المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رواية: {{ ملحمة ابن التنين }} ~ ألفيتي الثانية ~



Hercule Poirot
10-12-2014, 08:22 PM
بسم الله الرحمن الرحيم


http://up.msoms.ae/do.php?img=2068

(تصاميم الموضوع بريشة أثير الفكر، جزاها الله خيرًا)

dete.ctive2

Hercule Poirot
10-12-2014, 09:00 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

http://up.msoms.ae/do.php?img=2069

أغلبنا سمع باسم دراكولا وقصص مصاصي الدماء، وقد صارت هذه الأسطورة مكررة في القصص المقروءة والمسموعة والمرئية حتى صار بعضها مبتذلاً ومستهلكًا، لكن قلة قليلة من الناس يعرفون الشخصية الحقيقية لدراكولا، وهو أمير لمنطقة أوروبية تُدعى والاكيا، عاش في القرن الخامس عشر الميلادي، وله صولات وجولات، وأخبار وصفات، سنتطرق إليها في هذه الرواية. لكن ما تجدر به الإشارة هنا أن هذه الشخصية، واسمها الكامل فلاد دراكولا، واللقب الذي اشتُهرت به هو "فلاد المخوزق"، لم يكن لها أدنى صلة بمصاصي الدماء ولا بالخفافيش، بل كان ذلك بسبب خيال كاتب أمريكي أخذ الاسم من كتب التاريخ ونسج عنه القصص من مخيلته.

لكن هذا لا يعني أن قصص دراكولا الحقيقي تقل أثرًا وتشويقًا عن قصص مصاصي الدماء، والرعب والإجرام الذي فيها يُعدّ مصاصو الدماء إلى جانبه حملانًا وديعة، ولذا قررتُ أن أسلط الضوء على هذه الحقبة شبه المجهولة، خاصة وأنها على ارتباط وثيق بالدولة العثمانية والسلطان محمد الفاتح.

تقع أحداث هذه القصة في القرن الخامس عشر كما أسلفنا، في إقليم والاكيا (التي حكمها آل دراكولا) وإقليمي ترانسيلفانيا ومولدافيا، وهذه الأقاليم الثلاثة تُشكّل ما يُعرف بدولة رومانيا اليوم. وكانت تلك المنطقة آنذاك حلبة صراع للقوى الكبرى على الخارطة الأوروبية، فقد كان العثمانيون المسلمون قد وصلوا بلغاريا - جنوب رومانيا - في فترة فتح القسطنيطنية وتقويض أساسات الإمبراطورية البيزنطية، أما من الشرق فكانت إمبراطورية المجر (هنغاريا) والتي كانت عدوة لدودة للعثمانيين بطبيعة الحال، ومن الغرب كانت أوروبا الغربية التي كان يحاول بابا الكنيسة الكاثولوكية حثها على الإعداد لحرب صليبية جديدة تردّ المسلمين على أعقابهم وتوقف زحفهم في أوروبا. ففي هذا الجو السياسي والعسكري المضطرب، وُلدت قصتنا.

يبقى أن أقول أن هذه الرواية وإن كانت تحمل طابعًا تاريخيًا فليس كل ما فيها حقائق موثقة تاريخيًا، إذ ثمة ثغرات عديدة في الفترة الزمنية المذكورة لم تذكر عنها كتب التاريخ شيئًا، أو تضاربت في شأنها، فكان سدّ الثغرات من مخيّلة كاتب هذه الرواية. يُضاف إلى هذا أن كثيرًا من المبالغات والأساطير نُسجت حول شخصية فلاد دراكولا بعد أن عمّت شهرته الآفاق في زمنه، مما صعّب عملية فهم هذه الشخصية وطريقة تفكيرها، فالصورة التي سترونها في هذه الرواية هي ما تصوّرها الكاتب في نفسه بعدما قرأ عن كثب وتعرّف أكثر عن أحداث وشخصيات تلك الحقبة.


تصنيف الرواية: غموض - تاريخي - تخطيط واستراتيجيات - حروب ومعارك - عنف زائد.

وفي الختام، تنبيه للقراء الكرام - إن وُجدوا - بأن هذه الرواية تحوي في بعض أجزائها من أشكال القتل والتعذيب ما قد لا يحتمل البعض قراءته أو التفكير به.


نبدأ مع الفصل الأول على بركة الله.

dete.ctive2

Hercule Poirot
10-12-2014, 10:17 PM
http://up.msoms.ae/do.php?img=2070

أدرنة، تركيا، 1462

أشرقت الشمس على وجوه رسمت البشاشة ملامحها، وعلت البسمة شفاهها، وغشت الطيبة والمحبة محيّاها. زغردت أصواتهم كزقزقة العصافير بين أروقة الأسواق، وتعالت جلبتهم أمام أحمال البضائع الرائحة والغادية، فتحرّكت أقدام الزائرين والمتجولين ببطء فوق الأرض المعبدة كما يسيل العسل البني مسكوبًا من فم الإناء. ترقرقت ألوان الفاكهة ضاحكة في وجه مشتريها، والباعة من خلفها يصيحون عليها بكل قرظ ومديح، وعلى الجهة الأخرى فاحت أزكى الروائح وأعذبها من حانوت العطّار، وطفقت تخطف الأرواح والنفوس فترتفع بها عاليًا نحو السماء في نشوة وطمأنينة، وإلى جانبها دكاكين الأقمشة والجلود والحرير والديباج، قد نشرت ألوان الطيف على أبوابها، واكتنزت نعومة بشرة الطفل في ملامسها، ومن خلفها تاج العروس، وتحفة الملبوس، دكاكين الصاغة، وقد تحلّقت النساء المتسوّقات على معروضاتها كما تجتمع الفتيات الصغيرات عند أقاصيص جدتها. نظر ذلك الرجل الواقف وقفة اعتزاز ورضا إلى هذا المنظر المنساب أمام عينيه، ورغم أن الشمس بدأت تصّاعد في سماء الصباح مرسلة حرارتها وجفافها في الأرجاء، إلا أن شعاعها الحارق لم يزعجه، ليس بسبب عمامته السلطانية التي حجبته عنه، بل لأن سعادة رعيته وطمأنينتهم انعكست في صدره فملأت قلبه حمدًا وامتنانًا.

غير أن نسيم الهدوء والسكينة لم يدُم طويلاً، إذ ظهرت من خلف رؤوس الجبال المحيطة بالمدينة سحب سوداء قاتمة عابسة، ما لبثت أن تكالبت حول قرص الشمس وشدّت عليه الخناق كحبل المشنقة، فلم يستغرق الأمر طويلاً حتى حلّ لون رمادي بارد مكان الضوء المنبعث من صفرة الشمس الدافئة. وانطلقت من جهة الصحراء نفخة ريح هائلة كادت تقلع الواقفين من أماكنهم، وتعاضدت أكداس الغمام مع هذه الريح فزمجرت برعدٍ يكاد يخطف سنا برقه الأبصار. حدث كل ذلك في ثوانٍ معدودة، وكأن البرق قد أقرض سرعته لبقية العوامل الطبيعية، ثم أرسلت تلك الغيوم محتوياتها وأفرجت عن مكنوناتها، ولم يكن ذلك مطرًا ولا بردًا بل كانت سلسلة من الصواعق هبطت على سقوف المدينة كنَفَس التنين فأشعلتها وأضمرت فيها لهب النيران. وتعالت أصوات البشر والحيوان بالصياح والاستغاثة، وتحولت زغردة الفرح والبهجة التي كانت منتشرة قبل هنيهة إلى نعيق وعويل وهرج ومرج. وتحول المشهد البهي إلى مسرح مليء بالجثث والتدمير والحرق والدم المنسكب، في موقف سوداويّ معتم...

استفاق من حلمه فجأة، والعرق يتصبب من جبينه لؤلؤًا نديًا شفافًا. استعاذ بالله من الشيطان وتفل عن شماله. كانت الليلة الثالثة على التوالي التي يراها فيها هذا الكابوس نفسه. نظر إلى الليل في الخارج عبر النافذة فقدّر أن الوقت يكاد يبلغ السَحَر، فقام من وسادة وفراشه الوثيرين ليتوضأ.

وعلى بعد أمتار قليلة، في حجرة ملاصقة، كهلٌ مهيب يطالع كتابًا تحت ضوء فانوس نحاسيّ صغير. ظلّت عيناه تتابعان الحروف المسطرة في كتابه، ورغم هدوءه وسكونه الظاهرين، إلا أنه لم يفت أذنيه سماع أنين النائم خلف ذلك الجدار وشهقته التي صاحبت استيقاظه من كابوسه.

