[ اللــيـــث ]
18-9-2014, 11:25 AM
http://images.msoms-anime.net/images/92060787472895237315.jpg
وقف الفتى في الظلام , البرد يجتاحه كأنما هو قرين الظلام , لا يشعر بقدميه إطلاقا كأنما تلاشا
لا يدري من أين تأتي تلك البرودة .. أمن الظلام أم من داخله
أم من عرين هذا الذي يحركنا جميعا كيفما يشاء
" الخوف "
دائما ما كان يعلن كراهيته للظلام و يكرر ذلك بمناسبة و دون مناسبة , الظلام الدامس يحيط به , يحاصره
و يكتنفه كأنما هو كفن أسود
واقفا وحده في الظلام , ظلام بكر كأنما لم يمسسه نور أبدا
ينساب إلى ذهنه كل ذكرياته مع الظلام و كل مخاوفه منه , ترويع أخيه له منذ الصغر
بمقالبه اللعينة السخيفة ثم سخريته منه .... يكاد يسمع ضحكات أخيه الشريرة بعد كل مقلب الآن
البرودة تزداد , تقترب منه بفكها الثلجي , تمتص كل دفء الحياة فيه
لم يعد يعرف أين هو , لم يعد يعرف خطوته القادمة و هو على هذه الأرض الرخوة الغير مستقرة
بل لم يعد يعرف أين أطرافه حتى ... بالكاد يدركها
قد إستسلم عقله لذلك الفارس ذي الدرع و السيف الضبابيين.. المجهول
فقط لو كان يعرف ما الظلام و ما وراءه
و لكن كل هذا لا يقارن بما حدث في عقله من خيالات
أكثر ما يخيف حقا ليس الواقع بل الخيال
ففيه تدمج الأساطير و الخرافات و المخاوف التقليدية.. تضخمها , تجعلها مهيبة و تضيف على
وادي الرعب جبلا ضخما ملئًا بكهوف الرعب المسكونة بمسوخ و وحوش الخيال المتضخمة
الآن يشم رائحة الظلام و يسمع رياح البرودة
لا تندهشوا , فقد ارتبكت كل حواسه و تداخلت و ....
يا إلهي ما هذا ؟
زوج العيون... زوج العيون البراقة تلك
إنها للوحش حتما
شل عقله و بدأ يتحرك بغريزة البقاء فقط تماما كالحيوان
و بكل اضطرابه و عدم إستقراره و وقوفه على الأرض الرخوة تحرك
لم يكن يبدأ حتى يقع
و اصطدم رأسه بالأرض الصلبة
ظلمة على ظلمة تحيط بعقله , لم يختلف الأمر كثيرا
فقط بدأ يفقد إدراكه و إحساسه راجيا ألا تكون تلك هي النهاية
***
((أين أنا ... ماذا حدث ؟ ))
فوجئ بصوت أنثوي متلهف يصرخ :
- حمدا لله , لقد أفاق
بدأ يستعيد الرؤية و صفاء ذهنه
ها هو ذا يرقد على فراشه و بجواره والداه
كان أول ما سأله :
- ماذا حدث ؟
قال والده :
- كنت تستحم ثم إنقطعت الكهرباء و بعدها سمعت صوت ارتطام.. ناديت عليك فلم تجبني
فخفت عليك و كسرت الباب لأجدك واقعا في حوض الإستحمام
قال و قد اتسعتعيناه هلعا :
- ألم تر شيئا آخر ؟
رد عليه باستغراب :
- شئ مثل ماذا ؟ .... لم أرى شيئا
الآن تذكرت كل شئ
لم يكد يقف في حوض الاستحمام و يفتح المياه حتى انقطع التيار... لم يكن قد فتحت صنبور المياه الدافئة حتى
بعد بعض العبارات التقليدية التي أجاب عليها إجابات مقتضبة بذهن شارد و قبل أن يغادرا
والداه الحجرة سمع شيئا عن شراء مصيدة للفأر الذي رأت والدته مخلفاته - الفأر لا الفتى -
في الحمام و لكن لم يعر الأمر اهتماما.. من يهتم لفأر على أي حال
أهم شئ الآن ألا يكتشف أحد تلك الرواية
ماذا يفعل و هم يمنعوها عنه بالقوة ... دائما يرددون أن طفلا في الحادية عشر من عمره
لا يصح أن يقرأ روايات رعب و يتساءلون في استنكار عن سبب حبه لها
لم يفهموا أنه لم يعد طفلا - أو هكذا يقول - و لم يفهموا متعة تلك الروايات
لم يفهموا أن المتعة كلها تكمن في أن تعيش أقصى أمارات الرعب و الخوف و في النهاية
تدرك أنك آمن و بعيد كل البعد عن الخطر
تماما كألعاب الملاهي الخطرة
لذلك أصبح يقرؤها كلما ذهب إلى الحمام ثم يأخذها معه عند العودة
اللعنة ! لقد نسيها عند الغسالة
لم يكن يستعيدها سعيدا بزوال العقاب الرهيب الذي طالما توعده به أبيه و الذي
لم يعرفه حتى الآن
إلا أنه لم يدرك أن ما كاد يقتله هو ما أنقذ حياته هو ما أمتعه
هو..
