المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : # دمعة ألم...*~



ساعة التخدير
16-6-2014, 12:56 AM
بسم الله الرحمن الرحيم،،،

بينما كنت أمشي الهوينة داخل الحديقة...
إذ توقفت عند كرسي يجلس عليه رجل كهل قد وضع صحيفة مطواة بجانبه..
ويضع على رأسه قبعة ويمسك بوردة حمراء...
استأذنت منه أن أجلس بجواره...
فأذن لي..
وأخذنا نتبادل أطراف الحديث فعرفت أن اسمه أحمد..
كان يدير تلك الوردة وفي عينيه ذكرى أليمةً..
قلت:
اعذرني يا عماه على فضولي ولكني أرى في مقلتيك ذكريات تنبض وفي يدك زهرة تتفتح فهلا أخبرتني؟
ابتسم العم وقال بصوته الدافئ:
خلف هذه الوردة ذكرى قديمة يا بني...
أمي..
أحلام...
قبل 50 عام وفي هذه الحديقة...
والتي لم تكن حديقة غناء يختلط فيها صوت لعب الأطفال بزقزقة العصافير...
جيش الاحتيال..
حاصر منزلنا ..
أراد الرجال أن يسلبوا أمي عفتها أرادوا أن يسلبوا منها أعز ما تملك، لم يكن أبي موجودًا فقد مات قبل أن أولد...
حاولت أن تقاوم ولكن جيش الاحتيال لم يدع لها الخيار...
فقتلوها...
قتلوها أمام أعين أبنائها...
لم تكن في قلبهم أي ذرة من الرحمة...
لم يبالوا بنا ..
بل لم يرهقوا أنفسهم حتى مجرد التفكير فينا...
وهكذا صنعنا أنفسنا بأنفسنا كانت أمي تعشق الورد الأحمر ...
لهذا أنا هنا...
لأتذكرها...
أجد رائحتها في كل مكان أشم عبق نسيمها الزكي في أنفي..
لهذا أنا هنا...
لأن أحث كل شاب عربي على كسر أغلال الذل لنقوم وتقوم لنا قامة
لنكسر شوكة الاحتلال ...
لهذا أنا هنا..
اللهم قد حرموني منها في الدنيا فلا تحرمني منها في الآخرة...
كلي شوق أن ألقاها...
ترقرقت دمعة في عينه ثم لم تلبث أن انحدرت على وجنته وسقطت على ورقة من أوراق الوردة التي نزلت مع ثقل الحمل ثم ارتفعت...
هطلت دمعة آخرى من عين الرجل لتصافح تلك الدمعة...
قلت معتذرًا:
آسف لجعلك تتذكر ذلك..
حاول الرجل أن يبتسم لي ولكن التواء الحزن في فمه منع ابتسامته وقال:
لا عليك يا بني...
أتمنى منك ومن كل شاب عربي أن ينهض بأمتنا لكسر الإحتلال..
لو نهض كلٌ بنفسه لنهض الجميع...
قمت بعد سماع كلام الرجل وأنا أعقد العزم على تنفيذ وصيته..
ربتت على كتفه..
ثم ذهبت...
في الليل هطل المطر...
يالجمال تلك البلورات الصغيرة التي تداعب مظلتي..
مشيت في ذلك الشارع المطل على الحديقة...
قلت لنفسي ربما أجد ذلك الكهل..
لعلي أسلم عليه وأسأله إن كان له حاجة..
ولعجبي وجدته هناك...
جالسًا بنفس الوضعية واضعًا الصحيفة مطوية بجانبه ..
وأنزل قبعته على عينيه...
ظننته نائمًا في البداية فناديته:
يا عماه..
وربت على يده..
ولكن ندائي ضاع واختلط مع زخات المطر وتربيتتي لم تحرك فيه ساكنًا...
لقد مات الرجل...
وتحقق له ما أراده...
من لقيا أمه...
وبقي كلامه في عتق كل منا...
فهل نفذناه؟
هل نهض كل منا؟
هل فعلنا شيئًا لأمتنا؟

تمت بحمد الله


http://im47.gulfup.com/F45wYY.gif

يالبى ران
16-6-2014, 08:32 PM
لحظة ..!!!!

إنها ليست قصة أو خاطرة بل موقفا حدث معك.. أليس هذا صحيحا؟!

