المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ببساطة لأنني هكذا ! _الجزء الثاني



خولة الجبل
14-2-2014, 11:15 AM
السلام عليكم
هنا بداية القصة
http://www.msoms-anime.net/showthread.php?t=180737&highlight=%C8%C8%D3%C7%D8%C9+%E1%C3%E4%E4%ED+%E5%D F%D0%C7

حان موعد الاختبار و لم يكن لسالي أي رغبة بالاستيقاظ من السرير ذلك اليوم ، فاستيقظت متأخرة جدا و لم يتسنى لها أو لأمها تناول الإفطار . واجهتا الازدحام المروري المزعج اللاتي كانتا تتجنبانه بالعادة
-لا يمكنك أن تصدقي و كأن كل شيء لا يريد لي و لابنتي أن نصل إلى مدارسنا و أعمالنا بسلام .
هكذا كانت الأم تحكي لزميلتها في العمل .
-أعرف الكثير من الأشخاص اللذين كانت بداية يوم مجدهم مشابها لبداية يومكما هذا . تفاءلي على الأقل أنتي ها هنا و ابنتك بسلام في المدرسة
-أي مجد يمكن أن يأتي لي و ها أنا أجلس هنا أعمل بملل ككل يوم في حياتي ؟!
-لا يمكن لأحد أن يعرف
................
في الروضة كانت سالي قد وصلت خائرة القوى إلى الروضة و كأنه أسوء يوم يمكن أن تمر به . استقبلتها المعلمة و طلبت منها الجلوس في الغرفة الخاصة بها . بينما ظل باقي الأطفال يرمقونها عندما لم تتجه نحوهم بل استدارت نحو الغرفة . دخلت الغرفة و أغلقت الباب خلفها و فوجئت الصغيرة بثلاثة أطفال كانوا يجلسون على مقاعدهم بصمت بينما بقي مقعدها فارغا . جلست في مقعدها بتململ كما تفعل عندما تجبر على الجلوس على مقعد مرتفع الظهر كهذا . بعد وهلة فتح الباب و ظهر وجه المعلمة التي ابتسمت حيال وجوه الأربعة المترقبة ، نادت بهدوء :
-هالة
-نعم
-باسل
-أنا هنا
-أنس
-هنا
-سالي
....
التفت المعلمة بينما اكتفت سالي بالإيماء برأسها بنعم .
وزعت الأوراق على الصغار الأربعة و بدأ الاختبار .
بعد 3 ساعات خرج الصغار الأربعة من الغرفة ينتظرون أهاليهم لاصطحابهم ، بدأ أنس و باسل و هالة يطاردون بعضهم البعض و يضحكون بأصوات عالية . بينما كانت سالي تراقبهم و هي تتناول بسكويتا كانت قد وجدته في جيبها بعدما أخذ منها التعب مأخذه .
.................................................. .................................................. ........................................

الجزء الثاني
-سارة !
-نعم
-إلى أين تنظرين ؟
-أنا .. أنا آسفة
تررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررر ررررن
خرج تلاميذ الصف الثاني عشر من الفصل مسرعين ، بينما كانت سارة ضائعة في عالم آخر.
خرجت سارة برفقة صديقتها ربى ليلاقين صديقاتهن الأخريات ،
قالت ربى : لن تصدقن ما الذي فعلته سارة قبل قليل
دينا:ماذا ؟
ربى : لقد كانت تنظر إلى النافذة و لا تلقي بالا لما كانت المعلمة تقول ، حاولت تنبيهها لكنها لم تنتبه حتى تلقت تنبيها من الأستاذة نفسها ، لن تصدقن كيف كان الموقف مضحكا ، لقد كانت تشرح في الذائبية و سارة تجلس تقابلنا و ظهرها نحو المعلمة .
سارة: لا تبالغي لم يضحك أحد على ما حدث ثم إنني لم أقصد إهانتها بأي شكل
ربى : على الأقل أنا فعلت
سارة : أظن أن علينا الإسراع حتى لا نتأخر على الدرس المقبل .
ربى : انتبهي عليك التركيز أين توجد المعلمة هذه المرة

