المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصة/ الفـــتــــاة و النيـــلوفــــر



قصاصات حلم
20-11-2014, 02:20 PM
http://up.msoms.ae/do.php?img=1930



http://up.msoms.ae/do.php?img=1933

يحكى أن فتاة تعيش في كوخ صغير في قرية ريفية جميلة وهادئة ~
كل صباح تجتاح الطرق الوعرة و الممرات الضيقة وسط كومة كثيفة من الضباب المُعتِم بمفردها لتشق طريقها إلى المدرسة، حاملة حقيبها المهترئة التي تحمل بضع أقلام و كراسين، إحداهما للمدرسة و الآخر ابتاعته صديقتها لها في يوم مولدها الفائت حينما كانتا عائدتين للمنزل~

و حينما يحين موعد الغداء، تذهب تحت شجرة معمرة تتسلقها و تنظر للشمس الدافئة و الغيوم التي تشبه حلوى القطن المبهرة و التي لم تشاهدها سوى مرة واحدة في حياتها حينما ذهبت لمهرجان في المدينة مع والديها و رافقتهما تلك الصديقة، بعيدة عن إزعاج الأطفال الذين ينعتوها كل يوم بالبائسة، و ألقاب أخرى حتى ما عاد ما يقولونه يهمها ~

تنزل الشمس رويداً من كبد السماء، و يعتدل الجو، في هذا الوقت يهرول كل الأطفال للعب معاً ملطخين ثيابهم بالطين، أو يجلسون للغناء بعشوائية أغان الطفولة بصوت يُزعج تلك الفتاة التي تتجنبهم و تعود للمنزل لتنهي فروضها قبل حلول الظلام #

بعد العشاء، تجلس عائلتها أمام التلفاز الصغير ذي الألوان الباهتة، في حين أنها تخرج للفناء
و في يدها قلم مكسور و كراس، تسطر في عالمها الخاص شيئاً لم يره و لن يراه أحد سواها،إذا ما شعرت بعدم الرغبة في الكتابة، تذهب للسقف و تتأمل السماء، حتى يحين موعد النوم فتهرع إلى الفراش ~



http://up.msoms.ae/do.php?img=1932

ينام الجميع، و تبقى هي مستيقظة، و حينما ينتصف الليل، تتسلل بخفة من فراشها إلى الخارج، و في إحدى يديها شمعة صغيرة، والأخرى تمسك بالقلم و الكراس نفسه!!

تمضي و من حولها يراعات مضيئة، تزين طريقها و ترقص لها على أنغام يعزفها صرار الليل، تستمر في المشي بلا خوف أو تردد نحو بركة ساكنة مياهها راكدة~

تطفئ شمعتها الواهنة رغم أن البدر يحجبه السحاب، و تتأمل زهرة نيلوفر البيضاء القابعة بعيدة عن زهور النيلوفر الأخرى، و التي تعد الأقرب إلى ناظري الفتاة الصامتة~

تتأمل الفتاة زهرتها المفضلة و تقول:
" أتعلمين؟! أنت جميلة حينما تكونين نائمة، تذكرينني بالأوقات الرائعة التي قضيتها مع..."

لم تكمل، إذ شقت الدموع طريقها عبر خديها المتوردتين:
" هل سترحلين قريباً؟! أرجوكِ إبقي معي أكثر، إني وحيدة بعد أن رحلت صديقتي إلى المدينة، ما عدت أعرف أين هي؟ اختفت في هذا العالم الكبير جداً"

توقفت قليلاً و تأملت الزهرة ثم فكرت:
" كلانا وحيدتان، فرغم وجود الناس من حولي فإني لا أحتك بهم، أخاف أن يرحلوا... الأمر مشابه بالنسبة لك، وحيدة رغم تواجد زهور النيلوفر في الجوار... "

http://up.msoms.ae/do.php?img=1844



ظهر البدر من جديد إثر انسحاب السحاب من طريقه ليضيء المكان ببريقه، نظرت الفتاة للبدر مطولاً و تأملته و من ثم لزهرتها، مسحت دمعها و هي تردد:
" ليس علي البكاء، ستعودين إليّ، و ستزهرين من جديد عما قريب، لتنعمي في سباتك بينما أواجه قسوة الحياة بقوة، سأمضي، فلأي شيء أكترث؟! سأخطو للأمام مهما كان طريقي وعراً..."

نهضت من مكانها و عادت لكوخها الدافئ لتنعم بنوم عميق فغداً يوم حافل تعزِم فيه التغيير ~





للقصة تتمة ~




http://up.msoms.ae/do.php?img=1931



http://i.imgur.com/jlX66g8.gif

أثير الفكر
21-11-2014, 11:44 AM
صدقي أني انتبهت لها لتوي =___=

لي عودة للتعليق بحول الله :""")

أثير الفكر
21-11-2014, 01:57 PM
سلام من الله عليك ورحمة وبركات

قصة هادئة ذات ألفاظ أنيقة ووصف رقيق يتناسب مع رقة النيلوفر ^^
أحببت فتاتكِ الانطوائية ، ذكرتني بالأنميات فغالبًا الفتاة الانطوائية رسامة فيها http://www.vb.eqla3.com/images/smilies/119.gif



يجلسون للغناء بعشوائية أغان الطفولة بصوت يُزعج تلك الفتاة التي تتجنبهم

أضحك الله سنكِ

تذكرت على الفور حفلات الروضة عندما يبدأ الأطفال بالغناء فلا تعين كلمة مما يقولون

خلا نغمات نشاز تتفاوت في طبقاتها :)



تمضي و من حولها يراعات مضيئة، تزين طريقها و ترقص لها على أنغام يعزفها صرار الليل، تستمر في المشي بلا خوف أو تردد نحو بركة ساكنة مياهها راكدة~

يالرقة وصفك أختاه :"")

أحببت المقطع كثيرًا



ظهر البدر من جديد إثر انسحاب السحاب من طريقه ليضيء المكان ببريقه، نظرت الفتاة للبدر مطولاً و تأملته و من ثم لزهرتها، مسحت دمعها و هي تردد:
" ليس علي البكاء، ستعودين إليّ، و ستزهرين من جديد عما قريب، لتنعمي في سباتك بينما أواجه قسوة الحياة بقوة، سأمضي، فلأي شيء أكترث؟! سأخطو للأمام مهما كان طريقي وعراً..."

نهضت من مكانها و عادت لكوخها الدافئ لتنعم بنوم عميق فغداً يوم حافل تعزِم فيه التغيير ~

أحببت لحظة التنوير هذه ^^

أتوق للتتمة

+

لطالما ارتبط اسم النيلوفر في عقلي بقصيدة ابن زيدون بسبب هذا البيت

سرى ينافحُهُ نيلوفرٌ عبقٌ،...وَسْنَانُ نَبّهَ مِنْهُ الصّبْحُ أحْدَاقَا

تحياتي ~

قصاصات حلم
21-11-2014, 06:45 PM
سلام من الله عليك ورحمة وبركات







وعليك منه السلام و الرحمة و البركات :)



قصة هادئة ذات ألفاظ أنيقة ووصف رقيق يتناسب مع رقة النيلوفر ^^
أحببت فتاتكِ الانطوائية ، ذكرتني بالأنميات فغالبًا الفتاة الانطوائية رسامة فيها







شكراً جزيلاً ~
لا شك أن فتاتي الانطوائية سعيدة جداً لسماع هذا
ربما لم أوضح الأشياء كما يجب -_- : تلك الفتاة لا ترسم إنما تكتب



أضحك الله سنكِ

تذكرت على الفور حفلات الروضة عندما يبدأ الأطفال بالغناء فلا تعين كلمة مما يقولون

خلا نغمات نشاز تتفاوت في طبقاتها







جميـــــــــــــــــــل،
قصاصات دائماً ما تكون الأكثر بعداً من المناسبات و الاحتفالات كهذه >__< فالهدوء عشقي
رغم هذا لا تزال هذه الأصوات تطن في أذني بين فينة و أخرى حينما تلعب أختاي فأطردهما من المكان




أتوق للتتمة







لا أدري ما أقول Icon108، علقت في منتصف الفصل القادم منذ أيام/ أفتقد الهدوء و أحياناً الإلهام icon147icon147



لطالما ارتبط اسم النيلوفر في عقلي بقصيدة ابن زيدون بسبب هذا البيت

سرى ينافحُهُ نيلوفرٌ عبقٌ،...وَسْنَانُ نَبّهَ مِنْهُ الصّبْحُ أحْدَاقَا







سبحان الله، و بسبب هذا البيت تعرفت على زهرة النيلوفر بشكل أكبر و وقعت رسمياً في عشقها ~

أثير الفكر
21-11-2014, 07:03 PM
هههههههههههه

لاتقلقي عزيزتي ، الإلهام لا يأتي كل وقت

لاشك أنك تعرفين أحلام مستغانمي ، رغم كونها ضليعة في اللغة والأدب إلا أنها صرحت بأنها تمكث سنة أو أكثر في تأليف الروايات باستثناء كتابها نسيان :)


تصدقين روايتي حتى الآن لم يأتِ لي إلهام لإكمالها يسعدني أن تزوريها ^^

قصاصات حلم
21-11-2014, 07:07 PM
سبحان الله!! لهذا لحروفها جمال من نوع خاص تبارك الرحمن

سأفعل بإذن الله ~
تفعلين خيراً إن أرسلت لي رابط الرواية :)

قصاصات حلم
24-11-2014, 04:46 PM
http://up.msoms.ae/do.php?img=1930

الفتـــــاة و النيــــلوفر (التغيير)


يعلن الصباح حضوره بعد ليل مكتمل الجمال بإنارة القمر،
ليغدو الظلام نوراً، و السكون حركةً، و التعب نشاطاً،
و حال الفتاة التي كان تعيساً بالأمس مفعماً بالتفاؤل اليوم ~




فتاة أسماها والداها لِيانا Leyana أو كما تختصر لِينا Lena
أو بحذف الألف فتصبح لين كما كانت صديقتها تناديها،
عاشت عشرة شتاءاتٍ مرت عليها بكامل تفاصيلها،
و ما زال لديها بضعة أشهر لتعيش شتاءها الحادي عشر...
ما خلت يوماً أن تصبح تعيسة، وحيدة، مرمية على هامش الحياة
كلعبة طفل رحل و تركها في زاوية غرفته البالية لأنه صار شاباً الآن كما يدّعي،
ما ظنت يوماً أنها باتت ظلاً تخاف النور،
و أنها بالرغم من كونها أصبحت ظلاً فهي تشعر بالخوف من الظلال الأخرى المحيطة ~




" هيـــــــــــــــا"،
هتفت بهذه الكلمة بعد تنهيدة طويلةٍ،
و إن كان هتافها همساً رقيقاً في الحقيقة،
لكن لفتاة اعتادت الصمت بذلت جهدها لأجل إطلاق هذا الهتاف~




" ما عاد للبؤس الذي يدعونه وجود... لتغيير الحال عليّ بالمواجهات... يمكنني فعلها و العودة كالسابق لأني قوية... و لأنه لا يجدر بي الانسكار و السقوط... لا تزال لدي عشرات السنين لأعيشها"،

هكذا كانت تتحدث داخلياً مع عقلها و عاطفتها، و روحها، و سائرها ~




لا تحسب الصامت لا يتحدث،
ففي مكنوناته أحاديث لا تنتهي...
تفوق عدد الأحاديث التي يتحدثها من اعتاد التحدث،
فهي أحاديثٌ ما لم يكن يُدِرها عقله الواعي
فإن العقل اللاواعي يلعب دوراً مهماً في هذه الأحاديث
التي تتضارب بين يأس و أمل،
بين انحباط و عزيمة،
بين ضعف و قوة،
و بين استحضار الماضي المؤلم و تأمل مستقبلٍ حالم~





http://up.msoms.ae/do.php?img=1932


كتقليد عائلي ليوم الجمعة من الأسبوع الثامن و الثلاثين من العام
والتي لا تستطيع لِينا الانفكاك عنه،
خرجت الأسرة في الصباح الباكر
لمنتصف المزرعة لتأدية صلاتهم
ليبارك الرب -كما يعتقدون- في مزروعاتهم
و الذي هو مصدر دخلهم الوحيد،
تلى الجد الصلوات
و رددت العائلة معه عدا لينا التي لم تحرك إلا شفتيها ~




ترى لينا أن ما يفعلونه مجرد تراهات
خلفها تيه أجدادها و ابتدعتها عقولهم الصغيرة،
فـهي ترى أنها رغم كونها من هذه القرية
إلا أن روحها تحلق حول أضواء المدينة الباهرة
التي رأتها لمرة واحدة،
و لكم تعلق قلبها بها فأحبتها على غرار قريتها الصغيرة النائية ~




بعد عودة العائلة للمنزل بعد إنهاء ذاك الطقس تناولت إفطارها،
انتهزت والدة لينا لتسألها: "كيف تلبين في المدرسة" ؟!
ردت: "جيد"
عادة تومئ برأسها لتجيب عن أسئلة كهذه،
ابتسمت والدتها لها،
في الوقت الذي انطلقت فيه لينا مسرعة خارج المنزل
لئلا تسالها والدتها مزيداً من الأسئلة،
مسترجعة في بالها تلك العبارات التي سبق و أن رددتها لنفسها~





http://up.msoms.ae/do.php?img=1932


في المدرسة،
قبل أن تدفع لينا الباب الخشبي لتدخل،
تمتمت ببضع كلمات لتشجعها إذ تنوي تحية الجميع،
أخذت نفساً عميقاً و فتحت الباب بهدوء لم يُشعر أحد بدخولها،
حينها أكملت فتحه بقوة أكبر جعلت الكل ينظر إليها بصمت
و رمقها بنظرة غريبة ألجمت شفتيها الصغيرتين فلم تقل شيئاً،
ثوان و عاد الجميع إلى ما كانوا عليه و عاد الصخب للمكان..
رددت في نفسها: " لم أنجح "


جرّت حقيبتها و جسدها الثقيل المحبط
لطاولتها ذات الحالة البائسة و الواقعة في آخر سطر على طرف الغرفة
حيث تقبع نافذة مكسورة، فحينما تمطر بعنف تبتل ثبابها و تحاول إنقاذ كُراساتِها في وضع الحقيبة في مكان آمن،
حينما جلست لم يجلس الإحباط معها، إذ قالت لنفسها: "لا تزال هناك فرصة" ...




