المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ~|بينَ البراعمِ والتويجات دماء | في روايةِ الروحِ المُظلمة || Darken Soul |~



Michelle Kris
9-9-2014, 01:30 PM
http://i.cubeupload.com/dnRiQg.png

http://i.cubeupload.com/ObvbwG.gif

http://i.cubeupload.com/ePDPPQ.png
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أهـــــــلاً وسهلاً بالجميع~!!
كيف الحال؟! إشتقتُ لكم كثيراً !! *W*
أعُذروني للغاية عن إنقطاعِي الطويل هذا فقد كانت سنتي الأخيرة في الثانوية
الحمد لله أنها مرّت على خير وبإذنهِ تعالى سأُصبحُ طالبةً جامعية في مجال الطب ^///^
لنترُك هذا جانِباً ونعودُ لِموضوعِنا الرئيسيّ !! >w<
رواية؟؟ أجل!! *W*
دموية؟؟ بالطبع!! *W*
أحداثُها حامية؟؟ أكيد!! *W*
هذا ما سترونهُ بإذنهِ تعالى~!!
أُقدِّمُ لكُم ثاني أعظم رواياتٍ خطّها قلمي!
الروحُ المُظلمة || Darken Soul
لِماذا هِيَ الثانية..؟ لأن روايتي الأعظم سأرسُمها مانجا بإذنهِ تعالى في بدايات 2015 تحت عُنوان
Alley of Death || زُقاق الموت
أعتقدُ بأنّ حماسكُم زاد وطفح بي الكيل صحيح؟! *W* << كفففف XD
http://i.cubeupload.com/aCwfAV.png
البطل هو اللي في البوستر وهذا رسمي شيء أكيد 3:
اسمُه Dark
ستجري الأحداثُ فِي بدءِ الأمر وسترونهُ كَمُجرم ولكنهُ بالأحرى صيّادُ جوائز أُطلقَ عليه
"القاتلُ الأسود" كونهُ لا يموتُ حتى لو طُعِنَ قَلبُه
إذاً أهو خالد؟! بالطبع لا =W=
وتسلسل الأحداث سيُريكُم ما سيحصُلُ ليكتشِفَ مَصيرهُ ومصير ذكرياتهِ المفقودة
تُرى هَل سيتمكنُ مِن مَعرفةِ أجوبةٍ لهذهِ الأسئلة؟
تابعوا معنا لتعرفوا الرحلة~!
http://i.cubeupload.com/aCwfAV.png
شيءٌ أخيرٌ قبل أَن أبدأ بالجُزءِ الأول هو:
سأضعُ فهرساً في الرد الثاني كَي لا يتيهَ أحدٌ منكم بينَ الردود 3:
والسببُ في إعادةِ كتابةِ هذهِ الرواية هُو أُسلوبي الجديد في الكتابة
فبعد أن رأيتُ بأنّ أُسلوبي القديم كان ركيكاً، بدأتُ بتطويرِ نفسي إلى أن وصلتُ إلى هذا المُستوى *//.//*
أتمنى في النهاية، أن تنال الروايةُ إعجابكم وحُسن رضاكُم :D
نبدأُ على بركةِ الله

http://i.cubeupload.com/aCwfAV.png

الجُزء الأول ..//|*|~فتى الظلام~|*|//..
//
..
فِي عَالمٍ كَهذَا الذِي نَعِيشُ فِيهِ،.
ثَمّةَ مَنْ سَار عَلى طرِيقٍ حَصلَ مِنهُ عَلى مَا أَرادَهُ فِي حَياتِهِ،.
وَثمّةَ مَن سَار عَلى طَرِيقٍ تعب فيه ولم يستطِع إكماله،.
وثمّةَ من لم يُرِد أن يبدأ السير على طريقٍ معيّن فبقي على بداية المحطة،.
وربما قد دخل إلى طريقٍ خاطئٍ لم يستطِع العودة منه،.
ولكن.. هل من أشخاصٍ ساروا على غير هذهِ الطُرقِ الثلاث؟..
في الحقيقة،. نعم يوجد..
سأبوحُ لكم بما واجهني في هذهِ الحقيقة وسأقُصّ عليكم بصوتِ فتىً واجه الطريق الرابع من هذهِ الحياة،.
بعد أن أملأ قلمي بحبرٍ من دمي سأبدأ بذكر ما أريدُ مشاركتكم به،.
//
..
أرتعشُ.. خوفاً ،. حُباً ،. ألماً ،. أم لِلا شيء ؟. أغضبُ .. لماذا ؟.
هل من سببٍ مقنعٍ لأكون مثل الآن على هذا النحو من الإستفهام الغليظ المزعج
" من أنا ؟. "
شغلني هذا السؤالُ عَن نَفسِي وحالِي وإمتصَّ مِن دِمائي ما قَد يَصنعُ مِنهُ نبيذَ نخبهِ
والآن،. قد يتسائلُ الجميعُ مثلي ويستفسرُ بغُلظة..
ما هويّةُ هذا الصوتِ الذي يتحدّثُ على لِسانِي هذهِ اللحظة..؟
//
..
أنا فتىً مِن أعماقِ الظلام.. شابٌ أذاقتهُ الحياةُ وجرّعتهُ مِن حُلوِها ومُرّها..
شابٌ إذا لاقتكَ عيناهُ حاصركَ الخطرُ وأحاط بكَ في سجنٍ إنعدمتْ على أطرافهِ القُضبان..
شابٌ ذو عينين، كصحراءٍ مِنَ الدِماءِ البارِدة..
تنسدلُ عليها خُصَلٌ مِن ظِلالِ الليل الملطّخةِ بالدماء الحمراءِ المنجمدة..
وجهِي، كليلةٍ مُقمرةٍ.. حيثُ نورُ القمرِ يكسِرُ سوادَ العتمةِ الخالِدة..
حَياتِي.. سيّئةٌ قدرَ ما تتخيلونَ بأضعاف.. وُلِدتُ.. بدونِ قلبٍ بينَ ذراعَي هذهِ الرئاتِ البارِدة..
إعتدتُ على هَذا.. بل وأصبحتُ أُفضِّلُهُ أضعافا..
لا أحدَ يقتربُ مِنّي.. ترهبُني الشُرطة.. ويخافُ مِن إسمِيَ المُجرمُون..
أَنا شابٌ مضتْ عليهِ الحياةُ أربعاً وعشرينَ عاما.. أقطُنُ في البيتِ الذِي تركَتهُ لِي عائِلَتي منعزلاً..
لا أبٌ بجانِبي،. ولا أُم..
رَفيقي..؟
أجل.. ذاك الموجودُ فِي حزامِيَ الّذي صارَ لونُهُ أحمراً مِن دِماءِ قتلاي..
أُداعِبُهُ بإصبَعِي لأُخرِجَ مِنهُ كُرةً صغيرةً أغرِسُها في أعماقِ جَسدِ مَن أُلاحِقهُ مُصطاداً إياهُ..
عَدُوّي..؟ لا أعلم مَن يَكون.. لكن.. سأجِدُهُ يوماً ما..
إسمِي..؟ جاء مِن عتمةِ الظلام..
"دارك"
//
..
إِعتدتُ على الخروجِ في المساءِ أتجوّلُ في تلكَ المدينة ذات الأنوارِ الساطعةِ الّتي تجعلُ عينَيَّ تترقرقانِ متلألأة..
ورئتَيَّ ممتلئتينِ بأنفاسٍ باردة.. وأُذُنَيَّ مصغيتينِ إلى أصواتٍ إعتدتُ على سَماعِها..
أخذتني قدمايَ كما الصوتُ يتخللُ الأُذًنينِ مِنَ السُرعةِ إلى طريقٍ سمعتُ في أَقصاهُ ذاكَ الصوتَ المُحبَّبَ إلى أُذنَيّ الّذي يترددُ كُلّما صَدَر.. إنّهُ بِلا شَك، صوتُ تلكَ الكُرةِ الصغيرةِ..!
وصلتُ إِلى المكانِ المطلوبِ لأكتشفَ بأنّهُ مُجردُ سِباقٍ أُفصِحَ عَنْ بدايَتِه بإطلاقِ تلكَ الرصاصةِ المُستديرة..
لم أَكترِث لِلأمرِ بعدها،. فقَد كادَ الجُمهورُ يفقِدُ عقلَهُ جرّاءَ رؤيتِي عَلى أَسوارِ المَلعبِ الكبيرِ ذاك..
إستدرتُ مُعلِناً رحيلِي قَبلَ أَنْ تلتقِطَ مكانِي إحدى الكاميرات ويبدأ الجميعُ بالصُراخِ في هلعٍ وخوف..
سارتْ قدمَايَ كالمُعتادِ نحوَ ساحةٍ عامةٍ ضخمةٍ تُدعى "النجومَ اللامِعة" إعتدتُ الذهابَ إليها كُلَّ يومٍ مِنْ أيّامِ الأحَدِ.. لِماذا الأحدُ خصّيصاً..؟ لأَنَّهُ اليومُ الّذي خلدَ فيهِ حُبِّي لأبي وأُمّيَ الراحِلَينِ مِنَ اليَومِ ذاتِه..
دخلتُ الساحَةَ فإذا بضوءٍ أبيضٍ يترقرقُ ناحيتِي كاد يسحقُ بصري، أشعرنِي بدوارٍ حادٍ أسقطني مغشيّاً عليَّ على تلكَ الأرضِ المُعبّدة..
//
..
فتحتُ عينيَّ بجفنيَّ بصُعوبةٍ وغُلظةٍ لأجدَ نفسي مُحاصراً في قَفَصٍ كبيرٍ ذو قُضبانٍ مِن مادةٍ حمراءَ مُشِعَّةٍ كنتُ قَدْ عَلِمتُ بأنّها.. لَيزر.. بدَى لِي بِأَنَّ أحداً مَا قد خطّطَ لِهذا كُلِّه.. لكن.. مَن..؟
بعد حِين.. إذا بصوتِ خطواتٍ تقتربُ مِنّي رويداً رويدا.. فجأةً مِن بينِ تِلكَ العتمَةِ المُوحِشَة.. إذا بِهِ يظهرُ مُرتدياً زيّهُ الأسودَ ذاك قائِلاً بِصوتٍ ينتابُهُ الغُرورُ والسُلطة: "في قبضتِي وقعتَ يا دارك"
-"ومَن أنَت؟"، أجبتُ.. فردّ عَليَّ قائلاً: "أَولا تَعلم؟. هذا سيّء.. وجيِّدٌ في الوقتِ ذاتِه.. بهذا، لن تعلمَ مَن هُوَ قاتِلُكَ الذّي سيُهشِّمُ لكَ قلبكَ ويرمي جُثّتكَ لتأكُلَ مِنها الكِلابّ"
إبتسمتُ بإستخفافٍ قائلاً: "ومُنذُ مَتى كان لِي قلبٌ كَي تُهشِّمَه..؟"
//
..
إشتاطَ غضبُهُ وقال: " اخرس أيُّها السّفاح!"،.
ضحكتُ بصوتٍ مُخيفٍ مُستهزِئ "سفّاحٌ إذاً؟ حاوِل أَن تقتربَ مِنّي قليلاً عسى ولو تعودُ قدماكَ للإرتجاجِ مجدداً"
كانَتْ قدماهُ ترتجِفانِ رُعباً مِنّي.. أيعتقدُ بأنّهُ نِدٌّ لي؟ كَم هُوَ أحمق.. "إخرس!! ودِّع الحياة!" قالها وهو يُصوِّبُ خنجرهُ ناحيةَ صدري فإبتسمتُ ونظراتُ عينيَّ الّتي تجاوزت بِحدّتِها عَينَي وحشٍ ينظُرُ صوبَ فريسَتِهِ ينتظِرُ اللحظةَ الّتي يرتشِفُ بها دمائها..
طعنني.. وإذا بالطعنةِ لاتؤثّرُ فيَّ بل فِيه.. هذا ما حَصَل، أجل.. لقد إنتقلتِ الطعنةُ إلى صدرِهِ هو وبدأ ينزِف بِشِدّةٍ وحدُّ الخنجرِ إخترقَ قَلبهُ البائس..
وقفتُ وهوَ ركعَ على رُكبتَيهِ مُلتقِطاً أنفاسَهُ الأخِيرة.. قُلتُ وأنا أَنظُرُ إلى عَينَيه بإستخفاف وأَنا أجُرُّ ياقةَ قميصهِ "إذاً..؟ هَل فهمتَ أخيراً بأَنَّنِي لا تؤثِّرُ فِيَّ هَذهِ الأُمورُ الخفيفة..؟ والآن، ستموت.. وسأرتشِفُ دمائك.. ثُمَّ سأَرمي جُثَّتكَ على الأَرضِ تأكُلُ مِنها الكِلابُ الجائِعة"
//
..
أبعدتُ قبضتي عنهُ وتركتُهُ يسقُطُ على الأرض فوضعتُ كأسِيَ الفضّيةَ حيثُ تتساقطُ قطراتُ دَمِهِ الحمراء، فإمتلأ الكأسُ بالأحمرِ الداكِن.. تَناولتُ الكأسَ بيديَ قائلاً كعادتي البائسة "نخبُ دمِك!"..
خرجتُ مِن ذاكَ المكانِ المُعتمِ لأرىَ أنوارَ شارعٍ جعَلنِي أَتعرَّفُ عَلى المكانِ الذي تطؤهُ قدمايَ في هذهِ اللحظات..
إنهُ حَيٌّ مهجورٌ على أطرافِ طوكيو المُعتِمة الّتي تملّكها أفرادُ عصابةٍ سفكتُ دماءَ أفرادِها واحِداً تِلوَ الآخر حتّى تبقّى الأَخير.. والآنَ قضيتُ عليهِم بالكامِل..
لعَقتُ شفتَيَّ المبللتينِ بالدِماءِ الداكِنة وعُدتُ أدراجِي إلى القصرِ الّذي تركَهُ لِي والدايَ بعد أن تُوُفِّيا أو..
قتلتُهُما بِنَفسي..
//
..
http://i.cubeupload.com/aCwfAV.png
وإنتهت المُقدمة *W*
على أملِ أنّها أعجبتكم ونالت رضاكُم وزادت الخاتمةُ حماسكُم -w-
سيكونُ الجُزءُ الثاني عبارةً عن قصّة سيسرُدها دارك على حضراتِكم حول مقتل والدَيه -w-
الجُزء الثاني.. تحت عُنوان
//|*|~أنا.. القاتلُ الأسود~|*|//..
http://i.cubeupload.com/aCwfAV.png
إلى هُنا أصِلُ إلى خِتام موضوعِي على أملِ أنه أعجب أقلامكم المتألقة
أراكُم عمّا قريبٍ بإذن الله~
وأستودعكم الله الذي لاتضيعُ ودائعُه
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
http://i.cubeupload.com/xQ6bkR.png

Michelle Kris
10-9-2014, 04:00 PM
http://i.cubeupload.com/Sa3QiA.png

الجُزء الأول ..//|*|~فتى الظلام~|*|//..
(http://www.msoms-anime.net/showthread.php?t=184387&p=3474785#post3474785)
الجُزء الثاني.. //|*|~أنا.. القاتلُ الأسود~|*|//..
(http://www.msoms-anime.net/showthread.php?t=184387&p=3475424#post3475424)
الجُزء الثالث.. //|*|~شرطيٌّ.. يهتم بسفّاح...؟؟~|*|//.. (http://www.msoms-anime.net/showthread.php?p=3476052#poststop)

الجُزء الرابع.. (http://www.msoms-anime.net/showthread.php?t=184387&p=3476765#post3476765)..//|*|~مُجرمٌ.. وَملاك~|*|//..
(http://www.msoms-anime.net/showthread.php?t=184387&p=3476765#post3476765)
الجُزء الخامس..//|*|~بِدايةُ رحلتِي.. بَين البحر واليابسة~|*|//.. (http://www.msoms-anime.net/showthread.php?t=184387&p=3477995#post3477995)

الجُزء السادس..//|*|~السفاحُ الحنون..؟ وَتستمرُّ الرحلة~|*|//.. (http://www.msoms-anime.net/showthread.php?t=184387&p=3478948#post3478948)

الجُزء السابِع..//|*|~سأُواجِه الآن.. البطلَ الأُسطورِيّ!~|*|//.. (http://www.msoms-anime.net/showthread.php?t=184387&p=3480254#post3480254)

الجُزء الثامِن..//|*|~مأساةٌ تلاها دِفئٌ واستغراب~|*|//.. (http://www.msoms-anime.net/showthread.php?t=184387&p=3480846#post3480846)

الجُزء التاسِع..//|*|~ذكرياتٌ تعود، وقَلبِي يتمزّق~|*|//.. (http://www.msoms-anime.net/showthread.php?p=3483599#poststop)

الجزء العاشر (http://www.msoms-anime.net/showthread.php?t=184387&p=3520020#post3520020)..//|*|~سنةٌ جديدة.. سنةٌ تعيسة~|*|//..
(http://www.msoms-anime.net/showthread.php?t=184387&p=3520020#post3520020)
الجُزء الحادي عشر ..//|*|~آهاتٌ تُرافِقُ صدى ذِكرياتِي~|*|//..
(http://www.msoms-anime.net/showthread.php?t=184387&p=3520022#post3520022)
الفصل الأخير ..//|*|~عيدَ ميلادٍ سعيداً لي~|*|//..
(http://www.msoms-anime.net/showthread.php?t=184387&p=3520023#post3520023)

Hercule Poirot
10-9-2014, 06:24 PM
نسجٌ بديع، ووصفٌ منقطع النظير، ودماء تسطرها الحروف... متابِعٌ لقلمكِ!

dete.ctive2

Brhom Kun
10-9-2014, 06:32 PM
التصميم رائع
نعود بإذن الله بعد القرأءة

وبعد قراءة القصة بهدوء بعيداً عن الضجيج
قصة جميل حقاً واسم الشخصية رائعه
متابع لقلمك الرائع وننتظر الجزء الثاني

Michelle Kris
11-9-2014, 01:45 PM
Hercule Poirot
ألفُ شكرٍ على هذا الإطراء أخي *////*
الحمد لله أنّها أعجبتك ونالت رضاك :")))
الجزءُ الثاني بإذنهِ تعالى يوم السبت فترقبوه ^.*
دمتَ بود~
//
..
Master Peace
شكراً جزيلاً لكَ أخي :")))
بإنتظار عودتك ^^
دمتَ بود~

[ اللــيـــث ]
11-9-2014, 06:35 PM
يا بيييييييييييييييييه ~~ كوااااااااااااااااااااي :opr0E6TS:!!

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .. تبارك الرحمن :) ..
رائع ما سطرتِ هنا أختي الكريمة .. مرعبة مذهلة مشوقة .. والكثير من الأمور التي لا يسعني وصفها !
متابعٌ لقلمك ..

Michelle Kris
12-9-2014, 10:04 PM
ههههههههههههههه من المبكر جداً قول كوااااي أخي ليث!
لا زلنا في البداية والقادم أكثر رعباً وستصاب بالقشعريرة ربما *0*
وبارك الله فيك أخي، شكراً لك على مرورك هُنا + إطراؤكَ أخجل تواضعي حقاً :")))

بإذن الله غداً سأقوم بنشر الجزء الثاني
ترقبوه يا مُتابعيَّ الكرام *W*

Michelle Kris
13-9-2014, 07:36 PM
http://i.cubeupload.com/ePDPPQ.png
!!~السلام عليكم~!!
عُدتُ كما أخبرتكم يوم السبت -w-
أأنتم مستعدونَ لمعرفة قطعةٍ من ذكريات دارك~؟؟
أأنتم مستعدون للصدمة والقشعريرة~؟؟
إذاً، تفضلوا معي~

http://i.cubeupload.com/aCwfAV.png

http://i.cubeupload.com/PInFH7.png
الجُزء الثاني.. //|*|~أنا.. القاتلُ الأسود~|*|//..
//
..
لعَقتُ شفتَيَّ المبللتينِ بالدِماءِ الداكِنة وعُدتُ أدراجِي إلى القصرِ الّذي تركَهُ لِي والدايَ بعد أن تُوُفِّيا أو..
قتلتُهُما بِنَفسي..
//
..
قد تتسائلُ حناجرُكُم الآنَ وتنطِقُ عُقولُكم "ما السبب؟!".. حسناً، إليكُم ما جَرَى..
في أُسرةٍ ثريّةٍ وُلِدتُ طفلاً مِن أبٍ وأُمٍّ نِعمَ الأبَوانِ كانا..
فِي لَيلَةِ وِلادَتي، أَجرَى الطبيبُ فحصاً لِي ليرى وتكتَشِفَ عَينَاهُ أَنَّ صَدرِي لا قَلبَ مُحتوىً فِيه..
أجهشَتْ أُمِّي بالبُكاءِ ظنَّاً مِنها أَنَّني مَيت، فِي حِضنِ أَبي سُكِبَتْ دُمُوعُها بحُرقة، وَلكِنَّ الطَبيبَ سَارَعَ فِي إِخبارِهِما بحقيقَةِ أنَّني..
لم أَمُت..
صَدمةٌ صَفعَتْهُما مُجمِّدةً إيَّاهُما فِي مكانَيهِما بِلا حَراك، "لِماذا؟" سأَل قلبَاهُما الطَبيبَ
فأجابَ قائِلاً: "مِن بَين كُلِّ الحالات، كَانَتْ هَذهِ الأَغرب..
ولَكِن عَلى العُمومْ، طِفلُكُما بِحالةٍ صِحِّيَّةٍ مُمتازَةٍ جِداً، وَهذا أَغربُ مِمّا يُمكِنُ تَصوُّرُه"..
//
..
مَرَّتْ سنينٌ ستٌ عَلى وِلادَتِي إجتاحَتْ فِيها العُزلَةُ فُؤادِي وإرتجَّ بِها صدرِي..
عَلى الرَّغمِ مِن أنَّ والِدَيَّ وَفَّرا لِي كُلَّ ما قدْ أحتاجُهُ مِنْ أُمُور وحَاوَلا جاهِدَينِ ألاّ يُشعِرانِي بأَيِّ نقصٍ قد يُخالجُ قلبيَ الميِّت..
لكِنَّني لمْ أُرِد سوىَ.. بَقائِهِما مَعي فَترةً أطوَل مِن قضائِهِ فِي العَمل..
غُرفةٌ فِي قَصرِيَ المُظلمِ ذاكَ حيثُ أَنا فِي عُزلَتِي، لَم يُقاسِنِي قلبِي مُطلقاً ولَم يُجبِرنِي عَلى دُخُولِها أَكثَرَ مِنْ هَذهِ اللّحظة..
أَبِي وأُمِّي فِي العَمَل.. لا أحدَ غَيري هُنا.. أنا فقط.. أنا فقط..
//
..
كَانَتْ غُرفةً مُعتِمةً جِدّاً.. جُدرانُها السّوداءُ المُزخرفةُ بالأَحمَرِ القاتِم..
كَانَتْ تُنادِي وحشَاً فِي داخِلي كأَنَّها دِماءُ ضَحايايَ الّذين لَم أقتُلهُم بعد..
فِي الوَسطِ مِنضَدةٌ رَفِيعةٌ مِنَ الزُجاجِ الأَسود يُغشيها فِراشٌ أَبيضٌ زُخرِفَ بالذَّهب..
وعَلَيها واقِفةٌ تِلكَ العُلبَةُ الزُجاجيَّةُ الّتِي حُفِرَتْ عليها نُقوشٌ بالأحمَرِ الدامِي..
إِنحنَى داخِلَهَا ذَاكَ السِلاحُ الأسود المُرصَّعُ بالجواهرِ الفضِّيةِ زَيَّنتهُ نقوشٌ على شكلٍ خُطوطٍ مِنَ الياقُوتِ الأَحمر..
موضوعٌ وبجانِبِهِ ثلاثُ رصاصاتٍ مُستديرَةٍ مِنَ الذَّهَب عَلى وِسادةٍ حَمراءَ كأنَّهُ
عَرشٌ.. ومَلِكٌ.. وثلاثٌ مُستشارِين..
//
..
كانَ هذا.. كُلُّ ما فِي تِلكَ الغُرفةِ القاتِمة.. سِلاح..؟ لِماذا.. ومِن مظهرِهِ ذاك.. يبدُو بأَنَّهُ مُكلِّفٌ لِلغاية..
لَكِن.. أَبي..؟ أَهُو..؟ كلا، مُحال! مِنَ مَنظَرِهِ يَبدُو بأَنَّهُ لَم يُفتَح ولَمْ تلمِسهُ بصمةُ إِصبع.. إذاً..
أَهوَ مُجرَّدُ تَزيينٍ للغُرفَة..؟
فَجأةً.. إِذا بعَينَيَّ تَرىَ ظرفَاً إلتَقطتُهُ بِيَدِيَ المتجمِّدَةِ وإذا بِي أُصعَقُ بإِسم أَبِي وأُمِّي عَلَيه..
فَتحتُ الرِّسالَةَ عَلَى الفَورِ وإلتقطتْ عَينايَ بِدايةَ السَطر..
//
..
"عَزيزَنا دارك.. لَكَم أَردنا سعادَتَكَ وَلمْ تُرِنا إيَّاها.. لَكَم تَمنَّينا رؤيَةَ بَسمتِكَ وقذَفْنا عَليكَ مِن ينابِيع حُبِّنا..
ولكِنّكَ بخَّرتَها وهشَّمتَها بِنارٍ مِن مَشاعِرٍ نَجهَلُها.. أَتكرَهُنا..؟ أمِن سَببٍ لعَدَمِ مَحَبَّتِكَ لَنا..؟
أَمِنْ شَيءٍ بإمكانِنا إعطاؤُهُ لكَ أكثرَ مِن إعطائِكَ كُلَّ شَيءٍ فِي حَياتِنا..؟
السِّلاحُ الَّذي أَمامَكَ هَديَّةٌ مِنَّا إليكَ تُهْدى.. حِينَ تَدخُلُ هَذهِ الغُرفة، نُرِيدُكَ أَنْ تَحسِمَ قَرارَك..
إِستخدِمْ هَذا السِّلاحَ وهَذهِ الرَّصاصاتِ بِحِكمة.. فَكَم مِن مُعضِلَةٍ حللتَها لَنا سابِقاً..
فِي النِّهاية، تَقبَّل أَسفَنا لأَنَّنا بَعيدانِ عَنكَ فِي الوَقتِ الَّذي تَحتاجُنا..
وإِنْ أَردتَ فِعلَ شيءٍ يدعُوكَ لِلراحَةِ والسَّكينَة، فإفعلهُ.. فإِنَّنا نقبَلُهُ بِرحَابَةِ صَدر.. مع خالصِ حُبِّنا"
//
..
قطراتٌ ساخِنَةٌ تساقطتْ مُلطِّخةً تِلكَ الورقة البيضاء.. أجَل، فدُمُوعي مِن الدِّماء..
وتجَعَّدتْ الوَرَقةُ جرّاءَ ضَغطِيَ الشَّديدِ عَليها والّذي تحكَّمَ بِعقلي دُونَ جِهازِ تحكًّم..
تقدَّمتُ نَحوَ السِّلاحِ مُمسِكاً بِهِ بيدَيَّ الصغيرتَين وكأنَّهُ مصنوعٌ ليُلائمَ قبضةَ يدي الجليديَّةِ العاَرِيَة..
أَخذتُ الرصاصاتِ الذهبيَّة الثالث قائلاً "إثنتانِ لِمَنْ علِمتُ مِقدارَ حُبِّهِما لِي.. سيكونُ حُبُّهُما خالِداً أبديَّاً بالذَّهَب..
والأخيرة، سأتركُها للزمنِ يأخُذُنِي إلى حَيثُ تشاءُ رصاصتِيَ المُستدِيرة"..
في الغُرفةِ ذاتِها، مِرآةٌ طَويلةٌ خَلفَ تِلكَ المِنضدةِ الجَميلة، وَقفتُ أَمامَها واضِعاً داخِلَ السِّلاحِ رصاصاتٍ مُستديرة،
أطلقتُ رصاصةً فإِذا بالمِرآةِ تنكسِرُ مغشيَّاً عَليها أرضاً فتهشّمتْ تلكَ الصورةُ الّتي رأيتُ فيها نفسِي لآخرِ مرة..
خَرجتُ مِن الغُرفةِ فإذا بِجرسِ القَصر الخَالي مِن سوايَ، يرِنُّ.. إِنَّهُ أَبي.. أَبي.. أَبي..
//
..
وضعتُ الرصاصتَينِ الذهبيتَينِ فِي السِّلاحِ وبَينهُما حَشوتُ ثلاثَ رصاصاتٍ عَادِيَّة كإستِعدادٍ لإستِقبالِ أَبي بيدٍ لَنْ تَخلُوَ مِثلَ كُلِّ مَرة..
دَخلَ أَبي وصَدى وَقعِ خطواتِهِ يَتردّدُ فِي أُذُنِي لِلمرَّةِ الأخيرة، فِي حياتِيَ التعيسَة..
إبتسامةٌ عَلَتْ وجنتَيَّ "مَساءُ الخَيرِ أَبتي" قُلتُها بِحُرقَة..
حدَّقَ فِيَّ أَبي وعَانَقَنِي بِدفئٍ كَما لَم أتوقّع وبِبسمةٍ خافتةٍ باهتةٍ ردَّ قائلاً: "مَساءُ الخَيرِ أي بُنيَّ، سامِحنِي على تأَخُّري اللّيلة"..
مِنَ الصدمَةِ لَم أُجِب "لِمَ الوَجهُ الشاحبُ يا قَلْبَ أَبيك؟" قالَها وهوَ لايزالُ يضُمُّنِي إِلى صَدرِهِ الدافِئ..
وددتُ لو تستمِرُّ هَذهِ اللّحظةُ إِلى الأَبد،. لَكِن..
أجبتُهُ والسِّلاحُ فِي يدي مُصوَّبٌ على قلبِهِ فأحسَّ بشيءٍ باردٍ لامسَهُ "لا شيء يا أَبتي.."،
"أَي بُنيَّ الغالي..؟ مَتى وجدتَ السِّلاح؟" ردَّ قائلاً..
أخبرتُمانِي فِي الرِسالةِ بأنّني إِنْ أَردتَ فِعلَ شيءٍ يدعُونِي لِلراحَةِ والسَّكينَة، فعليَّ فِعلُهُ.. أليس كَذلك، أَبتي؟"
أجبتُ بِبُرودٍ قد يُكسِّرُ الصدى إِنْ تكسَّر..
فردَّ قائِلاً بإبتسامةٍ ولايزالُ إِيّايَ مُحتضِناً "أَجل.. أَعلِمتَ مِقدارَ حُبِّنا لَكَ الآن..؟"،
فكَسَرَ الصمتُ حاجِزاً بَينِي وبَينَ عَقلي فَقُلت: "أَجل.. وَلِأُخلِّدَ حُبّي لَكَ ولِأُمِّي.. سأغرِسُ الذَّهبَ في قَلبَيكُما..
أبَتي.. أُحبُّك.."
//
..
وبهُدوءٍ وبدونِ أَن يَقولَ أَبي كَلِمة.. غُرسَ الذهب اللامِع.. وتناثرتْ قطراتُ الدمِ السائِح علىوجهِيَ الجليديّ..
أجل،
لقَدْ مَات أَبي، فِي حضنِي..
وتلطّختْ صَفحاتُ ذكرياتِي بحِبرِ دَمِهِ الغالِي.. كانَتْ دُموعِيَ الحَمراءُ تنهَمِر ووجهي شاحِبٌ كوحشٍ في لَيلةٍ مُقمِرَة..
"لَن تموتَ أُمِّي إلاّ عَلى الذّهبيّة"
أَسرعتُ بإطلاقِ الرصاصاتِ المحشوةِ قَبلَ الذّهبيّةِ الثّانيةِ عَلىَ ذِراعِ أَبتي كَي يسيلَ الدَّمُ مِنها وأتجرَّعُ كأسَ حُبِّ والدي..
//
..
خطواتُ أُمِّيَ المُسرِعة إلى داخِلِ القَصرِ كانَ صداهَا قويَّاً جِداً وصَفعها مَا رأَت مِن دِماءٍ.. وسِلاحٍ في قبضَتِي..
بِيديها الجميلتَينِ أَمسكَتْ صَرَخاتِها حابِسةً إيّاها فِي فَمِها وبدأتْ تذرفُ الدمعَ كأمطارٍ فِي ليلةٍ عاصفةٍ إذا سقطَتْ على الأرضِ هشَّمتها..
إليَّ نظَرَتْ ونظَرتُ إِلَيها "حَبيبي دارك..؟ أَقرأَتَ الرِّسالة..؟"
قالَت بإبتسامةٍ أخفتها الدُّموعُ فأجبتُها "أجل أُمَّاه.. أُعذُريِني.. أُحبُّكِ"..
رَقَدتْ أُمِّي فِي سريرٍ كَان بِركةً مِن دِماء..
سقطَتْ جُثَّةً خامِدةً خالدةً فِي قَلبِيَ الميِّت..
إلتقطتُ الكأسَ حينَ إمتلأ نِصفُهُ بِدِماءِ أبي وأكملتهُ دِماءُ أُمٍّي..
//
..
"أُمّاه.. أبتي.. نخبُ حُبِّكُما.. نخبُ دمِكُما"
قُلتُها وأَنا أشربُ الكأسَ فَبدتْ أسنانِي كَوحشٍ إنتهى لتوِّهِ مِن تشريحِ فَريستِهِ الجَميلة..
بَعدَ حِين، رجالُ الشُرطةِ وَصَلوا جرّاء صوتِ إطلاقي لِلرصاص..
صُعِقوا بمظهَري عِند المَدخلِ والدِّماءُ تُغطِّيني وأَنا جالِسٌ بَينَ أبي وأُمّي الراحِلَين.. إلى الأبد.. إلى الأبد..
//
..
سأَلنِي أحدُ رِجالِ الشُّرطة "مَن..؟" فصوتٌ بارِدٌ تقشعِرُّ مِنهُ الأبدانُ وترتعِشُ لَهُ القُلُوبُ خَرجَ مِنْ فَمي
"أنا"
فتلقّى صدمةً ووقفَ متحجِّراً فِي مكانهِ هُوَ.. ورِفاقُه.. قَامَ رِجالُ الشُرطةِ بِحملِ الجُثّتينِ وأَنا أُمسكُ بيَدَي أبي وأُمِّي..
لم أُرِد إفلاتهُما أبداً.. أبداً.. أبداً..
لَم يجرُؤ أحدٌ على لَمسِي كيف لا..؟ وقد قتلتُ أَغلى ما عندي فِي هذا الكَون..
ركبتُ السيارةَ الّتي حَملتْ جُثمانَ والدَيَّ رغمَ أنفِ رِجالِ الشُرطة، فقد جمّدتهُم.. نَظَراتِيَ البارِدة..
//
..
ونحنُ فِي السيارة.. لم أُفلِتْ يدَ أبي وأُمِّي وكُنتُ أُمسِّدُ بيديَّ الباردتينِ على وجهيهِما،
والدُموعُ الداميةُ تسقُطُ على خدَّيهِما، صدري كان يحترق، وقلبي الميتُ يتمزق..
أَحدُ رِجالِ الشُرطةِ كانَ إسمُهُ مايك كانَ يجلسُ مَعي فِي الخلف، ينظُرُ إليّ.. إلى مظهري المخيف..
الذي لم ولن يتلائمَ مع طفلٍ في السادِسة مِن عُمُره الربيعِيّ..
//
..
بدأ مايك بالكلامِ لكسرِ حاجزِ الصمتِ الذّي بُنِي بِدونِ بنّاء: "إن كُنتَ تحبُ والديكَ هكذا كيف سمحتَ لنفسك أن تقتلهما؟" قال..
"الأمرُ لا يخُصُّك" أجبت..
"أعلمُ ولكن.. حالتُكَ لا يُرثى لها.. ماذا جرى؟" قال كاسِراً قلبِي مُقطِّعاً رقبتي مُجدداً..
"عرفتُ مِقدارَ حُبّهما لِي أَخيراً.. فقتلتُهُما تخليداً لِهذا الحُب.." أجبتُ بصوتٍ مكسورٍ لوحشٍ مسحور..
فتمتمَ قائلاً: "لو كان لديكَ قلبٌ أو مشاعر لما فعلتَ هذا أبداً بوالديك"..
فأجبتُ بِدورِي:"للأسف ،. أنا ليس لي قلبٌ أصلاً"..
//
..
صدمةٌ وتساؤلاتٌ كثيرة عَلَتْ وَجهَ مايك.. ولكنهُ، لم ينطق بكلِمة..
"وبعد أنْ أخبرتُكَ الآن بالحقيقة.. أتمنى منك أن تتركني أسرحُ في خيالي الميّت وأحزاني الهاربة إلى عالم الأموات القبيح"..
لم ينطقْ بكلماتِهِ وتساؤلاتِهِ بعدها.. بل وشعرَ بأنَّ شيئاً سيّئاً، سيحصُلُ عمّا قَريب..
حِينَ وُصولِنا إلى المَقبرة.. بدأتْ مراسِمُ الدفنِ المُغبرّة..
قبّلتُ جبهتَي أبي وأُمِّي الخالِدَينِ فِي روحي للمرَّةِ الأَخيرةِ ودُموعِيَ الدامِية لاتكادُ تتوقفُ عن الإنسكابِ مِن صُنبورِ عَينيَ اللامِعة..
إنتهتْ مراسِمُ الدفن.. "وداعاً" تمتمتُ بصوتٍ شابهُ الحُزن..
وإستدرتُ إلى سيارةِ الشُرطةِ حيثُ مايك جالسٌ أمامِي..
صدري يؤلِمُني.. والدُموعُ المملوءةُ بالدِماءِ تُغطي وجهي الأبيض المُخيف..
//
..
http://i.cubeupload.com/aCwfAV.png
وإنتهينا من الجُُزء الثاني بعونهِ تعالى -w-
أتمنى أنّهُ أعجبكم ونال رِضاكُم وحسن ظنّكم
الجُزءُ الثالث سيتحدثُ عن شُرطيٍّ سيلتقي بِهِ بطلُنا
ولكن تصرفاته ليسَت كباقي الشرطة!
لنرى ماذا يُخبّئ لنا هذا الشُرطي وما ستكون ردّة فعل دارك حين يلقاه
الجزء الثالث تحت عنوان
..//|*|~شُرطِيٌّ.. يهتمُّ بِسفّاح...؟؟~|*|//..
ألقاكم بإذنهِ تعالى يوم الثلاثاء~
بوركتم وإلى لقاءٍ قريب~
http://i.cubeupload.com/lNEBfM.png

Michelle Kris
13-9-2014, 07:44 PM
وبعد قراءة القصة بهدوء بعيداً عن الضجيج
قصة جميل حقاً واسم الشخصية رائعه
متابع لقلمك الرائع وننتظر الجزء الثاني
بارك الله فيك أخي وشكراً لك على الإطراء :"))))
إن شاء الله ستنال حُسن رضاك -w-
الجزء الثاني تم نشره قبل ثوانٍ
قراءة ممتعه ^.*

!Pink Lotus
13-9-2014, 08:15 PM
:'( :'( >راحت تبكي *^*
السطر الأخير من الفصل الأول أوقف شعر رأسي >~<
قصتك حماسية من البداية، فكرتها جديدة وغريبة
كرهت دارك من أولها ~_____~ !
متابِعة لقلمك، بصمت :""
كلما سنحت لي الفرصة سأعقب ^ . ^ ّ
.

أثير الفكر
13-9-2014, 09:54 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

كيف هي أحوال يا عزيزتي ؟

يبدو بأني وضعت ردًا في وقت خاطئ فسببت فوضى للفهرسة ><""

سأحذف الرد بحول الله

قرأت الجزء الأول مما كتبته، أرى نقلة عظيمة تبارك الرحمن في أسلوبك :""

بما أني قد قرأت رواية سابقة لك ^^"

دارك إذًا هو اسم البطل <3

منظره في البوستر رائع للغاية و المقدمة مذهلة و فكرة الطرق الأربع موفقة

و النخب مقشعر للبدن xD

و مع هذا أبدعت للغاية .. فقط انتبهي من الخلط بين همزات الوصل و القطع ^^

سأقرأ الجزء الثاني متى ما تفرغت :""

+

طلب بسيط :"$

هلا زدتِ من حجم الخط و حولته إلى خط أريال بمقاس 3 أو 4

تاهوما الصغير متعب في القراءة جدًا ^^"

ودمت بود يا غالية~

سميد
13-9-2014, 11:44 PM
وعليكم سلام
في البدايه اعتذر عن تاخيري بفك الحجز ( شويت ظروف )
المهم ما اقول الا ما شاء الله و تبارك الرحمن الرحيم
قريت الجزء الاول وزاد حماسي للقراءة باقي الفصول
بدايه مرعبه خصوصا ان كنت مع الخيال xd
بصراحه ما تخيلت يكون فيك ميول اجراميه اختي ميشا
سرد بتلذذ على نغم اهات عذاب ضحايا اعطى صوره شريره
متاكد انك بيوم راح تتفوقين على زعيم الاشرار xd
الله يسعدك ويحفظك
ولي عوده للتعليق على الفصول الاخرى
واكرر اعتذاري عن تاخير
~

kwon
15-9-2014, 09:44 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
أهلا بعودتك خيتاه وبالتوفيق
أما القصة ابدعتِ المقدمة كانت ملهمة في كلماتها
روعه في تفصيلها وحماسية في غموضها
ولا يسعني إلا ارفع القبعه احتراما لأناملك
أما الفصل الثاني كان هو الأخر لا يقل ابداعاً عن المقدمة
لكن كان مشهد القتل لوالدي دارك غريب ولم افهمه اعذريني>_<
في انتظار الفصل الثالث....
.....متابع لقلمك

Michelle Kris
18-9-2014, 07:51 PM
kwon
أهلاً وسهلاً بك أخي
وشكراً جزيلاً لك على الإطراء :"""")
الحمد لله أن الرواية نالت اعجابك ^_^

لكن كان مشهد القتل لوالدي دارك غريب ولم افهمه اعذريني>_<
هههههههههه لا داعي للإعتذار أبداً
ممم بالنسبة لمشهد القتل كما قلت كان عند مدخل القصر
قتل في البداية والده وسقط على الارض ثم جاءت والدته ورأت المنظر
قم قتلها أيضاً وأخذ الكأس وشربه
ثم أحضر الجثتين بالقرب منه وجلس بقربهما
ذلك كان حين رأتهما الشرطة :)
أتمنى أن المشهد اتضح الآن 3:
وتسعدني متابعتك
دمت بود~

+

اعذروني على الإنقطاع المفاجئ
كله بسبب المرض + النت المجنون @_@""
إن شاء الله البارت الثالث بعد دقائق سأقوم بوضعه
وأيضاً سأقوم بحذف قانون الثلاثاء والسبت فقد لا استطيع الالتزام بالموعد دائماً :(
وقراءة ممتعه للجميع :)