مؤلم جدا ..!
أن تتعرف عليه بالأمس وتودعه اليوم..
مؤلمة هي الذكرى التي لا تفارقه ..!

...
كان الله في عون كل من عاش الاحتلال سابقا ومن يعيشه الآن ..! في الدول العربية ..!
احتلال من أبناء البلد المتأمركين العملاء .. خدم أمريكا ولعبتهم ..!
..
أرجو أن ينهض كل منا كما قال.. ينهض بإسلامه ..بمبادئه.. لا يتنازل عنها .. لا يذل للكفار .. !
رحمه الله وجمعه بأمه في جنات النعيم



****************************

ساعة التخدير
16-6-2014, 08:33 PM
لا ^^"
هذه مجرد خاطرة وليست قصة حقيقة
الحقيقة أعنف من هذه بكثير!
شكرًا لمرورك العطر

أثير الفكر
16-6-2014, 09:18 PM
الأسى بداخلي يخنقني

و الحزن بداخلي يلتهب

أبكي على أمة جرحى

في مآسيها غرقى تتقلب

في كل بلد لنا نائحة

وأم على فراق وليدها تنتحب

في كل بلد تشنق أحلامنا

و توؤد عروس لنا وتغتصب

يا أمتي كفاكِ هواناً وذلا

ليس باللهو الأمجاد تُجتلب

عودي لعز تليد ورب ناصر

فكلنا لعزك ومجدك مرتقب


أحببت سطورك و هذا ردي على أمتنا

سلمت على كل حرف وضعته هنا

لا أرى الله لقلمك عثرة

ساعة التخدير
16-6-2014, 09:38 PM
وسلمتما..
ما كتبته هو الإبداع حقًا ..!
ولا أرآها قلمك !

~فتاة العسل~
18-6-2014, 04:24 PM
مؤلم :"(
تأثرت بهذه القصة الحزينة !
وكم غمرتني مشاعر حزينة ومؤلمة حين قرأتها . . .
قلبي يتقطع على هذا أحمد : (
بصدق صعب الشخص يخسر اُمه بهذه الطريقة الوحشية !!
فقط لانها كانت تدافع عن اولادها الأبرياء ؛ مُؤلم للغاية :""""(
على العُموم شُكراً ساعة ! اسلوبك اعجبني ، يعطيك العافية :"]

عين الظلام
1-7-2014, 04:11 AM
ما للعروبةِ تبدو مثلَ أرملةٍ؟! **** أليسَ في كتبِ التاريخِ أفراحُ؟! لنزار قباني

السلام عليكم .. ورحمة الله .. وبركاته ...

لقد وضعتَ الملح .. على الجرح .. أي ساعة الحبيب ...

دومًا ما نتحدث ونقول .. أي واقعٍ مخزٍ ذاك الذي نعيشه؟!!! ...

نرضى بتحكم الغرب فينا .. كمسلمين عمومًا .. وعرب خاصةً ...

وتجد الغفلة منتشرة .. بين البشر ... عن إخوانهم .. وما بهم من حال سيئ ...

كلٌ مهتمٌ بذاته .. بذاته وفقط ... إلا من رحم ربي ...

لن يعود لنا العز والمجد السابق .. إلا إذا رجعنا دولة إسلامية موحدة .. كما السابق ...

نكون كاليد الواحدة ... التي حتى لو لم تصفق .. إلا أنها ستصفع وبقوة ^___^


قوانا الله جميعًا .. على تغير ذواتنا للأفضل ... وطرد الخمول .. وإحياء العزيمة والهمة ...

قصة مؤثرة جدًا .. يا ساعة الحبيب ...

باركَ الله فيكَ .. وفي قلمكَ الجميل :)

سلمكَ ربي .. وحفظكَ ...

في أمان الله ...

عين الظلام

ساعة التخدير
1-7-2014, 04:15 AM
فتاة العسل وعين جزيتما خيرًا شرفني مروركم
بالفعل ها ما يخافه الغرب أن نكون أمة واحدة خصوصًا
توحد جبهتي مصر والشام متى فتح صلاح الدين القدس؟
عندما وحد جبهتي مصر والشام لها الغرب وأمريكا خائفون
لذلك نزعوا الحكم الإسلامي في مصر وسلموا سوريا إلى
الشيعة أعادك الله يا أمتنا وأيقظك من نومتك وأبشروا فقد
وعدنا الله بهذا