حينما بدأت الشمس تجر ذيولها
لتنسحب معطية المجال للقمر
الذي بات يتقلص شيئاً فشيئاً كقطعة بسكويت حلوة المذاق تُلتهم،
خرج الزملاء للحديقة للعب لعبة الإختباء و البحث،
فانضمت لينا معهم بعد أن قبِلوا ذلك...




أخذت الأرقام في العد تأخذ مجراها العكسي من الخمسين للصفر،
بينما تبعثر الأطفال هنا و هناك كمن صوب كرة البلياردو البيضاء نحو الكرات الملونة العشر المرتبة،
ليذهب كل واحد إلى حيث تسوقه قدماه، أو إلى حيث يعتقد أن لا أحد سيجده ~




المكان الأول و الأخير الذي فكرت فيه لينا
هو البركة حيث تقيم زهرة النيلوفر،
هرعت إليها تحمل بشراها السّارة لزهرتها تلك
عن التحوّل الذي حصل في حياتها،
عن زملائها الذين رحبّوا بها للعب معهم،
كما سَخِرت من طقوس عائلتها،
كانت مبتهجة كطفل بريء لم تُلطِخ الحياة وجهه بمرارتها،
و دون أن تشعر داهمها الظلام و لم يعثر عليها أحد !




أيعقل أن أحداً لم يجدها؟!
أيمكن أن يكونوا قد رحلوا لمنازلهم تاركينها!!
كيف يفعلون هذا و قد كانت جزءاً من اللعبة!!




سحبت لينا هذه الأفكار من عقلها
حاولت إقناع نفسها بأن اللعبة لم تنتهي بعد،
من خلال تأمل زهرتها التي تكاد تنام،
أرادت إخراج كراسها و القلم لتدوين شيءٍ ما
فتذكرت أنهما تحت تلك الشجرة العتيقة في باحة المدرسة مع حقيبتها ~





http://up.msoms.ae/do.php?img=1932


كانت السماء صافية و النجوم تزين السماء،
و الجو بات أبرد من ذي قبل.
قررت العودة لاستعادة حقائبها و من ثم العودة للمنزل،
مشت للمدرسة باهتداءٍ من نور اليرعات المضيئة المتراقصة،
والتي لم تتمكن من الإحالة بينها و بين الرجفة التي لازمتها بسبب البرد و الظلام و الخوف المسيطر في قلبها،
كما لم يساعدها القمر في شيء إذ لا يزال وليد اللحظة، فبالكاد يرسل إشارة تعلن وجود نبض له في السماء ~




مضت، و مضت، في غابة ظلماء و هي تطمئن نفسها بأن لا شيء مخيف من خلال أغنية ألفتها في الوقت نفسه:
اليراعات ترقص بسعادة ...تحت ضوء بدر جميل
و تنشد أغنية الصداقة... بأن نظل طوال السنين

بلا كلمات متناسقة أو لحن ثابت...




كانت تظن أنها حينما ستغني ستنسى وحشة الطريق
إلا أن وِحشة الرحيل لازمها مع وحشة الطريق،
و حينما ألتحما بعنف أسقطا دمع لينا اليائسة ~

فقالت بصوت واهن:
" لماذا يحدث كل هذا لي وحدي؟!
ما خطب الحياة لم تقرر تصيّد أحدٍ سواي؟
الجميع يبتسم و يبتهج و أنا متكورة في أحزاني
لا يحق لي الابتسام بعدما حدث ما حدث "




كانت يائسة، منهارة من الألم، منهكة بعد يوم طويل،
ترتجف خوفاً و تشعر برجفة البرد الأقل وطأً عليها
و الجوع يطرق أبواب معدتها الفارغة من كل مكان،
فوق كل هذا ضآلة في مكان ما من القرية لا تبصر الطريق ~




تكورت مع أحزانها تحت شجرة في الجوار تهدأ حالها و تُدَفِّأَ روحها وبينما كانت هائمة غرقت في نوم عميق ~



انتهى الفصل
جميل أن أجد انتقاداً أو تعليقاً، فبالنقد نحسن من مهاراتنا =)

http://up.msoms.ae/do.php?img=1931

أثير الفكر
25-11-2014, 06:32 PM
ستكون لي عودة مفصلة بحول الله. :)

أثير الفكر
26-11-2014, 03:42 PM
بسم الله ماشاء الله

حماك الله قصاصات ، قرأتها وأحببتها بكل جوارحي

الوصف رقيق هادئ ، أتعرفين شعور المخمخة أثناء شرب القهوة ؟؟

ذاته شعرت به هنا وهذا يدل على إبداعك

الأخطاء هنا طفيفة وكلها أخطاء نحوية سأوضحها لكِ بعد الاستيقاظ من النوم xD

وسأضع لكِ إعراباتها لكوني أعشق الإعراب

وصدقيني للحرف أحجية لا يحلها سواكِ

شكرًا غاليتي على إمتاعنا

+
يبدو أن البعض يجهل الجمال المتربع هنا لذا عن إذنك سأرسل دعوات له :)

قصاصات حلم
26-11-2014, 07:07 PM
بسم الله ماشاء الله

حماك الله قصاصات ، قرأتها وأحببتها بكل جوارحي

الوصف رقيق هادئ ، أتعرفين شعور المخمخة أثناء شرب القهوة ؟؟

ذاته شعرت به هنا وهذا يدل على إبداعك

الحمد لله حق حمده
و حماك أخيتي اثير =)
هذه المرة الأأولى التي أسمع فيها كلمة المخمخة، هلا شرحتي معناها إذا سمحت ؟!



الأخطاء هنا طفيفة وكلها أخطاء نحوية سأوضحها لكِ بعد الاستيقاظ من النوم xD

وسأضع لكِ إعراباتها لكوني أعشق الإعراب

الحمد لله أن الأخطاء قليلة ، خذي وقتك و ارتاحي جيداً أخيه :)
لا بأس أحب الإعراب فهي تذكرني بحصص اللغة العربية ~



وصدقيني للحرف أحجية لا يحلها سواكِ

شكرًا غاليتي على إمتاعنا

icon26:redface::redface:




يبدو أن البعض يجهل الجمال المتربع هنا لذا عن إذنك سأرسل دعوات له

سأكون ممتنة إن فعلت ذلك =)

أثير الفكر
26-11-2014, 07:55 PM
لم أنم لأني عزمت على النوم بعد العِشاء icon26




هذه المرة الأأولى التي أسمع فيها كلمة المخمخة، هلا شرحتي معناها إذا سمحت ؟!


هههههههه

مخمخة كلمة عامية في لهجتنا تعني قمة الانتشاء بشيء ما ^^

مثل ذاك لشعور الذي يحس به شارب القهوة عن محبة >> باعتباري من عشاق القهوة xD


نبدأ باسم الله بالنحو 8wq4 :



شتاءها الحادية عشرة...


العدد إن جاء بعد معدوده فإنه يُعد صفة له

والصفة من التوابع توافق موصوفها في التذكير والتأنيث والحركة الإعرابية

فنقول :

( شتاءها الحادي عشر )




إلا أن يروحها يحلق حول أضواء المدينة الباهرة


أظنكِ قصدتِ روحها تحلق ^.^



بنظرة غريبةألجم



ألجمت - بتاء التأنيث -

عندما يتأخر الفعل عن فاعله يجب تأنيثه

- أشعر بأنها خطأ نتيجة العجلة فقط iconQ -



لطاولتها ذي الحالة البائسة


طاولة مؤنث فالصواب أن نقول ( ذات الحالة البائسة :) )




من الخمسون للصفر،


من حرف جر وما بعده يُجر بسببه

وخمسون من ألفاظ العقود والتي تعد ضمن ملحقات جمع المذكر السالم التي ترفع بالواو وتر وتنصب بالياء

فالصواب أن نقول ( من الخمسين ) لكونها مجرورة بحرف الجر ^_^



نأتي للتعقيب المفصل على الألق هنا gdon :



لا تحسب الصامت لا يتحدث،
ففي مكنوناته أحاديث لا تنتهي...
تفوق عدد الأحاديث التي يتحدثها من اعتاد التحدث،
فهي أحاديثٌ ما لم يكن يُدِرها عقله الواعي
فإن العقل اللاواعي يلعب دوراً مهماً في هذه الأحاديث
التي تتضارب بين يأس و أمل،
بين انحباط و عزيمة،
بين ضعف و قوة،
و بين استحضار الماضي المؤلم و تأمل مستقبلٍ حالم~


جمع المتضادات هنا أكسب النص ألقًا ذو فرادة

وُفقتِ في الأفاظ ها هنا



تمتمت ببضع كلمات لتشجعها إذ تنوي تحية الجميع،
أخذت نفساً عميقاً و فتحت الباب بهدوء لم يُشعر أحد بدخولها،
حينها أكملت فتحه بقوة أكبر جعلت الكل ينظر إليها بصمت
و رمقها بنظرة غريبة ألجم شفتيها الصغيرتين فلم تقل شيئاً،
ثوان و عاد الجميع إلى ما كانوا عليه و عاد الصخب للمكان..
رددت في نفسها: " لم أنجح "


صدقًا أشفقت على لينا *^*

صحيح بطلة روايتي اسمها لينا gdon




حينما بدأت الشمس تجر ذيولها
لتنسحب معطية المجال للقمر
الذي بات يتقلص شيئاً فشيئاً كقطعة بسكويت حلوة المذاق تُلتهم،
خرج الزملاء للحديقة للعب لعبة الإختباء و البحث،
فانضمت لينا معهم بعد أن قبِلوا ذلك...




قطعة بسكويت حلوة المذاق

قتلني الوصف ، رباه ما أرقه icon26_____ icon26



أيعقل أن أحداً لم يجدها؟!
أيمكن أن يكونوا قد رحلوا لمنازلهم تاركينها!!
كيف يفعلون هذا و قد كانت جزءاً من اللعبة!!






سحبت لينا هذه الأفكار من عقلها
حاولت إقناع نفسها بأن اللعبة لم تنتهي بعد،
من خلال تأمل زهرتها التي تكاد تنام،
أرادت إخراج كراسها و القلم لتدوين شيءٍ ما
فتذكرت أنهما تحت تلك الشجرة العتيقة في باحة المدرسة مع حقيبتها ~


صدقًا أشفقت عليها من كل قلبي *^*

أبدعتِ بحق أهنئكِ غاليتي http://www.msoms-anime.net/images/smilies/SnipeR%20(48).gif



صدقًا تحممممست للتتمة فلا تتأخري علينا >_____________<

هدية صغيرة أرجو أن تعجبك :


http://i.imgur.com/3O7xR8V.png



http://i.imgur.com/hDo5lmg.png

http://i.imgur.com/KsXqhPh.png


أو :

http://up.msoms.ae/do.php?img=1930

http://up.msoms.ae/do.php?img=1931

http://up.msoms.ae/do.php?img=1932


http://up.msoms.ae/do.php?img=1933

Jomoon
26-11-2014, 08:06 PM
السلامـ عليكمـ ورحمة الله وبركاته~

ربي يبارك فيك
على القصة الراائعة
أحببت السكون في القصة ورحلت معها بعيدا
ربي يوفقك
في حفظ المولى،،

Hikari
27-11-2014, 01:00 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. للحظة تذكرت قسم القصص الكونانية xD
راقني أسلوب كاتب القصة
اختيارك للكلمات ووصفك للأحداث رائع جدا *^*
لا خبرة لي بهذا المجال لذا أدع النقد لأهله xD
احسبيني متابعة وبترقب الفصول القادمة ^.^

قصاصات حلم
27-11-2014, 04:58 PM
عزيزتي أثير/



نبدأ باسم الله بالنحو
8wq4
: .......