Michelle Kris
18-9-2014, 08:26 PM
http://i.cubeupload.com/ePDPPQ.png
السلام عليكم
عذراً على التأخير @_@""
واجهتني بعض الضروف ذكرتها في الرد السابق XDD
أتمنى أنكم مستعدون لبعض التشويق -w-
ستتعرفون الآن على الشخص الذي سيغير حياة دارك جذرياً
فتابعوا معي =w=
http://i.cubeupload.com/aCwfAV.png
http://i.cubeupload.com/3kwxDI.png
//
..
إستدرتُ إلى سيارةِ الشُرطةِ حيثُ مايك جالسٌ أمامِي.. صدري يؤلِمُني..
والدُموعُ المملوءةُ بالدِماءِ تُغطي وجهي الأبيض المُخيف..
لسوءِ الحَظ.. هذا كُلُّ مَا تبقّى لِي مِن ذِكرَى بَين صدى خلايَا دِماغِيَ المحبوسَة داخِلَ جُمجُمَتِيَ المتجمِّدة..
إِعتدتُ عَلى كَونِي ناقِصاً.. ناقِصاً.. ناقِصاً..
هَذهِ هِيَ الحقيقةُ الّتي قَضَتْ عَليَّ وجعَلتْ مِنَ الوحدة.. العُزلة.. الألم.. رفاقِيَ الغالِين..
مَضَيْتُ قُدُماً صَوبَ غُرفتِي السوداءِ المُعتمةِ الغارِقة فِي صنبورٍ مِنَ الدِّماءِ تَجرِي مُتراصَّةً عَلى جُدرانِها..
//
..
فِي عُزلَتِي تلكَ، جَثَيتُ عَلى سَريريَ الأسود، فتحتُ التِلفازَ فإذا بِي أرى نَفسِي هُناك..
ضحِكتُ قَليلً وفِي أَعماقِ نَفسِي سألتُ "أأنا هذا الّذي يتكَلّمُون عَنه؟؟"،
رَفعتُ الصوتَ قليلاً كَي يدخُلَ مَسامِعَ أُذُنِي فإذا بالمُذيعِ يقول:
"يَبدوا بأنَّ الجريمةَ الّتي حدثتْ قبلَ ساعةٍ كَانَتْ لِمقتلِ مُجرمٍ آخر.. وكَما عَلِمتْ أسماعُنا وأبصارُنا، فَقد كانَ القاتِلُ هَو صيّاد المُجرمِين.. القاتِلُ الأسود، دارك.. وَكما قالَتِ الشُرطةُ وأَكّدتْ ذلِك.. والدليلُ إسمُهُ المرسومُ بِدماءِ الضحيَّةِ عَلى الأرضِ بِجانبِ الجُثّة، وبخطِّهِ المَعروف وطريقة تهشيمهِ للجُثّة بثلاثِ رصاصاتٍ مُستديرَة.. بَقِي أَنْ نسألَك أَيُّها القاتِلُ الأَسود.. أَأَنتَ راضٍ عَلى هذا كُلِّه..؟ كَان مَعكُم سايك مُباشَرةً مِنْ مَوقِعِ الجريمة.."
//
..
أَنا راضٍ.. وبِشِدَّة..
إستلقَيتُ عَلى فِراشِي مُغلِقاً عَينيَّ بِجفنَيَّ البارِدَينِ إِلى نومٍ كَاد يكتمِلُ لولاَ رَنينُ هاتِفِيَ المحموُلِ فِ الّرابِعَةِ فَجرَ يومٍ حالكِ الظلام..
إِعتقدتُ فِي البِدايَةِ أنّهُ مُنبِّهِي فأغلقتُهُ ونهضتُ مِنْ فِراشِي فعُدتُ بَعدَ أَنْ غسل الماءُ وجهِي وبدّلتْ يدايَ ملابِسي..
لِأسمَعَ وَقعَ خطواتٍ كُثُر.. مَن تجرّأَ عَلى أَخذِ خطواتٍ فِي قَصرِ عائِلتي..؟
//
..
خَرَجتُ لِأرى رِجالَ الشُرطَةِ إِمتلأَ مَدخَلُ القَصرِ بِهِم..
رأيتُ هاتِفِي وإذا بثلاثِ مُكالماتٍ مِنْ رقمٍ مَجهولٍ لَم أرُدَّ على حضرتِه..
نَزلتُ السُّلّمَ مُتزحلِقاً عَلى حافّتِهِ "أَهَكذا الأدبُ الّذي يُعلّمونَهُ فِي المَدرسة..؟ حَمداً للهِ أَنَّنِي بَقيتُ أَتعلّمُ فِي السِجنِ ثلاثَ سِنين"
قُلتُ بإستخفافٍ وإستفزازٍ فإذا بِرِجالِ الشُرطةِ يرتعدُ أغلبُهُم خوفاً مِنّي ويرتجِفُ آخرون والقادةُ صامِتون..
//
..
"واو.. عَددُكُم كَبير، واحدٌ كَان يَكفي.. إذاَ، مالأَمر الّذي سَمَح لَكُم بأخذِ خُطواتٍ فِي قَصرِي..؟"
قُلتُ وعينايَ مِنَ الحِدَّةِ كانَتْ ستقتُلُ الأنفاسَ بِدونِ قاتِلٍ.. ولا جريمة..
إذا بالقائدِ الّذي أعرِفُهُ مُنذُ فترةِ مُكوثِي فِي السجن -آندِي- يَرُدُّ قائِلاً بصوتٍ عَميق:"سنأخُذُكَ إِلى قِسمِ التحقِيق.. لاتُقاوِم فلدينا كُلُّ الوسائلِ لإيقافِك!"،
همهمتُ قائِلاً:"ولِمَ الغَضب؟ ألا تستطيعُ قولَ شيءٍ بهُدوء، يا آندي؟"
//
..
إشتاط غضبُهُ وقال: "لاتُماطِل! بِسُرعةٍ إلى السيّارةِ وإلاّ.."، "وإلاّ ماذا..؟ تعلمُ عِلمَ اليَقينِ بأنّهُ ليسَ بإمكانِكُم قَتلِي صحيح؟"
إقتربتُ مِنهُ قائِلاً بصوتٍ حادٍ يخنُقُ الأنفُسَ فأكملتُ:"لكِنَّنِي أعلمُ بأَنّنِي لَم أفعَل إِلاّ الصّواب.. لِذا بَعدَ التَحقيق، تُعيدونَنِي إلى هُنا، مفهوم؟"..
تمتمَ آندِي قائِلاً:"مجنون" فخطفتُ بَين الجميعِ مُمسِكاً بِرقبتِهِ بِقُوّةٍ شديدةٍ قائِلاً:"ماذا..؟" بدأَ يعجزُ عَنِ التنفُسِ ولا أحدَ تحرّكَ مِن مكانِهِ مُطلقاً خوفاً مِنّي إلاّ..
"أُترُكهُ وأقطعُ لكَ عهداً على أَنَّ هذا لَن يتكرّر" أحدُ الرِجالِ قالَها وَهو مُمسِكٌ بِكتِفِي بكُلِّ هُدوء..
تَركتُ رقبةَ آندِي وإستدرتُ ناحِيةَ هَذا الشُرطِيّ بِنظرةٍ حادةٍ فبادَلها بإبتسامةٍ قائِلاً:"دارك، أليس كذلك؟"
صُعِقتُ وصُعِقَ الجَميع..! لَم يُنادِنِي أحدٌ بغيرِ القاتِلِ الأسودِ مُنذُ خُروجِي مِنَ السِجن..
ذاكَ الوجهُ الأَبيضُ المُسمرُّ تنسدِلُ عَلَيهِ خُصلٌ شقراءٌ كَخُيوطٍ مِن أشِعَّةِ الشّمس..
تلك العينانِ المُلوّنتانِ بألوانِ السّماءِ فِي الشّتاء.. كأَنّنِي رأَيتُهُ سابِقاً، قبلَ ملايين السنين والسنين والسنين..
لكِن مَن هُوَ..؟
//
..
"اوه؟ يَبدوُ بأنّ شَجاعَتكَ تَهُزُّ الوُحوشَ أيضاً".. قُلتُها كاسِراً جِدارَ الصمتِ الّذي رُسمَ بَيننا فِي تلكَ اللحظةِ العمِيقة..
فإبتسمَ قائِلاً:"رُبّما، أَلا تَشعُرُ ببعضِ الراحةِ الآن؟".. "أَجل، شُكراً لإيقافِكَ صَوتَ آندِي.. كادَ يُفقِدُنِي أَعصابِي"..
قُلتُها بإبتسامةٍ بارِدةٍ وأَنا أنظُرُ صَوبَ جَليدِ عَينيه، ثُمَّ تابعْتُ قَولي:"سيّارةٌ وأَنا وأَنتَ فَقَط.. لا أُريدُ أَيَّ إزعاجٍ مِن أَحد، هَذا أَمرٌ لَيس طَلباً"،
"لَكَ هذا.. ولَكِن لاتُؤذِ أَحداً" ردَّ عَليَّ بِهُدوءٍ فَسِرتُ فِي طَريقي أضحكُ بإستخفَافٍ قائِلاً:"حاضِرٌ يا ماما"
//
..
ذُهِلَ الجَميعُ مِن هُدوءِ الحِوارِ بَيننا وأَنا نَفسي.. كُنتُ مَذهولاً..
وَقفَتْ قَدَمايَ عِندَ السيّارةَ وعَينايَ الحادّتانِ المُستخِفّتانِ لا تُفارِقانِ وَجه آندِي الّذي إشاطَ غَضبُهُ بَعدَ الإِتفاق، رَكِبَ الجَميعُ السّياراتِ كَذلِكَ هُوَ..
"لَقد أقنَعتُ القائدَ آندِي، إركَبْ رَجاءً" قالَ ذاكَ الشُّرطِيُّ بِهُدوءٍ وإِبتِسامةٌ جادَّةٌ تَعلُو وَجهَهُ
فَرددتُ عَليهِ قائلاً:"لَيس لَكَ حاجةٌ بِإحترامِ سَفّاحٍ أَليس كذلك؟"..
فقالَ وَهُوَ يَفتحُ بَابَ السيّارةِ مُبتسِماً:"حتى وَلو.. لاتَزالُ بَشراً، صحيح؟"..
صُدمتُ وإتّسعَتْ عينايَ ذُهُولاً، ورَكبتُ فَرددتُ مُبتسِماً قائِلاً:"يبدو.. بأَنَّك الوَحِيدُ فِي هَذا الكونِ مَن عَامَلَنِي عَلى أَنَّنِي بَشر"
//
..
تَحرّكنا وَكانَ الهُدوءُ يَعُمُّ السَيّارة حَيث أجلِسُ والتّعبُ الوسِنُ أَخذَ طَريقَهُ إِلى جُمجُمَتِي فَتمدّدتُ فِي المَقعدِ الخلفِيِّ مُغلِقاً تلكَ النّوافِذ المُظلّلة تَبعَها إِغلاقُ عَينيَّ القِرمِزيّتَينِ بِجفنَيَّ الأبيضَين.. فضَحِكَ بِضحكَةٍ خافِتهٍ ذاكَ الشُّرطِيّ..
فجأةً، إذا بِهاتِفِهِ يَرِنُّ "هُنا آندِي! لانس! أتسمعُني؟! أَجِب!!"، ذاك الآندي مُجدداً.. كم هُوَ ثرثار.. لانس إِذا..؟..
"إِهدأ يا سِيادةَ القائِد لاتصرُخ.. ما المُشكِلة؟" ردّ لانس بِهُدوءٍ فصرخَ آندِي قائِلاً:"لِماذا أَغلقْتَ النّوافِذ؟! أَم هُوَ دارك؟! أَيُحاوِلُ قَتلك؟!"..
نَظرَ لِي لانس ونظرتُ إِليهِ بِعينٍ واحِدةٍ فُتِحَتْ بِصُعُوبةٍ مُلوِّحاً لَهُ بِيَدِي.. "لا لَم يَفعَلْ ولَمْ يُقدِم عَلى أيِّ شَيءٍ كَهذا..
والأَجدرُ بالذكرِ كَونُهُ يشعُرُ بالنُعاسِ فالساعةُ تُشيرُ إلى الرابِعةِ والنّصفِ فَجراً"
رَدَّ عَليهِ لانس بِضحكةٍ خافِتةٍ فَتَمْتَمَ آندِي:"كُنْ حَذِراً على كُلٍّ" وأغلقَ الخَط..
//
..
"إذاً.. إسمُكَ لانس؟"
قُلتُ كاسِراً حاجِزَ الصمتِ بَيننا، فَردَّ مُبتسِماً:"أَجل، هذا صَحيح"..
تَمتمتُ بِمللٍ "متى الوُصولُ إلى المركَز..؟" فأجابَ: "لاتقلَق، القليلُ بَقِي والكثيرُ إنتهى"..
عُدتُ وإستقمتُ فِي جُلوسِي فاتِحاً تلكَ النوافِذَ المُعتِمةَ الجَميلَة..
بَعدَ حِينٍ قَصيرٍ وَصلْنا وطَوقٌ مِنْ رِجالِ الأَمنِ يُحيطُ بِي إِلاّ لانس، حَيثُ كَانَ يَمشِي بِمقربةٍ مِنِّي..
لِسببٍ غَريبٍ، أَحسستُ بِهِ كَحضِنِ والِدِيَ الدّافِئ..
دَخلنا المَركزَ والصّدمَةُ يَتلوهَا رُعبٌ يَعلو وُجوهَ الجَميعِ هُناك، يالَها مِنْ مراسِيمِ إستِقبالٍ سيِّئة..
//
..
كُنتُ أَمشِي غَيرَ مُكترثٍ ولامُبالٍ واضِعاً كَفَّيَّ فِي جُيوبِ سُترتِيَ السّوداءِ القاتِمة..
جَاءَ آندِي وَمعهُ أَصفادٌ حَديديّةٌ بَشِعةٌ كَادَ يُطوِّقُ بِها مِعصمَيَّ الجليديّين..
"مُحال!"
قُلتِها وأَنا رافِضٌ لفكرةِ تَصْفِيدِهِما، وإذا بِـ لانس يأَتِي مُوقِفاً شرارةَ القَتلِ الّتي كَانَتْ تَجرِي فِي عُروقي بِكَونِهِ سيتَولّى التّحقِيقَ وبِدونِ أَصفاد..
رَبّتَ عَلى كَتِفي فأَبعدتُ يَدهُ قائِلاً "شُكراً".. إنتَهَينا مِنَ التحقِيقِ بِسُرعةٍ وكَان لانس مُبتسِماً طوال الوقت ومداه..
ما خَطبُه..؟ سفّاحٌ أَنا وَهُوَ مَلاك..
حَتّى رِجالُ الشُرطةِ وآندِي ذُهِلَ مِنْ هُدوئِيَ الغَريبِ ذاك..
فجأةً مَدَّ لانس يَدهُ لِيُصافِحَنِي، أَمجنونٌ هَذا الشُّرطِي؟! "ما بِك؟ تُصافحُ سفاحاً..؟ أَمجنونٌ أَنت..؟"
قُلتُ والإستِغرابُ يملؤُنِي، فَردَّ قائِلاً بِضحكةٍ قَصيرة:"أَمِنْ مُشكِلةٍ فِي ذلِك..؟"..
ضحِكتُ ضِحكةً خافِتةً ومَددتُ يَدِيَ إِليهِ مُصافِحاً إِيَّاه لِثانِيةٍ وأَبعدتُها بَعدَها..
نَهضْنا وَخَرجْنا مِنَ غُرفةِ التحقيقاتِ لأَرى الجَمِيعَ ينظُرُ إِلَينا وَعلى أَلسِنتِهِم وَهمساتِهِم..
"إِنّهُ لانس.. المُستجِدُّ صَديقُ المُجرِمين" ..
"مُنذُ جَاءَ إِلى المَركزِ والتحقِيقاتُ مَعَ المُجرِمِينَ أَصبحَتْ أسهَل.."..
"لكِنْ مَن كانَ يَتوقّعُ بِأَنّهُ سيُسيطِرُ عَلى بُرُودِ وَعِنادِ القاتِلِ الأَسود؟!"..
وهكذا حَديث..
سلّمَ لانس التَقريرَ إلى آندِي وإستدارَ نحوِي قائِلاً:"سأُقِلُّكَ إلى المَنزِل.. إِتبَعنِي"..
حقاً هُناكَ شَيءٌ غَريبٌ فِيه، وهَذا ما جَذبَنِي نَحوه.. "حاضر يا ماما" رَددتُ قائِلاً فَضحِكَ لانس وصَمتَ الجَمِيعُ مَصفوعِينَ ذُهولاً..
//
..
فِي السيّارةِ قُلتُ ناطِقاً:"هُناكَ أَمرٌ شَغلَ بالِي.. ما سِرُّك..؟ لِمَ تُعامِلُني وكأَنّنِي شخصٌ جَيِّد..؟"
فردَّ لانس ضاحِكاً:"أَنتَ هُو السّبب!" صفعةٌ على وجنَتي إستلمتُ.. "ماذا؟؟" قُلتُ بإستغرابٍ يشوبُهُ صوتٌ ناعِس..
فردَّ بصوتِ هادئ:"حِينَ كُنتُ صَغيراً سَمِعتُ بحادِثةٍ كُنتَ أَنتَ فاعِلَها وأَنتَ فِي العاشِرةِ مِنْ عُمركَ حَبسَتكَ ثلاثَ سِنينٍ فِي السجنِ صَحيح؟
مُنذُ ذلك اليَومِ وأَنا أتمنّى لِقائَكَ عَسانِي أَعلمُ مَنْ هُوَ القاتِلُ الأَسودُ ذائع الصيت..
وهَا قَدْ أَتى اليَومُ أَخيراً، أَنتَ لَستَ كَما يَقولُون يا دارك.. فَعلى الرّغمِ مِن كَونِها أَوّل مُقابَلة..
إلاّ أَنّنِي أَحسستُ بِأَنّ جَرائِمكَ لَها سَبب".. وصَلنا إلى القصرِ البارِدِ فَخرجتُ مِنَ السّيارةِ قائِلاً:"أَنتَ حَقّاً.. غَريبُ الأَطوار"
//
..
مَضيتُ فِي طَريقي ولانس فِي طَريقِهِ مُفترِقَين.. كَان لَطيفاً، كأبي وأُمّي..
ذهَبَ وكأنّنِي لَنْ أَراهُ مُجدداً كَما لايَعودُ المَاءُ إِلى الصُنبورِ بَعدَ فَتحِهِ..
ذَهبتُ صَوبَ غُرفَتِي ماِشياً راكِضاً فرَمَيتُ جَسدِيَ المُنهكَ عَلى السّرير..
على وِسادَتِيَ السّوداء أنظُرُ بِعُمقٍ إِلى سَقفِ غُرفَتِي حَيثُ رَسمتُ بِدماءِ ضَحايايَ زَهرتِيَ السّوداءَ المُلطّخةَ بالدِّماءِ الحَمراء..
أُتفكَّرُ.. وذِكرياتِيَ الفارِغَةِ مَعِي مُحاوِلَينِ إِيجادَ البُقعةِ العَمياءِ حَيثُ إختَفى ظِلُّ لانس فِيها..
فَغفوتُ جَرّاءَ سَحابةِ الهُدوءِ الّتي عَمَّتْ غُرفَتِي ذاكَ الصباح الغَريب..
//
..
شخصٌ غَريب..
شعرُهُ أَبيضٌ يَرتَدِي أَمامَ عَينَيهِ نظارات..
مِعطفُ مُختبرٍ يُغطِّي جِسمَهُ الضّخمَ ذاك..
أَنا..
مُقيّدٌ عَلى لَوحٍ ولا أَزالُ فِي رَبيعِ عُمرِي، لا بل أَصغر..
صعقاتٌ تَلتها مِنّي صرخاتٌ ومِنهُ ضحِكات..
//
..
أَفقتُ وصَدرِي يحترقُ مِنَ الأَلمِ والعرقُ يتصبّبُ مِنّي.. كابوسٌ كان..
لَكِن، مَنْ هَذا الشخص.. ولِمَ أَنا مُقيّد.. أهذهِ حَقيقة.. لا أعلم.. لا أعلم..
هدّأتُ نَفسِي بِحمّامٍ ساخِنٍ فإسترخَتْ قليلاً أَعصابُ قلبيَ الميّتةُ فِي هذا الصباحِ المُعكّر..
خَرجتُ بَعدَ ساعةٍ وجفّفتُ شَعري.. والساعةُ إنطبقَتْ عقارِبُها عَلى السابِعة..
//
..
خرجتُ أَتمشّى فِي حَديقةِ القَصرِ التي تَبدو كَتِلالٍ مِن صحراءٍ سوداء.. بإشجارِها الّتي تهشّمت أغصانُها..
وزهُورٌ فارقت الحياةَ إلى أرضِ اللاعَودَة ببتلاتٍ رماديّةٍ مُهشّمةٍ كأنّها إحترقتْ بِلا نِيران.. لا شيءَ حَيٌّ هُنا..
سوى أَنا..
وزَهرَتِي السوداء الحمراء..
كَيف لَمْ تَذبُل خِلالَ هَذهِ الأربع وعِشرينَ سَنة..؟ لَم أعتنِ بِها مُنذُ وفاةِ والِدَيَّ ولَمْ أَسقِها حَتّى..
مَع ذلِك، فإنَّ بَريقَها كالماسِ الأسودِ المُتخلّلِ بَينَهُ قِطعٌ مِنَ ياقوتٍ أَحمر..
بيديَ لامَستُ تِلكَ الأَشواكَ السوداء الجَميلة مُستنشِقاً عِطرها المُميّز.. لَيسَتْ كأَيِّ عطرٍ آخر..
إِنّ لَها رائِحةً كدِماءٍ مَغسولةٍ بالمِسك.. لَكِن.. شَيءٌ غريبٌ فيها لايجعلُ يدِيَ تنزِفُ وأَنا لا أتألّمُ حِين ألمِسُها..
"أَتغلّبُ عليكِ ولاأدري كَيف.. لَمْ تُؤذِني أشواكُكِ الّتي تكادُ تكونُ كُمخالِبِ الذّئاب"
//
..
تركتُ الزّهرةَ مِنْ راحةِ يديّ وذَهبتُ صَوبَ النافورةِ الرُّخاميّةِ البيضاء الّتي إلتفّت عَليها أشواكٌ سَوداء..
جلستُ عَلى أحدِ أَطرافِها وأنا أنظُرُ إلى إنعكاسِ صورَتِي عَلى الماء الّتي بَدَتْ كقمرٍ خاسفٍ جُزئيّاً..
وفجأةً ظهرَ إنعِكاسُ صورةِ أُمِّي على يَميني وأَبي على الشمالِ.. إستدرتُ مَصعوقاً ولكِن لا أحدَ هُناك..
"مَتى سيتوقّفُ عَقلِي عَن نسجِ صورِ طَيفَيهِما حَولي..؟
سَئِمَ رأسِيَ الإنتِظار حَتَّى عَودةِ ذِكرياتِي إلى هذا العَقلِ المَخفِيِّ بَين عِظامِ جُمجُمَتِي المُنجمِدة.. سأَبدأُ تِلكَ الرّحلةَ الآن..
تِلكَ الّتِي رأَيتُ مُخطّطَها قَبل أيّام.. لِذا إستعِدَّ يا سِلاحِيَ الحبيب ويا رصاصاتِيَ المُستدِيرة..
فهُناكَ أشخاصٌ بحاجةٍ إلى التخلُّصِ مِنْ حَياتِهِم خِلالَ هَذهِ الرِّحلةِ الطويلة"
قُلتُ وأَنا مُبتسمٌ لاعِقاً شِفاهِيَ وعَينايَ الحادّتَانِ إرتعدَتْ مِنهُما الصُقورُ أُغلِقَتا شَيئاً.. فَشيئاً..
//
..
http://i.cubeupload.com/aCwfAV.png
وهكذا ننتهي من فصلنا الجديد -w-
آمل أنكم استمتعتم بالقراءة 3:
في الجزء القادم
سنكتشف بعض الحقائق عن هذا الشخص الذي رآه دارك في حلمه
وستتعرفون على عالمةٍ ستصفق لدارك! لماذا وكيف وما علاقتها به
أحداث غريبة ستتعرفون على حقائقها في الأجزاء القادمة
أمّا عنوان جزئنا الرابع سيكون
..//|*|~مُجرمٌ.. وَملاك~|*|//..
إلى لقاءٍ آخر
دمتم بود~
http://i.cubeupload.com/lNEBfM.png

Michelle Kris
18-9-2014, 08:42 PM
!Pink Lotus

لحظة.. بينكو؟! Pink Lips؟!
///////////////////
إشتقتُ لكِ يا غالية!! *//^//*
سعيدةٌ بتواجدكِ هُنا معي للغاااااااية~
وأصبحتِ مُشرفةً في غيابي!! ألف مبروكٍ لكِ عزيزتي
هههههههههههه هذا اوقف شعر رأسكِ فماذا سيفعلُ الباقي يا تُرى *//.//*


كرهت دارك من أولها ~_____~ !
هههههههههههه واااه أول مرة أسمع هذه الجملة! = أنتِ مميزة 3:
وشكراً لكِ على الإطراء عزيزتي
وسعيدة جداً برؤيتكِ متابعةً لقصتي :"))))
وعقّبي متى شئتِ يا غالية :*
أهمُّ شيءٍ تواجدكم معي للقراءة
دمتِ بود~

//
..

أثير الفكر

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

كيف هي أحوال يا عزيزتي ؟
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أهلاً بعودتكِ يا غاليتي ///////
أنا بخيرٍ والحمد لله وعساكِ كذلك :")))))

يبدو بأني وضعت ردًا في وقت خاطئ فسببت فوضى للفهرسة ><""

سأحذف الرد بحول الله
هههههههههههههههههههه لابأس عليكِ عزيزتي أسعدني تواجدكِ حقاً

قرأت الجزء الأول مما كتبته، أرى نقلة عظيمة تبارك الرحمن في أسلوبك :""

بما أني قد قرأت رواية سابقة لك ^^"
0.0"" قرأتِ ما كتبتُ من قصر الضياع المهجور؟!
كيآآآآ~! >//////< شكراً جزيلاً لكِ غاليتي
ونعم، تطور اسلوبي كثيراً خلال هذه السنتين << تأثير دراسة الأدب في المدرسة XD

دارك إذًا هو اسم البطل <3

منظره في البوستر رائع للغاية و المقدمة مذهلة و فكرة الطرق الأربع موفقة
أجل أُحبُّه كبطلٍ لهذهِ الرواية حقاً :"))))
والمقدمة كانت وقفةً عندي حين بدأتُ الكتابة
فقد إحترتُ كيف أبدأُ الرواية XD
والحمد لله أنها كانت موفقة

و النخب مقشعر للبدن xD
ههههههههه صدقتِ XD

و مع هذا أبدعت للغاية .. فقط انتبهي من الخلط بين همزات الوصل و القطع ^^

سأقرأ الجزء الثاني متى ما تفرغت :""
تنبيهٌ ممتاز ! أشكركِ يا غاليتي وسأنتبه عليها إن شاء الله :"))
وعندكِ كل الوقتِ للقراءة فلا داعي للعجلة

+

طلب بسيط :"$

هلا زدتِ من حجم الخط و حولته إلى خط أريال بمقاس 3 أو 4

تاهوما الصغير متعب في القراءة جدًا ^^"
أكُنتِ تقرأين أفكاري @.@""
كنتُ أعلمُ بهذهِ المشكلة واحترتُ أيَّ خطٍ أستخدمُ عوضاً عنه ><""
والآن جئتِ لي بالحلِّ فشُكراً كبيرة لكِ غاليتي
وتم التعديل :*

ودمت بود يا غالية~
وأدامكِ الله بصحةٍ وعافية يا عزيزتي~

//
..

سميد
أهلاً وسهلاً بكَ جنرال~!
وبإنتظار عودتك :")))

تشيزوكو
18-9-2014, 10:19 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ^^

وأخيرا ظهرت روايتك للعلن ^^ كنت أنتظرها منذ رأيت رسوماتك الخلابة سابقا :")

ما شاء الله البوستر خيالي، وأسلوبك جميل جدا..

في شوق للتتمة ^^

Michelle Kris
19-9-2014, 11:25 AM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ^^

وأخيرا ظهرت روايتك للعلن ^^ كنت أنتظرها منذ رأيت رسوماتك الخلابة سابقا :")

ما شاء الله البوستر خيالي، وأسلوبك جميل جدا..

في شوق للتتمة ^^


أهلاً أهلاً بالمبدعة تشيزوكو 3>
كيف الحال غاليتي *W*
حقاً اشتقت لكم كثيراً *//^//*
ههههههههه أجل! أخيراً نشرتها XDD
كنت في انتظار هذه السنة بفارغ الصبر وواجهتني ظروف الدراسة
ولكن الحمد لله انتهت على خير وسلام :""")
وأشكركِ حقاً على إطرائك فقد أخجلتِني >/////<
وإن شاء الله التتمة بعد يومين ولن أتأخر في طرحها :""")
+
أنا متابعة صامته لروايتكِ الكنز *.*
حقاً أذهلتِني بروعة افكاركِ وتنسيقها واسلوب كتابتك اعشقه!
لكن اعذريني لعدم وضع رد فأنتِ سريعة بالطرح XDD
أعتقد أن 5 فصول لم أقرأها من روايتكِ وسأقرأها في الأيام القادمة بعونه تعالى 3>
بوركتِ غاليتي وجزاكِ الله الف خير
دمتِ بود~

تشيزوكو
19-9-2014, 01:31 PM
أهلاً أهلاً بالمبدعة تشيزوكو 3>
كيف الحال غاليتي *W*
حقاً اشتقت لكم كثيراً *//^//*
ههههههههه أجل! أخيراً نشرتها XDD
كنت في انتظار هذه السنة بفارغ الصبر وواجهتني ظروف الدراسة
ولكن الحمد لله انتهت على خير وسلام :""")
وأشكركِ حقاً على إطرائك فقد أخجلتِني >/////<
وإن شاء الله التتمة بعد يومين ولن أتأخر في طرحها :""")
+
أنا متابعة صامته لروايتكِ الكنز *.*
حقاً أذهلتِني بروعة افكاركِ وتنسيقها واسلوب كتابتك اعشقه!
لكن اعذريني لعدم وضع رد فأنتِ سريعة بالطرح XDD
أعتقد أن 5 فصول لم أقرأها من روايتكِ وسأقرأها في الأيام القادمة بعونه تعالى 3>
بوركتِ غاليتي وجزاكِ الله الف خير
دمتِ بود~

سأكون بانتظارها بشغف ^^

سعيدة بك :")

+

تسعدني حقا متابعتك للكنز ^^

هل أنا حقاً سريعة XD ربما لأنها كانت شبه مكتملة من البداية وأنا إنسانة عديمة الصبر XD

اليوم سيكون الفصل الأخير وسأكون بانتظار إطلالتك متى ما تمكنت من ذلك :")

+

متشوقة حقا للتتمة.. وأتحفينا ببعض رسوماتك بين الفينة والأخرى :")

Brhom Kun
19-9-2014, 03:24 PM
وأخيراً نزل الجزء الثالث
لقد قرأة الجزء الثاتي كان رأئع والأروع إني قرأت الجزء في الضلام فكان رائعاً
الخبر الذي أسعدني حقاً

وأيضاً سأقوم بحذف قانون الثلاثاء والسبت فقد لا استطيع الالتزام بالموعد دائماً

لإني ساكون مشغول ^^
ننتظر الجزء الرابع

Michelle Kris
20-9-2014, 10:49 AM
سأكون بانتظارها بشغف ^^

سعيدة بك :")

+

تسعدني حقا متابعتك للكنز ^^

هل أنا حقاً سريعة XD ربما لأنها كانت شبه مكتملة من البداية وأنا إنسانة عديمة الصبر XD

اليوم سيكون الفصل الأخير وسأكون بانتظار إطلالتك متى ما تمكنت من ذلك :")

+

متشوقة حقا للتتمة.. وأتحفينا ببعض رسوماتك بين الفينة والأخرى :")
وسعيدةٌ بكِ للغاااااية يا مبدعة icon26
هههههههههههه أجل أجل كنتِ سريعةً في طرحها XDDD
اهاااااا هكذا إذاً 0.0 ههههههههه هذا من حقكِ فلو كنت أكملت الكتابة لفعلت نفس الشيء XDDD
يااااااااااه آخر فصل اليووووووووم icon26 0 icon26
إذاً سأكملها اليوم!!! icon26 ///////////// icon26
حقاً متشوقة لمعرفة ما سيحصل *W*
+
إن شاء الله البارت القادم سيزيد من الحماس إلى أبعد الحدود *W*
وبالنسبة للرسومات بإذن الله فكرت بالأمر icon26
سأرسم لقطاتٍ من أحداث التشابترات بين الحين والآخر على اسلوب السكيتش السريع للتلوين
أما الرسم فسيكون كما العادة :""")
وبإذن الله ستعجبكم icon26
دمتِ بودٍ غاليتي~

Michelle Kris
20-9-2014, 11:12 AM
Master Peace
شكراً لك أخي هذا من ذوقك :""")
ههههههههههه أجل أفضل جزء هو القراءة في الظلام *W*
أجل أنا أيضاً فكرت به فالمدارس والجامعات ستبدأ عند الأغلبية ولا أُريد أن أشق عليهم
+ سأكون مشغولة بالمانجا بشكل أكبر فوق الكتابة سيقل كثيراً XDDD
والجزء الرابع بعد يوم إن شاء الله فترقبوه :""")

Michelle Kris
23-9-2014, 02:26 PM
http://i.cubeupload.com/6Y8LkG.png
http://i.cubeupload.com/aCwfAV.png
//
..
"مَتى سيتوقّفُ عَقلِي عَن نسجِ صورِ طَيفَيهِما حَولي..؟
سَئِمَ رأسِيَ الإنتِظار حَتَّى عَودةِ ذِكرياتِي إلى هذا العَقلِ المَخفِيِّ بَين عِظامِ جُمجُمَتِي المُنجمِدة..
سأَبدأُ تِلكَ الرّحلةَ الآن.. تِلكَ الّتِي رأَيتُ مُخطّطَها قَبل أيّام.. لِذا إستعِدَّ يا سِلاحِيَ الحبيب ويا رصاصاتِيَ المُستدِيرة..
فهُناكَ أشخاصٌ بحاجةٍ إلى التخلُّصِ مِنْ حَياتِهِم خِلالَ هَذهِ الرِّحلةِ الطويلة"
قُلتُ وأَنا مُبتسمٌ لاعِقاً شِفاهِيَ وعَينايَ الحادّتَانِ إرتعدَتْ مِنهُما الصُقورُ أُغلِقَتا شَيئاً.. فَشيئاً..
//
..
إلى القَصرِ دَخلتُ أَسيرُ نَحوَ غُرفَةِ المَعيشَة..
تِلكَ الّتي مرَّتْ بِضعةُ أَيَّامٍ عَلى دُخُولِي فِيها.. حَيثُ فِيها خارِطةٌ غَريبةٌ مَخفيَّةٌ، وراءَ مَكتبةٍ إِمتلأتْ بِكُتُبٍ فَلكيّة..
عَليها العالَمُ مَرسُومٌ وفِيها وَرقةٌ خُتِمَ عَليها إسمي..
وَرقةٌ أُخرى سَحبتُها مُتناوِلاً حِبراً مِنْ عُلبةِ الدّماء الحَمراءِ، مُعلِناً عَنْ بِدايةِ حَربِ عَقلِي مَعَ تِلكَ الورقةِ البيضاءِ..
مُنذُ أيّامِي فِي السجنِ وقَد أُطلِقَ عليّ اسمُ المُجرِمِ العبقرِيّ،
أَمضَيتُ ساعاتٍ أُفكِّرُ وأَحسُبُ حِساباتٍ لِكُلِّ الإِحتِمالاتِ فتوقّفتُ عِندَ نُقطةِ النّهاية..
مَاذا لَو حَصَل أَمرٌ وَفشلتْ خُطّتِي أَو كانَتْ هَذهِ الخرِيطةُ لامعنى لَها..؟
//
..
بَحثتُ عَنْ هذا الشّخصِ الّذي رأيتُهُ في مَنامِي فإتّضَحَ لِي مِنْ أحدِ الكُتُبِ حَيثُ وَرقةٌ فِيهِ مَكتوبٌ عَلى أَسطُرِها "إِليَّ تَعالَ يا دارك.. أَنا فِي إنتظارِك.. الدكتور: مايرفاير"..
مَن هذا لو سَمحتُم..؟ مايرفاير..؟ بَحثتُ عَنهُ عَلى شَبكةِ المَعلوماتِ فإذا بِهِ هُناك..! نَفسُ الشّخصِ الّذي رأيتُهُ فِي مَنامِي..
كَتَبَ نَظريّاتٍ وأَدلى بِرأيِهِ لِلعالَمِ واليومَ سَيُعقَدُ مُؤتمرٌ عِلميٌّ يُناقِشُ إِحدى نَظريّاتِهِ الّتي فَسّرَ بِها الّسفرَ عَبر المجرّاتِ بِلا آلآت..
إِليهِ سأذهبُ..!
قُلتُ فِي نَفسِي، فَأسرعتُ صَوبَ غُرفَتِي وبدّلتُ ثِيابِي مُرتدياً نظّارةً وقُبّعةً تَمويهاً كَي لايعرِفَنِي أحد..
//
..
وأنا فِي طَريقي على درّاجتِيَ النّاريّةِ في دَربِي ماضياً، فكّرتُ مَليّاً..
بأنّني سيتحتّمُ عليَّ نِسيانُ كُلٍّ شَيءٍ حينَ يبدأُ فَجرُ الغَدِ بالشُرُوق..
سَتفتَقِدُ المَدينةُ المُضيئةُ طوكيو صَوتَ كُراتِيَ المُستديرةِ وكذا صداها..
لا يُهِمُّ ما سَيواجِهُنِي خِلال رِحلَتِي هذهِ، فأنا مَنِ إِختارَ السَّيرَ عَلى طَريقِيَ الخاص..
حتّى لَو كانتِ المخاطرُ تُحاصِرُني، فأَنا أَعلمُ بأَنَّ عَزيمَتِي وإِصرارِي.. لَنْ يخذلاني..
فعليَّ مُواجَهةُ مَصيريَ الّذي سَينكشِفُ بِهِ غطاءٌ كَسا ما اختفَى مِن ذاكِرتيَ المُحطّمةِ بحجارةٍ مِنَ الرِّياحِ العاصِفَة..
بهُدوءٍ ركّنتُ درّاجتِيَ الناريّةَ السوداء، وتوجّهتُ صَوبَ بوّابةِ المكان الّذي سَيبدأُ فِيهِ المُؤتمرُ بعدَ حِين..
//
..
وَقعُ خُطاي وَالصّدى فِي الأرجاءِ زمجر..
لَمْ يتعرّف عليَّ أحدٌ فقد إتّخذتُ مجلِسي فِي الزاويةِ المُعتمةِ حَيثُ أَنتمِي..
بدأ المُؤتمرُ والنّقاشُ كانَ قويّاً حقاً حَيثُ كانَ الجميعُ يَنوِي إِثباتَ مُعتقدِهِ الخاص، كانتْ أَوّلَ مَرّةٍ لِي فِي مُؤتمرٍ وأَوّلَ مرةٍ أُشاركُ فِي نِقاش..
أَجل، أَدليتُ بِنقاشٍ حَولَ ما وجدتُ مِن أُمور تتعلَّقُ بِهذا المَوضُوعِ فَلمْ يرُدَّ أحدٌ عَلى نِقاشي إلاّ تِلكَ العالِمةُ المدعُوّةُ بـ ماليسّا كريستابيل..
حيثُ قالت:"إِنْ كَانَ ما قُلتَهُ صَحيحاً فتفضّل إلى المِنصّةِ لأنّنا نُريدُ تأكيداً.. يا سيِّد..؟"..
صمتٌ عمَّ القاعةَ بِأسرِها، سيعرِفُ الجَميعُ بأَنَّ القاتِلَ الأَسودَ بَينَهُم.. "دارك روبرت ميريوفا"
رَددتُ بِهُدوءٍ خَالِعاً قُبّعتِي ونظّارتِي فَهلعَ الجَميعُ وصُعِقتْ تِلكَ العالِمة..
//
..
رَفعتُ يَدِي وأَنا أَسيرُ صَوبَ المِنصّةِ قائِلاً:"لاحاجةً للهَلَع.. فأنا لا أَحمِلُ سِلاحِي مَعي إلاّ للضّرُورةِ المُلِحّة.."
وَصلتُ وأَخذتُ القلمَ الضّوئِيَّ ذاك وبَدأتُ أَشرحُ ما فَهِمتُ مِنَ الخارِطةِ الّتي عَثرتُ عَليها وما استنتَجتُ مِمّا وَردَ فِيها
فَهدأ الجَمِيعُ وبَدأَتْ عُيوُنُهُم تَكشِفُ عَنْ إِنبهارِها بإستنتاجاتِي تِلك..
"هَذا مَا لَديّ.. والإثباتُ سأُكشِفُ عَن صِحّتهِ أَو عَدمِهِ حِينَ أَعودُ مِن هَذهِ الرِّحلة"
قُلتُ بِهُدوءٍ والهمسُ بدأَ صَداهُ يَعلُو فإبتسمتُ قائِلاً: "والآن يا آنستِي كريستابيل.. أودُّ أَن أسألكِ عَن شَيءٍ ما"،
"ما الأمر..؟" رَدّتْ بصوتٍّ مَصدومٍ خافِتٍ فأجبتُ:"أَكانَ هَذا كافِياً لإقناعِكِ..؟"
//
..
إبتسمَتْ بِخوفٍ قائِلةً:"صدمَنِي ذكاؤك.. فَقد أَقنعتَ كُلَّ الحُضورِ هُنا بِتفسيركَ الخاص لِهذهِ النظريّة"
إِبتسمتُ فَعلى قَدمَيها وَقفَتْ مُصفّقة.. ماذا..؟؟ ماذا تفعلين!!
فجأةً.. وَقفَ الجَمِيعُ مُصفِّقاً وكان المُؤتمرُ مَعروضاً مُباشرةً عَلى التّلفاز..
لَكِن ما الفائِدةُ مِنْ عِلمي بالأمرِ فَقد فاتَ الأوان.. وأَوقَعتُ نَفسِي فِي موقِفٍ مُحرجٍ الآن..!
إِرتديتُ نظّارتِي مُحاوِلاً إِخفاءَ وَجهِيَ المُحرج وَسِرتُ إلى خارِجِ المِنصّةِ
فرأيتُ حُرّاسَ الأَمنِ قَد طَوّقوا القاعةَ وَكذلِكَ الساحةَ الخارِجيّة.. "أَلم أَقُل بِأنّنِي لا أحمِلُ سِلاحاً.."
قُلتُ بِصوتٍ ناعِسٍ مُستخِفٍّ وأَنا أَخرُجُ مِنْ هُناكَ عائِداً إِلى قَصرِي لِأحزِمَ حَقائِبي بَعدَ أَن إستفدتُ مِن المَعلوماتِ الّتِي طُرِحَتُ هُناكَ فِي المؤتَمر.. وَفِي طَريقِ عَودَتِي إِذا بِي أَرى..
//
..
"آندي..؟ كُنتُ عَلى علمٍ بأَنّك لَنْ تَترُكَنِي وشأَنِي يَوماً واحِداً.." قُلتُ وَعينايَ مِنَ الحِدَّةِ قَد نُحِتَتْ..
فردَّ وعُلبةٌ محفورٌ عَليها إسمي فِي يدِهِ "مِن لانس، والآن لاتُزعِج فَترةَ راحتِي مُجدداً!"
إستدارَ ورَحلَ تارِكاً إيّايَ أَنظُرُ إلى تِلكَ العُلبة..
"مِن لانس..؟"
قلتُ فِي نَفسِي فَسرتُ صَوبَ مُتنزّهِ "النُجوم اللامِعة"
فاتخذتُ مَجلِسِي تَحتَ ظِلِّ الشّجرةِ الكَبيرةِ تِلكَ الّتِي حَفرتُ عَليها ذِكرياتِي مَعَ أَبي وأُمّي فِي طُفولَتِي..
أَمامِي مَنظرُ غُروبٍ هادئٍ وطَيرٌ صَغيرٌ حطَّ عَلى كَتِفِي وَأنا فِي ذاكَ الجوِّ أَقرأُ الرِّسالةَ أَمامَ بُحيرةٍ بِلونِ السماءِ أَمستْ..
//
..
"دارك.. لا أَدري لِمَ خالَجَ فُؤادي هذا الشُّعور.. ولكِنّكَ راحِلٌ لِفترةٍ، أليسَ كذلكِ..؟ إِنْ وصلتَ رِسالتِي هَذِه، فأَرجو منكَ طَلباً.. حِينَ تَعُود.. أَخبِرنِي بِكُلِّ شَيء.. أُريدُ عِلمَ ومعرِفةَ الكَثيرِ عَنك.. وبالتحديد.. خُطّتك.. وطريقُكَ الّذي سِرتَ عَلَيه.. تَحيّاتي.. لانس"
لِماذا.. لِمَ يُعامِلُ وحشاً عَلى أَنَّهُ مَلَك.. وكَيفَ عَلِمَتْ نَفسُهُ بأمرِ رَحيلِي..؟ أَمرٌ مُحيِّر..
حِينَ أَعودُ مِن رحلَتِي سأَتحقّقُ مِنْ أَمرِهِ بِنفسي وذاتِي.. إستلقَيتُ قَليلاً تحتَ الظلِّ الشّجرةِ العالِية..
حيثُ إخترقَتْ أَشعّةُ الشَمسِ فتحاتٍ بَينَ أَوراقِها مُتسللةً إلى وَجهِيَ البارِدِ
وَنسيمُ الهَواءِ قُربَ البُحَيرةِ الساحِرةِ عانَقَ جَسدِي كما لَو أَراد حَملِي إِلى الفضاءِ الواسِع مُحلِّقاً مَعِي..
غَفوتُ وأَفقتُ بَعدَ فترةٍ فإستشعرَ جَسدِي بِيدٍ عَلى كَتِفي..
//
..
"مَساءُ الخَير" قالَها..
"لانس؟! ماذا تَفعلُ قُربِي وكَيف عَثرتَ عَليّ..؟" قُلتُ وعَينايَ إتّسعتا وفَمِي فُتِحَ إستغراباً حينَ أجابَ ضاحِكاً:
"على أَنفِكَ وَرقة!"
أَبعدتُها بِهُدوءٍ وأَنا أُخفِي هذا الإحراج، تباً..
"آتِي دائماً إلى هُنا لِأرتاحَ بَعد العَمل" أَكملَ فرددتُ قائلاً:"حَسِبتُ بأَنّني الوحيد.. كَيف عَلِمتَ بِأمرِ رَحيلي..؟"
//
..
"إذاً فأنتَ راحِل..؟ أَهُناكَ سببٌ أَم لِتغييرِ الجوِّ فحسب؟" قالَ مُتسائلاً بِثُقل،
ردّ صوتٌ مِنْ أَعماقِي:"أَمرٌ خاص.. سأَرحلُ فَجر غدٍ وَعودتِي مُرتبطةٌ بِنجاحِي فِي الرِّحلةِ أَو عدمِه"..
قطَعتُ كلامِي ووَقفتُ مُتّكِئاً لأُكمِلَ كلامِي وأَرى وَجههُ رُبّما لآخِرِ مرّة..
"لا تتشبث بِي.. لانس، أَنا مُجرِمٌ وَأنتَ ضابِطُ أَمن.. أَنا لِي أَهدافٌ وَأَنتَ كَذا.. نحنُ العكسُ تماماً فلا نتلائمُ أبدا.. لا تهتمَّ لِإمري كَثِيراً، إِعتدتُ طوالَ حَياتِي عَلى البُعدِ والعُزلة، فأمرٌ كالإهتمامِ فجأةً صَدمَنِي حقّا.. طِباعِي تَغيّرتْ قَبلَ وقتِها ولَم أُرِد هذا قطعا.."
//
..
"لاعَليكَ يا دارك"..
على كَتِفي وضعَ كفّهُ فأكملَ:"عِدنِي أَن تُخبِرنِي بكُلِّ شَيءٍ حِينَ تعود.. قبل السّنةِ الجدِيدةِ، صحيح؟"،
"أَجل.. أَعِدُك" بِهُدوءٍ قُلتُها فمدَّ يَدهُ مصافِحاً إيّايَ وعُدتُ أَدراجِي..
نَحو القَصرِ الأسود، حينَ هَبطَ الظلامُ على المَدينةِ كاسِياً إيّاها بفراشِ العتمةِ الأَبديّة..
نَحوَ غُرفَتِي ذهبتُ ومَلابِسي حَزمتُ وإنطلقتُ أُرتِّبُ كُلَّ شَيءٍ مُوضِّباً حَقيبَتِي وَمعِي كُلُّ ما أَحتاج..
//
..
رَميتُ جَسدِيَ البارِدَ عَلى الفراشِ الأَسود الخامِلِ ، أُفكِّرُ في الغَدِ وَكيفَ سَيكون..
كيفَ البدءُ وكَيف الإنهاء.. أَمِنَ المُحتملِ وُقوفِي عِندَ مُفترقاتِ الطُرُقِ..؟ أَم سيكونُ بإمكانِي إختراقُها بِخفّة..؟
أَمِنَ المُحتملِ عودةُ ذِكرياتِي ومَعرفَتِي لِحقِيقتِي وماضِيَّ إلى عَقلِي.. أَم سَتترُكُنِي فِي الأَجواءِ أَسهُو..؟
لِمَ لانس تعلّقَ بِي هَكذا، وَلِمَ شَغلَ تَفكِيري طيلةَ هَذهِ الفَترة.. لِمَ كَانَ يُعطِيني.. بَريقَ سعادةٍ طفيفاً فِي يومِيَ الأَسودِ هَذا..؟
أَمِنَ المُحتملِ تعَلُّقِي بِهِ كَمثلِ مَن يتعَلَّقُ بِحبالِ آمالِهِ رافِضاً تَركَها حَتّى لَو رَجفَتْ خُيوطُها وإحتكّتْ بِحجارةِ اليأس..؟
//
..
كلا.. مُحال.. لَنْ أَتقبَّل شَخصاً بَريئاً قَد أُؤذيهِ بِيديَّ هاتَين..
لا أحدَ يَعلمُ مَشاعِريَ المَدفونة.. لا أَحدَ يَعلمُ كَم أَنّنِي.. لا أَزالُ أُريدُ قَلبِي المَيِّتْ..
فكّرتُ وفكّرتْ.. وإِذا بِتلكَ العالِمةِ جالَتْ فِي فِكرِي وَحامَتْ.. تُشبِه أُمِّي.. شَبهاً لا مَثيلَ لَه..
وَجهُها الأَبيض، شَعرُها الأَسود، عُيونُها البُنِّية..
إِنّها صورةٌ لِطَيفِ أُمِّي.. كَم إِشتقتُ لَكِ.. أُمّاه.. كَم إشتقتُ لكَ.. أبَتاه.. أَفكارٌ تَلتها أَفكار.. وَغرِقتُ نائِماً كالعادة.. فِي بَحرِ دُموعِي الدامية..
إِنّهُ الفجر.. الرابِعةُ صباحَ يَومِ رَحيلي.. عَن طوكيو..
//
..
http://i.cubeupload.com/aCwfAV.png
الى هنا ينتهي الجزء الرابع =w=
في الجزء القادم
ستبدأ رحلة بطلنا دارك في محاولة استرجاع ذكرياته
وسيظهر لنا شخصٌ جديد مقرب الى دارك 3:
من هو؟ وما قصته؟
أحداث جديدة ومقززة دموية قادمة لكم XDDD
الجزء الخامس تحت عنوان
..//|*|~بِدايةُ رحلتِي.. بَين البحر واليابسة~|*|//..
الى لقاء آخر~
دمتم بود~
http://i.cubeupload.com/lNEBfM.png

تشيزوكو
24-9-2014, 02:06 AM
جميييييل جدا :)

ولكن يبدو أن هنالك نقطة فاتتني أو أنني لم أفهمها جيدا ^^"

ما هي هذه الخريطة التي تتحدثين عنها؟؟ لا أذكر أني قرأت شيئا عن إيجاده لخريطة ما.. ^^"

Michelle Kris
25-9-2014, 06:21 PM
جميييييل جدا :)

ولكن يبدو أن هنالك نقطة فاتتني أو أنني لم أفهمها جيدا ^^"

ما هي هذه الخريطة التي تتحدثين عنها؟؟ لا أذكر أني قرأت شيئا عن إيجاده لخريطة ما.. ^^"

شكراً لكِ غاليتي :"""")
ههههههههههههههههههههههه سأُوضح نقطة هامة XDD
القصة يغلب عليها الغموض بشكل او بآخر فلا تتعجبوا من بعض الامور التي قد لا تفهمونها 3:
أمّا بالنسبة للخارطة، ذكرتُها في هذا الجزء تحديداً كي نبدأ الرحلة في الجزء القادم
هذه الخارطة وجدها دارك خلف المكتبة في غرفة المعيشة في منزله قبل ايام
ذكرتها في هذا الجُزء:

"إلى القَصرِ دَخلتُ أَسيرُ نَحوَ غُرفَةِ المَعيشَة..
تِلكَ الّتي مرَّتْ بِضعةُ أَيَّامٍ عَلى دُخُولِي فِيها.. حَيثُ فِيها خارِطةٌ غَريبةٌ مَخفيَّةٌ، وراءَ مَكتبةٍ إِمتلأتْ بِكُتُبٍ فَلكيّة..
عَليها العالَمُ مَرسُومٌ وفِيها وَرقةٌ خُتِمَ عَليها إسمي.."