" الخوف "
http://images.msoms-anime.net/images/44132561204956249778.jpg
http://up.msoms.ae/do.php?img=1118
وقف الفتى في الظلام , البرد يجتاحه كأنما هو قرين الظلام , لا يشعر بقدميه إطلاقا كأنما تلاشا
لا يدري من أين تأتي تلك البرودة .. أمن الظلام أم من داخله
أم من عرين هذا الذي يحركنا جميعا كيفما يشاء
" الخوف "
دائما ما كان يعلن كراهيته للظلام و يكرر ذلك بمناسبة و دون مناسبة , الظلام الدامس يحيط به , يحاصره
و يكتنفه كأنما هو كفن أسود
واقفا وحده في الظلام , ظلام بكر كأنما لم يمسسه نور أبدا
ينساب إلى ذهنه كل ذكرياته مع الظلام و كل مخاوفه منه , ترويع أخيه له منذ الصغر
بمقالبه اللعينة السخيفة ثم سخريته منه .... يكاد يسمع ضحكات أخيه الشريرة بعد كل مقلب الآن
البرودة تزداد , تقترب منه بفكها الثلجي , تمتص كل دفء الحياة فيه
لم يعد يعرف أين هو , لم يعد يعرف خطوته القادمة و هو على هذه الأرض الرخوة الغير مستقرة
بل لم يعد يعرف أين أطرافه حتى ... بالكاد يدركها
قد إستسلم عقله لذلك الفارس ذي الدرع و السيف الضبابيين.. المجهول
فقط لو كان يعرف ما الظلام و ما وراءه
و لكن كل هذا لا يقارن بما حدث في عقله من خيالات
أكثر ما يخيف حقا ليس الواقع بل الخيال
ففيه تدمج الأساطير و الخرافات و المخاوف التقليدية.. تضخمها , تجعلها مهيبة و تضيف على
وادي الرعب جبلا ضخما ملئًا بكهوف الرعب المسكونة بمسوخ و وحوش الخيال المتضخمة
الآن يشم رائحة الظلام و يسمع رياح البرودة
لا تندهشوا , فقد ارتبكت كل حواسه و تداخلت و ....
يا إلهي ما هذا ؟
زوج العيون... زوج العيون البراقة تلك
إنها للوحش حتما
شل عقله و بدأ يتحرك بغريزة البقاء فقط تماما كالحيوان
و بكل اضطرابه و عدم إستقراره و وقوفه على الأرض الرخوة تحرك
لم يكن يبدأ حتى يقع
و اصطدم رأسه بالأرض الصلبة
ظلمة على ظلمة تحيط بعقله , لم يختلف الأمر كثيرا
فقط بدأ يفقد إدراكه و إحساسه راجيا ألا تكون تلك هي النهاية
***
((أين أنا ... ماذا حدث ؟ ))
فوجئ بصوت أنثوي متلهف يصرخ :
- حمدا لله , لقد أفاق
بدأ يستعيد الرؤية و صفاء ذهنه
ها هو ذا يرقد على فراشه و بجواره والداه
كان أول ما سأله :
- ماذا حدث ؟
قال والده :
- كنت تستحم ثم إنقطعت الكهرباء و بعدها سمعت صوت ارتطام.. ناديت عليك فلم تجبني
فخفت عليك و كسرت الباب لأجدك واقعا في حوض الإستحمام
قال و قد اتسعتعيناه هلعا :
- ألم تر شيئا آخر ؟
رد عليه باستغراب :
- شئ مثل ماذا ؟ .... لم أرى شيئا
الآن تذكرت كل شئ
لم يكد يقف في حوض الاستحمام و يفتح المياه حتى انقطع التيار... لم يكن قد فتحت صنبور المياه الدافئة حتى
بعد بعض العبارات التقليدية التي أجاب عليها إجابات مقتضبة بذهن شارد و قبل أن يغادرا
والداه الحجرة سمع شيئا عن شراء مصيدة للفأر الذي رأت والدته مخلفاته - الفأر لا الفتى -
في الحمام و لكن لم يعر الأمر اهتماما.. من يهتم لفأر على أي حال
أهم شئ الآن ألا يكتشف أحد تلك الرواية
ماذا يفعل و هم يمنعوها عنه بالقوة ... دائما يرددون أن طفلا في الحادية عشر من عمره
لا يصح أن يقرأ روايات رعب و يتساءلون في استنكار عن سبب حبه لها
لم يفهموا أنه لم يعد طفلا - أو هكذا يقول - و لم يفهموا متعة تلك الروايات
لم يفهموا أن المتعة كلها تكمن في أن تعيش أقصى أمارات الرعب و الخوف و في النهاية
تدرك أنك آمن و بعيد كل البعد عن الخطر
تماما كألعاب الملاهي الخطرة
لذلك أصبح يقرؤها كلما ذهب إلى الحمام ثم يأخذها معه عند العودة
اللعنة ! لقد نسيها عند الغسالة
لم يكن يستعيدها سعيدا بزوال العقاب الرهيب الذي طالما توعده به أبيه و الذي
لم يعرفه حتى الآن
إلا أنه لم يدرك أن ما كاد يقتله هو ما أنقذ حياته هو ما أمتعه
هو..
" الخوف "
http://images.msoms-anime.net/images/44132561204956249778.jpg
http://up.msoms.ae/do.php?img=1118