كانت سارة إحدى طالبات الصف الثاني عشر في مدارس رواد المستقبل الثانوية ، كانت متفوقة دراسيا بلا أي جهد تبذله ، كانت ذكية مع أنها تنكر هذا . لديها كم من الكلمات الكثيرة اللتي تتفنن في استخدامها . و مع ذلك تكره الشعر و مواد اللغة مع أنها بسيطة بالنسبة لها ، تعشق الفيزياء و الرياضيات بشكل واضح. شخصية انطوائية و دائما ما تعطي انطباعا لشخص مشغول و يفكر دائما .
أثناء الفسحة :
كانت ربى متحمسة جدا و هي تؤكد بأن معلمة الفيزياء قد غيرت لون شعرها ، أما دينا فقد ظنت ذلك و لكنها ليست متأكدة بينما كانت سارة متأكدة بأنها لم تغير لون شعرها بتاتا . احتدم النقاش بين الثلاث :
ربى : ما رأيكن أن نتأكد بأعيننا ؟
سارة: أؤكد لك بأن لون شعرها لم يتغير
دينا : يمكننا إلقاء نظرة عن قرب في غرفة المدرسين
ربى : يمكنني سؤالها بنفسي و ستتأكدن بأنها قد صبغت شعرها
سارة : تخيلي ذلك، أهلا! هل غيرت لو شعرك مؤخرا ؟!
ربى : و لم لا ؟ أتودين القدوم أم لا ؟؟
سارة : بالتأكيد أود القدوم لكن أنتي من سيسألها
توجهت سارة و ربى و دينا لغرفة المدرسين ، بدأن يتحاورن خلف الباب و ينظرن من الزجاج الذي لحسن الحظ كانت خلفه تقف معلمة الفيزياء منحنية إلى أحد الأدراج .
سارة : لم يتغير
ربى : بلى انظري جيدا
لاحظت المعلمة ما يحصل خلف الباب ، توجهت إليه و فتحته . وقفت الفتيات الثلاث . معلقات أنظارهن بشعرها .
ربى : معلمة أود سؤالك هل غيرت لون شعرك مؤخرا؟
المعلمة ( بابتسامة يصاحبها الضحك):لا ، أو يبدو مختلفا ؟
سارة : قلت لك بأنه لم يتغير
ربى : آسفون على الإزعاج كنا نود التأكد فقط
ابتعدت الفتيات بينما نادت المعلمة على سارة ، عادت سارة أدراجها نحو المعلمة :
-أردتني ؟
-سارة أهناك ما يشغل بالك مؤخرا؟
-(بوجه تعلوه الدهشة الكاذبة) لا
-متأكدة من هذا؟
-نعم ، ولكن لماذا؟
-أنتي تسرحين في درسي كثيرا ترسمين على الكتاب و كأن بالك منشغل و بعيد عن الفيزياء
-أنا أفعل ذلك طوال الوقت.
-ولماذا؟
-لا أعلم منذ دخلت المدرسة و أنا أفعل هذا
-إذا كان كل شيء على ما يرام فلا داعي للقلق إذا
-شكرا على سؤالك
أسرعت سارة مبتعدة نحو صديقاتها اللاتي كان يتملكهن الفضول ليعرفن ما قالته لها . لكن سارة قد أخبرتهن أنها سألتها عن درسهن اليوم !
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
في مساء ذلك اليوم ظلت سارة جالسة إلى مكتبها للدراسة ، لكنها كانت تفكر بما حدث مع معلمة الفيزياء اليوم.
مخاطبة نفسها : هل أبدو شاردة الذهن حقا إلى ذلك الحد ؟ أنا أعتقد أنني أمتلك ذكاء سمعيا لذا عادة ما أركز على الأصوات أكثر من الوجوه . ربما لذلك أبدو شاردة الذهن لأنني دائما ما أنظر إلى شيء آخر عادة غير محدثي بالطبع! على العموم إن شرود الذهن دلالة على النبوغ !ها ها ها .. لو كنت نابغة لنبغت منذ صغري أنا عادية عادية فقط . لكن ربما لم تتسنى لي الفرصة لأظهر نبوغي ! لا بالطبع لا ،لو كان كذلك لكنت قد تأهلت في أولمبياد الفيزياء الدولي ، لقد تأهلت على مستوى مدينتي ثم على مستوى المدن , لكنني استبعدت بعدها لأن هناك من هو أجدر مني و أنبغ ليتابع في الميدان . أنا عادية طبيعية و سأظل كذلك طوال عمري!
