المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مسابقة: ألفاظ القرآن الكريم .. "أنزل" .. "نزّل"



Kudo___Shinichi
17-10-2014, 07:10 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخوتي وأخواتي الأفاضل.. أتمنى أن تكونوا في أطيب عافية وأوقاتكم في قمة السعادة


مسابقة بسيطة .. الغرض منها الإفادة في المقام الأول ومن ثم إشعال روح التنافس وتنمية مهارات البحث العلمي لدى الأعضاء
هذا لا يعني أن الفائز لن يحصل على جائزة بل ستكون جائزة قيمة إن شاء الله

القرآن الكريم .. كلام الخالق عز وجل .. منزه عن العبث .. زاخر بالكنوز والأسرار
ومن هذه الأسرار .. ألفاظ تبدو متشابهة في أحرفها لكن لكل منها دلالتها ومعناها ..
فحوى مسابقتنا هذه المرة سيكون عن لفظتي "أنزل" و "نزّل" في كتاب الله ..
للوهلة الأولى .. سيظن القارئ أنهما مجرد مترادفتان لمعنى واحد يفيد النزول (الانحدار من أعلى لأسفل) .. وللأمانة يذهب بعض المفسرين هذا المنحى فعلاً ويرى أنهما إنما يدلان على معنى واحد .. جمهور آخر من المفسرين يرى أن لا ترادف في ما اختلف من ألفاظ القرآن الكريم .. بل كل لفظة لها دلالة تختلف عن غيرها حتى لو كان الفرق بين اللفظتين بسيطاً .. على قاعدة "الاختلاف في المبنى اختلاف في المعنى"

المطلوب في هذه المسابقة .. بحث علمي موجز وشامل لهاتين اللفظتين يجمع فيه المتنافسون مختلف الآراء والأقوال .. ثم .. وهنا سيكون التميز ولب المسابقة .. نريد من المتنافس أن يوظف ما جمعه من معلومات في استنتاج الفرق بين الآيتين التاليتين:

الآية الأولى (سورة الأعراف.. آية 71):
قَالَ قَدْ وَقَعَ عَلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ رِجْسٌ وَغَضَبٌ أَتُجَادِلُونَنِي فِي أَسْمَاءٍ سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا نَزَّلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ فَانتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُم مِّنَ الْمُنتَظِرِينَ

الآية الثانية (سورة يوسف.. آية 40):
مَاتَعْبُدُونَ مِن دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُون

حيث كما هو واضح التشابه الكبير في تركيب مقطع لا بأس به من الآيتين باستثناء أن الأولى جاءت بكلمة "نزّل" والثانية بكلمة "أنزل"
يستطيع المتنافس بالتأكيد أن يطلق العنان لتفكره وتدبره في كتاب الله وقد يصل إلى استنتاج لم يسبقه إليه أحد

آخر موعد لتسليم الأبحاث هو يوم الجمعة الموافق 28 / نوفمبر / 2014
تقييم الأبحاث سيأخذ بعين الاعتبار ما يلي:
- منهج البحث العلمي
- الأسلوب
- المصادر والمراجع
- الخلاصة والاستنتاج

بانتظار مشاركاتكم.. وبالتأكيد أسئلتكم واستفساراتكم

أخوكم،،
Kudo___Shinichi

Hercule Poirot
17-10-2014, 02:18 PM
بارك الله فيك أستاذنا.

فكرة المسابقة جميلة ومشوقة، وتفتح بابًا إلى عالَمٍ قلّ من يطرقه في هذا الزمان، ومن سيشترك فيها لن يُعدم من الفوائد التي سيجنيها من البحث في هذا المجال، وهذا بحد ذاته جائزة كبيرة.

أتأذن لي في المشاركة معكم؟

dete.ctive2

[ اللــيـــث ]
17-10-2014, 02:36 PM
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته

حياكَ الله أيا كودو ..

فكرة رائعة ومميزة .. إسمح لي بالمشاركةِ أيضاً ..

فــي آمــان الله

Kudo___Shinichi
17-10-2014, 02:49 PM
أهلا بالغالي بوارو..

شرف لي أن تكون أول المشتركين



بارك الله فيك أستاذنا.

فكرة المسابقة جميلة ومشوقة، وتفتح بابًا إلى عالَمٍ قلّ من يطرقه في هذا الزمان، ومن سيشترك فيها لن يُعدم من الفوائد التي سيجنيها من البحث في هذا المجال، وهذا بحد ذاته جائزة كبيرة.

أتأذن لي في المشاركة معكم؟

dete.ctive2

Kudo___Shinichi
17-10-2014, 02:51 PM
مرحبا مشرفنا المتالق..

يسعدني جدا انضمامك معنا بكل تاكيد


;3480987']وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته

حياكَ الله أيا كودو ..

فكرة رائعة ومميزة .. إسمح لي بالمشاركةِ أيضاً ..