جزاك ربي خيراً على تصحيح الأخطاء، قمت بتعديلها =)







نأتي للتعقيب المفصل على الألق هنا
gdon
:


لا تحسب الصامت لا يتحدث،
ففي مكنوناته أحاديث لا تنتهي...
تفوق عدد الأحاديث التي يتحدثها من اعتاد التحدث،
فهي أحاديثٌ ما لم يكن يُدِرها عقله الواعي
فإن العقل اللاواعي يلعب دوراً مهماً في هذه الأحاديث
التي تتضارب بين يأس و أمل،
بين انحباط و عزيمة،
بين ضعف و قوة،
و بين استحضار الماضي المؤلم و تأمل مستقبلٍ حالم~



جمع المتضادات هنا أكسب النص ألقًا ذو فرادة



وُفقتِ في الأفاظ ها هنا




الحمد لله حق حمده :)



صدقًا أشفقت على لينا *^*

صحيح بطلة روايتي اسمها لينا
gdon

لينا تشكر تعاطفك معها :)
أجل رأيت ذلك...
في بادئ الأمر احترت بين اسمي لينا و سارة واخترت في النهاية ليانا (لينا)، كان ذلك قبل أن أقرأ روايتك
شعرت أنني إذا ما كتبت اسم سارة سيعتقد أن أحداث قصتي في دولة عربية، هي ليست كذلك و بإذن الله تتضح المعالم فيما بعد *_*





قطعة بسكويت حلوة المذاق

قتلني الوصف ، رباه ما أرقه icon26_____ icon26












أبدعتِ بحق أهنئكِ غاليتي http://www.msoms-anime.net/images/smilies/SnipeR%20(48).gif








شكراً لك :blushing::blushing:





صدقًا تحممممست للتتمة فلا تتأخري علينا >_____________<

هدية صغيرة أرجو أن تعجبك :








أحاول انهاء الجزء القادم في أقرب وقت بإذن الله
هداياكِ الصغيرة تحمل سعادات كبيرة لنا anijhgicon26icon26
جزاك ربي السعادة :)
اخترت الفاصل الثاني لأضع هنا و الآخر لأضعه في مدونتي فكلاهما جميل تبارك الرحمن و احترت كثيراً ماذا أختار

قصاصات حلم
27-11-2014, 05:07 PM
السلامـ عليكمـ ورحمة الله وبركاته~

ربي يبارك فيك
على القصة الراائعة
أحببت السكون في القصة ورحلت معها بعيدا
ربي يوفقك
في حفظ المولى،،







و عليك السلام و الرحمة =)
آمين و فيكِ
3> شكراً جزيلاً لك
سعدت بمرورك هنا
آمين و يوفقك كذلك
حفظكِ خالقي








السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. للحظة تذكرت قسم القصص الكونانية xD
راقني أسلوب كاتب القصة
اختيارك للكلمات ووصفك للأحداث رائع جدا *^*
لا خبرة لي بهذا المجال لذا أدع النقد لأهله xD
احسبيني متابعة وبترقب الفصول القادمة ^.^








و عليك السلام و رحمة الله و بركاته =)
اعتقد أن الأسلوب الذي راق لك ما هو إلا انعكاس لرقيكِ
الحمد لله حق حمده :)
سعيدة جداً لسماع هذا
حفظكِ خالقي

قصاصات حلم
28-11-2014, 07:46 PM
http://up.msoms.ae/do.php?img=1930
الفتاة و النيلوفر (اليأس) ~




http://up.msoms.ae/do.php?img=1932

قطرة فقطرة،
فـ قطرة أخرى،
فـ قطرات تتوالى تِباعاً،
ايقظت نزولها بحنان مصطنع لينا النائمة تحت تلك الشجرة
بينما يزال الليل قائماً،

بعدها هاجت القطرات معلنة عنفوان عاصفة!! ~




انتشلت لينا شِتاتها بصعوبة بالغة،
فاليأس فَتك بها إينما فتك،
و بجسد مترنح سارت خطوات هزيلة و واهنة نحو المدرسة لانقاذ كُراسها من الغرق،
و لحماية الذكرى الغالية التي يحويه من الضَّياع،
و هي تذكر صفاء السماء قبيل نومها،
فـ سبحان مبدل الأحوال!!




تصارع لينا قوة هائلة
قوة تحاول إلصاقها بأديم الأرض في الوهلة التي تُرخي فيها مقاومتها،
و قوة العاصفة تشتد شيئاً بعد شيء
عازفةً للناس لحناً ثائراً، و
حمداً لله على عنايته الإلهية أن شيئاً سيئاً لم يمس لينا ~





http://up.msoms.ae/do.php?img=1932

في هذه العاصفة،
اختفت اليراعات،
اكتفى صرار الليل من الغناء،
و توقفت الأشجار عن بث الراحة و باتت أشباحَ ليلٍ كئيبةً،
كما زال بصيصُ أملٍ كان باقياً في روحها فتمنَّت أن تنزلق قدمها من حافة ما و تهوي للموت ~




حينما يصبح الجسد يائساً من الحياة،
يمسي كـ آلة تعيش لأن واجبها أن تنفذ طلبات مأموريها …

وفاءً لصديقتها تجاهلت كلَّ مشاعرها،
انهاكها، تعبها، و رسائل روحها
لتلتقط الكراس التي بات انقاذه مستحيلاً،
و هي تنظر إليه ببرود و تقول:
"رائع... لقد متَّ أخيراً، كما ماتت مشاعري" ~




و حملت حقيبتها المرتوية بالماء حق ارتواء
و عادت أدراجها بخطى منظمة غير آبةٍ بشيء،
الوحل يلطخ أخمص قدميها،
و فستانها مشبع بالمياه
و جسدها يرتعش~





http://up.msoms.ae/do.php?img=1932

انسلت من فجوةٍ بين الباب و إطاره بهدوء تام،
بينما يقطر الماء من فستانها
و يدهن الوحل العالق في قدمها أرضية المنزل
حتى هما رفضا البقاء معها!!
حينما مرت بجانب الغرفة حيث تجلس عائلتها عادةً
رأت والدتها تبكي الحزن على اختفائها،
قالت لينا لنفسها:
"امرأة بائسة!!"،

و كشبح عائم كالمعتاد لم يشعر بمرورها أحد،
اتجهت لغرفتها و هي تفكر كيف لم يجدها أحد؟!،
بعدها استبدلت ملابسها و ارتمت في فراشها ~




أهكذا يلتهِِمُ اليأس بنهم عناقيد الأمل اللذيذة؟!
هل باتت أمها بالصباح في عينيها امرأة بائسة في المساء؟
هل ما عاد للفتاة شيءٌ تبالي لأجله!
أسبب هكذا يسوِّغ ردود أفعالها الجامدة؟!
أم… أن ما تبدل من مشاعرها لا يُسوِّغ ما صارت عليه ~





http://up.msoms.ae/do.php?img=1932


أصوات خطوات،
هتاف ما،
أصوات خطوات أخرى،
صلاة و دعاء يتخلله دموع فرح،
و صمت مطبق من جديد...

هكذا مر آخر الليل على لِينا نائمة
خلته حلم عابر مر كبقية الأحلام،
لكنه كان واقعاً جرى حينما عُثر عليها نائمة في فراشها ~





http://up.msoms.ae/do.php?img=1932


تدلت خيوط الشمس مداعبة وجه لينا الشاحب،
حسبتها قد أشرقت تواً،
فتحت عينيها بصعوبة و تأملت الخارج من مكانها
و افترضت أن منتصف اليوم قريب جداً،
و رائحة الطين المبلل تعطر أنفاسها ~




لم تتمكن من حمل رأسها الثقيل،
أو إبقاء عينيها مفتوحتين لفترة أطول،
فدرجة حرارتها تعلن عن غيانٍ داخليٍّ،
مما دفعها للاستسلام لنوم عميق ~




من جديد عادت للحياة،
شعرت بأن كل جزء من عظمها يتهشّم،
و الحمى لا تزال عالية،
قالت لنفسها :
"تبا لك أيتها الحمى" ~

قبل أن تفقد وعيها من جديد،
استدارت نحو الطاولة المجاورة للسرير لتجد طعام الإفطار وقنينة مياه،
و رسالة من والدتها كتب فيها :
" تعلمين أن موعد الحصاد يبدأ اليوم،
لتعذريني لم استطع البقاء جوارك،
بعد رحيل أخويك قلَّت الأيادي العاملة و بات العمل شاقاً،
خصوصاً بعد العاصفة التي دمرت من المحاصيل ما دمرت،
و اشبعت الأرض ما أشبعت،
فبات من الصعب تحرير القدمين الغائصتين فيها..
ستأتي أختك الكبرى في المساء حاملة مفاجئة سارّة،
ارتاحي جيداً و كوني بخير قبل وصولها.
أمك "

علقت لينا:
"هل تسخر مني؟! لا أريد لأحدٍ أن يبقى معي... مطلقاً "~


ما خطبك لينا؟ لست بهذه القوة، تحتاجين الحنان!!
لكأن صوتاً معاتباً خرج من أعماقها، قاومته بعناد و تناولت طعامها و عادت للنوم ~




الساعات التالية أعلنت استسلام لينا للحمى،
كانت تهذي و تنادي أحدهم ليأتي لها بشيء يخفف الحمى عنها،
بصوت واهن يُكاد يسمع،
نادت أفراد المنزل تِباعاً:
أمها، أباها، جدها، جدتها، أخاها المهاجر للمدينة، أختها المتزوجة،
لم يجبها أحد، فما كان لها إلا النوم ~




http://up.msoms.ae/do.php?img=1932


استمر حالها ليومين متتالين قبل أن تزول الحمى تماماً،
و تستعيد جزءاً كبيراً من نشاطها ~

صباح اليوم الثالث،
انتشرت غيومٌ بيضاء متفرقة في صفحة السماء الزرقاء
كانتشار حلوى القطن في أيادي الأطفال الصغار في ذاك المهرجان السعيد،
نظرت لينا للسماء بعينين باردتين لا حياة فيهما،
لم تستشعر جمال الغيوم من حولها،
أو تستحضر حلوى القطن ذاك ككل مرة،
رغم هذا تأملت السماء مطولاً~




أصوات خطوات صغيرة تقرع بلطف أرضية الكوخ،
تقترب نحو غرفة لينا و تفتح يدٌ صغيرة الباب بحماس:
"صباح الخير"~

الصمت كان الشيء الوحيد الذي تريد لينا مصافحته اليوم،
و لا شيء غيره،
لم تكن في مزاج يسمح لها لقاء أحد،
و ها هو المشاكس الصغير قد أفسد كل شيء ~




هذا المشاكس الصغير ما هو إلا المفاجئة
التي أحضرتها أختها الكبرى للمنزل مع أخيه الصغير،
تأففت لينا لاقتحامه غرفتها،
و حينما استدارت وجدت والدتها تضمه
و هي تدعوها للانضمام لهذا العناق،
فقالت الأخيرة:
" يا إلهي تأخرت عن المدرسة".

هرولت بعدها لترتيب حاجياتها
و نجحت كما العادة في التهرب من ذاك العناق




_ يحدث أن تموت رغبتك في كل شيء و لا تبالي _

حينما نصل لحالة يكون فيه الأمل ليس الشعور الوحيد الذابل في قلوبنا،
بل كلُّ المشاعر...
كلها تسقط بعده،
واحدة تلو أخرى...
حتى نعتاد العيش هكذا بلا مشاعر،
نفقد إنسانيتنا،
نعيش وكأننا آلات،
نصمت كثيراً،
نتحرك كثيراً،
لا نبوح،
لا نبكي،
فقط نعيش إذا ما كان ذلك يسمى عيشاً حتى... *




http://up.msoms.ae/do.php?img=1932


وقت تناول الإفطار، لم يكن المكان هادئاً كما العادة
تسائلت لينا بضجر:
" متى تأتي ماريا لأخذ الفأرين من هنا "
(قصدت فيليكس و ليون ابني أختها الكبرى) ~

والدة لينا:
" أختك ذهبت للعمل في الشرق الأوسط
كخادمة و تركتهم أمانة هنا،
لأجل أن نعيل أسرتها و تساعد حالنا البائسة"

همست:
" لأجل زوج يُقامر ليل نهار، هي البائسة و لسنا نحن!! "

حملت حقيبتها التي تحمل كُراسة جديدة
و غادرت على عجل منزعجة من الحال الذي باتت عليه بعدما انضم الشقيان متعللة:
"هذا ما كان ينقصنا، ليتها رمتهما في الشارع فحسب"

و هي عاجزة عن تكهن مجرى سير الأيام القادمة





http://up.msoms.ae/do.php?img=1932



خطوات واهنة
لشخص غارق في دوامة لا منتهية من الأفكار
تتقدم بحرص لغرفة الصف
بعد غياب يومين عنه،
لم تبالي لشيء
حتى طاولتها التي اعتادت أن تكون في حالة مزدرئة
بعد الأمطار و التي تحوي كتبها المدرسية،
حينما لم يفصل بينها و بين الباب سوى خطوة واحد سمعت أحدى الزميلات تقول :
" رفاق … "

التفَّ الجميع بحماس ليعرفوا ما تخفيه:
"أتذكرون حينما شعرت أنَّ هناك أحجية ناقصة في لعبة الإختباء و البحث…"

اشتعل فتيل الفضول في الجميع، فأكملت:
" نسينا تماماً أن لينا كانت جزءاً من اللعبة..."




أيعقل أن شيئاً كهذا قد حصل؟!

تبادل الجميع نظراتهم لبعض فيما قال أحدهم:
"على ذكر لينا، لم نشاهدها منذ ذاك الوقت"

أكمل الآخر مازحاً:
"أيعقل أن الغابة ابتلعتها!!"

و التحمت الأصوات الحائرة و الأصوات الساخرة معاً
فكان من الصعب فهم ما يقولونه
في الحين الذي تخشبت فيه لينا بسبب ما سمعته،
غير قادرة على وضع النقاط على الحروف من الصدمة ~




جاء صوت المعلمة من خلف لينا قائلة:
"صغاري، ما الذي تفعلونه؟! "

نظر الجميع إليها ~
لمحوا لينا الشاحبة في مكانها
فتبادلوا نظراتٍ تتساءل إن كانت قد استمعت إليهم أم لا،
و قبل أن ينهوا تبادل تلك النظرات اختفت لينا من ذاك المكان ~





يــــــــتـــــــــــبـــــــــــع



http://up.msoms.ae/do.php?img=1932


ملاحظات\
_ قبس _
* اقتباس من مدونة رحيق الروح ~



أحاول بإذن الله كتابة فصل كل أسبوع و تنزليه في عطلة نهاية الأسبوع، إذا أمكن ذلك
كما دائما بالنقد نحسن مهاراتنا





http://up.msoms.ae/do.php?img=1931

أثير الفكر
30-11-2014, 10:38 AM
فصل جديد *^*

سأقرأه بيوم الأربعاء بحول الله إذ سأنجو من زوبعة الامتحانات يومها ^,^

شكرًا من القلب قصاصات :)

تشيزوكو
30-11-2014, 11:33 AM
وعليكِ السلام ورحمة الله وبركاته..

متابعة صامتة لحكايتك ^^

لديك قلم يسيل عذوبة ورقة ♥

القصة تركز على مشاعر البطلة.. لينا..

