المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لا عـزة لـنـا إلا بـالإسـلام



[ اللــيـــث ]
13-3-2013, 10:25 PM
http://images.msoms-anime.net/images/92060787472895237315.jpg


الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، وبعد :


فإن أمة الإسلام في هذه الأيام تعيش وتواجه متغيراتٍ كثيرة ، لأسبابٍ منها: وجود الانفتاح الإعلامي العالمي، وعولمة الغرب، وتفرق المسلمين وتنوع مناهجهم، سواءً فيما يدعون إليه، أو في كيفية مواجهة أعداء الدين على مختلف مللهم ونحلهم. وطوائف أهل البدع الضالة على تفاوت درجاتها في الضلالة.
ومواجهة ذلك المواجهة الصحيحة، تكون بقوة الحق الواضح المستبين ، بالتأصيل العلمي والمنهجي في حياة المسلمين عامة وأهل العلم والدعوة إلى الله خاصة، وهذا الذي سار عليه سلفنا الصالح منذُ زمن الصحابة- رضي الله عنهم- ومن جاء بعدهم، من أئمة الهدى في القرون المفضلة وما بعدها.
وأي انحرافٍ عن منهجهم- بتنازلاتٍ عن أصول الدين ومسلماته، أو بالتقاربِ مع طوائفِ الضلالِ والبدع، أو الرضا براياتٍ جاهليةٍ علمانية، لتحقيق مصالح قومية ونحوها، أو تبني أطروحاتٍ كلاميةٍ عقلانيةٍ منحرفة من أجل التقاربِ مع حضارة الغربِ وثقافته، وعدم الصدام معها- أو غير ذلك من ألوان الانحراف، فلن يزيدنا إلا تفرقاً وضعفاً وهزيمة أمام أعدائنا.


وعلى ذلك فالدعوة إلى العودة إلى منهاج السلف الصالح علماً وعملاً ، وسلوكاً ومنهجاً ، هو الواجب عند اختلاف الأمة وتفرقها ، كما أخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وتفصيل ذلك يطول ، وقد كُتبت فيه والحمد لله دراسات متعددة.
http://images.msoms-anime.net/images/02673599202375885126.jpg


ولكني أشير- في هذه العجالة - إلى جملةٍ من الأسس التي لابد منها ، أهمها :


اليقين القاطع الذي لا يتزعزع بصلاحية هذا الدين لكل زمان ومكان، ومنه هذا العصر الذي نعيشه، بعولمته، وتقنياته، وقوة أعداء الإسلام المادية، وضعف المسلمين وتأخرهم.


وليس هذا من باب الأماني، ولا من باب التعلق بمطلق الغيبيات الذي يحاول التيار العلماني أن يفسر به الحلول الإسلامية المؤصلة، ولكنه حقائق هذا الدين علماً وعملاً، وتاريخاً وحضارةً وتجربة، وشهاداتٍ من الأعداء تلجمُ أفواه هؤلاء الذين ما فتئوا يطعنون في هذا الدين وحقائقه العقدية والشرعية الكاملة، وها هي تجاربهم العلمانية على مختلف مدارسها الفكرية وعلى مدار قرابة المائة عام، لم تقدم فكراً مؤصلا، ولا مواجهةً لحضارة الغرب، ولا نصراً على الأعداء، ولا حياةً هنيئةً لشعوبهم المسكينة، بل جرت الأمة إلى ألوانٍ من الهزائم العسكرية والسياسية، والثقافية والاجتماعية والتقنية، ونحن في مزيد .

http://images.msoms-anime.net/images/02673599202375885126.jpg


ولكن ينبغي أن يعلم جميع من يحبُّ هذا الدين، ويفرح بالانتساب إليه، ويرى فيه الحلول المثلى لواقعنا، أن هذا لا يكفي، وأن مجرد العواطف الجياشة لا تصنعُ شيئاً بمجردها ، بل لابد إن كنا جادين في أخذ هذا الدين بقوة من أمورٍ ثلاثة:


الأول : العودة الصادقة إلى هذا الدين والثبات عليه، ونعني بذلك أن تعود الأمة إلى إسلامها، عقيدةً وشريعةً ومنهاج حياة، وثقةً بهذا الدين وصلاحيته، وأن تأخذه بقوةٍ وصدق مع ربها تبارك وتعالى، وأن لا يزيدها عداءَ الأعداء واتهاماتهم وأقاويلهم إلا ثباتاً على هذا الدين ، وثقةً به وتمسكاً بحبل الله المتين .


ومن ثم فلا مجال في هذه الأمة إن أردنا العودة حقاً وصدفاً للمشككين والمرتابين والمنافقين، فضلاً عن الملاحدة والزنادقة المعلنين رفضهم لهذا الدين .