فــي آمــان الله

أثير الفكر
17-10-2014, 04:09 PM
وعليكم السلام ورحمة الله و بركاته

جزاك الله من وافر خيراته ، معكم أخي الفاضل :)

Kudo___Shinichi
17-10-2014, 07:55 PM
شكرا لاشتراككم مشرفتنا القديرة


وعليكم السلام ورحمة الله و بركاته

جزاك الله من وافر خيراته ، معكم أخي الفاضل :)

حفيد موسى
19-10-2014, 08:35 AM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
رغم تواضع تحصيلي في العلم الشرعي ولكن حتماً لن تجدوا مانع من أن يدلي كل منا
بدلوه، كذلك ممتن أن تكون مشاركتي الأولى بالمنتدى هنا بينكم.
حسناً، في الآية الأولى كان القائل هو النبي هود - عليه السلام - محذراً قومه
أما الثانية فكان القائل هو الله سبحانه وتعالى محذراً للمشركين
و باستنتاج مني يحتمل الخطأ هو أن( نَزَّلَ ) أي لم ينزلها الله من عنده إنما هم - أي المشركين - هم الذين ابتدعوها وابتكروها من عندهم
أما ( أَنزَلَ ) فدلالة على التعجب ومدى غرابة معتقداتهم في اللجوء إلى الأوثان والأصنام.


المصادر والمراجع:
للآية 71 من سورة الأعراف
http://quran.al-islam.com/Page.aspx?pageid=221&BookID=12&Page=1
للآية 40 من سورة يوسف
http://quran.al-islam.com/Page.aspx?pageid=221&BookID=12&Page=1

بالإضافة إلى الكتاب التفسير الميسر - غلاف ورقي - إعداد نخبة من العلماء، الطبعة الأولى من دار المحبة للنشر والتوزيع. دمشق، سوريا

الخلاصة والاستنتاج:
كلا الآيتين تربطهما ترادف مع اختلاف في المناسبة والعلة فالأولى كان القائل لقومه هو هود عليه السلام كما ذكرت، والآية الأخرى من سورة يوسف
نزلت بصيغة التبليغ والتوبيخ.

والله أعلم

شكراً كودو

Kudo___Shinichi
19-10-2014, 11:16 AM
مرحباً بمشاركتك أخي العزيز [حفيد موسى]..

لا مانع بالتأكيد من أن يضع كل منا ما فهمه واستنتجه من تدبره وتفكره..
وحقيقة.. هذا التفكر والتدبر مطلب شرعي طالما ابتعدنا عن تعصب كل منا لرأيه وطالما لم نجبر الآخرين على ما فهمناه أو استنتجناه.

وإذا سمحت لي أخي الفاضل بالنسبة للآية الثانية.. أليست من قول سيدنا يوسف عليه السلام لصاحبي السجن؟

شاكراً لمشاركتك
أخوك..
Kudo___Shinichi

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
رغم تواضع تحصيلي في العلم الشرعي ولكن حتماً لن تجدوا مانع من أن يدلي كل منا
بدلوه، كذلك ممتن أن تكون مشاركتي الأولى بالمنتدى هنا بينكم.
حسناً، في الآية الأولى كان القائل هو النبي هود - عليه السلام - محذراً قومه
أما الثانية فكان القائل هو الله سبحانه وتعالى محذراً للمشركين
و باستنتاج مني يحتمل الخطأ هو أن( نَزَّلَ ) أي لم ينزلها الله من عنده إنما هم - أي المشركين - هم الذين ابتدعوها وابتكروها من عندهم
أما ( أَنزَلَ ) فدلالة على التعجب ومدى غرابة معتقداتهم في اللجوء إلى الأوثان والأصنام.


المصادر والمراجع:
للآية 71 من سورة الأعراف
http://quran.al-islam.com/Page.aspx?pageid=221&BookID=12&Page=1
للآية 40 من سورة يوسف
http://quran.al-islam.com/Page.aspx?pageid=221&BookID=12&Page=1

بالإضافة إلى الكتاب التفسير الميسر - غلاف ورقي - إعداد نخبة من العلماء، الطبعة الأولى من دار المحبة للنشر والتوزيع. دمشق، سوريا

الخلاصة والاستنتاج:
كلا الآيتين تربطهما ترادف مع اختلاف في المناسبة والعلة فالأولى كان القائل لقومه هو هود عليه السلام كما ذكرت، والآية الأخرى من سورة يوسف
نزلت بصيغة التبليغ والتوبيخ.

والله أعلم

شكراً كودو

أثير الفكر
19-10-2014, 11:44 AM
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

أخي الفاضل أنضع البحث و مافيه من استنتاجات هاهنا ، أم نرسله إلى صندوقك ؟

Kudo___Shinichi
19-10-2014, 11:47 AM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

لا مانع من وضع الأبحاث هنا لنشر الفائدة.. ومن يرغب بإرسالها على الصندوق الخاص فلا مانع أيضاً


Kudo___Shinichi

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

أخي الفاضل أنضع البحث و مافيه من استنتاجات هاهنا ، أم نرسله إلى صندوقك ؟

حفيد موسى
19-10-2014, 10:59 PM
أليست من قول سيدنا يوسف عليه السلام لصاحبي السجن؟

جوابي هو : لا أعلم، فكما ذكرت أن تحصيلي متواضع
وأشعر بامتنان مرة أخرى للمشاركة
مع تيقني بمشاركة من هم أعلم مني لنستفيد منهم.