أتساءل أي مصير تخبئينه لها.. هل ستلحق بأختها؟

بدأت ملامح بيئة القصة وموضوعها تتجلى أكثر الآن.. وواثقة أنه سيكون راقيا ككلماتك :")

بانتظار التتمة ♥

Jomoon
30-11-2014, 01:51 PM
راائع ما شاء الله
لا أدري لماذا تشعر لينا بذالك
أخشى إني نسيت الفصول السابقة
أما أنها لم تتضح بعد
ربي يوفقك
استمتعت بها
إلى اللقاء إن شاء الله
في حفظ المولى،،

قصاصات حلم
30-11-2014, 04:00 PM
فصل جديد *^*

سأقرأه بيوم الأربعاء بحول الله إذ سأنجو من زوبعة الامتحانات يومها ^,^

شكرًا من القلب قصاصات








بإذن ربي
فتح الله عليكِ و وفقكِ يا غالية =)
^__^






متابعة صامتة لحكايتك ^^

لديك قلم يسيل عذوبة ورقة ♥

القصة تركز على مشاعر البطلة.. لينا..

أتساءل أي مصير تخبئينه لها.. هل ستلحق بأختها؟

بدأت ملامح بيئة القصة وموضوعها تتجلى أكثر الآن.. وواثقة أنه سيكون راقيا ككلماتك :")

بانتظار التتمة ♥








و ما أجمل الصامتون حينما يظهرون فجأة و يلعنوا عن وجودهم فوالله هم سعادة :)
الحمد لله حق حمده أن وهبني قلماً كهذا
بالفعل، للآن لا أعلم لماذا لم استخدمها لتكون راوية الأحداث إن كانت العدسة تركز عليها فقط!! ربما الجواب في عقلي الباطن !!
جميل، تسائلي أكثر للتتحمسي!! الله وحده أعلم ما أخفيه
بإذن ربي
=)






راائع ما شاء الله
لا أدري لماذا تشعر لينا بذالك
أخشى إني نسيت الفصول السابقة
أما أنها لم تتضح بعد
ربي يوفقك
استمتعت بها
إلى اللقاء إن شاء الله
في حفظ المولى،،








=)
لم تتضح كل الصورة بعد، لمحت للسبب في الفصول الماضية، و عما قريب بإذن لله ينقشع الضباب عن الغموض الحائم حول القصة :)
ويوفقكِ
في رعايته :)

Hercule Poirot
3-12-2014, 08:35 PM
أسلوب فريد في القصّ الوصفي، وبطلة للقصة عجيبة غريبة، لا أدري أهي من النوع المترفّع عن توافه الحياة ومزعجاتها، أم من الصنف النرجسي الذي يريد من الآخرين أن يعطوه ويبجلوه دون أن يكون ذا قيمة مادية بذاته، أم مزيج بين الاثنين...

متابعٌ آخر ضمن قافلة المتابعين الصامتين. استمري، حفظك الله وسدّد قلمك.

dete.ctive2

أثير الفكر
4-12-2014, 06:20 AM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

عدت أخيرًا breack-fast


الفصل ممتع للغاية وكالعادة وصفكِ رقيق يدغدغ الروح
لا انثنى قلمك ^.^


أمممم بدأت أغير نظرتي لهذه اللينا أو لنقل أن مشاعري مزدوجة إزاءها

فتارة أشفق عليها وتارة أحنق ~~"

موقفها مع أمها لم أحببه xD

أما خارج الصف عندما سمعت حديث الطلاب فقد أحزنني وأثارت شفقتي تجاهها Icon08


لغتكِ رائعة وتشبيهاتكِ أخاذة حماكِ الله أختاه ^^

وسأقف على بعض الأخطاء التي لمحتها >> تصدقين أني أقع فيها عندما أكتب ولا أفطن لها، ولكن عندما أقرأ نصًا لغيري وأجد هذه الأخطاء فإني أنتبه لها على الفور*0*




بينما يزال الليل قائماً،



قصدتِ لا يزال ^^

فهذا ضمن الأفعال الناسخة التي لا تستغني عن أداة النفي

فنقول : ما زال >> في الماضي

لا يزال >> في المضارع :")





فاليأس فَتك بها إينما فتك،



لو قلتِ ( أيما ) لكان أجمل :)



كذا مر آخر الليل على لِينا نائمة
خلته حلم عابر مر كبقية الأحلام،

لينا اسم علم والعلم معرفة فيلزم أن تطابقه الصفة في التعريف

فنقول لينا النائمة

أما عن حلم فهنا يجب نصبه لكونه مفعول به والصفة ستتبعه في الحركة الإعرابي لذا نقول :

حلمًا عابرًا






هذا المشاكس الصغير ما هو إلا المفاجئة
التي أحضرتها أختها الكبرى للمنزل مع أخيه الصغير،
تأففت لينا لاقتحامه غرفتها،
و حينما استدارت وجدت والدتها تضمه
و هي تدعوها للانضمام لهذا العناق،
فقالت الأخيرة:
" يا إلهي تأخرت عن المدرسة".





ههههههههههه

كأني بها الأنا عندما يأتي ابن أختي بعد أن يعشمونني بالمفاجأة السعيدة فأصدم به icon04

كان الله بعون لينا :")

شكرًا أي قصاصات ، بي شوق للتمة أسعدكِ الله Icon-flowers0

قصاصات حلم
4-12-2014, 02:17 PM
أسلوب فريد في القصّ الوصفي، وبطلة للقصة عجيبة غريبة، لا أدري أهي من النوع المترفّع عن توافه الحياة ومزعجاتها، أم من الصنف النرجسي الذي يريد من الآخرين أن يعطوه ويبجلوه دون أن يكون ذا قيمة مادية بذاته، أم مزيج بين الاثنين...

متابعٌ آخر ضمن قافلة المتابعين الصامتين. استمري، حفظك الله وسدّد قلمك.

dete.ctive2



الحمد لله حق حمده :)
ربما سيكشف القادم شيئا ما ~
سأكون سعيدة إن عرفت ما النوع الذي رأيتها ^_^


شكراً جزيلاً لمتابعتك
و حفظكَ و سدد خطاك ~

قصاصات حلم
4-12-2014, 02:46 PM
عدت أخيرًا

breack-fast

أهلاُ بعودتك ~



الفصل ممتع للغاية وكالعادة وصفكِ رقيق يدغدغ الروح


لا انثنى قلمك ^.^


سعيدة لسماع هذا ^_^
و قلمكِ




أمممم بدأت أغير نظرتي لهذه اللينا أو لنقل أن مشاعري مزدوجة إزاءها




فتارة أشفق عليها وتارة أحنق ~~"
موقفها مع أمها لم أحببه xD



أما خارج الصف عندما سمعت حديث الطلاب فقد أحزنني وأثارت شفقتي تجاهها




ستلحقني لينا بساطور إن علمت ما كتبت عنها XD
أعني... ربما لها أسبابها التي ستظهر شيئاً فشيئاَ لا تتعجلي على الحكم




لغتكِ رائعة وتشبيهاتكِ أخاذة حماكِ الله أختاه ^^








وسأقف على بعض الأخطاء التي لمحتها >> تصدقين أني أقع فيها عندما أكتب ولا أفطن لها، ولكن عندما أقرأ نصًا لغيري وأجد هذه الأخطاء فإني أنتبه لها على الفور*0*




و حماك أخيتي
هههه لا بأس كلنا كذلك
رغم أني أراجع كثيراً لكن لسبب ما في كل مرة أجد خطأ
و جزاك ربي خيراُ على تصحيح هذه الأخطاء





كأني بها الأنا عندما يأتي ابن أختي بعد أن يعشمونني بالمفاجأة السعيدة فأصدم به icon04
كان الله بعون لينا :")


ههههههـ أعانك ربي من مفاجئات كهذه
فعلاٌ كان الله بعونها



شكرًا أي قصاصات ، بي شوق للتمة أسعدكِ الله

^__^ التتمة في الرد التالي بإذن الله ، و أسعدكٍ

قصاصات حلم
4-12-2014, 02:59 PM
http://up.msoms.ae/do.php?img=1930



الفـــتـــــــــاة و النــــيـــــــلوفر ( الطَلَل) ~

http://up.msoms.ae/do.php?img=1932


جري...
لهاث...
تعب...
ألم...
ارهاق..
و دموع هاطلة...
جميعها امتزجت في اللحظة ذاتها
علتهم تساؤل محير لا إجابة شافية له:
" لمَ أبكي و قد تجرَّدتُ من مشاعري؟! " ~



كانت وِجهتها مبعثرة
و خطاها خبط عشواء،
حتى قوَّمت المسار لبحيرة النيلوفر
حيث تدرك أنه المكان الوحيد القادر على احتواء مشاعرها ~



في ظل كل المشاعر المتهالكة و المختلطة،
كانت لينا قد وطأت الأسوار الوهمية للبحيرة
و بدأت باستعادة شريطٍ لطالما أرادت قطعه من سلسلة ذكرياتها ~




http://up.msoms.ae/do.php?img=1932

تتعالى أصوات السَّعادة
الممزوجة بأصوات زخات المطر الرحيمة الهاطلة بلطف
و أصوات تطايرِ كميةٍ من المياه المتجمعة في بركٍ طينيةٍ حديثة العهدِ
من قبل فتاتين فرحتين بهطول رحمة الله،
وهما تلعبان بمظلةٍ حمراءَ اللونِ
تحوى نقوشاً جميلةً اشترتاها من بقالة قريبة…



السَّعادة المرتسِمة في وجهَيّ كل من لينا و صديقتها سارة
هي سَعادةٌ نقيةٌ و بريئةٌ،
ما دُنِسَت قط أو شابتها أيُّ تعاسة،
عاهدتا نفسيهما ألا تفترقا،
و أن تظلا على عَقَدَ صداقة ثابت طوال السنين ~



ما خلتا يوماً أن المظاهر من حولهما خدَّاعة،
الشجع و الطمع و حب الذات تُعمي البصيرة السليمة،
و بدورها حطمت ذاك العَقَد الذي حفظتاه في قلبيهما،
و قسمتا على الوفاء عليه طوال السنين ~


كانتا ضحية عماء تلك البصيرة،
حينما باتت مزرعة عائلة سارة بالتدهور يوماً بعد يوم
بعد رحيل جدها عن الحياة تنازع أبناءه الجشعين على الورث،
فقرر والدها ترك القرية و البحث عن عمل جديد في المدينة،
حفاظاً على أسرته الصغيرة،
و ضمان مستقبلها،
و هكذا و دون سابق انذار
تفرقعت غيمة أحلامهما الجميلة
في سماءٍ سوداءَ مجهولةِ المصير ~




ما أسوأ لحظة الوداع!
و ما أبغضها على قلوب كثيرٍ من البشر!!
فيها تتباين المشاعر
بين مشاعر حارَّة جياشة و مشاعر باردة جافة...
بين تحسس عاطفيٌّ للحظات و بين انكارها انكاراً تاماً على أنها لا تقدم شيئاً أو تؤخر...
و بين دموع حزينة هاطلة بغزارة و بين ابتسامة تخفي الكثير...


أيا ترى ما هي مشاعر لينا و سارة لحظة الوداع!!





http://up.msoms.ae/do.php?img=1932

كانت ليلةً قمريَّة،
هادئة، صافية، ملئلئة، و نقية،
لكنها غامضة يصحبها صمت عجيب!
صمت يخفي مجاهيل المستقبل في دواخله،
ذاك المستقبل الذي تخافه لينا، كما سارة و أسرتها ~




علقت لينا ناظريها للسقف
تنظر للظلام القابع ها هناك،
وكأن الظلام غير حاضرٍ إلا هناك!!،
في الحين الذي يشتغل فكرها
بتخيل مصيرها المجهول
الذي يوشك أن يُبتدأ في أية لحظة~



هناك على الجهة الأخرى من الجدار
تُرمى حُصيات تنبه لينا لوجود روح ما،
حينما انتبهت لذلك كانت تلك اليد قد أُنهكت من رمي تلك الحُصيات،
فحينما تبحر لينا في بحر التفكير
يغدو رسوها صعباً للغاية،
و شعورها بالمحيط شبه معدم...




" ســـــــــــارة، ماذا تفعلين هنا؟ في هذا الوقت المتأخر"،
كانت نبرة لينا السعيدة و الممزوجة بالحيرة
جيدة كفاية لاخفاء ما في قلبها،
لكنه تمثيل ما يلبث إلا أن يُكشف بسهولة
من قبل سارة التي تجاهد كما كل مرة على اظهار وجه غير منتبه لذلك~

"جئتُ أتأمل السماء معك، كما تفعلين دائما..."،
كانت نبرتها حنون كما العادة …



للينا مشكلة مع إلتحام جزء من جسدها
بجزء من جسد شخص آخر،
لذا تجد نفسها تنفر من العناق و التقبيل
و تُشدد على ارتداء ملابس طويلة،
و حينما تضطر فإنها تمسك بقطعة من رداء الطرف الآخر،
إلا أن هذه المرة أمسكت بيد سارة
و أخذتها لمكان ما ~

سارتا قليلاً فانتبهت لينا ليدها
و سحبتها قائلة: "أعتذر".
أومأت الأخيرة بأن لا بأس في ذلك.






http://up.msoms.ae/do.php?img=1932


التلة المجاورة للمنزل كانت مقصدهما،
حيث تتضح صفحة الســـــــــــمـــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــاء
كلوحة زيتية لفنان كرَّس إبداعه فيها،
فسبحان الخالق…
صُفَّت النجوم بطريقة خيالية
كأنما في قصص الأحلام،
و الشُهب أضفت بهاءً على تلك اللوحة
تخللتها أمنيات حاولت الفتاتين تمنيها وقت نزول الشهب
على أملِ أن تتحقق يوماً ~



ابتدأ لينا بالحديث "سارة..."

- ............

- حينما تذهبين للمدينة الكبيرة عديني أن تُحضري حلوى القطن معك حينما تأتين....

- كما تريدين :)

عَلت السعادة وجه لينا:
- لنبقى على تواصل، ارسلي لي حالما تصلين عن عنوانك الجديد ليتسنى لنا كتابة الرسائل

فكرت سارة في الحياة المجهولة التي تنتظرها لبرهة قصيرة، ثم قالت: لا تقلقي، سأفعل.



