛ اسم لكل معبود سوى الله، كما في قوله تعالى: {ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت}.

وقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: (من قال "لا إله إلا الله"، وكفر بما يعبد من دون الله؛ حرم ماله، ودمه، وحسابه على الله).

فقوله: (وكفر بما يعبد من دون الله)، الظاهر؛ أن هذا زيادة إيضاح، لأن "لا إله إلا الله" متضمنة الكفر بما يعبد من دون الله.

ومن قال؛ لا إله إلا الله، ومع ذلك يفعل الشرك الأكبر - كدعاء الموتى، والغائبين، وسؤالهم قضاء الحاجات، وتفريج الكربات، والتقرب إليهم بالنذور، والذبائح -؛ فهذا مشرك - شاء أم أبى - و {الله لا يغفر أن يشرك به}، و {من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار}، ومع هذا فهو شرك، ومن فعله؛ فهو كافر.

ولكن كما قال الشيخ: (لا يقال فلان كافر، حتى يبين له ما جاء به الرسول صلي الله عليه وسلم، فإن أصر بعد البيان؛ حكم بكفره، وحل دمه، وماله).

وقال تعالى: {وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة}، أي؛ شرك، {ويكون الدين كله لله}.

فإذا كان في بلد وثن يعبد من دون الله؛ قوتلوا لأجل هذا الوثن، أي لإزالته وهدمه وترك الشرك، حتى يكون الدين كله لله.

والدعاء؛ دين، سماه الله دينا، كما في قوله تعالى: {فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين}، أي؛ الدعاء.

وقال صلى الله عليه وسلم: (بعثت بالسيف بين يدي الساعة، حتى يعبد الله وحده لا شريك له).

فمتى كان شيء من العبادة مصروفا لغير الله؛ فالسيف مسلول عليه.


والله أعلم

http://www.hawahome.com/MySmiles/Smiles/2006-10-07-03_35_17abce1f5216.gif

وفي النهايه
أرجو أني وفقت في طرح الموضوع
استودعتكم عند الله الذي لا تضيع ودائعه
http://saaid.net/twage3/010.gif

Jodie
30-11-2012, 08:30 PM
جزاك الله خيرا على الموضوع

سميد
4-12-2012, 11:56 PM
جزاكي الله كل خير اختي على طرح مميز
حفظكم الله
~

KING11
5-12-2012, 09:16 PM
مشكورة ياأختي وبارك الله فيكي