هذا الجُزء بالتحديد غامض، ولكن اكتشف بطلنا بأن الدكتور مايرفاير
هو الذي رسم الخريطة وكتب الرسالة القصيرة على الورقة التي وجدها معها
وأيضاً لم يعرف من هو سوى أنّه بحث عن كُتبهِ الفلكية التي كانت في المكتبة كذلك
فلم يعرف ويستنتج الا أنّ والداه يحبان كتبه أو شيئاً من هذا القبيل ^^
وهو بدأ يتبع هذه الخارطة ليعرف من هذا الشخص تحديداً :""")
الأجزاء القادمة ستحكي أكثر عن هذه الرحلة التي سيذهب فيها دارك
وبعدها بضعةُ اجزاءٍ هادئة ثم النهاية حين سيتعرف دارك على هذا الشخص اكثر -w-
لن أقول أكثر من هذا لزيادة التشويق =w=
ان شاء الله سيكون الجزء القادم بتاريخ
27/9/2014

Michelle Kris
27-9-2014, 06:22 PM
http://i.cubeupload.com/L6Zfzh.png
http://i.cubeupload.com/aCwfAV.png
الجُزء الخامس..//|*|~بِدايةُ رحلتِي.. بَين البحر واليابسة~|*|//..
//
..
إِنّهُ الفجر.. الرابِعةُ صباحَ يَومِ رَحيلي.. عَن طوكيو..
رِسالةٌ تركتُها عَلى بابِ قصرِ عَتمتِيَ الذابل مُوضّحاً فيها مُبيّناً أَنَّ جُثمانِيَ الحيَّ لن يكونَ مَوجُوداً لِمُدَّة..
حَقيبتِي قَد حزَمتُها وبدرّاجتِيَ النّاريّةِ إنطلَقتُ مُتّبعاً خريطَتِيَ السوداء فِي رحلتِيَ الطويلةِ عَبر هذا العالمِ الغارقِ فِي آمالهِ السوداءِ البيضاء.. خارِجَ طوكيو على الساحِلِ أَقِفُ، إلى عُمقِ المُحيطِ الخارطةُ تُشيرُ..
بِسحريَ المُعتمِ قارباً صَنعتُ فانطلقتُ فِي أَجواءِ ذاك الفجر الضّبابيِّ إلى حَيث أَشرتُ سابقاً..
//
..
خِلالَ أربعِ ساعاتٍ إذا بِي أَصلُ نَحو مُرادِي.. ولَكن.. إلى أَينَ تُشيرُ الخارطةُ لو سمحتُم..؟
المحيطُ حقاً شاسِع، والمكانُ حَيثُ توقفَ المُؤشّرُ لا يابسةَ فِيهِ ولا غَيرُها..
إتّخذتُ قَرارِي وزيَّ الغطسِ ارتديتُ فَنحو أَعماقِ المُحيطِ الباردِ أشارَ لِي قَلبِيَ المَيِّت.. كَثيرةٌ هِيَ الأَحياءُ الّتي ها هُنا تَعيش، وقد..
إلتصقتْ بِي سمكة..
نَزلتُ إلى أعماقِ الأعماقِ حَيثُ حُطامُ سَفينةٍ تطفوا على اللاشَيء، باردةٌ قاحلةٌ سَوداءُ داكِنة، رَسَتْ قَدمايَ عَلى خَشبِها وبدأتُ أبحثُ.. وأبحثُ وأبحث.. بدا لِيَ الأَمرُ كأنَّ الزمنَ توقّف.. كَيف سأجِدُ ما أبحثُ عنهُ فِي هَذهِ السفينَةِ العِملاقة..؟
//
..
فجأةً..
إِذا بِي أَرى لَمعاناً برقَ نَاحِيَتِي، إقتربتُ مِنْ مَصدرِهِ لِأَرى صُندوقاً إكتسى بالفضةِ غِلافاً.. فُتحتُهُ وكانَ حقاً ثَقيلاً.. لَكِن، عَجيبٌ أَمرُه.. لا قُفلَ يَحجُبُهُ عَن ناظِريَّ ولا مِفتاحَاً..
فِي لحظةِ صمتٍ رأيتُ وأَنا أبحثُ داخِلهُ ذاكَ الجُزءَ مِنَ الحجرَ الزُمُرُّديَّ الّذي ذُكر فِي الخارِطة! تمعّنتُ فِي شَكلِهِ وإذا بِي أَلمحُ كِتابةً مَحفورةً عَليه، إلاّ أَنّ عَينيَّ لَمْ تتمكّنا مِنْ قراءتها فالعتمةُ كَانَت هِيَ السائدةُ فِي أَعماقِ ما كانَت قدمايَ وطأته..
//
..
إلى أدراجِي أردتُ العودةَ لِأُنهِيَ مُهمّتِي فالأُوكسجينُ شارَفَ عَلى النّفادِ فأَنا هُنا
لساعةٍ كامِلة.. لوَهلةٍ إعتقدتُ أَنّهُ مِنَ المُحالِ كونُ هَذا اليومِ هادِئاً ساكِناً.. وصحَّ إعتِقادي..
فإذا بِقدمّيَّ تشبكُهُما مجسّاتُ برمائيٍّ ضَخمٍ إسودّت عَيناهُ وبَرقتْ لِوهلةٍ وأَنا أُحاوِلُ إخفاءَ الزّمردةِ الّتي بدأ بَريقُها بالسُّطوع..
بيديَّ أمسكَ وعلّقنِي فِي هواءِ الماءِ حَاولتُ إستخدامَ سِحرٍ عَليهِ ولَكِن بِلا جَدوى خاصّةً وأَنَّ كِلتا يديَّ قد قُيِّدتا.. وصفّارةُ نفادِ الأُوكسجينِ ترِنُّ بِصداها فِي هذا المُحيطِ المُعتم..!
//
..
تَوقّفتُ عَنِ الحراكِ فالألَمُ بدأ يتسرّبُ ناحيةَ عَظامِي وذاك الوَحشُ يكادُ يسحقُ قدمَيَّ وَمِعصمَيَّ بكُلِّ قُوة.. فِي ثوانٍ قَليلة..
إذا بِهِ يَتوقّفُ وإنتهزتُ الفُرصةَ فَقد أرخَى دِفاعاتِهِ كُلّها، سَيفيَ أخرجتُهُ مِنْ غِمدِهِ ومجسّاته السّوداء قطعتُها مُهشِّماً إيّاها إلى أَشلاءٍ صَغِيرة..
الدِّماءُ إنتشرَ عِطرُها وتحوّلَتْ تلكَ البُقعةُ إلى بِركةِ مياهٍ مُدمّاة..
بدأتُ لا أشعُرُ بِمعصميَّ ولكِنَّنِي كَسرتُ هذا الجِدارَ مُلتقِطاً الزُّمرُّدةَ منطلقاً بأَقصى سُرعةٍ نَحوَ قارِبِيَ الصغيرِ ذاك، ولحظةُ وُصولِي كانَتْ أَن هَبّت الرِّياحُ عَلى وَجهِي فأخذت رِئتايَ تلتقطانِ الأَنفاسَ عَسى وَلو أُعيدُ بعضَ أَوتارِ صَوتِي للعمل.. نظرتُ إلى الساعةِ فإذا بِها تُشيرُ إلى ما لم أتصوّر.. الثالثة ظُهراً..؟!
أَتوقّفَ الزمنُ أم نامتِ الغَفوةُ عَلى جِفنَيَّ لساعات.. لا أَدري ما جرى..
//
..
تناولتُ بَعض الطعامِ مُحاولاً سَدَّ جُوعِي وقرقرةَ مَعِدَتِي فلا شَيءَ فِي مَعدتِي بالتأكيد.. نظَرتُ ناحيةَ الزُّمرّدةِ فإذا بِها لا تزالُ تُشِّعُ ببريقها السّاحِرِ ذاك..
"نحلمُ ونبحثُ في العقول، والأحلامُ لاتفهمُ مانقول، ولا نستطيعُ إلاّ أن ننسى، في عالم أحلامِ المأسى"
هذا المكتوبُ غيرُ مَفهوم.. ما القصّة، لا أعلم.. إلى جُزُرِ القمر طريقيَ التّالي، هَذا مَا يَجُولُ خَاطِرِي فِي الوَقتِ الآنيّ..
//
..
القاربُ لا يتحرك..!
إلى خَلفي نَظرتُ لأَرى الوَحشَ ذاك مُجدداً يترقّبني وَيرمِقُنِي بِعَينَيهِ السّوْدَاوَينِ مُمسِكاً القَارِبَ شَادّاً إيَّاهُ نَحوَهُ مُحاوِلاً إِعَاقَتِي! بَدأَ يُحطّمُ القَارِبَ وَأَنا مُمسِكٌ بِسِلاحِي وَالرّصَاصَاتُ تَنهَمِرُ عَلَيهِ إِلّا أَنّهَا لَم تَخدِشهُ فِي الأَعمَاقِ، فَالصّرخاتُ تَحتَاجُ سيفَاً وَدِمَاءً..
مِنْ غِمديَ الفَاحِمِ سَحَبتُ سَيفِي مُنطَلِقاً صَوبَهُ جَارِحَاً إِيّاهُ جَاعِلاً صَوتَ أَنِينِهِ ذَاك كَمَنْ لَا يَعرِفُ العَزفَ عَلى وترِ الرّبَابَة.. تَعذِيبٌ مِنّي أَذقتُهُ وَصَوبَ قَلبِهِ فَجّرتُ غَضَبِي وَقُوّتِي فَانْتَهَى بِهِ الأَمرُ أَشلاءً مُقطّعَةً وَأَحشَاءً..
//
..
بَدأَتْ جَوهَرتِيَ الزّرقَاءُ المُعلّقةُ فِي رَقَبتِي تُشعُّ فَهدَأَ لُهاثِي وارتَاحَ صَدرِي فَأَمسكْتُ بِها مُتذكِّراً اللّحظَةَ حِينَ أَعطتهَا لِي أُمِّي..
حِين كُنتُ فِي الخَامِسةِ مِن رَبيعي كَطِفلٍ إِذا بِها تُنادِيني أَنْ "تَعَال يَا بُنيّ" فَجريتُ نَحوَها فِي حِضنِها الدّافِئِ جَلستُ فَعانَقتنِي مُقبّلةً جَبِينِي وَحَول رَقبتِي وَضعَتْ تِلكَ القِلادةَ قَائِلة:
"هَذا إِرثُ العَائِلة.. قِيلَ فِي أَساطِير أَنّها تَحوِي قِوىً خَارِقَة سَتتمكّنُ مِن جَلبِ السّعادَةِ لِصاحِبِها الّذِي سَتصِلُ لَهُ يوماً ما.. وحَسبَ نُبُوئَةٍ تَناقَلنَاها أباً عَن جَدٍ واحِداً تِلوَ الآخَر فَقالَ لِي أَبَتِي بِأَنّكَ أَنتَ صَاحِبُ النُّبُوئَةِ يَا دَارك.. حَافِظ عَلَيهَا جَيِّدَاً يا حَبيبي"..
//
..
إِنْطَلقتُ لِأُكمِلَ رِحلَتِيَ الّتِي اسْتَغرقَتْ مِنّي بِضعَ أَيامٍ خَالجَنِي فِيها شُعورُ الوَحدَةِ حَيثُ أَنا وَحِيدٌ فِي هَذا المُحِيطِ الشّاسِعِ المُنجمِدِ البَارِد..
خِلالَ هَذهِ الأَيّامِ المُنصَرِمَة، بَدأتُ أُواجِهُ أَحلامَاً أُخرَى يَظهرُ فِيها ذَاك العَالِمُ.. بِالإضافَةِ لأَبِي وأُمِّي.. أَكانَ السّببُ تِلكَ الزُّمرّدَةِ الخَضرَاءِ..؟
لَا أَدرِي.. لَا أَدرِي..
//
..
وَصلتُ..
وارتَعدَ الجَمِيعُ جَرّاءَ رُؤيَتِي هُناك، "أَأنا مُخِيفٌ لِهذهِ الدّرجَة؟" إبتَسمتُ مُتَمتِماً فِي دَاخِلِي وَمشيْتُ بِهدُوءٍ وَسُكُون.. هُناك كَانتِ السّماءُ صَاحِيةُ والجوُّ حَارٌ ساحِليّ..
لَم أَعتَد عَلى هَكذَا جَوِّ فِي حَياتِي، لَكن يَبدو الأَمرُ مُمتِعاً رُغمَ هَذا.. كَانتِ الغَابَةُ التِي سَأذهَبُ إليهَا بَعيدَةً طَويلةَ الطّرِيقِ، وَخُيوطٌ نَسجَتها أَشعّةُ الشّمسِ تَلوّنَتْ بِألوانِ الغُروبِ عَلى وَشكِ التّلاشِي تَحتَ غِطاءِ العَتمَةِ اللّيلِيّة..
//
..
لِحُسنِ الحَظِّ.. كَانَ لَدى أَبتِي مَعارِفُ وَمِنهُم رَئيسُ شَركَةِ فَنادِقَ عَالمِيّة..
هُناكَ دَخلتُ فَإذا بِالجُمهُورِ يَفزَعُ.. مِن بَعيدٍ لوّحَ لِي السّيدُ تايلر فَذهبتُ نَحوهُ مُصافِحاً إيّاهُ..
"دارك، إفتَقدتُك"
قَالها بِابتِسَامةٍ فصُعقَ مَن كَان فِي الطّابقِ السُّفلِيّ مَوجُود..
رَددتُ قَائِلاً: "أَليسَ مِنَ الغَريبِ قَولُك هَذا فِي العَلَن؟؟ إِفتقدتُكَ يَا عَمِّي"
صَعقةٌ تَلتِ الأُخرَى وَكِلانَا يَضحُكَ عَلى حَالِ البَقِيّة..
//
..
نَحوَ غُرفتِيَ المَحجوزةِ قَادَنِي ثُم شَرحَ لِلجميعِ بِإعلانٍ مَا كَانَ قَد جَرى، هَذا عمّي تايلر، إِنّهُ الشّخص الوَحيدُ المُتبقّي بِجانِبي..
هُوَ الوَحِيدُ الّذِي صَدّقَنِي حِينَ قُلتُ بِأَنّني أَشعُرُ وَكأنّني لًستُ مَن قَتَل والِدَيّ.. لَم أخبركُم عَن هَذا الأَمرِ مُسبَقاً وَلكنّنِي حَقّاً أَشعُرُ.. بِأنّنِي لَم أَقتُل وَالِدَيّ ذَاك الأَحدَ المُنصرِم فِي تِلكَ السِنينِ الغَامِضَة..
حَقائِبي جَانِباً وَضعتُها وَحمّاماً دَام سَاعةً أَخذتُهُ فَاستَرخَتْ عَضلاتِي.. عِظامِي.. وَأَعصابِي لِوَهلة..
خَرجتُ بَعدَها، بَدّلتُ مَلابسي مُستعداً لأَخذِ تَذكرةٍ لِلدُّخُولِ إِلى قِطارِ النّوم.. عَلى الجَانبِ ذَاك التّقوِيمُ الإلكترُونيّ، اليَوم بَعد ثَلاثِ سَاعاتٍ سَينتَهي فِيهِ الخَامِس عَشر مِن دِيسمبَر، حَيثُ انطَبقَتْ عَقارِبُ السّاعةِ عَلى التّاسِعَة..
//
..
الدكتور مايرفاير.. أَمامِي.. فِي غُرفةٍ سَوداءَ.. أُراقِبهُ حَيثُ قَدمَايَ إنتَصبَتا خَلفَ الجِدارِ.. فِي يَديهِ عُلبةٌ وَضعَ فِيها شَيئاً أَحمرَ وَأَسوداً.. فِي وَجهِي صَوّب السِلاحَ وأَطلقَ مُخدِراً..
عَلى الأَرضِ سَقطتُ مغشيّاً عليّ.. لا أَتحرّكُ.. بَدأَ يحرِقُ أَمامِي صُورةَ أَبي وأُمّي.. وَأَنا عَاجزٌ عَنِ الحَراكِ.. لَا أزالُ طِفلاً.. فِي الخَامسةِ مِن عُمرِي.. صَرخاتٌ وبُكاء.. لِوهلَة..
أحسَستُ بِأنّ قَلبِي كَان يَحترِقُ..
//
..
مِن فِراشي انتفضْتُ والعَرقُ يَتصببُ مِنّي.. حُلم..؟ لَا بَل كَابُوس.. حَمداً لله أَنّه لَيس حَقِيقةً.. لِمَ تُراودُنِي هَذهِ الكَوابِيس.. أُريدُ الوُصولَ إِلَيهِ.. قَبلَ أَنْ يَجِيءَ مَا لَنْ أَتمكّنَ مِن دَفعِهِ.. أَو تَحمّلَ عَواقِبهِ..
//
..
إنطَبقَتْ عَقارِبُ السّاعةِ عَلى السّابعةِ حِين نَظرتُ صَوبَها..
حَماماً دَافِئاً أَخذْتُ، ثُمَّ إلى الإفطارِ التَجأتُ.. حَقيبَتِي حَملتُها واضِعاً دَاخِلها بَعض الطّعام.. الحِبال.. وَسيفي الأَسود الفَاحِم..
مِن غُرفتي خَرجتُ نَحو غُرفةِ السيّد تايلر تَوجّهتُ شَاكِراً إيّاهُ مَعروفهُ مُقدّماً لَهُ مفاتيح غُرفتي تلك.. وَالآنَ.. عَليَّ الإنطِلاقُ نَحوَ هَدفِي.. غَابة الأفَاعِي..
//
..
كَان الطّريقُ طَويلاً..
فَعلى أَقدامِي مَاشياً ذَهبتُ، حَتى بدأتْ هَلوسَاتٌ تَجرِي فِي عَقلِي تُخبِرُنِي بِأَنّنِي لَنْ أَصِلَ إِلَيها مُطلقاً.. عَلى جِذعِ شَجرةٍ كَبيرةٍ اتّكأتُ مُحدّقاً.. فِي سَماءِ دِيَسمَبر الدّافِئ هُنا.. كنتُ أقشعِرُّ بَرداً فِي هَكذا وَقتٍ مِن السّنَة..
جَدولٌ أَمامِي خَريرُهُ امتَزجَ بِنسمَاتِ الهَواءِ.. طُيورٌ فَوقي تَقفزُ عَلى أَغصانِ الأشجارِ.. تَغريدُها كَان سِمفونِيّةً عَذِبةً.. مَوجةُ هَواءٍ بَاردٍ تُداعِبُ خُصلاتِ شَعري وأَنا غارقٌ فِي ذاك المَنظرِ السّاحرِ أَنعمُ بِحنينٍ لَا آملُ أَن أَخرُجَ مِنهُ بتاتاً.. بتاتاً..
//
..
مِن موضِعِي نَهضتُ مُكمِلاً طَريقِي، طُولٌ شَاسِعٌ لِطريقٍ وَعِرٍ كَهذا.. حَقاً يَعرِفُ القُدمَاءُ أَينَ يُخبّئُونَ كُنوزَهُم وَأَبحَاثَهُم غَير المُثمّنةِ وَلا المُسعّرَة.. نَظرتُ نَاحِيةَ بُوصَلتي المُطوِّقة لمِعصَمِي فَكانَتْ السّاعةُ تَرتجِفُ مُهتزَّةً مُتوقِّفةً عِندَ الخَامِسَة مَسَاء ذَاك اليَومِ المُريبِ، فَالبوصَلةُ.. لَا تَعملُ..
//
..
الغَابة وَصلتُ لَها، عَتمتُها الخَاشِعةُ لِأَشِعّة الغُروبِ كانَت مُلتفَّةً حَولَ ضَبابٍ لُطِّخَ بِالرّمادِ.. الأَشجَارُ مُحترِقَةٌ دُونَ نَارٍ.. وَالحَشَائِشُ سَوداءُ فَاحِمةٌ كَأنَّ الزّمنَ انتَقمَ مِنها وانصَرمَ مُتوقفاً عَلى حَضرتِها.. حَفيفُ الأشجَارِ كانَ مُوحِشاً حقّاً.. لَو لم أكُنْ أَنا، لَرُبما مَاتَ خَوفاً آخرُون.. سَيفِي سَحبتُهُ مُخرِجَاً إيَّاهُ مِنْ غِمدِهِ الفَاحِمِ، مُستعِدّاً لِلهُجومِ القَادِمِ..
//
..
أَضحتْ الأَرضُ حَولِي بِلون شَعرِ رَأسِي.. سَوادٌ لُطِّخَ بِالدّماء، وأفاعٍ مُهشّمةٌ عَلى الأَرضِ.. كَان المَنظرُ يَليقُ بِي أَكثر مِن أَيّ وَقتٍ مَضى، أَحببتُه.. أَحببتُ هَذهِ الدّمَاء.. وَصلتُ أَخِيراً.. إلى هَدفِي.. ضَريحٌ مَهجورٌ قَديم اتّخذَ مِن الظُلمةِ كِساءً.. كُل شيءٍ مُحطّمٌ، مُهشّمٌ، مُكسّرٌ، مُفتّت.. تَنكسِرُ بعضُ أَشعّةِ الشّمسِ مِن السقفِ فَتسقُطُ عَلى الأَرضِ الرّمادِيّة.. تِمثَالُ أَفعَى كُوبرا عِملاقَة أَمامِي وَيحتَضِنُ ذَيلُها تِلك الزّمرُّدةَ الخَضراءَ مُلتفاً حولها..
//
..
بِخطَواتٍ بَاردةٍ هَادِئَةٍ تَقدّمتْ قَدمايَ صَوبَها، فَحِينَ لَحظةِ اقتِرابِي.. تَهشّم تِمثالُ الأَفعَى وَتكسّر كَاشفاً بَاطنها حَيثُ كَانتْ.. كُوبرا حَقيقيّة!
إلى الخَلفِ تَراجعتُ بِضعَ خُطواتٍ وَسِلاحِي أَخرجتُ مُنتصباً فِي وَضعيةِ استعدادٍ.. هَاجمتنِي وَهاجمتُها وَتبادَلنا ضَرباتٍ خَفيفةٍ تَمهِيداً لِلعاصِفَةِ الّتي سَتتلُو الهُدوء..
لَم تُفلِح الرّصاصَاتُ فَقد كانتْ تَصُدُّهَا بِبراعَةٍ وَتتفَادَاهَا كَما لَم يَتوقّع عَقلِي، سَيفيَ أَخرجتُ وَبدأتُ أَستعدُّ لِلهُجومِ.. الزُّمردةُ لَا تَزالُ مُطوَّقةً بِذيلِها، حَدّقَتْ مُطوّلاً فِي عَينيَّ البَارِدتَينِ حَيثُ لم أُحِسَّ بِخوفٍ مِن مَظهرِها المُرعبِ ذَاك وَلا ارتَجفَتْ مُقلتَايَ حِينَ لَحظَةِ خُروجِها مِن غِطاءِ عَتمتِها بَعد كُل تِلك السّنينِ السّاكِنَة..
//
..
أَخرجَتْ أَنيَابَها حِينَ فَتحت فَمها استِعرَاضاً أَمامِي مُختزِنةً دَاخِلها سُمّاً سَتغرِسُهُ فِي أَعمَاقِي فِي لَحظةٍ شَاءتها، فَحيحُها عَالِ الصّدى امتَلأ بِمشاعِرها وَرغبتِها فِي سَفكِ دَمِي..
بِبرودٍ انتَصبتُ مُحرّكاً سَيفي يميناً وَشمالاً مُشيراً لَها بِيدي مُستخفاً أَن "تَعالَي وَاقترِبي يَا حُلوَتي".. إِنقَضَّتْ عَليَّ مُهاجِمةً إيّايَ بِسُرعةٍ فَتخَطّيتُها، فَسُرعَانَ مَا فَاجأَتنِي بِالتِفَافِها حَولَ جَسدِي وَأَنا انْتَصَبتُ مُندهِشَاً جَرّاءَ سُرعتِها الصّوتِيّة تِلكَ..!
//
..
وَجهِي قَابلَ وَجهَهَا وَعيْنَانَا مِنْ حِدّةِ النّصلِ أَمسَتَا بِقسَاوَةٍ اشتدّتْ معالمُ وجْهَينا وَثقةٌ ترقُصُ لها العُيُونُ خوفاً إِنْ رأَتها.. قيّدتْ حَركتِي وشلّتها مُحاوِلةً عَصرَ جسَدِي بقوّتِها..
ضاق تنفّسي وشحّ الهواءُ مِنْ حُنجرَتِي، رأسها قرّبتهُ مِنْ عُنُقِي لِغرسِ أَنيابِها فِيه.. فاجأتُها بضربةٍ بِرأسِي فكّتْ عَنِّي قَيدَها وأَطحتُها أرضاً بعدها..
//
..
أَنفاسِيَ التقَطتُها فحاولتْ سحقِي مَرّةً أُخرى..
فقيّدتُها بسحرِيَ الأَقوى وبسيفي بدأتُ عمليّةَ تعذِيبٍ ففي فمِها غرستُهُ ببُطئٍ قاتلٍ وهشّمتُ أنيَابَها الطّوِيلَة السّامّةَ مُكسِّرَاً مُحَطِّمَاً إيّاها فَصرخَاتٌ تَلتْهَا صَرخات وَالدِّمَاءُ تَتقطّرُ عَلى الأَرضِ كالأَمطَارِ..
ثُمَّ فِي جَسَدِهَا مَرّرتُهُ مِنْ فَمِها لِتَتعَالَى أَصوَاتُ أَنِينِهَا.. أبعدتُ سِحريَ الأسودَ المطوِّقَ لَها وبدأتُ أُقطّعُها إلى أَجزاءٍ وأَشلاءٍ فَتَناثَرَتْ الدّمَاءُ مَمزوجةً بِالأَحشاءِ مَكسُوَّةً بِالتُرابِ وَالفَحْم..
//
..
الزُمرُّدةَ التقطتُ وحِينَ اقتربَتْ لوهلةٍ مِنْ توأَمِها أَشعّتا بِضياءٍ يسحقُ البَصر وَالنّظر.. ببعضِهِما التَصقَتا وَاكتملَتْ العِبارةُ قَليلاً:
"((نحلمُ ونبحثُ في العقول، والأحلامُ لاتفهمُ مانقول، ولا نستطيعُ إلاّ أن ننسى، في عالم أحلامِ المأسى،. ستستمِرُّ الأحلامُ بالظهور، والأفعالُ تقومُ بما في ذِهننا يجور، والطريقُ لا يشعُّ إلاّ بالنور، الّذي علينا بابُ فتحِهِ الّذي يدور،.))..
ما كُلُّ هذا..؟ والعباراتُ لم تكتمل بعد.. أَوشكَ الظلامُ عَلى كِساءِ هَذا اليوم.."
//
..
بسُرعةٍ خَرجتُ مُتّصِلاً بالسَّيِّدِ تايلر مُبيِّناً لَهُ أَنَّنِي عائِدٌ إِلى الفُندُق.. سَاعتِي انطبقَتْ عَقارِبُها عَلى السّابِعةِ والمَسافةُ طَويلةُ وأَنا مُرهق.. حِين نظرتُ إِلى أَنوارِ المدِينَةِ تبرُقُ أَمامِي..
عَلى الأَرضِ سَقطتُ مغشيّاً عَليّ..
//
..
http://i.cubeupload.com/aCwfAV.png
وانتيهنا -w-
أتمنى أن حماستكم ازدادت مع نهاية هذا الجزء =w=
في الجزء القادم مغامرة بطلنا تستمر
وسينكشف جزءٌ من حقيقةِ دارك المُبهمة المعالم
الجزء السادس تحت عنوان
..//|*|~السفاحُ الحنون..؟ وَتستمرُّ الرحلة~|*|//..
إلى لقاءٍ آخر~
http://i.cubeupload.com/lNEBfM.png

أثير الفكر
27-9-2014, 06:37 PM
أنهيت 3 أجزاء و اليوم أرى الخامس *^*

كنت سأرد بعد الثالث و لكن قرأته على السرير قبل النوم :(

الشرطي الذي حقق مع دارك عشقته XD

لسبب ما أشعر بأني أشاهد أنمي *^*

و الوصف حابس للأنفاس ، مبدعة أنت يا فتاة ، سأقرأ الجزئين الجديدين بحول الله اليوم أو غدًا و سأوافيك باكتشافاتي :) :) :)

Michelle Kris
27-9-2014, 09:10 PM
أنهيت 3 أجزاء و اليوم أرى الخامس *^*

كنت سأرد بعد الثالث و لكن قرأته على السرير قبل النوم :(

ههههههههههههههه لا عليكِ لا عليكِ غاليتي XD
أجل *W* الجميع عشق لانس وهو جوهر الرواية كلها .w.

لسبب ما أشعر بأني أشاهد أنمي *^*
0//////0 أنمي؟! اتمنى لو كان كذلك، آآآه سيكون الأمر رائعاً *///^///*

و الوصف حابس للأنفاس ، مبدعة أنت يا فتاة ، سأقرأ الجزئين الجديدين بحول الله اليوم أو غدًا و سأوافيك باكتشافاتي :Smile: :Smile: :Smile:
أشكركِ يا غاليتي على إطرائكِ هذا وأسعدني مروركِ مجدداً كثيراً :""")
وأنا منتظرة لاكتشافاتكِ -w- أتحفوني بها فأنا أنتظر 3>
ودمتِ متألفةً عزيزتي :""")

أثير الفكر
27-9-2014, 10:52 PM
الجزئين غامضين و لم يتضح شيء حتى الآن

ولكن شيئًا استوقفني:

- أيمكن أن دارك لم يقتل والديه *^*

أرجو ذلك :)

أيضًا ذاك الشرطي رغم طيبته إلا أني أشك فيه XD

فكرة المؤتمر و موقف رحيله رائعة و الرسالة التي تركها جبارة ().()

العبارة التي خرجت بعد اتحاد الزمردتين راقت لي و عشقتها :"""")

أكملي يا عزيزتي فكلي شوق إلى القادم ^,^

Michelle Kris
28-9-2014, 11:34 AM
الجزئين غامضين و لم يتضح شيء حتى الآن
الرواية كلها غامضة من بدايتها إلى الجزء الأخير حيث سأكشف الستار عن حقيقة دارك -w-
ومن الممكنِ أن تستنتجوا بعض الأُمور من الجزء القادم :"""")

ولكن شيئًا استوقفني:

- أيمكن أن دارك لم يقتل والديه *^*

أرجو ذلك :Smile:

أيضًا ذاك الشرطي رغم طيبته إلا أني أشك فيه XD
هيهييي هذا أيضاً سيُكشف قريباً فاصبروا علي -w-
خُصوصاً لانس وعلاقته الغريبة بدارك، أعتقد أنّ العلاقة ستصفعكم وستكشف بعد أَن يعود دارك من رحلته 3:

فكرة المؤتمر و موقف رحيله رائعة و الرسالة التي تركها جبارة ().()
وماليسّا كريستابيل ستشهدون أحداثاً جديدةً حولَها كذلك :""")
والرسالة بقيتُ أعصر دماغي 5 دقائق حتى خرجت تلك العبارة XD
حمداً للهِ أنّها أعجبتكِ 3>

العبارة التي خرجت بعد اتحاد الزمردتين راقت لي و عشقتها :"""")
حمداً لله 3>
هذه العبارة خصوصاً لم أُغيّرها عن الاسلوب السابق في الكتابة على أمل أن لا تُفسد نسج الرواية XD

أكملي يا عزيزتي فكلي شوق إلى القادم ^,^
بإذنِ الله سيخرج لكم الجزء القادم في بداية أول أيام اكتوبر :""")
عَلى أمل أن تستمتعوا به وبقراءته 3>

Michelle Kris
28-9-2014, 07:26 PM
:opr0E5J6:
ألف شكرٍ على ختم التمييز~!! */////*
بإذن الله القادم سيكون اروع ومشوقاً اكثر فتابعوا مَعي!
ألقاكم مع الجزء السادس بتاريخ
1/10/2014

Michelle Kris
2-10-2014, 12:26 PM
http://i.cubeupload.com/ePDPPQ.png
عُذراً على التأخير فقد واجهتني بعض الأُمور
من ضمنها المرض ومشغالٌ أٌخرى =_=""
على كُلِّ حال
لن أُطيل عليكم فتفضلوا :"""")
http://i.cubeupload.com/ecpjQx.png
http://i.cubeupload.com/aCwfAV.png
//
..
بعد حين.. إستيقظتُ لأَرى الشُرطةَ يُحيطون بِي وجَسدي يستندُ إلى جِذعِ شجرةٍ كَبيرة.. لا يزالُ عَقلِي مُخدّراً وبَصري مُغوشّاً.. رأسِي أَمسَكهُ كَفِّي وعينايَ أُغلقتُها.. بَعد لحظاتٍ استَعدتُ وَعيي وإليهم وجّهتُ نظري فَبدأ أَحدُهم بالكلامِ ناطِقاً: "دارك؟ في غابة الأفاعي كُنت؟! أَمجنونٌ أَنت! لِمَ جَسدُكَ تكسوهُ الدِماءُ هكذا؟!"
//
..
تأَفّفتُ بضجرٍ قائلاً: "أَنا بخير.. لستُ مَجنوناً والأَمرُ يخُصُّنِي فِي ما أَفعلُ وأَين تقودُنِي قَدمايَ هاتان.. أَنا عائدٌ إلى الفُندق.. رجاءً اترُكونِي.."، نَهظتُ مِن الموقِعِ حَيثُ كنتُ جالِساً فقال آخر: "وَجدكَ أحدُ أَهالِي المدينةِ مِمّنْ لايعرفون هُويّتك كان طَبيباً عالجك.. قالَ بأنّكَ تُعاني مِنَ مرضٍ مُزمِن وحِين رآكَ ظنَّ واعتقدَ بأنّكَ مَيت! وتُحاوِلُ إقناعنا بالعكس؟!"، "اتركوني وَشأني!.. اشكُروهُ نِيابةً عَنّي، لَكن اتركُونِي لِمَا تبقّى.."
//
..
بَعيداً مَشيتُ وَلكنَّ دُواراً قوياً مسَّ رأَسِي تلكَ اللحظة.. إلى الفُندقِ سِرتُ بصعوبةٍ وبُطئ وَصوبَ غُرفةِ عَمِّي توجّهتُ.. إنتفضَ عَمِّي جرّاءَ مَظهَرِيَ المُرعبِ والدِّماءُ تتقطرُ مِنْ ثِيابِي.. "ماذا جرى يا بُنَيّ؟!" قالها بِصوتٍ نُسختْ طبقَاتُهُ مِنْ صَوتِ أَبتِي فردّ لِسانِي قائِلاً:"قِصّةٌ طويلة وَمُغامرةٌ جَديدة.. ذهبتُ إلى غابةِ الأفاعِي هذا النّهار.."، رَبّتَ عَلى كَتِفي بِحنانٍ مُسلِّماً إِيّايَ مفاتيحَ غُرفتِي قائلاً:"كُنْ حذِراً فأَنا لا نيَّةَ لِي فِي خسارتِك فأَنتَ بِمثابةِ ابنٍ لِي يا دارك، هيّا، خُذِ المصعد إِلى غُرفتِكَ وقِسطاً مِنَ الراحة أَدخِل إلى نَفسِك".. كَم أُحبُّه.. رددتُ بِصوتٍ خَافتٍ وأَنا أنحنِي مُبتسِماً:"شُكراً جَزيلاً لَك عَمّاه"..
//
..
غَرِقَ جَسدِي في تابوتٍ مِن المياهِ امتلأ.. أَمزح، كُنتُ آخذُ حمّاماً دافِئاً لِأُريحَ أعصابِي المُهترئة وجَسديَ المُمزّق.. إلى السريرِ بَعدها تَوجّهتُ راجِياً لِنفسِي نَوماً عَميقاً مُريحاً.. لكن.. جَرى العَكس، كابوسٌ آخرُ عَن الدكتور مايرفاير.. حِينَ انتفضتُ مِن مَكاني أَشارتِ الساعةُ نحوَ الثامِنةِ صَباحاً.. حمّاماً أَخذتُ وفطورِي تناولتُ ثم حقيبتي حزمتُها.. وبِرفقةِ عمّي رحلتُ.. عَبر صَحراءِ افريقيا والمُحيطِ ذَهبنا نَحو اورُبا.. بَقينا فِي فُندقٍ آخرَ لِعمِّي، غُرفةٌ مَعزولةٌ في الطابقِ العُلويِّ حُجزت تَحتَ اسمِي فانطَلقتُ صَوبها أحنُّ إلى سَريريَ الأسود.. فِي قَصريَ المُهشّم..
//
..
عُصفورٌ صَغيرٌ يطرقُ نافذةَ غُرفتِي.. أَفقتُ ففتحتُ النافِذةَ لِيحُطَّ عَلى كَتِفي.. عَلى رأسِهِ رُسمت مَلامحُ السعادةِ والبهجة.. تمنّيتُ لو بإمكانِي جَنيُ لحظة.. مِن تلكَ السعادَة.. واختتمتُ ببسمةٍ خافتةٍ عَلى شِفاهِيَ الذابلة..
//
..
لَمْ يمضِ وَقتٌ كَثيرٌ عَلى نِهايةِ إفطارِي.. بَعد حِينِ لحظة.. استشعرتُ رائِحةً غَريبة.. شيءٌ ما يحترق! هَرعتُ إلى الخارجِ فإذا بِي أَرى الجَميعَ يَستصرِخُ فِي الأسفل يَجري.. يجري.. ويجري.. نَزلتُ السلالِمَ بِأقصَى سُرعةٍ فَإذا بِي أَرى عَمِّي يَصرُخُ أَثناءَ مُكالمةٍ هاتفيّةٍ سَمِعتُ مِنها "لِمَ التأخير؟! الغُرفةُ تحترقُ ونَزيلٌ فِي الدّاخلِ لا يزال!!".. لَمستُ كَتِفهُ راكِضاً وَجريتُ بَين النيرانِ المُحترقة.. شابٌ فِي حالةِ رعبٍ عَنيفٍ مِمّا يَجرِي والنارُ تلتفُّ حولهُ كصيّادٍ وَفريسه.. وَرُبما هو خائِفٌ مِنّي.. حَملتُهُ راكِضاً بِسُرعةٍ عَسى أَن نخرُجَ بِسلامة.. أَصابتني النيرانُ المُلتهبة بحروقٍ طَفِيفةٍ لَكِن خَرجنا عَلى الأَقل..
//
..
وضعتُهُ جانِباً ثُم أتبعتُ "لَم أَنتهِ بَعد!" وَجريتُ أُحاوِلُ إطفاء النارِ المُشتعِلةِ.. انهارَتْ قوايَ فَجثى جَسدي على الأَرضِ بَعد خُمودِ تلكَ النيران..
أَفقتُ لِأَرى جَسدي مُضمّداً وَأَنا فِي فِراشِي نَائمٌ وَعمِّي بِجانِبي يُمسِكُ يَدِي ويشُدُّ عَليها بِقوّة.. شَددتُ عَلى يَدِهِ بِدورِي فامتلأتْ عَيناهُ فَرحاً "حمداً لله!" قالَها حِينَ ارتَسمَت البسمةُ عَلى شِفاهِي.. نَهضتُ فحدَّثَنِي عَمَّا جَرى وَبادَلنِي عِباراتِ شُكرٍ ثُمَّ انصرَفَ لِيُكمِلَ عَمله..
//
..
لَمْ أُرِد أَنْ يتِمَّ عَرضِي عَلى التِلفازِ بصفتِي بطلَ اليوم! رِسالةٌ أَرسلتُها إلى لانس أُخبِرُهُ فِيها عَمَّا جَرى اليوم ثُمَّ نهضت.. وَغَدائِي تَناولت.. فخَرجتُ مُسرِعاً حَيث الساعةُ الآن تُشيرُ إلى الثانِيةِ ظُهراً.. هَذهِ المرّة كانَتْ مَحطّتِي عَلى سَفحِ جَبلٍ حَيثُ قَلعةٌ راسِيَة..
//
..
مُوحِشة.. قاحِلة.. اسودّتِ الدُنيا حَولَها ودَاخِلَها.. مِنْ بَعيدٍ نَعَقَ الغُرابُ ونسنستِ الرياحُ عَاصِفةً بالأَشجارِ تَحتكُّ بِها فَإذا بِصَوتِها الدّاوي يَعلُو عَلى أَوتارِيَ السّمعيّة ساحِقاً لَها.. لِوهلةٍ آلمَتنِي أُذُنايَ ثُمَّ أَكملتُ خُطايَ دَاخِلَ القَلعة..
//
..
غُرفةٌ كَبيرةٌ خاليةٌ فارِغةٌ اتّخذَ الصدَى عالي الطبقاتِ دَربهُ إِليها.. طَاوِلةٌ صَغِيرةٌ فِي وَسطِ اللاشَيءِ انتصبَتْ مُتحجِّرةً عَلى سِيقانِها وَرأسُها تجمّدَتْ عَليها تِلكَ الزُّمرُّدةُ الخَضراءُ.. نَحوَها تقدّمتُ.. وكُلّ خُطوةٍ أَخطوهَا عَادَلتْ مِئةَ سنةٍ جَرياً.. أشعّةُ الشّمسِ تُعلِنُ انسِحابَها كُلّما اقتربْتُ مِنَ الطاوِلة قليلاً وَكانَ المكانُ.. يُصبِحُ أكَثر ظَلاماً.. وَعتمة.. إِلاَّ أَنّنِي لم أخَفْ ولم أَرتجِفْ.. وتابعتُ السَّيرَ حَتّى انطبقَتِ العَتمَةُ عَلى بِلاطِها..
//
..
لَمستُها وإِذا بِي أُصعَقُ قَليلاً.. ففاجأنِي صَوتٌ بِلا فَمٍ قائِلاً:"أَخيراً.. شخصٌ أَتى بَعدَ مُضيِّ هَذهِ السنينِ المِئة.. عَجباً عَجباً.. وَحدكَ دُونَ رَفيقِ دَرب؟ ألنْ تَشعُرَ بالوَحدةِ أَو الأَلمِ عِندَ نِهايةِ الطرِيقِ الّذي تَسيرُ إِليهِ حالياً..؟" ظَهرَتْ امرأَةٌ تَطفو.. أَشبحٌ هِيَ أَم مَاذا؟! "وأَنتِ تكونِينَ مَن..؟" رَددتُ بِصوتٍ شابَتهُ الثِّقةُ فرَدَّت أَن: "جُرئتُكَ رَائِعة.. أُدعى يورا، أَيُّها القاتِلُ الأَسود.. دارك روبِرت مِيريوفا" صُعِقت! أَنَّى لَها مَعرِفَتِي وَمعرِفةُ اسمِي؟! استجمَعتُ قِوَايَ وقُلتُ مُخرِجاً سَيفِي:"يورا إِذا.. سَلِّمِيني الزُمُرُّدةَ حالاً" فأَبَتْ وقالَتْ:"بَعد الإِختِبارِ.." واختفتْ..
//
..
أَسدٌ مُتوحّشٌ اكتَسى بِجلدِ الفَهدِ تُغطّي ظَهرهُ أَجنِحةٌ سَوداءُ فاحِمةٌ كانَ مِنَ الطولِ والضخامةِ حَيثُ أَنيابُهُ أَطولُ مِنّي.. عَيناهُ كَقمرٍ لُوِّثَ بالدِّماءِ َلُعابُهُ سالَ مِنْ فَمِهِ كالصَيَّادِ المُتلهِّفِ المتعَطِّش لإلتهامِ فَريسَتِهِ وشُربِ دِمائِها..
//
..
خُطوةٌ أَخذها الوحشُ ناحِيَتِي بقُوَّةٍ هَزَّتِ الأرضَ حِينَ لحظةِ إخراجِي لِسيفِي مِن غِمدهِ الأَسودِ بَل عَرينِهِ الأبيض.. إنطلَقنَا فَهاجَمنِي وَراوغتُهُ بِقفزةٍ عاليةٍ وَما إنْ حَاولتُ ضَربهُ بِسِلاحِي إذا بِهِ يُباغِتُنِي بِحركةٍ سَريعةِ جاعِلةً ذِراعِي تَنزِفُ.. إستقرّتْ قَدمايَ عَلى الأَرضِ فاستَخدمتُ قِوايَ السِّحريةَ مُحاوِلاً حَرقَ طَرَفِهِ ذاكَ بِنيرانٍ مُهشَّمةٍ.. إلاّ أَنَّها لَم تُؤثِّر فِيه.. جَرَّبتُ المُعاكِسَ وَرميتُهُ بِالصقيعِ فَبدأَ يصرُخُ مُتألِّماً.. صُراخُهُ الدّاوِي ذاكَ هَزَّ أُذنَيَّ فغطّيتُهما بسُرعةٍ لَكِنَّهُ استمرَّ مُحاوِلاً تَعذِيبي..
//
..
إنتَهتْ صَرخاتُهُ فإذا بِهالَةٍ حَمراءَ تَلتفُّ حَولَهُ مُحيطةً بِجسدهِ العِملاقِ ذاك.. بَقيتُ أُراقِبُهُ حِين القِتالِ علّنِي أَجِدُ نُقطةَ ضَعفِهِ عَدى الجَليدِ.. لَكنَّ الحظَّ لَم يُحالِفنِي هَذهِ المرَّة.. بِقوَّةٍ هَاجَمنِي فجُرِحَتْ ذِراعِيَ اليُسرى.. هَكذا لَن أتمكَّنَ مِن استخدامِ السِّحرِ بِيُسر..! هاجَمتُهُ نَاحِيةَ خاصِرتهِ فَإذا بِهِ يستصرِخُ ألماً.. أَطلقتُ عَليهِ رَصاصاتٍ فَآلمتهُ أخيراً وَبِسَيفيَ استأنَفتُ مُستهدِفاً خاصِرتهُ مُجدداً فَزادَ طُول النَّصلِ حَتى خُروجِهِ مِنَ الطَرفِ الآخر.. صَرخاتٌ عَاليةٌ اقتلَعَ عَصفُها الأَشجارَ..
//
..
بَعدَ حِينٍ مِنَ القِتالِ بدأَ الوَحشُ يَلهثُ وأَنا بِدَورِي.. لكِنْ لَستُ فَريسةً سَهلةَ المضغِ..! عَادتْ يَدِيَ اليُسرَى إِلى الحراكِ فقيَّدتُ فَمهُ لِئلّا يُزعِجنِي بِصُراخِهِ وبدأَتْ أَطعنُ أَطرافَه الأَربعةً حَتّى مَزَّقتُها إِرباً.. إِرباً.. بَدأَ يتلوّى واشتَعلَ قَلبُهُ أَلماً.. لَمْ أَرأف بِهِ وفكّرتُ فِي إذاقَتهِ بَعضَ تَعذيبٍ أَو ما شابَهَ ذلِك.. أَمامَ عَينِهِ انتَصبتُ وسَيفِي فِي عَينِهِ اليُمنَى غَرستُ.. فصرخاتٌ تَلتها صَرخاتٌ كِلتاهُما صامِتتانِ لا يُسمَعُ مِنهُما شَيء..
//
..
بَدأتُ أَقطعُ لِسانَهُ وأَسنانَه.. ذَيلَهُ وَأَنيابَه..حَتَّى انتَهى بِهِ الأَمرُ عاجِزاً عَن شَيءٍ سِوَى التَّلوِّي.. إختتمتُ بطَعنِهِ بِبُطئٍ شَديدٍ وإِخراجِ الطَّعنَةِ بِبُطئٍ أَشدّ فاغتسَلَ جَسدهُ بالدِّماءِ وَصُراخُهُ لا يُجدِي نَفعاً.. استمرَّ التعذيبُ رُبعَ ساعةٍ عَلى هَذهِ الطَعناتِ فَفُرِشَتِ الأَرضُ ببساطٍ أَحمرَ قاتِم.. إنتَهيتُ فمَزَّقتُ ناحِيةَ قَلبِهِ إِلى أَشلاءٍ وَأخرَجتُ قَلبهُ مُقطِّعاً ما اتصلَ بِها مِن شَرايينَ وأَورِدة..
//
..
صَمتٌ اقتحمَ البِلاطَ بِلا أسلحة.. ويورا تَنظُرُ لِي بِتعجُّبٍ مُصفّقة.. "أَخفتَنِي حَقاً.. قِواكَ سَيطرتَ عَليها لَيس كالسَّابِق".. لَيسَ كالسابق..؟ "وَهَل التَقينا سابِقاً؟" رَددتُ قائلاً.. فأجابَتنِي بابتسامةٍ "أجل.. أَنا مَن قَتلتَها بَعد أَبوَيكَ يا ما.. أَقصِد يا دارك".. صَمتٌ وَعلاماتُ تعجُّبٍ واستفهام تصطفُّ فوقَ رأسِي.. "ما..؟" رددتُ بصوتٍ شابَهُ الاستِغراب فَردّت أَن "لا عَليكَ فَستعرِفُ عَمّا قَريبٍ.. إِنْ حالفكَ الحظُّ فِي نِهايةِ المطاف.. َتعالَ اقترِب".. تتصرَّف بِغرابة..
//
..
اقتربتُ مِنها فأَعطتنِي الزُمُرُّدةَ والتصقَتْ بِشقيقتَيها فَبرقَ النورُ مُجدداً ثُمَّ بَعدَ حِينٍ اختفَى فَظهرتِ العِباراتُ أَن "((نحلمُ ونبحثُ في العقول، والأحلامُ لاتفهمُ مانقول، ولا نستطيعُ إلاّ أن ننسى، في عالم أحلامِ المأسى،. ستستمِرُّ الأحلامُ بالظهور، والأفعالُ تقومُ بما في ذِهننا يجور، والطريقُ لا يشعُّ إلاّ بالنور، الّذي علينا فتحُ بابهِ الّذي يدور،. ستنطلقُ الأضواءُ في دربِكَ، مُنوِّرةً لكَ مسلكك، ولاحاجةَ للقلق، فالرُعبُ قد زالَ وإنطلَق،.)).. عُدتُ إلى الفُندقِ فانطَبقتْ عَقارِبُ الساعةِ عَلى السابِعةِ مَساءَ ذاكَ اليومِ المُعتِمِ المُظلم.. السّماءُ مُلبّدةٌ بالغُيومِ الداكِنة.. والرياحُ تَعصِفُ سِمفونيّتها القاتِلة..
//
..
دَخلتُ غُرفَتِي وأَخذتُ حمّاماً دافِئاً فلسعَتنِي بَعضُ الجُروحِ والحُروق الّتي لَم يَتبقّى الكثيرُ على التِآمِها.. وأَنا مُسترخٍ بدأتُ أُفكِّرُ فِيما قالَتهُ يورا.. ما الّذي تَعنيهِ بـ " لا عَليكَ فَستعرِفُ عَمّا قَريبٍ.. إِنْ حالفكَ الحظُّ فِي نِهايةِ المطاف..".. عَقلِي عاجِزٌ عَنِ التفكيرِ فِي هَذا.. خَرجتُ بَعدَ ساعةٍ وجَثيتُ عَلى فِراشِي فإذا بِرسالةٍ تَصِلُنِي مِن لانس.. فَتحتُها مُسرِعاً فَما كانَ فيها أَن "شاهدتُ ما جرى اليوم.. حقاً قُمتَ بِتصرُّفٍ رائِعٍ لَم أتوقّعهُ أَبداً مِنك.."..
//
..
إستدعانِي عَمِّي بَعدَ فترةٍ مِنَ الوقتِ قاربتْ نِصفَ ساعةٍ فَذهبتُ إِليهِ مُسرِعاً.. طرقتُ البابَ وَدخلتُ فَشكرنِي عَمِّي عَلى فِعلتِي هذا اليوم وَبدأنا نتبادلُ أَطرافَ الحَديثِ عَن رِحلَتِي وَما جَرى فِيها.. حِينَ أُكلِّمُ عَمّي أَتذكرُ حَديثي مَع والِدي فِي طُفولَتِي.. حَنانُهُ أَنسانِي عُزلتي.. ووحدَتِي.. فَكانَ قَلبي وأَبِي كالشَّيءِ الواحِد.. حَمداً للهِ أَنَّ لِي عَمّاً يُذكرُنِي بِكَ يا أَبتِي..
//
..
لَم نَشعُر بالوقتِ كالعادةِ وَسهِرنا الليلَ نتحدَّثُ.. فاستيقظتُ تَمامَ التّاسعةِ صَباحاً، حمّاماً سَريعاً أَخذتُ وإفطارِي تَناولتُ ثُمَّ حِين أَخذتُ هاتِفِي.. إذا بِرسالةٍ وَصلتنِي تَقولُ "كَيفَ حالُ رِحلَتِكَ يا دَارك..؟ أَسرِع فأَنا لا أُحبُّ الإنتظار.. مايرفاير"
//
..
http://i.cubeupload.com/aCwfAV.png
وإلى هُنا ننتهي *W*
أتمنى أنّ هذا الجُزء أصابكم بالدُوار! أقصد أعجبكم << كففففف XDDD
في الجُزء القادم:
تستمر رحلة بطلنا وستصلُ إلى نهايتها
نزالٌ حامٍ بينهُ وبين أرواح الملك آرثر وفُرسان الطاولةِ المستديرة ستشهدونهُ كذلك !
تُرى.. هل ستُكللُ مساعي بطلنا بالنجاح..؟
أم سيحصلُ أمرٌ يوقفهُ في طريقه..؟
الجزء السابع تحت عنوان
..//|*|~سأواجهُ الآن البطل الأسطوري~|*|//..
إلى لقاءٍ آخر~
http://i.cubeupload.com/lNEBfM.png

أثير الفكر
2-10-2014, 11:05 PM
رهيييييييييييييييييييييييييييب

حاااااااااااااااااااابس للأنفاس ، أبدعتِ يا فتاة ~.~

لمحت خطأ نحويًا و آخر إملائي فقد كتبتِ "ظ" بدلًا من "ض " و لكني نسيت أينهما *\\\\\\*

غير ذلك الفصل جبااااار تبارك الله


+

إذًا دارك لم يقتل والديه :opr0E5J6:

أبدعتِ أبدعتِ أبدعت و أجدتِ تبارك الله

+

كل يوم أدخل الموضوع لأتأمل بالبوستر و أخرج " تصميمك جبار "

زيدينا زادكِ الله من فضله ^.^

أثير الفكر
2-10-2014, 11:05 PM
لي عودة لإكمال الثرثرة XD XD

Michelle Kris
3-10-2014, 12:09 PM
رهيييييييييييييييييييييييييييب

حاااااااااااااااااااابس للأنفاس ، أبدعتِ يا فتاة ~.~
يااااااااااه الحمد لله أنّهُ نال إعجابكِ *W*

لمحت خطأ نحويًا و آخر إملائي فقد كتبتِ "ظ" بدلًا من "ض " و لكني نسيت أينهما *\\\\\\*

غير ذلك الفصل جبااااار تبارك الله
حقاً 0_0""
كيآآآآآآ أُعذريني على هذا الخطأ المطبعي سأبحث عنه وأًصححه لاحقاً XDDDD

+

إذًا دارك لم يقتل والديه :opr0E5J6:
أجل أجل أجل!! 3>
وهناك أمرٌ آخر لطيفٌ عن دارك في الطريق :"""")

أبدعتِ أبدعتِ أبدعت و أجدتِ تبارك الله
ياااااه أشكركِ غاليتي على اطراااائكِ أخجلتِ تواضُعي >///////////<

+

كل يوم أدخل الموضوع لأتأمل بالبوستر و أخرج " تصميمك جبار "