تأملتا السماء من جديد، لتتمنى كل واحدة للأخرى حياة سعيدة ~
بعد الجلسة الجميلة عادتا لاحتضان غطائهما
بمشاعر ممتزجة
بين السعادة لقضاء وقت ممتع في جلستهما تلك
و الحزن لأنها واحدة من آخر الجلسات لهما معاً…





http://up.msoms.ae/do.php?img=1932

صباحاً ~
غنَّت الطيور على لحن مضطرب،
لم يكن ذا إيقاعٍ منظمٍ
أو صوتٍ شجيٍّ كما اعتادت أن تكون،
كانت خائفة تصدر انذاراً خاصاً بها
لتنبأ بقية الطيور،
لكأنما تنفست أحداثاً حدثت و انفعلت لها
و تكهنت لأحداثٍ جديدة مجهولة قبل حدوثها بساعات!!



بعدها بفترة قصيرة~
هاجت كل الطبيعة و صبَّت غضبها السريع،
صرصرت الرياح و قلَّعت أشجاراً من جذورها،
دوَت البروق
و شقت طريقها لأرضٍ ارتعشت حينما التحمت شحنات البرق الهائلة بها،
زمجرت الرعود، فانسل أمانٌ كان ساكناً في قلوب قاطني القرية،
تساقطت شلالات من المطر الغزير
مصحوبة بالدعاء لأن يحفظ الربُّ القرية،
كلٌّ حاول حماية كوخه من أن يصيبه مكروه،
كلٌّ طوَّق أسرته لحمايتها من الهلع...

في ظل هذا العنفوان العدائيُّ،
اختبأت لينا تحت الفراش غارقة في عالم آخر ~



استمر غضب الطبيعة لساعة تقريباً
قبل أن يُنهي تفريغ ما في أحشائه و يرحل مبتعداً،
ليعود دفء الشمس رويداً للمكان
و يفصح عن عشرات الأرقام من الدمار الذي خلفه؛
منازل انهارت سقوفها البالية،
مزارع التهمت البروق مزروعاتها،
أشجار التصقت بأديم الأرض
و أخرى احترقت،
خرج الرجال محاولين مساعدة المحتاج،
و انقاذ الجريح،
تقديم خدمة تُهدأ خوف الأرواح~




http://up.msoms.ae/do.php?img=1932

تسارعت خطى لينا
للاطمئنان على حال صديقتها سارة،
و تجاوزت قوى جذب الطين لقدمها،
فاتسخت الأخيرة بها
و بمعالم القلق والخوف المترسمة على وجهها
حينما وصلت لمنزل أسرة سارة الصغيرة
كان غبار رحيلهم قد خيّم في المكان ~



عادةً في أوقات الرحيل،
تتوالى عبارات الوداع على المسامع
و تنهال الدعوات بالتوفيق و السداد،
دموع الحزن تشق وجنات البعض،
و دموع زائفة مجبرة على النزول لدى البعض الآخر،
و دموع ثالثة ما نزلت إلا لرؤية تساقط الدموع الأخرى ~




لكن لم يكن لهذا الطقس حضور
في مراسم وداع أسرة سارة التي اختفت بعيداً عن مرمى الأنظار قبيل الفجر،
دون كلمة أو حركة ترشد الآخرين لرحيلهم~



صعقت لينا و جرت للغابة ناحبة إلى اللامعلوم
حيث التقت ببحيرة النيلوفر لاحقاً~

لماذا لم تخبرني أنها راحلة؟!
لماذا لم تخبرني أنه لقاؤنا الأخير؟!
لماذا أخفت كل ذلك عني في ابتسامة ملاكية عذبة؟!




أسابيع قليلة
حولت نهارهما السعيد ذاك تحت المطر
إلى نهار يجر أطنان حقائب السَّعادة كلها
و يرحُل بعيداً بلا عودة،
ليته فقط استطاع سحب مشاعر لينا معه
و أخذها بعيداً كي لا تُقاسي معاناة الرحيل~







~ يـــــــــــــــــتـــــــــــــــــــبـــــــــــ ــــع ~


http://up.msoms.ae/do.php?img=1932





http://up.msoms.ae/do.php?img=1931

Jomoon
5-12-2014, 11:26 PM
وعليكمـ السلامـ ورحمة الله وبركاته~

جميل ما شاء الله
ربي يوفقك
استوقفتني كلمة غضب الطبيعة
هل يصح أن نقول هذا
شكراً لكِ
ربي يعااافيك
في حفظ المولى،،

قصاصات حلم
6-12-2014, 08:42 AM
وعليكمـ السلامـ ورحمة الله وبركاته~

جميل ما شاء الله
ربي يوفقك
استوقفتني كلمة غضب الطبيعة
هل يصح أن نقول هذا
شكراً لكِ
ربي يعااافيك
في حفظ المولى،،


آمين و يوفقك و الجميع :)

أما عن كلمة غضب الطبيعة :
لا أعتقد أنه يصح قولها، أخبرتني رفيقتي أنه لا يصح و الله أعلم و لم أجد الوقت الكافي لاستبدالها بعد

بل الشكر لك لتنبيهي

و في وداعته =)

قصاصات حلم
12-12-2014, 04:30 PM
http://up.msoms.ae/do.php?img=1930

الفـــتــــاة و النيـــلوفــــر (الخُطى التالية)~

http://up.msoms.ae/do.php?img=1932



انتصف اليوم و رحلَت الغيوم البيضاء بعيداً إلى اللامعلوم،
كما ظلت لينا متجهة إلى لامعلوم آخر،
حتى رست لذكرى عاشرتها قبل أكثر من 4 أعوام ~






http://up.msoms.ae/do.php?img=1932


كانت نظرات مضطربة تُرمَق هنا و هناك على مائدة طعام العشاء
في الكوخ الذي يحتضن لينا و أسرتها
ليدفئهم من أن يصبحوا مشردين
كما يفترض بهم أن يدفئوا بعضهم البعض بالحنان
الذي لم يسبق و أن احتواهم جميعاً من قبل ...



تشاحبت الأجواء شيئاً بعد شيء،
و بات الجو جلاداً يشنق كل ابتسامة على وشك الخروج،
الصمت عمَّ المكان لفترة قصيرة...
بعدها انبثق شلال من حوار صاخب
و حديث مضطرب
من أفواه الجميع تباعاً باستثناء لينا
التي أخرَست الأجواء صوتها ~



انصتت لينا لكل الحوارات الساخنة الأولى،
بعدها صرِّفت إلى غرفتها حاملة كومةً ملغومة من النحيب،
سرعان ما سقط منها لثقله على قلبها
فبكت بكاءً مريراً دون أن يُشعر بها أحد
أو يحتوى أحزانها أيَّ قلبٍ حنون~



تباينت الأصوات في الخارج حيث عائلتها
بين صراخ و بكــــــــاء و الصــــــــمــــت،
في الحين الذي كانت فيه لينا ترتجف
خوفاً من مصير مجهول ينتظرها
كما كل فرد من الأسرة في الخارج،
و بينما كانت تحاول لملمة شتاتها بصعوبة
غرقت في نوم عميق بمعالم مجهولة المصير ~



صباح اليوم التالي....
عمَّ الصمت قبل أن ينفجر بركاناً
كان ساكناً طوال الليل داخل الكوخ،
لكنه سرعان ما لبث
و أن عاد صمتُ ظاهريٌّ المكان
برحيل شقيق لينا (بيتر) عن المنزل
كما فعلت شقيقتها الكبرى (ماريا) في اليوم السابق~





http://up.msoms.ae/do.php?img=1932


بعدها كل شيء تغير مع مرور الوقت…

صار والدها صعب المراس،
سريع الغضب،
كثير الحرص،
قليل الحيوية عن السابق،
و قليل البقاء في المنزل ~



أما والدتها،
فكثيرة النصح، كثيرة إزعاج،
كلما رأت لينا جالسة بمفردها
أخذتها بوابل من النصائح،
تعيد فتح الجرح الذي أرادت لينا
تطهيره من التعفن في قلبها دون فائدة ~



لينا الصغيرة،
عمدت الصمت،
و العمل طوال اليوم،
بإشغال نفسها هنا و هناك،
تفكر كثيراً في رحيل أخويها،
تتقلب في وحل من الألم،
يتعفن جرح قلبها دون أن تجد مطهراً،
فهو جرح بطيء الانتشار إلا أنه عميق التأثير...



يوماً عن يوم...
باتت لينا تفقد جزءاً من بريق عينيها
اللتين امتلئتا بالنبض و الحياة في وقت سابق،
ألتهم الجفاء الصادر من مشاعر الناس اتجاهها
و عدم قدرتهم على تكفيف أحزانها
جزءاً كبيراً من دفء باقٍ في قلبها،
فآثرت الصمت،
و ابتعدت عن أسرتها
فصارت تقضي اليوم في غرفتها
أو في الخارج بمفردها،
قليلة الاحتكاك مع البشر،
قليلة اللهو و اللعب...



هل لشيء أعمق من ألم عميق وجود؟!
أجل....
حينما نضمخل في مستنقع من التفكير الراكد اللامنتهي،
لعدم وجود قلب يستوطن آلامنا،
و يحتوي معاناتنا،
حينها يغرق الألم نفسه و ينتهي،
فيما تتجمع فقاعات كثيرة من التفكيرعلى القلب
و تشمِّع كل محاولة متفائلة تحاول الخروج،
العجيب في الأمر أنك تظل على حال هكذا
لفترة طويلة جداً
دون الشعور بالقدرة على الامساك
بغضن قريب و اخراج نفسك منه
رغم وجود الغضن على مرمى بصرك!!




مرت على لينا أيام أشبه بالكوابيس المتكررة،
و ذلك حينما تأتي ماريا برفقة عائلتها،
فتنزعج لينا منها كثيراً،
لكنها تصمت و تتلوى ألما،
و تحادث أختها بجفاء لكونها سبب كل ما حصل،
أو تخرسها بعبارة واحدة ~





http://up.msoms.ae/do.php?img=1932




تعالى نعيق الغربان المحلقة
في سماء زرقاءٍ بات لونها يتحول للأحمر
لحظة بلحظة
ليتحول إزرقاق السماء
لـ لونٍ بنفسجي مائلٌ للحمرة
مريحٌ للعين، ساحرٌ للقلب،
و زهرة النيلوفر البيضاء
عكست حمرة السماء
و تراقصت في مكانها
على ألحان يعزفها نسيم عليل بارد نوعاً ما،
يحذر من مباغتة الشتاء برقصة فجائية …



اقتربت لينا من النيلوفر عاشقة لونه،
متأملة مظهره،
حينما جاء صوت من خلفها لاهثاً،
و متعباً، و مرهقاً،
بالكاد تلفظ باسم لينا
و استجمع أنفاسه ليقول:
"لينا، بالله عليك أين كنت؟! بحثت عليك مذ رحلت و لم أجدك"

اتجهت لينا صوب الصوت
فإذا بها الفتاة التي تحدثت عن أحجية نقصان لينا من اللعبة،
تعجبت لينا وتسائل:
"فيكتوريا، ماذا تفعلين هنا؟! "

تقدمت فيكتوريا و لتسحب بيد لينا و قائلة:
"هيا، لنذهب"

قبل أن تسأل إلى أين و لماذا،
كانت فيكتوريا تسحبها بقبضة قوية،
فيم استمرت عيني لينا معلتقتين
بالزهرة إلى أن تلاشت من ناظريها ~

- فـكتوريا اتركيني، اتركيني و عودي أدراجك

- فكتوريا: "لا، لن أفعل"

- لن أذهب لأي مكان معك، اتركيني ورائك

تجاهلت فيكتوريا عبارات لينا، لتقول لها:
- قريباً سيحل شتاء ممطر، ألديك ما يدفئكِ؟! ألديك ما يحول بينك و بين البرد؟!

بقيت لينا صامتة.. أضافت:
- أتعلمين، نظن أن ليالي الشتاء باردة، ترتجف أجسادها الهزيلة باكية و خائفة في كل ليلة عاصفة، نتشائم لتساقط الأمطار طوال اليوم بل أحياناً لأيام متتابعة! لا نشتهي إلا مراقبة الشباك و عد قطرات المطر، لكن و دون أن نشعر يحتضننا الربيع بدفئه، و تنسينا جفاء الشتاء... لينا، ألا تحبين الدفء؟ ألا تنتظرين الربيع!!

- حكاية الربيع كما حكاية الخريف و الصيف، جميعها تشبه حكاية الشتاء، نعيش في موطن لا فصول له، لا دفء فيه، برد قارص يتعلتي الشفاه، كما باطن القلب ~

- لــيــــنا، تحرري من قيودك، غيري و انطلقي، الشتاء لا يدوم، لابد أن يحل الربيع …

- فيكتوريا، إني أسيرة فيه، مهما خرجت من قبضته، أجدني لا أزال محـبوسة في قبضان أخرى لا تنتهي~

- كل ما عليك فعله الآن هو إغلاق عينيك فأخذ نفس عميق، ثم فتح عينيك و النظر للأمام ~

فعلت لينا ما أخبرتها فيكتوريا عنه،
و دون أن تشعر أحكمت فيكتوريا قبضتها و أنطلقت بلينا للمدرسة ~






http://up.msoms.ae/do.php?img=1932


في كل مرة توارت فيها أفكار مضطربة،
طردتها لينا بتنهيدة طويلة،
لكنها لم ترفع بصرها ليتسقيم نظرها،
كانت مطرقة الوجه،
شاحبة الملامح،
كلما حاولت خداع نفسها بالابتسام
أصيبت بالسوء لنسيانها كيف تبتسم بالأساس!!



عمق الإيمان بشيء ما ينبع في المرء بسبب عمق التفكير به،
و قوة الشعور به و تحسسه...
بقوة أبعاد الألم في دواخل لينا
لم تتمكن قط من التخلص منها،
و بسبب عمق تفكيرها فيه
وقعت في دوامة لامتناهية من الآلام الصغيرة،
آمنت أنها لا تستحق الابتسام،
و لا تستحق الحنان،
لا تستحق العيش بالمشاعر،
تجردت من الشعور بالرغبة في كل شيء،
فقدت كل مشاعرها الظاهرية واحداً تلو آخر،
و هي موقنة حق الإيمان أن العيش هكذا هو أفضل عيش!!