حسنا أنهيت فروضي اليومية و هذا كل شيء لليوم . خلدت للنوم آملة أن يكون الغد أجمل !
.................................................. ........
آااااااااااااااااااه!
هالة:ما بك يا سارة؟
سارة:أنا أكره الأحياااء و لا يمكنني فهم أي شيء فيه ، إنه طوييل و معقد
هالة: و لكنك تحصلين على الدرجة النهائية فيه كل عام !
سارة:هذا لأنني أجبر نفسي على دراسته قبل الامتحان
هالة:حقا ! كم تقضين في دراسته؟
سارة:آاااه لا عليك حقا الآن أنا جائعة و درس الرياضيات سيبدأ بعد قليل.من الأفضل أن أحصل على شيء مليء بالسكر الآن و فورا!
كان هذا في آخر أيام الدراسة ، الامتحانات النهائية على الأبواب علقت جداول المواد و ازدحم الطلاب لرؤيتها أما سارة فقد مرت بجانبهم و لم تهتم إطلاقا . و كأن الأمر لا يعنيها أبدا .
(انظري إنها هي ... مغرورة حقا .... تظن نفسها لأفضل ... و كأن لا أحد يستطيع مجاراتها ..... هي مجرد حمقاء فقط )
لم تحاول سارة إبداء الاهتمام بما تناهى إلى سمعها ، فمع الوقت تتعلم أن كلام الناس لايقدم و لا يؤخر أحدا .
غدا آخر يوم من أيام الأسبوع و أخيرا العطلة الأسبوعية ، الجميع يخطط للدراسة و الاستعداد للامتحانات . لا عجب فنحن في آخر سنوات المرحلة الثانوية !.آااه لو كنت في مدرسة أخرى ، مدرسة أفضل و أكثر ذكاء . مدرسة أرتاح فيها مع من حولي دون تكلف أو حواجز بيننا . حسنا قدري أنني قد ولدت في هذه الدولة التي لا تعترف بمدارس كتلك. يا لسوء حظي التعس ربما كنت سأستعد الآن للتخرج بمهارات أكثر من هذه و مؤهلات أعلى ، ربما تمكنت من أن أجد من هو ذكي ليحفزني أكثر فأكثر . أظن أن عقلي قد بدأ يصدأ فأنا لا أمرنه غالبا في المدرسة. مع أنها مدرسة خاصة و تعتبر من الأفضل ، لكنني أظن أنني لا أنتمي إلى هنا بتاتا.
هل أنا الوحيدة التي يتملكني هذا الشعور مهما حاولت ؟ أتساءل لو كان هناك من يحس بما أحس به الآن !
<<<<<<<<
"أنا ساحر ! "
أغلقتُ الكتاب الذي كان عنوانه ( هاري بوتر و حجر الفيلسوف)..
سرَت أفكاري إلى ما لا نهاية . يا ترى أيمكن أن نولد سحرة و مميزين و ذوي قدرات خاصة!ربما يكون في الخيال جزء من الواقع ..لكنني لو قُدر لي الالتقاء ببعض هؤلاء الأشخاص فسأستمتع جدا ! لكن ربما أعرف أحدا من ذوي القدرات المميزة..
قفزت إلى عقلي العبارة التي كانت في نص العقد :
"يحق للمعلم\ة إدخال طالب واحد فقط مستفيدا من خدمات المدارس دون أي تكاليف,ما دام عقد المعلم\ة جاريا "
كان مكتبي قذرا جدا و فيه الكثير من الأوراق و المهملات و الكتب و الملفات ، كعالم ينضح بالفوضى تماما"
سحبت الملف ذا اللون الخمري المميز و فتحته لأقرء من جديد ، قفزت بنظري فوق السطور :
يسرنا أن نتقدم لكم بطلب للعمل ، مطلعين على مؤهلاتكم ، بلا حاجة لأي نوع من الاختبارات أو ما شابه,براتب و قدره ...............،يرجى منكم الحضور إلى مركز .......في التاريخ ........ .
