AmerBadawy
1-7-2013, 08:04 PM
http://im31.gulfup.com/YA0Nl.png
إن الحمد لله نحمده تعالى ونستينه ونستغفره، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا ومنسيئات أعمالنا
من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله ، وحده لا شريك له ، وأشهد
أن محمدًا عبده ورسوله ، وصفيه من خلقه وخليله ، أجى الأمانة وبلغ الرسالة ، وجاهد في الله حتى أتاه اليقين
فاللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم ، وبارك اللهم على محمد
وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين ، إنَّك حميد مجيد.
وبعد فإن أصدق الله كتاب الله تعالى ، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم ، وكل محدثه بدعة
وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار ، أما بعد
ففي هذا الموضوع - إن شاء الله - سوف يكون حديثنا عن الأسماء الموصولة بشرح يسير من دون ما وحشية في
الألفاظ ، فسوف نتكلم عنها من خلال شرح قطر الندى وبل الصدى لابن هشام الأنصاري - رحمه الله - وهو كتاب
للمبتدئين في هذا العلم أو السالكين ، وعليه فسيكون الشرح مفهومًا - إن شاء الله تعالى - ، وأبدأ متوكلًا على
الله ، فهو نعم الوكيل.
فلتعلم أولًا أن الموصولات تنقسم إلى قسمين: الأول الموصولان الحرفية ، والثاني الموصولات الاسمية
فأما الموصولات الاسمية فهي التي سيكون كلامنا عليها في هذا الموضوع.
وأما الموصولات الحرفية فهي التي تؤول مع ما بعدها بمصدر ، ولا تحتاج إلى عائد يعود عليها ، وهي خمسة أحرف
أن المفتوحة الهمزة الناصبة للاسم الرافعة للخبر ، وأن المفتوحة الهمزة الناصبة للمضارع ، وما ، وكي ، ولو الدالة على التمني.
فهذه الخمس تسمى الموصولات الحرفية.
أما الموصولات الاسمية التي تعنينا الآن على ضربين : خاصة ، ومشتركة.
فالخاصة : "الذي" للمفرد المذكر ، و"التي" للمفرد المؤنث ، و"اللذان" لتثنية المفرد ، و"اللتان" لتثنية المؤنث ،
و"الألى" لجمع المذكر ، وكذبك "الذين" وهو يكون بالياء في كل أحواله على اللغة المشهورة، بيد أن ثمة لغة أخرى لقبيلة هذيل
أو عقيل ، فإنهم يقولون "الذون" رفعًا ، و"الذين" نصبًا وجرًّا ، ويُستشهد على ذلك ببيت أبي حرب بن الأعلم وهو من عقيل:
نَحْنُ الَّذُوْنَ صَبَّحُوْا الصَّبَاحَا .... يَوْمَ النُّخَيْلِ غَاْرَةً مِلْحَاحًا
و"اللائي" و"اللاتي" لجمع المؤنث ، ويمكن إثبات الياء فيهما وتركهما.
أما المشتركة فهي ستة : مَنْ ، وما ، وأي ، وأل ، وذو ، وذا.
وإنما سميت مشتركة لأن المفرد والجمع والمذكر والمؤنث فيها سواء ، تقول "يعجبني من جاءك ، ومن جاءتك ، ومن جاآك ،
ومن جاؤوك ، ومن جئنك" وقس على البقية بنحو هذا.
أما "أل" الموصولة فإنها تكون كذلك بشرط أن تدخل على وصف صريح لغير تفضيل ، ونعني بالوصف الصريح ثلاثة أشياء
وهي اسم الفاعل كالضارب ، واسم المفعول كالمضروب ، والصفة المشبهة كالحسن.
لإنك إذا وجدت "أل" داخلة على اسم جامد كالرجل ، أو على وصف يشبه الأسماء الجامدة كالصاحب ،أو على وصف التفضيل
كالأفضل فإنما هذه حرف تعريف وليست "أل" ااموصولة.
وأما "ذو" فإنما تكون موصولة في لغة طيئ خاصة ، قال سنان بن الفحل الطائي
فَإنَّ الْمَاءَ مَاءُ اَبِيْ وَجَدِّي .... وَبِئْرِيْ ذُوْ حَفَرْتُ وَذُوْ طَوَيْتُ
أي بئري التي حفرت ، والتي طويت.
وأما "ذا" فإنما تكون موصولة إذا سُبِقتْ بـ"ما" أو "من" الاستفهاميتين
فأما الشاهد على "ما" قول لبيد بن ربيعة - رضي الله عنه :
أَلَا تَسْأَلَانِ الْمَرْءَ مَاْذَا يُحَاْوِلُ .... أَنَحْبٌ فَيُقْضَى أَمْ ضَلَالٌ وَبَاْطِلُ
وشاهد "من" قول أبي بصير الأعشى واسمه ميمون بن قيس :
وَقَصِيْدَةٍ تَأْتِيْ الْمُلُوْكَ غَرِيْبَةٍ .... قَدْ قُلْتُهَا لِيٌقَالَ مَنْ ذَاْ قَالَهَا
أي من الذي قالها.
فإن لم يدخل عليها "ما" أو "من" الاستفهاميتين فهي حينئذ اسم إشارة خلافًا للكوفيين.
http://im39.gulfup.com/nSUuh.png
يتبع - إن شاء الله - في موضوع آخر نتكلم فيه عن صلة الموصول.
أرجو أن أكون قد أفدتكم ، ومن أراد نقل الموضوع فله ذلك ، ولا يلزمه ذكر المصدر.
تم الاعتماد على شرح قطر الندى لابن هشام كما ذكر آنفًا.