قاطعت فيكتوريا حديث لينا لذاتها:
- " لـــيـــنــــ ... "

انتبهت لينا تجاوزهما لأسوار المدرسة و
وصولهما للصف
حيث و للمرة الأولى كان الجميع متواجداً بهدوء،
و بصوت واحد اعتذروا لها ~



اختلطت اللامشاعر التي تعتقد لينا وجودها
بالمشاعر التي آمنت اختفاؤها،
لمع بريق عينيها بالدموع
لكنها سرعان ما كذبت على نفسها
و قالت أنها لا تحتاج لأن تذرفه فأمسكته،
لكنها لم تنجح في منع ابتسامتها الحقيقية من الخروج ،
أخذت نفساً قبل أن تطلق عبارة صادقة فحواها:
" لنذهب للعب من جديد في المرة القادمة " ~

تبادلت الابتسامات هنا و هناك،
نظرت لينا لفيكتوريا،
فابتسمت الأخيرة برقة،
فتهمس الأولى:
" فكتوريا لنمضي... "

بحيرة تسائلت فكتوريا:
" إلى أين؟! لقد وصلنا للتو" ~

- هناك ما علينا شد الرحال إليه، رحلة طويلة لا أعرف من أين تُبتدأ؟ لكن مصيرها واضح ~

-.....؟!

- رحلة التغيير هي كلُّ ما أريد المضي نحوه ~

سعدت فيكتوريا بقرار لينا
و احتضنتها بعبارات التشجيع
والسعادة و هي تمد بيدها لـ لينا قائلة:
- سعيدة لأجلك، أنا و كل الرفقاء الذين يهدفون للسعادة سنكون معك، سنساندك، سندعم هدفك، ثقي بي، و هاتِ يدك ~

ترددت لينا قليلاً لتستجيب لفيكتوريا و هي تشعر بالراحة ~





http://up.msoms.ae/do.php?img=1932


يُــــــــــتــــــــــبـــــــــع مع فصل جديد ~




ملاحظة:
شكر عميق لكل السعادات التي تمنح دافعاً و حماساً لأن تُسكب الحروف في سطور فارغة، رغم غرق صاحبة الحروف في كومة هائلة من الأوراق المسطرة من المنهج الدراسي، و الأعباء المتراكمة، و عقل مليء باللغة والعلوم و صخب الحياة ~



و كما دائما أقول/ بالنقد نحسن مهاراتنا ~



http://up.msoms.ae/do.php?img=1931

أثير الفكر
12-12-2014, 05:04 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

ما أسعدني فصلين *0* !!

لنا عودة بحول الله :$

قصاصات حلم
12-12-2014, 05:25 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

ما أسعدني فصلين *0* !!

لنا عودة بحول الله :$


في انتظارك أخيتي :) 3>

أثير الفكر
13-12-2014, 08:18 AM
رااااااااااائع

الفصلين مميزين >> عدت لمشاعري تجاه لينا http://www.o7adi.net/vb/images/smilies/ert-15.gif

الوصف في الفصل الأخير مبهر تبارك الله

لغتكِ مميزة ذات إيقاع هادئ يتناسب بحق مع التيلوفر

أنى له أن يترك هذا الأثر http://www.o7adi.net/vb/images/smilies/7l141197.gif

لا أذكر بأني مررت على أي خطأ فمبارك http://www.o7adi.net/vb/images/smilies/12793984831.png

أنتظر التتمة بشوق ووفقكِ الباري في امتحاناتك http://www.o7adi.net/vb/images/smilies/PinkHeartPixel.pnghttp://www.o7adi.net/vb/images/smilies/f12.gif

قصاصات حلم
29-12-2014, 06:29 PM
http://up.msoms.ae/do.php?img=1930الفتاة و النيلوفر (الدليل) ~
http://up.msoms.ae/do.php?img=1932


التغيير هو بوابة هائلة الحجم،
برونزية اللون،
بُعدُها ضبابي المعالم،
يتفرع بعدها طرق كثيرة التشعُّب تقود لنهايات متباينة،
أغلبها تنتهي بالفشل!!
ما لم تحدد أي طريق تسلكه بحذر و دقة
تسير خبط عشواء
و تستسلم لأول عائق،
هذا إذا ما لم تسقط قبل البدء حتى!!



لينا الصغيرة ~
لم تحدد أي تغيير تنشد،
لهذا ظلت لأسابيع تبحث هنا و هناك
عن هدف تسلكه،
عن طريق تقطعه،
بل عن حياة تعيشها حتى الممات وتكون راضية بعد الممات ~




http://up.msoms.ae/do.php?img=1932

الجو بات يبرد شيئاً فشيئاً،
و لو أنها تعيش في بيئة تكاد فصولها الأربعة تشابه فصلاً واحداً،
لكن الشتاء متقلِّب كثيراً
بين صمت و عنفوان،
و هدوء و اضطراب~



ارتدت لينا وشاحها الدافئ
و حملت مظلتها البسيطة
لتنطلق للمدرسة،
على أمل أن تجد مفتاح التغيير الذي تنشده ~



صمت عجيب في القاعة الصفية
التي تكتنف إحدى عشرة طالباً و طالبة،
أجساد منهارة رؤوسها على الطاولات،
و أعين لا تتمنى إلا النوم …
لكأنما نزعت الأجواء الرعدية
في الليلة السابقة حبال الطلاب الصوتية
فبات التلفظ بالحرف مستحيلاً ~



قلبت لينا بصرها في كل أنحاء المكان،
حتى وجدت كتاباً في يد فيكتوريا
يلهم عنوانه الجميل العقل للتفكير،
و تشهي حروفه أي عابر ليلتهمها،
كيف لا و الكتاب الجميل عنون بـعنوان مغريّ
ألا و هو "طريق السعادة" ~




http://up.msoms.ae/do.php?img=1932


السعادة،
كلمة لطالما تجلت في عينيّ الصغيرة
منذ 4 أعوام،
كيف تبدو؟
ما معالمها؟
و ما سبيلُ الوصول إليها؟
كلها أسئلة متكررة
طافت بعقل لينا مراراً وتكراراً
و لم تجد إجابة شافية لها،
أحايين تظن أنها لا تحتاجه
بل لا تستحقه!!
و أحايين أخرى
تشتهيه
كما يشتهي طفل فتح الهدايا المقدمة إليه
في ذكرى يوم مولده بشغف،
لم يكن موقفها محدداً حينما قررت استعارة الكتاب
فقلبها يريد التعرف إليه
فيما عقلها يرغب في البحث عن تغرة فيه
إيماناً بألا وجود للسعادة لها في الدنيا ~



تحكي الرواية تفاصيل البحث عن السعادة،
طريق طويل في بقاع الأرض جابها جورج
لأجل استقصاء السعادة التي يناشدها،
نَبَّشَ هنا و هناك،
و التقط الكثير
حتى ما لبث و أن اقتنع قلبه
لطريقٍ بات يؤمن إيماناً قاطعاً
أنها السعادة الحقيقة
التي طالما سئم من الحصول عليها
حتى كاد أن ينتحر!!



هنا تبدلت مشاعر الفتاة الصغيرة - لينا -،
و قَنِعَ عقلها بوجود مصطلح اسمه السعادة،
شعرت أنها تريد أن تنطلق،
تريد سير الطريق ذاتها بطريقتها الخاصة،
صِدقاً طريق السعادة ساطعٌ أمام البشر،
واضح لمن يُقَرَّ بوجوده و ينشُد بلوغه،
و على الرغم من أنه جليٌّ للعيان
إلا أنهم قرروا بأنفسهم إعماء طريقهم إليه ~




http://up.msoms.ae/do.php?img=1932


في رحلة تأملية،
بجوار بركة النيلوفر،
و المحيط لَيلِيُّ التفاصيل،
هالاته ساكنةٌ
تجعل المرء يسبح في خيالاته الوردية
لعوالم تحقق فيها كل الأمنيات ~
حدقت لينا مطولاً للزهرة كما المياه،
تنظر إلى لا شيء
و عقلها يفتش عن نقطة أمل،
هذه النقطة التي تختلف عن أي نقاط الأخرى،
لأنها نقطة تنهى أعوام من الظلمة الحالكة
و تبدأ أعواماً ذهبيةً في حياة لينا كما تترقب ~



وسط هذا السكون،
وصلت لينا لتلك النقطة،
نقطة أمل سيوصلها للمراد،
إن أرادت السعادة حقاً
فعليها أن تجاهد للحصول عليها
مهما ظنت أنها صعبة المنال،
بالإرادة و العزيمة و الثقة بالرب ستُكَفِّل تمهيد طريق الوصول إليها
إن كانت السعادة بالنسبة لها هي
إيجاد سارة فعليها أن تخوض غماره بسائر طاقتها ~




http://up.msoms.ae/do.php?img=1932

في ذاك الليل،
تجلى طيف سارة أمام مرأى لينا كثيراً قبيل النوم،
شعرت بالحرقة و الرغبة في البكاء
و هي تفكر في رسالة سارة التي لم تصلها بعد،
أهناك ما شغلها عن إرساله!
أهي بخير بعد مرور كل هذه الفترة!!

" رحماك يا رباه ، أبصر لي طريق الوصول إليها ، و طمئني عليها " ،
هكذا دعت لينا من أعماقها ~



و كما حام طيف سارة للينا وهي مستيقظة
جاب أنحاءها وهي نائمة أيضاً،
كانت ترى في منامها الرؤيا ذاتها في كل مرة،
وهي أن سارة قد أرسلت رسالة
تحمل بشرى سعيدة في طياتها،
بأسلوب رقيق و ناعم،
يرسم بسمة في شفاه لينا
فتنبسطت أسارير وجهها و تتهلل،
لكنها في الواقع تقلبت كثيراً
بين مشاعرها القلقة
و محاولة إيجاد عذر لغيابها لطويل~



صباحاً،
كان يوماً صافياً و هادئاً،
داعبت موسيقى الطبيعة
و دغدت قلب لينا التي استيقظت على إثر ألحانها العذبة،
حيث سمعت صوت العصافير تزقزق لهواً في الخارج
و انصتت لصوت حفيف الأشجار المتراقصة بانسجام،
فاستيقظت مسرورة لحنانهما عليها،
لكن قلقها سرعان ما لبث أن يطرق أبواب قلبها…



لم تنزاح من فراشها قيد أُنمة،
نظرت للسقف المقشر صبغه،
الميسور حاله،
مسترجعة المشهد
حينما طلبت من سارة أن ترسل لها الرسائل،
و بكل أسى لم تتلقى واحدة للآن،
رغم انقضاء أشهر طويلة على رحيلها،
سوى بضع إشاعات يتناقلها أهل القرية
عن مصير العائلة المنكوب،
فإن أرادت هي حقاً أن تجد سارة
فعليها أن تجد دليلاً يرشدها إليها ~



استمرت في تحديقها للسقف،حائرة،
فقد عزمت التغيير بلا ملامح محددة،
كيف تمضي بلا دليل؟!
أي طريق تسلك دون وجوده؟
ما قد يحمل الدليل؟!
من قد يعين بعد إيجاده؟!
و هل ستصل لينا إلى نهاية طريقها؟!
فكما تدرك لينا تماماً
إيجاد سارة ليست بالمهمة السهلة مطلقاً،
لكنها مع اليقين بإيجادها لن يستحيل عليها شيء،


فجأة... قطع فيليكس حبل أفكارها
ليعلمها أنها ستتأخر من المدرسة،
فقفزت من الفراش تحضر لها ~




http://up.msoms.ae/do.php?img=1932

قبل أن تندفع لينا للمدرسة،
صارت تتأكد من صندوق البريد
مترقبة رسالة سارة
كما تفعل الأمر ذاته بعد عودتها،
و هذه المرة لم تكن كأي مرة،
صدقت رؤياها
و وجدت رسالة سارة التي انتظرتها طويلاً،
قرأتها سريعاً بحماس و سعادة و صارت بها إلى المدرسة ~



هناك،
تحاورت لينا مع فيكتوريا
عن الرسالة بشغف،
و عن سعادتها لقرائته،
فقالت فيكتوريا: " نبشي في الدليل، ففيه ستجدين إجاباتك" ~
ماذا تنبش في الدليل؟
بل، ما قد يكون الدليل، أرسالة كهذه تحوي الكثير؟
أيعقل أن تجد فيه شيئاً إذا ما استطالته و بحثت في طياته!
حتى إذا ما استطلعته، فيمَ تبحث بالضبط؟!




http://up.msoms.ae/do.php?img=1932

لاحقاً،
بعد المدرسة،
توجهت لبركة النيلوفر
حيث المتعة للعينين و راحة للقلب،
فتحت الرسالة من جديد
لتقرأها
مرة فمرة،
فمرة أخرى،
تقف عند بعض الأسطر
لتعيد قرائتها و تأملها،
وفي كل مرة تعتقد أنها توصلت لشيء
كانت تشعر بالإنشراح،
و راحة يرسلها ربها إلى قلبها،
ختمته و ضيق في صدرها قد انزاح،
و طريق الوصول لسارة عانق أعظم أهدافها ~





يُــــــــــتــــــــــبـــــــــع ~

http://up.msoms.ae/do.php?img=1932


ملاحظات:


الحمد لله حق حمده أن فرج هذا الفصل، بعد إنقطاع قصير عن الكتابة بسبب الظروف ~
كتاب " طريق السعادة (http://naqaa1.blogspot.com/2014/03/blog-post_30.html)"، هو كتاب له وجود حقاً، أنصحكم باقتنائه و قرائته لأنه بحق رائع جداً لكن بعد معرفة مصير لينا ~
لمن ينتابه الفضول لمعرفة نبذة عن الكتاب فالرابط موجود على عنوان الكتاب سيوصلكم إلى نبذة عنه بحسب ما دونته رفيقتي، أو من الرابط التالي لموقع الكتاب الأصلي حيث النسخة الألكترونية للكتاب: path-2-happiness (http://www.path-2-happiness.com/ar/%D8%B1%D9%88%D8%A7%D9%8A%D8%A9_%D8%B7%D8%B1%D9%8A% D9%82_%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%B9%D8%A7%D8%AF%D8%A9.a spx) ~




http://up.msoms.ae/do.php?img=1931

أثير الفكر
1-1-2015, 09:57 AM
وما أجمل أن يحظى المرء بوجبة كهذه في أول أيام الإجازة

لي عودة بعد القراءة بحول الله :$

قصاصات حلم
1-1-2015, 09:53 PM
آمل أن تكون الوجبة لذيذة الطعم، آسرة القلب، تشهي لمزيد قادم بحول الله في أقرب وقت ~

في انتظاركِ غاليتي ~

Hercule Poirot
2-1-2015, 09:30 AM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،

فصل مبهرج بألوان السعادة هذه المرة! لم أتوقع أن يعود لسارة ذكر، حتى إني كنتُ قد حذفتُها من ذاكرتي من قبل فاضطررتُ للتنقيب بعض الوقت للبحث عن رفاتها وتذكر من تكون ^^". خلا هذا الفصل من التوتر والصراعات النفسية التي كانت تمر بها البطلة في الفصول السابقة، وهذا أمرٌ مريح من جهة، ويُشعر بالشوق قليلاً إلى نكهة الفصول السابقة (أمزح! لا تقتلي جميع أصدقائها في الفصل القادم! XD). شكرًا لمتابعتك سكب هذا الحبر اللذيذ، وإمتاعنا بقراءة ما تخطه يداك، وشكرًا على تعريفنا برواية "طريق السعادة"؛ تبدو رواية لا تُفوّت وعسى أن أقرأها قريبًا.