زيدينا زادكِ الله من فضله ^.^
*////////////*
البوستر أنا أيضاً أحببته مع أنَّ أغلب أعمالي في التصميم لا تزالُ في منتصف الطريق >////<
بإذن الله سأعود في ثالث أيام العيد مع الجزء السابع 3>
+
سأًُحاول قدر المستطاع رسم لقطاتٍ من أحداث الأجزاء ووضعها حسب الترتيب :""")

لي عودة لإكمال الثرثرة XD XD
هههههههههههه عودي عودي يُعجبني تواجدكِ حقاً غاليتي! 0w0

Michelle Kris
9-10-2014, 09:39 PM
http://i.cubeupload.com/ePDPPQ.png
أستميحكم عذراً على التأخير
السبب: المرض + العيد XDD
لن أُطيل أكثر فتفضلوا معي~ 3:
http://i.cubeupload.com/tAnyFH.png
http://i.cubeupload.com/aCwfAV.png

الجُزء السابِع..//|*|~سأُواجِه الآن.. البطلَ الأُسطورِيّ!~|*|//..
//
..
استيقظتُ تَمامَ التّاسعةِ صَباحاً، حمّاماً سَريعاً أَخذتُ وإفطارِي تَناولتُ ثُمَّ حِين أَخذُ هاتِفِي.. إذا بِرسالةٍ وَصلتنِي تَقولُ "كَيفَ حالُ رِحلَتِكَ يا دَارك..؟ أَسرِع فأَنا لا أُحبُّ الإنتظار.. مايرفاير"
//
..
نَبضَاتُ قَلبي فِي تَسارُعٍ دَائِم.. شَعرتُ بِقلبِي يَنبض! جَانبٌ مِنّي يرتجِفُ خَوفاً مِمّا قرأتُ والآخرُ سَعيد.. شَعرتُ لوهلةٍ بِأنَّ لِي نِصفَين.. أَنّى لَهُ مَعرفةُ بَريدي..؟! كَيف وصلتني رِسالتُهُ وَهوَ فِي مجرةٍ أُخرى..؟! أهو يُراقِبُني..؟! علاماتُ الإستفهامِ والتعجُّبِ ارتسمتا بوضوحٍ عَلى عَينيَّ المُحمرّتين..
//
..
أَغلقتُ هاتفي وجلستُ على حافةِ سريري وأستشعرتُ ناحيةَ قلبي.. إنّهُ ينبض! كيف.. كيف؟! والرسالة، كيف وصلت؟ ولماذا منه خصيصاً؟.. لا أعلم.. لا أعلم.. صفعتُ وَجهِي لأستفيقَ مِن هَذهِ الحَالِ ويَهدأ نبضُ قَلبِيَ الميِّت قليلاً.. حَزمتُ حقائِبي وغادرتُ مَع عمِّي نحوَ أميركا.. البلدُ الذي لا ينام، اليوم هُو الرابع والعشرون من ديسمبر والساعةُ أوقفتْ ذراعيها على الحاديةَ عشرة صباحاً..
//
..
إلى مُستنقعٍ أسودَ فِي غاباتِ الآمازُون كانتْ تُشيرُ الخَارطة.. تَابعتُ سَيرِي بخطواتٍ هادئةٍ جريئة خطوتُ في تلكَ العَتمةِ الداكِنة.. الغربانُ تُرسِلُ أصواتها وصَداها ينتشرُ بَينَ أوراقِ الأشجارِ مُصدِراً بِدورهِ حفيفاً يكسِرُ القلبَ خوفاً.. حُطامُ الأشجارِ المُفحمة بالأسود المُطرّزةِ بالرماد كانَ يَبدو جَليّاً.. في كُلِّ ثانيةٍ يرتطمُ غصنٌ على الأَرضِ المُتكسِّرةِ تلكَ والصدى يتلوهُ صَمتُ وَسكونٌ خاشعٌ مُقشعرٌ للبدن..
//
..
أخطو خطواتٍ نحوَ هَدفِي.. المُستنقعُ الأَسود، حيثُ يُفترضُ بي مُواجهةُ شخصٍ هُناكَ للحصولِ على القطعةِ الرابعةِ من الزُمردة فتتبقى الحلقةُ الأخيرةُ فقط! رياحٌ عَصفت بالأَغصانِ فهشّمتها وكسرتْ بصداها عَتمةَ حاجزِ الصمتِ بين السكونِ الهادئِ وأَوتاريَ الصوتيّةِ المُقشعِرّة.. بدأتِ المياهُ السِّحريةُ أَمامِي فِي ذاك المُستنقعِ تتحركُ بانعدام الإنسجامِ كَونها تَلظَّى داخِلَ قِدرٍ لا نارَ تحتَهُ..
//
..
نَفَساً عَميقاً سَحبتُ وزَفرةً طَويلةً باردةً زفرت.. شعرتُ بالراحةِ لوهلةٍ ثُمَّ تقدّمتُ ناحيةَ المُستنقعِ بهدوء.. بكأسِيَ الفضّيةِ أَخذتُ جُرعةً مِنْ مِياهِها السحريّة مُرتشفاً إيّاها فأحسستُ بتجمُّدِي داخِلَ إحساسٍ غريبٍ أبقانِي مُتسائِلاً عَن أَسرارِ الهُدوءِ وسطَ الضجيج العارِم.. وخفايا بقائِكَ صامِتاً والجميِعُ يحاوِلُ اختبارَ صبرِكَ القاتِم..
//
..
بدأَتْ قَطراتٌ مِنَ المُستنقعِ تتراقصُ خارِجَه قافِزة.. والرياحُ تعصِفُ سمفونيةً مُقشعرةً للجلدِ وهي ترتطِمُ بجسديَ الباردِ وخصلاتِ شعريَ الشائكة.. إلاّ أنّنِي لم أُحرِّك ساكِناً ولا تزتزحتُ إنشاً واحداً.. بقيتُ واقِفاً فِي مكانِي أَنتظِرُ لحظةَ الهُدوء.. صامِتاً كُنتُ والمشهدُ الغريبُ الّذي كان يُقدم عروضَهُ الفاخِرةَ أمامِي انتَهى فَعادَ إلى سُكونِهِ القاتِل وَصوتٌ عَميقٌ بدأ يُحدِّثني..
//
..
"شجاعةٌ وتحمُّلٌ رائع.. أَثرتَ إعجابِي يا هَذا" قالَها بِصوتٍ باردٍ جَسورٍ فرددتُ أن:"أُدعى دارك.. أظِهر نَفسكَ للعيان".. كانَ عَقلي قد شكَّ فِي كَونِي سأُواجِهُ وَحشاً ضارياً مرةً رابِعة، لَكِنّ ما فاجأَنِي هُو ظُهورُ الملكِ آرثر مُحاطاً بفُرسانِهِ المُدرّعين.. رياحٌ تركّبتْ وسطَ البُحيرةِ فَعصفتْ بدوامةٍ هائجة، ومِن تَحتِها سَيفُهُ الأُسطورِيُّ فاستقرَّ فِي راحةِ يَدِه.. "والآن.. لِتبدأ المعركة!"
//
..
بِحركاتٍ خفيفةٍ سريعةٍ باردةٍ بدأ الفُرسانُ هُجومَهُم كأنّهُم يَقومُونَ بإحماءِ جَسدِهم بعدَ رُكودِها فِي قِدرٍ مِنَ العُمقِ في الظلامِ كان.. بِدورِي قُمتُ بمُهاجمتِهِم وبِسَيفيَ الأسودِ مزّقتُ أَيديهِم تمهِيداً للقادم.. كانَت سُرعتُنا تعصِفُ الأشجارَ مُقتلعةً إيّاها مِن مَواضِعِها المتحجِّرة.. والرِّياحُ اشتدّتْ كُلّما ارتَطمَتْ بَوارِقُنا بِبعضِها..
//
..
يَجِبُ أَن أَعترف.. إنّهُم أَقوِياء، لَيسوا سيئينَ أبداً.. دارتِ المَعركةُ تَحتَ أَجواءٍ غائمةٍ مُعتمة، فانتصبتِ الغُيومُ السّوداءُ فَوقَ رُؤوسِنا تنفضُ فِراشَها فَهطلَ الغَيثُ مُسوِّداً صَفوَ المَعركةِ بِسمفونيّتهِ الباردة.. طالَ النّزالُ وحتّى خارَتْ قِوايَ كُلُّها تبقّى فَقط رأسانِ يَرقُصانِ على ساحةِ المَعركة.. أَنا وآرثر..
//
..
كِلانا ينهتُ تَعباً وإرهاقاً.. فَبخطواتٍ قويّةٍ حَاولَ كِلانا إثباتَ صَبرهِ وقُوّتِه، الحماسُ ارتسمَ عَلى وَجهِي خِلالَ هذهِ المعركةِ الحارقة.. فبضرباتٍ قَويةٍ كُنّا نُهاجِمُ بَعضنا والدّماءُ تتقطرُ على الأرضِ حتّى خِلنا أنَّ الأمطارَ المُتساقطةَ كانتْ دِماءً.. فاجأَنِي بحركتهِ الخفيفةِ وسُرعتهِ الخاطفةِ فأَلحقَ ضرراً بِذراعِيَ اليُسرى، إِنّهُ عَلى مَعرفةٍ بنقاطِ ضَعفِي فلنْ يكونَ بإمكانِيَ استخدامُ سِحري إلى ثلاثِ ساعاتٍ أُخرى..
//
..
مِنْ موضِعي نَهضتُ مُسلّماً زِمامَ الأُمورِ إلى سَيفي وِذراعِيَ اليُمنى فَإذا بِنا نستأنِفُ القِتالَ بكُلِّ ما نملِكُ مِنْ قِوىً جَسديّة بِسيوفِنا الصارِمةِ القاتِلة.. كانَ عليَّ الإعترافُ بِأنَّ الملكَ آرثر هُو أَقوى مَنْ واجهتُهُ فِي مُعتركِ حَياتِي هَذِه.. وَهكذا استمرَّ القِتالُ حتّى تغلّبَ عَلينا الضّمأُ والتعبُ فنالَا مِنّا وَأخذا مِن قُوّتِنا غَداءً يلتذّانِ بِه..
//
..
أخرَجنا أَخيراً كامِلَ قِوانا وَبِطعناتٍ قويّةٍ كاسرةٍ للروحِ هاجمنا بَعضنا والتقَمنا مِنَ الأَلمِ مَا قَد يُشعرُ أرواحَنا بالرّاحة.. تهشّمتْ حَول ساحةِ المعركةِ نيرانُ الغضبِ واقتُلعتِ الأشجارُ كُلُّها.. بدأتْ طاقةُ خصمِي تَخورُ وتنطمِرُ فانتهرتُ الفُرصةً واضِعاً قِوى جَوهرتِيَ الزرقاء في مُهنّدِيَ الأسودِ وبسُرعةِ الضوءِ انطلقتُ بقوةٍ ناسِفاً قَلبهُ مُحطَّماً إيّاهُ إلى أَشلاءَ فَجثى على الأرضِ قِطعةً مِنَ اللحمِ والدماءِ الممزوجةِ بالرمادِ الأسود..
//
..
عَلى رُكبتَيَّ جَثيتُ مُحاوِلاً التِقاطَ أَنفاسِي فَقدَ أَخذَ إلَيَّ التّعبُ طَريقهُ مُتغلغلاً.. فانتَصبتُ بَعدَ فترةٍ واقِفاً أَنظُرُ إلى الخرابِ الّذي حلَّ بِهذا المكانِ قاتِم السواد.. سِرتُ نَاحيةً البُحيرةِ فاقتربَتْ مِنِّي قِطعةُ الزُّمرُّدةِ الرابعةِ مُتَّحِدةً معَ ما كُنتُ أَحمِلُ فِي يَديَّ وهِيَ القطعُ الثلاثُ الأُخرى فارتسمتْ سحاباتٌ مِنَ الأَنوارِ ثُمَّ اختفَتْ كاشِفةً عَن: "((نحلمُ ونبحثُ في العقول، والأحلامُ لاتفهمُ مانقول، ولا نستطيعُ إلاّ أن ننسى، في عالم أحلامِ المأسى،. ستستمِرُّ الأحلامُ بالظهور، والأفعالُ تقومُ بما في ذِهننا يجور، والطريقُ لا يشعُّ إلاّ بالنور، الّذي علينا فتحُ بابهِ الّذي يدور،. ستنطلقُ الأضواءُ في طريقك، وتنوّرُ لكَ مسلكك، ولاحاجةَ للقلق، فالرُعبُ قد زالَ وإنطلَق،. والآن بعد أن فتحناه، سيتبيّنُ الطريقُ الّذي بنيناه، لتسيرَ عليهِ إلى أن تصلَ إلى مبتغاك، وتنطلقَ إلى حيثُ تريدهُ قدماك))".. على الرّغمِ مِنْ أنّها القِطعةُ الأَخيرة.. إلاَّ أَنّنِي لا زِلتُ أَشكُّ فِي هَذهِ العِباراتِ وما ينتظِرُني مِن أُمرٍ أخيرٍ عِند صخرةِ النهايةِ فِي شمالِ جَبلِ فوجي..
//
..
عُدتُ أدراجِي حَيثُ ينتظِرُني عَمِّي فِي الفُندق، عبر نَهرِ الأَمازون انطلقتُ بقاربٍ جارتْ سُرعتهُ سرعةَ فهدٍ صيّادٍ يَعدُو عَدوَ الرياحِ لِيحظى بطعمِ فريستهِ اللذيذة! وصلتُ إلى المَدينةِ بَعدَ فترةٍ مَضتْ وانقضتْ خِلالَ هذا اليومِ الطويلِ فاستقبلنِي عَمِّي وأرهَقنِي نُعاسٌ شَديدٌ استملكَ جَسدِي جاعَلاً مِنِّي عَبداً لَهُ فقدِ انتَصرَ عليَّ في المعركةِ الّتِي يخسرُ الجميعُ ضِدَّها "النوم"..
//
..
أَفقتُ مِنْ نَومِي ففتحتُ عَينيَّ فِي غُرفةٍ لَم تبدُ لِي كالّتي نمتُ فِيها أَمس.. غُرفةٌ اسودّتْ مَعالِمُها فِلم أَرَ شَيئاً ولَم تتّضِح لِعينَيَّ ذرّة.. لَمْ أَدرِ حَتّى إِنْ كَانتْ لِهذهِ الغُرفةِ بوابةٌ أو ما شابَه، بدايةٌ مَجهولة ونِهايةٌ كذا.. فأنا لا أَشعُرُ بشيءٍ.. كأَنّ جسدي قد وُضع تَحتَ تخديرٍ كامِل..
//
..
صوتٌ لقطراتٍ صغيرةٍ باردةٍ لَها رائحةُ دِماء تقطّرتْ على الأرضِ وانسكَبتْ.. بدأتُ أستشعِرُ الرِّياحَ تَهُبُّ بشِدَّةٍ وقساوةٍ بارِدَةٍ على جَسديَ الّذي أحسستُ بِهِ مُخَدّراً لِسَببٍ أجهَلُه.. أَأنا مَيت..؟ أَغلقتُ عَينَيَّ بجفنَيَّ الشاحِبَينِ مُحاوِلاً نِسيانَ هَذا الشُعورِ القاسِي المرير مُتمَنِّياً أَنْ يكونَ مُجردَ وهمٍ يَنسُجُهُ فِكرُ عقليَ البائِس الكَئيب.. فَتحتُ عَينَيَّ وإِذا بِي أستطِيعُ تَحريكَ جَسدِي أَخيراً لكِنَّنِي لا أَزالُ عالِقاً فِي المكانِ ذاتِه..
//
..
تقدّمتُ بخطواتِي وأَنا أَمُدُّ ذِراعِي إلى الأَمامِ مُحاوِلاً التحسُّسَ بشيءٍ ولَكِن كُلَّ ما أَحسستُ بِهِ هوَ أَنَّنِي أَسيرُ فِي طَريقٍ لا نِهايةَ لَهُ أبداً.. فِي تِلكَ الظُلمةِ الحالكَةِ إذا بِي أَرتطِمُ بشيءٍ لم تتحسَّسهُ يَدِي وكأَنّها اختَرقتها! صَرختُ بِصوتٍ عالٍ "نار!" فاستَجابَتْ يَدِي أَخيراً وأَنا أُبصِرُ قَليلاً مِمَّا أَمامِي..
//
..
صورةُ والِديَّ العِملاقةُ أَمسَتْ فِي ناظِري.. مهلاً لحظة! هذهِ الصورةُ لا تُوجَدُ سِوى فِي غُرفةِ المَعيشة! أأنا أَهذِي أَم هَذا قَصري؟! خَطَوتُ بِضعَ خطواتٍ وقدمايَ ترتجِفانِ مِنْ المَنظرِ أَمامِي حَيثُ ذكرياتِي في الصُورِ المُمزّقةِ مرميَّةٌ عَلى الأرضِ وأَنا أَسمعُ قَطراتِ الدم تلكَ في تَساقُطٍ مُتسارِع.. بَحثتُ عَن قابسٍ لِأُنيرَ المَكان فمشيتُ مُتلمِّساً الجِدار.. وأَنا أتحسَّسُ المِقبض إذا بِجسمٍ غريبٍ يَرتطِمُ بِجسدي جاثِياً عَلى الأَرض.. فتحتُ الأَنوارَ لِيتراءى لِي وَجهُه.. لحظة واحدة.. لانس؟!

http://i.cubeupload.com/aCwfAV.png
وهكذا نصلُ الى ختام جزئنا السابع -w-
على أمل أنّ النهاية ستقتلكم حماساً XDDD
في الجزء القادم
عودةُ دارك من رحلته
تُرى هل وُفق في استعادة ذكرياته
أم انقلب مجرى الأحداث؟!
تابعوا لتعرفوا -w-
الجزء الثامن تحت عنوان
..//|*|~مأساةٌ تلاها دفئٌ واستغراب~|*|//..
إلى لقاءٍ آخر~
http://i.cubeupload.com/lNEBfM.png

Michelle Kris
13-10-2014, 06:31 PM
وعليكم سلام
في البدايه اعتذر عن تاخيري بفك الحجز ( شويت ظروف )
المهم ما اقول الا ما شاء الله و تبارك الرحمن الرحيم
قريت الجزء الاول وزاد حماسي للقراءة باقي الفصول
بدايه مرعبه خصوصا ان كنت مع الخيال xd
بصراحه ما تخيلت يكون فيك ميول اجراميه اختي ميشا
سرد بتلذذ على نغم اهات عذاب ضحايا اعطى صوره شريره
متاكد انك بيوم راح تتفوقين على زعيم الاشرار xd
الله يسعدك ويحفظك
ولي عوده للتعليق على الفصول الاخرى
واكرر اعتذاري عن تاخير
~


أهلاً وسهلاً بعودتك جنرال :""")
ولا داعِيَ للإعتذارِ أبداً ولكَ كل الوقتِ للقراءة ^_^
هههههههههههههه لالا بالعكس انا اجرامية بحته XDDD
جانبي الشرير الخبيث لا يظهر الاّ في الروايات *W*
وبارك الله فيك على الإطراء :"")
وبإذن الله سننتصر على الزعيم ونسرق عرشه لنتربع عليه XDD
ومرحباً بكَ جنرال في أيّ وقت :""")
دمتَ بود~

أثير الفكر
13-10-2014, 06:51 PM
قلبي توقف =___=

يا فتاة أنا بالكاد أستوعب ><""

كيف وصل إلى بيته و ما علاقة لانس ؟

ثم ماحصل في الشجار و رحلة الأمازون أيعقل أن يكون كل ذلك حلم ؟

@_@

حتى الآن لازلت أعاني من الصدمة و الشكر لكِ XD XD XD

ولكن استمتعت كالعادة و لم ألمح خطأً هنا حتى همزات الوصل :) :) :)

أتطلع للفصل الثامن و المانجا بشغففف

+

ارسمي لنا الشخصيات XD XD

تحديدًا لانس و العم و والدا دارك :"$

بي شغف لرؤيتهم ^^"

Michelle Kris
16-10-2014, 01:09 PM
قلبي توقف =___=
بسمِ الله! ماذا ستفعلينَ في الجزءِ القادمِ إذاً XD

يا فتاة أنا بالكاد أستوعب ><""

كيف وصل إلى بيته و ما علاقة لانس ؟

ثم ماحصل في الشجار و رحلة الأمازون أيعقل أن يكون كل ذلك حلم ؟

@_@

حتى الآن لازلت أعاني من الصدمة و الشكر لكِ XD XD XD
ههههههههههههههههه تباً لي ولصدماتي XDDD
+ أجل سيتبين لكِ في الجزءِ الثامنِ ما حصل :3

ولكن استمتعت كالعادة و لم ألمح خطأً هنا حتى همزات الوصل :Smile: :Smile: :Smile:

أتطلع للفصل الثامن و المانجا بشغففف
الحمد لله أنّني تخلصت منها والفضلُ لكِ غاليتي لتنبيهي عليها دائماً :""")

+

ارسمي لنا الشخصيات XD XD

تحديدًا لانس و العم و والدا دارك :"$

بي شغف لرؤيتهم ^^"
سأفعلُ بإذن الله 3>
وأَنا كذلك أتطلعُ لأُريكم كيف يبدون :$
شُكراً جزيلاً لكِ غاليتي 3>

الجزء الثامن بعد دقائق~

Michelle Kris
16-10-2014, 01:51 PM
http://i.cubeupload.com/ePDPPQ.png
عُذراً على التأخير! ><""
لكن الجزء طويل -w-
أتمنى أن تستمتعوا به :"")
+
تمت إضافة أول رسمة خاصة بالجزء *^*
ان شاء الله الاجزاء القادمة كذلك ستحوي رسماتٍ خاصة بها :"")
http://i.cubeupload.com/otIpT5.png
http://i.cubeupload.com/aCwfAV.png
الجُزء الثامِن..//|*|~مأساةٌ تلاها دِفئٌ واستغراب~|*|//..
//
..
بَحثتُ عَن قابسٍ لِأُنيرَ المَكان فمشيتُ مُتلمِّساً الجِدار.. وأَنا أتحسَّسُ المِقبض إذا بِجسمٍ غريبٍ يَرتطِمُ بِجسدي جاثِياً عَلى الأَرض.. فتحتُ الأَنوارَ لِيتراءى لِي وَجهُه.. لحظة واحدة.. لانس؟!
//
..
فتحتُ عَينيَّ لأستفيقَ مِنْ كابوسٍ لَم أَشهد لهُ مثيلاً ولا نظيراً.. كان قَلبِي يَخفقُ بسرعةِ الأُسودِ فكادَ ينكسِرُ مُتحطِّماً لِأشلاء مِن رماد.. وَضعتُ يداً عَلى جَبينِي وَالأُخرى أَمسَكتْ بِقمِيصيَ الدّامِي ناحِيةَ قَلبي فِي مُحاولةٍ فاشِلةٍ لِأُخلِّص نَفسِي مِنْ كُلِّ تلكَ الأَفكارِ الّتي اجتاحَتْ عَقلِي تِلكَ اللحظَة.. صَوبَ ساعةِ الحائطِ وجّهتُ نَظرِي فَكانتِ السادِسة والنصف صباحاً.. نهضتُ مُباشرةً وانطلقتُ نحوَ الحمّامِ فغطستُ فِي حوضٍ شبهِ باردٍ عَسى أَنْ يستيقظَ جَسدِي مِنْ غَفوتِهِ وتتجمّد أَفكارِي قَليلاً.. خَرجتُ بَعدَ ساعةٍ وانتهيتُ مِنْ حَزمِ أَغراضِي للرِحلةِ الأَخيرة..
//
..
سَلّمتُ عَلى عَمِّي واتّجهتُ صَوبَ طائرةٍ خاصّةٍ جَهّزها لِي بِنفسِه.. عُدتُ إلى طوكيو أَخيراً وَجبلُ فوجِي كَان المَكانَ حَيثُ اتّجهت نحوَهُ قدمايَ مُباشرة.. كانَ التاريخُ قد صادَفَ الخامِسَ والعِشرينَ مِن شهرِ دِيسمبر والساعةُ انطبقتْ عَقارِبُها على الخامِسةِ مساءً..
//
..
أَحسستُ بالراحةٍ وأَنا أَصعدُ الجَبل ومَنظرُ الثلوجِ المُتراكِمةِ على القمّةِ يلوحُ أَمامِي والدُّنا تعصِفُ برداً ناحِيةَ جَسدِي.. لَمحتُ المَنظرَ حَيثُ أنا وَاقِفٌ بِمُفردِي والنّاسُ كالنِمالِ يبدونَ فِي الأَسفل.. إستَدرتُ ناحِيةَ القِمَّةِ حَيث وطأتْ قَدمايَ البُقعةَ المطلوبة.. إِلتقطتُ الزُّمردة المُلتحمةَ مِنْ حَقيبَتِي ِليبدأَ بالإشعاعِ حالاً بذاكَ اللونِ الأخضرِ شديدَ اللّمعان.. فإِذا بالأرضِ تهتَزُّ بِشِدَّةٍ لِتُخرِجَ مِنْ باطِنِها مِنصَّةً حجرِيَّةً قديِمة..
//
..
إقتربتُ ناحِيتها واضِعاً الحجرَ الزُمُرُّديَّ خاصّتِي في المكانِ المَطلوبِ فإذا بالعِباراتِ تصطفُّ واحِدةً تِلوَ الأُخرى: "((نحلمُ ونبحثُ في العقول، والأحلامُ لاتفهمُ مانقول، ولا نستطيعُ إلاّ أن ننسى، في عالم أحلامِ المأسى،. ستستمِرُّ الأحلامُ بالظهور، والأفعالُ تقومُ بما في ذِهننا يجور، والطريقُ لا يشعُّ إلاّ بالنور، الّذي علينا فتحُ بابهِ الّذي يدور،. ستنطلقُ الأضواءُ في طريقك، وتنوّرُ لكَ مسلكك، ولاحاجةَ للقلق، فالرُعبُ قد زالَ وإنطلَق،. والآن بعد أن فتحناه، سيتبيّنُ الطريقُ الّذي بنيناه، لتسيرَ عليهِ إلى أن تصلَ إلى مبتغاك، وتنطلقَ إلى حيثُ تريدهُ قدماك))" واكتملتْ أَخيراً:"(( بِصُحبةِ رَفيقِك ))"..
//
..
صَدمةٌ أَوقفتنِي فِي مَكانِي صامِتاً.. إِشتدّتِ الرّياحُ فأطاحت بي أَرضاً.. جَثيتُ عَلى رُكبتَيَّ مُحطماً وَعينايَ اتّسعتا حدَّ الجُنون.. وَعقلِي سينفجِرُ كالبالون.. نُورٌ ساطِعٌ بَرقَ أَمامِي فأُغمِي عَليَّ جرّاء الصدمةِ خائرَ القِوى.. فَتحتُ عَينَيَّ لِأستشعِرَ الأَلمَ حَيثُ اختفَتِ الزُّمُرُّداتُ عائِدةً إِلى حَيثُ كَانَت.. ثُمَّ أَحسستُ بِألمٍ حادٍّ فِي رأسِي كأنَّ أَحداً ما أَجرى لِي غَسيلاً لِدماغِيَ المُتجمِّد..
//
..
نَهضتُ وقد اكتَسى وَجهِي بِعلاماتِ الغضبِ والاكتئابِ الحاد.. عاوَدتُ السَيرَ نَاحيةَ قَصرِي حَيثُ حَفرتُ لِمشاعِري قَبراً أَضعُها فِيهِ وإلاّ لَماتَ الجَمِيعُ جَرّاءَ خُروجِ الوَحشِ فِي داخِلي.. كَان صُعودُ الجَبلِ سَهلاً إذاً لِمَ أَشعُرُ بِأثقالٍ عَلى كَتِفَيَّ مُستقرُّها الآن..؟ جَلستُ تَحتَ ظِلِّ شَجرةٍ مُحدِّقاً ناحيةَ الغُروبِ أَمامِي والدِّماءُ تتساقطُ مِن مُقلتَيَّ بِحُرقةٍ شَديدة..
//
..
أَمامَ عَينيَّ جَدولٌ يجرِي فِيهِ الماءُ مُسرِعاً.. ذهبتُ ناحِيتَهُ فاغتَرفتُ بيديَّ غُرفةً ورميتُها عَلى وَجهِي كَي أَستفيقَ قَليلاً مِن هَذا الّذِي أَراهُ أَمامِي.. حَشائِشٌ وَرياحينٌ وَعِطرُ الزُهورِ المُختلط بِعبيرِ القدّاحِ وَنسيمِ الهواءِ الباردِ ذاك الّذي ارتطَمَ بِجسدي.. نَحنُ فِي الشِتاءِ إِذاً ماذا أَرى؟! صَفعتُ وَجنتِي قائِلاً "عُد إلى رُشدِك!".. هَكذا صَرختُ وأَنا أَضرِبُ جِذعَ الشجرةِ بيَدِي وَندفاتُ الثلجِ قد كَستْ كِليهِما.. وَقفتُ فإذا بِألمِ رأسِي يَعودُ وذِكرياتٌ مِن طُفولَتِي تَستعِيدُ عافِيتها.. أَنا أعلمُ بِأنّها الذِّكرياتُ ذاتُها ولكِنَّ أَلمَ رأَسِي غَيرُ طَبيعيٍّ إطلاقاً.. فِي حالتِيَ المُزريةِ تِلكَ حاولتُ السَير وأنا لا أَدرِي أَكُنتُ أَخطو بشكلٍ مُستقيمٍ أَم كان جسَدي يتهاوى على صفحاتِ الثلجِ الأبيضِ ذاك..؟
//
..
فِي الواقِع.. كُنتُ قَد جَثيتُ عَلى رُكبتَيَّ وأنا لا أَشعُرُ بِعصبٍ يتحرّكُ مِنْ جَسدِي.. رَأسِي يكادُ ينفجِر، لا أُريدُ سماعَ أَيِّ صوتٍ إِطلاقاً.. نَظرتُ صَوبَ السّماءِ الأُرجوانيّةِ المُلبّدةِ بالسُحبِ السوداءِ الداكِنة بعَينينِ تعصّبتا بِشكلٍ أَعمى وجسَدِي قد فَقدَ الإِحساسَ رُبّما..
//
..
فِي تِلكَ اللحظاتِ المُزرية، إذا بِي أَرى طائراً صَغِيراً التَهمهُ صَقرٌ جارِحٌ كَما التَهمنِي الغَضبُ فجأةً فبدوتُ أحمَقَاً وجبَةً سائِغَةً يتلَذّذُ بطعمِها غضبِي المُنفجِر.. نَهضتُ بَعدَ استِجماعِي لِقِوايَ وحاولتُ إكمالَ طَريقِي.. سِرتُ مُنتصِبَ القامةِ أَخيراً.. لَيتَ الدّهرَ يأخذُني إلى حَيثُ أشتَهِي ويترُكَني فِي هُدوءٍ ورخاءٍ واطمِئنان.. لكِنَّ الدهرَ ليسَ هكذا، فالدهرُ لا يترُكُ أحداً بِسلامٍ وأمانٍ حَتّى يُحطِّمَهُ جسديّاً ونفسِياً ويترك الدموعَ تسيلُ على وجههِ فالدهرُ يفعَلُ بالنَّاسِ ما يشتهِي..
//
..
أَنا مُرهق.. أُريدُ الوُصولَ إلى قَصرِي بأَقصى سُرعة.. أَسيرُ فِي طَريقِ عودتِيَ الحزين مُتأمِلاً فِكرِيَ المسكِين.. لَقَد سَئمتُ السَّيرَ حقَّاً.. لَم أعُد أتحمَّلُ السيرَ خُطوَةً أُخرى علَى قَدمَيَّ هاتَين.. رَكِبتُ مِزلاجَيَّ السوداوَينِ وانزلقتُ عَلى الجَليدِ بِسُرعةِ البرقِ إذ يُجاريهِ الرعد..
//
..
كانَ الثّلجِ يُغطِّي المكانَ ويأسُرُهُ فِي بَحرٍ مِن البياضِ اللّامُتناهِي.. وأنا فِي تِلكَ اللحظاتِ الغريبَةِ مُتقلِّبَةِ المِزاج شَعَرتُ بالرِّياحِ تَعصِفُ بِجسدِي وفَقدتُ السيطَرَةَ على حَركاتِي.. لَمْ أَلحظ نفسِي إلاّ وهِيَ مُتهاويةٌ على الأرضِ جاثِية، وكاحِلي ملوِيٌّ بِشِدَّة.. حاوَلتُ مُعالجَةَ هذا الألمِ لكنَّنِي كُنتُ مُنهارَ القِوى تمَاماً.. نظَرتُ إلى السماءِ مِن هَذا السَّفحِ العظيمِ الّذي سقطتُ فِيهِ فرأيتُ الشَّمسَ تنوِي الرَّحيلَ وتركَ القمرِ ليُتِمَّ مهمَّتهُ فِي إنارَةِ هذا العالمِ الأسودِ الدّاكِن..
//
..
نَهضتُ مُستجمِعاً قوّتِي خالِعاً حَقيبتِي مُلقِياً بِها أرضاً.. بالطبعِ لَن أَصِلَ الليلةَ إلى قَصرِي فاتّخذتُ قَراراً بالتّخييمِ عَسى وَلو أَرتاحُ مِن صَرخاتِ الضوضاءِ فِي طوكيو وتَستقرّ أَفكارِي فِي أماكِنِها وَيعودُ عَقلِي إلى الواقِعِ المَرير.. حلَّ الليلُ وأَنا جالِسٌ فِي عُزلتِي قُربَ تِلكَ النِّيرانِ الحمراءِ المُلتهِبةِ أتأمَّلُ روعةَ القَمرِ وسِحرَ النُجوم.. كانَ الجوُّ بارِداً لكِنَّ المشهدَ أَمامِي كانَ دافِئاً للغاية..
//
..
بقيتُ أَتأمّلُ ما تراءى لِناظِري لِمُدّةٍ طالَ الأمدُ فِيها.. حَذبتُ بذِراعَيَّ قدمَيَّ ناحيةَ جِذعِي وَدَفنتُ رأَسِي أَعلاهُما.. أَنا وحيد.. لَا أَظُنُّنِي سَأرى ذِكرياتِي عائِدةً إِليّ.. كَيف لا وأَنا القاتِلُ الأَسودُ الّذي عاشَ طُفولتهُ فِي أَحضانِ العُزلة.. والآنَ سَأعودُ إلى صَيدِ المُجرِمين تَحتَ هَدفِي بِتخليصِ الكونِ مِنْ أمثالِ مَنْ عِشتُ فِي السجنِ مَعهُم.. هَكذا استمرّتْ أَفكارِي وانتشرتْ بَينَ النُجومِ حَتّى استسلمتُ للإرهاقِ فدخلتُ خَيمتِي بَعدَ إِخمادِي للنيرانِ الهائِجةِ وغفوتُ إلى نومٍ عَميق..
//
..
إستيقظتُ فِي اليومِ التّالي على بَريقِ الشَّمسِ اللّماعِ يتغلغَلُ الخَيمةِ إلى عَينَيَّ حيثُ أزاحَ جفنَيَّ وجعلَني أنهضُ بِبُرود فِي هذا الصَّباحِ الكئيبِ هُوَ الآخَر.. غَسلتُ وجهِي وتناولتُ بعضَ التُّفاحِ الأحمرِ فنهَضتُ لِأُعيدَ خَيمَتي إلى حَقيبتِها وهَمَمْتُ بالرَّحيلِ مِنْ هُنا أَخيراً.. لَقدْ زالَ الألمُ عَنْ كاحِلي فسِرتُ على قدَميَّ عائِداً لِأُقابِلَ قَصرِيَ الحزين ..
//
..
كُنتُ قَدْ ركّنتُ درّاجتِي النّاريةَ حِينَ عُدتُ أَمس إِلى طُوكيو فِي مَوقفٍ لِأَعودَ بِها.. فَحينَ وَصلتُ كَان الزّمنُ حَيث فيهِ الطُيورُ تستفيقُ مِنْ نَومِها.. رَكِبتُ الدّراجةَ عَلى عجلٍ وكان النّاسُ فِي المَدينةِ خائفِينَ مِن عَودتِي المُرّة.. لقدَ عادَ دارك روبرت ميريوفا إلى طوكيو، عادَ قاتِلاً عَديمَ الرحمةِ قاسِيَ القلبِ مُتعطِّشاً لِدماءِ ضحاياه القادمين.. تعرّفَ الجميعُ مِمّنْ رآنِي على هَيئتِي بِلمحِ البصرِ ولم يعرِفوا إِنْ كانوا قَد سَمِعوا خَبراً أسوأ مِن عَودةِ القاتِلِ الأسودِ إليهمِ أم لا..
//
..
وَطأتْ قدماي مَقبَرةَ أحلامِي البائِسة أخيراً، قَصري الأَسود الّذهبِي! دخَلتُ حديقَةِ القصرِ ورَكَّنتُ درَّاجتي فِي المرأبِ قبلها.. كانَتِ الحديقَةُ مُغطَّاةً بالثُلوجِ البيضاءِ النَّاصِعَة فَلمْ تكُن مُناسِبةً لِعودَتيَ الحزينةِ البائِسة.. تجوَّلتُ فِي الحديقَةِ البيضاءِ تِلك وذهبتُ صَوبَ زهرَتِي السوداء الّتي تسخَرُ الآنَ مِن فشلِيَ فِي رحلتيْ بِكل تَأكِيد..
//
..
وَصلتُ إليها فرأيتُها تُشِعُّ ببرِيقِها الأسودِ اللَّماعِ فارِشةً تُويجاتِها كأنَّها فِي الرَّبيعِ لا الشتاء.. أمسَكتُ بِساقِها الأحَمرِ حَيثُ أشواكها السَّوداء الحادّةُ جاذِباً إيّاها ناحِيتي فبدأتُ أُحدِّقُ فيها وعَينايَ تَشتعِلانِ غضباً وسعادَةً بِرُؤيتِها، لا أَدري كَيف ولكِنني كُنتُ مُتقلِّبَ المزاجِ حِينها.. قَبَّلتُ تويجاتِها السوداء بَعدَ استِنشاقِي لِعطرِها الجَذَّابِ ذاكَ قُبلَةً فَرَّغتُ فِيها كُلَّ غضبِي وألمِي داخِلَها فكانتِ المقبرةَ ذاتها الّتي عَنيتُها سابِقاً.. ترَكتُها مُبتعِداً عَنها وذهبتُ عِندَ النّافورةِ الأَزليّة مُمرِّراً يدَيَّ فِي مِياهِها البارِدةِ الّتي لَمْ تتجَمَّدْ بَعد وبدأتْ يَدايَ تَخْدَران مِن شِدَّةِ بُرودَتِها والآلامُ تتسارَعُ إلى قَلبي مُعلِنَةً أنَّهُ ساحَةُ إنفِجارِها القادِم..
//
..
بَقيتُ هُناكَ فِي الحديقَةِ آخُذُ أنفاساً عَميقَةً عَلَّني أرتاحُ قليلاً مِن هذهِ الآلامِ الحزينة.. تأمّلتُ بِعُمقٍ جمالَ الثلجِ المُتساقِطِ بخِفَّةٍ على الأرضِ كالريشِ النَّاعِم حِينَ يسقُطُ مِنْ جسَدِ الطُيُورِ فِي الأعالِي.. هَكذا بَقيتُ حوالَي رُبعِ ساعَةٍ هُناكَ فِي الحديقَةِ الخَلفِيَّة.. ثُمَّ باشَرتُ بالنُهُوضِ ذاهِباً إلى داخِلِ القَصرِ الفارغ.. مَشَيتُ فِي إستِقامَةٍ وفَتحتُ بابَ القَصرِ الحَزينِ بيَدَيَّ النحيلتَين الشاحِبَتين مُستعداً لِتفريغِ أحزانِي داخِلَه..
//
..
ما أنْ وطأتْ قَدمايَ الأرضَ حَتَّى هَبَّتْ مَوجَةٌ مِنَ الرِّياحِ البارِدة تغلغَلَتْ بينَ خُصلاتِ شَعرِيَ الأسودِ وجعَلَتْ جَسدِي يرتعِشُ برداً مِن شِدَّتِها.. أَلقَيتُ تحيّةَ الوداعِ عَلى أحزانِي فِي القصرِ مُخبراً إيّاها بأَنْ تتجَوَّلَ فِي القصرِ لِتترُكَ قلبِي وشأنَ.،. نفضتُها مِن قلبِي بأنفاسٍ عمِيقَةٍ مُتتالِيةٍ زفرتُها حَيثُ شعرْتُ بالّراحَةِ أكثَرْ.. فتَركَتني ببُرودِ ومَشاعِرِ الوحشِ السابِق عائِداً إلى رُشدي وطبيعَتي كَما كُنتُ قبلاً بارِداً غيرَ مُهتَمِّ لِأيِّ شيء.. لِأيِّ شيء..
//
..
تَجوَّلتُ فِي أَرجاءِ القصرِ الذابِلِ فِي صفحاتِ الدهرِ القاتِلة.. مرّ وَقتٌ لَمْ أَتجوّل فِيه هُنا، كَثيرةٌ هِي الغُرفُ الّتِي هَجرتُها.. دَخلتُ فِيها واحدةً تِلوَ الأُخرى وَكانتِ الدُنيا قَد مَاتتْ فِيها كُلّها.. أَخيراً وَصلتُ إِلى غُرفةِ أَبويَّ الّتي لَم أَتقرَّبْ مِنها بَعد وَفاتِهِما.. أَخذتُ المِفتاحَ وبِصُعوبةٍ فَتحتُهُ إِذ أَنَّنِي أَعلمُ عِلمَ اليقين.. بِأَنَّ دُموعاً قد انهَمرتْ على وَجنتَيَّ مُذ أَمسكتُ بقَبضةِ الباب..
//
..
كَانتْ غُرفةً دافِئةً رُغمَ أَنَّ لا مِدفئةَ فِيها.. صورَةُ أَبِي وأُمِّي الموضوعَةُ عَلى الرفِّ كَانت لَطيفة.. فَتحتُ أَلبوم الصُّورِ عَلِّنِي أَستعيدُ بَعضَ ذكرياتٍ قَد نَسيتُها.. حينَ فَتحتُ القُفل.. تراءَتْ لِي صُورةٌ ثُلاثيّة لَنا حِينَ وِلادَتِي.. قلّبتُ الصفحاتِ حَتّى ارتسمتِ البسمةُ عَلى وَجهِي لِرُؤيتِهِما أَخيراً.. كُنتُ قد نسيتُ شكلَ وَجهِهِما المُضيءِ تقريباً، حَمداً للهِ أَنّ هذهِ الصُور.. لا تَزالُ مَوجودة.. حِينَ وَصلتُ إِلى الصّفحةِ الأَخيرة، إِذا بِبطاقةٍ بَيضاءَ ترمِي نَفسَها على الأَرضِ فجأة.. إلتقطتُها بِيدي وَإِذا بِي أَرى اسمِي مَكتوباً عَليها.. فتحتُ البِطاقةَ لتترتّبَ أَمامِي الحُروفُ مُبيِّنةً ما جاءَ فِي نَصِّها..
//
..
((نَعلمُ أَنَّكَ ستفتحُ هَذا الأَلبومَ يَوماً ما، عَزيزنا دارك.. لقد قدّمتَ لَنا بِهذا أَفضل حَياةٍ تمنَّيناها وكُنتَ أَفضل ابنٍ قَد نتمنّاهُ يوماً.. نُحبُّك.. والِداك)).. حُزنِي وبُكائيَ الصامِتانِ جرّاءَ هَذهِ الأَسطُرِ القَليلةِ كادا يفطِرانِ عَقلِي إلى نِصفَين.. جَثيتُ عَلى سَريرِهِما الدّافِئِ وأَلمُ صَدري يَكتُمُ أَنفاسِي.. ماذا أَفعلُ لِمَعرفةِ مَنْ أَبعدكُما عنِّي..؟ ماذا أفعل..؟ ماذا أَفعل..؟
//
..
أَخذتنِي غَفوةٌ أَفقتُ مِنها بَعدَ فترةٍ فانطلقتُ صَوبَ الحمّامِ كَي أُريحَ أَعصابِي وَجسدِي فِي مياهٍ دافئةٍ فأَنتهِي لِأَرى عَلى التِّلفازِ أَنَّ مُؤتمراً عِلميّاً قَد بدأَ لِتوِّه.. بدّلتُ ثِيابِي وذهبتُ مُسرِعاً نَحوهُ فَدخلتُ وَإِذا بِي أَراهُم قَد بدأوا النِّقاش.. نَظرَ الجميعُ ناحِيَتِي فَهلعُوا فَرفعتُ يدَيَّ أَنْ لا سِلاحَ مَعي.. إلتَقطتُ أَنفاسِي أَخيراً فإذا بِعَينيَّ أَفتحُهُما لِأَرى تِلكَ العالِمة.. ماليسّا.. تَلاقَتْ أَعيُنُنا فابتَسمَتْ قائِلةً: "عُدتَ أَخيراً"..
//
..
تعرَّفتُ على بعضِ الحاضِرينَ مِمَّنْ لَمْ يَهلعُوا لِرؤيَتِي إِذ أَنَّهُم كانُوا مَعِي فِي المُؤتمرِ السابِق.. كانَ هَؤلاءِ يَنظُرونَ ناحِيتِي فَعلِمتُ مَطلبهُم.. مَاذا جَرى فِي الرِّحلة..؟ صَعدتُ المِنصَّةَ وأَلقيتُ كَلماتِي فِي الهواءِ قائِلاً: "عُذراً عَلى المُقاطعة.. مِمَّا لا شكَّ فِيهِ هُو تساؤلُكم الحادُّ حَولَ كَونِي نَجحتُ فِي رِحلتِي أَم لا؟ حَسناً.. لقَدْ فشلتْ"..
//
..
صُعِقَ الحُضورُ جرّاءَ العِبارةِ الأَخيرة فتابعتُ حَتّى أَنهيتُ كَلامِي أَن: "كانَ السّببُ فِي الخِتامِ واضِحاً جلِيّاً.. كُنتُ وَحيداً فِي رِحلَتِي تِلك، وَكان مِنَ المُفترضِ أَن أَصحبَ رَفيقاً مَعِي للعُبور.. هَكذا اختُتِمتِ المسأَلة، شُكراً لإِصغائِكُم".. تنازَلتُ عَنْ مَجلِسي وأَخذتُ أَنسحِبُ مِنَ المنصَّةِ شَيئاً فَشيئاً.. خَرجتُ مِنَ القاعة وأَنا أَنظُرُ ناحِيةَ السّماءِ فَخجلتِ الشّمسُ واتّخذَتْ مِنَ العتمةِ غِطائها فأَتى القَمرُ..
//
..
"دارك، تمهّل!" مِنْ وَرائِي تَردّدَ صَوتُها فاستدرتُ لِأَرى ماليسّا تنهتُ مُحاوِلةً أَخذَ بَضعَ أنفاس.. تنهّدتُ بضحكةٍ خفيفةٍ قائِلاً: "أَكُنتِ تتبعينني؟" فأجابتْ بصوتٍ مُتقطعٍ: "أَجل، كُنتُ أَودُّ إخباركَ بشيءٍ قَبل رَحيلِكَ ولكِنَّ الشّجاعة لم تُسعِفنِي حِينَها".. نَظرتُ لَها باستغرابٍ مُنتظِراً لَفظَها لِما فِي قَلبِها فنَطقتْ قائِلةً: "رِحلتُكَ لَنْ تكونَ هَباءً مَنثوراً، أَنا واثِقةٌ بِأَنَّكَ تَفهمُ مقصدَ كَلامِي يا دارك.. شُكراً لكَ على كُلِّ مُخاطرتِكَ بحياتِكَ لأَجلِ إثباتِ صِحّةِ ما تَناقشنا بِشأنِهِ لِفتراتٍ طِوالٍ ماضِية".. كَلِماتُها عَذبةٌ مُلحّنةٌ كما كلِماتُكِ يا أُمِّي.. وجّهتُ نَظرِي صوبَ عَينيها المُختبِئتينِ خَلف تِلكَ النّظاراتِ اللامِعةِ قائِلاً: "أَشكُركِ جَزيلَ الشُكر، آنِسة كريستابيل"، "عَفواً.." أجابت على مهل..
//
..
نَظراتُها كانتْ تُوحِي لي بالمزيد، "أَمِنْ مُشكِلة؟" سأَلتُ قائِلاً فأجابتنِي بابتسامةٍ تملؤها الدُّموعُ أَنْ: "بلِّغ تَحيّاتِي لِلسيدة آليستيا إِنْ زُرتَ قَبرها يَوماً مّا".. صَدمةٌ وَصمتٌ عَميقٌ اجتَاحَ المكان.. أَنَّى لَها مَعرِفةُ والِدتِي؟! سَألتُها باستِغرابٍ وَفُضولٍ شَديد: "مُنذُ مَتى وُأنتِ تَعرِفينَها؟" فأجابتْ وَهِيَ تُجفِّفُ دُموعَها الساخِنة: "قَد يَبدو الأَمرُ غَريباً بَعضَ الشَّيءِ إلاّ أُنَّ والِدتِي صَديقةُ طُفولَتِها وَزميلتُها لِعشرةِ سِنين"..
//
..
تَبدِو كَتوأمِها الروحيِّ لا صَديقتها.. هذا ما تردَّدَ فِي ذِهني في تِلكَ اللحظةِ الصّادِمَة.. أَومأتُ لَها بإيجابٍ قائِلاً: "قد نَويتُ زِيارةَ قَبرَي والِدَيّ غداً، أَأنتِ مُتفرِّغة؟".. رأَيتُ الدُّموعَ تترقرقُ راقِصةً فِي عَينَيها فأَومأَت بدورِها قائلةً: "أَحقاً بِإمكانِي الذَّهاب..؟" فأَجبتُ بِإيماءٍ مُوافِقاً "سأَلتقِي بكِ في الخامِسةِ مساء الغدِ هُنا إِذا".. إنحنيتُ مُودِّعاً إيّاها فانحنَتْ بِدورِها كأَميرةٍ لا هُدوءَ لِمثيلاتِها..
//
..
سِرتُ فِي طَريقِي نَحوَ مُتنزَّهِ النُّجومِ اللامعةِ وأَنا أَشعُرُ بِقلبِي ينبِض، كانَتْ أَوَّلُ امرأَةٍ أُحادِثُها بَعدَ أُمِّيَ الغالِية.. وَصلتُ بعدَ فترةٍ مِنَ السَّيرِ مَضتْ حَيثُ دَخلتُ لِأرى أنَّ المكانَ أصبَحَ مُختلِفاً كثِيراً، رأيتُ الألعابَ والإلكترونيَّات تخترِقُ جِدارَ الطبيِعَةِ حيثُ اقتُلِعَتِ الأشجارُ فَحلَّتْ مَحلَّها الألعابُ الغَريبَةُ تِلك.. خَشيتُ أنَّهُم قَد قَضَوا عَلى مَكانِ راحَتي الّذي أقصِدُهُ لِلتَّمتُّعِ بالطَّبيعَةِ الخَضراءِ السّاحرةِ فِي جَوٍّ مِنَ الهُدوءِ فأَسرَعتُ كأنِّي أعدُو وأسِيرُ فِي آنٍ واحِد، وحِينَ وَصَلتُ رأيتُهُ سالِماً مُعافاً لَمْ يَمسسهُ ضرر..
//
..
جَلَستُ مُثَبِّتاً ظَهري عَلى جَذعِ الشَّجرةِ الكبيرَةِ حَيثُ أشعُرُ بالإسترخاءِ كُلَّما اتّكأتُ عَليها.. أبصرتُ البُحَيرةَ الزرقاءَ أمامِي ورأيتُ انعِكاسَ النُّجومِ فيها كالمَصابيحِ الصَّغِيرَة الَّتي يُحِبُّها الأطفالْ، كانَ المكانُ يَعُجُّ بالنَّاسِ وصَرخاتُ مَرَحٍ الأطفالِ داخِلَ الألعابِ لا يَصِلُ البُقعَةَ الَّتي أجلِسُ قُربَها..
//
..
تَوقَّفتُ قَليلاً وأنا أنظُرُ بِحِدَّةٍ وبُرودٍ إلى العَدَم والفَراغِ كأنَّهُما مُجرِمانِ أكرَهُهُما حَتَّى المَوت.. فِي تِلكَ الأثناءِ واللحظاتِ الصّاخِبة، لَم أشعُرْ سِوى أَنَّ يَداً تشُدُّ السُّترَةِ الَّتي أرتدِيها.. إستدرتُ ناحيةَ يَمينيْ لِأرى طِفلَةً صَغيرَةً بِعُمرِها الرَّبيعيِّ، شقراءُ الشَّعرِ ناصِعةُ البياضِ زرقاءُ العَينَين تَرتَدِي فُستاناً زَهرِيَّ اللَّونِ زاهٍ كالورد.. أصابَتنِي نَوبَةٌ مِنَ العفوِيَّةِ والحنانِ حِينَ تراءتْ لِي براءَةُ وجهِها ذاك كأنَّني أَرَى ملاكاً أَمامِي، نَطقَتْ بِصوتٍ رقيقٍ هادِئ: "عُذراً سيِّدي، أَبإمكانِكَ مُساعدتِي؟"..
//
..
إنحنيتُ مُقترِباً مِنها قائِلاً: "بالطبع، ما اسمُكِ يا صَغيرتِي؟" فردّتْ بِفرحٍ قائِلةً: "أُدعى كايتي"، "وأَنا دارك، أَخبِريني كَيف أُساعِدُكِ؟" أَجبتُها بهُدوءٍ عَميقٍ مَعَ ابتِسامةٍ طَفيفةٍ فأجابَتْ بِدورِها: "فقدتُ أَثر والِديّ، أُريدُ العودةَ إليهِما"، شَعرتُ بالأَسى تِجاهَ هذِهِ الطِّفلَةِ المِسكينةِ وكَيفَ أنَّها أضاعَتْ والِدَيها، بدأتُ أفقِدُ بُرودي فأَمسيتُ لطيفاً فِي تِلكَ اللحظةِ القَصيرَةِ مُمسِّداً على شَعرِها الذَّهبِيِّ قائلاً:"لا تقلَقِي، سنجِدُهُما.. تعالَي مَعي"..
http://i.cubeupload.com/Abo6Oc.jpg
//
..
قُلتُها وأنا مادٌّ يداً إِلَيها وعلى وجهِي نُحِتت ابتِسامَةٌ سَعيدةٌ، فقَفزَتِ الطِّفلَةُ فَرِحاً فأعطتنِي يدها، أَمسكتُ بِها وسِرنا صوبَ رِجالِ الأمْنِ الموجُودينَ لِهكذا أُمور.. كانَتْ كايتي تَنظُرُ لِغزلِ البناتِ وعَيناها تتلألأن ناحِيتهُ فاشتريتُهُ لَها فشكرتنِي ونطقت اسمِي بطريقةٍ مُضحكةٍ فتبسّمتُ بِعفوِيَّةٍ وفَرَحٍ لَم أشعُر بِهما مِن قبلُ أبداً.. وهَكذا أكمَلنا طَريقَنا ووَصلنا إلى رِجالِ الأمْنِ المُرتعِدينَ خوفاً مِن رؤيَتِها مَعِي.. "أَلم يَبق سِوى الأَطفال؟ أُتركها وشأنها أيُّها القاتِلُ الأَسود" قالَ أحدُهُم فتجاهلتُ الأَمر ورددتُ ببرودٍ متحجِّرٍ: "هذهِ الطفلةُ أضاعتْ والِدَيها وَطلبَتْ مِنِّي مُساعدتها" صُعِقَ رجالُ الأَمنِ فقالَ آخر بتردُدٍ: " حَسناً أعطِني معلوماتٍ عَن والِديها كَي نَبحَثَ عَنهُما"..
//
..
بَعدَ فترةٍ وقبلَ وُصولِ والِدَي كايتي إلى حَيثُ نَحنُ واقِفانِ عانَقتنِي كايتي مُحوِّطةً ذِراعَيها الصَّغيرتَينِ حَولَ عُنُقِي قائلةً: " أشكُرُكَ مِن أعماقِ قلبي سيِّد دارك، لَن أنسى لَكَ مَعرُوفكَ هَذا أبداً"، فعانقتُها بِدوري هامِساً: "هذا واجِبي"
//
..
إنتصبتُ واقِفاً ورِجالُ الأمنِ لا يُصدِّقونَ ما يتراءى أمامَهُم وكَيفَ أَنَّ القاتِلَ الأَسوَد لَديهِ هَذِهِ المشاعِرُ كُلها، أنَّى لِوحشٍ امتِلاكُ المشاعرِ هَكذا..؟ إلاّ أَنَّني فِي الحقيقَةِ لَستُ وحشاً كَما يظُنُّ الجميعُ على الإطلاقْ.. بعدَ ثوانٍ معدودَة، وصلَ والِداها راكِضَين مُعانِقَينِ إيّاها عِناقاً قَوِيَّاً وأَجهشتْ والِدتُها بالبُكاءِ فَرَحاً فَقدْ عادَتْ إليهَا ابنتُها.. هَمَمتُ بالرَّحيلِ والانسِحابِ كَي لا يَرانِي والِداها فيُصدمانِ إِذ يعرِفانِ أنَّني مَن ساعَدها.. فحينَ ابتعَدتُ قالَتْ والِدتُها لِرجالِ الأمنِ أنْ: "شُكراً لَكم عَلى هذا الصّنيع" فردّت كايتي قائِلةً ببهجةٍ وسُرورٍ: " لَولا السَّيدُ دارك ماكُنتُ قَد عُدتُ يا أُمِّي!" توجّهتِ الأَنظارُ ناحِيتي وأَنا أَختفِي بَين الزِّحام..
//
..
تلاشتِ ابتِسامَتِي وبهجتِي لحظةَ انبِعاثِ ذاكَ الصوتِ الّذي يتَرَدَّدُ فِي أُذني كُلَّما سَمِعتُه، كانَ حَتماً صوتَ إطلاقِ نيران.. رَكَضتُ مُسرِعاً والصَّوتُ يترَدَّدُ فِي أُذني حتى وُصولِي، كان زُقاقاً ذا مَدخَلٍ واحِدٍ ومَمرِّ ضيِّقٍ يُؤدِّي إلى الشَّارعِ الآخر.. إستطعتُ دخولَهُ وراقبتُ ما يَجرِي خَلفَ جِدارٍ يكادُ يتهشَّم.. ثلاثَةُ رِجالِ شُرطة مَعَ سَيَّارتينِ خلفهُم يحمِلونَ السِّلاحُ صوبَ مُجرِمٍ يشُدُّ على رهينَتِهِ مُوجِّهاً السِّلاحَ نحوَه.. بدأ الطرفانِ يتحدَّثان خِلالَ وَضعِي لِرصاصةٍ داخِلَ سِلاحيْ..
//
..
كاد رِجالُ الشُّرطةِ يفقِدونَ صوابَهُم جَرَّاء هَذا فلا عضَلة بإمكانِهم تحريكُها ولا أَسلِحَتهم يستطيعونَ إفلاتَها.. خَرجْتُ واقِفاً خلفَ المُجرِمِ دونَ أنْ يَشعُرَ أحدٌ بِوجودي أو بِتحَرُّكي حَتّى، وجَّهتُ سِلاحي خَلفَ ظهرِهِ مُستعِدَّاً لِإطلاقِ رصاصَتيَ المـُستدِيرة.. أطلَقتُ النَّارَ فَسقطَ جُثَّةً هامِدةً على الأرضِ لِيتحرَّرَ الرَّهينَةُ أخِيراً إلاَّ أَنَّ الشُّرطَةَ صُعِقواْ حِينَ رأواْ وَجهي فقَد مَضى وَقتٌ طَويلٌ عَلى لِقائِي بِأَمثالِهِم.. إبتَعدتُ عَنِ الزَّقاقِ فَتبِعَني أحَدُ رِجالِ الشُّرطَة شادّاً على كَتِفي بِقُوَّةٍ قائِلاً: " لِماذا فَعلتَ ذلِكَ يا دارك؟!"
//
..
إستدَرتُ ناحيتَهُ فواجهتُ عَينيهِ مُحدِّقاً فيهِما بِحِدَّةٍ وأَنا أَجذِبُ ياقتهُ بِقوَّةٍ قائِلاً: "مِنَ الأَفضلِ لَو تَقولُ شُكراً عَلى تَخليصِنا مِنه، لا تتدخَّل فِي شُؤونِي ثانيةً".. أَبعدتُ يَدِي عَنهُ فسَقطَ على الأرضِ مُرتعِشاً.. ركضَ إليهِ أحدُ الآخَرَينِ وتَبِعَنِي آخَرُ قائِلاً: "دارك، مهلاً!" توقَّفتُ مُستديراً نَحوَهُ بِصمتٍ فأكملَ كلامَهُ أَنْ: " ماذا فَعلتَ بِه؟"، رَددتُ ببُرودٍ قائِلاً: "لَم أَفعَل شَيئاً سِوى قَولِ الحَقيقة"، فصعقنِي ردُّهُ أَنْ: "دارك.. تغيّرتَ بَعدَ الرِّحلة"..
//
..
سارَ مُعاكِساً اتجِّاهِي تارِكاً إِيّايَ فِي صَمتٍ حائِراً.. مَنْ أَنتَ؟ قالها عَقلِي يائِساً.. أَزحتُ وَجهِي إلى النّاحِيةِ الأُخرى وعُدتُ إِلى حَيثُ قَصرِي وَزهرَتِي ينتَظِرانِ تربُّعِي عَلى العَرش.. تشابكتِ الأَفكارُ فِي عَقلِي والكلِماتُ الّتي نَطقها تغلغلَتْ فِي أُذُنِي حَتّى اشتدَّ وقعُها فبدأَتْ تُزعِجُنِي.. أَنَّى لَهُ مَعرِفتِي وأَنا لا..؟
//
..
الفجرُ ضبابِيٌّ غائِمٌ ماطِرٌ حِينَ أَفقتُ مِنْ نَومِي.. كَان الجوُّ جَميلاً رغمَ هذا كُلِّه، نَهضتُ فأَخذتُ حَمّاماً سَريعاً وتوجّهتُ نَحوَ الحَديقةِ لِأرى زَهرَتِيَ السَّوداءَ الجَميلةَ فشَعرتُ بِجَوِّ قارِصِ البردِ فِي الخارِج وأحسَستُ بِأنَّ الثَّلجَ كَوَّنَ لِي صُورَةً بَيضاءَ عَنْ جَمالِ هَذا البُرودِ إِذ كَوَّنَ شَخصِيَّةَ قاتِلٍ مأسُورٍ فِي جَليدٍ جَعلَ مِنهُ مَلِكاً وحِيداً بِلا مَلِكة، ولَيسَ هُناكَ مِنْ داعٍ لِملِكَةٍ فأنا مَلِكٌ فَقدتُ المشاعِرَ الدَّافِئةَ..
//
..
جَلَستُ مُتّكِئاً على أحَدِ أطرافِ النَّافورَةِ البَرَّاقةِ فِي تِلكَ الحَديقةِ الباهِتة، بدأتُ أنظُرُ إلى انعِكاسِ صورَتِي عَلى صَفحاتِ مِياهِها المُتجَمِّدةِ فَكانَتْ مِرآةً مَصقولة.. كُنتُ أَشعُرُ بِبُرودَةَ الطَّقسِ فِي ذاكَ الجَوِّ فقَدْ أحسَنَتْ فِي وَصفِ حالَتي المُتدَهوِرة.. نَظرتُ نَاحِيةَ زَهرَتِي الفاحِمة فرَأَيتُها قَويَّةً مُنتصِبَةَ القامَةِ لَم يُؤثِّر عليهَا الطَّقسُ ولا أَزالَ جَمالَ ألوانِها فلا تَزالُ بَرَّاقةً كَما عَهِدتُها.. نَهضْتُ مِنْ مَوضِعي وسِرتُ مُتَّجِهاً نَحوها، فَبدأْتُ أشعُرُ بِرَوعَةِ قُوَّتِها وصُمودِها ذاك كأنَّني أُريدُ أنْ تَكونَ هِيَ مُلهِمَتي وسَبيلَ صَفاءِ أفكارِي ..
//
..
داعبتُ تُوَيجاتِها النّاعِمة السُّود بِيديَّ البيضاءِ الثَّلجِيَّة فكانَتْ ألوانَاً مُتضادَّةً تَماماً، كُنتُ أشْعُرُ بالرَّاحَةِ وأنا أُلاعِبُ هَذِهِ التُّويجات وَهذهِ الأَشواك وكأنَّها ألعابُ أطفالٍ لا غَير.. إِرتَجفَتْ مَشاعِري وهَبَّتْ عاصِفةٌ عاطِفيَّةٌ هائِجَة حِينَ تراءى لِعينَيَّ لِأوَّلِ مَرَّةٍ مَنظَر الزَّهرَةِ وَقَدْ سَقطَتْ لِلتَوِّ تُويجَةٌ مِنها عَلى الثُلوجِ المُتراكِمة الَّتي تَغطِّي الحَشائِشَ المَيِّتة.. هَذِهِ اللَّحظة، جَعلَتْ أنفاسِي تضِيق وبَدأتُ أشعُرُ بِغصَّاتٍ مِنَ الأَلمِ تَجتَاحُ صَدرِي فِي مِنطَقةِ قَلبي غَيرِ الموجود، لِماذاَ هَذا الشُّعورُ فجأةً يا تُرى؟
//
..
بدأتُ أَتشعِرُ الأَلمَ كَما لَم أشعُر بِهِ قَطُّ فِي حَياتِي كُلِّها، على رُكبتيَّ جَثَيتُ ويَدي عَلى صَدرِي قَدِ استقرَّتْ تَشُدُّ سُترتِي أَلماً.. سائِلٌ أَحمَرُ قاتِمُ اللونِ يُلَوِّثُ مَوجاتِ الثَّلجِ الأَبيضِ أَمامِي، دَم..؟ أَجل، هَذا دَمِي! وَلكِن كَيف؟! ولِماذا؟! نَظرتُ ناحِيةَ الزّهرةِ فسَقطَتْ تُويجَةٌ أُخرى مِنْ عَرشِها مِنها وَعادَ هَذا الشُعورُ يَهُزُّ قَلبي المـَعدُوم مُجدَّداً، تقلَّبتُ عَلى نَدفاتِ الثلجِ مُحطَّماً وقَلبِي كَان يَشتعِلُ أَلماً..
//
..
إِختَفى هَذا الشُّعورُ بَعدَ حِينٍ فَذهبتُ ناحِيتَها مُتعجِّباً وعلاماتُ استِفهامٍ تحومُ فَوقَ رَأسِي.. إِلتقطتُ التُّويجَتينِ وَذهبتُ ناحِيةَ قَصرِي بَعدَ أَنْ تراءى ذاكَ الشُّرطِيُّ فِي خاطِري، سأُجيبُ عَنِ الأَسئلةِ تتابُعاً.. بَحثتُ عَبرَ صَفحاتِ الإنترنت فِي مراكِزِ الشُّرطةِ عَنْ أَيِّ دَليلٍ قَد يَقودُنِي إِلَيه، فكانَ مَنزِلُهُ قَريباً بعضَ الشّيءِ مِنْ الموضِعِ حَيثُ أَنا..
//
..
وَصلتُ فرأَيتُهُ واقِفاً خارِجَ المنزِلِ باتِّجاهٍ يُعاكِسُنِي مُحدِّقاً ناحيةَ السّماء.. إِنتصَبتُ خَلفهُ مُحوِّطاً عُنُقَهُ بِكفَّيَّ عَلى مَهلٍ فَقالَ بِعدَ ضِحكةٍ خَفيفةٍ: "أَليسَ مِنَ الأَفضلِ لَو أَخبرتَنِي قَبلَ مَجيئِكَ لِأَستقبِلكَ يا دارك؟"، أَبعدتُ يديَّ عَنهُ فاستدارَ ناحِيتِي حِين قُلتُ: "كَيف عَلِمتُ أَنَّهُما يدايَ تَحديداً؟" فَردَّ ضاحِكاً أنْ: "صِدقاً يا دارك؟! أَلا تعلمُ أَنَّهُ لا تُوجَدُ يَدانِ فِي الدُّنيا بِأسرِها بِهذا البُرودِ سِوى يَداك؟"..
//
..
نَظرَنا صَوبَ أَعيُنِنا بِصمتٍ فقالَ مُستبِقاً الأَحداثَ: "تُريدُ الحديثَ مَعِي بِأمرٍ مّا، أَليسَ كذلِك؟"، "أَجل" رَددتُ فتقدَّمَنِي نحوَ مَنزِلِه ناطِقاً: "إذاً تَفضّل مَعِي فِي غُرفةٍ هادئة".. تَبعتُهُ بِصمتٍ فَجلسنا فِي غُرفةٍ كَبيرةٍ اجتاحَ الصّمتُ والسُّكونُ مُعضَمَ مَساحتِها، بَدأتُ الحِوارَ قائلاً باستِغرابٍ وَفُضولٍ: "أَتعرِفُنِي؟ وإنْ كُنتَ كَذلك، فَمن أَنت..؟"
//
..
إتَّسعَتْ عينا ذاك الشُّرطِيِّ بِدهشَةٍ وكأنَّني قُلتُ أمراً لَمْ يَكُن عليَّ قولُه، نَطقتُ بتعجُّبٍ مُستفسِراً:"أقُلتُ شَيئاً غريباً؟"، أجابَ عَليَّ بِصوتٍ كُلُّه إستفسارات وعلاماتُ إستِفهامٍ وتعجُّب :" أنتَ تَمزَح، صَحيح؟!"، أَومأتُ لَهُ بالنَّفِي فَفتَحَ لِي فَمَهُ بإستغرابٍ أكبر وقَال مُجيباً بتعجُّبٍ قوِيٍّ على سُؤالِيَ الأولِ أَنْ:" بالطَّبعِ أعرِفُك! أنا لانس يا دارك!!"
//
..