إنه لطلب غريب للعمل في مدرسة حيث يرسل إليك خصيصا طلب بذلك ، دون أي حاجة لاختبارات أو ما شابه ! ، شخصيا لي أنا و كأنني مشهورة . و مع هذا الأجر الذي لا يحلم به بروفيسور في أفضل جامعة بالعالم!
حسنا إنها السابعة صباحا الآن و يمكنني أن أذهب متى ما شئت , لست في عجلة من أمري . عُدت لأتأكد أنهم لم يطلبوا مني الحضور في ساعة معينة ، أي مدرسة هذه؟!
.....
سحبت نفسا عميقا و دخلت إلى المبنى ، كانت تحوطه حدائق بهية ، و المبنى ذا واجهة زجاجية لامعة ! لم يكن في الأمر شيء غريب فمدرسة مستعدة لدفع ذاك الأجر لأي معلم لديها لا يفترض أن يكون مقرها أقل من شيء كهذا .
عندما دخلت وجدت مكتبا للاستقبال و الكثير من الأشخاص ، رجال و سيدات أعمال . أطفال و أمهاتهم و كذلك مراهقون يتجمعون و يقهقون بصوت عالٍ . توجهت لمكتب الاستقبال :
-مرحبا ... كيف أخدمك ؟
- أنا أنا إممم
(سحبت الملف الذي وصلني و أعطيته للموظفة ، لكن لم يبدو عليها الاهتمام )
-الدور الرابع و المصعد من هناك
توجهت إلى المصعد و قد تلكأت عمدا لأسمع ما كانت موظفات الاستقبال يقلنه :
-أمر غريب إنها الشخص المئة الذي يأتي بملف غريب اللون كهذا .
-لقد كان ذلك الدور شاغرا بمكاتب عمل فقط ماذا يحصل الآن ؟
-الأغرب أن جميعهم قد بدوا مهتمين و متمسكين بأوراقهم التي تحمل ذلك اللون،إلا تلك التي تقف عند المصعد يبدو أنها غير مهتمة إطلاقا!
تعجبت لما سمعت و أنا أنظر لانعكاس صورتي في المرآة في المصعد الخاوي أمامي . ترددت للحظة ثم دلفت إلى المصعد.
بعد خمس دقائق .
ها أنا الآن أجلس أمام رجل غريب المظهر ، يتصفح ملفاته على مكتبه غير عابئ بي .
_إذا سمحت يا سيد
-همممم (دون أن يرفع عينيه عن أوراقه)
- عذرا يبدو أنني أخطأت المكان
-ممم الكثير يخطأون المكان ، إنهم لا يرون بعين العقل!
أمعنت النظر فيه صامتة للحظة ، ما الذي يقصده هذا الرجل؟ ما الذي لا أراه بعين عقلي الآن؟ تأملت الغرفة كانت ذا أثاث بسيط . نبتة في الزاوية ، كرسي مقابل مكتب الرجل و لوحة تظهر خلفه . لكن هناك شيء غريب في هذه الغرفة!
أمعنت النظر مرة أخرى ، أيعقل أن يعمل رجل هنا مرتديا بدلة رسمية ، في فصل الصيف بغرفة بدون تكييف أو حتى نافذة ! كما أنه لا يتعرق!
للحظة أدركت مغزى الأمر ، ابتسمت تلقائيا !
-سيدي أتعاني من الرشاح؟!
- لا .
- هيا لا تتظاهر بأنك لا تعلم أنت و زميلك المختبئ تحت المكتب . أراهن أنه يسجل ما يحصل الآن . كما أنني أحب إسداء نصيحة لك (نهضت و اقتربت من مكانه ) ، لا تنسى ترتيب الحروف الهجائية مستقبلا.
-اخرج يا آدم ، و قد هذه الآنسة الشابة إلى المكتب الفرعي.
خرج رجل آخر و للوهلة الأولى ظننت أنه كان امرأة, له جسم نحيل و يدان صغيرتان و وجه مدور الشكل .
ذهبت مع الرجل إلى ما يدعونه ( المكتب الفرعي ) ، أتممت بعض الإجراءات و طٌلبوا مني الانتظار هناك.

و للقصة بقية

في أمان الله

بلـــْوره
1-3-2014, 10:34 PM
ماشاءالله تبارك الرحمن
القصة مشوقة
والأسلوب أكثر من رائع
زادك الله من فضله
بانتظار الباقي