بانتظار الفصل القادم

dete.ctive2

أثير الفكر
2-1-2015, 10:36 AM
عودة http://www.o7adi.net/vb/images/smilies/7l141197.gif

لكِ نظرة تأملية مميزة عجيبة http://www.o7adi.net/vb/images/smilies/004.gif

أحببتُ المدخل وأعدته مرارًا حتى خشيت ألا أكمل ما بعده http://www.o7adi.net/vb/images/smilies/12793984833.png

الربط بين الرواية والكتاب فكرة ذكية http://www.o7adi.net/vb/images/smilies/ert-018.gif

بالبداية خلطت بين جورج هذا وجورج الآخر الذي بقي 9 سنوات يبحث عن الله حتى وجده http://www.o7adi.net/vb/images/smilies/88.gif

يجب أن تكتبي دائمًا هنا فلم أشبع بعد من الأسلوب الوصفي تبارك الله http://www.o7adi.net/vb/images/smilies/117.gif

تفوقتِ على نفسكِ هنا فمارك :)

أتطلع للقادم ~

قصاصات حلم
2-1-2015, 04:15 PM
أخي poirot ~



فصل مبهرج بألوان السعادة هذه المرة! لم أتوقع أن يعود لسارة ذكر، حتى إني كنتُ قد حذفتُها من ذاكرتي من قبل فاضطررتُ للتنقيب بعض الوقت للبحث عن رفاتها وتذكر من تكون ^^"

أحرص على ألا تنساها من جديد :$



خلا هذا الفصل من التوتر والصراعات النفسية التي كانت تمر بها البطلة في الفصول السابقة، وهذا أمرٌ مريح من جهة، ويُشعر بالشوق قليلاً إلى نكهة الفصول السابقة (أمزح! لا تقتلي جميع أصدقائها في الفصل القادم! XD)

هل يا ترى ستتوقف الصراعات عن الاحتدام حتى بعد معرفتها طريق سعادتها!!
هههههههـ، أضحك الله سنك أخي



شكرًا لمتابعتك سكب هذا الحبر اللذيذ، وإمتاعنا بقراءة ما تخطه يداك، وشكرًا على تعريفنا برواية "طريق السعادة"؛ تبدو رواية لا تُفوّت وعسى أن أقرأها قريبًا.


بانتظار الفصل القادم

بل الشكر لك لقرائتك الدائمة ^__^
بإذن الله لن أتوقف في منتصفها، لدي الكثير و الكثير و الكثير لتدوينه =)
و بانتظاره أيضاً فملامحه لم تظهر بصورة واضحة في عقلي حتى اللحظة T_T

قصاصات حلم
2-1-2015, 04:28 PM
أخيتي أثير ...


عودة http://www.o7adi.net/vb/images/smilies/7l141197.gif
أهلاً بعودتكـ ، أنرتِ


لكِ نظرة تأملية مميزة عجيبة http://www.o7adi.net/vb/images/smilies/004.gif


أحببتُ المدخل وأعدته مرارًا حتى خشيت ألا أكمل ما بعده

الحمد لله حق حمده :)


الربط بين الرواية والكتاب فكرة ذكية http://www.o7adi.net/vb/images/smilies/ert-018.gif


بالبداية خلطت بين جورج هذا وجورج الآخر الذي بقي 9 سنوات يبحث عن الله حتى وجده

جميل، في البداية شعرت أنه سيكون غريباً، لكن أظنه سيغدو كذلك لمن يندفع فضولا لقراءة الرواية قبل أن أنهي الحكاية، إذ لن يبقى المجهول مجهولاً و لن تكون التساؤلات بنفس مستواها *_*

رجاء خالص، اكبحوا فضولكم T_T


يجب أن تكتبي دائمًا هنا فلم أشبع بعد من الأسلوب الوصفي تبارك الله http://www.o7adi.net/vb/images/smilies/117.gif

تفوقتِ على نفسكِ هنا فمارك :Smile:


أتطلع للقادم ~

بإذن الله تعالى
أتتصورين، أحياناً أتساءل، ألم تنتهي أوصافي بعد !^_^ ؟؟!!
أفكر في كتابة قصص غيرها إذا كتب ربي أن تظهر، و أنشر كتاباً

الحمد لله حتى يرضى و عند الرضا و بعد الرضا~
هذا من فضل ربي ليبلوني ءأشكر أم أكفر

و أتطلع إليه أكثر منكِ ، يا ترى كيف سيبدو؟!

قصاصات حلم
28-1-2015, 12:08 PM
http://up.msoms.ae/do.php?img=1930
كيف الحال جميعاً!!
مضى وقت طويل مذ آخر مرة حملت فيها فصلاً و لا عذر أملكه يبرر تاخري Icon108
رغم مرور فترة طويلة على بقاء الجزء الأكبر من فصل اليوم في المسودة إلا أن طريقة إنهاءه كانت صعبة
تكاثرت الاحتمالات التي رغبت في إنهاء الفصل، حتى استقريت على شيء لم يكن من الاحتمالات التي وضعتها أصلا!!
ربما يكون هذا الفصل مختلفاً عن سابقه، فالوصف كان أكثر من الأحداث
لكن الفصول القادمة بإذن الله تخفي الكثير من الأحداث ...

أطلت في المقدمة ~
تلذذوا ^_^

http://up.msoms.ae/do.php?img=1932

الفـــتــــاة و النيـــلوفــــر (أوكسجين الحياة)~




http://up.msoms.ae/do.php?img=1932


انقضى كثيرٌ من الليل،

و بقيَ ثلثه الأخير،
صرَّحت الديوك بذلك
بصياحها المتتابع،

استيقظت لينا من نومها
برأس مُثقَلٍ بالصداع
و قلب يحمل في أحشاءه طيف سارة
الذي أبى إلا أن يستوطنه منذ أيام!!



الخروج من الغرفة الصغيرة لسقف المنزل،
كالخروج من الحرب منتصراً دون أدنى إصابة
بعد احتلال الأخوين الغرفة!!
حاولت أقدام لينا
تفادى دعسها للأخوين بصعوبة بالغة
وسط الظلام
و هذه المرة وصلت للنهاية
بلا أصابة جسيمة واقعة ~



حينما أدارت ببطء مقبض الباب جاء صوت من خلفها
يقول بحزن: "ماما، عودي إلينا"
تجمَّدت لينا الصغيرةُ في مكانها
و أخفضت رأسها،
قد يكونا مزعجين،
كثير التعلق حد الخنق بها في الآونة الأخيرة،
إلا أن وراء أقنعتهما الصباحية المتهللة
وجهين حزينين لرحيل أمهما

وجعين يحنان عودتها!!
همست لينا: " كم أنت غبية يا أختي" ~





http://up.msoms.ae/do.php?img=1932


أوشك الشتاء
عن الغروب عن أراضي القرية،
لِيقبِلَ الربيع ضاحكاً مسروراً،
بات الجو يعتدل رويداً رويداً
كما أصبح اللون الأخضر اليانع
ينسلل من الأرض إلى أعالي الأشجار
مصحوباً بأولى تباشير المحاصيل المنتظرة~



تسلقت لينا الصغيرة الدرج
بغية نشود السقف،
حالما وصلت
رمت بكل أثقال الحياة جانباً قدر ما استطاعت،
و استلقت تراقب السماء التي افتقدت القمر،
لكن كما كل ليلة شبيهة هكذه،
يزداد ألقُ النجوم بازدياد الظلام ~



تذكرت كم مرة
حاولت إحصاء النجوم في صغرها،
و العجيب في الأمر أنها كلما تَعُد مجموعة منها
تظهر من بينها نجمة لم تشاهدها من قبل،
فتعيد العد من جديد
إلى أن تتعب من التكرار،
فتتوقف عن التفكير عن عد النجوم
و تنزل من سقف المنزل …



حينما كبرت أكثر،
أدركت أنه من المستحيل عد النجوم،
لهُئُول أعدادها و تباين مواعيد ظهورها،
رغم ذلك تدرك أن النجوم ليست موضوعة باهمال هنا و هناك،
لكن و بسبب أنها لا تفقَهُ في الفلك شيئاً ترى النجوم كلها سواء ~



http://up.msoms.ae/do.php?img=1932

سويعات قليلة،
و انتشر النهار
حاملاً وقوداً من النشاط يُسكب على القرية سكباً،
أناسها و دوابها،
كبارها و صغارها،
الجميع دونما استثناء...



من السقف،
شاهدت لينا
كيف تحول السكون إلى حركة
و كيف دبَّ الحياة المساحات الشاسِعة لأراضي القرية،
آلات تتحركُ في الآفاق،
أجساد قوية تَعمل على نثر البذور
و أخرى ترعى المواشي،
كُلُّ في مزرعته منهمك في عمله،
و إذا ما انتهى آخر باكراً
حمل بجسده المرهق ليعين الأيادي العاملة في مزرعته أو المزرعة المجاورة
لينهي الجميع أعمالهم الشاقة قبيل حلول الظلام ~



على المدى الأقرب،
يتنزه كبار السن في ممرات القرية الترابية،
يحيون بابتسامة عريضة كل شخص يصادفونه،
بعضهم أنهكَ طول زمانه طاقته
فجلس أمام بابه يراقب الحياة
مسترجعاً جمال لحظات عاشها في طفولته
على هذه البُقعة،
و بعضهم تراهم
فتحسب الشباب يسري في عروقهم،
طاقة ونشاط و قدرة سبحان الخالق أعلم بمصدرهم
على الرغم من سلب الزمان غالب أعمارهم~



و الأطفال أيضاً
أضفوا لمسات على لوحة الحياة في القرية
بانتشارهم في الساحة،
أغلبهم لم تتجاوز أعمارهم السابعة،
يركضون هنا و هناكَ
و أصوات برائتهم تصدح الأجواء،
و آخرون يرافقون أمهاتهم اللاتي يتحملنَّ دِلاءَ خشبية الصنع
تختزن جالونات من المياه تكفي لسويعات معدودة،
لتعود مهمة جلب المياه الشَّاقة على عاتقهن من جديد ~



رؤية كل هذا النشاط
يشعركَ حقاً أن الربيع هنا،
السلام هنا،
الربيع حلَّ قلوبهم
قبل أن يحلَّ أرضهم الطيبة المليئة بالخيرات ~



http://up.msoms.ae/do.php?img=1932

عَلت الأصوات المنادية باسم لينا،
تحُثُّها على الخروج من مخبأها،
نزلت على مهل
متمنيَّة لو أنها تظل على السقف حتى الغروب
لتكمل تصور منظر القرية كاملاً،
استمعت لصوت فيكتوريا تقول: " صباح الخير" ~

تجاوزت لينا الدرجات الأخيرة
بقفزة مجنونة مفاجئة،
نفضت الغبار عن يدها
و هي تلمح ملابس النوم التي ترتديها،
سريعاً نظرت لفيكتوريا مبتسمة
و أجابت : "صباح السعادة"

ثم أضافت: " فقدت الشعور بالوقت بينما كنت أتأمل الأجواء"

- كيف فقدت الشعور بالوقت يا فتاة!! الوقت مهم و لا ثانية لنضيعها!!

- دقائق و آتيك


لم تهتم لينا بالإجابة
و هرعت لغرفتها تستبدل ثيابها
رغم أن الوقت عند لينا دقيق جداً،
إلا أن التأمل و التفكر يفقدانها بوصلة الشعور به،
فتغدو الساعات ثوان في توقيتها البيولوجي،
و الأيام سويعات معدودة...





http://up.msoms.ae/do.php?img=1932



السكوت،
كان تعبير لينا الوحيد
إزاء النصائح التي تكررت على مسامعها
للمرة السابعة بعد المليون
كما ادّعت لينا مجازاً،
أطلقتها شفاه أمها،
لم تكن بحاجة قط إلى أن تصغي،
فالكلمات ذاتها،
و اللحن ذاته،
الأسلوب ذاته،
و نبرة الصوت كذلك ذاتها،
سريعاً شعرت بالضجر
من كل هذه النصائح التي تنعتها بالغبية،
أتقنت دور المتأخر عن موكب الوقت
و طارت مع فيكتوريا نحو الحافلة ~



لينا و فيكتوريا
قررتا السفر إلى المدينة
لإكمال الدراسة
و عيش حياة تؤمن لهما مستقبلاً باهراً،
أصرتا بشدة
على تحمل مشقة الذهاب للمدينة
لتلقي تعليم جيد
بدلاً من البقاء في المنزل،
فقريتهم الصغيرة
لا تحوي مدرسة متوسطة،
و لأنها المرة الأولى للينا
كانت الهواجس تترائى في مخيلها تباعاً،
بالطبع لم تنسَ لينا هدفها الأساسي
و هو إيجاد سارة ~




http://up.msoms.ae/do.php?img=1932

انطلقت الحافلة،
في رحلة تستمر على الأقل ليوم و بضع سويعات،
قبل أن تبدأ رحلة جديدة تدعى بالبحث عن موقع السكن!