http://up.msoms.ae/do.php?img=2084

من مذكرات فلاد الثاني، دوق والاكيا، 1443

وقفتُ أمام مشهد الدموع التي هطلت من مُقلتي زوجتي. كانت تودّع حبيبها الصغيرين، فلاد الثالث ورادو الوسيم، وأكبرهما في الثانية عشرة من عمره، قبل أن يأخذهما جنود السلطان إليه رهينتين. تذكرتُ ترتيب الأحداث التي قادت إلى ذلك. نعم، لقد بدأ الأمر قبل اثنتي عشرة سنة، يومها تركتُ زوجتي الحامل وهي في أشدّ الحاجة إلى أن أكون بجانبها، وتوجهتُ إلى مدينة نورنبرغ في ألمانيا. لن يُمحى من ذاكرتي قط مشهد تلك القلعة السوداء التي بدت كطائر جارح عملاق يحمل في مخالبه ومنقاره رائحة الموت والدمار، لكن الأمل الذي اختمر في قلبي كان أقوى من أي شعور بالخوف. دخلتُ تلك القلعة، وأنا أعلم أني سأقابل فيها رجالاً ينحني لهم الحاضر ويخلّد اسمهم المستقبل، وكنتُ أنا أقلّهم نبالة ومُلكيّة. كان ذلك مقر منظمة التنين، منظمة أسسها سغيسموند ملك هنغاريا، والذي بات يُعرف اليوم بالإمبراطور الروماني المقدس، لكي تكون قاعدة تحالف بين الملوك والنبلاء لإكمال خطة الصليبيين في الدفاع عن الصليب وقتال أعداء المسيحيين في أورويا والعالم، لا سيما العثمانيين الأتراك. تذكرتُ كيف ركعتُ أمام الإمبراطور بتاجه الذهبي المرصّع بالجواهر وجلاله الملكيّ وشموخه الطاغي، وأدّيتُ قسمي بالإخلاص والانقياد لمبادئ المنظمة وأوامرها. حينها، وضع الإمبراطور يده على كتفي وأعطاني لقبًا سأبقى أفتخر به أبد الدهر. قال لي: "من اليوم، سنسمّيك فلاد دراكول، أي فلاد التنين، لأنك ستكون رمزًا لتخليص المسيحيين وقدوة لتطهير بلادك من الأتراك المسلمين". أما اليوم، فيا لسخرية القدر! ها أنذا قد تحالفت مع السلطان العثماني مراد الثاني، في سبيل عودتي إلى عرش الحكم في والاكيا، بعد أن تآمر عليّ نبلاء قومي المدعوون بالبويار ونصّبوا عليهم أميرًا آخر بمعاونة ملك المجر. تحالفتُ مع السلطان مراد، والذي يُفترض أن يكون ألد أعدائي وفق نذري الذي نذرته في قلعة التنين، وبدوتُ أمام الآخرين مذلولاً مهانًا كالدمية التي لا تستطيع التحرك بلا خيوط. فلقاء إعادتي إلى كرسي الحكم، فرض السلطان على بلادي جزية، وهو الآن يطلب ولديّ الصغيرين رهينتين في قصره لكي يضمن عدم انقلابي ضده، تاركًا ولدي البكر وولي عهدي عندي. جالت هذه الأفكار في بالي وأنا أنظر في محيّا ابني الأصغر رادو وقد فاضت عيناه كذلك تأثرًا بمدامع والدته. أشحتُ النظر عنه إلى فلاد الذي يكبره بسنتين، فدُهشتُ إذ رأيتُ وجهه أبعد ما يكون عن منظر الحزن أو الخوف أو العاطفية. كان وجهًا ثابتًا، رغم صغره ونضارته، وكانت عيناه تنظران إليّ نظرة الجندي الذي ينتظر الأوامر من قائده بصرامة وإباء. لو تكلّمت قسمات وجهه لأقسمت لهذا التراب الذي يقف عليه أن القدمين اللتين توشكان على مغادرته ستعودان يومًا وترجع المجد الذي حلم به والده ولم يستطع تحقيقه. نظرتُ إلى تينك العينين المليئتين بالعزيمة، ثم وضعتُ يديّ على ذينك الكتفين الصغيرين، كما وضع الإمبراطور يديه على كتفي من قبل، وقلتُ لأميري الصغير: "منذ اليوم، اسمك هو فلاد دراكولا، فلاد ابن التنين".


dete.ctive2

Hercule Poirot
13-12-2014, 06:37 PM
وإلى هنا ينتهي الفصل الأول، على أمل اللقاء بالفصل الثاني بعد أسبوع أو اثنين إن شاء الله.

تعليقاتكم وانتقاداتكم مرّحبٌ بها. أخبروني أيضًا إن كان حجم الفصل مناسبًا هكذا أم تفضلون إطالته أو تقصيره.

dete.ctive2

تشيزوكو
13-12-2014, 07:53 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..

رواية لبوارو! *___* يا لها من مفاجأة رائعة بمناسبة ألفيتك الثانية.. مبارك الألفية :)

كنت قد سمعت أن دراكولا الحقيقي هو أمير نبيل قديم، ولطالما رغبت بمعرفة تفاصيل قصته، ويا لها من فرصة رائعة أن أقرأ عنها هنا :)

مقدمة القصة رهيبة ومثيرة للحماس!

شعرت بأني أرى مشهد السوق بتفاصيله والعاصفة وصواعقها أمامي مباشرة!

ومذكرات فلاد الثاني أثارت فضولي وحماستي جدا..

جميلة جدا تبارك الرحمن سأكون من أوائل المتابعين للرواية بالتأكيد..

الفصل قصير ولكن إن كانت إطالته تعني أن تنتهي الرواية بسرعة فالإبقاء على هذا الطول أفضل فلا نريد أن تنتهي سريعا :)

شكرا جزيلا على إفادتنا وإمتاعنا هنا..

أثير الفكر
13-12-2014, 09:47 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

حياك الله أخي هنا ومبارك الألفية المباركة :")

ابن التنين ودراكولا !!

بحق تحمست لها بقوة ، المقدمة مميزة بل رائعة لأقصى الحدود

الوصف تبارك الله مذهل - أينك عنّا - http://www.msoms-anime.net/images/smilies/SnipeR%20(38).gif

سبق وقرأت رواية عن ابن التنين وخوزقاته وها أنذا سأظفر بأخرى من إبداعك

لكن جديًا أن يكون القلم هو المستضيف للرواية والألفية أمر لم أتوقعه قطعًا xD

أكاد أموت من السعادة
+
الفصل قصير نرغب بالمزيد >> طماعة *^*

جديًا بما أنه أسبوعي نريده أطول من هذا لننعم بجوٍّ فريد من الخوزقات والدماء :$

يثبّت وسيتم ختمه بعد فصلين أو ثلاثة بحول الله

واملؤوا القسم بالروايات يا قوم فإني أعشقها breack-fast

Hercule Poirot
14-12-2014, 08:16 AM
تشيزوكو
بارك الله فيكِ. الرواية تحتوي على قصاصات كثيرة من مذكرات أشخاص مختلفين عاصروا الأحداث وشاركوا فيها، وفي بعض الأحيان يكون الوصف والسرد باستخدام ضمير الغائب كما في المقدمة. قررتُ تجربة هذا الأسلوب، أسلوب أن يكون الراوي ليس بطل القصة ولا المؤلف، بل أشخاصًا إلى جانب الأبطال يصفون ما يرون ويسمعون ويشعرون به.

أثير الفكر
حيّاكِ الله وباركِ فيك كذلك. الفصل الأول كان مختصرًا قليلاً (مذكرات فلاد الثاني كان يُفترض أن تكون أطول بمرتين لكن قررت اختصارها وتلخيصها لكي أفسح المجال لأبطال القصة الآخرين)، لكن الفصول القادمة ستكون أطول غالبًا إن شاء الله (أو هكذا آمل). على ذكر الوصف، قد تلاحظين تفاوتًا في قدره في الرواية، لأن كل صاحب مذكرات فيها سيكون له أسلوبه الخاص وطريقته الفريدة في التعبير عن الأمور ورواية الأحداث سواءً بالتركيز على الوصف أم على السرد.

شكرًا لكم على حسن مروركم وطيب كلامكم.

dete.ctive2

بوح القلم
20-12-2014, 06:47 PM
يا الله ما أروعها من كلمات وما أجمله من سرد وخصوصاً أنها في زمن السلطان مراد الثاني والد الفاتح ...

لكم أعشق هذا السلطان فحب السلطة لم يستحوذ على قلبه فقد تنازل عنها ليتفرغ للعبادة ... ما أروعه

بالفعل بديع ربطك بين الخيال والتأريخ خصوصاً ارتباط السلطان مراد الثاني مع ملك المجر ...

وأحداث مذكرات فلاد الثاني التي جرت قبل انتهاء حكم مراد الثاني بسنة تقريبا ... جميل

وصحيح أن الفصل قصير لكنه قصر بديع لم يخل بجمال السرد بل زاد في غموضه وروعته لكن أحببنا لو أنه طال قليلاً لنستلذ بعذوبة السياق


أنتظر باقي الفصول على أحر من الجمر

( أتعلم هناك معلومات مغلوطة عن الإنكشارية وهي أنهم ينتزعون الأولاد من آباءهم النصارى ويتم تربيتهم كجند مسلمين ...والصحيح أنهم يتامى الحروب - من ليس لهم أهل وشردوا - يؤخذون وتتم تربيتهم تربية إسلامية جندية )
ذكرني بها قولك عن أخذ السلطان للطفلين رهائن ^^"

في حفظ الله

Hercule Poirot
21-12-2014, 09:46 AM
يا الله ما أروعها من كلمات وما أجمله من سرد وخصوصاً أنها في زمن السلطان مراد الثاني والد الفاتح ...

لكم أعشق هذا السلطان فحب السلطة لم يستحوذ على قلبه فقد تنازل عنها ليتفرغ للعبادة ... ما أروعه

بالفعل بديع ربطك بين الخيال والتأريخ خصوصاً ارتباط السلطان مراد الثاني مع ملك المجر ...