أثير الفكر
31-10-2014, 01:12 AM
بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله وكفى والسلام على النبي المصطفى وعلى آله وصحبه ومن اهتدى ، وبعد


فإن من يتدبر كتاب الله تعالى ويتأمل ألفاظه وآياته يجد فيه الكثير من اللطائف والأسرار ودقة المعاني وإن تشابهت الألفاظ ، وفي بحثي هذا سأتناول الفرق بين كلمتي " أنزل " و " نزّل " الواردتين في ثلاث آيات بالقرآن تتشابه فيما بينها


فنقول وبالله العون :


فرق علماء اللغة العربية وعلماء التفسير بين اللفظين أنزل ونزل
فقال الاصفهاني في كتابه "مفردات القرآن الكريم" :النزول في الأصل هو انحطاط من علو. يقال: نزل عن دابته، ونزل في مكان كذا: حط رحله فيه، وأنزله غيره. قال تعالى: "أنزلني منزلا مباركا وأنت خير المنزلين" [المؤمنون/29] ونزل بكذا، وأنزله بمعنى، وإنزال الله تعالى نعمه ونقمه على الخلق، وإعطاؤهم إياها، وذلك إما بإنزال الشيء نفسه كإنزال القرآن، إما بإنزال أسبابه والهداية إليه، كإنزال الحديد واللباس، ونحو ذلك، قال تعالى: "الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب" [الكهف/1
وإنما خص لفظ الإنزال دون التنزيل، لما روي: (أن القرآن نزل دفعة واحدة إلى سماء الدنيا، ثم نزل نجم فنجما) (أخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله تعالى: "إنا أنزلناه في ليلة مباركة" قال: أنزل القرآن في ليلة القدر، ثم نزل به جبريل على رسول الله نجوما بجواب كلام الناس.
وقال القرطبي :يَعْنِي الْقُرْآن وَالْقُرْآن نُزِّلَ نُجُومًا : شَيْئًا بَعْد شَيْء ; فَلِذَلِكَ قَالَ " نَزَّلَ " وَالتَّنْزِيل مَرَّة بَعْد مَرَّة . وَالتَّوْرَاة وَالْإِنْجِيل نَزَلَا دُفْعَة وَاحِدَة فَلِذَلِكَ قَالَ " أَنْزَلَ " .





أما عن سورتي يوسف وهود فقد وردت " نزّل " بالتشديد في هود على وزن ( فعّل )


و" أنزل " بيوسف على وزن ( أفعل )


ولو نظرنا لحال المخاطبين فإن هود عليه السلام كان يخاطبهم بلهجة التهديد والوعيد لذا قال " نزّل " بينما يوسف عليه السلام لم يهدد أو يتوعد فكانت الصيغة بـ " أنزل "


والأمر ذاته مع سورة النجم لم تكن اللهجة تهديد بقدر ماهي تعنيف لهم ولم تنتهِ الآية بعذاب ونحوه


هذا والله أعلم وأسأل الله أن ينفعنا بما علمنا ويعلمنا ما ينفعنا إنه ولي ذلك كله

Kudo___Shinichi
3-11-2014, 11:22 AM
شاكر لمشاركتك القيمة مشرفتنا الفاضلة [أثير الفكر]
وبانتظار باقي المشاركات

Kudo___Shinichi



بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله وكفى والسلام على النبي المصطفى وعلى آله وصحبه ومن اهتدى ، وبعد


فإن من يتدبر كتاب الله تعالى ويتأمل ألفاظه وآياته يجد فيه الكثير من اللطائف والأسرار ودقة المعاني وإن تشابهت الألفاظ ، وفي بحثي هذا سأتناول الفرق بين كلمتي " أنزل " و " نزّل " الواردتين في ثلاث آيات بالقرآن تتشابه فيما بينها


فنقول وبالله العون :


فرق علماء اللغة العربية وعلماء التفسير بين اللفظين أنزل ونزل
فقال الاصفهاني في كتابه "مفردات القرآن الكريم" :النزول في الأصل هو انحطاط من علو. يقال: نزل عن دابته، ونزل في مكان كذا: حط رحله فيه، وأنزله غيره. قال تعالى: "أنزلني منزلا مباركا وأنت خير المنزلين" [المؤمنون/29] ونزل بكذا، وأنزله بمعنى، وإنزال الله تعالى نعمه ونقمه على الخلق، وإعطاؤهم إياها، وذلك إما بإنزال الشيء نفسه كإنزال القرآن، إما بإنزال أسبابه والهداية إليه، كإنزال الحديد واللباس، ونحو ذلك، قال تعالى: "الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب" [الكهف/1
وإنما خص لفظ الإنزال دون التنزيل، لما روي: (أن القرآن نزل دفعة واحدة إلى سماء الدنيا، ثم نزل نجم فنجما) (أخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله تعالى: "إنا أنزلناه في ليلة مباركة" قال: أنزل القرآن في ليلة القدر، ثم نزل به جبريل على رسول الله نجوما بجواب كلام الناس.
وقال القرطبي :يَعْنِي الْقُرْآن وَالْقُرْآن نُزِّلَ نُجُومًا : شَيْئًا بَعْد شَيْء ; فَلِذَلِكَ قَالَ " نَزَّلَ " وَالتَّنْزِيل مَرَّة بَعْد مَرَّة . وَالتَّوْرَاة وَالْإِنْجِيل نَزَلَا دُفْعَة وَاحِدَة فَلِذَلِكَ قَالَ " أَنْزَلَ " .





أما عن سورتي يوسف وهود فقد وردت " نزّل " بالتشديد في هود على وزن ( فعّل )


و" أنزل " بيوسف عبى وزن ( أفعل )


ولو نظرنا لحال المخاطبين فإن هود عليه السلام كان يخاطبهم بلهجنة التهديد والوعيد لذا قال " نزّل " بينما يوسف عليه السلام لم يهدد أو يتوعد فكانت الصيغة بـ " أنزل "


والأمر ذاته مع سورة النجم لم تكن اللهجة تهديد بقدر ماهي تعنيف لهم ولم تنتهِ الآية بعذاب ونحوه


هذا والله أعلم وأسأل الله أن ينفعنا بما علمنا ويعلمنا ما ينفعنا إنه ولي ذلك كله

Kudo___Shinichi
20-11-2014, 12:47 AM
جزيل الشكر لك اخي [الليث ] للمشاركة التي وصلتني عبر رسالة خاصة

بانتظار باقي المشاركات وتمنياتي بالتوفيق للجميع

اخوكم
Kudo___Shinichi

Hercule Poirot
23-11-2014, 09:59 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا. من يهدِ الله فهو المهتد، ومن يضلل فلن تجد له وليًا مرشدًا. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.