أستودعكم الله.
إن الحمد لله نحمده تعالى ونستينه ونستغفره، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا ومنسيئات أعمالنا
من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله ، وحده لا شريك له ، وأشهد
أن محمدًا عبده ورسوله ، وصفيه من خلقه وخليله ، أجى الأمانة وبلغ الرسالة ، وجاهد في الله حتى أتاه اليقين
فاللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم ، وبارك اللهم على محمد
وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين ، إنَّك حميد مجيد.
وبعد فإن أصدق الله كتاب الله تعالى ، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم ، وكل محدثه بدعة
وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار ، أما بعد
ففي هذا الموضوع - إن شاء الله - سوف يكون حديثنا عن الأسماء الموصولة بشرح يسير من دون ما وحشية في
الألفاظ ، فسوف نتكلم عنها من خلال شرح قطر الندى وبل الصدى لابن هشام الأنصاري - رحمه الله - وهو كتاب
للمبتدئين في هذا العلم أو السالكين ، وعليه فسيكون الشرح مفهومًا - إن شاء الله تعالى - ، وأبدأ متوكلًا على
الله ، فهو نعم الوكيل.
فلتعلم أولًا أن الموصولات تنقسم إلى قسمين: الأول الموصولان الحرفية ، والثاني الموصولات الاسمية
فأما الموصولات الاسمية فهي التي سيكون كلامنا عليها في هذا الموضوع.
وأما الموصولات الحرفية فهي التي تؤول مع ما بعدها بمصدر ، ولا تحتاج إلى عائد يعود عليها ، وهي خمسة أحرف
أن المفتوحة الهمزة الناصبة للاسم الرافعة للخبر ، وأن المفتوحة الهمزة الناصبة للمضارع ، وما ، وكي ، ولو الدالة على التمني.
فهذه الخمس تسمى الموصولات الحرفية.
أما الموصولات الاسمية التي تعنينا الآن على ضربين : خاصة ، ومشتركة.
فالخاصة : "الذي" للمفرد المذكر ، و"التي" للمفرد المؤنث ، و"اللذان" لتثنية المفرد ، و"اللتان" لتثنية المؤنث ،
و"الألى" لجمع المذكر ، وكذبك "الذين" وهو يكون بالياء في كل أحواله على اللغة المشهورة، بيد أن ثمة لغة أخرى لقبيلة هذيل
أو عقيل ، فإنهم يقولون "الذون" رفعًا ، و"الذين" نصبًا وجرًّا ، ويُستشهد على ذلك ببيت أبي حرب بن الأعلم وهو من عقيل:
نَحْنُ الَّذُوْنَ صَبَّحُوْا الصَّبَاحَا .... يَوْمَ النُّخَيْلِ غَاْرَةً مِلْحَاحًا
و"اللائي" و"اللاتي" لجمع المؤنث ، ويمكن إثبات الياء فيهما وتركهما.
أما المشتركة فهي ستة : مَنْ ، وما ، وأي ، وأل ، وذو ، وذا.
وإنما سميت مشتركة لأن المفرد والجمع والمذكر والمؤنث فيها سواء ، تقول "يعجبني من جاءك ، ومن جاءتك ، ومن جاآك ،
ومن جاؤوك ، ومن جئنك" وقس على البقية بنحو هذا.
أما "أل" الموصولة فإنها تكون كذلك بشرط أن تدخل على وصف صريح لغير تفضيل ، ونعني بالوصف الصريح ثلاثة أشياء
وهي اسم الفاعل كالضارب ، واسم المفعول كالمضروب ، والصفة المشبهة كالحسن.
لإنك إذا وجدت "أل" داخلة على اسم جامد كالرجل ، أو على وصف يشبه الأسماء الجامدة كالصاحب ،أو على وصف التفضيل
كالأفضل فإنما هذه حرف تعريف وليست "أل" ااموصولة.
وأما "ذو" فإنما تكون موصولة في لغة طيئ خاصة ، قال سنان بن الفحل الطائي
فَإنَّ الْمَاءَ مَاءُ اَبِيْ وَجَدِّي .... وَبِئْرِيْ ذُوْ حَفَرْتُ وَذُوْ طَوَيْتُ
أي بئري التي حفرت ، والتي طويت.
وأما "ذا" فإنما تكون موصولة إذا سُبِقتْ بـ"ما" أو "من" الاستفهاميتين
فأما الشاهد على "ما" قول لبيد بن ربيعة - رضي الله عنه :
أَلَا تَسْأَلَانِ الْمَرْءَ مَاْذَا يُحَاْوِلُ .... أَنَحْبٌ فَيُقْضَى أَمْ ضَلَالٌ وَبَاْطِلُ
وشاهد "من" قول أبي بصير الأعشى واسمه ميمون بن قيس :
وَقَصِيْدَةٍ تَأْتِيْ الْمُلُوْكَ غَرِيْبَةٍ .... قَدْ قُلْتُهَا لِيٌقَالَ مَنْ ذَاْ قَالَهَا
أي من الذي قالها.
فإن لم يدخل عليها "ما" أو "من" الاستفهاميتين فهي حينئذ اسم إشارة خلافًا للكوفيين.
http://im39.gulfup.com/nSUuh.png
يتبع - إن شاء الله - في موضوع آخر نتكلم فيه عن صلة الموصول.
أرجو أن أكون قد أفدتكم ، ومن أراد نقل الموضوع فله ذلك ، ولا يلزمه ذكر المصدر.
تم الاعتماد على شرح قطر الندى لابن هشام كما ذكر آنفًا.
أستودعكم الله.