وأحداث مذكرات فلاد الثاني التي جرت قبل انتهاء حكم مراد الثاني بسنة تقريبا ... جميل

وصحيح أن الفصل قصير لكنه قصر بديع لم يخل بجمال السرد بل زاد في غموضه وروعته لكن أحببنا لو أنه طال قليلاً لنستلذ بعذوبة السياق


أنتظر باقي الفصول على أحر من الجمر

( أتعلم هناك معلومات مغلوطة عن الإنكشارية وهي أنهم ينتزعون الأولاد من آباءهم النصارى ويتم تربيتهم كجند مسلمين ...والصحيح أنهم يتامى الحروب - من ليس لهم أهل وشردوا - يؤخذون وتتم تربيتهم تربية إسلامية جندية )
ذكرني بها قولك عن أخذ السلطان للطفلين رهائن ^^"

في حفظ الله


شكرًا لك على مرورك وكلماتك. بخصوص الرهينتين فذلك لم يكن لضمّهما إلى جيش الإنكشارية. مزيد من المعلومات في الفصول القادمة إن شاء الله فترقبوها.

dete.ctive2

Hercule Poirot
1-1-2015, 10:54 PM
http://im66.gulfup.com/asXVoz.png

من مذكرات أحمد بن إسماعيل الكوراني

أدرنة، تركيا، 1443

عندما يعتاد المرء على نظام حياتيّ معيّن، فإن أي تغيّر - ولو صغير فيه - سيقلب له معيشته رأسًا على عقب.
مضى عليّ عشرون سنة وأنا في هذا النظام، ورغم أنه قد يبدو رتيبًا ومكررًا إلا إني لم أشعر يومًا بالملل منه أو بالرغبة في تغييره. كانت حياتي حياة رجل عادي ميسور الحال، يرضى بما قسمه الله له، ويبتغي من فضل ربه آخذًا الحلال وكافًا عن الحرام. كان يومي يبدأ كل يوم مع استغفار السحر وقيامه، فصلاة الفجر جماعة في المسجد، فجلوس لقراءة وردي حتى طلوع الشمس، ثم نهوض إلى مهمة تعليم أطفال الكتاتيب مع بزوغ شعاع الشمس الأول. لكن هذا اليوم كان مختلفًا...

لم تكن أشعة الشمس هي من أعطتني إشارة النهوض اليوم، بل طرقات عنيفة متتالية على باب منزلي...
نهضتُ مسرعًا، فلم يكن من عادة أحد أن يزورني في مثل هذا الوقت، وتلك الطرقات بأية حال لم طرقات زائر عادي، ولا ضيف يطلب سقيا أو طعامًا، ولا حتى والد جاء بولده لكي أعلّمه في كتّابي.
فتحتُ الباب، فواجهتني أربعة عمائم مألوفة الشكل، يراها المرء يوميًا، تجول الأسواق في النهار، وتحرس الشوارع في الليل، وتحفظ الأمن وتضبطه؛ كانت عمامات رجال الشُرَط.
تقدم كبيرهم وقال بلا مقدمات: "مولاي السلطان يطلبك في قصره".

*******

أماسيا، تركيا، ربيع 1443

وصلتُ إلى أماسيا وموقف أمسِ ما يزال منطبعًا في ذهني...
لستُ من مرتادي قصور السلاطين ولا من ندمائهم، ولم يسبق لي أن التقيتُ بالسلطان أو مثلتُ بين يديه من قبل، بيدَ أن استدعاء السلطان لي لم يكن أكثر ما أثار عجبي، إذ أن الأوامر التي تلقيتُها منه والمهمة التي كلفني بها لَهِي أمرٌ لم يدر بخلدي قط أن أكلّف به، ومسؤولية لم أطمح يومًا أن أحملها على عاتقي.
عندما وصلتُ إلى القصر في أماسيا، كانت الحيرة قد جفّت من قلبي وانتفضت رباطة الجدّ والحزم. أحسب أن قلوبنا نحن المعلمين أشدّ وأحنك من قلوب غيرنا من الناس، فالدور الذي تتطلبه منا مهنتنا، يقتضي علينا أن نخفي عطفنا وحناننا خلف ستار سميك من الغلظة والشدة، تكون زاجرًا ناهيًا وآمرًا محفزًا لتوجيه الجيل الصغير نحو أهداف نبيلة سامية، لكي تقطفها أياديهم الصغيرة بقوة واستحقاق بعد أن تعلمت النظام وحب العلم فتغتني به عن ظلمات الجهل وتملأ أكفّها من ثمار المعرفة.

أدخلوني إلى غرفة فسيحة عظيمة الأعمدة مزخرفة السقف، وركنها الأقصى مفتوح على حديقة غناء جمعت بين خضرة وزرقة، وخرير وزقزقة، وفاكهة وثمار، وأبسطة فُرشت بين الأشجار. وهناك، على أحد تلك الأبسطة، رقدت مهمتي.
كنتُ مهيّأ لما أرى، فقد وصف لي السلطان مراد هذا المشهد، وعرّفني بأبعاد المسألة الشائكة التي استعصى على الآخرين حلها قبل أن يكلفني بها، فتقدمتُ غير وجلٍ ولا متردد، حتى أصبحتُ على بعد خطوات يسيرة من البساط المفروش على العشب الناعم بين الورود المزهرة، فألقيتُ التحية على شاغله قائلاً:
"السلام عليك يا محمد".

التفتَ إليّ مجفلاً. لم يكن صوتي ما أجفله، ولكني أيقنتُ حينها أنه لم يعتد على أن يناديه الآخرون باسمه المجرد. كان ولي العهد محمد ابن السلطان مراد، ومع أنه في الرابعة عشرة من عمره، إلا أن حظه من المعرفة أكثر من حظ الأميين بقليل، إذ كان يرفض الانصياع لأوامر معلميه، وأهمل في حفظ القرآن وغيره من العلوم، وفشل والده ومستشاروه في إيجاد حيلة يحتالون له بها حتى يضعوا فيه أساسات رجل عليه أن يتحمل عبء السلطنة وحُكم الأمة في المستقبل.

ردّ عليّ السلام متثاقلاً ثم التفت عني متناسيًا وجودي.
قلتُ مستكملاً: "لقد أرسلني والدك إليك لأعلمك وأؤدبك، وأعطاني هذا القضيب لأضربك به إن خالفت أوامري".
نظر الفتى إليّ مشدوهًا لوهلة، ثم لم يلبث أن أطلق لحنجرته العنان في الإفراج عن قهقهة تردد صداها بين الأشجار الملتفة.
تقدمتُ بكل بساطة نحوه وهو ما يزال مستمرًا في قهقته المستهزئة، ورفعتُ يدي الممسكة بالقضيب، وهويتُ بها عليه بضرب شديد غير مبرّح، على الأماكن التي يصحّ فيها الضرب. انقطعت القهقهة فجأة إبّان ذلك، تلتها لحظة من السكون من جانب حنجرة الفتى على أثر الصدمة الصاعقة التي غطّت ملامح وجهه، ولم تلبث أن شقّت محيّا الصدمة آهات وصرخات عبّرت عن مكنون الألم الذي تسببه ضربات القضيب، والذي فاق أي شعور آخر يحس به الذهن أو الجسد.
بعد تلك الحادثة، لم تعد حياتي هي الوحيدة التي انقلبت رأسًا على عقب، فقد امتدّ ذلك إلى حياة الفتى محمد ولي العهد. الأثر الحسيّ الذي تركه فيه القضيب سيختفي بعد سويعات، لكن الأثر المعنوي سيبقى معه مدى الحياة.

حاشية 1: بعد شهور قليلة، تمكّن محمد من ختم القرآن كاملاً حفظًا وتجويدًا، وانتهل كمية كبيرة من علوم شتى. إن في هذا الفتى نباهة وتميزًا قلّ أن يُرى نظيره، وأحسب أن الانغماس في الترف هو ما كان يحول بينه وبين استثمار ذلك في ما يفيد.

حاشية 2: انتقلنا إلى قصر السلطنة في أدرنة مع بداية الصيف، حيث وصل حديثًا ابنا الدوق فلاد الثاني، والذي عاونه السلطان مراد على العودة إلى حكم والاكيا بعد أن قبل بدفع الجزية بالمقابل. انضمّ الفَتيان إلى محمد في معظم دروسه الدينية والعلمية واللغوية، وشاركاه حتى في دروس الفروسية وفنون القتال، وهي دروس كانت تُعدّ خصيصًا لأبناء الأمراء والسلاطين على يد أمهر المعلمين لتنشئتهم أحسن تنشئة.


http://up.msoms.ae/do.php?img=2084


ترانسيلفنيا، رومانيا، ديسمبر 1447

"يا لها من لعينة!"
تبع ذلك سهمٌ انطلق حادّ الرأس مندفعًا بصفير شقّ الهواء. لم يُصب السهم هدفه، إذ إن "اللعينة"، أو الغزالة إن صح التعبير، غيّرت اتجاه جريها في آخر لحظة، فانحازت عن مسار السهم الذي كاد يصيبها في مقتل، ولاذت بالفرار بعيدًا عن مطاردها.
زمجر متأففًا ورمى بسهم آخر كان مصيره مثل صاحبه. لم يكن اليوم يوم حظه. نظر من حوله فألفى نفسه وحيدًا بين قامات أشجار الغابة الباردة. يبدو أنه نسي نفسه في غمرة المطاردة وابتعد كثيرًا عن مرافقيه وحراسه، وإلا فما كانوا ليتركوا الدوق وحده، دوق والاكيا، فلاد الثاني.

قرّر أن يخرج من بين الأغصان المتشابكة إلى ما يجاورها من المستنقعات، علّه يهتدي طريقه ويعرف أين استقر به موقعه من مكان مخيّم الصيد. بعد أن سارت به فرسه قليلاً، سمع صوت سنابك خيل قادمة من مكان غير بعيد. غيّر اتجاهه وأطلق لفرسه العنان نحو الصوت، وسرعان ما التقى بمصدره. ارتسمت على أسارير وجهه ابتسامة ارتياح عريضة، فقد عرف الفرسان القادمين. إنهم من البويار - وهو اسم يُطلق على النبلاء في رومانيا - وقد عرفهم من هيئتهم وملبسهم ودروعهم. بدأهم الخطاب قائلاً: "ما أسعدني بلقياكم في مثل هذا المكان! كيف كنت سأتصرف لو قابلتُ عصابة جانحة من قطاع الطرق وحدي هاهنا؟!"

بعد ساعة، استُدعي ميرتشا، الابن البكر للدوق فلاد، على نحو عاجل. أخبروه أن والده أصيب في حادث أثناء رحلة الصيد. دار في خلده وهو منطلق إلى الغابة وحيدًا على حصان سريع أن الرياح تجري بما يشتهيه اليوم، فقد أصيب والده في الصيد، لوى كاحله أو سقط عن ظهر فرسه على الأغلب، ولسوف يستغل هو هذه الفرصة لكي يقنع والده بأن يصطحبه معه في رحلات الصيد القادمة، لكي يكون رفيقه المقرب الدائم، وفي الوقت نفسه يشاركه متعة الصيد التي طالما احترق توقًا لها.