الثاني : اليقين التام بأن هذا الدين حق، لأنَّه من عند الله تعالى، الملك الحق المبين،الذي أرسل خاتم رسله محمداً e، لتكون رسالته ناسخةً لما سبقها من الديانات، فدين اليهود أو النصارى لو فرض أن أهله تخلوا عن كل كفرٍ وشرك، عرفوا به ولم يؤمنوا ويتبعوا محمداً صلى الله عليه وسلم ، فهم على ضلالٍ وكفرٍ بحكم رب العالمين قال تعالى: " وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإسلام دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ "
ويتبع ذلك اليقين بأن الله ناصرُ هذا الدين، وأهله المتمسكين به كما أمر وشرع،وقد جاءت السنة النبوية الصحيحة مبينةً بقاءَ هذا الدين وأتباعه، ونصرهم إلى أن تقوم الساعة، وعليه فالمستقبل على كل الأحوال لدين الإسلام.


وعلى المسلمين أن يعوا هذه الحقائق، وهم يقدمون دينهم إلى العالمين جميعاً، هدى ونوراً ورحمة وإنقاذاً لهم من عذاب الله تعالى، وأن يتمسكوا به وهم يواجهون أصناف الكفار والأعداء، على مختلف عقائدهم ومللهم ونحلهم.


الثالث : الأخذ بالأسباب الشرعية والمادية، كما فعل رسول الله e وصحابته الكرام وهذا يقتضي :


أ - العمل بهذا الدين وتطبيقه في واقع حياتنا الخاصة والعامة، علماً وعملاً، عقيدةً وشريعة، عبادةً ومعاملات ،حكاماً ومحكومين،ولنعلم أنه مالم نعمل بهذا في خاصة أنفسنا نحن المسلمين، فلن نستطيع تقديم هذا الدين للآخرين ودعوتهم إليه.


ب - الأخذ بالأسباب المادية التي أمر بها شرعنا الحنيف، فهي في النهاية شرعيةٌ مادية، وذلك بأن نأخذ بأسباب ووسائل القوةِ ما استطعنا إلى ذلك سبيلاً ، وذلك في جميع المجالات المختلفة الاجتماعيةِ والزراعيةِ، والصناعيةِ والاقتصادية،والتقنية على مختلف فروعها .

http://images.msoms-anime.net/images/02673599202375885126.jpg


وديننا والحمد لله لم يعرف- قديماً أو حديثاً الصراعَ بين حقائقهِ الثابتة ، والعلمُ المادي الصحيح النافع !! وإن كانت التيارات العلمانية في العالم الإسلامي- تقليداً لظروف علمانيةَ الغرب، وصراع الكنيسة والعلم عندهم، تحاول أن تنقل الصراع نفسهُ إلى عالم الإسلام والمسلمين، نظراً لبغضها وحقدها على دين الإسلام، وجهل بعضهم به.


ودين الإسلام إنما يحاربُ إلحاد الغرب وزندقته،وانحرافه وتحلله وضلاله، واستعماره وظلمه، وحربه الضروس ضد الإسلام أمام التقدم العلمي المادي النافع على مختلف تخصصاته وفروعه فهو من أكبر الداعين إليه .
وها هي شواهد حضارة الإسلام تدلُ على ذلك.


http://images.msoms-anime.net/images/44132561204956249778.jpg

أنس أسامة
15-3-2013, 05:01 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

جزاك الله كل خير أخي الغالي سامر

سلمت يمناك

طبعا فالعز دائما في الإسلام أصلا ما عم الفساد إلا بإبتعادنا من ديننا الحنيف

سعدت جدا بالموضع العام جدا

تنسيق الموضوع في غاية الروعة و الجمال

مهما قلت فلساني عاجز عن التعبير

تحياتي لك

في حفظ الرحمن و رعايته

Abu Aljrah
15-3-2013, 08:01 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ,,



اليقين القاطع الذي لا يتزعزع بصلاحية هذا الدين لكل زمان ومكان، ومنه هذا العصر الذي نعيشه، بعولمته، وتقنياته، وقوة أعداء الإسلام المادية، وضعف المسلمين وتأخرهم.


بارك الله فيك ، ونفع بك ..

ما أروع ما كتبت ما شاء الله ،،

جزيت خيرًا ،،

في أمان الله ~

احبكو
14-4-2013, 02:35 AM
الله يجززاك كل خخير ,.
يعافيك ربي ع طرحك للموضوع ,,

جحافل
29-4-2013, 06:24 AM
جزاكم الله خيراً ونفع بكم