أما بعدُ:

فهاهنا ذكرٌ مختصر للفروقات بين فعل "نزّل" وفعل "أنزل" في اللغة، ثم أقوال المفسرين في الاختلاف بينهما فيما ورد في القرآن عمومًا، ثم عرض للأقوال المحتملة في تفسير اختلافهما فيما وقع في آية الأعراف وآية يوسف خصوصًا، ثم نختم ذلك بالاستنتاج والترجيح إن شاء الله، وبالله التوفيق وعليه التكلان.

أما من الناحية اللغوية، "نزّل" على وزن "فعّل" ومصدره "تنزيل" على وزن "تفعيل"، و"أنزل" على وزن "أفعل" ومصدره "إنزال" على وزن "إفعال". وكلا الوزنين يفيد تعدية الفعل اللازم "نزل" إلى مفعول به، لكن صيغة "أفعل" تفيد الصيرورة، بمعنى أنزل الشيءَ فصار الشيءُ نازلاً، أما "فعّل" فهي للدلالة على التكثير والمبالغة، لذا يعدّ الكثير من اللغويين والمفسرين "نزّل" أقوى من "أنزل" من ناحية المعنى، وأنها تفيد التكرار. وقد قال بعض اللغويين أن "فعّل" و"أفعل" بمعنى واحد، لكن أنكر عليهم ذلك عدد من كبار اللغويين مثل ابن درستويه في كتابه "شرح الفصيح"، ونفى أن يأتي لفظان مختلفان في المبنى على معنى واحد إلا أن يكونا من لغتين مختلفتين، فإن كانا من لغة واحدة فكل اختلاف في المبنى يؤدي إلى اختلاف ولو دقيق في المعنى.

وأما المفسرون، فقد ذهب كثير منهم، كالزمخشري وغيره، إلى أن "أنزل" تفيد النزول مرة واحدة، و"نزّل" تفيد تكرار النزول أو تجزئته. وقد اقتبسوا ذلك من قوله تعالى في مطلع سورة آل عمران: ((نزّل عليك الكتاب بالحق مصدقًا لما بين يديه وأنزل التوراة والإنجيل)). فقالوا: القرآن نزل منجَّمًا على دفعات والتوراة والإنجيل نزلا جملة واحدة. وقالوا في آية البقرة ((شهر رمضان الذي أُنزل فيه القرآن)) أنه أُنزل في رمضان بداية من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا، ومنها نزل بعد ذلك على النبي منجَّمًا. ومن هذا المنطلق، عمّم البعض هذا الاختلاف في المعنى في كل ما جاء على وزن "فعّل" تارة وعلى وزن "أفعل" طورًا، فقالوا في "نجّى" و"أنجى" أن الأولى تفيد التلبث والتكرار والثانية تفيد الإسراع، ففي قوله تعالى في سورة البقرة ((وإذ نجّيناكم من آل فرعون يسومونكم سوء العذاب يذبّحون أبناءكم ويستحيون نساءكم))، وبعدها ((وإذ فرقنا بكم البحر فأنجيناكم وأغرقنا آل فرعون وأنتم تنظرون)). فالنجاة في الأولى كانت بعد مُكث لأن تعذيب فرعون لبني إسرائيل كان لفترة، أما النجاة في الثانية فكانت سريعة إذ أن إغراق فرعون وجيشه في البحر كان سريعًا وفوريًا. لكن جاءت آية البقرة الأولى بلفظ "أنجى" في سورة إبراهيم ((إذ أنجاكم من آل فرعون يسومونكم سوء العذاب ويذبّحون أبناكم ويستحيون نساءكم)) وفي سورة الأعراف ((وإذ أنجيناكم من آل فرعون يسومونكم سوء العذاب يقتّلون أبناءكم ويستحيون نساءكم))، فقيل فيهما أن العذاب فيهما أكثر والمعنى أعمّ لذا استُخدم صيغة "أنزل"، ففي آية إبراهيم عطف التذبيح على السوم فجعلهما منفصلين أي زاد في أنواع التعذيب، أما في آية الإعراف فذكر التقتيل بدل التذبيح والأول أعمّ من الثاني.

وعودة إلى موضوع "نزّل" و"أنزل"، فقد اعتُرض على التفريق في المعنى بين "نزّل" و"أنزل" بعدة اعتراضات، منها أن كلتيهما استُخدمت مع القرآن، كما في آية آل عمران ((نزّل عليك الكتاب بالحق مصدقًا لما بين يديه)) وأول آية من الكهف ((الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب))، وغيرهما. فأجيب أن الافتراق في المعنى يحصل عندما يجتمع الفعلان في جملة واحدة، فإذا جاءا كلّ في موضع فيمكن أن يكونا بالمعنى نفسه. والاعتراض الثاني ما ورد عن ابن عاشور أن التوراة والإنجيل نزلتا بالتدريج أيضًا كشأن سائر ما ينزل على الرسل من الكتب مدة الرسالة. لكن لو تمعّنّا في قوله تعالى في سورة الإسراء حكاية عن المشركين ((وقالوا لولا نُزّل عليه القرآن جملة واحدة))، فكأنهم أرادوا الإشارة بذلك أن ما وصلهم من خبر الرسل أن الكتب تنزل عليهم دفعة واحدة، لكن ليس ذلك بالاستدلال القوي.