وصل بعد بعض الوقت إلى المكان الذي وُصف له من الغابة بجانب المستنقعات، فوجد جماعة من البويار متحلّقين وممتطين خيولهم. اقترب منهم ليسألهم عن مكان والده، واقتربوا هم منهم بدورهم ولم يلبثوا أن طوقوه من كل جانب. لم يُبال بتصرفهم حينها إذ كان مشغول البال بشيء آخر. انفرجت حلقة البويار عن فتحة تقّدم عبرها من خلف الفرسان فارس ضخم له هيبة القادة العسكريين الكبار. خاطب ميرتشا قائلاً:
"سعيد بتلبيتك السريعة للنداء يا سمو الأمير الصغير. إنني القائد يوان دي هونيدوارا. كم أنا فرح بفرصة لقائك كما فرحت بلقاء والدك قبل قليل. لقد بادلني والدك سعادة اللقاء، ولا أرجو منك إلا مثل تلك الحفاوة."

وأنهى جملته بأن تقدم بفرسه فأفسح المجال للمظهر الذي خلفه. كان مظهر جثة غارقة في بركة الدماء، وكانت الجثة جاحظة العينين نحو السماء وكأنما كانت تبحث عن باب خفي فيها، أو تنشد هدفًا لم تبلغه بعيد المنال كبُعد السماء عنها. تجمّدت عروق الأمير الصغير أمام مشهد جثة أبيه، لكنه كان آخر مشهد ينطبع في عينيه، إذ اجتمع عليه فرسان البويار واقتلعوهما من مقلتيهما، ثم ساقوه إلى قرية تارغوفيشت القريبة، حيث جاهد منخراه في إيجاد ذرّات تُستنشق من الهواء بعد أن ألقوه في حفرة وبدؤوا مراسم دفنه حيًا وطمروه بالتراب.


dete.ctive2

أثير الفكر
2-1-2015, 02:34 AM
>> المنتدى اليوم كثير التوقف -_-




الفصل حااابس للأنفاس 0_______0


البداية مميزة بحق ، قرأت قبل سنة ونصف كتابًا عن تاريخ الدولة العثمانية


ووردت فيه قصة هذا المعلم وما كان له من فضل بعد الله في غرس رغبة فتح القسطنطينية في السلطان محمد الفاتح :)




* مشهد رحلة الصيد آسر بقوة "(


الخاتمة أتت سريعًا ولما نكتفي بعد من الأحداث >> قمة الشجع xDD

نسيت أن أثني على خط أريال المستخدم في الموضوع >> لا أطيق تاهوما Handsome988

متشوقة بشدة للقادم لا حرمنا الله إبداع حرفك :)

Hercule Poirot
2-1-2015, 09:19 AM
^
أعتقد أنك تقصدين الشيخ "آق شمس الدين"، وهو معلّم آخر من معلمي السلطان محمد الفاتح، وكانت له مثل مكانة الكوراني عند السلطان من المهابة والتبجيل لهما، وهو الذي كان يردد حديث النبي صلى الله عليه وسلم عن فتح القسطنطينية على مسامع السلطان محمد ويرغبه في فتحها وأن يكون هو المقصود بذلك الحديث (ولنعم الأمير الأمير أميرها). وعندما تمكن السلطان من فتحها، أعلن أمام الجميع أن سبب فرحه الأكبر ذلك اليوم ليس فتح المدينة، بل وجود شيخه آق شمس الدين إلى جانبه في ذلك اليوم.

لن يأتي للشيخ شمس الدين ذكر في هذه الرواية القصيرة للأسف، إذ ليس هناك ما يربطه بقصة فلاد (حتى الكوراني، اخترعتُ له رابطًا عجيبًا لحشر شيء من قصته هاهنا XD).

شكرًا لك على ردكِ.

dete.ctive2

أثير الفكر
2-1-2015, 10:40 AM
أوه حقًا ؟

لم أنتبه |+ أنا لا أحفظ الأسماء بسرعة xDDD

+

يبدو أن المعلومات ستكون كثيرة هنا وهذا ما يسعدني

لا تتأخر بالفصل التالي http://www.o7adi.net/vb/images/smilies/122410121221u3h93n4lsb.gif

تشيزوكو
3-1-2015, 02:57 PM
الفصل قصير جدا ><

استمتعت كثيرا بقراءته رغم النهاية المفجعة ×___×

بي شوق لمعرفة ما سيحدث للأميرين الصغيرين بعد ما حدث لوالدهما وشقيقهما..

طريقة سرد القصة مميزة جدا.. أحببت فكرة المذكرات المختلفة.. أضفت طابعا مميزا على القصة :)

لا تتأخر علينا في الفصل القادم :)

Hercule Poirot
3-1-2015, 07:08 PM
الفصل قصير جدا ><

استمتعت كثيرا بقراءته رغم النهاية المفجعة ×___×

بي شوق لمعرفة ما سيحدث للأميرين الصغيرين بعد ما حدث لوالدهما وشقيقهما..

طريقة سرد القصة مميزة جدا.. أحببت فكرة المذكرات المختلفة.. أضفت طابعا مميزا على القصة :)

لا تتأخر علينا في الفصل القادم :)


لسبب ما، يبدو الفصل طويلاً عندما أكتبه، لكن عندما أطرحه في المنتدى يصبح قصيرًا XD

سأحاول طرح الفصول بشكل أسبوعي إن شاء الله.

شكرًا لردك الطيب.

dete.ctive2

ياسر
4-1-2015, 12:21 PM
ما هذا يا بوارو من أين لك هذا
#عصام_الشوالي_ستايل :icon100:

لم أقرأ شيئًا بعد وإن قرأت لن يكون هنالك تعقيب، ولكن لماذا لم تخبرني ^^"

ربما كنت تنتظر إنهاء المسابقة لتخبرني تفهمت موقفك >>> أراهن أنها ستكون آخر تعاون بين بوارو وبينك XD

Hercule Poirot
5-1-2015, 12:36 PM
ما هذا يا بوارو من أين لك هذا
#عصام_الشوالي_ستايل :icon100:

لم أقرأ شيئًا بعد وإن قرأت لن يكون هنالك تعقيب، ولكن لماذا لم تخبرني ^^"

ربما كنت تنتظر إنهاء المسابقة لتخبرني تفهمت موقفك >>> أراهن أنها ستكون آخر تعاون بين بوارو وبينك XD


أنت هنا؟ حسبتك أكسل من أن تضغط على رابط الموضوع لو أخبرتك عنه :icon100:

أرجو أن تستمتع بالقراءة إذًا، سواءً أعقّبتَ أم فررتَ بلا تعقيب.

هيا، انتهِ من تقييم القصص بسرعة فكرسي التعذيب ينتظر.

dete.ctive2

وهج البنفسج
5-1-2015, 03:10 PM
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته

فقط هناك أمر لم أفهمه
هل ستعتمد على أحداث واقيعة لتنسج بها قصة خيالية
أم فقط ستعيد صياغة وقائع رواية تاريخية بأسلوبك القصصي؟

Hercule Poirot
5-1-2015, 03:47 PM
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته


قرأت الجزء الأول واستمعت به كثيراً



متشوقة جداً.. لكن هذا الربط يخفوني يارب ما يكون في شيء من تعذيب المسلمين..


تشبيه جميل و فريد
و الوصف في مشهد السوق رائع جداً.. الصورة مليئة بالنشاط و الحيوية و البهجة


تشبيه آخر شدني.. تعبير قوي جداً و جميل



أظنها الجزئية الأكثر تشويقاً من بين جميع المشاهد
و بشكل خاص ذلك الفتى إلى أي مدى ستصل سطوته
إن كانت له هذه الإطلاله المهيبة و هو في هذه المرحلة العمرية الصغرية

أسلوب السرد ماتع و جذاب مع حسن اختيارك لموضوع القصة
و أجواء الرعب التي انتظرها بشوق

فقط هناك أمر لم أفهمه
هل ستعتمد على أحداث واقيعة لتنسج بها قصة خيالية
أم فقط ستعيد صياغة وقائع رواية تاريخية بأسلوبك القصصي؟

لي عودة مع الجزء الثاني..~

ألفية مباركة.. فكرة جيدة أن يقوم عضو بفتح موضوع ألفيته لتضيف أنت ردك الألفي XDD



شكرًا لمرورك وكلماتك الطيبة.

الأساس هو القصة التاريخية، لكن بعض أجزاء القصة الأصلية مجهولة ولم يدوّنها المؤرخون، لذا أضفت إليها شخصيات وأحداث من عندي بحيث تتكامل مع القصة الأصلية وتفسّر بعض غموض أحداثها.

ما زلنا ننتظر منك الألفية بالمناسبة، ولا يمكنك التهرب!

dete.ctive2

بوح القلم
7-1-2015, 10:43 AM
السلام عليكم ،،

حقاً لا أعلم ماذا أقول وأي تعقيب سيفي ؟ لذا سأكتفي بالصمت فهو أبلغ من حروفي في التعبير عن مدى إعجابي

اليوم جربت أن أشعر بعجز حرفي .. بالفعل أبدعت بوارو فقد تركتنا في دهشة وافتتان مع قراءتي لها على عجل

قد أعود للتعقيب عندما أتمعن أكثر في القراءة فقد نسختها على جهازي لأقرأها على مهل ^_^

وملاحظة صغيرة مع احترامي لآراء البقية أرى الفصل مستوفي حقه وطوله مناسب لا قصر فيه ولا تقصير ^_^

بانتظار الفصل القادم على أحر من الجمر فرفقاً بشوقي

وهج البنفسج
16-1-2015, 11:01 PM
عودة..~



وهناك، على أحد تلك الأبسطة، رقدت مهمتي.