وانتهينا أخيراً =w=
آمل أنكم استمتعتم بالقراءة :""")
في الجُزء القادم، ستنكشفُ حقيقةُ لانس وعلاقته بدارك أخيراً *w*
وستنكشفُ حقيقةٌ أٌخرى ذُكرَ بعضُها في هذا الجزء :"")
الجُزء التاسِع تحت عنوان
..//|*|~ذكرياتٌ تعود، وقَلبِي يتمزّق~|*|//..
إلى لقاءٍ آخر~
http://i.cubeupload.com/lNEBfM.png

Hercule Poirot
16-10-2014, 05:02 PM
جزءٌ مميز وممتع!

ما زلتُ متابعًا بصمت، وسأؤخر تعليقاتي إلى ختام الرواية إن شاء الله.

لكن لديّ تساؤل، لماذا صار قلب دارك يخفق بشدة مؤخرًا مع أنه لا قلب له؟!

dete.ctive2

أثير الفكر
17-10-2014, 06:30 AM
أخيييييييييرًا نزل الجزء و مع رسمة أقل ما نقول عنها رائعة

إنه الجزء الأمهر وصفًا و لغة تبارك الله

أحداثه حابسة للأنفاس بقوة :)

ويبدو بأن دارك سيصبح لوبين قصتك P:

متشوقة بحق للتتمة و للانس ، و لا تنسي رسمه في الفصل القادم XDDDDDD

صحيح ملاخظة طفيفة:




عادَ قاتِلاً عَديمَ الرحمةِ قاسِيَ القلبِ مُتعطِّشاً لِدماءِ ضحاياه القادمين









































عاد قاتلٌ لأنها فاعل مرفوع و ليس هاهنا حالًا :"$

اتركك برعاية المولى !nani

تشيزوكو
17-10-2014, 09:37 AM
بالفعل هذا الجزء هو الأجمل ♥ أحب الوصف التفصيلي للأحداث ^^

كما أنه حماسي جدا! في شوق لمعرفة ما حل بذاكرة دارك >< >>>> بالمنسبة لم أحب تلك العالمة :/

أبدعت ميشا في الكتابة والرسم.. لم أمل من تأمل الرسمة ^^

بانتظار الفصل القادم ^^

أثير الفكر
17-10-2014, 01:14 PM
بجد كتبتها و أنا دايخة و شكرًا لبوارو على التنبيه

قاتلًا حال منصوبة نعم ~_~

آسفة بحق ، كنت للتو صاحية من النوم و عقلي ما اشتغل لسا XD


حقك ع راسنا ميشيل :$

Michelle Kris
22-10-2014, 09:53 AM
Hercule Poirot

جزءٌ مميز وممتع!

ما زلتُ متابعًا بصمت، وسأؤخر تعليقاتي إلى ختام الرواية إن شاء الله.

لكن لديّ تساؤل، لماذا صار قلب دارك يخفق بشدة مؤخرًا مع أنه لا قلب له؟!

dete.ctive2

أهلاً بكَ أخي بوارو أنرت الموضوع :"")
بارك الله فيك وأسعدك، سأُحاول بأقصى جهدي الوصول الى ختامِها بأقربِ وقت ^.*
+
لا تقلق، ستُكشفُ ورقتانِ غامِضتانِ في الجزء القادم -w-
اصبروا عليَّ قليلاً =w=
دمتَ بود~
//
..
أثير الفكر


أخيييييييييرًا نزل الجزء و مع رسمة أقل ما نقول عنها رائعة

إنه الجزء الأمهر وصفًا و لغة تبارك الله

أحداثه حابسة للأنفاس بقوة :Smile:

ويبدو بأن دارك سيصبح لوبين قصتك P:

متشوقة بحق للتتمة و للانس ، و لا تنسي رسمه في الفصل القادم XDDDDDD

صحيح ملاخظة طفيفة:




عادَ قاتِلاً عَديمَ الرحمةِ قاسِيَ القلبِ مُتعطِّشاً لِدماءِ ضحاياه القادمين



عاد قاتلٌ لأنها فاعل مرفوع و ليس هاهنا حالًا :"$

اتركك برعاية المولى !nani





أَهلاً بالغالية روروو 3>
سعيدةٌ بتواجدكِ كثيراً أسعدكِ الله يا غالية :""")
أجل أجل 3: لانس سيكون له دور كبير في الأحداث القادمة!
هههههههههههه أكثر شي يهمكِ هو الرسمة XDDDDDDD
بالطبع لن أنساها فسيتسنى لكم رؤية لانس أخيراً *W*

بجد كتبتها و أنا دايخة و شكرًا لبوارو على التنبيه

قاتلًا حال منصوبة نعم ~_~

آسفة بحق ، كنت للتو صاحية من النوم و عقلي ما اشتغل لسا XD


حقك ع راسنا ميشيل :$
ههههههههههههه وأنا دخت بالتفكير في الملاحظة ورحت أسأل الكل صح أم خطأ XD
لا عليكِ غاليتي لا داعي للاعذار أبداً :""")
أنرتِ الموضوع مُجدداً :$

//
..
تشيزوكو

بالفعل هذا الجزء هو الأجمل ♥ أحب الوصف التفصيلي للأحداث ^^

كما أنه حماسي جدا! في شوق لمعرفة ما حل بذاكرة دارك >< >>>> بالمنسبة لم أحب تلك العالمة :/

أبدعت ميشا في الكتابة والرسم.. لم أمل من تأمل الرسمة ^^

بانتظار الفصل القادم ^^
أهلاً بكِ مُجدداً غاليتي 3>
شكراً لكِ على الإطراء الجميل :$ بإذن الله القادم سيكون أفضل :"")
ههههههههه لا أحد ممن تابع هذه الرواية أحبها ولن يُحبها أحدٌ فأنا واثقة من ذلك XD
والرسمة القادمة سترون فيها وجه لانس اخيراً :""")
دمتِ بود~

Michelle Kris
22-10-2014, 10:00 AM
أُعذروني على التأخير
أجّلت كتابة الجُزء التاسع لإنهاء بعض الأعمال @_@""
سأبدأ بكتابتها عسى أن أنتهي منها بتاريخ 31/10
دمتم بخير~

ms hagar ehab
28-10-2014, 11:49 PM
ايدههه 0_0 ؟!!
كيف لم أعلم بوجود شيئ كهذا xD ...
انا لسه في سنتي الثانوية الأخيرة *_* يمكن هو ده السبب .. *_* ..
المهم >> تركت التعليق هنا حتى لا انسى العودة ..
تعرفين كيف هذ السنة الأخيرة لا اكاد اجد الوقت للتنفس باريحية xD ..
ذكريني لو نسيت العودة حسنا ") ؟

>> بالمناسبة لم أقرأ سوا سطرين (لكن يكفي علامة مميز في بداية الموضوع + التنسيق + الخبلني الرسم ماشا ءالله
ربما يجب ان نتنافس يوما ما لكن ليس الان علي ان اعرف خصمي اولا xD >> شالوت ..

لي عودة , وحتى ذلك الوقت .. تحياتي لك وارجو ان تستمري في الإبداع :") 3>

Michelle Kris
29-10-2014, 07:19 AM
ايدههه 0_0 ؟!!
كيف لم أعلم بوجود شيئ كهذا xD ...
انا لسه في سنتي الثانوية الأخيرة *_* يمكن هو ده السبب .. *_* ..
المهم >> تركت التعليق هنا حتى لا انسى العودة ..
تعرفين كيف هذ السنة الأخيرة لا اكاد اجد الوقت للتنفس باريحية xD ..
ذكريني لو نسيت العودة حسنا ") ؟

>> بالمناسبة لم أقرأ سوا سطرين (لكن يكفي علامة مميز في بداية الموضوع + التنسيق + الخبلني الرسم ماشا ءالله
ربما يجب ان نتنافس يوما ما لكن ليس الان علي ان اعرف خصمي اولا xD >> شالوت ..

لي عودة , وحتى ذلك الوقت .. تحياتي لك وارجو ان تستمري في الإبداع :") 3>

ههههههههههههه XD
يا أهلاً وسهلاً بالغالية هجورة هنا 3>
*_* الله يعينك على هالسنة.. أنا انسحبت السنة من المنتدى وكل الانترنت بسببها ><""
الحمد لله تمت على خير والله ييسرلك يا حبيبتي :"""(
+ مرحباً بكِ منافسةً رائعة يا الغالية *0*
وتسلمي يا غلاتي على الإطراء أخجلتِ تواضعي :""")
متلهفة لعودتكِ وبالتوفيق ان شاء الله 3>
دمتِ بود~

Michelle Kris
29-10-2014, 07:28 AM
أستميحكم عُذراً على التأخير ><""
المشاغل وما تفعل TT___TT
سأُحاول قدر المُستطاع انهاء الجزء التاسع في الاسبوع المقبل بما انّ هذا الاسبوع شارف على الإنتهاء :(...

ms hagar ehab
31-10-2014, 02:24 PM
عودة ..

( ْ _ ْ ) >> تعابيري وأنا أقرأ .

قرأت اول فصل وثاني فصل 0_0 .
لا اعرف لماذا ولكن قصتك تمنح شعور .... ممم كيف اصفه ..... شعور (مقزز) 0_0 !
أعني انني أقرأ كلماته بتقزز , واحاول ان اتعاطف او احس بما يشعر فلا أجد سوا التقزز , احاول ان اشعر
بالرعب , بالضيق .. لا اشعر سوا بالتقزز من ذلك الشيئ (البطل) 0_0 ..>> بالمناسبة هذا مديح xD .

طبعا مازلت في اول فصلين فلم تكتمل الصور في عقلي بعد xD ..
لذلك في (الرست) القادم ان شا ءالله سوف اعود واخبرك بشعوري *^* ..
المهم ... نأتي للتعليق xD ..

1) الأسلوب لا تعليق يجنن طبعا ماشاء الله :") مبدعة مدبعة يعني *^*
هناك القليل من المبالغة ولكن لا بأس .

2) قصة بدون قلب هذه ( لم استسغها xD ) لم لم تفسري ذلك ولو بجملة واحدة من الخيال العلمي xD ..
أعني .... تعرفين ان ذلك مستحيل استحالة احياء الموتى على يد بشر , كيف يتنفس , كيف تتحرك دماؤه , كيف يحدث اي شيئ :") ؟!
سوف احاول ان اشرح وجهة نظري xD ... لديك جرأة ( لا توصف) حتى (تتجرأي ابتداءا) وتكتبي لنا انه ولد من دون قلب ! جرأة كبيرة لانك تعلمين اننا لن نتقبل ذلك ببساطة لذا توقعت بالمقابل انك ستضعين (عذرا , او سببا تفسيرا.. الخ) مقنعا بنفس قدر جرأتك بإمكانه ان يجعلني اتغاضى عن هذه الخطوة الجريئة جدا جد xD >> شالوت .

5) عذرا بس نقطة مهمة وسخيفة في نفس الوقت xD .. >> بالنسبة للطبيب الذي وجد الفتى بدون قلب وما زال على قيد الحياة :
1) كيف بالمناسبة استطاع ان يتعامل مع ذلك بهذا الهدوء المفرط ؟! والأطباء خاصة هم من يرون اصغر شيئ قد لا نلتفت اليه (كارثة او شيئا يستحق ان تتم دراسته ) فماابااالك بطفل ولد بدون قلب ومازال على قيد الحياة *___* >> انا اتفجعت صراحة متضيعيش انفجاعي عالفاضي من دون ما تستغلي الفجة دي موهبة وانا مش سهل اتفجع على فكرة xD ..
2) كيف ترك الفتى يذهب من دون ان يتخذ العالم هذا لافتى معجزة ويجرون عليه التجارب ؟!
لا تضحكي انا جادة انا أسألك بحق xD >> انتي منافسة جيدة وعلي ان اعرف كيف تفكرين xD ..

4) بعد تقبلي مبدئا قصة بدون قلب , عليك فعليا عدم التطرق لمشاعره مطلقا , عشقه لوالديه هذه مشاعر لا يولدها سوا القلب , اظن انه فعلته هذه كانت نابعة من عشق زائد لا يحكمه عقل واظن ان صفة (بلاعقل ) لائقة اكثر عليه , اعني انه باختصار

( يمتلك احساسا مفرطا ومشاعر من قوتها هو لا يستطيع التحكم فيها )

نعم !! 0___0 حقيقة مريعة ولكنها حقيقية 0_0 , هو بائس لانه غير قادر على السيطرة على مشاعره الزائدة
ربما تكون هذه نقطة جيدة بالمناسبة او بالأصح (سلاح ذو حدين) وعلى عكس مايفترض بنا ان نفكر’ هو بدون قلب انه لا يحس بأي شيئ , ولكن اظهرته (كما وصلتلي الفكرة على الأقل ) يعاني مع مشاعره المتفجرة ربما لو كان لديه قلب كان قد تمكن من السيطرة عليها ولو قليلا .

5) امساكه بيد والديه , شعوره بالوحدة , بالضيق , بالغضب عندما أمسك الورقة .... اليس القلب هو المسئول عن كل هذه المشاعر ؟! 0.0 كنت افضل لو لم تتطرقي اليها دعيني انا اقل انه بدون قلب وليس هو .

6) أعجبتني جزئية والديه والمسدس يا فتاة أعني لا اصدق انهما قد يفعلان حتى هذا من أجل ان يسعداه ان كان قتلهما سيسعده فهما مستدعان لفعل ذلك xD .. >> فكرة جباارة ورااائعة الىىى اقصد حد *^*
ولكن اشعر ان تنفيذها به خطأ ما ...
كيف يمكن ان يمنحو هذا القرار لطفل في السادسة ؟!!! (ماهي مشكلتهما بالضبط ؟! 0_0)
+ الم يفكرا انه لو فعل وقتلهما !!! انهما سيجعلان ابنهما قااااتلاااا ومجرما وربما يودع السجن icon60 ...
ده حببب يمفتريييييييييين *^* ... :cry: .. >> صعب على طفل في السادسة ضغط زناد مسدس لعبة فكيف بمسدس حقيقي ؟
ثم لمن تركاه ؟! لو كان حبا صادقا , كيف يفكران من سيعتني بطفل في السادسة ام هل سيعتني بنفسه
لان الفكرة نفسها صراحه تحفة ماشاء الله *^* .

7) اخيرا هل ذهب لسجن الأحداث ؟! xD >> لم اقرأ الفصل الثالث بعد خخخ للذا لا تحرقي علي انا متحمسة xD ..

+

شكرا على تعقيبك الجميل على ردي x") .. فتحتي نفسي صراحه *^* وانا متابعة لقصتك بالطبع ان شاء الله
ربنا يسترها بس واخد الرست الجاي هاجي اكمل قراءة واخبرك بكل شيئ *^* (ان شاء الله )

واعذريني لو اكثرت من الأسئلة 0_0 تعرفين انا اكتب روايات ايضا لذلك عندما اقرأها على احدهم , واجلس عدة ساعات اجيب على اسئلتهم ,
1) اكون سعيدة واعتبر نفسي ناجحة ان تمكنت من الإجابة عن كل اسئلتهم . لذلك عندما ابدأ بالكتابة , اقرأ القصة كأسلوب مرة , ومرة اخرى كقاري لا يعرف شيئا , واستمر في سؤال نفسي الأسئلة ذاتها التي اتوقعها من الاخرين .. ^ ^
2) اكون أسعد لو انني قد ذكرت الإجابة بالفعل بينما اسرد الأحداث ولكن الخطأ جاء من ناحية القارئ !

لذلك اسئلتي ليست ثغرات انا اسألك كقارئ معجب لذلك فكري في اجابات بنفس جرأة افكارك ترضي بها قارئك :")

شكرا على امتاعي في الرست يا انسة :cry: *^* . 3>
تقبلي مروري البائس المتواضع
واعتذر لو سببت اي ازعاج *^* ..

الى اللقاء ياجميلة :")

ms hagar ehab
31-10-2014, 02:26 PM
اللعنة ....... لا تقولي لي انك itachi tear 0_______________0 ؟؟؟؟
لا تقولييييييهااا 0___0 !!!

Michelle Kris
31-10-2014, 04:42 PM
اللعنة ....... لا تقولي لي انك itachi tear 0_______________0 ؟؟؟؟
لا تقولييييييهااا 0___0 !!!

هههههههههههههههههههههههههه ومن غيرها؟! XDD

ms hagar ehab
31-10-2014, 07:42 PM
رائع (تصفيق ) ماشاء الله .... جد والله , تقدم فظيع !! (منبهرة)
>> هل قرأتي تعليقي بالمناسبة xD .. الرد قبل هذا مباشرة xDD .. هنا (http://www.msoms-anime.net/showthread.php?t=184387&p=3482520&viewfull=1#post3482520)
بالنظر في الأمر لازلتي تعشقين ذات الأسلوب *^* لازلت اذكر قصة الأمير والفتاة *^* ..
وكان هناك ورد احمر ودماء برضو *^* وسيف فيه لؤلؤة او حجر قرمزي او احمر قاني شيئ من هذا القبيل *^* يفتااااة قصصك تلتصق بالذاكرة *^*
اذكر انك توقفتي عن كتابتها عندما كثر طرحي للأسئلة :"( انقهرت *^* ..
انا اتخضيت لما سألتك عشان كده خفت توقفي العمل على هذه ايضا لذلك سألصق فمي واقرأ بصمت حتى تكملينها للنهاية xDDD >>> هاكملها يعني هاكملها ان شا ءالله xD ..

واصلي , + انا حقا حقا حقا سعيدة بعودتك *.^ 3>
لو توقفتي سأقتلك فعلا 0_( لانني لا احب ان ابدأ شيئا ولا انهيه حسنا >:( ؟!

Michelle Kris
1-11-2014, 07:28 PM
عودة ..

( ْ _ ْ ) >> تعابيري وأنا أقرأ .

قرأت اول فصل وثاني فصل 0_0 .
لا اعرف لماذا ولكن قصتك تمنح شعور .... ممم كيف اصفه ..... شعور (مقزز) 0_0 !
أعني انني أقرأ كلماته بتقزز , واحاول ان اتعاطف او احس بما يشعر فلا أجد سوا التقزز , احاول ان اشعر
بالرعب , بالضيق .. لا اشعر سوا بالتقزز من ذلك الشيئ (البطل) 0_0 ..>> بالمناسبة هذا مديح xD
طبعا مازلت في اول فصلين فلم تكتمل الصور في عقلي بعد xD ..
لذلك في (الرست) القادم ان شا ءالله سوف اعود واخبرك بشعوري *^* ..
المهم ... نأتي للتعليق xD ..
أهلاً بعودتكِ غاليتي 3>
هههههههههههههههه لماذا كلمة مقزز بالتحديد XDD
أمّا الشعور بكره دارك فهو أمرٌ طبيعي في البداية :P

1) الأسلوب لا تعليق يجنن طبعا ماشاء الله :") مبدعة مدبعة يعني *^*
هناك القليل من المبالغة ولكن لا بأس .
أشكركِ غاليتي على الإطراء >///////<
وبالنسبة للمبالغة، فهذا اسلوبي المتعارف عليه XDDD

2) قصة بدون قلب هذه ( لم استسغها xD ) لم لم تفسري ذلك ولو بجملة واحدة من الخيال العلمي xD ..
أعني .... تعرفين ان ذلك مستحيل استحالة احياء الموتى على يد بشر , كيف يتنفس , كيف تتحرك دماؤه , كيف يحدث اي شيئ :") ؟!
سوف احاول ان اشرح وجهة نظري xD ... لديك جرأة ( لا توصف) حتى (تتجرأي ابتداءا) وتكتبي لنا انه ولد من دون قلب ! جرأة كبيرة لانك تعلمين اننا لن نتقبل ذلك ببساطة لذا توقعت بالمقابل انك ستضعين (عذرا , او سببا تفسيرا.. الخ) مقنعا بنفس قدر جرأتك بإمكانه ان يجعلني اتغاضى عن هذه الخطوة الجريئة جدا جد xD >> شالوت .
هههههههههههههههه لم يستفسر عن هذه النقطة أحد سواكِ XDD
سأُخبركِ بضع نقاط أتمنى أن تُسعفكِ في فهمها:"")
1- الرواية تصنيفها (خيالية/ دموية/ تراجيدية/ غامضة) فمن الطبيعي أن أبتكر شيئاً خيالياً جديداً هُنا غير مُقلد أو سابق الذكر ومن الطبيعي أيضاً أن يتقبله جميع قراء القصص الخيالية كما يتقبلون الأنمي بالضبط XDD
2- هو وُلد من دون قلب، أي لم يظهر قلبهُ حين تم الفحص الطبي على جسده وهنا نقطة أتوقف عندها كي لا أحرق الأحداث :P

5) عذرا بس نقطة مهمة وسخيفة في نفس الوقت xD .. >> بالنسبة للطبيب الذي وجد الفتى بدون قلب وما زال على قيد الحياة :
1) كيف بالمناسبة استطاع ان يتعامل مع ذلك بهذا الهدوء المفرط ؟! والأطباء خاصة هم من يرون اصغر شيئ قد لا نلتفت اليه (كارثة او شيئا يستحق ان تتم دراسته ) فماابااالك بطفل ولد بدون قلب ومازال على قيد الحياة *___* >> انا اتفجعت صراحة متضيعيش انفجاعي عالفاضي من دون ما تستغلي الفجة دي موهبة وانا مش سهل اتفجع على فكرة xD ..
2) كيف ترك الفتى يذهب من دون ان يتخذ العالم هذا لافتى معجزة ويجرون عليه التجارب ؟!
لا تضحكي انا جادة انا أسألك بحق xD >> انتي منافسة جيدة وعلي ان اعرف كيف تفكرين xD ..
ههههههههههههههههههه XDDD ومن قال بأنه تعامل معها بهدوءٍ مُفرط؟؟
كيف إذاً يعلمُ الكون كله أنّ هذا الفتى هو نفسه حامل لقب القاتل الأسود XD (ستعرفين هذا في الاجزاء القادمة)
خلال أول أربع سنين كاملة تم اجراء ما قُلتِهِ عليه وقد ذاع صيتُهُ منذ يوم ولادته 3:
ولم أذكر هذا الجزء فهو مضيعة للوقت ليس إلاّ وليس له دخل في احداث الرواية الرئيسية القاتلة :P
بالاضافةِ الى هذا فإنَّ قراءة رواية لي تحت تصنيف (غموض) هو عالمٌ آخر من دوار الرأس الحاد XD
لذا عليكِ قراءة الرواية الى آخر حرفٍ كي تفهمي ما جرى من أحداثٍ فيها XDDDD
وأنا أقول هذا لأتجنب حرق الأحداث عليكِ ليس إلاّ XD

4) بعد تقبلي مبدئا قصة بدون قلب , عليك فعليا عدم التطرق لمشاعره مطلقا , عشقه لوالديه هذه مشاعر لا يولدها سوا القلب , اظن انه فعلته هذه كانت نابعة من عشق زائد لا يحكمه عقل واظن ان صفة (بلاعقل ) لائقة اكثر عليه , اعني انه باختصار

( يمتلك احساسا مفرطا ومشاعر من قوتها هو لا يستطيع التحكم فيها )

نعم !! 0___0 حقيقة مريعة ولكنها حقيقية 0_0 , هو بائس لانه غير قادر على السيطرة على مشاعره الزائدة
ربما تكون هذه نقطة جيدة بالمناسبة او بالأصح (سلاح ذو حدين) وعلى عكس مايفترض بنا ان نفكر’ هو بدون قلب انه لا يحس بأي شيئ , ولكن اظهرته (كما وصلتلي الفكرة على الأقل ) يعاني مع مشاعره المتفجرة ربما لو كان لديه قلب كان قد تمكن من السيطرة عليها ولو قليلا .

5) امساكه بيد والديه , شعوره بالوحدة , بالضيق , بالغضب عندما أمسك الورقة .... اليس القلب هو المسئول عن كل هذه المشاعر ؟! 0.0 كنت افضل لو لم تتطرقي اليها دعيني انا اقل انه بدون قلب وليس هو .
لن أذكر شيئاً عن هذا بتاتاً فهو أكبر حرقٍ لأحداث الرواية XDDDDDDDDDDDD
ستعرفين في الجزء التاسع قصة قلب دارك :P

6) أعجبتني جزئية والديه والمسدس يا فتاة أعني لا اصدق انهما قد يفعلان حتى هذا من أجل ان يسعداه ان كان قتلهما سيسعده فهما مستدعان لفعل ذلك xD .. >> فكرة جباارة ورااائعة الىىى اقصد حد *^*
ولكن اشعر ان تنفيذها به خطأ ما ...
كيف يمكن ان يمنحو هذا القرار لطفل في السادسة ؟!!! (ماهي مشكلتهما بالضبط ؟! 0_0)
+ الم يفكرا انه لو فعل وقتلهما !!! انهما سيجعلان ابنهما قااااتلاااا ومجرما وربما يودع السجن icon60 ...
ده حببب يمفتريييييييييين *^* ... :cry: .. >> صعب على طفل في السادسة ضغط زناد مسدس لعبة فكيف بمسدس حقيقي ؟
ثم لمن تركاه ؟! لو كان حبا صادقا , كيف يفكران من سيعتني بطفل في السادسة ام هل سيعتني بنفسه
لان الفكرة نفسها صراحه تحفة ماشاء الله *^* .
هما كانا في حيرةٍ في البداية ولم يعلما أنّ هذا اليوم سيكون في السادسة من عمر دارك
ولكنهما كانا يريدان معرفة ردة فعله حتى لو كلفهما حياتهما فهما أحباهُ من أعماق قلبهما وهنا أردتُ تجسيد حب الأبوين لأبنائهما في أقوى صورة قد لا يتخيلها أحدٌ أبداً أبداً أبداً :""")
وستعلمين في الجزء الأخير كيف كان بإمكانه اطلاق الزناد في ربيع عمره :P
وستعلمين أيضاً من اعتنى به خلال هذه الفترة الطويلة في الاجزاء القادمة لذا لن أحرق الأحداث :"")

7) اخيرا هل ذهب لسجن الأحداث ؟! xD >> لم اقرأ الفصل الثالث بعد خخخ للذا لا تحرقي علي انا متحمسة xD ..
هههههههههههههههههههههههه لن أحرق لن أحرق XDDD

+

شكرا على تعقيبك الجميل على ردي x") .. فتحتي نفسي صراحه *^* وانا متابعة لقصتك بالطبع ان شاء الله
ربنا يسترها بس واخد الرست الجاي هاجي اكمل قراءة واخبرك بكل شيئ *^* (ان شاء الله )
وأنا أشكركِ جزيل الشكر على كل كلمةٍ أتحفتِني بها غاليتي :""")
وخذي وقتكِ في قراءتها فهي غامضة وتحتاج تركيزاً قوياً لفهم أحداثها ^.*

واعذريني لو اكثرت من الأسئلة 0_0 تعرفين انا اكتب روايات ايضا لذلك عندما اقرأها على احدهم , واجلس عدة ساعات اجيب على اسئلتهم ,
1) اكون سعيدة واعتبر نفسي ناجحة ان تمكنت من الإجابة عن كل اسئلتهم . لذلك عندما ابدأ بالكتابة , اقرأ القصة كأسلوب مرة , ومرة اخرى كقاري لا يعرف شيئا , واستمر في سؤال نفسي الأسئلة ذاتها التي اتوقعها من الاخرين .. ^ ^
2) اكون أسعد لو انني قد ذكرت الإجابة بالفعل بينما اسرد الأحداث ولكن الخطأ جاء من ناحية القارئ !

لذلك اسئلتي ليست ثغرات انا اسألك كقارئ معجب لذلك فكري في اجابات بنفس جرأة افكارك ترضي بها قارئك :")
وهذا بالضبط ما أُريده 3>
أعشق النقد يا فتااااة *0*

شكرا على امتاعي في الرست يا انسة :cry: *^* . 3>
تقبلي مروري البائس المتواضع
واعتذر لو سببت اي ازعاج *^* ..