كانت القرية تبتعد،
تصغر مساحتها في مرمى بصر من يلتف نحو النافذة الخلفية للحافلة
التي قضى الزمان و سوء الطريق على أناقتها،
لم تهتم لينا أو فيكتوريا للرؤية أطلال ذكرياتهما
لكنهما بين فترة و أخرى تلصصتا النظر
لرؤية كم صارت الحافلة بعيدة عن القرية،
و بمجرد أن تلاشت القرية
و صار رؤيتها مستحيلاً،
غطت لينا في نوم عميق...



"لين... استيقظي...لين"،

تتابع اسمها على لسان فيكتوريا التي تحاول إيقاظها،
فتحت الأخيرة عينيها بصعوبة
لتسمع صوت فيكتوريا: " أخيراً استيقظت... تعطلت الحافلة بضع مرات و لم تشعري بذلك أبداً"

نظرت لينا لفيكتوريا لثوانٍ قبل أن تستوعب الكلمات الأخيرة التي استمعت إليها،
فقالت: " كنت متعبة للغاية، متى سنصل؟!"

- لا يزال مشورانا طويل، توقفنا لساعتين و الآن فقط استجابت المحركات لأوامر السائق...

- يبدو أن دربنا سيطول...

تنهدت لينا تنهيدة قصيرة، و كانت تعابير فيكتوريا تقول بأسى: "أجل، سيطول كثيراً".



http://up.msoms.ae/do.php?img=1932

كانت الرحلة مأساوية الوطأة،
مضطربة الحالة،
بين تحرك الحافلة لبضع سويعات
وتوقفها ساعات أخرى كثيرة..
عانت لينا من إعياء شديد،
تبعه الأرق و فقدان تام للشهية،
سائت حالتها كثيراً،
فما كان منهما إلا أن تترجلا من الحافلة
دون إكمال الرحلة بعد يومين من البقاء فيها
دون أن تبلغا نصف مقصدهما!!



حملت لينا نفسها بجل طاقتها المتبقية
إلى نُزل تقليدي قديم بمساعدة فيكتوريا،
تمكنتا من الحصول على غرفة تأويهما من النوم عاريتين في الشارع...



مر يومان على إقامتهما في النزل،
تحسنت صحة لينا كثيراً
بحصولها على الراحة و النوم جيداً،
وفي صباح اليوم الثالث،
استفاقت لينا من نومها،
و عادت الحيوية إلى وجهها الذي كان شاحباً
و أوشك أن يشيب بسبب وساوسها و هذيانها المتواصل



قضت لينا الصباح الباكر
أمام النافذة تنظر للسماء
في الخارج
بينما عقلها يحاول إعادة تركيب جميع المشاهد
التي مرت بها حتى الآن،
بدءاً من حادثة المنزل،
تحولها،
رحيل سارة عنها،
تعرفها على بركة النيلوفر،
الصمت الذي صاحبته فعشقته،
مروراً بقرارها للتغيير،
و الموقف الذي جرى لها بسبب لعبة الأختباء و البحث
و الذي بقدرة الخالق تبدل إلى أمل بمصادقتها لفيكتوريا،
ثم قرارها القوي للبحث عن السعادة
و الذي تابعه إيجادها لدليل يقودها إلى سارة،
فتخرجها من المدرسة الابتدائية
و ها هي في طريقها للبحث عن سارة فعلياً
و الإلتحاق بالمدرسة المتوسطة
في المدينة المجاورة التي حضرت ذاك المهرجان فيه...



كان التفاؤل قد عاد يحوم حولها،
و يهمس في أذنها بعباراته الرقيقة المعتادة،
بعدما غاب عنها لفترة
فعانت إثر غيابه بالأرق،
ابتسمت و هي تستمع إليه يحدثها بصوتها الداخلي،
و عاتبته بلين لاختفاءه المفاجئ،
و أخيراً دعته برقة لئلا يغيب عنها،
فهي في حاجة ماسة إليه لتبلغ هدفها...



بعد تلك الدعوة،
أخذت لينا نفساً طويلاً و
جددت الهواء في قلبها
الذي كان مشحوناً بالطاقة السلبية
بسحب كمية كبيرة من أوكسجين الحياة،
ألا هو التفاؤل...






أنتهى الفصل

ترقبوا القادم بإذن الله تعالى

http://up.msoms.ae/do.php?img=1931

تشيهايا
20-2-2015, 07:12 PM
لم اتوقع ان هناك الكثير من الفصول صراحة صدمت ههه لست معتادة على ذلك ، رويدا رويدا علي ! icon114
اسلوبك في الكتابة رائع لا ادري ان كانت وجهة نظري صحيحة لكنه قريب على اسلوب الشعر الحديث ! ممم اعتذر لعدم فقهي باللغة العربية سواء قواعد او آدب icon147
لكني احب الكتابة واحب اللغة العربية ، بعبارة اخرى لدي تقصير في الدراسه هههه



" ليس علي البكاء، ستعودين إليّ، و ستزهرين من جديد عما قريب، لتنعمي في سباتك بينما أواجه قسوة الحياة بقوة، سأمضي، فلأي شيء أكترث؟! سأخطو للأمام مهما كان طريقي وعراً..."

اعجبتني هذه العبارة، كل ما كتبته رائع ، لكن الجمل التي بها قوة بهذه الصورة واكثر تعجبني كثيرا :msn-wink: :)

------




فإن العقل اللاواعي يلعب دوراً مهماً في هذه الأحاديث


العقل اللاواعي بالفعل يلعب دورا كبيراً لكن، ان كانت النفس متعبة فستجدين الكلام المحبط واليأس كله يذهب الى العقل الباطني يرسخ به وفي يوم غير متوقع ترين ان امامك كله فشل ! وكله حزن ! اذا اعتدت على الاجواء المفرحة والتفاؤل ورددت دوما مع نفسك انا سعيدة ، لا اكترث لشيء مهما كان ، لا اهتم لكلام الاخرين ، لا ابالي للجروح ، وكثير من العبارات التي ترفع المعنويات ستجدين ذات يوم نفسك متأملة ناضجة ، واعية ، لان كله يذهب للعقل اللاواعي دون ادراك منا ^^

سأكمل القراءة ان شاء الله حينما افرغ من عملي ، تابعي السرد فإن القصة رائعة جدا

:)

قصاصات حلم
20-2-2015, 07:47 PM
لم اتوقع ان هناك الكثير من الفصول صراحة صدمت ههه لست معتادة على ذلك ، رويدا رويدا علي ! icon114
اسلوبك في الكتابة رائع لا ادري ان كانت وجهة نظري صحيحة لكنه قريب على اسلوب الشعر الحديث ! ممم اعتذر لعدم فقهي باللغة العربية سواء قواعد او آدب icon147
لكني احب الكتابة واحب اللغة العربية ، بعبارة اخرى لدي تقصير في الدراسه هههه


هههههههـ ، خذي كل الوقت الذي تحتاجينه لقراءة الفصول التالية :)

أما عن أسلوبي فلست أول من يقول لي ذلك *_*
معلمة اللغة العربية قالت لي ذلك قبل عام ~
لكني لم أفهم كيفية قربه للشعر الحر !!





العقل اللاواعي بالفعل يلعب دورا كبيراً لكن، ان كانت النفس متعبة فستجدين الكلام المحبط واليأس كله يذهب الى العقل الباطني يرسخ به وفي يوم غير متوقع ترين ان امامك كله فشل ! وكله حزن ! اذا اعتدت على الاجواء المفرحة والتفاؤل ورددت دوما مع نفسك انا سعيدة ، لا اكترث لشيء مهما كان ، لا اهتم لكلام الاخرين ، لا ابالي للجروح ، وكثير من العبارات التي ترفع المعنويات ستجدين ذات يوم نفسك متأملة ناضجة ، واعية ، لان كله يذهب للعقل اللاواعي دون ادراك منا ^^

سأكمل القراءة ان شاء الله حينما افرغ من عملي ، تابعي السرد فإن القصة رائعة جدا

:Smile:








أوافقك الرأي ~
لكن سبحان الله، هناك أشخاص رغم أن اليأس يزاورهم إلا أنه في حوار قصير مع أنفسهم يقلبون اليأس أملاً ~
هؤلاء أراهم أشخاصاُ ناجحين في الحياة ~

بإذن الله ~

تشيهايا
20-2-2015, 09:22 PM
جميل ما شاء الله ، سأخبرك بنصيحة قالها استاذ اللغة العربية لي ، عندما تكتبين مجموعة كبيرة عددها مثلا 100 او اقل وحجمها كبير من هذه الاشعار الحديثة كما سردتيه لنا ، حينها ضعيه في كتيب وانشريه لربما سيختارون منه ليضعوه في المنهاج لان لغتك رائعة ، لديك ثروة لغوية ما شاء الله

اعود للتعقيب ههه ، ليس من عادتي ان اعقب بهذا الشكل اكتفي بقول جميل اعجبني ،لكن وجدت ان ابداء الرأي يساعد على الابتهاج سواء كان مدحا او ذما ، XD




أهكذا يلتهِِمُ اليأس بنهم عناقيد الأمل اللذيذة؟!










جميلة صياغتك لهذا الجمله ، شعرت بها فعلا اهكذا يصبح اليأس سؤال يدل على ان تلك الفتاة ذاقت اليأس لأول مرة !
منذ فترة اعتبرتها طويلة لكنها قصيره ، شعرت بذاك اليأس الذي دوما يجعلني اتساءل نفس سؤالك ، في آوج الضعف يأتي اليأس ، لذا نشعرُ بأنه ثقيل علينا ولا نتقبله ولا نتحمله فنتساءل كذاك السؤال دوما ^^

، شعور صعب ان تتألم من جراء مرض ، لكن حبذا لو نقلت صورة ايجابية عن شعورها عن مرضها ، حتى لا تقول تلك العبارة "تبا لتلك الحمى"
لان الرسول عليه الصلاة والسلام حينما دخل على ام السائب او المسيب واذ هي قد عصبت راسها بعصابة وتتألم من الحمى فقال لها يا ام السائب مالك تزفزفين ؟ قالت الحمى لا بارك الله فيها ،قال عليه الصلاة والسلام : لا تسبي الحمى فإنها تأكل خطايا ابن آدم كما تأكل النار الحطب

لنقل ان القصة خياليه ، الافضل نقل رأي الكاتب بطريقة غير مباشرة حتى لا يرى القارئ ان فكرك تقبل مثل هذه المسبة على الحمى




الصمت كان الشيء الوحيد الذي تريد لينا مصافحته اليوم،










فعلا شعور جميل احيانا ان تصافح الصمت ، كم فعلتها كثيرا ههه ، افضل ذلك على مصافحة البالغين في بعض الاحيان




_ يحدث أن تموت رغبتك في كل شيء و لا تبالي _











فعلااا كثيرا يحدث ذلك ننعزل عن العالم ، ليس كرها لهم ، لسبب بسيط النفس ضاقت ، لا رغبة لفعل شيء ! لكن الناس تعتقد ان العزلة جنون ، وانا اقول نحتاج في بعض الاوقات القصيرة للعزلة لتكوين انفسنا ، لترتيب هدوئنا ، لننعش اجسادنا التي تلطخت بأفكار المجتمع الرثة

انظري! انتِ كتبتي كلمة "دفء" فلم كنت اتذكر الهمزات تداخلت معي موقع الهمزة فلم اعر اهتماما للحركة التي قبلها ! هنا لان دفء حركة الفاء ساكنه فلذا كتبت على السطر صح ! ام يطفئ لان الفاء تحتها كسرة لذا تكتب على كرسي !

رائعه اندمجت بالاحداث ، ما شاء الله عليكي وفقك الله ، انتظر جديدك
في آمان الله :)

kaw Matsuda
8-5-2015, 08:49 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

طابت أوقاتكِ بذكر الله ..

ما أخبارك يا آنسة ؟ ^^


واااو قرأت روايتك في جلسة واحدة ^^

بدأت بالجزء الأخير ثم عدت من البداية وقرأتها بالترتيب ^^

ما شاء الله عليكِ .. تملكين أسلوبًا شاعريًا

راقتني كثير من الألفاظ والتشبيهات الساحرة ما شاء الله >> اعذريني لعدم وضعها

اممم هل هي مكتملة ؟

أريد أن أعرف هل سيُكتب للصديقتين اللقاء مجددًا ؟
وهل ستتغير طريقة تفكير لينا ونظرتها التي أعتبرها سوداوية لبعض الأمور ؟
وما سر اختفاء سارة وعائلتها المفاجئ ؟

دمتِ بحفظ الله ورعايته ^^

قصاصات حلم
8-5-2015, 09:22 PM
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته ~
و أوقاتكِ ~
الحمد لله حق حمده، ماذا عن أخباركِ؟!

شكراً لك ~
كلا هي ليست مكتملة >_<
مبتورة إن صح القول، الجزء القادم في مسودتي لكني أفكر في إنهائها في فصل واحد ~

فهناك رواية أخرى أفكر في البدء بها بحول الله …

عسى أن تلقي إجابة قريبة بحول الله ~

في حفظ الله ~