وصف ذكي




وأنهى جملته بأن تقدم بفرسه فأفسح المجال للمظهر الذي خلفه. كان مظهر جثة غارقة في بركة الدماء،

Hercule Poirot
19-1-2015, 05:09 PM
كانت النية أن أضع الفصلين الثالث والرابع معًا، لكن سيتأخر الفصل الرابع إلى الأسبوع القادم بإذن الله بسبب بعض الظروف.


http://up.msoms.ae/do.php?img=2320

أدرنة، تركيا، 1447

تطلّع ببصره إلى السماء الزرقاء. كانت صافية نقية إلا من أشلاء غيوم متراكمة في زاوية الأفق، وكأنها تؤكد له صدق الأنباء الشنيعة التي وصلت إلى مسامعه عن تلك البقعة النائية عن سلطنته. وقف السلطان مراد متأملاً، فقد وضع في حسابه أن يحدث مثل هذا الأمر ذات يوم، لكنه وقد حدث الآن قبل أن تكتمل تحضيراته له، لم يجد أمامه إلا أن يرتجل ويستخدم ما بوسعه من إمكانيات لكي يعيد الأمور إلى نصابها المستقيم. استفاق من تأملاته على صوت وصول الشاب فلاد ومثوله بين يديه. كان هذا الشاب هو الوريث الفعلي لحُكم والاكيا، فبعد مقتل فلاد الثاني وابنه البكر على يد البويار، وتعيين القائد يوان دي هونيدوارا لأمير جديد على البلاد يُدعى فلاديسلاف، ولاؤه وطاعته لإمبراطورية المجر، كان لا بد من اتخاذ ردة فعل حاسمة، والتصدي للنفوذ المجري وأطماعه قبل أن يمتد نحو البقاع المجاورة التي تتمتع بحماية ورعاية العثمانيين فتحول أمنهم إلى خوف وطمأنينتهم إلى خراب ورخاء عيشهم إلى دمار. ولكن ثمة مشكلة جديدة، فالشاب الماثل بين يدي السلطان ما يزال حدث السن في السادسة عشرة، ومع أنه خضع لتربية وتدريب يؤهلانه لخوض غمار الحكم مبكرًا إلا أن ثمة أمورًا كانت تقلق السلطان سوى ذلك. كان يتابع أخبار الفتيين ابني فلاد الثاني بين الحين والآخر عبر تقارير يرسلها له معلموهم. كان محتوى تلك التقارير مزعجًا، لا سيما في حالة الشقيق الأكبر فلاد. أما الشقيق الأصغر رادو فهو قد تميز في التعلم والفهم السريع وإتقانه للأمور حتى أثار إعجاب معلميه من ناحية، وحسد وغيرة أخيه من ناحية أخرى. اتخذت غيرة فلاد من أخيه طابعًا شديد السلبية، انعكست على أدائه في الفنون والعلوم التي يدرسها، كما ذكر أحد المعلمين في تقريره أنه عثر على آثار تعذيب وحشية على بعض الحيوانات الصغيرة أثناء رحلات الصيد التي كان يشارك فيها الأميران الصغيران، ورغم أن فلاد كان ينكر بشدة أي علاقة له بالأمر، إلا أن ذلك لم يمحُ كليًا عن جبينه بصمات الشك والاتهام.

التفت إلى الشاب فلاد قائلاً: "لا بد أن الأنباء الحزينة قد وصلتك. هيئ نفسك واستعد، فسنرسلك إلى والاكيا على رأس جيش صغير لاستعادتها، وستكون أميرًا عليها تحت وصايتنا".
لم يزد الشاب على أن أحنى رأسه وتمتم: "لن أخيّب ظنّ مولاي"، وعبثًا حاول السلطان أن يستشف ما تحت قناع وجهه البارد الهادئ.

وبينما كان يودع الجيش المنطلق إلى والاكيا ويعطيهم تعليماته الأخيرة، لم يدر بخلده أنه قد فتح لتوّه في التاريخ أخدودًا مليئًا بالدماء والدمار، وظلامًا منبئًا بالهلاك والبوار.


http://up.msoms.ae/do.php?img=2084


من مذكرات دانيسلاف الوالاكي

والاكيا، رومانيا، 1447

كصباح كل يوم، استيقظتُ على خشونة التراب وظلف الحجارة وزحف الديدان المبكر فوق كل شيء مستمتعة بالنسمات المنعشة قبل أن ينتهي بها المقام في معدة أحد الطيور أو في مناقير فراخه. هل قلتُ "كل يوم"؟ كلا، لم يكن الحال هكذا قبل شهرين، إذ كنت أميرًا مطاعًا يمتد نفوذه وثراءه إلى تملك عدة قرى وخراجها. لكن أبى القدر إلا معاندتي، فجاء أولئك الهنغاريون اللقطاء وقتلوا أمير البلاد وولي عهده وقسمّوا قرى والاكيا وثرواتها فيما بينهم. وهكذا ألفيتُ نفسي في معسكر في عمق الغابة وحيدًا إلا من عدد قليل من الجنود والأتباع الأوفياء. لا أدري ماذا حلّ بمعظم الأمراء المحليين الآخرين، لكن سمعتُ أن واحدًا أو اثنين منهم قد تحصّنا في قلاعهما وامتنعا عن الهنغاريين، لكن وضعهما ليس بالسلس إذ لا يُتوقع وصول إمدادات أو مساعدات إليهما من أحد. قطع حبل أفكاري رؤية أحد جواسيسي الذين بثثتهم في الأرجاء قادمًا يعدو من بعيد. ألا ليته يتعثر ويقع في بركة رمال متحركة ويريحني من سحنته المتجهمة التي لا تأتيني إلا بالأخبار السيئة. ها هو ذا يجري جريته الهوجاء المعتادة، وكأن نارًا تندلع في قفاه، أو أشواكًا تتقافز في حذائه، والاحتمال الأول يروق لي أكثر. بعد أن اقترب أكثر بحيث أمكنني تبيّن تعابير وجهه، أيقنت أن هيئته اليوم هي غير الهيئة المعتادة، فهل يُعقل أنه يحمل خبرًا سارًا هذه المرة؟ وهكذا تبدّلت الشكوك باليقين حين وصوله، واستشعرتُ أول بصيص أمل بعد أن كدتُ أعتاد مجالسة القرود والضباع في هذه الأدغال.

هرعتُ مع جنودي القلائل إلى مكان الحدث. لقد أخبرني جاسوسي بوصول الأمير الصغير فلاد الثالث إلى ضفة نهر الدانوب، ولكن حسبما فهمت من كلماته المبعثرة بين أنفاس اللهاث فإن رحلة الأمير لم تكن ميسّرة، إذ اصطدمت سفينته ببعض الصخور وفقدوا عددًا من الرجال والعتاد، وبهذا تحول الجيش الصغير إلى فرقة صغيرة، واضطروا للرسو في غير المكان المخطط له. ربما كان ذلك من حسن حظي، أو من سوءه، فلم أكن على يقين بعد ما إذا كنتُ سأستقبل ما سوف يزيل كربتي أم يزيدها غليانًا. التقيتُ بالأمير قرب ضفة النهر؛ لقد شبّ كثيرًا في السنوات القليلة التي قضاها عند العثمانيين، ووجهه وبريق عينيه جعلاني أستحضر ذكرى والده أمامي. لكن كلا، ليس بعد، فما ينبغي لي أن أتعجل، ولا بد لي من اختباره أولاً حتى أرى إن كان يصلح لهذا الأمر أم لا. أخبرتُ الأمير أنني وجنودي سننضم إليه إن استطاع تحرير قرية شمال هذا المعسكر من قبضة فلاديسلاف وريّ رغبتي بالانتقام منه. توقعتُ منه استنكارًا أو اعتراضًا على مساعدتي المشروطة، لكنه لم ينبس ببنت شفة. أشار إلى أتباعه ومضى دون أن يلتفت. حسبتُ أنه يئس مني وقرر البحث عن شخص آخر يساعده، وهممتُ بعد بعض الوقت أن أرسل أحد أتباعي خلفه لكي يعود وأعرض عليه مساعدتي بشروط أخف، لكن دخانًا في السماء أوقفني. كان الدخان يتصاعد من جهة القرية المذكورة، وكان سواده وكثافته ينبئان عن أمر جلل، ليس أقل من احتراق كافة أبنية القرية أو معظمها. ولم يلبث أن جاء البشير، وبعده فلاد وجنوده، وقد اغتنت عرباتهم من مغانم القرية من ذهب وعتاد ومؤونة. هنا أيقنتُ أنني رُزقت بهدية من السماء، ولن أكون ذلك الأحمق الذي يبصق اللقمة بعد أن توضع في فمه. انضممتُ إلى رجال فلاد، وصرتُ ساعده الأيمن، وبدأتُ بإطلاعه على ما لديّ من خرائط وإرشاده على الأماكن المحتملة لحلفائنا في أنحاء والاكيا، لا سيما الأميرين المحليين اللذين تأكد لي صمودهما وتحصنهما في قلاعهما وإباءهما الاستسلام والتسليم.



dete.ctive2

تشيزوكو
19-1-2015, 08:59 PM
أخيرا فصل جديد ورائع أسلوبًا ومحتوى!

أتساءل أي نوع من الأشخاص سيكون الأمير فلاد.. يبدو مجرما من صغره!

ما الذي أدى بشخصيته لتتحول إلى هذا الاتجاه؟ وعده لأبيه؟ غيرته من أخيه؟ حياته عند العثمانيين؟ أم كلها مجتمعة؟ أم أن هنالك أمورًا أخرى خفية؟

أتساءل هل سيستعيد حكم أرضه بسرعة؟

هل انتهى دور العثمانيين في القصة؟

الحكاية مشوقة جدا..