الى اللقاء ياجميلة :")
بل أنا من عليها شكركِ يا حبيبتي على امتاعي بردكِ وتعقيبكِ ومروركِ العطر 3>
وبالعكس! أيُّ ازعاجٍ هذا يا جميلة؟! أمتعتِني حقاً بمتابعتكِ :*
وأنا مستعدة في أي وقت للرد على استفساراتكِ واستفساراتِ الجميع فأتحفيني بها :*
حفظكِ الله ودمتِ بود~

Michelle Kris
7-11-2014, 11:57 AM
بإذن الله اليوم سأُنهي الجُزء التاسع :""")
فترقبوا ليلة الغد بحولهِ تعالى مع جزءٍ ستُكشف فيه ورقتانِ مُهمتانِ حول دارك ولانس 3>
جزءٌ عفوي مليءٌ بالمشاعر، أكثرُ جُزءٍ أُحبّه في هذهِ الروايةِ بأكملها
وأتمنى أن ينال إعجابكم >///<
تحياتي~

Michelle Kris
10-11-2014, 06:17 AM
http://i.cubeupload.com/ePDPPQ.png
عُذراً على التأخير @_@""
أعود لكم مع جزءٍ عفويِّ رقيق ستنكشف فيه أهمُّ ورقتين احتار الجميعُ فيهِما :""")
لن أُطيلَ عليكم فتابعوا معي 3>
+
تم إضافة رسمة الجزء التاسع ^.*
قراءة ممتعة :""")
http://i.cubeupload.com/flCwng.png
http://i.cubeupload.com/aCwfAV.png
الجُزء التاسِع..//|*|~ذكرياتٌ تعود، وقَلبِي يتمزّق~|*|//..
//
..
إتَّسعَتْ عينا ذاك الشُّرطِيِّ بِدهشَةٍ وكأنَّني قُلتُ أمراً لَمْ يَكُن عليَّ قولُه، نَطقتُ بتعجُّبٍ مُستفسِراً:"أقُلتُ شَيئاً غريباً؟"، أجابَ عَليَّ بِصوتٍ كُلُّه إستفسارات وعلاماتُ إستِفهامٍ وتعجُّب :" أنتَ تَمزَح، صَحيح؟!"، أَومأتُ لَهُ بالنَّفِي فَفتَحَ لِي فَمَهُ بإستغرابٍ أكبر وقَال مُجيباً بتعجُّبٍ قوِيٍّ على سُؤالِيَ الأولِ أَنْ:" بالطَّبعِ أعرِفُك! أنا لانس يا دارك!!"
//
..
قَد وُضِعَ لاصِقٌ على فَمي تلكَ اللَّحظة.. تَجمّدتُ مَكانِي ولازمتنِي نسمةٌ بارِدةٌ جرَتْ على أَعصابِ جسمِي حَتّى اقشعرَّتْ لِلحظات.. لانس؟ مَنْ هذا الشخص؟ تَابعَ بعدَ لحظاتِ الصّمتِ القاتلةِ تلكَ قائِلاً بصوتٍ مُرتجِفٍ:"أَلا تتذكرُني؟! صِدقاً يا دارك؟! ولكن قد تبقّتْ ثلاثُ شهورٍ على إبريلَ ولا يسعُكَ المُزاحُ مَعِي بكذبة! ماذا جرى لك؟!" فأَجبتُهُ مستغرِباً وأَنا لا أدرِي أَكانَ عليَّ النطقُ أم لا: "لا أَذكُرُك.. من أنت..؟" على قدمَيهِ انتصبَ للحظةٍ قائلاً: " ألا تذكُرُنِي؟! أَنا لانس! إنّنِي أَنا الشُرطيُّ الذي التقى بِكَ هذا الشهر قبلَ يومٍ مِن بدءِ رِحلتِكَ وها أَنتَ ذا قد عُدتَ أَخيراً.. ماذا جرى لك؟!".. لا أَدري ما أقول.. فأَومأتُ بالنّفي.. القاطِع.. المُؤبد..
//
..
مَرَّت دقيقةُ صَمتٍ قتلتْ دِماغِي بتساؤلاتٍ عَديدة فلا يُمكنُنِي تذكُّرَ لحظةٍ واحِدة قضيتُها مَع هذا الشَّخص، أمرٌ عجيبٌ ومُحيِّرٌ كهذا وصلَ إِلى قِمَّةِ التَّعقيد! كَيف لا أعرِفُ شخصَاً يعرِفُني؟! "أيُّها العَالم، أجِبنِي! ذِكرياتِي، لاتخُونيني! أرجوكِ، عُودِي إليَّ ودَعي عَقلِي يرتاحُ مِنْ هَذهِ الصدمة!" بِصوتٍ خافِتٍ فِي نفسِي رَدَّدتُ هذهِ العِباراتِ وَلمْ ألبَثْ ثانِيةً واحِدةً بعدها إلاّ وأَحسستُ بجسدِي على الأرضِ مغشيَّاً..
//
..
أَثناءَ غَيبوبَتِي إِذا بِي أَرى صُوراً تظهرُ للعيانِ بتتابُعٍ أَمامِي لَيستْ كما الأَفلام.. فِي مَجموعةٍ مِنها إِذا بِي أَرى لانس.. لانس..؟ لانس! أَليسَ ذاك الّذي سُرَّ قلبِي لرؤيَتِهِ مُنذُ فترةٍ خلتْ وانقضتْ؟! فِي تتابُعِ الصُورِ تلكَ أَراهُ حينَ كانَ مَعِي طيلةَ الفترةِ الّتي لم تستغرِق يومينِ وقتها.. لِمَ وَأنَّى لِي نِسيانُ شخصٍ مثله..؟ ومَتى خُلِعتْ ذاكِرتِي عَن جُزيئاتِ الوقتِ الّذي كانَ فيهِ بجوارِي..؟
//
..
أفقتُ بَينَ ذِراعَيهِ وَقطراتُ عرقٍ تصبّبتْ على وجنتَيَّ هاتين.. فتحتُ عينيَّ ببُطئِ وحرارةُ جَسدي كَانتْ تلتهِبُ كالشمسِ حينَها.. ناحِيةَ عَينيهِ الجليديتينِ تلكَ أَبصرتُ خَوفاً مِنهُ إِذ يقولُ: "دارك؟ أأنتَ على ما يُرام؟!" حاولتُ تحريكَ شفتيَّ المنطبقَتينِ قائلاً بأنفاسٍ شابَها الضعفُ والرجفةُ: "لانس، أَنا بِخير.. لا عليكَ فأنا.." قطراتُ دمٍ تساقطتْ مِنْ فمي قد قاطَعتْ كلِماتِي وأَنا أَسعُلُ بشدَّةٍ وقَلبِي يَنقبِضُ وينبسِطُ بقوَّةٍ كادَتْ تُحطِّمُنِي.. ماذا يَجرِي؟! إِنّها المرةُ الأُولى الّتي أَشهدُ فِيها مَوقِفاً لِي كَهذا..//
..
حَاولتُ الإنتِصابَ والجُلوسَ بِحرَكاتٍ مَكسورةٍ خائِبة.. فكُلَّما حاوَلتُ الجُلوس بِشكلٍ طَبيعِيٍّ، سَقطتُ بَينَ ذِراعَي لانس مَرَّةً أُخرى،. هَذا الشُعُورُ بالضَّعفِ لَمْ يَحصُل لِي فِي حَياتِي بأكْمَلِها والحرارةِ المرتفِعة جعلتنِي أَشعُرُ ولأولِ مرةٍ بأنَّني مَريضٌ أَو ما شَابَه ذلك.. بَقيتُ أُحاوِلُ الوُقوفَ عَلى قَدمَيَّ فترَةً طَويلة ولانس يَنظُرُ لِي بإِستِغرابٍ وتَعجُّب..
//
..
نَظرتُ ناحيةَ لانس فبادَلني نَظرةً مُستغربةً إِذ نَطقتُ بِصوتِيَ الضَّعيفِ ذاك:"لانس،قد تَذكَّرتُ مَنْ تَكون".. إِنقلَبَ وَجهُ لانس مُستبشِراً سَعيداً فقال عَلى عَجلٍ: "الحَمدُ للهِ، أَرجوكَ اجلِس فأَنتَ تبدو مُتعباً لِلغاية".. أَمسَك لانس بِيدي وأَصبحَ سنداً لِي فجَلستُ بفضلهِ على إِحدى الكَنباتِ وهوَ بِقُربِي.. التنفُّس صعبٌ وأَنا أشعرُ بالدُنيا تحومُ حولي وتدور، أمسكتُ رأسِي فشعرتُ بالمَرضِ والحُمَّى وألم في قَلبي يزدادُ مَرَّةً ثانيةً وأَنا أُحاوِلُ إقناعَ نَفسِي بأنَّني بِخَيرٍ بِلا جدوى..
//
..
بَعدَ قَليل، شَعرَ لانس بِأنَّ آلامِي وحَرارَتِي بدأَتْ بالإزدِياد.. فالألَمُ الّذي جَعلَنِي أُمسِكُ بِملابِسي بِقُوَّة هكذا بدأ يُشعِرُهُ بإنعِدامِ الإرتِياح المؤبد.. طلَبَ مِنِّي الاسترخاء والتَّمدُّدَ على الكَنبة فلَم أستطِعْ تَحرِيك عَضلةٍ لِفعلِ ذاكَ فَقامَ لانس بِهِ تلقائياً.. أحسستُ وكأَنَّهُ يَفهمُ ما أشعُرُ بِهِ كأنَّ أَرواحَنا مُتشابِكةٌ مَع بعضِها كالتوائمِ الروحيّة.. تَمدَّدتُ على الأريكَةِ فَخارتْ قِوايَ تَماماً ولانس فِي يدهِ كأسُ ماءٍ سقانِي إيّاها..
//
..
بدأَ لانس يتكلَّمُ مَعِي مُحاوِلاً جَعلِي أَنسى هَذا الألمَ قائِلاً: "دارك، أنتَ مَريض؟. وَجهُكَ شاحِبٌ لِلغايةِ ولاتَبدو بِخَيرٍ على الإِطلاق"، أومأتُ لهُ بالإيجابِ قائِلاً: "يبدو بأنّ اليوم غريب.. إِنّها المرةُ الثانيةُ التي أَرى فِيها دِمائي على الرغمِ مِنْ أَنَّنِي مُصابٌ بالسلِّ الرئويِّ مُذ نعومةِ أظافِري.. هذا الصباح، مشيتُ في الحديقةِ حَيثُ ترقُدُ ذكرياتِي وَزهرتِيَ السوداء.. وإذا بتويجتينِ تستقرانِ على الأَرضِ وبدأَ هذا الألمُ ذاتُهُ يجرِي فِي عُروقي.."
//
..
بَقيتُ ولانس نتكلَّمُ مُحاوِلَينِ إِبعادَ موضوعِ الآلامِ عَنْ نُفوسِنا كَي لا أُفكِّرَ بالألمِ وأشعُرَ بِهِ يَجتاحُ قَلبِي غير الموجودِ.. وبعدَ دقائِق معدودة، تمكَّنتُ مِنَ العودةِ إلى طَبيعتِي وبدأنا نتحدَّثُ عَن رِحلَتِي وَما جَرى فِيها فذُهِلَ لانس مِنَ العَقباتِ الّتي واجَهتنِي حِينها وكيف اجتزتُها فسألنِي قائِلاً: "لا شكَّ أَنَّكَ استمتعتَ قليلاً بالرحلةِ، أليس كَذلِك؟" فأجبتُهُ أَنْ: "أجل، رفّهتُ عَن نَفسِي مَع عمِّي.. وماذا عَنك؟"
//
..
صمتٌ عمَّ الغُرفةَ لوهلة.. نطقتْ شِفاهُ لانس للحظاتٍ قائلةً: "فِي الحقيقَة، مُنذُ ذهابِكَ فِي تِلكَ الرِّحلةِ وأَنا أُفكِّرُ في أُمورٍ كُنتُ أجهَلُ أَينَ اختَفَتْ طَوالَ هَذهِ السِّنينِ فِي عَقلِي.. يَوماً بَعدَ يَوم، تَذكَّرتُ أُموراً أَكثرَ وُضوحاً وفِي النِّهايَة، صِرتُ أَعرِفُ كُلَّ شَيء" قالها ونظرُهُ صوبَ الأَرض.. "ماذا تذكّرت؟" سألتُهُ بِإِستِفهامٍ دارَ حَول رأسيِ وحلَّقَ في ثَنايا عَقلِيَ البارِدِ.. كَلِماتُهُ هَذهِ حَيَّرتنِي وجَعلَتنِي أشتعِلُ شوُّقاً لِمعرِفةِ ماذا يُخبِّئُ لانس عَنِّي.. بدأ لانس يرمقُنِي بنظراتٍ سَعيدةٍ وكأَنَّهُ يَنوِي أَنْ يَضحَكْ حالاً فأَجابَنِي قائِلاً: "أَنتَ صَديقُ طُفولَتِي يا دارك"
//
..
صدمةٌ أدهشتنِي فانتصبتُ عَلى قدمَيَّ مُباشرةً وعينايَ صوبَ عَينَي لانس تتجِهان.. هذا الصمتُ عبَّرَ عَنْ حالتِيَ النفسيّةِ فعقلي شعرتُ بِهِ صفحةً بيضاءَ ولم أتمكنْ مِنَ التفكيرِ بشيءٍ لأقولهُ حِينها.. ضَحِكاتٌ خَفيفةٌ مِن لانس جرّاءَ ملامِحِ وَجهِي فِي تلكَ اللحظةِ العابِرة تابَعَ فِيها حَديثهُ أَنْ: "أَجل، لم أَذكُر هذا أَنا أَيضاً حتّى رأيتُ تلكَ الصورةَ فِي أَلبومِ صُورِي القديم، صورةٌ لنا أَنا وأَنت حِينَ كُنَّا فِي الرابعةِ مِنْ عُمرِنا"..
//
..
كلماتٌ مُبعثرةٌ مِنْ فمي انطلقتْ كانَ مفادُها أَنّنِي أَودُّ رؤيةَ هَذهِ الصورة حالاً! نَهضَ لانس مِن الأريكَة وتَركَنِي للحظاتٍ قليلة.. عادَ وبيدِهِ ألبومُ صورٍ كبيرٍ فجَلس بجانِبي وبدأ يَبحثُ ويُقلِّبُ الصَفحاتِ باحِثاً عَنها، بعد قَليل إستَبشَرَتْ معالِمُ وَجهِهِ وقال لِي :"ها هِيَ!. أُنظُر يا دارك.."، أَمسَكتُ الصورةَ وأَمعَنتُ النَّظرَ فِيها وإِذا بهِ يَقولُ الحَقيقة! هذا أنا ولانس بِقُربِي وابتسامَةٌ عَريضَةٌ مَرسُومةٌ على وَجهَينا وكأنَّ هَذا الطِّفلَ لَيسَ أنا، كَيف لا وهَذا الوجهُ الشَّاحِبُ العابِسُ يَبتسِمُ هَكذا..؟
//
..
نَظرتُ ناحية لانس وابتسامةٌ طفيفةٌ نُحِتتْ على شِفاهِي مُخبراً إيّاهُ أَن يُعلمَنِي بكُلِّ ما أجهلُهُ عَنه، فأجابَني بِصوتٍ هادِئٍ عَفويٍّ وأنا مُنصِتٌ إليهِ قائِلاً: "أوّلُ لقاءٍ لنا كان في مُتنزهِ النجومِ اللامعة حين كُنّا في ربيعِ عُمرنا، فتى يهُزُّ أُرجوحتهُ مُنعزلاً، وفتيةٌ يلعبونَ رَميَ الكُرة برفقَتِي.. تعمّدتُ رَميَ الكُرةِ بجوارِكَ وصرختُ أَنِ ارمِ الكُرةَ لو سمحت! بصمتٍ قاتلٍ رمَيتَ الكُرةَ فناديتُكَ شاكِراً.. وَحينَ أشرفتْ آخرُ خيوطِ نورِ الشمسِ على الإرتجافِ راحلةً غادرَ رِفاقِي ريثما انتظرتُ مَجِيءَ والِدي ليقودَنِي عائداً ناحيةَ مَنزِلي بَحثتُ عَنكَ فوجدتُكَ مُستنداً على جِذعِ الشجرةِ الّتِي تجلِسُ مُتّكِئاً عليها عادةً هُناك.. صرختُ فأيقظتُكَ مِنْ غفوتِكَ وبَقينا نُلاحِقُ بعضنا حتّى أمسكتَنِي وبدأتَ تُدغدِغُنِي حتى بكينا ضَحِكاً.. تحدّثنا عَن أُمورٍ عَديدةٍ وارتاحَ لكَ قلبي كثيراً.."
//
..
لم أَتمالك نفسِي جرّاءَ هذا كُلِّهِ وانفجرَ قَلبِي سعادةً تلتها ضحِكاتٌ مُستبشِرةٌ أَخيراً.. ضحِكتُ بِعفويَّة كأنَّ قَلبِي حاولَ القَفزَ مِنْ مكانِه، فاستبشرَ وجهُ لانس وضحِكَ مَعِي فأوقفتُ ضَحِكاتِي بأَن أخبرتُهُ أَن يسرُدَ لِي تتمّةَ الأحداثِ ففعلَ وَقال: "غَفونا بعدها لِفترةٍ على كتِفَي بَعضنا حَتّى أَتى والِدايَ مَعَ عمِّكَ السيّد تايلر وقَدِ التقطوا لَنا صُورةً وَنحن عَلى هذهِ الوَضعيّةِ الحالِمة.. سألتُ بعدها عَمَّكَ إِنْ كانَ باستِطاعتكَ المبيتُ مَعِي تلكَ اللّيلة فأومأَ إيجاباً.. كانَ والِداكَ مُسافِرَينِ وَقتها فكانَ عمُّكَ رقيباً عَليكَ كما الآن، بعدها عُدنا ناحيةَ مَنزِلي ولَعِبنا فترةً طويلةً وتحدّثنا كثيراً حتّى إذا استيقضنا..."، "...لعِبنا الإختباءَ في حديقةِ منزِلك!" هكذا رددتُ مُكمِلاً جُملتهُ فتعجّبتْ ملامِحُ لانس وارتسمَت بسمةٌ سعيدةٌ على شفاهِي وقُلت: "بعدها جاء والِداكَ والتقطا لنا هذهِ الصورةَ قبل الإفطار!" دُمعةٌ بارِدةٌ شقّتْ طريقها على وجنةِ لانس اليُسرى فضحِكَ قائِلاً: "أَخيراً.. أَخيراً يا دارك.. عادتْ لكَ ذِكراكَ المَفقودة عَنِّي.."
//
..
أزاحَ لانس دَمعتهُ جانِباً فقال لِي بِصوتٍ شابَهُ الحُزنُ بعض الشيءِ: "أَتذكُرُ حِينَ كُنتَ في السادسةِ مِنْ عُمرك؟".. "لا، أتذكرُ فقط مقتلَ والِدَيَّ مِنها" رددتُ على سُؤالِهِ فنظرَ ناحيةَ السقفِ وقال: "بعدَ مراسيمِ دفنِ والِدَيكَ وعودتِكَ إلى قِسمِ التحقيق.." عَمَّ الصمتُ بعدَها وَنظراتُهُ صَوبَ عينَيَّ اتجهتا فأخبرنِي أَن: "مايك.. كانَ أحدَ المُحققينَ هُناك.. لقى حتفهُ مع رجُلَينِ آخرينِ على يديكَ وقتَها.. إنّهُ.. شقيقيَ الأكبر.."
//
..
صدمةٌ لا مَثيلَ لها.. وأَنا أَقولُ بأَنّنِي رأَيتُ وجه لانس سابِقاً، والآن أَرى بِأَنَّ مايك كانَ مَنْ رَأيتُ وقتها.. في بحرِ حيرةٍ وصمتٍ غرقتُ أستنجدُ أحداً ليسحبَنِي مِنْ أَعماقِها الداكِنة.. أَقربُ شخصٍ لِي، لانس، قتلتُ شقيقهُ بيديَّ هاتين.. إِنعقدَ لِسانِي وعَينايَ مَفتوحتانِ على أَقصى حدٍّ مُمكِن، ما عُدتُ قادِراً على النُطقِ حينَها وبقِي ضَمِيري يُؤنِّبُني على ذِكرى لا أتذكّرُ جُزءاً مِنها.. كلُّ ما حَدثَ كان رَقص وإِهتِزاز عَدستَي عَينيَّ الدموِيَّتينِ أَلماً واستِغراباً..
//
..
خَرجَتْ مِنْ فَمِي حُروفٌ هادِئةٌ بارِدَةٌ مَعَ نَظرَةٍ جانِبيَّةٍ مِلؤُها الكآبةُ مُجيباً إيّاهُ عَمَّا قالَ لِي: "لا شكَّ بأَنّكَ تُريد الانتقامَ أليسَ كذلِك؟.." فردَّ مُستعجِلاً أَنْ: "كلا.. لم ولَنْ أَضمِرَ الحِقدَ والرغبةَ في الانتِقامِ لشخصٍ مِثلك فقد أَسعدتنِي وقتها رُغمَ ما جرى بَعدها.. كُنتَ كالأَخِ الأكبرِ ولا تزال.. وددتُ إِخباركَ بِأَنَّني لم أُصدِّق هذا الأَمر قط وأَنَّك لَستَ من قتلَ أَخِي.. هذا كانَ سبب رغبتِي في لِقائِكَ وسببَ عطفِي معَ المُجرِمين.."
//
..
إِرتعَشَ جَسدِي تِجاهَ كَلِماتِهِ تِلك وأَحسَستُ بِأنَّني مُذنِبٌ بِلا عِقاب وهَذا حَدثَ بِسببِ حُبِّ القاضِي لِي.. لِأوَّلِ مَرَّةٍ أُحِسُّ بأنَّني أَمتلِكُ أَحاسِيسَ عَذِبة تِجاهَ إِنسان، عَينايَ امتلأتا استغراباً ودهشةً وبقيتُ صامِتاً مُحاوِلاً استيعَابَ عَطفِهِ ولُطفِهِ مَعِي عَلى الرَّغمِ مِنْ كَونِي قَدْ قَتلتُ شَقيقَهُ الأَكبر، فَتحتُ فَمِي لِأَنطِقَ بالحُرُوفِ الَّتي عَليَّ ذِكرُها وأَفلحتُ فِي قَولِ بَعضِها: "أَنا حقّاً عاجِزٌ عَن معرفةِ تفكيركَ أَنتَ وعمِّي.. كيفَ أدركتُما شُعورِي تِجاهَ تِلكَ الحادِثة..؟" فابتسمَ لانس بِجدِّيةٍ وقالَ: "أُريدُ إخباركَ بشيءٍ حولَها.. أُريدُ معرفةَ الحقيقة.. من قتلَ والدَيكَ وشقيقيَ الأكبرَ وقتها.. أنا أنوِي مُساندتكَ فِي رحلتِك".. صُدمتُ مِمّا نطقُ بِهِ لِسانُهُ تلكَ اللحظة.. أَحقّاً يودُّ الذهابَ مَعِي لِإكمالِ رِحلتِيَ السابقةِ الفاشِلة؟! شُعورٌ بانعدامِ الرضى سرى في داخِلي وَجرى حين نطقتُ قائِلاً: "أَتمزحُ مَعِي؟" فردَّ أَنْ: "كلا!"..
//
..
صمتٌ حامَ حولَنا وانغمرَ داخِلنا لوهلةٍ فما شعرتُ إلاّ ويدُهُ تشُدُّ على يَدِي وَعيناهُ كانتا قلِقتينِ نطقتا بتوسُّلٍ: "تبقّتْ خطوةٌ واحدةٌ لتصِلَ إلى مُرادِك.." يا إلهِي ماذا أَفعل؟! هذا كان كُلُّ ما يجولُ فِي خاطِري وقتها.. إِنْ أَردتُ استعادةَ ذِكرياتِي، فعلى لانس أَنْ يُرافِقنِي والأَخطارُ تُحيطُ بِنا هُناكَ فِي تلكَ الرحلةِ الخطِرة.. لكنَّ لانس غالٍ على قلبِيَ الميِّتْ، أَنَّى لِيَ المُخاطرةُ بحياتِهِ لِأَجلِ طُموحِيَ الشخصِيِّ..؟ مُحال..
//
..
"لانس.. هذا مُحال، تعريضُكَ للخطرِ أَقسى وأَمرُّ عليَّ مِنَ العيشِ مُنعزِلاً لِبقيَّةِ أَيّامِي.." أَجبتُهُ بعد فترةٍ مِنَ التفكيرِ الصّامتِ المُؤلمِ فقاطَعنِي أَنْ: "لا أُبالِي!" فصرختُ فِي وجهِهِ: "أَلا أَعنِي لكَ شيئاً؟!" واستمرَّ الجِدالُ بِضعَ ثوانٍ حتَّى أَمسكَ بكتِفِي صافِعاً وجنَتِي موبِّخاً مُؤنِّباً: "أَلا يتوجَّبُ على الرفيقِ فِعلُ المُستحيلِ لرفيقِه؟! أَتقولُ لِي بأَنْ أَتخلّى وإيّاكَ عنِ الحقيقةِ وتركِ اسمِكَ مُلوّثاً بدِماءِ والِدَيكَ وأَنتَ تعلمُ عِلمَ اليقينِ أَنَّكَ لم تَقتُلهُما عَمداً؟! أَلا تُريدُ استِعادةَ ذِكرياتِكَ المَيّتة ومعرِفة هويَّتِكَ الصّادقة؟!"
//
..
عينايَ مفتوحتانِ على اتِّساعِهِما لا تُصدِّقانِ وأُذُنايَ ما تُنصِتانِ إليه.. تابعَ بعدَ لحظاتٍ حَديثَهُ: "أَستميحُكَ عُذراً، لكن يا دارك.. أَلا تودُّ حقاً مَعرفةَ الحَقيقة..؟ ألا تودُّ معرفةَ قاتِلِ والِدَيكَ البريئين..؟ إِسأل ضميرَكَ لحظةً عَمَّا يتوجَّبُ عليكَ فِعلُهُ لجلبِ الراحةِ إليه.. أَنا لستُ ضَعيفاً ولا جباناً كي تَخافَ عليّ، أَنَّى لِي الخوفُ وأَنا أَقِفُ أَمامكَ مُبتسِماً..؟ تَقبَّلِ الواقِعَ يا دارك، أُريدُ مُساعدتك.."
//
..
"لانس.." نظرتُ صوبَ عَينيهِ وصفعتُ وجنتَهُ قائِلاً: ".. أَحمق.. أَنتَ أَحمق.. مُجرَّدُ أَحمق.. أَأحمقٌ أَنت..؟ أَتُورِّطُ نفسكَ مَعِي..؟" فابتسمتُ قائِلاً: ".. أَحمق.. أَقبلُ صداقتك" وبقيَ لانس ينظُرُ في عَينَيَّ والدِّماءُ تنهمِرُ دمعاً كالسيلِ مِنهُما تشُّقُ طريقها على وَجنتَيَّ وابتسامةٌ يائِسةٌ حُفرتْ عليهِما.. بعد لحظاتٍ لمْ أشعُر إلّا بِذراعَينِ تُحيطانِني ودِفئ يغمُرُ روحِيَ الفارغة، لَمْ يُعانِقنِي أَحدٌ كهذا العِناقِ بعدَ والِدَيَّ وعمِّي قِط.. لَمْ أَعرِف ماذا أَقولُ فَقد تَجمَّدتُ فِي مَكانِي إِثرَ هَذا الشُّعور..
http://i.cubeupload.com/UJbIIH.jpg
//
..
أَخيراً حرَّكتُ ذِراعَيَّ مِن ذاكَ الانجِماد وأَحطتُ ظَهرَ لانس بِهِما بِهُدوءٍ وَرِفق، شَعرتُ أنَّ مَشاعِري تِجاهَهُ هِيَ الأفضَل، وأَنَّ عِناقَهُ هِيَ أُمنِيَتي فِي الحَياة.. أَنهَينا العِناقَ الَّذي لَمْ نَرغَب فِي إِنهائِهِ أَبداً، إلاَّ أَنَّ مَشاعِرنا قَد فاضَتْ بِما فِيهِ الكِفاية.. تحدّثنا عمّا جالَ فِي خاطِرِنا حِينَها وقَضيتُ أَخيراً.. أسعدَ لحظاتِ عُمري..
//
..
عُدتُ بعدَ فترةٍ مَضتْ ناحيةَ قَصرِي أَستعِدُّ للخامِسةِ مَساءً، لِزيارةِ والِدَيَّ الخالِدَينِ فِي قلبِي.. رَكِبتُ سيّارتِي وانطلقتُ إلى حَيثُ تنتظِرُنِي ماليسّا.. وَفي السيّارةِ تحدّثنا قليلاً فاستغربتْ مِنْ كونِي أَبتسِم لَيسَ كما اعتادتْ عليَّ في القِدم.. وَصلنا وباقاتُ الأزهارِ الأَربعة وضعناها على قَبرَيهِما، في داخِلي أَتحدَّثُ إليهِما قائِلاً: "أُمّاه.. أَبتاه.. عُذراً لانقِطاعِ زيارَتِي لَكُما.. إفتقدتُكُما كثيراً حتَّى وَصلَ الأَمرُ إلى حدِّ سكبِ الدمعِ دِماءً.. ذِكراكُما، حنينُكما، مشاعِرُكما تِجاهي قد اشتقتُ لِمُلامستِها إيّايَ لِتُدفئ صَدرِيَ البارِد وروحِيَ الخامِدة.. صرخاتُ استنجادٍ مِنْ أَعماقِ الوحدةِ والعُزلةِ والأَلمِ المُستبِدِّ على جَسدِيَ المُرتعِش.. أَوتعلمانِ كم أَودُّ لِقاءكُما..؟ حقّاً لا أتحملُ حياةً دونكما، رغمَ تعايُشي مع الأَمرِ إلاّ أَنْ قلبِي صار مُجوَّفاً لفترةٍ دامتْ طويلاً.."
//
..
سُكبتْ دمعةٌ ساخنةٌ جرتْ على وجنتِي وحمداً للهِ أَنَّ ماليسّا لم تلحظها.. أَو كما اعتقدتُ أَنا، فهاهِيَ تُهدينِي مِنديلاً أبيضَ قائلةً ودموعٌ حارقةٌ تسيلُ مِنْ عَينَيها: "لا علَيك.. كفكِفْ دُموعكَ حِينَ تُفرِّغُ همّك.. هذا مِنديلُ أُمِّك.." ذُهِلتُ فتابعت: "كانَ آخِرَ تِذكارٍ مِنْ والِدتي فقالتْ أَنْ عليكِ إيصالُهُ لِدارك يوماً ما".. شَكرتُها وتابعتُ حَدِيثي أَنْ: "أَتذكُرانِ لانس..؟ صديقَ طُفولَتِي..؟ كانَ ولا يزالُ على سجيَّتِهِ ذاتها، الرقةُ والعطفُ والحزمُ والشدَّةُ كانوا أَنصاراً لهُ في شتّى الظروف.. حَتّى صباح اليوم، لَمْ أَتذكّر جُزيئةً حَولهُ والآنَ نحنُ أَصدِقاء! حقاً هذا الشُعورُ بالدفئِ جعلَ قلبِي يقفزُ فرحاً.. مشاعِري لمْ ترحل رغم عدمِ اكتشافِي لحقيقةِ قَلبِي بعد، وهذا كان أَهمَّ شيءٍ خطرَ على بالِي.. أَمّا الآن، سأكشِفُ الحقيقةَ وأَرحلُ عَنْ طوكيو لفترةٍ أُخرى بإذنِ الله.. قدْ أَعودُ سالِماً وقدْ أُلحقُكُما، لا أدرِي لكِنْ.. أَتمنّى أَنْ أَعرفَ مَنْ قاتِلُكُما لِأَقتصَّ مِنهُ فِداءً لكُما.. أُحبُّكُما يا أَغلى ما ملكتُ.."
//
..
أَنهيتُ حَديثي مَعهُما وكذا فَعلتْ ماليسّا.. حَملقَتْ بعد ثوانٍ في القبرَينِ قائِلةً: "والِدتُكَ كانتْ تُذكِّرُني بوالِدتِيَ الرّاحِلة.. حنانُها الّذِي دامَ عامَينِ فقط، لَمْ أَنسَهُ أَبداً.." إعتذرتُ فردَّتْ مُحدِقةً في السماءِ العاليةِ: "لا علَيك.. كانتْ وصيّتُها سبباً فِي غُدوِّي عالِمة، كانَ مِنْ واجِبي إكمالُ مَسيرتِها وحُبِّها للعلمِ والأبحاثِ كما أَحببتُها، والآن.. أَفتقدُها وأُمَّك.. كانتا أغلى ما أَملِك.. فأَنا لم أَرَ والِدي قطُّ في حياتِي أبداً.. لكِن على الرغمِ مِنْ كُلِّ هذا الأَلمِ والوحدة.. أَردتُ أَنْ أَكبحَ ضَعفِي وهَشاشتِي وَخوفِي كما فَعلتَ يا دارك.. أَودُّ شُكركَ على كُلِّ شَيءٍ حقاً، على هذا اليومِ وعلى ما قدّمتهُ لأَجلِنا على مِرارِ السنِين.. و.." فطبعتْ صمتاً على شفتَيها..
//
..
تقدَّمتُ بضعَ خطواتٍ وقُلتُ بابتسامة: "لا داعِيَ للشُكر.. قرأتُ عنكِ في السابقِ حينَ اشتهرتِ كأَصغرِ عالمةٍ حاصلةٍ على شهاداتٍ عُليا كُثُر، عليكِ النظرُ إلى جوهركِ الداخِليِّ، آنسة كريستابيل".. فابتسمتْ ونظراتُها ناحيةَ الأرضِ خَجلاً: "نادِني ماليسّا فأنا أشعرُ بأَنّنِي عجوزٌ حينَ يُذكرُ اسمُ عائلتِي على اسمِي" فضحِكَ كِلانا قليلاً وشكرنا بعضَنا ثمَّ أَوصلتُها إلى بَيتِها.. بَيتٌ صغيرٌ دافِئٌ جميلٌ احتضنَ شبيهةَ أُمِّيَ الغالية"
//
..
عُدتُ مُبتسِماً مَشروحَ الصدرِ ناحية منزِلي إِلاَّ أَنَّ ابتِسامَتِي تِلكَ اختَفَتْ بَعدَ قَليل، حِين عُدتُ إلى القَصرِ تفقَّدتُ زَهرَتِي لِأجِدَ ثلاثَة تويجاتٍ مُتساقِطة ، بدأتُ حينها أَتذكَّرُ كلماتٍ قالتها لِي والِدتِي وأَنا صغير: "أَتعلمُ يا دارك؟ هَذهِ الزَّهرةُ نَبتت فِي الحدِيقةِ حِينَ كُنتَ جَنيناً صَغيراً جَميلاً، أَنا أُحبُّ هَذهِ الزَّهرةَ لِلغاية وتُذكِّرُنِي بِطفلِيَ الجَميلِ كُلَّما نَظرتُ إِليها"، بدأتُ أَستوعِبُ الأَمرَ أَخيراً.. هَذهِ الزَّهرةُ.. هِيَ قَلبِيَ المَفقود..!
//
..
http://i.cubeupload.com/aCwfAV.png
وانتهينا -w-
آمل أنَّ الجزءَ قد نال إعجابكم وأثار حماسكم :""")
في الجزء القادم
أحداثٌ مرحة مضحكة وعفوية في احتفالات السنة الجديدة
وفي النهاية سنعودُ لأحداثٍ قويةٍ مشوقة
وسيظهرُ لنا شخصٌ جديد، سيقودُنا إلى أَحداثٍ حامية
لمعرفةِ ما سيحصل، تابعوا معي
الجزء التاسع تحت عنوان
..//|*|~سنةٌ جديدة.. سنةٌ تعيسة~|*|//..
إلى لقاءٍ آخر~
http://i.cubeupload.com/lNEBfM.png

تشيزوكو
10-11-2014, 12:03 PM
يا للجمال ♥___♥

فصل جمييل جدا ♥ أحببته كثيرا ♥ يستحق أن يكون فصلك المفضل ^^

الوصف والتعبيرات رائعة جدا..

والرسم خيالي.. ♥

مرة أخرى لم أحب العالمة XD

انكشفت بعض الأوراق.. متحمسة لمعرفة ما سيحصل في الرحلة الجديدة، وما حقيقة الزهرة السوداء وماضي دارك..

أبدعتِ عزيزتي لا تتأخري علينا بالتتمة ^^

Michelle Kris
11-11-2014, 11:47 AM
يا للجمال ♥___♥

فصل جمييل جدا ♥ أحببته كثيرا ♥ يستحق أن يكون فصلك المفضل ^^

الوصف والتعبيرات رائعة جدا..

والرسم خيالي.. ♥

مرة أخرى لم أحب العالمة XD

انكشفت بعض الأوراق.. متحمسة لمعرفة ما سيحصل في الرحلة الجديدة، وما حقيقة الزهرة السوداء وماضي دارك..

أبدعتِ عزيزتي لا تتأخري علينا بالتتمة ^^

الله يبارك فيكِ غاليتي :""")
حمداً لله أنّ الجُزء أعجبكِ ونال رضاكِ >///<
والعالمة لنْ تُحبّيها بتاتاً أعلمُ بذلك XDD
لكن ستسنحُ لكِ الفرصة لرؤيتها في الجزء العاشر بإذن الله -w-
وإنْ شاء الله لن أتأخر أكثر من اسبوعين، فدوامُ كليتي على وشك البدء ><"
للعلم.. لم يتبقَّ الكثير على نهاية الرواية :""(
ربما 3 أو 4 أجزاء فقط *^*..

Michelle Kris
5-3-2016, 06:10 PM
http://i.cubeupload.com/Dve1ud.png
كح كح كح @@""
فيه.. غبار كثير.. هنا ×___________×
كونبانوااااااااا مينااا ساااااااااان~!!
كيف حالكم؟! من زمان عنكم *^*
أولاً لازم أعتذر عن تأخري في آخر 3 فصول ><""
واجهتني ظروف دراسية وهكذا امور جعلتني ابتعد عن المنتدى كل هذه الفترة *^*
وكبداية لعودتي، أُقدم لكم دفعة من آخر فصولِها <3
+ تم تغيير اسم الرواية إلى Darkened Ards Rover لعلاقتها بالقصة أكثر ولتشابه الاسم مع لعبة XD
بلا مقدمات طويلة
تفضلوا وأتمنى لكم قراءة ممتعة~ <3

http://i.cubeupload.com/lxNGjh.png

حَملتُ التُّويجاتِ وإحتفظتُ بِها فِي زُجاجَةٍ فِضِّيَّةٍ داخِلَ غُرفَتِي، مَددتُ جَسدي عَلى سَريري ورفعتُ رأسي ناحيةَ السقفِ مُفكراً بما سنفعلُه.. آخرُ أيّامِ السنة، الليلة سأحتفلُ لأوّلِ مرةٍ مُنذُ عشراتِ السنين مع أشخاصٍ لا أدري ما كنتُ سأفعلُ لولاهُم.. ثُمَّ تَسائلتُ مَع نَفسي، لماذا لَم أَشعُر بِهكذا مَشاعر طوالَ هذهِ السِّنين..؟ ليسَ وكأنَّ تَفكيرِي تَغيّر، بَل بِشيءٍ غريبٍ ونقلةٍ سريعةٍ أَشعُر..
,,
على الرّغمِ من تساؤلاتِي فعلتُ ما لَمْ أفعلهُ سابِقاً، نَهضتُ وبَسمةٌ ترسمُ نفسَها على شِفاهِي.. إِنّها لَيلةٌ مُميّزةٌ سنقضيها سوِيّةً، لِمَ لا أَبحثُ عنْ شيءٍ أُهديهِ لِرفاقيَ الثلاث يَجمعُنا سويَّةُ أَينما كُنّا..؟ هَكذا بَدّلتُ ثِيابيَ السوداءَ مُرتدياً سُترةَ أبي البيضاء وَقُبّعتهُ السوداء ونظارتهُ الكبيرةَ كَي لا يتعرّفَ عليَّ بشَرٌ فيهلعوا..
,,
سِرتُ أَنحاءَ المدينةِ أبحثُ وأَبحثُ بَين أَسواقِها الكبيرةِ مُحاولاً إِيجادَ ضالّتي، لَم أَتجوّل هكذا مُنذُ أَمدٍ بعيدٍ إذْ كان المكانُ كأَنَّهُ انقلبَ على حينِ غَفلة.. بَقيتُ أتجوّلُ حتى الرابِعةِ عصراً إذْ كُنتُ يائِساً مِنْ إيجادِ ما يبحثُ عَنهُ قَلبي، حَتّى لَمحتُ صائِغي مُجوهراتٍ يَصوغُون الطَلباتِ على الفور خلالَ فترةٍ قَصيرة.. يبدُو بأَنَّ التكنولوجيا والناسَ قد وَصلوا إلى أَمرٍ بَديعٍ مع هَكذا أمر..
,,
تَقدمتُ ناحِيةَ أَحدِهِم ورأيتُ أُموراً جميلةً حقاً، سأَلتُهُ إِنْ كانَ بإِمكانِهِ صُنعُ مثيلاتٍ أربعَ من قلائِدَ فضِّيةٍ طِوال حِينَ تجتمعُ تُكوِّنُ زهرةً مِن ثمانِ تويجاتٍ قِرمزيّة ذات أربعِ وُريقاتٍ خُضرٍ زُمردية فأَومأَ بالإيجابِ قائِلاً أَنّها ستكونُ جاهِزةً بعدَ ساعَتَين.. شَكرتُهُ وَخرجتُ عائِداً مُنشرِحَ الصدرِ كأَنَّ قلبِي ولأوّلِ مرّةٍ كانَ يَنبِض..
,,
أَخذتُ هذهِ الساعاتِ القليلةَ بالنومِ والراحةِ استِعداداً لهذهِ الليلةِ الحافِلة، أَجل، لقد نِمتُ مُبتسِماً وَلمْ تُراوِدنِي كوابيسٌ مجدداً.. نهضتُ علىَ نغمةِ رسالةٍ مِنَ الصائغِ يقولُ فِيها أَنْ هَلُمَّ فِقدِ جهزتْ طلَبيّتُك.. لا أَدري ما جَرى لِقدَمَيَّ تِلكَ اللحظة، ولَكِنْ كُنتُ مُدرِكاً بِأنِّي فقدتُ إِحساسِي بالعالمِ إِذ كُنتُ أُجاري الرِّيحَ بِسرعَتي وَقتَها..
,,
كانتِ القلائِدُ كَما أَرادَها قَلبِي تماماً، دَفعتُ ثَمَنَها وأَثناءَ عَودتِي إلى القصرِ إذا بِرسالةٍ تَصِلُنِي مِن لانس يَدعُونِي فِيها للعَشاءِ فِي مَطعَمٍ عَلى السَّاحِل.. أَعجبَتنِي الفِكرةُ وذهَبتُ حَيثُ طَلبَ مِنِّي دُونَ تَردُّد.. حِينَ وَصلتُ إِلى هُناك ذُهِلتُ بشَكلِ ذاكَ المـَطعَمِ وحَجمِهِ وتَصمِيمِهِ الفاخِر، كانَ لانس واقِفاً يَنتظِرُنِي أَمامَ سيَّارتِهِ السَّوداء البرَّاقة الجَميلة.. تَقدَّم أَحدُنا تِجاهَ الآخَر ورُسِمَتْ إبتسامَةٌ لَطيفَةٌ على وجهَ لانس وإبتِسامةٌ طَفيفَةٌ عَلى وَجهي كَذلِك، دَخلنا إِلى المَطعَمِ سَويَّةً واتّجهنا ناحيةَ قاعةِ الأَشخاصِ المُهِمِّين..
,,
ذَهبنا إلى طاوِلةٍ مُطِلّةٍ على السّاحِلِ، أَخذنا مقاعِدنا وأَخذنا الوَقتُ ونَحنُ نتحدّثُ عَن هَذهِ اللّيلةِ وَما سَنفعلُ وكَيفَ سنَقضيها.. ضَحِكاتٌ وأَوقاتٌ تَمنَّيتُ لَو شعرتُ بِها سابِقاً، لِوَهلةٍ أَحسستُ بِأَنَّها أَيّامِيَ الأخيرةُ هُنا لِسببِ لا أَدري ما هُوَ.. وعلى الرغمِ من هذا الإحسَاس، إِستمتَعنا بِوقتِنا فِي الكَلامِ ثُمَّ طَلبنا مُثلَّجاتٍ وَخرجنا نَتناولُها وَنحنُ نتمشَّى قُربَ السّاحِل.. كان الجَوُّ جَميلاً جِدَّاً وبارِداً بَعضَ الشَّيءِ مِنْ جِهَتِي لِأنَّني أَكادُ لاأُحِسُّ بالبَردِ هَذهِ الأَيَّام.. تَحدَّثنا بِشأنِ الرِّحلَةِ وكَيفَ أَنَّنا عَلينا جَمعُ القِطَعِ الزُّمُرُّدِيَّة مَرَّةً أُخرى ذَلِكَ أَنَّها تَناثَرَتْ وَعادَتْ إِلى أَماكِنِها بَعدَ فَشَلِي فِي الرِّحلة..
,,
أَخذَ لانس طَرفَ الحديثِ أَولاً إِذ قال: "سيكونُ أَمراً مُمتِعاً، أَليسَ كذلِك؟ رِحلةٌ ومُغامرات، لَمْ أَقُم بشيءٍ يُماثِلُها مُنذ مُدّة.." فرددتُ قائِلاً بِسُخريةٍ أَنْ: "لكِنَّكَ ستكونُ المُتفرِّجَ وَحسب يا لانس!" فابتسمَ بِخُبثٍ قائلاً: "من الواضِحِ بأَنَّنِي طِفلٌ لِتقلَقَ عَليَّ هَكذا صَحيح؟!" فرددتُ أَن: "لا بَل أَنتَ رَضيعٌ صغيرٌ ضعيف!".. نَهَضَ لانس قائِلاً أَن مَنْ يَصِلُ إلى الميناءِ آخِراً هُوَ الطِّفلُ الرّضيع، فَانطَلقنا نَستبِقُ كالأَطفالِ تارِكينَ الدُّنيا وَرائنا فَكنتُ الأَولَ وبالتأَكيدِ لانس هو الطِفلُ الرضِيع..
,,
توقّفنا مُحاولَينِ التقاطَ أنفاسٍ قَليلةٍ مُزجَتْ بضحِكاتٍ ساخرةٍ، يبدو بِأَنَّ هذا الجُنونَ هو مِنْ تأثيرِ المُثلّجاتِ في طقسٍ باردٍ كهذا.. خلالَ هذهِ اللحظاتِ نطقَ لانس: " أَنتَ سَريعٌ يا دارك!." فرددتُ أَن: "ماذا تَوقَّعتَنِي سُلحفاةً بِخَمسَةِ أَرجُل؟!!" فانفجَر لانس ضاحِكاً ثُمَّ أَتبعَ ينظُرُ الى البحرِ قائلاً: "أَوتعلمُ يا دارك؟ أَحسبُكَ كالبحرِ في عُمقِه.. مخزناً لأَسرارِ الناسِ وعواطِفِهم، على الرغمِ من برودتِهِ حينَ تُلامِسُه إلاَّ أَنَّ دفئَ المشاعرِ الأَخَّذِ حينَ النظرِ إليهِ يكونُ العكسَ تماماً"
,,
"أحمق.." رددتُ ويَدِي على كَتِفِهِ ثُمّ أَتممتُ أَنْ: "رُبما هذا كان أَعمقَ وَصفٍ لي.. لكِنِّي لا أرى البحرَ مُكتمِلاً لولا الساحِلُ والسماءُ والطُيور.. أَعتقد.. بأنَّكَ السماء والساحِلُ ماليسّا، والطيورُ كايتي.. لكُلٍّ منكُم صِفةٌ أكملتْ تواجُدي.. لانس.." نَظرتُ صَوبَ عَينَيه قائلاً: "شُكراً لَكُم".. ارتسمتِ البسمةُ على وَجهَينا ثُمَّ ما شعرنا بالوقتِ إلاًّ وقد سطعتِ النُجومُ وبرزَ القمرُ فلاحظنا أَنها كانتِ التاسِعةَ والنّصف والطريقُ طويلٌ جداً مِنْ هُنا الى متنزهِ النجومِ اللامِعَة..
,,
أَثناءَ طَريقِنا في السيّارةِ تحدّثتُ ولانس عن امورٍ عِدَّةٍ ومِنها الطفلة كايتي وكَيفَ كانَ لِقاؤنا، فما لبثنا منَ الوقتِ طويلاً حتّى وصلنا الى حَيثُ مُرادُنا.. وأَثناءَ سَيرِنا في الطريقِ بعدَ تركِينِ السيّارةِ إذا بِنا نُكمِلُ حَديثَنا عن الآنسة ماليسّا كريستابيل، قَرصَ ذراعِي لانس قائِلاً: "مُنذً مَتى وأَنتَ تَعرِفُ هَذهِ العالِمة ها؟!" فاحمرَّتْ وجنتايَ وأَشحتُ نظري جانِباً فأَتبعَ ساخِراً: "انظُر كيفَ أنَّ وجهكَ أَصبحَ كالبندورة!!" نظرتُ صوبَ عَينيهِ قائِلاً: "لا تأخُذِ الأمرَ هكذا! كُلُّ ما في الأمرِ أَنّنا التقينا في مؤتمرٍ علميٍّ قبلَ الرحلةِ وبَعدها ثُمَّ حَدَّثتني أكثرَ بعد المؤتمرِ فعرفتُ بِأَنَّ والِدتها كانت صديقةَ والِدَتِي"
,,
صفّقَ لانس قائِلاً بِخُبثٍ: "وُهوو~ لقاءٌ لطيف" فَقرصتُ ذراعهُ لدرجةِ أَنَّهُ كادَ يصرُخُ أَلماً، ثُمَّ تسائلتُ مَعَ نَفسِي أَيُعقلُ أَنَّنِي مُعجبٌ بها لدرجةِ الاحمرار..؟ مُحال! سيتبيَّنُ كلُّ شيءٍ حينَ أراها الليلة.. أكملنا سَيرنا ولَعِبنا لعبةَ "قَنصِ الهَدايا" وكُنتُ بِالتَّأكيدِ أَفضَلَ مِنْ لانس ذَلِكَ أَنَّنِي إِعتدتُ عَلى حَملِ السِّلاحِ والتصويبِ فَترةً طَويلةً مِنْ حَياتِي..
,,
بَعدَ فَترة جَلسنا على إحدى المقاعِدِ وكَانتْ السَّاعَةُ تُشِيرُ إِلى الحادِيةَ عَشر والنصفْ، نِصفُ ساعَةٍ ويَبدَأُ العامُ الجَدِيدُ أَخيراً.. نَهضتُ مكانِي وأَمعنتُ النظرَ إِلى النُّجومِ فِي السَّمَاء.. وفِي لَحظَةٍ مِنْ تِلكَ اللَّحظات، سَمِعتُ صَوتاً يُنادِيني "سَيِّد دااااارك!!" أَشحتُ بِنظَرِي لِأَرى تِلكَ الطِّفلَةَ البَريئَةَ كايتي تَركُضُ ناحِيَتِي، رَكعتُ عَلى رُكبَتِي فاتِحاً لَها ذِراعَيَّ وإِبتِسامَةٌ هادِئَةٌ عَلى وَجهِي فَقفَزَتْ فِي أَحضانِي مُعانِقةً إِيَّايَ بِلَهفَةٍ وفَرحَة..
,,
بادَلتُها عِناقاً هادِئاً كَذلِك ثُمَّ بَعدَ قَلِيل، أَبعَدتُ ذِراعَيَّ عَنْ ظَهرِها وربّتتُ عَلى شَعرِها والإِبتِسامَةُ لَم تُفارِق شَفَتايَ مُطلَقاً.. قَبّلتُ جَبهتَها قائِلاً: "اشتقتُ لكِ يا أَميرتِي" فاحمرّت وجنَتاها مُقبِّلةً خَدِّي تضحكُ ضحكةً خفيفةً "وأنا اشتقتُ لكَ أكثر!"..
,,
حَملتُها ووَضَعتُها بِجانِبِي عَلى الكُرسِيِّ ولانس يُحدِّقُ فِيَّ طالِباً إِجابَةً سَريعَةً فأَجبتُهُ عَنِ استِفسارِهِ بِأنَّها الفتاةُ التي حدّثتُهُ عَنها في السيّارةِ فَقبّلَ يدَها الصَغيرةَ قائِلاً: "سُرِرتُ بمعرفتكِ كايتي، أُدعى لانس وأَنا صَديقُ دارك" فابتسمتِ الصّغيرةُ ابتسامةً مِلؤها الدِّفئُ والفرحَةُ مُعانِقةً إِيّاهُ أَن: "ليَ الشرفُ بمعرفةٍ أَصدقاءِ السيِّد دارك!" ضَحِكنا قليلاً فجاءَ والِداها ناحِيَتنا، سَلّما عَلينا ولِأَولِ مرةٍ هُناكَ أُناسٌ لا يرهبونَنِي ويثِقونَ بِي..
,,
تَرَكنا والِداهَا بَعد حينٍ فَتابَعنا أَحَاديثنا وَضَحِكاتِنا، نهضنَا مِنْ أَماكِننا وتمشَّينا بعدَ أَنْ تأَكّدتُ مِنْ ارتداءِ القُبَّعةِ والنظّارة.. فجأةً مِنَ العدمِ إذا بآنسةٍ تَقفُ أمامِي بنظرةٍ وابتسامةٍ ساحرةٍ يميلُ لَها القَمرُ ويحمرُّ خجلاً.. فستانُها المخمليُّ ذاك كانَ انعِكاساً غامِقاً لِعَينَيها والذي كانَ يستُرُ جَسدها الضَّئيلَ ذاك.. فجأةً شاحَ نَظري بَعيداً خوفَ أَنْ أُصبِحَ ضحِيّتها بعدَ أَنْ أَدركتُ أَخيراً أَنَّها كانت، ماليسّا..
,,
"مساءُ الخَيرِ جَميعاً" بصوتٍ عذبٍ خَجولٍ نَطقتْ شِفاهُها فكانَ ردُّنا أنا ولانس أَن "مساءُ النورِ ماليسا".. لَمحَتْ وتلألأتْ عَيناها حِين رَأَتْ كايتِي فسألَتها "ظريفة! ما اسمُكِ يا حُلوتي الصّغيرة؟" فأَجابَتْها بسرعةٍ وَحولَها هالةٌ من القلوبِ: "كايتي! أأنتِ حَبيبةُ السيدِ دارك؟!".. مرّتْ لحظاتٌ من السكونِ والاحمرارُ يكسو وَجهَينا فلا نَدري ماذا نَقولُ ردّاً على هَذهِ الصدمةِ المُفاجِئة..
,,
"كلا، نحنُ.. رِفاق!" قُلناها ونحنُ نُحاوِلُ كسرَ الجوِّ لِلعَودةِ الى لونِ بَشرتِنا الطبيعيِّ ولَم أُدرِكْ مقدارَ صَبري وكَيف امسكتُ نَفسي عَن تسديدِ لكمةٍ على وجهِ لانس الّذي كَانْ يُحدِّقُ بِنظرةٍ مِلؤُها الشَّرُّ والخُبث، يا لَكَ مِنْ ثَعلبٍ مَاكِر! ذَهبنا إلى المَطعمِ وَاحتَسَينا بعضَ القَهوةِ الساخِنةِ إلاّ أَنا وماليسّا حَيثُ طلبناها بارِدةً عَسى وَلعلَّ هذهِ الحرارةَ تنخفض..
,,
كايتي كانتْ تهمهم وترمِقُنا بِنظراتٍ غريبَةٍ فَسأَلتُها أَنْ: "ما الخطبُ؟" فأَجابَتْ: "ولكِنّكُما تصلُحانِ لِـ.."، "واه انظروا الى الوقت! يجب أَنْ نذهبَ حَيثُ التجمُّعُ للعدِّ التنازُلِيّ للسّنةِ الجَديدة!! هَيّا بِنا نَذهبُ لِنَأخُذَ مكاناً جَيِّداً!!!" قاطَعتها ماليسّا بِسُرعةٍ قَبلَ أَنْ تَقولَ مَا يتمنّاهُ لانس في هذهِ اللحظة.. أَخذتُهُم إِلى حَيثُ الشّجرةُ الكَبيرَة فنطَقتُ قائِلاً: "يا رِفاق.. هَلّا أَغمضتُم عُيونَكُم وأَغلقتُم جُفونَكُم قَليلاً؟" فَفعلوا وأَلبستُهُم واحِداً تِلوَ الآخر تِلكَ القلائِدَ الجَديدَة..
,,
كُنتُ أَرى دُموعاً تترقرقُ لَكِنّها لَمْ تُسكَبْ فابتسَمتُ قائِلاً "قَدْ تكونُ ساعاتٍ قَليلةً الّتِي قَضيتُها مَعكُم، لكِنِّي أَشكُرُ لَكُم إِخلاصكُم وثِقَتَكُم بِي.. يا أَصدِقائي".. فوجِئتُ بعناقٍ جَماعِيٍّ فبادلتُهُم بالمِثلِ، كانتْ أُمنِيَتِي الوحيدة لِهذهِ السّنة هِيَ أَن أبقى فَترةً أَطولَ مَعهُم..
,,
تبقّتْ دقيقةٌ واحدةٌ نَطقَ فيها لانس قائِلاً: "هذهِ الدقيقة.. تمضِي وكَأَنَّها ستُّونَ ثانِية" انفجَرنا ضَحِكاً وكادَ العدُّ التنازُليُّ يبدأ، كُلُّ رقمٍ كانَ قَلبِي ينبِضُ مَعهُ بِقُوَّة.. المُستقبلُ أَمامِي لا أَعرِفُ ما يُخبِّئُ لِي، وَهذهِ الضّرباتُ ناحِيةَ صَدري لَمْ أَدرِ إِنْ كانتْ تُشيرُ للسَّعادةِ أَمِ القَلَق..
,,
"سَنةٌ مَجيدةُ سعيدة!!!" كانتْ صرخةً أَفاقَتنِي مِنْ حَبلِ أَفكاري ذاك، كانَتْ أولَ مرةٍ أرى فِيها شُهُب السماء، ولَمعانَ النُّجومِ وجَمالَ الأَلعابِ النّاريّة.. إنتَهى ذاك اليَومُ وَعُدنا إِلى مَنازِلِنا والبَسمةُ لم تُفارِق وُجوهَنا.. بَقيتُ مُستلقِياً على فِراشِي ونَظري صوبَ سَقفِ الغُرفة وعَقلِي يُفكِّرُ بِأصدِقائي الثلاث، لانس.. الَّذي عَلَّمَنِي مَعنى الأُخوَّة، المَعنى الّذي حَلمتُ بمعرفتِه، كايتي.. الطفلَة الَّتِي لَم أَعرِفْ أَروعَ مِنها فِي حَياتِي فقد أَعادَتِ البَهجَةَ إِلى وَجهِيَ الحَزِين، ماليسّا.. الآنِسةُ الَّتِي كُلَّما كانَتْ مَوجودةً مَعنا شَعرتُ بِوُجودِ أُمِّيَ الحَبيبَة وأَحسَستُ بِأنَّها لَمْ تُفارِقِ الحَياةَ بَعد، غَفوتُ إِلى نومٍ عَميقٍ بَعدَ تَفكِيرٍ مُطوَّلِ وعَميقٍ بالمستقبلِ وما يَنتظِرُنِي غَداً..
,,
أَفقتُ وصُداعُ رأسٍ غريبٍ يُطوِّقُ رَأسِي بِقُوَّةٍ فأَحسستُ بِهٍ كادَ يَنفَجِر، نَهظتُ مِن فِراشِي وَنظَرِي إِلى السَّاعةِ موجّهٌ لِأراها تُشيرُ إلى.. ما الأَمر؟! السَّابِعَة.. مَساءً !!! كَيفَ وما الَّذي جَرى لِي؟! نَظرتُ ناحِيةَ هاتِفِي فَرأيتُ 20 مُكالمةً فائِتةً مِنْ لانس.. ذَهبتُ وغَسلتُ وَجهِي علَّنِي كُنتُ أَتوهَّمُ ذلكِ ولَكنَّها حَقيقةٌ لا خَيال! إِتَّصلتُ بِهِ وأَخبرتُهُ بِما حَصلَ وكيفَ أَنَّنِي بَقيتُ نائِماً لِهذهِ السَّاعةِ فأَجابَنِي بالأَسوأ..
,,
"دارك! ماليسّا قدِ اختُطِفَت والجَميعُ يَشُكُّ في كَونِكَ الخاطِف إِذْ أَنَّ شاهِدَ عيانٍ أَخبرهُمْ بأنَّها شُوهِدَتْ مَعكَ لَيلَةَ أَمس ولَمْ يُسمَع لَها صَوتٌ بَعدها! أَنا الآنَ أَمامَ مَنزِلِكَ فافتَحِ البَابَ بِسُرعة!!!".. رَميتُ هاتِفِي ورَكضتُ كالفَهدِ ناحِيةَ البوّابةِ فَدخَلَ لانسْ مُسرِعاً فشددتُ على كَتِفَيهِ بِقوّةٍ وصُراخٍ عالٍ: "متى حَصل كُلُّ هذا؟!" فأجابَ أَن: "عَصرَ اليومِ، بعيداً عن هذا ما قِصَّةُ نَومِكَ الغريبة هذِه؟!"
,,
جَرَينا صَوبَ الغُرفةِ وأَمعنّا النَظَرَ فإِذا بِنا نَلحظُ قارورةَ مُنوِّمٍ على النافِذةِ رُبطَتْ على عُنُقِها رِسالةٌ فَتحتُها والغضبُ يَغلِي فِي داخِلي والغَيظُ أَكَل عَقلِي فَكانَتْ تَقول: "دارك، أَيُّها القاتِلُ الأَسود.. حَبيبتُكَ بِرِفقَتِي حالياً، شِبهُ صاحِيةٍ لكِنّها سالِمَةٌ مُعافاة.. إِنِ بَغيتَ لُقياها، هَلُمَّ إليّ وواجِهنِي بِمُفردِكَ حِينَ تَصحُو مِنْ غَفوتِكَ الهادِئَة.. أراكَ فِي الحَيِّ القديمِ عَلى أَطرافِ المـَدينَةِ السَّوداء، أَنا فِي إنتظارِك، عَدوُّكَ اللَّدود..
فارياس جاك مايرفاير.."
"ماذا..؟" كانتِ الكلمةَ الوحيدةَ الّتي نَطَقَ بِها فَمِي...


