مرحبا !
16-3-2014, 03:54 PM
أقصوصة : صوتٌ ينآدِي ؟!
15\5\1435
()
فِي إحدَى القرَى الأوربيّة البسِيطة , وُلِد رضِيعٌ أسمياه والدَاه [توماس] منْذ اللّحظة التي بُشّرا فيها بولادته , [توماس] بكَى مثلَ أيّ رضيعٍ قدْ خَرج للحياةِ لتوّه , ومثل أيّ طفلٍ كذلك .. ما إن بدأت حاسّة السّمع لديهِ بالعمل , حتّى التَطقت أذناه بفضولٍ ما حولَه من أصواتٍ ليَتم تخزّينها في ذاكِرته .. ومن بينِ صوتِيّ أمّه التّعب , وأبيه المستبْشِر .. تخافَتْ هنالكْ صوتٌ مختلفْ ؟!.
[توماس] يبلغ اليوم السّابعَة من عمِره , قد تمّ إنباؤه مِن قِبلْ والدِيه أنّه منذُ الغدِ .. وكلّ يومٍ .. سيبدَأْ بالذّهابِ إلَى الكنِيسَة ؛ لكِي يتعلّم ! وإنْ لم يتَعلّم لَنْ يصبِح إنسانًا مرموقاً في حيَاتِه ؛ ولَن يكونَ سعيداً بل فقيراً بسيطاً مثلَ والدَيه تماماً , [توماس] قد نالَه الأرقْ تلكَ اللّيلة , فغدًا يوم حافِل , سيقَابِل الكثِير ويتعرّف على الكَثِير , غداً سيتعلّم أكثَر عن هذا العالمْ , وعَن خالقِه , وعَن واجبَاتِه اتّجاه هذا الخالِق .. وفجأةً أوقف [توماس] حَبل أفكارِه مغمضاً عينَيهْ .. لا يدْري لماذا ؟ ولا يَدريْ كيف ؟ .. لكِن كلّما أغمضَ عينيهِ بعدَ منتصَف كلّ ليلَة .. يتهامَس فِي أذنيه صوتٌ دافِئ وحنونْ .. ينادِيه لشيءٍ لا يفْهمهُ عقله الصّغِير ! .. ولكنّه بمجرّد سماع ذلِك النّداء العذبْ , يدخل فِي راحةٍ عجيبة , وأمانٍ لم يشعر بِه قطّ مع والِديهْ حتّى.
[توماس] قد ذهب إلى الكنِيسة , أو المدرسَة بمفهومٍ آخر ! .. لقدْ فُتحتْ أمامَه بوّابةٌ الدّنيا بمصرعيهاْ .. وبالمقابِل .. أغلقِت بوّابَته نحو ذلِك الصّوت الذّي ينادِي .. فعليهِ أن ينامَ مبكراً ليدرس , وينام مبكراً ليعمل مع أبيه بالحقلْ .. آن آوان ليَرى [توماس] الدّنيا.
[توماس] قد بلغ العشرينَ من عمْره , هو شابّ سليمُ الجسَد حسنُ الحِيلةْ , لديه وظيفَة مرموقَة , وشابّة جميلةٌ يحبّها , لديهِ القدرة على شراء الخَمر الذّي حُرِم منْه سنواتٍ لفقرهْ , متَى أرادَ وكيفما أرادْ .. وكلّما خطرتْ في بالِه فِكرة "الصّوتِ الذّي ينادِي" ضحكَ [توماس] وقال لذاتِه : أنا كبرت على ترّاهات الأطفالِ هذهْ.
[توماس] قد ناهَز الأربعينْ , لقد فَتحَت عليهِ الدّنيا سيلاً من الهمومِ والأعقامِ لا تنتهِي , [توماس] فقد الأمانْ ! .. ولكنّه أبَى أنْ يستجِيب لصوتٍ ينادي بِـ الأمانْ .. [توماس] يكبَر ؛ وذلِك الصّوت ينطوِي -شيءً فشيءً- في غياهِيب عقلِه المنسيّه !.
[توماس] قد تآكلتْ الدّنيا على جسِده الذّي كان قوياً , وافتكّت الأمراضِ بعقلِه الذّي كان سليماً .. [توماس] شيخٌِ أتمّ الثّمانينَ عاماً .. [توماس] على فِراش الموتْ , حولَه أبناؤه وقربَهم أحفادُه.
[توماس] يلفِظ آخر أنفاسِه , وتعُود ذِكرياتُه -شيءً قشيءً- للورَاء .. الطموحاتُ التِي حقّقها , الضحكاتُ التِي أصدرهاْ , والإله الذّي كان يعبدُه , وكيفَ كان يعبدُه !! .. [توماس] قد وصَل لنقطة الصّفر في ذكرياتِه .. وتذكّر ذلِك الصّوت الذّي ناداه قبلاً مراراً.
[توماس] فهمْ المقصودْ .. [توماس] حاول أنْ ينطقَ ببضع كلماتْ .. [توماس] لم يقدِر .. [توماس] ماتْ ؟! .. ذلِك الصّوت الذّي ينادِي ؟ .. [توماس] سمعهْ .. أنا سمعتهْ .. أنت سمعتهْ .. كلّ ابن أنثى سمعهْ ..