والصواب -والله أعلم- أن هذا القول، بأن "أنزل" تقتضي النزول جملة واحدة و"نزّل" تقتضي النزول دفعات، هو قول ضعيف، وأقوى ما يمكن أن يُحتجّ به ضده -ولا يبدو أن أحدًا قد احتجّ به من قبل- هو آية الإسراء الآنفة الذكر ((وقالوا لولا نُزّل عليه القرآن جملة واحدة))، فاجتمع فيها "نزّل" الذي هو حسب قولهم يفيد التفريق و"جملة واحدة" التي تفيد عكس ذلك، فلو كان قولهم صحيحًا لكانت الآية: لولا أُنزل عليه القرآن جملة واحدة.

ومن الأقوال في الفرق بين "نزّل" وأنزل" قولهم إن الأولى أقوى من الثانية، ولذا استُخدمت الأولى مع القرآن والثانية مع التوراة والإنجيل للدلالة على فضل القرآن عليهما. ويمكن أن نعمّم القول فنقول بالاختلاف في المعنى بين الوزنين "فعّل" و"أفعل" أينما وردا في القرآن، ونقدّر فرق المعنى حسب السياق الذي وردت فيه الألفاظ.

غير أن بعض المفسّرين مثل أبي حيان، رفض هذا التفريق في المعنى وردّ على كلام الزمخشري ورفضه، واعتبر أن التضعيف في "نزل" وزيادة الهمزة يؤديان للغرض والمعنى نفسيهما، واعتبر أن "نزّل" لا تفيد التكثير والتفريق وإنما تشديد عين الفعل للتعدية كما أن إضافة همزة "أنزل" للتعدية. والقول السابق أولى وأضبط، والله أعلم.

ومن هنا إذا أردنا أن ندرس الاختلاف بين آية الأعراف ((أتجادلونني في أسماء سمّيتموها أنتم وآباؤكم ما نزّل الله بها من سلطان)) وآية يوسف ((ما تعبدون من دونه إلا أسماء سمّيتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان))، لوجدنا أن أحدًا من المفسرين المشهورين لم يُفرد في تفسيره ذكرًا لوجه الاختلاف بين اللفظين في الآيتين الكريمتين. بَيْد أنه بإمكاننا الاستنباط في معنى الاختلاف حسب الأقوال السابقة المفصّلة التي ذكرناها، ويكمننا ذكر وجهين محتملين على الأقل، والله أعلم.

الوجه الأول مأخوذ من أن الفعل "نزّل" فعل مضعّف يفيد التكثير، وقد اقترن ذكره بالمجادلة، مجادلة قوم هود له، والمجادلة تدل على الكلام الكثير المتبادل بين جهتين حيث يراجع كل منهما الآخر في الكلام مرارًا، لذا ناسب أن يُذكر معه "نزّل" لأنه في أصله يفيد الكثرة والتكرار مثله. أما في سورة يوسف، فقد ذُكرت عبادة الأصنام وقُصد بها مجمل الفعل، أي مجمل العبادة، وليس كل سجود أو قربان أو دعاء يفعله المشركون لأصنامهم (أو معبوداتهم الأخرى) بحد ذاته، لذا ناسب أن يذكر معها "أنزل".

والوجه الثاني في الاختلاف مأخوذ من السياق، وهو أن قوم عاد لم يكن لهم رسول قبل هود عليه السلام، أما أهل مصر في عصر يوسف عليه السلام فقد عرفوا الأنبياء والرسل من قبل، مثل نبي الله إبراهيم عليه السلام. ولمّا كان أهل مصر قد سمعوا بالرسل والكتب التي أُنزلت عليهم جاءتهم الحجة بأن الله لم يذكر في شيء من كتبه أو على لسان رسله - التي وصلت إليكم أخبارها - ذكرًا لأسماء الأشياء التي تعبدونها من دونه، فأين دليلكم عليها؟ أما قوم عاد، فلم يكن قبلهم - والله أعلم - كتاب منزل، ولا رسول مرسل، إلا نوح عليهم السلام والمدة بينهم وبينه بعيدة لطول الأعمار في ذلك الزمن. وعلى هذا احتجّ عليهم نبيهم أن الله لم يؤتهم بيّنة تصدق قولهم في أن هذه الأشياء التي يعبدون. ومقصود هنا أي بينة ممكنة، ولأن البينة عامة والبينة الواحدة قد تكون ضعيفة، على عكس الكتاب المنزل من السماء بالوحي والذي يكون فيه من أوجه الإعجاز ومعرفة الغيب، ناسب أن يذكر معها "نزّل" لإنكار نزول البينات التي توافق دعواهم، وللإشارة أيضًا أن دعواهم لو كانت حقًا لأنزل الله لها بينات كثيرة تدعمها وتقويها لكي لا يغفل الناس عنها.

والله أعلم وأحكم.