بانتظار التتمة بفارغ الصبر..

أثير الفكر
19-1-2015, 09:39 PM
تنتهي فصولك عند اللحظات الحماسية *______________*

فلاد ليس مجرمًا فحسب بل شيطان في صورة بشر >> تتذكر جرائمه في المخوزق T_T

هل ستمتلئ الفصول القادمة بأوصاف الرعب التي تقشعر الأبدان ؟!

متشوقة للقادم ولأحداث الخليفة العثماني محمد الفاتح




ألا ليته يتعثر ويقع في بركة رمال متحركة ويريحني من سحنته المتجهمة التي لا تأتيني إلا بالأخبار السيئة.


التعبير قاتل xDD



وبينما كان يودع الجيش المنطلق إلى والاكيا ويعطيهم تعليماته الأخيرة، لم يدر بخلده أنه قد فتح لتوّه في التاريح أخدودًا مليئًا بالدماء والدمار، وظلامًا منبئًا بالهلاك والبوار.

خاتمة هذا الجزء فوق الرائعة

قصير جدًا لكنه زاخر بالبلاغة تبارك الله

أسلوبك مشوق للغاية ، فليصبرنا الله حتى الأسبوع القادم :(

Hercule Poirot
21-1-2015, 02:09 PM
عودة..~

إبداع في أسلوب و صياغة الجملة

وصف ذكي.. راق لي


جميل جداً جد متحمسة لما ستؤل إليه الأحداث


عندما يوصف مشهد كهذا عن قرب أكثر فإنه يدخل الشك و الريبة في النفس 00"

هذا ما خشيته &_&"

عميق و رائع

ياللهووول.. ليس إلى هذا الحد.. لم أتوقع نهاية مرعبة لهذا الحد 00"""""

فصل ممتع و الجزء الثاني بشكل خاص شييييق جداً
اندمجت في قراءته
أنتظر القادم بشوق..

موفق..~




شكرًا لك وهج. تعقيبك لطيف وشامل. يسرني أن هناك من يتابع بهذه الدقة.


أخيرا فصل جديد ورائع أسلوبًا ومحتوى!

أتساءل أي نوع من الأشخاص سيكون الأمير فلاد.. يبدو مجرما من صغره!

ما الذي أدى بشخصيته لتتحول إلى هذا الاتجاه؟ وعده لأبيه؟ غيرته من أخيه؟ حياته عند العثمانيين؟ أم كلها مجتمعة؟ أم أن هنالك أمورًا أخرى خفية؟

أتساءل هل سيستعيد حكم أرضه بسرعة؟

هل انتهى دور العثمانيين في القصة؟

الحكاية مشوقة جدا..

بانتظار التتمة بفارغ الصبر..


الإجابة على أسئلتك بشكل عشوائي هي: نعم، لا، لا، نعم، نعم، نعم، لا! >> أمزح :icon100:

سأترك الإجابة للفصول (أو الفُصيلات) القادمة إن شاء الله، وشكرًا لك على متابعتك.


تنتهي فصولك عند اللحظات الحماسية *______________*

فلاد ليس مجرمًا فحسب بل شيطان في صورة بشر >> تتذكر جرائمه في المخوزق T_T

هل ستمتلئ الفصول القادمة بأوصاف الرعب التي تقشعر الأبدان ؟!

متشوقة للقادم ولأحداث الخليفة العثماني محمد الفاتح



التعبير قاتل xDD



خاتمة هذا الجزء فوق الرائعة

قصير جدًا لكنه زاخر بالبلاغة تبارك الله

أسلوبك مشوق للغاية ، فليصبرنا الله حتى الأسبوع القادم :(

لم أقرأ رواية المخوزق، لذا لا يمكنني أن أجيب. لكن ستجدين هاهنا غالبًا أحداثًا وشخصيات لم تمرّ معك من قبل.
شاكرٌ لك طيب كلامك.

دمتم بود

dete.ctive2

أثير الفكر
21-1-2015, 02:19 PM
^

المخوزق لا تعتمد على قصة ابن التنين بالتفصيل

بل أحداث من خيال المؤلف لما بعد مقتل فلاد الثاني

تحديدًا عن أسطورة شاعت بين الناس ( عودة ابن التنين من الجحيم ) xD

يجب أن تقرأها *____*

أتطلع لشخصياتك الجديد ، ولكن نريد فصلًا ضعف هذا ^.^

بوح القلم
21-1-2015, 11:42 PM
رجوت مع الفصل الثالث أن تنفض حروفي عنها الشلل وتجد فسحة تنفّس فيها عن مكنونات نفسي وما خالجها من إعجاب


لكن عبثاً أحاول وفي كل مرة أقرأها أزداد تشوقاً وتزداد حروفي جموداً واندهاشاً

إن جاز لي التوقع ؟ أتوقع أن الشقيقين سيصبحان من القادة العظام وأنهما سيتواجهان في إحدى المعارك كخصمين لدودين

الأكبر يدفعه حقده وغيرته من شقيقه ، والأصغر يدفعه الواجب ورفعة النفس كما حدث مع بيبرس وقطز ، فالغيرة والحقد هي داء العظماء


بوركت حروفك .. يا لها من مخيلة خصبة أهنئك عليها لو كنت مثلك لكتبت وكتبت وكتبت حتى تمل مني الأوراق ويهجرني القلم


فجد علينا ببعض السطور فبعد التفكير أنا مع أثير نريد فصلاً أطول لنستمتع أكثر فلا تطل علينا الانتظار

وهج البنفسج
5-2-2015, 10:54 AM
من الجيد أني استطعت العودة قبل بدء الجزء الرابع..


في سطور ليست بالكثيرة إذا ماقورنت بالقترة الزمنية للطفلي التنين حتى فترة الصبا استطعت
أن تغطي هوة كبيرة من الحقبة الزمنية بسلاسة
أحداث القصة وأسلوب السرد متزن
هناك تركيز في كتابة القصة و كأني أقرأ كتاب تاريخي

Hercule Poirot
6-2-2015, 10:13 PM
مع الفصل الرابع، وهو أطول قليلاً من المعتاد، عسى يكون في ذلك مواساة عن التأخير الكثير.


http://up.msoms.ae/do.php?img=2538

والاكيا، رومانيا، 1447

من مذكرات جاكوب الوالاكي

إن من الحيوانات ما يستطيع استنشاق رائحة التغيير، والتنبؤ بالأمور العظيمة قبل حصولها. فالفئران مثلاً هي أول من يستشعر بغرق السفينة فتُهرع إلى أعاليها، والطيور هي الرائدة في الإحساس بالهزات الأرضية، فتراها تطير من أعشاشها باحثة عن الأمان في كنف السماء بعد أن فقدت ثقتها بثبات الأرض. بعض البشر يملكون صفات مشابهة، وإن كانت في منحى ومجال مختلفين. منذ حداثة سني، كان ينتابني شعور بالأحداث المهولة قُبيْل وقوعها. لم يكن ذلك من قبيل الكهانة والعرافة، ولا من باب معرفة المستقبل، وإنما كان قدرة غريبة على ملاحظة أمور صغيرة تنبئ بوصول الحدث الجلل قبل وقوعه. أجل، كما أن الحيوانات تعتمد على دقة حواسها في استشعار هذه الأمور، كنت ألاحظ وأتنبه لتفاصيل ودقائق لا ينتبه لها أحد غيري، ويجتمع ذلك في ركن من عقلي أشبه بمنصة ينتصب فوقها ناقوس الخطر، فإذا ما جاوزت تلك الصغائر المجتمعة في ذلك الركن الحد المسموح، دقّ ذلك الناقوس فاهتزّ كياني كله رهبة لما على وشك أن يحصل. لم يكن رنين ذلك الناقوس منبئًا بالسوء دومًا، فقد كان يبشّر بخير حاصل على مستوى كبير أحيانًا، ولكن الخير والشر في ميزان الناس صار نسبيًا، فما يصب في مصلحة أحدهم فهو خير ولو ضرّ غيره، وما يضرّه فهو شر ولو كان نفعًا مفيدًا للناس أجمعين.

رغم مضيّ سنوات على آخر مرة استشعرتُ فيها مثل هذا الشعور، إلا أن القوة التي طرق بها بابي هذه المرة، بل خلعه من مكانه واقتلعه اقتلاعًا، جعلت الأيام تبدو لحظات والسنين تبدو ساعات. وكما يتراءى النائم ساعات نومه مرّت كطرفة عين رغم طولها، بدا لي الماضي متصلاً بالحاضر بخيط يربطهما معًا ويجذبهما إلى بعضهما البعض بقوة. كنتُ واقفًا أراقب مراسم خوزقة الجنود الخمسة من عشيرة الدانيستي، والذين قبض عليهم رجالي صباح هذا اليوم. كان أولئك الجنود يعملون لإمرة فلاديسلاف الخائن الذي تربّع على عرش والاكيا بالقوة التي استعارها من حلفائه الهنغاريين. ضاعت أملاكي وفقدتُ جزءًا كبيرًا من ثروتي وسلطتي جراء ما حصل من انقلاب على الأمير فلاد الثاني والإطاحة به وقتله، وغدوتُ من القلة القليلة من الأمراء المحليين الذين صبروا وصمدوا في وجه هذا المغتصب المدّعي. في الواقع، لم يبقَ لي سوى هذه القلعة الحصينة، وعدد لا بأس به من الأتباع الذي لا يبالون أن يكونوا حجارة في جسر يوصلني إلى ما أريد. كنتُ أستمتع بمشاهدة مراسم الخوزقة وهي تُعرض أمامي، وهي بدعة جديدة في طرق القتل استحدثتها لتسلية نفسي عمّا فقدتُ، ولريّ شيء من نار الانتقام والتشفي التي تتأجج في قلبي. ويبدو أن جنودي قد بدؤوا يستلطفون هذه الرياضة الجديدة بعد أن رأوها بأمّ أعينهم. يظهر أن أفضل ما تهديه للمحتل هو عمود من خشب الأرض التي يحتلها، يخترق جسده من أدناه إلى أعلاه ويذيقه طعم الأرض التي اغتصبها.