http://i.cubeupload.com/L6e2Z3.png

Michelle Kris
5-3-2016, 06:23 PM
http://i.cubeupload.com/jVdOT0.png


جَرَينا صَوبَ الغُرفةِ وأَمعنّا النَظَرَ فإِذا بِنا نَلحظُ قارورةَ مُنوِّمٍ على النافِذةِ رُبطَتْ على عُنُقِها رِسالةٌ فَتحتُها والغضبُ يَغلِي فِي داخِلي والغَيظُ أَكَل عَقلِي فَكانَتْ تَقول: "دارك، أَيُّها القاتِلُ الأَسود.. حَبيبتُكَ بِرِفقَتِي حالياً، شِبهُ صاحِيةٍ لكِنّها سالِمَةٌ مُعافاة.. إِنِ بَغيتَ لُقياها، هَلُمَّ إليّ وواجِهنِي بِمُفردِكَ حِينَ تَصحُو مِنْ غَفوتِكَ الهادِئَة.. أراكَ فِي الحَيِّ القديمِ عَلى أَطرافِ المـَدينَةِ السَّوداء، أَنا فِي إنتظارِك، عَدوُّكَ اللَّدود..
ع¤ارياس جاك مايرفاير.."
//
..
"ماذا..؟" كانتِ الكلمةَ الوحيدةَ الّتي نَطَقَ بِها فَمِي... مايرفاير في خِتامِ اسمِه، ما الّذي يجري.. ماذا يُريدُ مِنِّي ذاك العالِم، آهٍ لَو أعلمُ ما الذِي يَجرِي لَكنتُ انتهيتُ الآنَ مِن كُلِّ ما يُعيقُ ويشلُّ تفكِيري.. "لانس" نَطقتُ والخوفُ يرسُمُ ابتسامةً مُرتعِشةً على شِفاهي "سأذهبُ لإنقاذِها، أَعلمُ أنِّي سأُورِّطُكَ مَعِي فِي هذا لكِن.. رافِقني أَرجوك"..
//
..
شدَّ لانس على يَدي قائِلاً: "أَنا مَعكَ أَينما ذهبتْ".. التقطتُ حِزامِيَ الخاص حَيثُ رَصاصاتِيَ المُستديرةُ متمركزةٌ وسِلاحِي مَعه.. نبضاتُ قلبِيَ المُتسارِعةُ شَعرتُ بِها في عُنُقي واقشَعرَّ جَسدي بَرداً.. خَرجنا وانطلقنا بأَقصى سُرعةٍ الى المنطقةِ المقصودة، وفِي الطَّريقِ عَنِ الخُطَّةِ الّتي جاءَ فيها أَن أَنطلِقَ إلى المبنى ولانس يحمي ظهرِي خارِجه حتّى أستعِيدَ ماليسّا وأُعيدها إلى حَيثُ لانس مَوجود، بَعدها أَعودُ وأَبحثُ عَن ع¤ارياس..
//
..
وَصلنا إلى مُرادِنا وقامَ لانس بِتركينِ سيَّارتِهِ فِي مكانٍ مُظلِمٍ فانطلقنا بِأقصى سُرعةٍ حسبَ الخُطّة، كانَ هُنالكَ العديدُ من المُتمردينَ وأَمثالِهم يتربّصونَ بِنا.. قُمتُ بإحاطةِ لانس بدرعٍ يحميهِ قبل أَن أَترُكهُ لأنطلِق نحو ماليسا.. كانوا كثيرين حَقاً والمكانُ ضخمٌ والمبنى مُحطّمٌ وهذا زادَ الطينَ بِلّة! حتى أَنَّنِي تعبتُ وأَنا أبحثُ في الغُرفِ الكثيرةِ التِي لم أَجِد فيها أَثراً صغيراً لـ ماليسا.. أَينَ أَنتِ.. أَين؟!
//
..
كانت مَجزرةً على يَديَّ هاتين، المكانُ امتلأ برائحةِ الدماءِ والجُثثُ تتهاوى على الأَرض واحدةً تتلوها الأُخرى.. في أَعماقِ الظلامِ قَبل أَن أيأَسَ مِنَ العثورِ عليها إذا بي أَلمحُ باباً مُحكم الاِغلاقِ مُهشَّماُ مُكسّرَ الأطرافِ.. ذهبتُ ناحيتهُ وفَتحتُ الأَقفالَ واحِداً تِلوَ الآخرِ وإذا بِها هُناك، رغم فَرحِي إلاَّ أَنَّ منظرها كانَ مُؤلِماً فِعلاً إذ تُقيّدُها حبالٌ عَريضةٌ بقوَّةٍ حتى أَنَّ مناطقَ الحبالِ على بشرتِها ازرورقت وجسدُها تملؤهُ الخدوش وجُروحٌ واضحةٌ أَنّها آثارُ سكاكِين وخَناجِر..
//
..
رَكضتُ ناحِيتَها وفككتُ قَيدها وَجريتُ خارِجَ الغُرفةِ وأنا أَطلِقُ النَّارَ على مَن كان يتبَعُنا ودَخلتُ بِها إِلى إِحدى الغُرفِ الخالِيةِ الموجودَةِ هُناك.. جَثيتُ ووضعتُها أَرضاً وسَقطتُ مُستنِداً على الحائِطِ بِقربِها مُحاولاً أَخذ أَنفاسٍ بِصُعوبة.. بدأَتْ ماليسا بدورِها تأخُذُ بَعضَ الأَنفاس وهِيَ مُغمَىً عَليها.. حَمداً للهِ أَنَّها بِخَير..
//
..
بَقيتُ أَنتظِرُ وأَترقَّبُ لَحظةَ استيقاظِها كَمُزارعٍ ينتظرُ هُطولَ الأَمطارِ كَيْ يرتاحَ مِنْ عَناءِ سَقيِ مَزروعاتِه.. مرّرتُ يَديَّ على جِراحِها وخُدوشِها مُحاوِلاً شِفائها وَلو قَليلاً.. بَعد ثوانٍ، فتحَتْ عَينيهَا بِبُطئٍ شديدٍ فَقلتُ بسُرعةٍ: "ماليسا أَأنتِ على ما يُرام؟!" فإِذا بِدُموعِها تنهمِرُ كالسَّيلِ على وَجنتَيها، بعدَ لحظاتٍ أَدركتُ أَخيراً أَنّها قد قفَزتْ مُعانِقةً إيّايَ وجسدُها يرتجِفُ بقوَّةٍ إِذِ استَندَ رأَسُها على صَدرِي.. فِي تِلكَ اللحظةِ شعَرتُ بدفئِ جَسدِها الضّئيلِ ذاك فبدأتُ أُربِّتُ على رأسِها مُحاوِلاً تَهدِأتها وهَمَستُ أَنْ "لا عليكِ.. أَنا هُنا ولانس فِي الخارِج ينتظِرُنا"..
//
..
"ماليسّا.. سنخرُجُ بعدَ قليلٍ ولاتخافِي مَهما سَمعتِ مِنْ صوتِ كُراتِ الرَّصاص، ستركُضينَ ناحيةَ لانس وإِيّاكِ والتفكيرَ بالنظرِ إلى الوراء.. مفهوم؟" شدَّت ماليسّا على ذِراعَيَّ قائلةً والرجفةُ والخوفُ لَمْ يُفارِقاها البتّة: "وَ.. أنت..؟ ماذا عنك؟!" فأَجبتُها أَن: "عليَّ القِيامُ بشَيءٍ هامٍ هُنا"، إستمرَّ الجِدالُ حتَّى قالَتْ: "أَرجوكَ لا تَذهبْ! إِنَّهُ قاسٍ وبِلا قَلب.. مُخيفٌ ولا رحمةَ عِنده!" فَرددتُ بِهدوءٍ والابتسامةُ على وجهِي: "سأَعود، أنا أَعدُكِ.. ولكِن، عدينِي بأنَّكِ لَنْ تَعودِي للوراءِ حِينَ أَترككِ مَعَ لانس".. هُنا أَنزلَتْ يَدها وعمَّ الصمتُ الأَرجاءَ فَنطقتُ أَن: "ثِقي بِي" فَردّتْ بهُدوءٍ: "أَثِقُ بِك، ولكِن لاتتأخَّر أَرجُوك فقلبِي لن يَحتمِلَ الانتِظارَ والخَطرُ مُحاطٌ بِك"، فكانَ ردِّي أَن: "لاتقلقِي سأَعودُ بكُلِّ تأكيدٍ فلا تَنسَي أَنَّنِي القاتِلُ الأَسوَد، والآن استعِدِّي.." شَددتُ على يَدِها وتابعتُ أَن: "سَننطَلِق.. عِندَ ثلاثَة إِبدأي الرَّكض.. 1،2،3!!"
//
..
خَرجْنا مِنَ الغُرفَةِ ورَكَضنا بِأَقصى سُرعَةٍ فالمَكانُ كَبيرٌ جِدَّاً وَنحنُ فِي الطَّابقِ ماقَبلَ الأَخِير "الطابق التاسِع".. كَانَتْ تَسمَعُ صَوتَ رَصاصَاتِ سِلاحِي عَلى الأَعداءِ وكَذلِكَ َرصاصاتِهِم وهِيَ تُحاوِلُ تَجاهُلها وَعدمَ الصُّراخِ بِسببِها بأَقصى قوَّة، وَصلنا حَيثُ الطَّابَقِ الثَّالِثِ بالمِصعَدِ بِصُعُوبَةٍ حَيثُ تَوقَّفَ المِصعَدُ فَجأَةً والوَاضِحُ بِأَنَّ الأَعداءَ عَطَّلُوه، حَملتُها بَين ذِراعَيَّ وَقفزتُ مِنَ المِصعَدِ الَّذي فَتحتُهُ مِنْ إِحدى الجِهات.. أَسرَعنا إِلى غرفَةٍ لِنرتاحَ قَليلاً مِنْ هَذا الرَّكضِ الطَّويل وقُمتُ بِإغلاقِ البابِ كَي لا يَدخُلَ أَحد، جَثَتْ ماليسَّا عَلى رُكبتَيها وبدأَتْ تنهَتُ مُرهقةً مُحاوِلَةً أَخذَ بِضعِ أَنفاسٍ وأَنا كُنتُ مُنهَكاً بِدَورِي فاسترَحنا قَليلاً ونحنُ مُستنِدانِ على الحائِط، بَقينا صامِتَينِ بِلا كَلامٍ ولا هَمسٍ حَتَّى اتَّصَلَ بي لانس..
//
..
"دارك! أَتسمعُنِي؟ أَينَ أَنت؟!" قالَها لانس بِقلقٍ واضطِرابٍ شَديدَينِ فأَجبتُ: "أَنا في الطابقِ الثالثِ وماليسّا هُنا مَعِي".. استبشرَ لانس والبَهجةُ تعلو فوقَ صوتِهِ: "حمداً لله.. حمداً لله.. أَنا الآنَ في بدايةِ الطابقِ الثالِثِ وتخلَّصتُ مِنْ كُلِّ المُتواجِدينَ هُنا".. "مُمتاز، نحنُ قادِمانِ إلَيك" قلتُ فأغلَقنا الخطَّ ثُمَّ انطلَقنا ناحيةَ لانس، سلّمتُهُ ماليسّا وانطلقتُ صَوبَ الطَّابقِ الأَخيرِ حَيثُ سأَعرِفُ مَن هذا الـï**ارياس..
//
..
دَخلتُ إِلى الغُرفَةِ بَعدَ أَنْ أَزلتُ السِّحرَ الَّذي كانَ يغطِّيها كالرِّداء، كانتِ الغُرفَةُ قاتِمَةً سَوداء والسَّقفُ عِبارةً عَنِ السَّماء يتسللُ ضوءُ القمرِ خلالَ زُجاجِها.. مَشيتُ حينَ رأَيتُ شَخصاً يَقِفُ فِي نِهايةِ الغُرفَةِ استدارَ نَاحِيَتِي حِينَ سَمِعَ وَقعَ خطواتِ قَدمَيَّ فرَأيتُ وَجهه، كانَ شابَّاً رُبَّما أكبر مِنِّي بِسنتَينِ أَو ثلاث ذا شَعرٍ أَشقرَ مائلٍ للبياض و وَجهٍ حادِّ الملامِحِ مِثلِي تَقرِيباً.. جٍسُمهُ مَفتولُ العَضلات، وكانَ أَطولَ مِنِّي ببضعِ إنشات.. نَظرنا إِلى بَعضِنا وكُنت حادَّ الملامِحِ كَسابِقِ عَهدي وهُوَ ينظُرُ لِي مُبتسِماً كاشِفاً عَنْ أَنيابِهِ الحادَّةِ تِلكَ بِخُبثٍ شَديد..
//
..
كُسِرَ حاجِزُ الصَّمتِ بَيننا حِينَ نَطقَ كَلِماتِهِ الأُولى قائِلاً :"دارك، القاتِلُ الأَسوَد.. أَخيراً إِلتقَينا"، نظرتُ ناحيتَهُ ولَمْ أُرخِ دفاعِي قَطُّ قائِلاً: "مَنْ أَنتْ" فارتسمتِ البَسمةُ عَلى شِفاهِهِ بخُبثٍ مُجيباً: "سأًعرِّفُكَ بِنفسِي، أَنا ï*¬ارياس جاك مايرفاير"، نَظرتُ فِي عَينَيهِ باستخفافٍ وَقُلتُ مُستهزِئاً: "تَشرَّفتُ بِغابئِك، ماذا أَردتَ مِنِّي أَيُّها الـ ï*¬ارياس؟!"،. ضَحِكَ كالمَجنُونِ وكأَنَّنِي أَلقيتُ عَليهِ نُكتةً أَو ماشاَبَه، قالَ لِي بصَوتٍ يكادُ يَكونُ ناعِساً مُستخِفّاً ثُمَّ اشتدّتْ ملامِحُهُ: "لَيسَ ما أُريدُهُ هُوَ المُهِمُّ، بَل ماتُريدُهُ أَنت.."
//
..
نَظرتُ ناحِيَتهُ بإستِغرابٍ ولاتزالُ نَظراتِيَ الحادَّةُ تِلكَ مَحفورةً عَلى وَجهِي فأَكملَ ذاكَ المَعتوهُ كَلامَهُ قائِلاً: "تُريدُ هَذِه أَليسَ كذلِك؟" فِي لحظاتٍ أَخرجَ مِن جَيبِهِ كُرةً غَريبَةً سَوداءَ مُشِعَّة مِثلَ كُرةِ طاقَةٍ أَو ماشابَهَ ذلِك وَفِي داخِلِها صُورٌ تسبحُ كأَنَّها... ذِكرَياتِي؟!
//
..
صدمةٌ قاسيةٌ حقاً.. ذِكرياتي؟! مِنْ أَين لهُ بِها!! كنتُ أَنظُرُ إِلى الكُرةِ تِلكَ باستغرابٍ شديدٍ وكِدتُ أَفقدُ أَعصابِي حِين نَطقَ كَلِماتِهِ بِخُبثٍ قائِلاً: "أَلا تُريدُ ذَاكِرتَكَ هَذِهِ يا دارك؟!"، أَجبتُهُ بِبُرودٍ يُحطِّمُ الجَليد ويَصهَرُ الحَديدَ قائِلاً :"مِنْ أَينَ لَكَ بِها أَيُّها المـَعتُوه..!!"، فَعادَ إِلى ضِحكَتهِ المَجنونةِ وقالَ بِكُلٍّ بُرودٍ وأَنيابُهُ تِلكَ ناصِعَةٌ مُنكشِفَةٌ مِن بَين فكَّيهِ :"مِنْ جَدِّي"..
//
..
صُعِقتُ مَصدُوماً فِي مكانِي مُجمَّداً بِلا حَراك، إِذاً فَهُوَ حَفيدُه، أَيُعقَلُ بأَنَّ الدكتور مايرفاير قَد مَات؟! لا، هَذا لا يُمكِنْ.. مُستحيل!! إِبتسَمَ بِسُخرِيَةٍ وعادَ لِيُكرِّرَ ضِحكتهُ تِلكَ مُجدداً: "ههه، هَل تَفاجأت؟! نعَمْ، أَنا حَفيدُه وأَتيتُ كَي أَقضِيَ عَليكَ لِأَمنعَكَ مِنَ الذَّهابِ إِليهِ وقَتلِهِ لِتأَخُذَ مِنهُ ذِكراكَ بِالقُوَّة!!"، مـ.. ما الَّذِي يَقولُهُ هَذا المـَعتُوهُ الآن؟! كَيفَ عَلِمَ بِأَنَّنِي سأَفعَلُ ذلِكَ حِينَ أَراه؟! في غُضونِ ثوانٍ تراقصَت عقارِبُ الساعةُ مُعلِنةً أَنْ قدْ حانَ وَقتُ أَلمِي.. ضَرباتُ قَلبِي تسارَعت وهذا الشُّعورُ بالأَلمِ فِي صَدرِي عادَ لِيَ الآن مُجدَّداً..! بدأَتُ أَسعلُ دَماً وسَقطتُ جاثِياً عَلى رُكبتَيَّ، كُلُّ هذا كانَ دَليلاً كافِياً عَلى مَوتِ وسُقوطِ تُويَجةٍ أُخرى مِنْ تُويجاتِ حَياتِيَ المُنتهِيَة بِلا شَكٍّ.. آهاتٌ مُعذَّبةٌ وصرخاتٌ مكتومةٌ لَمْ أَستطِع إِخراجَها، كُنتُ أَنهتُ والعَرقُ يتصَبَّبُ مِنِّي وأَنا أَتلوّى إلى درجةٍ كَبيرةٍ تَقشعِرُّ لَها الأَجسادُ وتَصرُخُ لَها العُيونُ والقُلوب، وï*¬ـارياس ذاكَ يَنظُرُ لِي مُستغرِباً مُحاوِلاً فَهمَ مايحصُلُ الآنَ أَمامَه..
//
..
تَوقَّفَ النَّزيفُ أَخِيراً وحاولتُ النُّهوضَ بصعوبةٍ لكِن نجَحتُ فِي النِّهايَة، قالَ لِي ï*¬ـارياس وهُوَ فِي تلكَ النبرةِ المـُستغرِبة المـُستفِزَّة: "ما الأَمرُ يا دارك؟. أَهِيَ صَرخاتُ الوَفاةِ القَريبة؟!!"، فعادَ الأَبلهُ لِيضحَكَ مُجدَّداً ونَظراتُ عَينيَّ حادَّةٌ كما لَمْ يَسبِقْ لِعَينٍ فِي الدُّنيا أَن كانَتْ مِنْ قَبلُ هكذا.. أَخرجتُ سَيفِيَ الأَسودَ ومَددتُهُ ناحيةَ ï*¬ـارياس حَيثُ قُلتُ بِإستِهزاءٍ وسُخريةٍ لَه: "إِنْ كانَتْ هَذهِ صَرخاتُ مَوتٍ حَقَّاً، فَلَنْ أَموتَ قَبلَ أَنْ أُغلِقَ فَمكَ لِلأَبد.. إِستعِدَّ لِلمَوت!!"، قهقهَ قليلاً فأَخرجَ سَيفَهُ مِنْ غمدِهِ وقالَ وَهوَ يَنظُرُ لِي بِإستفْزازٍ عَمِيق: "لِنرَ مَنِ الأَقوى بَيننا أَيُّها القاتِلُ الأَسود، سَأحرِصُ أَنْ تَموتَ قَبلَ أَنْ تَستعِيدَ ذِكرياتِك!!"..
//
..
بدأنا القِتالَ بِهجماتٍ سَريعَةٍ جَارينا فِيها سُرعةَ الصَّوتِ تَقريباً والرياحَ العاصِفةَ قُوَّةً فَبدا المَكانُ مُهشّماً مُكسراً أَكثرَ مِنْ قَبل كُلَّما إِلتصَق سَيفُ أَحدِنا بالآخَر.. كانَ فِي كُلِّ هَجمةٍ يَشُنُّها عَليَّ أُحاوِلُ رَدعَها فيَقومُ بِتفادِيها، وكُلَّما هَجمتُ عَليهِ أَنا تَفادَى هَجماتِي، أَيُحاوِلُ إِثارةَ غَيضي وغضبِي هكذا؟! صليلُ احتِكاكِ نَصلَي سَيفينا كانَ يَدوِي وَيعوِي وسَحقنا كُلَّ شيءٍ فِي تلكَ الغُرفةِ تَحتَ أَقدامِنا.. توقَّفنا عَنِ الضَّرباتِ إذْ أَنَّ سَيفينا التَصقا بِبعضِهِما مُجدداً ونَظراتُ أَحدِنا أَشدُّ مِنْ نَظراتِ الآخَر وبدأتْ شراراتٌ تَخرُجُ جرّاءَ قُوَّةِ ضَرباتِ صوارِمِنا إِذْ يُحاوِلانِ كَسرَ بَعضِهِما..
//
..
ونَحنُ لانزالُ فِي تِلكَ الوَضعِيَّة ابتسمَ بِخباثَةٍ واختَفى مِنْ أَمامِي، بَعدَ قَليلٍ ظَهرَ لِي مِنْ خَلفِي ولِحُسنِ حَظِّي فَقَد تَفادَيتُ هَجمَتهُ أَخيراً.. وَقفتُ وأنا أَقولُ لَهُ بَعد فَهمِي لِما يَجرِي: "تَقرأُ أَفكاري، وتتَفادَى هَجماتِي وأَنتَ تَعلمُ بِها، يالَهُ مِنْ غِشٍّ وَ زُور!!"، تبسَّمَ ضاحِكاً ضِحكَتَهُ المَجنونَة تِلك وقالَ بِحَماس: " أَنتَ ذكِيٌّ أَيُّها القاتِلُ الأَسود! وَلكِنَّها غَريزةٌ فِيَّ مُنذُ صِغري ولا أَستطيعُ إِيقافَها!!! عَليكَ أَنْ تُحاوِلَ الإِنتِصارَ عليَّ ومَعَ ذَلك فَلَنْ تَستطِيع!"
//
..
إِبتسمتُ بِخباثَةٍ فنَظرَ لِي بِإِستغرابٍ شَديدٍ وَقُلتُ وها هِيَ صَرخاتُ ضحِكاتِي بدأَ صداها يَتردَّدُ أَنحاءَ الغُرفة و هالَةٌ حَمراءُ مُشِعَّةٌ تُحيطُ بِجسدِي: "لَديكَ غَريزَةٌ الغِشِّ تَجري فِي عُروقِكَ وتترَشَّحُ عَبر شُعيراتِكَ الدَّمويَةِ، وأَنا أَملِكُ ما لَنْ تَستطِيعَ قِواكَ تلك لَمسَها مُطلَقاً وَستموتُ تَحتَ قَدمَّيَّ وسَأجعَلُكَ تَلفِظُ أَنفاسَكَ الأَخيرة بِجسدٍ مُهشّم.. سأقطعُ لِسانكَ السّليط وأُمزِّقُ أَحشائك، سأَغرِسُ حِذائِي فِي عَينَيكَ وأَرتشِفُ جُرُعاتٍ مِنْ دِمائِك، وَدِّعِ الحَياة!!"،. أَشعَّتِ الهالَةُ الحَمراءُ حَولِي فَهِيَ نابِعةٌ مِنْ طاقةٌ مَحبوسَةٌ داخِلَ زُمرُّدَتِي الزَّرقاء الَّتِي أَرتدِيها، تمكَّنتُ مِنَ السَّيطَرةِ عَليها وَأنا فِي السَّابِعةِ مِن عُمري والآن سَأُخرِجُها لِأقضِيَ على ï*¬ـارياس فأُحطِّم وجهَهُ تحطِيماً وأُكسِّر عِضامَهُ تَكسِيراً وأُمزِّق قَلبَهُ إِلى ماهُوَ أَصغرُ مِنَ الذَّراتِ..
//
..
إِنفجرَتِ الطَّاقةُ حِينَ صَرختُ بِصوتٍ مُدوٍّ اهتزَّتْ لَهُ عُيونُ ï*¬ـارياس ورَقصَتْ خَوفَاً ولَمْ يَستطِعْ مَعرِفةَ حَركاتِيَ القادمة، أَجل تحطَّمَتْ حاسَّتُهُ الغريزِيَّة تِلك والآنَ حان وَقتُ إِنهاءِ هَذا النِّزالِ الأَحمَق! هَجمتُ عَليهِ بِسُرعةِ الصَّوتِ وبَدأتُ أُمزِّقُهُ بِسيفي مِن جَميعِ مَناطِقِ جَسدِه، بدأَ ينزِفُ بِشدَّةٍ ولَمْ يَكُن يتوقَّعُ هَجماتِي هَذِه.. جِسمُهُ مليءٌ بالجُروحِ الخَطيرةِ، وأَنفاسُهُ العَفِنه بَدأَتْ تَزولْ.. وفِي النِّهايةِ قبلَ أَن أقتُلهُ وأُهشِّم قَلبَه قُلتُ لَهُ بإستخفافٍ شَديدٍ قاسٍ وسَيفِي مُوجَّهُ ناحِيةَ صَدرِه: "أَمِن كَلماتٍ قَبلَ المَوت، أَيّها القُمامة؟"، فَقالَ لِي بِأنفاسٍ مُتقطِّعةٍ مُنتهِيةٍ مُجيباً :"لَم يَنتهِ الأَمرُ بَعد.. حِينَ أَموت.. سَتعودُ الكُرةُ الخاصَّةُ بِكَ إِلى المجرَّةِ حَيثُ... جدِّي!"
//
..
أَحكمتُ قَبضَتِي وإِشتدَّ غَضبِي وإنعقدَ حاجِبايَ تَعصُّباً وقُمتُ بِطَعنِهِ قائِلاً: "لَم أَعُد أَتحمَّلُ ضِحكتكَ الغبيَّةَ هَذهِ وطَريقةَ كَلامِكَ المـَعتوهُة كَذلِك، مُتْ وتخلَّص مِنَ الحَياة!!" سَقطَ جُثَّةً مُهشَّمةً فتابعتُ أَن: "لاتقلَق بِشأَنِ ذِكرياتِي، سأُعيدُها مَهما كَلَّفَ الثَّمن"، وهَكذا ماتَ ذاكَ المعتوهُ أَخيراً وتخَلَّصتُ مِنهُ نِهائيَّاً ولكِنْ.. كانَ عليَّ أَنْ أُواجِهَ عَواقِبَ إِستخدامِ قُوَّةِ الزُّمرُّدةِ خاصَّتِي فَسقطتُ مُنهارَ القِوى عَلى تِلكَ الأَرضِ الصَّلِبَة..
//
..
إِستيقَظتُ عَلى صَوتِ شَخصينِ وأَنا بَينَ ذِراعَي أَحدِهِما إِذْ يُحاوِلانِ إِيقاضِي بالوسائِلِ المُختلِفَة ولكِنَّ الصُّورةَ فِي عَينيَّ لَمْ تتَّضِح إِلاَّ بَعدَ فَترةٍ قَليلَة فَصَوتِي ذَهبَ عَنْ حُنجُرتِي وفارَقها لِبِضعةِ ثوانٍ معدودة، حِينَ فتحتُ عَينيَّ رأيتُ وأَدركتُ بأنَّ مَنْ كُنتُ أَغفُو بَينَ ذِراعَيهِ الدَّافئتَينِ هُوَ لانس وَمنْ كانَتْ تَصرُخُ مُحاوِلَةً إِيقاضِي هِيَ ماليسا.. حِين رأَيانِي أَفتحُ عَينيَّ قالا والراحةُ سَكنتْ فؤادَيهِما سويَّاً: "الحمدُ للهِ"، أَجبتُهما وأَنا أُحاوِلُ الجُلوسَ بِإِعتدال: "شُكراً لِتجاهُلِ أَوامِري والصُّعودِ إِلى الطَّابقِ الأَخير"..
//
..
إِبتسمَ لانس وضَحكا ضحكَةً خَفيفةً قائِلَين: "آسِفان~".. بَدأتُ ألتقِطُ أَنفاساً مُحاوِلاً تهدِئَة نَفسِي في حِينِ كانَ لانس يَضعُ يَدهُ خَلفَ ظَهري ويُحاوِلُ إسنادِي إِذِ انعدمَ توازُنِي، بعدَ مُدَّةٍ قَصيرةٍ قالَتْ لِي ماليسا بِإمتنانٍ وهُدوء رافَقهُما فزعٌ طَفيف "شُكراً لكَ يا دارك لِإنقاذِي، أَنا مَدينةٌ لك"، أَجبتُها باستغرابٍ: "لا عليكِ ولكن.. لِمَ أَنتِ خائفة؟"
//
..
أَشاحَت ماليسّا نظرِها ثُمَّ قالت وهِيَ تنظُرُ إلى الأَرضِ قَلقةً وارتفَعَ حاجِباها خَوفاً: "الجُثَّةِ المُمزَّقَةُ أَشلاؤُها هُناك.. لَمْ أَتعرّف على صاحِبِها كونها مُمزَّقة ولكن، هِي لَه أَليسَ كذلك؟"، نَظرتُ إِليها وكانَتْ جُثَّة ï*¬ـارياس وبدأَتْ الدُّموعُ تتساقطُ مُنهمرَةً مِن عَينَيها ونَظراتُ الخوفِ والقلق منحوتةٌ على وَجهِها.. يَبدو أَنَّها أَوّلُ مرّةٍ تَرى فِيها أَعمالِي حينَ أَفقِدُ صَوابِي، أَشفقتُ على منظرِها فحاولتُ الحراكَ ولكنَّنِي تألَّمتُ بشدَّةٍ ولاحظتُ بأَنَّ ضِماداتٍ تُحيطُ صَدرِي وأَماكِن جُروحِي، فقالَتْ لِي ماليسّا بِقلَقٍ شديد: "لا تتحرَّك! جُروحكَ كانَتْ خَطيرةً وكِدتَ تَقضِي عَلى نَفسِك، أَرجوك.. لاتتحرَّك"، كانت خائِفةً على جُروحِي أَكثرَ مِنَ الجُثّة..
//
..
جَلستُ مُتَّكِئاً عَلى الحائِطِ ولَمْ أَقم بِشيءٍ سِوى التَّحدِيقِ فِي جُثَّةِ ï*¬ـارياس الَّتِي أَرعَبتِ المسكينة.. في الواقع كانتْ مُمزَّقةً بِشكلٍ مُروِّع، هَل قُمتُ بِهذا حَقَّاً؟ يَبدو بأنَّنِي فقدتُ التركيزَ حِينَ هاجَمتُهُ فِي النِّهايةِ..
//
..
قال لانس بِصوتٍ قَلقٍ يشوبُهُ الغضب: "ما الَّذي فَعلتَهُ هُنا يا دارك؟. أَأنتَ مَن قامَ بِهذا، أَعني.. مَنْ مزَّقَ الجُثَّةَ هَكذا.. أَكانَ أَنت؟"، أَجبتُهُ وأَنا أَنظُرُ ناحيةَ الأَرضِ وأَضعُ يدِاً عَلى رُكبتِي: "أَجل، أَنا" أَجابَنِي لانس بعد أَن صَفعَنِي عَلى وَجهِي بِغَضَب: "ماذا تَعنِي بِكلامكَ هذا؟! لاتَقُل لِي بِأَنَّكَ جَعلتَنا ننتَظِرُ في الأَسفلِ كَي لا نرى ماتَفعلُهُ بِضحاياك؟! دارك، أَفِق مِنْ غَفوتِك! مَنْ أَنتَ الآن؟! ما سببُ كُلِّ هذا، بالاحرى.. لِمَنْ هذهِ الجُثّةُ أَصلاً؟!"، ماهذا الشُّعورُ الغريب؟ صَفعةُ لانس تِلكَ آلمتنِي حَقَّاً.. ما الذي يَجري مَعِي؟!
//
..
أَخفضتُ رَأسِي ولَم أرفَع نَظرِي ناحيةَ لانس أو أَجبتُهُ على ماقالَهُ لِي الآن حتّى فأمسَكَ ذقنِي وَرفعهُ نَحوَهُ كَي أُواجِهَه، فحِين كادَ يصَفعُني مُجدَّداً رآى دُموعاً مملوءَةً بالدِّماءِ تَجريِ عَلى وَجهِي وحاجِبايَ معقودانِ بغضبٍ وأَلمٍ.. تَوقَّفَ مصدوماً مُنذهِلاً ولايَعرِفُ ما يَفعَلُ حتّى، أَنزلَ يدهُ وأَمسكَ بِكتِفيَّ قائِلاً وهُوَ يُحاوِلُ أَنْ يجعَلنِي أَنظُرُ فِي عَينيهِ ولكِنَّنِي لَم أَجرؤ عَلى ذَلِك: "ما الأَمرُ يادارك؟. ماذا يَجرِي.. أَخبِرني!. لِماذا لاتتكلَّمُ مَعي؟ لِمَنْ هذهِ الجُثّةُ وماذا دفعكَ لقتلِها بهذهِ البشاعة؟! قُل شَيئاً!"
//
..
أَجبتُهُ وأَنا أُحاوِلُ مَسحَ دُموعِي المُنهمِرَة كما لَو أَنَّني لَستُ الوَحشَ الَّذي قامَ بِتمزيقِ الجُثَّةِ المرميَّةِ هُناك قائِلاً: "لَيسَ هُناكَ أَيَّ شَيءٍ يُهمُّكَ يا لانس، هَذا الأَمرُ يَخُصًّنِي.. أَرجوك، دَعنِي قَليلاً وسأُحدِّثُكَ فِيما بَعدُ عَنِ الموضوع".. نَهضَ لانس وَذهبَ مُستنِداً على الحائِطِ الآخرِ يَنظُرُ إلى الأَرضِ ويداهُ مَعقودتانِ بِغضبٍ في حينِ بقيتْ ماليسّا بِجواري ولكِنَّنِي أَخبرتُها بأَنْ تَتركنِي قليلاً، فَذهبتْ قُربَ لانس خائِفةً عيناها يشوبُهُما القلق..
//
..
فِي تِلكَ اللحظةِ تذكَّرتُ ما جَرى قَبل أَنْ أَفقِدَ وَعيي فوَقفتُ عَلى قدمَيَّ وأَسندتُ رأسي إِلى الحائِطِ وبدأَتُ أَلكُمُهُ بِغضبٍ وشدَّةٍ وصَوتُ صُراخِي كانَ كالأَسدِ المَجروحِ قَلبُهُ أَما لانس وماليسّا ينظُرانِ إِليَّ باستغرابٍ وكأَنَّنِي قَد جُنِنتُ أَو أَصابَ دِماغِي شَيءٌ ولكِن لا.. لم يُصِبني شَيءٌ أَبداً، إِنَّما هُوَ غَضبِي وأَلمُ صفعةِ صَديقِي تسرَّبتا إِلى الحائِطِ مِنْ خِلالِ أَعصابِ يَدي.. هَرَعَ الإثنانِ لإيقافِي لكِنَّنِي فِي النِّهايةِ جَثيتُ على رُكبتيَّ ويَدايَ اللتانِ كانَتا تضرِبانِ الحائطَ سالَتْ مِنهما الدِّماءُ ورُسمَ أَثرُهما على الحائِطِ كالوشمِ الأَبدِيِّ ولانس وماليسا خلفي لا يعرِفانِ ما يفعلانِهِ لِتهدأَةِ أَعصابِي..
//
..
فِي غُضونِ ثوانٍ، تَخلخَلَ توازُنِي وَسقطتُ لِتلتقِطَنِي ذِراعا لانس حَملنِي لانس فعادَ بِي إِلى المنزلِ مَعَ ماليسا وكُنتُ أَنزِفُ وجُروحِي يَبدو وكأَنَّها انفتحَتْ مُجدَّداً ووجهِي يتعرَّقُ بشدَّةٍ وحرارتِي مُرتفِعةٌ كَثيراً.. كانَ رَفيقايَ فِي حيرةٍ إذْ لا يعرِفانِ مايجِبُ فِعلُه، ليسَ بإمكانِهِما استدعاءُ طبيبٍ فالجميعُ يَهابُ القاتِلَ الأَسودَ قَطعاً فَقاما بِتضميدِ جُروحِي.. على حالتِي هَذِهِ بَقيتُ وأنا فِي غيبوبتِي كُنتُ أُردِّدُ ثلاثَ كلِماتٍ كَانت: "لانس.. آسِف.. ذكرياتِي"..
//
..
فتحتُ عَينيَّ على دَوِيِّ الرّعدِ وتتابُعِ هُطولِ قَطراتِ المَطرِ لِأَرى كِيسَ ثلجٍ عَلى جَبهَتِي ولانس نائِمٌ على حافَّةِ سَريرِي يُمسِكُ بيَدِي وماليسّا تُحدِّقُ في النّافِذةِ بأَملٍ وَيداها مَشبوكتانِ كأَنَّها تدعو.. أَحسستُ بضعفٍ شَديدٍ إِذ كانَتْ حرارَتِي مُرتفِعةً فهمستُ بصوتٍ مَريضٍ: "ماليسّا"، إِستدارَتْ ناحِيتِي والدُّموع تترقرقُ فِي عَينَيها فَهرعتْ تركضُ ناحِيَتِي وأَمسَكَتْ يدِي وقالَتْ بصوتٍ بَشوش: "حَمداً لله.. حمداً لله"، إِبتَسمتُ فَشددتُ على يَدِها قائِلاً: "أَيقِضي لانس، يجِبُ أَنْ أُخبِركُما بِما جَرى"..
//
..
أَفاقَ لانسْ واستبشرَ وَجهُهُ فرِحاً فاعتذرتُ لَهُ مُسرِعاً أنِ: "اعذرنِي يا لانس على عَدمِ شَرحِي للموضوعِ مُباشرةً هُناك.. كُنتُ لا أَزالُ تَحتَ تأثيرِ الصّدمة"، "لا عَليك، أَتفهَّمُ مَوقِفك وعُذراً على إلحاحِي"، قال ردّاً عليَّ فأعقبتُ أَنْ: "كُنتُ أَحمقَ لأنِّي لَم أُخبركَ عَن السَّببِ الَّذي دَفعنِي لِتمزيقِ تلك الجُثَّةِ هَكذا.."، فقاطَعنِي لانْس بِأَنْ مَسَّدَ على شَعرِي بِهُدوءٍ قائِلاً والابتسامةُ مَرسومةٌ عَلى وَجهِهِ: "لا بأس، لا بأس.."، عمَّ الهُدوءُ قَليلاً فقالَ لانس بِخُبثٍ وعَيناهُ صَوبَ عَينَيَّ: " عُموماً فأَنا مَنْ ضمَّدَ جِراحَكَ تِلك، فكانتِ اعتذاري، وأَنتَ ماذا ستُقدِّمُ لِي كإِعتذار؟.. ها؟ ها؟!"، نَهضتُ مِنَ السَّريرِ وخَرِجتُ مِنَ الغُرفَةِ فَحينَ عُدتُ كانَ مَعِي كَأسُ ماءٍ فقال لانس: "لِماذا عانيتَ لِإحضارِه وأنتَ على هذهِ الحال؟. على كُلٍّ، شكراً فأنا أشعُرُ بالعطَـ.." فسكبتُ الماءَ فوقَ رأسِهِ قائلاً: "هَذا لَيس لِتشربَهُ بل لأَسكبهُ فوقَ رأسِك!"..
//
..
إِنفجرَتْ ماليسا ضَحِكاً وأَنا مَعها ولانس كَذلك! عُدتُ وجلستُ على سريري وتحدَّثنا بِشأنِ ماحدثَ وأَخبرتُهُما بالقصَّةِ كامِلَةً فاستوعَبا الأَمرَ بِسُرعةٍ حتّى قَبل أَنْ أُنهِيَ كلامِي.. ماليسا بدأَتْ تقلقُ أَكثر فسأَلتنِي قائلةً: "ولاتقولا لِي بأنَّكما ستذهبانِ إِلى الدكتور مايرفاير وحدَكُما؟!" فأومأنا أَنا ولانس لها بالإِيجاب.. إشتدَّ المَطرُ والرّعدُ يَدوِي وَيعوِي كَما الذِّئابُ إِذْ نَهضتْ ماليسّا قائِلةً بغضبٍ وَصوتٍ يَرتجفُ: "ومَاذا إِنْ حَصلَ لكُما مَكروه؟! ماذا سأَفعلُ وماذا سأَقولُ للصغيرةِ كايتي؟!"، أَجبتُ بعدَ صمتٍ دامَ ثوانٍ: "ماليسّا لا تقلقي، لانس سَيكونُ بِخيرٍ وسَيعودُ بكُلِّ تأَكيد.."، أَمسكتُ يَدَها قائِلاً بِحزمٍ وثَبات: "وفِي حالِ لَمْ أَعُد، أُريدُكِ أَنْ تَعِدينِي بأنَّكِ لَن تحزَنِي لِأَجلِي ولَنْ تَذرِفِي نِصفَ رُبعِ دَمعة!"، فردَّتْ ماليسّا: "ولكِن كَيف؟! أتَعرفُ كَمْ هَذا مُروِّع؟! لاتَعُدْ يا لانس دونَ دارك، أرجوكُما عُودا سَويَّاً!"
//
..
لَم أُخبِرها حتّى الآن عَنِ الزهرةِ وكَيفَ أَنَّها قَلبِي وَبدأتْ تتساقطُ تُويجاتُها بما يَعنِي أَنَّ أَجَلِي قَريب.. شَددتُ على يدَيها قائِلاً: "الموتُ مُقدَّرٌ حَتَّى لِشخصٍ مِثلِي ولايُمكِنُ لأَحدٍ التَّلاعُبُ بِذلِك، لِذا عَليكِ أَنْ تَستعِدِّي جَيِّداً وأَنْ تتحلَّي بالصَّبرِ والقُوَّة.. وتذكَّرِي، لانس سيكونُ معكِ دوماً فلا حاجَةَ للقلق.. إِنْ كُنتِ تُريدينَ سَعادتِي وأَنا مَيت، فلا تَبكِ عليّ.. إتّفقنا؟"، فِي تِلكَ اللحظةِ عمَّ الصّمتُ وأَعتقِدُ أَنَّها تَقبَّلتِ الموضوعَ أَخيراً..
//
..
بَعدَ لحظاتٍ ذَهَبَ لانس لِتحضير بَعضِ القهوةٍ لَنا وتَركنا أَنا وماليسّا، أعتقِدُ أَنَّها خُطةٌ لإِبقائِنا وحدنا.. ذاك الأَحمق، إحمرّتْ وجنتايَ قليلاً فنظَرتْ ماليسّا ناحِيتي قائلةً بِصوتٍ عميقٍ أَن: "دارك، هل لِي ببضعِ كلمات؟" أَومأتُ بالإيجابِ فردَّتْ بَعدَ نَفَسٍ عَميقٍ أَن: "قَضيتُ سنين عُمري كلّها فِي المكتبةِ وحضور النّدواتِ والمُؤتمرات وكتابةِ الأَبحاثِ حتّى التقَيتُ بِك، تغيّرتْ نَظرَتِي للعالمِ وانفتحتُ أَكثرَ عَلَيه.. كنتُ أَعتقِدُ بأَنَّي بارِدةَ المشاعِرِ حتّى تبيَّنَ لِي بأَنَّكَ أَبردُ مِنِّي، بَحثتُ أَكثرَ عنكَ حتَّى تقابلنا هُناك في المُؤتمرِ أَتذكُر؟ بَعدها تعرَّفتُ عَليكَ أَكثرَ حِينَ ذَهابنا لِزيارةِ قَبرَي والِدَيك، شعَرتُ بِأنَّ مشاعِري وكذلك خاصّتُكَ تغيَّرتْ حتَّى صارَتْ أَدفأ.. بدأتُ أَخرُجُ مِنْ عُزلَتِي، تعرَّفتُ على الكثيرينَ بِسببك.. ثُمَّ بدأتُ.. أُحبُّك"
//
..
قلبِي كَانَ يَنبِضُ كَما تَهطِلُ قطراتُ المَطرِ خارِجاً، إِقشعرَّ جَسدِي بالكامِلِ واحمرَّتْ وَجنتايَ إِثرَ كَلمةٍ واحِدة.. مَضتْ لحظاتُ صَمتٍ وبَدَتْ ماليسا كالزهرةِ الخجولةِ وقتها، تابعتْ بَعد أَخذِ نَفَسٍ عَميقٍ أَن: "حدَّثتُ لانس بِهذا الأَمرِ حِينَ عُدنا مِنَ المُنتزهِ فَأَخبرنِي بأَنَّ عليَّ مُصارحتكَ فِي هذا الموضوع.. لا أعلمُ إِنْ كُنتَ تَشعُرُ بالمِثلِ ولكِنْ، أَحببتُكَ حَقَّاً.. هذا كانَ سببَ رَفضي لِرحيلِكَ مُجدَّداً"، أُحبُّكِ.. لا أَعلمُ مَتى سأَقولُها لَكِ ولكنَّ مَشاعِري تجاهكِ بالمِثل، إكتَفيتُ بِمُعانَقةِ جَسدِها الضَّئيلِ قائِلاً: "ثِقِي بِأَنَّنِي حتّى وإِنْ فارقتُ الحياةَ فإِنَّ كلِماتكِ هذهِ لَنْ أَنساها أَبداً، أشكُركِ"..
//
..
هدأَتْ ماليسّا وكذلكَ أَنا وَكِلانا لا يعرِفُ ما يقوُلُ بعد كُلِّ هذا، عادَ لانس يُقدِّمُ لَنا القَهوةً ووجههُ منفوخٌ وخدّاهُ أَحمرانِ ويُقهقهُ بخفَّةٍ محاوِلاً بِفشلٍ كَتمَ الضحكةِ فقرصتُهُ مِنْ ذِراعهِ لِيهدأَ قليلاً.. تجاذبنا نحنُ الثلاثةُ أَطرافَ الحديثِ لإِقناعِ ماليسّا بِضرورةِ إتمامِ الرِّحلة، فوافَقت بعد عِنادٍ دامَ طَويلاً.. "مَتى سَتبدآنِ المـُهِمَّة كَي نتمكَّنَ مِنْ تَوديعكما توديعاً لائِقاً؟" قالت ماليسّا فأَجبناها والغباءُ مرسومٌ على وُجوهِنا أَن: "لانَعلم!"، ضَحِكنا فتبادلنا الآراءَ حَول وَقتِ الرِّحلَةِ وقرَّرنا أَنْ تكونَ بعدَ ثلاثَةِ أَيَّام.. إقترحَتْ ماليسّا أَن نقومَ نحنُ الأَربعَة بنزهةٍ قَبل يومٍ مِنَ الرِّحلةِ كوَداعيّةٍ لطِيفة..
//
..
عادتْ ماليسّا إلى بَيتِها حِينَ توقَّفتِ الأَمطارُ وهدأَتِ الأَجواءُ وَبقِيَ لانس بِجانِبي.. ليلةٌ خفيفةٌ مرَّتْ بِسلامٍ وَأَمانٍ لَمْ أَحظَ براحةٍ مِثلها طِيلةَ حَياتِي.. فِي الصباح، كانَتِ الثلوجُ تَتزحزحُ مِنَ الغُيومِ لِترسوا عَلى الأَرضِ خارِجاً، وعَلى الرغمِ مِنْ ذلك، كانتِ خُيوطٌ رَقيقةٌ مِنْ أَشعَّةِ الشمسِ تتسللُ مِنْ بَينِ تلكَ السُحُبِ البيضاءِ الناعِمة.. نَهضتُ إِذْ لَمْ أَرَ لانِس فِي الغُرفةِ إلاَّ رِسالةً بِخطِّ يدِهِ جاءَ بَين سُطورِها النَّحيلةِ أَنْ (عُدتُ بَعدَ أَنْ تأَكَّدتُ مِنْ سلامةِ جُرُوحِكَ مِنَ الخَطرِ بعدَ أَنْ كُنتَ على شَفا حُفرةٍ مِنَ الموت! هاها أَمزحُ مَعك، أَتمنى أَنَّكَ بِخيرٍ الآن.. كُنتُ أَودُّ البقاءَ أَكثر للإِطمئنانِ عليَكَ لَولا أَنَّ دوريةَ الشُرطةِ إِتصلتْ بِي فِي حالةٍ مُستعجَلة.. إِتَّصل بي إِنِ احتجتَ لِأيِّ شيء.. لانس)، ابتسمتُ فخَرجتُ إِلى الحَديقةِ الثَّلجِيَّةِ وهَممتُ بِسُرعةٍ إِلى زَهرَتِيَ السَّوداء..
//
..
حِينَ وَصلتُ إِليها أَبصرتُ خَمسَ بَتلاتٍ عَلى الأَرضِ ساقِطةً تَكادُ تكونُ مُهشَّمةً ذابِلَةً مَيِّتَة، إِلتقَطتُ البَتلاتِ وأَسَرتُها داخِلَ جَيبِ سُترَتِي السَّوداء ثُمَّ جَلستُ عَلى حافَّةِ النَّافُورةِ المُغطَّاةِ بالثلوجِ البَيضاء أَنظُرُ إِلى السَّماء.. بعد فترةٍ تأمّلتُ ساعَتِي فكانَتْ تُشِيرُ إِلى الثَّامِنةِ والنِّصفِ صَباحاً.. نهَضتُ وَ هَممتُ بالدُّخولِ إِلى المنزِلِ لأُعِدَّ لِنفسِي إِفطاراً خَفِيفاً لَولا مُواءُ تِلكَ القِطَّةِ البَيضاءِ وهِيَ تَدورُ حَولَ قَدَمَيَّ، جَثيتُ عَلى رُكبتِي وأَمسكتُ بالهِرَّةِ وبقيتُ أَنظُرُ ناحيةَ عَينَيها الصَّفراوَتَينِ الجَمِيلتَين..
//
..
كَانَتْ ساكِنةً هادِئةً إِذْ كنتُ أُمسِّدُ فَرائها الناصِعَ ذاك بِيَدَي.. ظَريفة.. حينَ أَمعَنتُ النَّظَرَ فِيها رأَيتُ طَوقاً زَهرِيَّاً يُطوِّقُ عُنُقِها، فقُلتُ لَها بِهُدوءٍ والشَّفقةُ بَينَ صدى صَوتِيَ البارِد المَريض: "هَل أَضعتِ مالكَتكِ يا صَغِيرتِي؟"، بَقيتِ الهِرَّةُ تَمُوءُ فأَحسستُ بِأَنَّها جائِعةٌ وتَقشعِرُّ بَرداً مِنَ الطَّقسِ فِي الخارِجِ فَقُمتُ بِإِدخالِها إِلى القَصر..
//
..
أَحظرتُ لَها طَبقاً فِي المطبخِ وضَعتُ فِيهِ حَلِيباً وبدأَتْ تتناوَلُهُ بِسُرعَةٍ وسَعادَة، إِبتسمتُ مِنْ مَظهَرِها السَّعِيدِ وغَفَتْ بَعدَها قُربِي فذهبتُ بِها إلى غُرفَةِ المَعيشَةِ جالِساً عَلى كُرسِيِّ والِدِي أَمامَ المِدفَأَةِ الكَبِيرة.. نَظرتُ إِلى طَوقِ الهِرَّةِ وشاهَدتُ عَلامَةَ الملكِيَّةِ عَليها، لَمْ أَنتبِه عَليها فِي البِدايَةِ وَلكِن حِينَ قَرأْتُ الملكِيَّة.. صُدِمت، ماليسا؟! أَهذِهِ هِرَّتُها حَقَّاً؟ لاعَجَبَ فِي كَونِها جَميلَةً هَكذا ومُزيَّنةً بِهذِهِ الطَّرِيقَةِ الأُنثويَّة، حِينَ إِستيقَظتِ الهِرَّةُ مِنْ نَومِها قُلتُ لَها وَأَنا أُمَسِّدُ عَلى ظَهرِها :"سَأُعِيدُكِ إِلى مالكَتِكِ ياهِرَّتِي الصَّغِيرة"..