المصادر والمراجع:
- تفسير الطبري
- تفسير القرطبي
- تفسير ابن كثير
- الكشّاف للزمخشري
- تفسير أبي حيّان
- كتاب بلاغة الكلمة في القرآن الكريم، الدكتور فاضل السامرائي
- بحث في صيغة "أفعل" بين النحويين واللغويين واستعمالاتها في العربية، الدكتور مصطفى أحمد النماس


dete.ctive2

Kudo___Shinichi
28-11-2014, 07:34 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أشكر لكم إخواني [بوح القلم] و [Hercule Poirot] لمشاركتيكما الرائعتين.
سنمدد الموعد النهائي لتسليم الابحاث حتى 12 ديسمبر لاعطاء فرصة لاكبر قدر من المشاركين. وبالتاكيد سيظل المجال متاحا للاخوة الذين تقدموا بابحاثهم لمراجعتها وتحديثها.

حزاكم الله خيرا جميعا.. وبانتظار المزيد من المشاركات.

اخوكم
Kudo___Shinichi

Kudo___Shinichi
30-11-2014, 11:07 AM
لإضافة شيء من الحماس والإثارة:
الجائزة ستكون عبارة عن قميص فاخر مطرز بشعار المنتدى
(ملاحظة: للفائز اختيار قياس القميص وطريقة إرساله)

http://s11.postimg.org/ntr9kah7n/MSOMS_T_Shirt.jpg

[ اللــيـــث ]
30-11-2014, 12:54 PM
إذاً حضر لي الحجم الكبير .. والكبير جداً :icon100:

أثير الفكر
2-12-2014, 01:34 AM
الجائزة مغرية :)

سأزيد على بحثي إن تيسر بعون الله

[ اللــيـــث ]
2-12-2014, 01:54 AM
^ وما أدراك أنك الفائز :icon100:


بعد ما قلته أعتقد بأن كودو سيفكر ألف مرة قبل أن ييمنحني الفوز .. لأن الحجم الكبير سيكلفه مبلغاً للتفصيل :icon100:

Kudo___Shinichi
13-12-2014, 12:31 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إخواني الأفاضل أخواتي الكريمات.. أشكر لكم جميعاً مشاركاتكم وجهودكم
انتهت المدة المحددة لتقديم الأبحاث وسنبدأ في تقييمها واختيار الفائز بإذن الله.

شكراً لكم مرة أخرى وتمنياتي للجميع بمزيد التوفيق والنجاح
Kudo___Shinichi

Kudo___Shinichi
27-12-2014, 09:13 PM
بسم الله الرحمن الرحيم


إخواني وأخواتي رواد المنتدى الكرام.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


أود ابتداء أن أعتذر لكم عن تأخر تقييم المشاركات وإعلان النتائج وعذري في ذلك كثرة المشاغل وحدة التنافس بين بعض المشاركات.
قبل الإعلان عن النتائج أود شكر كل المشاركين شكراً عميقاً ليس فقط لبذلهم الجهد في مشاركاتهم بل أيضاً للفائدة التي استفدتها شخصياً من بعض أفكارهم. ودعوني هنا أشارككم ما وصلت إليه بعد الاطلاع على مشاركاتكم وإتباعها بمزيد من البحث والتأمل:
أميل للرأي القائل بأن ليس في القرآن تكرار معان متشابهة بألفاظ مختلفة، أي أن "نزّل" و "أنزل" لا يمكن أن تكونا مترادفتين. أعجبني في بعض المشاركات القول الذي ألمح فيه إلى أن الفعل المضعف يدل دلالة أقوى على الحدث من الفعل غير المضعف، وساقني البحث حول هذه الجزئية إلى علم قديم حديث بدأه العرب وطوره الغرب (بعد أن تخلينا عنه للأسف!)، هذا العلم هو ما يسمى بعلم "صوتيات اللغة" Phonetics .
ملخص ما وصلت إليه أن علم الصوتيات لا يتعلق بلغة معينة دون أخرى بل هو علم يشمل كافة البشر (بل حتى أن البعض يرى أنه قابل للتطبيق على الأحياء الأخرى غير البشر!). خذوا مثلاً كيف أن الطفل حديث الولادة يبدأ بلفظ نفس الحروف مهما كان جنسه أو لغة مجتمعه. وخذ أيضاً كيف أنك بمجرد تكرار حرف الشين "ششششش" تستطيع أن تشعر السامع بأنك تطلب منه أن يركن ويخضع (حتى وإن لم يكن من البشر!)، ومثله تكرار حرف السين "سسسسس" تطلب منه الصمت والهدوء. وغيرها من الأمثلة.
ما يهمنا هنا هو أن الغرب طور هذا العلم وأوجد أصحاب كل لغة منهم أصولاً لتقنين هذا العلم وتطبيقه أكثر على لغاتهم، ومن أعجب ما وجدت في بعض الأبحاث أن لكل حرف أو "صوت" تردداً يتأثر به الدماغ بشكل يختلف عن تأثره بحرف أو "صوت" آخر. كما أن تكرار نفس الحرف (أو التردد) يؤدي إلى تاثير مختلف على الدماغ البشري، إلى غير ذلك. أليس هذا ما يجعل (حتى الأعاجم) يعجبون ويشدون عند سماعهم لآيات القرآن بإنصات؟!
أعود فأقول إننا للأسف فرطنا في هذا العلم الذي بدأه العرب أمثال الخليل الفراهيدي وغيره، فلم أجد بحثاً واحداً درس مثل هذا التأثير للحروف والأصوات العربية في الدماغ، والتعليل الوحيد الذي وجدته لأحد الباحثين العرب في رسالته للدكتوراة في هذا المجال هو أن السبب ضعف الإمكانيات وعدم توفر الأجهزة المتقدمة التي تتوفر للغرب لإجراء مثل هذه الأبحاث!!
البحث هنا يطول ويتشعب ولا أدعي هنا أني ألممت بكافة جوانبه، كل ما أردته هو مشاركتكم بما استفدته ودعوتكم إلى البحث أكثر في هذا العلم لعل الله يجعل على يد أحد رواد هذا المنتدى سد هذه الثغرة.
ولمن يحب الاستزادة من هذا الباب أحيله إلى كتاب "الصوت اللغوي في القرآن" للدكتور محمد حسين علي الصغيّر وهو كتاب إلكتروني رائع يمكن تحميله من النت واسمحوا لي أن أنقل منه هذين المقطعين:


