المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خاطرة قارىء (2)



jik_black
18-4-2013, 09:43 PM
لقد كان متسمرا , مصدوما , لا يعرف ماذا يجري, يلتفت يمينا و شمالا, نظر للأعلى فوجد والده متكئا على حائط مهجور , يخفي وحهه باستحياء ات يريد لأحد أن يرى تساقط دموعه.
حدق في والده لا يعرف ماذا جرى, نظر خلفه وجده شقيقيه ملقيان على الارض اراد أن يعود لهما لكنه لم يستطع ؛فالأب الحزين تشبث به فهو لا يريد أن يخسره .وقف سأل نفسه ماذا جرى؟ و عادت به الذكريات الى ما قبل الموقف بساعة؛ حيث ألات الحرب بدأت تفتك بالبشر ,و نصف الحي قد قصف ,و لا بد من المغادرة. تذكر كيف انه تشاجر مع أخيه الصغير على دمية من قماش كانت قد صنعتها امهم لهم ليتسلوا بها, أخذ صاحبنا الدمية من أخيه و بدأ الصغير يبكي, حاول الاب ان ينهرهما لكن أكبرهم تصرف و حمل شقيقه على ظهره ثم قال له:" سنلعب لعبة الفارس و الحصان انت الفارس و أنا الحصان" ابتسم الصغير مع أن دموعه متلألئة لكنه نام على كتفي اخيه .أعجب الاب بانه و قال:" أصبحت رجلا تتحمل المسؤلية " غار صاحبنا من أخويه و بدأ يتململ فحمله الأب و قال:" أنا حصانك أيها الفارس فلنرحل من هنا"فرح صاحبنا ثم صمت خوفا من الأحداث المحيطة. ساروا في طريق ظنوا بأنها طريق نجاة مشوا بأقدام حافية يغادرون الحي القديم حيث صنعت فيهم الذكريات القليلة التي لن يستمتعوا كثيرا في تذكرها ذكريات السعادة فيها قليلة مقارنة بالمؤلمة, اكملوا المشوار و احتموا ببيت قريب مع اناس هاربين اخرين, علامات الخوف هي المسيطر الوحيد على الوجوه جميعها , قال:" لهم ابوهم اياكم و ان تفترقوا". و ما إن أنهى الأب جملته حتى قذائف المدفعية تنهال عليهم و بدأ الناس يركضون كالمجانين و أمسك صاحبنا بوالده و بدميته يسأل عن أمان افتقده أغمض عينيه ثم بدأ يقول :" يا رب تنتهي الحرب يا رب تنتهي الحرب" ثم هدوء مخيف بعده عويل فتح عينيه.
أفلت صاحبنا يده من والده و ركض نحو شقيقيه نظر اليهما و الدموع تملأ عينيه ذهب لشقيقه الصغير و قال له:" خذ اللعبة و استيقظ"
اللهم عليك بقتلة الأبرياء في سوريا اللهم عليك ببشار الأسد