صوتٌ ينادِي أنِ اثبت على فِطرة الإسلام !
15\5\1435
()
فِي إحدَى القرَى الأوربيّة البسِيطة , وُلِد رضِيعٌ أسمياه والدَاه [توماس] منْذ اللّحظة التي بُشّرا فيها بولادته , [توماس] بكَى مثلَ أيّ رضيعٍ قدْ خَرج للحياةِ لتوّه , ومثل أيّ طفلٍ كذلك .. ما إن بدأت حاسّة السّمع لديهِ بالعمل , حتّى التَطقت أذناه بفضولٍ ما حولَه من أصواتٍ ليَتم تخزّينها في ذاكِرته .. ومن بينِ صوتِيّ أمّه التّعب , وأبيه المستبْشِر .. تخافَتْ هنالكْ صوتٌ مختلفْ ؟!.
[توماس] يبلغ اليوم السّابعَة من عمِره , قد تمّ إنباؤه مِن قِبلْ والدِيه أنّه منذُ الغدِ .. وكلّ يومٍ .. سيبدَأْ بالذّهابِ إلَى الكنِيسَة ؛ لكِي يتعلّم ! وإنْ لم يتَعلّم لَنْ يصبِح إنسانًا مرموقاً في حيَاتِه ؛ ولَن يكونَ سعيداً بل فقيراً بسيطاً مثلَ والدَيه تماماً , [توماس] قد نالَه الأرقْ تلكَ اللّيلة , فغدًا يوم حافِل , سيقَابِل الكثِير ويتعرّف على الكَثِير , غداً سيتعلّم أكثَر عن هذا العالمْ , وعَن خالقِه , وعَن واجبَاتِه اتّجاه هذا الخالِق .. وفجأةً أوقف [توماس] حَبل أفكارِه مغمضاً عينَيهْ .. لا يدْري لماذا ؟ ولا يَدريْ كيف ؟ .. لكِن كلّما أغمضَ عينيهِ بعدَ منتصَف كلّ ليلَة .. يتهامَس فِي أذنيه صوتٌ دافِئ وحنونْ .. ينادِيه لشيءٍ لا يفْهمهُ عقله الصّغِير ! .. ولكنّه بمجرّد سماع ذلِك النّداء العذبْ , يدخل فِي راحةٍ عجيبة , وأمانٍ لم يشعر بِه قطّ مع والِديهْ حتّى.
[توماس] قد ذهب إلى الكنِيسة , أو المدرسَة بمفهومٍ آخر ! .. لقدْ فُتحتْ أمامَه بوّابةٌ الدّنيا بمصرعيهاْ .. وبالمقابِل .. أغلقِت بوّابَته نحو ذلِك الصّوت الذّي ينادِي .. فعليهِ أن ينامَ مبكراً ليدرس , وينام مبكراً ليعمل مع أبيه بالحقلْ .. آن آوان ليَرى [توماس] الدّنيا.
[توماس] قد بلغ العشرينَ من عمْره , هو شابّ سليمُ الجسَد حسنُ الحِيلةْ , لديه وظيفَة مرموقَة , وشابّة جميلةٌ يحبّها , لديهِ القدرة على شراء الخَمر الذّي حُرِم منْه سنواتٍ لفقرهْ , متَى أرادَ وكيفما أرادْ .. وكلّما خطرتْ في بالِه فِكرة "الصّوتِ الذّي ينادِي" ضحكَ [توماس] وقال لذاتِه : أنا كبرت على ترّاهات الأطفالِ هذهْ.
[توماس] قد ناهَز الأربعينْ , لقد فَتحَت عليهِ الدّنيا سيلاً من الهمومِ والأعقامِ لا تنتهِي , [توماس] فقد الأمانْ ! .. ولكنّه أبَى أنْ يستجِيب لصوتٍ ينادي بِـ الأمانْ .. [توماس] يكبَر ؛ وذلِك الصّوت ينطوِي -شيءً فشيءً- في غياهِيب عقلِه المنسيّه !.
[توماس] قد تآكلتْ الدّنيا على جسِده الذّي كان قوياً , وافتكّت الأمراضِ بعقلِه الذّي كان سليماً .. [توماس] شيخٌِ أتمّ الثّمانينَ عاماً .. [توماس] على فِراش الموتْ , حولَه أبناؤه وقربَهم أحفادُه.
[توماس] يلفِظ آخر أنفاسِه , وتعُود ذِكرياتُه -شيءً قشيءً- للورَاء .. الطموحاتُ التِي حقّقها , الضحكاتُ التِي أصدرهاْ , والإله الذّي كان يعبدُه , وكيفَ كان يعبدُه !! .. [توماس] قد وصَل لنقطة الصّفر في ذكرياتِه .. وتذكّر ذلِك الصّوت الذّي ناداه قبلاً مراراً.
[توماس] فهمْ المقصودْ .. [توماس] حاول أنْ ينطقَ ببضع كلماتْ .. [توماس] لم يقدِر .. [توماس] ماتْ ؟! .. ذلِك الصّوت الذّي ينادِي ؟ .. [توماس] سمعهْ .. أنا سمعتهْ .. أنت سمعتهْ .. كلّ ابن أنثى سمعهْ ..
صوتٌ ينادِي أنِ اثبت على فِطرة الإسلام !