"وبيان القرآن المجيد تلمح فيه الفروق بين مجموعة هذه الأصوات في إيقاعها، والتي كونت كلمة معين في النص، وبين تلك الأصوات التي كونت كلمة أخرى؛ وتتعرف فيه على ما يوحيه كل لفظ من صورة سمعية صارخة تختلف عن سواها قوة أو ضعفاً، رقةً أو خشونة، حتى تدرك بين هذا وذاك المعنى المحدد المراد به إثارة الفطرة، أو إذكاء الحفيظة، أو مواكبة الطبيعة بدقة متناهية، ويستعان على هذا الفهم لا بموسيقى اللفظ منفرداً، أو بتناغم الكلمة وحدها، بل بدلالة الجملة أو العبارة منضمّة إليه.
إن إيقاع اللفظ المفرد، وتناغم الكلمة الواحدة، عبارة عن جرس موسيقى للصوت فيما يجلبه من وقع في الأذن، أو أثر عند المتلقي، يساعد على تنبيه الأحاسيس في النفس الإنسانية، لهذا كان ما أورد القرآن الكريم في هذا السياق متجاوباً مع معطيات الدلالة الصوتية: «التي تستمد من طبيعة الأصوات نغمتها وجرسها» (1). فتوحي بأثر موسيقي خاص، يستنبط من ضم الحروف بعضها لبعض، ويستقرأ من خلال تشابك النص الأدبي في عبارته، فيعطي مدلولاً متميزاً في مجالات عدة: الألم، البهجة، اليأس، الرجاء، الرغبة، الرهبة، الوعد، الوعيد، الانذار، التوقع، الترصد، التلبث ... إلخ.
ولا شك أن استقلالية أية كلمة بحروف معينة، يكسبها صوتياً ذائقة سمعية منفردة، تختلف ـ دون شك ـ عما سواها من الكلمات التي تؤدي المعنى نفسه، مما يجعل كلمة ما دون كلمة ـ وإن اتحدا بالمعنى، لها استقلاليتها الصوتية، إما في الصدى المؤثر، وإما في البعد الصوتي الخاص، وإما بتكثيف المعنى بزيادة المبنى، وإما بإقبال العاطفة، وإما بريادة التوقع، فهي حيناً تصك السمع، وحيناً تهيء النفس، وحيناً تضفي صيغة التأثر: فزعاً من شيء، أو توجهاً لشيء، أو طمعاً في شيء؛ وهكذا.
هذا المناخ الحافل تضفيه الدلالة الصوتية للألفاظ، وهي تشكل في القرآن الوقع الخاص المتجلي بكلمات مختارة، تكونت من حروف مختارة، فشكلت أصواتاً مختارة، هذه السمات في القرآن بارزة الصيغ في مئات التراكيب الصوتية في مظاهر شتى، ومجالات عديدة، تستوعبها جمهرة هائلة من ألفاظه في ظلال مكثفة في الجرس والنغم والصدى والإيقاع." انتهى النقل من الكتاب


الآن.. عند التأمل في الآيتين محور هذه المسابقة تجد في الآية الأولى أن سيدنا هود عليه السلام يوبخ قومه ويخاطبهم بأسلوب قوي أقرب إلى التعنيف والهجوم، فتجد ألفاظاً في خطابه لهم مثل "أفلا تتقون" و "قد وقع عليكم رجس وغضب".. ويقابله رد عنيف من قومه فيقولون له "إنا لنراك في سفاهة" .. الخ. كل هذا الجو العنيف ناسبته كلمة "نزّل" قوية التأثير والتي أحس معها بنبرة التوبيخ بسبب تكرار حرف الزاي "ززز"
أما آيات سيدنا يوسف عليه السلام والتي تشعر لدى قراءتك لها بالمشاعر اللطيفة الهادئة وندائه لهم مرتين ب "يا صاحبي السجن" وقبل ذلك ما رأياه هما في سيدنا يوسف "إنا نراك من المحسنين" .. قارن كل هذا بالآيات السابقة من سورة الأعراف لخطاب سيدنا هود مع قومه وسنجد من الملائم أن يتضمن الخطاب لفظ "أنزل" اللينة الرقيقة.

ملاحظة: من اللطائف أنك إذا نظرت إلى وجهك في المرآة وأنت تقرأ كلمة "نزّل" (بالتشديد) فستجد تعابير الوجه مكشرة عن الأنياب وكأن اللفظ والصوت والصورة اتحدن جميعاً لوصف الموقف


والله أعلم


ختاماً .. أعتذر مرة أخرى عن الإطالة وأزف إليكم ترتيب نتائج المسابقة والتي كانت كالتالي:
في المرتبة الأولى الأخت [بوح القلم]
في المرتبة الأولى (مكرر) الأخ [Hercule Poirot]
المرتبة الثالثة الأخ [الليث]
المرتبة الرابعة الأخت [أثير الفكر]
المرتبة الخامسة الأخ [حفيد موسى]


وعليه فإن الجائزة يتشارك بها الأخت [بوح القلم] والأخ [Hercule Poirot] وسأقوم بالتواصل معهما بالرسائل الخاصة لمزيد من التفاصيل.
أشكركم جميعاً لمشاركاتكم وجهودكم والشكر موصول للأخ الإداري [أبو الوليد] لمشاركته في تقييم الأبحاث المتنافسة

تمنياتي للجميع بمزيد من التفوق والتوفيق


أخوكم،،
Kudo___Shinichi

[ اللــيـــث ]
27-12-2014, 11:36 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..