وكما هي الحال مع جميع المتع في هذه الحياة، لا ينفكّ أن يظهر معها دومًا شخص أو شيء لَعينٌ يأتي في وقت ذروة المتعة ليقطع عليك تلك اللحظات ويعيدك من عالم العلوّ إلى دنيا الانحطاط. كان ذلك أحد رسلي الذين أرسلتهم من أجل إيفادنا بالمؤن سرًا من إحدى القرى القريبة التي لا تزال مناصرة لنا في الخفاء. عاد إليّ وملامح وجهه تنذر بشؤم الاخبار التي يحملها: دمّر الدانيستي تلك القرية بعد أن علموا بفعلتها، وأنزلوا بأهلها القتل والأسر والتشريد، بعد أن اجترّوا من خيراتها واكترعوا منها اكتراع البغل الذي لا يرتوي. وبينما أنا منهمك بتقليب مواجع هذه المصيبة في ذهني، زاد الطنين في رأسي فجأة عن حدّه، وكأنه طنين أجراس كنيسة تفتح أبوابها لضيف عظيم. لقد وصل دانيسلاف مع عدد من أتباعه إلى قلعتي. حريّ بالذكر أني لم أطق ذلك الدانيسلاف يومًا، ولا تحمّلتُ سخريته الدائمة ولذاعة لسانه التي تغلف كل ما يخرج من فمه المتحذلق الذي لا يناسب من هو بمقام أمير محلّيّ. لو كنّا في ظروف مختلفة لما اكترثتُ بأن ألقي إليه فتات الطعام الذي تقتات عليه كلابي، فضلاً عن أفتح له بابي. لكن الآن وقد ماتت تلك الكلاب، فلعله طمع بأن يأخذ مكانها وقاده أنفه المعوّج إلى رائحة طعامها عبر كل هذه المسافات؟ هذا ما دار بخلدي قبل أن أنزل لاستقبال وفده وأفاجأ أن ضيفًا غير متوقع هو الذي كان يتزعّم ركب دانيسلاف.

http://up.msoms.ae/do.php?img=2084

من مذكرات دانيسلاف الوالاكي

بلغنا بوابة قلعة جاكوب، لذا وجب عليّ التعريف بصاحبها قبل أن أبدأ بذكر بقية الأحداث. جاكوب هو أحد الأوغاد المتعجرفين الذين يطيب لي أن أجعلهم مادة للتندر والسخرية الدائمة. وُلد بأنف عريض، يحجب عن عينيه رؤية كل ما دون هذه الكتلة اللحمية الناتئة في منتصف وجهه، وإذا أخذنا بعين الاعتبار أنه لا ينظر إلى رعيته إلا مشرفًا من مكان عالٍ، أدركنا أنه لا ينظر إليهم على الإطلاق. بينما اكتسبتُ محبة من أتباعي ورغبة صادقة منهم بتقليدي واعتباري مثلاً وقدوة لهم، من غير إلزام لهم مني بذلك، كان سلاح جاكوب الوحيد هو غطرسته وشموخ أنفه، إذا استثنينا ثروة ونفوذ عائلته التي أورثته كرسيّه وضِياعه. لهذه الأسباب، لم أكن منغمسًا في بحر من السعادة وأنا أقود الأمير الشاب إلى قلعة جاكوب لعقد نوع من التحالف معه. لكن لو نظرتُ إلى الجانب المشرق، فقد أستطيع الدمج بين العمل والمتعة في آن واحد، فلا شيء يزيح الغمام من سماء يوم مكفهر مثل رؤية وجه جاكوب المتوّرد غضبًا كالطماطم وأنا أمدح أنفه العظيم الذي يحتاج إلى ثلاثة رجال لرفعه، أو أتغنى في قدرة خيّاطيه على حياكة ملابس لا تنفجر تحت وطأة كرشه الضخم. بأية حال، وصلنا ورحّبت القلعة بدخولنا فاغرة لنا عن فاهها. عند مرورنا بمشهد الخوزقة في باحة القلعة، سمعتُ الأمير الشاب يتمتم: "يبدو أنني سأُعجَب بهذا الأمير المدعو جاكوب". ثم التقينا بجاكوب، لم تسنح لي الفرصة للسخرية منه كما كنت أشتهي، ولكنه وافق على الانضمام إلينا تحت لواء الأمير فلاد الثالث. اتفقنا على أن الخطوة الأولى التي سنخطوها هي بالتوجه شمالاً إلى قلعة الأمير استيفان، والذي تحاصره قوات فلاديسلاف منذ شهر كامل ويقطع عنه كل الإمدادات والمؤن. استيفان كان أميرًا محليًا مشهورًا بالبسالة والجرأة، وكان فلاديسلاف يظن أنه بإخضاعه له ستخضع وتستسلم كل القرى التي فكّرت أو ستفكّر يومًا بالنضال والمقاومة، فيُخمد بذلك النيران قبل أن يُقتطع لها الحطب. سارعنا إلى نجدة إستيفان، آملين أن تساعدنا خفة رجالنا وفرساننا وعامل المفاجأة في مباغتة قوات فلاديسلاف. لحسن الحظ، لم نحتج إلى ذلك، فقد ألقت إلينا الأقدار بعقل شيطاني رهيب وفرصة لا تكاد تُلاحظ. رأينا عربة جياد صغيرة تنقل الأحجار من منجم قريب من القلعة، فألقينا القبض عليها وعلى سائقها. أمر الأمير الشاب بربط السائق وتكميمه، وملء عربته بالبارود، ثم إطلاقه على عربته نحو مدخل المنجم. ولَكَم اغرورقت عينا جاكوب بالدموع جذلاً وهو يتخيل منظر عيني السائق الباكيتين وزملائه المذعورين في المنجم وهم يشاهدون العربة المسرعة إليهم وهي لا تحمل إلا رائحة البارود والموت. وهكذا أدّى انفجار المنجم إلى تشتيت الجيش المحاصر للقلعة وانقسام فرقة عنه لتستطلع النبأ، فكان لها من سيوفنا وسهامنا أفضل إكرام وترحيب. ولمّا طال الانتظار بالجنود الباقين في حصار القلعة وبدؤوا يقلقون من طول غيبة زملائهم، أظهرنا لهم شهامتنا وانقضضنا عليهم انقضاضة النمر، وحرصنا على أن لا يطول الفراق بينهم وبين زملائهم أكثر مما ينبغي. وهكذا انضمّ إلينا حليف جديد، وصرنا شبه مستعدين للمواجهة المحتومة.

http://up.msoms.ae/do.php?img=2084

بعد أيام قليلة، كانت استخبارات فلاديسلاف قد جمعت له من المعلومات ما أفاده بعودة فلاد الثلاث وتوحيده ألوية ثلاثة من الأمراء المحليين تحت رايته، كما علم أن خصمه يعدّ العدة لمواجهته واسترداد إرثه الملكيّ منه. لم يحصل فلاديسلاف على كفايته من المعلومات، فكثير من الجواسيس الذين أرسلهم لم يسلموا من يقظة أتباع فلاد، ومن ثمّ فُقدوا بلا رجعة. ومع ذلك، قرّر فلاديسلاف أن يحرّك بيادقه أولاً. كان قد علم أن معسكر فلاد الرئيس يقع على مسافة قريبة من قلعة جاكوب، وعلى مقربة من ضفة نهر الدانوب، فحشد جيشًا وسار به قاصدًا أن يستفيد من اجتماع أعدائه في مكان واحد فيقضي عليهم مرة واحدة. انطلق جيش فلاديسلاف إلى النقطة المحددة ليجد جيش فلاد جاهزًا ومستعدًا ومتخذًا مواقعه. لم يحاول أي من الخصمين إرسال رسل للتفاوض والتحاور، فهدف كل منهما واضح ومحسوم. وهكذا بدأت المعركة. كان جيش فلاديسلاف يتفوق في العدة والعتاد والرجال. لم يشكّ لحظة أن النصر قد يميل بوجهه عنه. لكن فلاد أظهر حنكة وبراعة تفوّقت على عدد وعتاد خصمه. كان قد درس تضاريس أرض المعركة جيدًا، واختار مواقع جنوده ووزعهم بدقة، فالجنود الراجلون في المقدمة، يدعمهم من الجناحين الرماة بأسهمهم التي لا تهدأ، والفرسان يطبقون على جيش العدو من الجانبين ويمنعون جنوده من التوغل قُدُمًا، والمنجنيقات الصغيرة في الخلف ترمي بالحجارة الكبيرة إلى العمق فتزعزع أساسات جيش العدو وتقضّ دعائمه. وهكذا، لم تمض سوى سويعات حتى كانت قوات فلاد تحاصر جيش الدانيستي وتكاد تطبق عليه من الجانبين كالكمّاشة، وأصبح النصر قاب قوسين أو أدنى.