http://i.cubeupload.com/07Ij8d.png

Michelle Kris
5-3-2016, 06:29 PM
http://i.cubeupload.com/mJ1Gun.png


قامتْ جُثتي من مكانِها وتسللتْ إلى غرفتي مرتديةً مِعطفاً وقبعة، أخذتُ الهِرَّةَ وإلى السيارةِ ذهبنا نقصدُ بَيتَ ماليسّا.. ترجّلتُ مِنَ السيارةِ وانتصبتُ لِآخُذَ نفساً عميقاً فَهذهِ هِيَ المرَّةُ الأُولى لِي هُنا.. طرقتُ بابَها وانتظرتُ بِضعَ لحظاتٍ لِأَرى وجهَها المُبتسِمَ ذاك "دارك؟ يا لها مِنْ مُفاجأة! صباحُ الخير" قالَتْ والفرحُ يقفِزُ حَولها، "صباح النُور، ماليسّا.. أَلا تفتقِدينَ أَحداُ ما؟" ردَدتُ فاستغربتْ معالمُ وَجهِها فإِذا بالهِرَّةِ تَموءُ قليلاً وهِيَ تُعانِقُ قدَمَيَّ مِنْ قُربِها الشديدِ مِنِّي، "لوسيا؟!" نَطقَتْ ماليسّا وانحَنَتْ لِتقفِزَ الهِرَّةُ بَينَ ذِراعَيها الدافِئَتينِ مُلاعِبةً مُداعِبةً إيّاها بِلُطف.. ذاكَ المنظَرُ البرِيءُ لا نُشاهِدُهُ كَثِيراً هَذهِ الأَيام، ارتسمَتْ بَسمةٌ طَفِيفَةٌ عَلى وَجنتَيَّ حِينَ قالتْ بِصوتٍ مِلؤُهُ الإِمتنانُ والشُّكر :"أَشكُرُكَ كَثيراً يادارك! ولَكِنْ كَيفَ عَثرتَ عَليها؟"، ردَدتُ وذِراعايَ يُعانِقانِ رَقبَتِي مِنَ الخلفِ قائِلاً: "لا داعِيَ لِذلِك.. حسناً هِيَ كانَتْ فِي مَنزِلي، يَبدو بِأَنَّنِي هِرُّ وأَنا لا أَعلمْ!" فانبجَسَتْ ضحِكات خَفِيفَةٌ مِنْ طَرفَينا، هَممتُ للرَحِيل لَولا أَنَّها أَصرَّتْ على ضِيافَتِي فانتَهى بِيَ المَطافُ للرقودِ بِسلامٍ فِي بَيتِ مَعشوقَتِي..
//
..
أَوصلَتنِي إِلى غُرفةِ الجُلوسِ طالِبةً مِنِّي أَن أُرِيحَ نَفسِي حِينَ استَأذَنتْ لِلعودَةِ بَعدَ قَلِيل.. مَنزِلُها كَانَ جَميلاً فِعلاً، واُنثوياً كَذلِك، مُرتّباً أَنيقاً بَرزَ فِيه اللونُ الأَبيضُ المُشِعّ.. عَادَتْ بَعدَ قَليلٍ مَع عَصيرِ فراوِلةٍ أَحمر وَكعكة، أَجهلُ كَيف عَرفَتْ أَنَّهُ مَذاقِيَ المُفضَّل! تَجاذبنا أَطرافَ الحديثِ بدأً بجُروحِي وصِحَّتِي وحَياتِها حتّى وَددتُ سُؤالَها قائِلاً :"لِوحدكِ تعيشين؟" فأَومأتْ بالإيجابِ قائِلةً :"انتَقلتُ للعَيشِ هُنا للدِّراسةِ والعملِ مُنذُ عدةِّ سنِين، أَشتاقُ إلى أَهلِي وأَذهبُ لِزيارَتِهِما بَينَ الحِينِ والآخَر"..
//
..
علاماتُ استفهامٍ أخذَتْ مَوقِعها عَلى وَجهِي لِتسأَلَها عَنْ والِدَتِي وَكيفَ كانتْ طُفولَتُها مَعها فأجابَتْ أَن :"كانَتْ كالزهرة، إِعتدتُ الجُلوسَ والحديثَ معها كُلّما زارتنَا، كانَتْ حَكيمةً وتعلَّمتُ مِنها أُموراً كَثيرة.. كانَتْ كالبلسمِ تُريحُ مَنْ حَولَها بِبضعِ كَلمات.. خَبرُ وَفاتِها كَانَ صدمَةً لا أَنساها" ترقرقتِ الدُّموعُ في عَينَيها كأَنَّها لآلِئُ بيِض، ثمُ أَكملَتْ قائِلةً: " حِين كانَتْ تُحدِّثُنِي عَنك تقولُ لِي بأنَّكَ أَجملُ طِفلٍ شاهدَتهُ فِي حَياتِها ورَغمَ عَدمِ وجودِ قَلبِك، فكانَتْ تَرى المشاعِرَ الفيَّاضَةَ مِنكَ حِينَ تَبتسِم، ذاتَ مرَّة تراسَلَتْ مع والدتي عَلى الإِيميل وأَنتَ نائِم وإِلتقطَتْ لَكَ صُورةً وأَرسلتها.. أَوتدري؟ تلكَ الصورةَ لاتزالُ مَعِي!"
//
..
فَمِي مَفتوحٌ والأحمرُ يَكسو وَجهِي، هَذا ما ارتسَمَ على مَلامِحي بعدَ آخِرِ جُملةٍ قالتها.. صارَ صَعباً عليَّ الكلامُ فَنطقتُ كَما لو كانَتِ الكلماتُ فِي مقطوراتِ قطارٍ قائلاً: "أَينَ تِلك الصورة؟" نَهظَتْ مِن مَرقدِها لتجلِبَ هاتِفها، قلَّبَتْ فِيهِ قَليلاً ثُمَ عَرضتها عَلي.. حَسناً، كنتُ أَبدو بريئاً ولطيفاً إلى أَقصى الحُدود، أَنْ أرى لِأولِّ مرةٍ شَكلِي في الثانيةِ مِنَ العُمرِ منذُ أَنْ فَقدتُ أَلبوم صُورِي وَقتها كانَ شيئاً أَحلمُ بِه..
//
..
تابَعنا حَديثنا عَنِ عَوائِلنا وطُفولتِنا تلتها أحادِيثٌ عَن أُمورِ الحياةِ والعمل حتّى حانَ وَقتُ الظَهيرة، لَمْ نشعُر بالوقتِ إطلاقاً! إِعتذرتُ مِنها قائِلاً أَنَّ عليَّ العودة فرأَيتُ ملامِحَ وَجهِها يرتسِمُ الخوفُ ويُزهِرُ القلقُ فوقَها، فِي حِضنِها قَفزتِ الهِرَّةُ وقَالتْ لِي وَعيناها على الأَر ضِ مُوجّهة: "عِدنِي بِأَنْ تَعودا سالِمَين، يَكفِينِي مِنَ الدُّنيا مَنْ فَقدت، لا أُريدُ أَنْ أَخسركُما" كَانَتْ كَلِماتُها كَأشواكِ تلمِسُها أَيادِي الأَطفال، لَمْ أَكُنْ أَعلمُ ما يتوجَّبُ عليَّ قولُهُ فِي تلكَ اللحظةِ القاسِية، وَضعتُ عُلبةً على المِنظدةِ وَهِيَ تَنظُرُ لِي باستغرابٍ فَقلتُ: "لِيَكُنْ هذا رمزَ العَهدِ بَينَنا، عِدينِي ألّا تَفتحِيهِا حَتَّى نُغادِر أَنا ولانس هَذهِ المدِينة"، أَومأتْ لِي بالإيجابِ فَودَّعتُها وانطلقتُ عائِداً إلى البَيتِ مَع ابتسامةٍ طفيفةٍ تَحمِلُها شَفتاي..
//
..
موعِدُ النُّزهةِ كانَ مُقرراً لليومِ التّالِي! أَفقتُ فَجراً لِأداءِ الرُّوتينِ اليَومِيِّ فَخرجتُ أُرخِي قَدمَيَّ وَجسَدِي فِي حديقةِ منزِلي، الطقسُ اليوم باردٌ ولكنَّ أَشِّعةَ الشَّمسِ وأَلسِنةَ دِفئِها بدأتْ تجعلُ مِنْ هذا الوقتِ فِي الصباحِ مكاناً آسِراً تحلُمُ بالبقاءِ فيهِ فترةً طويلة.. جَلستُ قُربَ زَهرتِي وَسطَ الصّرحِ الأَبيضِ الجليديِّ هُناكَ وكُنتُ قدِ ارتدَيتُ ثياباً أقلَّ عتمةً وقتامةً مِنَ السابق، كأَنَّ هذا القاتِلَ لَمْ يعُد موجوداً فِي داخلي بعدَ الآن، لكِنْ مَهما حاولَ الدَّهرُ تغييرِي فَلنْ أَتراجَعَ عَنْ هَدفي ولَنْ أسمحَ للألمِ أن يجتاحَ قلبِي مَرَّةً أُخرى.. رُغمَ هَذا، بدأتُ أشعرُ باقترابِ أَجلي وضرباتُ قَلبيَ المُتقطِّعة بدأَتْ تُخيفُنِي حَقاً كَأنَّها تَنوِي أَخذَ رُوحِي بَعيداً عَنْ جَسدِي..
//
..
كُنتُ حِين أَنظرُ إلى زَهرتِيَ السوداء أَشعُرُ بالأمانِ والارتياح لِسببٍ مجهولٍ ذي سِرٍّ غير معلوم، كَم مِن مرَّةٍ حاولتُ تفسِيرَ بقائِها حَيَّةً رُغمَ عدمِ حِمايتي لها أو حتَّى رَيِّها برُبعِ قطرةٍ مِنَ الماء، والآن صِرتُ أَعرِفُ سَببَ هذا.. زهرتِي يا زهرتِي، أنتِ هِيَ قَلبِيَ المفقُودُ مِنْ صَدرِي، أَنتِ مَنْ سَبَّبتِ لِي أَمرين، حُزنِي وفرحتِي، أَمَّا حُزنِي فهو بقائُكِ ذِكرى بَعدَ مَقتَلِ والدَيَّ على يدي، وأمَّا فَرحتِي، فَهِيَ بابتعادِي عَنكِ لِلِّقاء معَ أصدِقاءٍ روتْ أحلامِي قِصصَهُمْ على الرَّغمِ مِنُ كُلِّ الكوابِيسِ الغريبَةِ الَّتِي رأَيتُها فِي الآوِنةِ الأَخِيرةِ وَلَم أعَلَمْ شَيئاً مِنْ تَفسيرِها..
//
..
بدأتُ أَلوحُ بِناظِري إلى الأُفقِ الشاسِعِ والسماءِ المُلبَّدةِ بالقُطنِ الأَبيضِ علَّنِي أَجدُ الطَّيرَ الَّذي افتقدتُ رُؤيتهُ مُنذُ سنوات، كانَ هذا الطَّيرُ عُصفورِيَ الصَّغير، كان يُؤنِسُنِي ويُذهِبُ عَنِّي وَحدتِي.. كان لونُهُ أَبيضَ كالثَّلج تتخلَّلُهُ رِيَشٌ رَماديَّةُ اللونِ، عَيناهُ الحمراوتانِ بقيتا عالقتَينِ فِي ذِهنِي ولمْ يَكُنِ بِمقدورِي إِيقافُ تواجُدِهِ دقيقةً فِي ناظِري، إلى أنْ حان وَقتُ إِرسالِهِ وإطلاقِهِ في الحُرِّيةِ إلى السماءِ، كَي يرى أَصدقائهُ وعائلتهُ كما لم يراهُم مُنذُ قديمِ الزمنِ..
//
..
إلى هاتِفي نَظرتُ وأَمعنتُ حتّى قَرأتْ اسم لانس، يَبدو بأنِّي نَسيتُ ارتِداء عَدساتِي الطِّبيّةَ مُجدداً.. رَفعتُ الحاكِيةَ وتحدَّثنا قليلاً فبدى لِي بأَنِّي تأخرتُ عَنْ مُوعدِ النُّزهة، "كيفَ مرَّ الوقتُ سريعاً هكذا؟" تسائلتُ فِي نَفسِي فَعدوتُ ناحيةَ القصرِ أُهيِّئُ نَفسِي لاستقبالِ أَرقى الشتائمِ مِنْ لانس عَلى تأخُّرِي هَذا.. إلى المُتنزَّهِ وَصلتُ لأتلقَّى لكمةً كادت أَن تكسِرَ ذراعِي إلاَّ أَنّها عادتْ إلى لانس فكادَ يَبكي مِنْ شِدَّةِ الأَلم، بَقيتُ مُحدِّقاً فِيهم وكَيف كان شَكلُهُم يَبدو عَفوياً لطيفاً ارتسمتْ فِيهِ معالِمُ الضحكاتِ الصامِته والسعادةِ الحالِمة.. لَيتَنِي أَبقى مَعهُم إلى الأبد، إلى الأبد، إلى الأبد..
//
..
تجوَّلنا نحنُ الأربعة والأحاديثُ والضَّحِكاتُ الفَرِحَةُ تَغمُرُنا، أَحسستُ بِعُمقِ الوقتِ وطولِهِ مَعهُم كَما لَم أَشعُر بِهِ فِي حَياتِي كُلِّها، حَتّى الطريق ناحيةَ الشَّجرةِ الكَبيرةِ بدا كأنَّهُ مِيلٌ لا بِضعةَ أَمتار.. فِعلاً كانَ عَلينا أَنْ نَغتَنِمَ فُرصةً كَهذهِ مُسبقاً فاللّحظاتُ المُقدّسة فِي الحياةِ هِيَ حِينَ تَكونُ بِجانبِ أَرواحٍ تَهتمُّ بِكونِكَ بَشراً مِثلَهُم.. وَصلنا أَخيراً بَعدَ أَنْ أَهلكتنا الأحاديثُ فِجلَسنا هُناكَ نُحاوِلُ التِقاطَ بضعَ أَنفاسٍ قِصار، التَّرتيبُ الّذِي كُنا نجلِسُ عَليهِ وكأَنَّهُ خُطَّةٌ خَبيثةٌ مِنْ تَدبِيرِ لانس الحَقير حَيثُ أَجلِسُ قُربَ ماليسّا، حتّى مَتى يَنوِي هَذا الأَخرقُ إِبقائِي حبَّةَ بَندورةٍ مُكوَّرة، لا أدري..
//
..
قُمنا بِترتيبِ السُّفرةِ وكانَ المنظرُ يَفتحُ النّفس، تناوَلَتْ عَينايَ الطّعامَ دونَ استِئذانٍ وَقتَها، بدأتُ حقَّاً أَرى كَم أَّنَ النِّساءَ يَعرِفنَ فَتحَ شَهيَّةِ أَمثالِنا.. كَانتِ الوجبةُ لتكونَ روتينيَّةً لولا أَنْ لَعِبنا بَعضَ الأَلعابِ وَقتَها، فكانَتِ الصراحة والتحدِّي مِنْ نَصيبِ القائِمةِ العُليا، إِذ كانَ مِنْ بَعضِ ما جرى هُو أَنَّ الخاسِرَ والرافِض للتحدِّياتِ يأكُلُ الحشائِشَ وأَوراقَ الشَّجرِ غَصباً عَن أَنفِه، آهٍ مِنكَ يا لانس وَمِنْ أَفكارِكَ وأَسئِلتِكَ الشَّنيعة.. إِنتهى بِيَ المطافُ لِآكُلَ كَثيراً مِنْ أَوراقِ الشجر، والجيِّدُ أَنَّنِي لَم أتسمّم.. لَمْ نَشعُر بالوقتِ مُطلقاً وكانَتِ الشَّمسُ مُتّخِذةً مِنَ اللونِ البُرتُقالِيِّ مأخذاً فَقرَّرنا تَوثِيقَ بَعضِ الصُّور..
//
..
إنتهى، ذاك اليومُ السعيدُ انتهى بِدُموعٍ تهاطَلَتْ كغَيثٍ يُكسِّرُ الأَرضَ لَو ارتَطَمَ بِها.. "لا تَذهبا" كانَتْ الجُملةُ الّتِي قالَتها ماليسّا وكايتي، كانَ شَيئاً كاسِراً مُحطِّماً للقلبِ رُؤيتُهُما بِهذا الوضع المَأساوِي.. المُشكِلةُ لَيستْ فيهِما فَقط، إِنَّما بَكِينا أَنا ولانس قَليلاً أَيضاً.. ودَّعنا بَعضَنا البعضَ بِأَسىً كأَنَّنا لَنْ نرى ملامِحَ وُجوهِنا مرَّةً أُخرى، تمنَّيتُ وَقتَها لو بإِمكانِي قولُ شَيءٍ ولكِنِ انتَهى بِيَ المطافُ أَوَّلَ الراحِلين..
//
..
صباحُ يَومٍ أَسودَ كَئِيب، إِنطَلَقنا أَنا ولانسْ فَجراً صوبَ الهدفِ المَنشُودِ تَحتَ اسمِ ذِكرياتِي النّائِمَة.. واجهنا المَخاطِرَ الَّتي خُضتُها بمُفردِي سابِقاً بِأَقصى سُرعةٍ مُمكِنةٍ، حَصلنا على الزُّمُرُّداتِ مِن جديدٍ وواصلنا الرِّحلةَ بِشكلٍ طَبيعيِّ للغايَة.. ما أَحبَبتُهُ هو صُحبةٌ فِي سَفرِي، لأَوَّلِ مرَّةٍ أشعُرُ بِأَنِّي مُنبسِطُ الأساريرِ فِي رِحالِي إِذ كان لانس أُنساً لِي خلال هذهِ الأيامِ القليلة، حقاً شَعرتُ أَنَّهُ نِعْمَ الصدِيقْ..
//
..
وها نحنُ ذا أَخِيراً، على ضفافِ شاطئٍ تلفَّظتهُ الأمواجُ ببرودتِها، وانحنتْ بتلاتُ الأَزهارِ تجاهَها، وصَلنا أَنا وَلانس إلى مُرادِنا، "بوابةُ المدى البعيدِ" كما قالتِ الخرِيطةُ وَقتَها، "ها أَنا ذا قادِمٌ يا ذِكرياتِي لِأستعِيدَكِ وأستعِيدَ نِصفِيَ المَفقُودَ ذاك، حَقِيقَتِي ستتجلَّى فِي الأُفقِ وَلَنْ أَرى بَعدَها حُزناً ولا شقاء"، هكذاَ قُلتُ بِهَمسٍ خافتٍ فَسَمِعَني لانس وربَّتَ على كَتِفي قائلاً: "أَجل، لَم يبقَ إِلاَّ القليل"..
//
..
فُتِحَتِ البوابةُ بوَميضٍ ساطِعٍ أبيضَ لامِع، دَخلنا أنا ولانس إِلى المكانِ المطلوبِ حَيثُ بَدا لِي وكأَنَّهُ ثقبٌ أَسودُ قاتِم، أَخِيراً أَفِدَ الوقتُ كي أنعَمَ بالنصرِ فهاقد جاء الوعيد.. فَتَحنا أَعيُنَنا فإِذا بِنا نتوسَّمُ الفضاءَ يُحاصِرُنا وأَقدامُنا تَرسوا عَلى أَرضيَّةِ مَكانٍ بَدا لِي كمُستعمَرةٍ سودَاءَ لا بَل هِيَ كالمَنفى، تنبعِثُ مِنهُ أنوارٌ صَفراءُ قائِمَة.. "دارك هَلُمَّ إلَيّ" صَوتٌ بَدَا لِي مَألُوفاً، إِنَّهُ بِلا شكٍّ ذاكَ العالِمُ المجنُونُ الَّذي بقيَتْ ذكرياتِي حبيسةَ قُضبانِ سجنِهِ الأسود.. مايِرفاير..
//
..
حِسُّهُ فِي كُلِّ مَكانٍ نَذهَبُ ناحِيَتَهُ أَنا ولانس، هَرعنَا نُحاوِلُ اللّحاقَ بِمصدرِ الصَّوتِ حَتّى وصلنا إلى مُفترقِ طريقٍ مسدود، وقفنا دونَ حركةٍ واحدة إِذ كُنَّا ننهتُ بشدةٍ جرَّاءَ عَدوِنا الطويلِ ذاك، توقف صدى الصوت العميق، وبدأ صَدرِي يؤلمُني.. ألمٌ للحظاتٍ قصيرةٍ غامضة بدتْ كأنها عامٌ لا بَل أكثر.. "ها قَدْ حانَ وَقتُ لُقياكَ أَخيراً، يا دارك"، إِنَّهُ فِي الغُرفةِ الّتِي خَلفَ هذا الجِدار!
//
..
حطَّمنا الجِدارَ أَنا وَلانس فانتفضَتِ الأَرضُ مِنَ الغُبارِ أَثناءَ ذاك الحُطامِ حَتَّى انقَشَعَ كُلِّياً فَدَخَلنا وأَيادِينا وأَجسادُنا كُلُّها عَلى أُهبةِ الاستِعداد.. تَجلَّى لِعَينينا شخصُ حِينَ استدارَ ناحِيَتَنا أَبصرناهُ ضَخمُ الجُثَّةِ بِشعرٍ كَساهُ الثَّلجُ مِنْ شِدَّةِ البَياض وعَينَينِ كأَنَّ السَّماءَ ارتَسَمَتْ فِيهِما فِي وَجهِهِ شَيءٌ مِنَ الاسمِرار ونِصفُهُ لا بَل أَغلبُهُ مُغطَّىً بالمَعدِن، هَزِقَ بِجُنونٍ وَأَتبعَ قائِلاً "إذاً ها قَد جِئتَ أَخيراً، داركِ روبرت ميريوفا، الصَّغيرُ الَّذِي عاشَ فِي بَيتَينِ حَتَّى صارَ شبهَ مَيِّت" كَلِماتُهُ غامِضةٌ كالأُسودِ لا تعرِفُ مَتى تنقضُّ عَلى فَريسَتِها..
//
..
"مايرفاير، أَليسَ كَذلِك؟" نَطقتُ فأَومأَ بالإيجابِ أَنْ: "لِمَ تأَخَّرتَ كُلَّ هذهِ الفترَة؟ أَلم أَقُم بِدعوتِكَ عِدَّةَ مَرَّات؟"، إتَّسعَتْ مُقلَتا عَينَيَّ فَقُلتُ باستِغرابٍ: "لَم تَدعُنِي إِلَّا مرَّةً واحِدة، أَم أَنَّكَ هَرِمتَ فَخانَتكَ الذَّاكِرة؟"، "يُؤسِفُنِي أَنَّكَ لا تَزالُ جاهِلاً لا يُدركُ بَواطِنَ الأُمُورِ كَما عَهِدتُك" توقَّفَ قَليلاً وتَقدَّمَ بِضعَ خطواتٍ ثُمَّ تابعَ: "أَلم تَكفيكَ تِلكَ الرُؤى كُلّها لِإِثباتِ دَعواتِي لَك؟" صُدِمتُ وَنَظَرَ كِلانا إِلَيهِ باستِغرابٍ فَقالَ لانس: "مَاذا تَقصِدُ بِرُؤى؟!"، توجَّهَ نظرُ مايرفاير ناحِيةَ لانس فابتَسم باستِخفافٍ قائِلاً: "إِذاً أَنتَ مَنْ عَطَّلَ الجِهاز تماماً، لانسيلوت"، وفوقَها يُدرِكُ ما اسمُهُ الكامِل! مَنْ هَذا وما هذهِ الأَسئِلةُ الإضافيَّةُ يا إِلهي ما هِيَ..
//
..
"أَنّى لكَ مَعرِفةُ لانس! ثُمَّ عَنْ أَيِّ جَهازٍ تتحدَّث؟!" قُلتُ بِغضبٍ وبِصوتٍ شابَهُ الإستِغرابُ والاستِفسارُ والتساؤُل فَردَّ أَنْ: "مَنْ، لانسيلوت؟ كَيف لا أَعلمُ اسمَ مَنْ قتلتُ أخاه؟" صَدمَةٌ تَتلوها الأُخرى وَنحنُ مَفتوحةٌ عُيونُنا عَلى مَصرعَيها فانْتَاغَ قائِلاً: "يا لَها مِنْ نَظراتٍ تَدُلُّ على الغَباء! مِنَ المُمتِعِ رُؤيتُكُما هَكـ.." رصاصةٌ اطلقتُها لِأُسكِتَ فَمَهُ لِيصرُخَ خاصَّتِي أَنْ: "كَفاكَ عَبثاً مَعَ أَعصابِي! أَنا مَنْ قَتَلَ مايك لا أَنت!" إِبتِسامةٌ عَلَتْ وَجهَهُ فَقال: "كلاَّ يا دارك، فَقد كانَ الجِهازُ يَعمَلُ وَقتَها"، "وما هَذا الجِهاز!!" أَعصابِي تكادُ تنهارُ وتشتعِلُ شَرايِينِي ناراً حِينَ نَطَق قائِلاً:"اوه، أَنتَ لا تذكُرُ شَيئاً أَبداً، حتّى هَذا مُحيَ أَثناءَ العملِيَّة؟ صار الوضعُ حماسيّاً أَكثرَ الآن"..
//
..
"ماذا تَعنِي بكلامِكَ هذا..؟" قُلنا بصوتٍ واحِدٍ أَنا ولانس فَردَّ قائِلاً: " ليتكَ ترى وجهكَ الآن.. أبيضٌ شاحبٌ كمصاصي الدماء، ترتشفُ دماءَ ضحايانا يوميّاً دونِ شفقة، تُمزقُ أجسادهُم بِلا أَدنى رحمة.. وتقفُ أماميَ الآنَ كطفلٍ صغيرٍ صُفعَ على وجنتِه؟! أَلم تُدرك مَن أنتَ حتى الآن حسناً إِذنْ، تُريدُ مَعرِفةَ حامِلِ لَقبِ القاتِلِ الأَسود، قاتِلُ مايك ووالِدَيك؟"، ردَّ لانس بِخوفٍ: "أَليسَ هَذا لَقبَ دارك؟"، "لا بَلْ هُوَ أَنا!" فُتِحَتْ أَفواهُنا جرَّاءَ الصَّدمةِ وكُنتُ أَسمعُ ضربات قَلبِي فِي عُنُقِي..
//
..
"ويَبدو بِأَنَّ آخِرَ جُملةٍ قَطعَتْ ألسِنتكُما لِذا سأَقُصُّ عليكُما الحَقيقة، أَتذكُرُ رُؤياكَ الّتِي رأَيتَها فِي الآوِنَةِ الأَخيرة؟ طفلٌ صغيرٌ مَربوطٌ تُمزَّقُ صُورُ والِدَيهِ أَمام ناظِرَيه تَتلوها صعقاتٌ كَهربائيَّة.. ذاكَ أَنتْ وكُلُّ ما جَرى هُناك مُحِيَ بَعد الصَّعقات، بِما أَنّكَ بَدأتَ تَرى تِلكَ الأَحلام، فَهذا يَعنِي بِأَنَّ الجِهازَ الَّذي زَرعتُهُ داخِلكَ قَد تعطَّل.." كانَ يدورُ حَولَنا ويُتابِعُ كَلامَهُ وَنحنُ تماماً كَما وَصفَنا، فَقد قُطِعَتْ أَلسِنَتُنا بَعدَ سماعِ هذا كُلِّه.. "كُنتُ عالِماً وَطبيباً راقِياً فِي بِلادٍ رائِعة، حِينَ وُلِدتْ، جائتنِي حالةٌ مَفادُها أَنَّ مولوداً جاءَ دُونَ قَلبٍ أَفادَ أَنَّهُ كانَ لِوالِدَيكَ الحَقيرَين، إِبنِي وَزوجَته.. تفحَّصتُكَ ورَبطتُ فِكرةَ كونِ قلبِكَ مَوجوداً داخِلَ زهرةِ الآردز روفر الموجودة فِي حَديقةِ مَنزِلِك، فَنَعتَنِي الجَميعُ بالمَجنونِ والهرمِ وتمَّ نَفيِي إِلى هُنا حَيثُ عِشتُ باقِي سنينِ عُمرِي.. لِحُسنِ الحظِّ فَقد أَخذتُكَ بِرفقَتِي دُونَ أَنْ يَعلمَ أَحد، كُنتُ أَنوي تَدميرَ كُلِّ مَنْ جَعلنِي هَكذا، بدءاً بأُمِّك يتلوها أَبوك، ماراً بالمُجرمِينَ الَّذينَ عَذَّبوا زَوجَتِي حتَّى المَماتِ وانتِهاءً باؤلئكَ الَّذينَ سَخِروا مِنِّي.. كُنتَ أَنتَ سِلاحِي يا دارك لإنجازِ هذهِ العمليَّة، فتستحِقُّ الإنحِناءَ والشُّكر"..
//
..
جثيتُ على رُكبتَيَّ غارقاً في الألم والقشعريرة والرّجفة، عقلي سينفجِر، وقلبي سيندثِر.. لم أَكُن دارك القاتل الأسود، بَلْ سِلاحاً للإنتِقام.. "هَكذا زَرعتُ جِهازاً فِي دِماغِكَ وتحكَّمتُ بجَسدِكَ وعَقلِكَ اللطيفِ البريءِ نوعاً ما" قال وكأَنَّ لا مَزيد فسألتُهُ بغضبٍ وحُزنٍ وجِسمِي يختضُّ مِنَ الأَلمِ قائِلاً: "وماذا فَعل أَبواي.. ابنُكَ وزوجتُهُ.. أنَّى لكَ أَنْ تَقتُلَ اثنينِ مِنْ أَحبِّ النّاسِ إِليك؟!" قَهْقَهَ قائِلاً: "هُما سَببُ ما عانَيت! أَقرأتَ كِتاباً صَغيراً فِي مكتبةِ قَصرِكَ تَحتَ عُنوان (لَيلةٌ في النار؟)" أَومأتُ بالنَّفيِ فتابعَ أَنْ: "هذهِ تَحكِي قِصَّتِي وبِدايةَ مُعاناتِي، فِي لَيلةِ حَفلةٍ أَقامَها والِداكَ فِي قصري أَوقَعَت والِدتُكَ النَّارَ فَوقِي والتهمَت ما ترى غِطائَهُ مَعدنيّاً.. هَجرَتنِي زَوجَتِيَ الّتِي أَحببتُها وَعِشتُ وَحيداً حتَّى تزوّجتُ أُخرى اختُطِفَتْ لَيلةَ زِفافِنا وهشَّمَ جَسدها مُجرمونَ قَتَلَة، أَلا يَكفِي هذا سبباً فِي كُرهِي لَهُما؟"..
//
..
"أَنتَ أَحمق! إستعملتَ دارك لِتقتُلَ ولدكَ وزَوجَتهُ لِأَجلِ حادِثةٍ غَيرِ مَقصودةٍ مِثل هَذه؟! أَبشرٌ أَنت؟! دارك، أَستترُكُهُ يَنجُو بِفِعلَتِه؟! سَلَبَكَ سَعادتكَ وفِكرك وروحَكَ طوال هذهِ السنين، هيّا قِف وانتَقِم فأَنتَ هُنا تستحِقُّ ملأَ كَأسِكَ بِدمائِه والتلذُّذَ بشُربِها!" لانس، كَلِماتهُ قويَّةٌ وجريئةٌ على الدَّوام.. نَهظتُ وتوجَّهتُ ناحِيةَ لانس فتلطَّختْ دِماؤهُ عَلى وَجهِي.. أَنا، طَعنتُه..؟ كلاّ، مايرفاير!! سَقطَ بَينَ ذِراعَيَّ وهو يَنزِفُ مُغمىً عَليه "لانس، لانس أَجِبني!!" قُلتُ بانذِهالٍ فَأجابَنِي وهُوَ يسعلُ دماً أَنْ: "لا عَلَيك، بإِمكانِي إيقافُ النَّزيفِ بِمُفرَدِي، إِذهَب وقاتِل، أَيُّها البَطلُ الأَسود"..
//
..
تَركتُ لانس وحَملتُ سَيفِي مُتَّجِهاً ناحِيةَ مايرفاير قائِلاً: " لن أُنكر ما قُلتَه، نفسي ضعيفه وروحي جريحه.. لكنني لَنْ أَتركَ نفساً دنيئةً كنفسكَ تُلطخُ العار على اسمي! أنا.. دارك روبرت ميريوفا، سأُنهِي حياتِك!!"، "حقاً أنتَ مثيرٌ للشفقة! سأُطعمكَ مرارةَ الألم! وأَسقيكَ من ماءِ السَّقم! إذاً! هيا اهجُم!!" قالَ فبدأَتْ مَعركَتُنا وَتضارَبتْ سُيوفُنا بِقُوَّةٍ وكُنّا قَد دمَّرنا نِصفَ المكانِ إِذ أَنَّ قِوانا عالِيةٌ و تساوينا في كُلِّ شيءٍ تقريباً.. دراتِ المعركةُ لفترةٍ طويلة، أُنهكَ كِلا الطرفينِ فيها، وعلى الرغمِ من هذا، فقد نهضتُ وركضتُ بسرعةٍ طارِحاً إيَّاهُ أرضاً وسيفيَ الأسودُ ممتدٌ صوبَ قلبِه! قُلتُ لهُ بصوتٍ تقشعِرُّ له النفوسُ والأبدان: "أَمِنْ كَلماتٍ أَخيرة؟"، "أَتظُنُّ أَنَّنِي لَمْ أَضَع حِساباً لِمثلِ هذهِ الحالات؟!" ردَّ فاستغربتُ قائِلاً: "ماذا تعني..؟!" فإِذا بِهِ يضغطُ على زرِّ لِتخرُجَ أَمامهُ.. "زَهرَتِي؟!" صَرختُ باستغرابٍ فَقالَ: "كلا بَل هِيَ أداةٌ صَنعتُها لأقطعَ تُويجاتِها بِنَفسِي كَما السابِق! راقِب هذا"..
//
..
بدأ ذاك الأخرقُ بتمزيقِ تويجاتِ زهرتي الواحِدة تِلوَ الأُخرى وبدأتُ أنزفُ وأتقلَّبُ أرضاً مِن شدةِ الألم! قلبي يؤلمُني لِأَقصى الحُدود!! إِنْتَاغَ قائِلاً: " هذا ما يحصلُ حينَ تقومُ بعصيانِ أوامِري!!" أَمسكتُ سِلاحِي واضِعاً رصاصَتِيَ الذَّهبيَّةَ الأَخيرةَ حين لم تبقى إِلاَّ تويجةٌ واحدة.. الدمُ يسيلُ مِني.. والألمُ يُقطعُني.. نَهضتُ قَليلاً فصوَّبتُ ناحيةَ قلبِهِ وسقطَ على الأَرضِ جُثَّةً هامِدة.. جثيتُ على الأرضِ مُغماً عليَّ وأَنا أَلهثُ تَعباً مُحاوِلاً أَخذَ أَنفاسٍ قَلِيلَة.. ناحيةَ لانس نَظرتُ وكانَ مُغماً عَليهِ تَماماً ووجهُهُ شاحِبٌ كأنَّهُ مَيت، لَمْ أَتمكَّن مِنْ استِعمالِ قِوايَ فخَلعتُ قِلادَتِي وأَلبَستُها إِيَّاهُ لِتَشفِيَهُ فاستَيقظَ وجَسدِي انهارَ على الأَرض..
//
..
أَمسك لانس بي وعانقني والدمعُ يسيلُ من عَينَيه، "لِمَ لَم تُنقِذ نَفسكَ أَيُّها الأَخرق!" صرخَ بِأَسىً وأَلم.. أشعرُ بالألمِ فِي قلبي فكانَ ينزفُ دماً.. عيني تدمي دمعاً.. وجلدي يتصببُ عرقاً، عادتْ لي ذكرياتي بَعد مَقتلِ مايرفاير وحان وقتُ رحيلي، لا.. لا أُريدُ رؤية لانس يبكي عليَّ، كايتي وأيضاً.. خطيبتي ماليسّا.. قُلتُ لهُ كلماتيَ الأخيرة: ""لانس.. لو تعلمُ كم أَنا سعيدٌ الآن، إنتصرت.. حققتُ غايتي العُظمى.. إلتقيتُ بك، وبكايتي وماليسّا.. أَنتُم كنتم لي.. نِعمَ الأصحاب.. ليتني قاتلتُ نفسي اللئيمةَ منذُ صغري.. أَشعرُ بالراحةِ لأَنني لستُ مَن قتل أبي وأُمِّي.. لقد فعلتُ ما كنتُ أُريدُ القيام به.."، "دارك.. أرجوك.. لاتقُل شيئاً آخر! سأُعالجُك، أمهلنِي دقيقةً واحدة أرجوكَ لاتتكلم!" قالَ وملامِحُ وَجهِهِ كانَتْ مُؤلِمةً بِحق، رَددتُ أَن: " لافائدة.. لايُمكنُكَ إبعادُ الموتِ عني.. لذا أرجوكَ أن تسمع رجائيَ الأخير.. إسمع وصيتي.. عُد إلى الأرضِ.. وأخبرِ الجميعَ بما حصل.. أخبرهم بأنني آسف.. وأَنني شديدُ الأَسف.. أَرجوك يا لانس.. خُذ إرثي، قصري وكُلَّ ما أملِك، إنها لك.. وأيضاً لخطيبتي ماليسا.. رجائيَ الأخير.. إعتنِ بنفسك و بكايتي وماليسا.."
//
..
سقطتْ التويجةُ الأخيرة.. وسقطتْ يدي مِن بين يدَي لانس كالماء المـُتدفقِ براحةٍ عميقة، بردَ جسدي بالكامل، خرجت روحي وعانقَتْ لانس، وغادرتُ العالمَ الكئيب، تَردد صدى صرخاتِ لانس في أرجاءِ المكان بِأَسرِه، بكى كثيراً وحاول إيقاظ جسدِيَ الهامدِ لكن دون جدوى.. حملَ لانس جُثتِي وغادر المنفَى عائِداً إلى حَيثُ يتوجَّبُ عَليهِ دَفنُ جُثَّتِي لِترقُدَ روحِي بِسلامٍ هُناك..
//
..
كايتي وماليسا أمام البوابة تنتظرانِ لانس وروحِيَ المُرافِقةَ لَه.. حين رأتْ عيناهُما جسدِيَ الخامد بكتْ أعيُنهما وذرفتِ الدموعَ بِغزارة.. إقتربتْ ماليسّا ناحيةَ جسدِي وعانقتهُ وقبلتْ جبينِي قائلةً: "أيُّها الكاذب.. ألم تُخبرني بأنكَ ستعود، ألم تعِدني فِي رِسالتِكَ بأنَّ خاتمَ الخُطوبةِ هذا سَيكونُ دليلَ عَودَتِكَ؟ والآن.. أينَ أنت؟! هيا أجبني! لا تُغلق عينيكَ في وجَهي هَكذا! أَعلمُ بِأنَّكَ تُمازِحُنِي.. أُنطق بكلمة.. أسمعني صوتك.. لا أُريدُ أَن أفقدك.. دارك.. دارك!!" تعالَتْ صَرخاتُها وبَكَتْ روحِي مُعانِقةً إِيَّها بِشدَّة..
.
.
مَضى عامانِ كامِلانِ لِروحِي الّتِي سكَنَتْ مَعَ روحِ والِدَيَّ، كنتُ راقِداً فِي قَبرِي حتَّى جاء ثلاثُ أشخاصٍ يحمِلُونَ باقةَ أزهارٍ حَمراءَ سَوداءَ بَيضاءَ يقولون: "عيدَ ميلادٍ سعيداً يا دارك!" بكى الجميعُ بَعدَ ابتساماتٍ خَفيفةٍ فعانَقتُهُم قائِلاً: "أَجل.. عيدَ ميلادٍ سَعيداً لِي"


http://i.cubeupload.com/PVUFnS.png

وتوتة توتة خلصت الحتوتة *^*
قراءة ممتعة للجميع وشكراً لكم على حسن المتابعة 3>
أنتظر آرائكم وانتقاداتكم :"$
وانتظروني مع مانجا قريباً ان شاء الله 3>
إلى ذاك الوقت
دمتم في حفظهِ تعالى :")
http://i.cubeupload.com/L6e2Z3.png

Brhom Kun
5-3-2016, 06:46 PM
عادة كمل

لا إله إلا الله .....

لم اقراء سوى ثلاثة فصول

ان شاء الله نقراءة قريباً

أرسلت من ALE-L21 بإستخدام تاباتلك

بوح القلم
6-3-2016, 09:56 AM
السلام عليكم ،،

ياللجمال *^*

أنا متحمسة جدا جدا تبدو الرواية مشوقة جدا بأحداثها

والرسومات آه .. آه ... يالروعتها *^*

رااااااااااااااااااائعة بحق بالفعل أنت مبدعة ميشو لم أتخيل أن تكون رسوماتك بهذه الروعة والإتقان

من الجميل أنك أكملتها نادرا ما أقرأ الروايات الغير مكتملة لأنني أبقى متشوقة لتتمة

بإذن الله سأبدها من البداية للخاتمة وأتلذذ بكل حروفها

سلمت حروفك وشكرا لك مع أجمل وردة

Michelle Kris
6-3-2016, 04:11 PM
منتظرة عودتكم بفارغ الصبر *^* <3
قراءة ممتعة :")