حياك الله أخي الكريم كودو
نهنئ الفائزين الأستاذة الفاضلة بوح والحبيب بوارو على المركز الأول ، يستحقان كل خير .. مبارك لهما :)
..
جزاك الله خيراً على هذه المسابقة الأكثر من رائعة والتي كانت حقاً ذو فائدة جليلة
فتح حواسنا وعقولنا للتمعن والتفكر بآيات الله عز وجل ، البحث عن مثل هذه المتشابهات تعطيك إدراك آخر ووجهاً
مغاير عن تفكيرك السابق .. لذلك أخي متى ما سنحت لكم الفرصة لا تقصروا إتجاهنا بالقيام بمسابقات مشابهة لهذه ، وجزاكم الله عنا خير الجزاء ..
..

هذا العلم هو ما يسمى بعلم "صوتيات اللغة" Phonetics .


معلومة جداً رائعة ، لكن ما الفرق بين هذا العلم ( Phonetics ) وعلم ( phonology ) ؟؟
لأن كلاهما يحوي نفس المعنى تقريباً .

رابط تحميل الكتاب للإستفادة : هنا (http://www.mediafire.com/?0g2u8qnugws5vs4)


.
.


رُبَّ شيءٍ ظَنَنتَ بِهِ خَيرًا .. لكنَّ شَرَّهُ مستورٌ ومحجوبُ

Hercule Poirot
28-12-2014, 04:40 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،

شكرًا لك أستاذي على هذه المعلومات القيمة والمسابقة المفيدة، والتي أرجو ألا تحرمونا من أمثالها ومن مشاركتكم في المستقبل. والشكر لأخينا أبي الوليد على مشاركته في تقييم الأبحاث. كان شرفًا لي المشاركة معكم. ومبارك للأخت بوح القلم فوزها بالمركز الأول.

زادنا الله وإياكم حبًا للعلم وعملاً بما نعلم.

dete.ctive2

aboalwleed
28-12-2014, 04:46 PM
بارك الله فيك أخي العزيز Kudo___Shinichi (http://www.msoms-anime.net/u3.html) على جهدك المبارك

و الشكر الجزيل موصول للأحبة المشاركين في المسابقة ، بارك الله فيكم وشكر سعيكم ..

استمتعت كثيراً بالمشاركة والاطلاع على ما كتبتموه من مشاركات طيبة

ولدي بعض الملاحظات حول المشاركات سأجملها في نقاط:

1- ضرورة الاستشهاد والإيعاز للمصادر ، فمن أسس الأمانة العلمية والبحث السليم نسبةُ القول لقائله.
2- ضرورة بذل الجهد الشخصي في شرح الفكرة المنقولة، فعدم قناعتك أو فهمك ينعكس على البحث بشكل عام.
3- ضرورة التصنيف الجيد للبحث، وتبويب النقاط وشرحها بسلاسة كي يُفهم استيعابك الكامل لما تقدمه.

هذا وبالله التوفيق ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

Kudo___Shinichi
28-12-2014, 05:17 PM
;3488316']


معلومة جداً رائعة ، لكن ما الفرق بين هذا العلم ( Phonetics ) وعلم ( phonology ) ؟؟
لأن كلاهما يحوي نفس المعنى تقريباً .

رابط تحميل الكتاب للإستفادة : هنا (http://www.mediafire.com/?0g2u8qnugws5vs4)


Phonetics يعنى بدراسة علم الأصوات دون تقييد بلغة معينة أما Phonology فيعنى بدراسة أصوات حروف لغة ما تحديدا|ً (العربية أو الإنجليزية مثلاً)

وشكراً جزيلاً لتوفير رابط تحميل الكتاب

[ اللــيـــث ]
29-12-2014, 12:34 AM
الله يبارك فيكم ، ويجزاكم الخير لا حرمنا الله منكم






رُبَّ شيءٍ ظَنَنتَ بِهِ خَيرًا .. لكنَّ شَرَّهُ مستورٌ ومحجوبُ

أثير الفكر
4-1-2015, 10:35 AM
معلومات قيمة ومسابقة رائعة

لأول مرة أسمع بهذا العلم :)

نفع الله بكم وأثابكم الأجر العظيم على جهدكم

ومبارك لبوح وبوارو

رفع الله قدركما دنيا وآخرة

بوح القلم
4-1-2015, 07:09 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته


سلمت أستاذي Kudo___Shinichi وبوركت جهودك الطيبة وجزيل شكري للمعلومات القيمة التي أتحفتنا بها


وشكري للأستاذ أبو الوليد لما أجاد به علينا في المشاركة بالتقييم


سلمت أخي بوارو ومبارك لك الفوز في المركز الأول


سلمتم أستاذي الليث وأثير الفكر ومبارك الفوز للجميع فمن لم يربح منا جائزة قد ربح معلومة


مسابقة رائعة بالفعل قد أفادتنا بتدبر كلمات القرآن والوقوف عند معانيها


فجزاك الله عنا كل خير