بَيْدَ أنّ الرياح جرت بغير ما تشتهي السفن، إذ كان فلاديسلاف يخبئ في جعبته ورقة رابحة ليلعبها في اللحظة الأخيرة. قبل أن تمتد يد فلاد إلى النصر المبين وتتمسك به، وصلت قوة كبيرة من الجيش الهنغاري، مكتوب على ناصيتها: مع تحيات إمبراطورية المجر. قلب وصولهم الموازين رأسًا على عقب، فقد تضاعف عدد الخصوم فجأة، وكأنهم أفعوان إذا قُطع منه رأس نبت له مكانه رأسان. كان فلاد الثالث أول من أدرك عواقب الأمور، فأسّر إلى أمرائه الثلاثة أن يتبعوه. وعلى ضفة الدانوب، ركب الأربعة سفينة صغيرة، بعد أن استغلوا ضجيج المعركة في الانسلال بهدوء بعيدًا. وبينما كانت جنود فلاد تلقى مصارعها وعيونها تدور حائرة بحثًا عن قائدها، كان الأخير يعطي أوامره لقبطان السفينة بالإبحار فورًا إلى مولدافيا، موطن أخواله ومركز إمارتهم.


dete.ctive2

أثير الفكر
7-2-2015, 06:47 PM
فصلٌ جديد *-*

أجمل فصل حتى الآن ، أسلوب الوصف الساخر رائع للغاية ، لم أتملك نفسي من الضحك xDDD

فكرة العربة والبارود مجرمة

والخازوق يقشعر الأبدان ، فعذابه ليس كباقي العذابات ، يقتل صاحبه ببطء شديد حتى يجرعه العلقم >___<

سعدت أن نتيجة المعركة قد انقلبت ، وكلي رجاء أن يطيح جيش فلاد الخائن ~.~

آه صحيح حجم الفصل هذه المرة ممتاز - وإن كنت تمنيته أطول - xD

والأحداث تمشي بسلاسة خالية من الثغرات

أنتظر القادم بشوق *^*

دمتَ بخير~

تشيزوكو
8-2-2015, 06:42 PM
أخيرا فصل جديد بعد طول انتظار!

جميييل جدا..! التغير في الأسلوب مع تغير المتحدث غاية في الإبداع..


يظهر أن أفضل ما تهديه للمحتل هو عمود من خشب الأرض التي يحتلها، يخترق جسده من أدناه إلى أعلاه ويذيقه طعم الأرض التي اغتصبها.


هل هذا معنى الخوزقة 0_0 كنت أتساءل عن معناها حتى قرأت هذه الجملة ><

وعلى الرغم من العنف الفظيع الذي يتمتع به جاكوب الوالاكي، كنت قد بدأت أتعاطف معه! ربما بسبب أسلوبه XD

ولكن حديث دانيسلاف الوالاكي عنه حطم هذا الشعور - -" على كل يبقى جاكوب أفضل من دانيسلاف :/



بعد أيام قليلة، كانت استخبارات فلاديسلاف قد جمعت له من المعلومات ما أفاده بعودة فلاد الثلاث وتوحيده ألوية ثلاثة من الأمراء المحليين تحت رايته


لماذا الأسماء متشابهة جدا هكذا T_T

لم يُذكر الأمير الثالث أليس كذلك؟



وصلت قوة كبيرة من الجيش الهنغاري، مكتوب على ناصيتها: مع تحيات إمبراطورية المجر.

لم أملك إلا أن أبتسم مع هذا الوصف ^^



وبينما كانت جنود فلاد تلقى مصارعها وعيونها تدور حائرة بحثًا عن قائدها، كان الأخير يعطي أوامره لقبطان السفينة بالإبحار فورًا إلى مولدافيا، موطن أخواله ومركز إمارتهم.

يا للفظاعة *__* لم أتوقع أن يكون فظيعا حتى مع أتباعه ><

الفصل جمييل جدا.. لم يتمكن فلاد من استعادة العرش ولكنه حصل على حلفاء أقوياء.. أتوقع معارك أكبر في المستقبل *__*

شكرا جزيلا على إمتاعنا بهذا الكم من الإبداع.. بانتظار القادم بشوق..

Hercule Poirot
8-2-2015, 08:21 PM
من الجيد أني استطعت العودة قبل بدء الجزء الرابع..


في سطور ليست بالكثيرة إذا ماقورنت بالقترة الزمنية للطفلي التنين حتى فترة الصبا استطعت
أن تغطي هوة كبيرة من الحقبة الزمنية بسلاسة و تدرج جميل هذا ونحن لم نزل في الفصل الثالث !


أحداث القصة وأسلوب السرد متزن بطريقة مثالية
لاأرى ذلك النوع من المبالغة أو ردات الفعل العشوائية التي يقع فيها الكثير من هواة كتابة القصص


هناك تركيز شديد في كتابة القصة و كأني أقرأ كتاب تاريخي
الآن لدي فضول واتمنى لو أقرأ قصة أخرى من تألفيك البحت.. هل يمكن؟؟؟


لنعود إلى أحداث هذا الفصل..



شخصية فلاد الثالث فخخخمة
والجانب الغامضم فيه مرعب و شيق مالذي يخبؤه في جنباته
أهو شخص ذو عقلية متزنة وسيحفظ الود للسلطان
أم هو على النقيض يحمل الشر والحقد الدفين
ويتحين الفرصة حتى يكشف عن نوع مرعب من الشر الأسود
انتظر بشوق شديد أن تتين حقيقته أكثر
و السطور الأخيرة من نهاية الجزء الأول تنبئنا برحلة رعب قاتلة 00"""""""""


اتمنى أن يكون هذا الفصل نقطة بداية للأحداث الساخنة


جزيل الشكر
موفق..~

تحليلك وتعقيبك ممتع دومًا ولا يُملّ من قراءته. لستُ من مكثري الكتابة، إذ أفضّل القراءة عليها بأضعاف مضاعفة، ولأكون صريحًا، فأنا أكاد أجبر نفسي على كتابة هذه الرواية، إذ ما زلتُ أفتقر إلى وسيلة تنقل الأفكار من رأسي إلى الشاشة مباشرة :icon100:. هناك مجموعة قصص قصيرة جدًا كتبتها في المنتدى منذ سنوات طويلة، تحت عنوان "قصص كليلة ودمنة المعاصرة".

بالنسبة لفلاد، فهو شخصية غامضة حقًا، وما تزال أجزاء من شخصيته مجهولة بالنسبة لي حتى وأنا أحكي حكايته وأخترع بعض الأحداث والشخصيات من حوله. لم تعطه كتب التاريخ حقه بسبب الخرافات والمبالغات التي نُسجت من حوله والتي طغت على حقيقته، وهذا من أحد الأسباب التي جعلتني أقرر أن لا أجعله يلعب دور الراوي أو كاتب المذكرات في أي جزء من أجزاء هذه الرواية!


فصلٌ جديد *-*

أجمل فصل حتى الآن ، أسلوب الوصف الساخر رائع للغاية ، لم أتملك نفسي من الضحك xDDD

فكرة العربة والبارود مجرمة

والخازوق يقشعر الأبدان ، فعذابه ليس كباقي العذابات ، يقتل صاحبه ببطء شديد حتى يجرعه العلقم >___<

سعدت أن نتيجة المعركة قد انقلبت ، وكلي رجاء أن يطيح جيش فلاد الخائن ~.~

آه صحيح حجم الفصل هذه المرة ممتاز - وإن كنت تمنيته أطول - xD

والأحداث تمشي بسلاسة خالية من الثغرات

أنتظر القادم بشوق *^*

دمتَ بخير~

كثير من الكتّاب يحبّون أن يزرعوا في رواياتهم شخصية تشبههم أو تتكلم بلسانهم. في حالتنا هذه، الشخصية كانت دانيسلاف، والتي قررتُ أن أعيرها جانب السخرية، والذي قد لا يناسب كثيرًا شخصًا بمنزلته تلك، ولكني لم أستطع تمالك نفسي XD

في البداية، فكّرتُ في اختصار عدد الأمراء المحليين بواحد أو اثنين، ثم قررتُ العودة إلى رقم الثلاثة، وهو رقم لا صلة له بالواقع التاريخي، ولا حتى هوية هؤلاء الأمراء وأسماؤهم (أسماؤهم اقتبستها من إحدى الألعاب الحاسوبية التي كانت عن دراكولا).

كنتُ سأدخل أكثر في تفاصيل الخوزقة، لكن ارتأيتُ في النهاية أن أكتفي بوصفه الإجمالي، فهو عمل أبشع من أن يُعدّ وصفه أدبًا أو فنًا.

شكرًا لمتابعتكم الدائمة. إن لتشجيعكم المتواصل دافعًا يجرّني جرًا إلى الكتابة كلما تقاعستُ عنها.


أخيرا فصل جديد بعد طول انتظار!

جميييل جدا..! التغير في الأسلوب مع تغير المتحدث غاية في الإبداع..



هل هذا معنى الخوزقة 0_0 كنت أتساءل عن معناها حتى قرأت هذه الجملة ><

وعلى الرغم من العنف الفظيع الذي يتمتع به[FONT=tahoma] جاكوب الوالاكي، كنت قد بدأت أتعاطف معه! ربما بسبب أسلوبه XD

ولكن حديث [SIZE=2]دانيسلاف الوالاكي عنه حطم هذا الشعور - -" على كل يبقى جاكوب أفضل من دانيسلاف :/
[COLOR=#000080]


لماذا الأسماء متشابهة جدا هكذا T_T

لم يُذكر الأمير الثالث أليس كذلك؟



لم أملك إلا أن أبتسم مع هذا الوصف ^^


[B][B][B][SIZE=4][FONT=adobe arabic]

[COLOR=#b22222]يا للفظاعة *__* لم أتوقع أن يكون فظيعا حتى مع أتباعه ><

الفصل جمييل جدا.. لم يتمكن فلاد من استعادة العرش ولكنه حصل على حلفاء أقوياء.. أتوقع معارك أكبر في المستقبل *__*

شكرا جزيلا على إمتاعنا بهذا الكم من الإبداع.. بانتظار القادم بشوق..

الواقع أن هذه الرواية حقل تجارب، فأنا أستخدم (وأستعير) أساليب ليست لي ولا أنا معتاد على استخدامها، لذا آمل أن أحدًا لم يظن أني مصاب بمرض تعدد الشخصيات P:

إذًا، هناك من يفضل جاكوب على دانيسلاف. ربما كان عليّ أن أترك دانيسلاف يسترسل في الحديث عنه أكثر؟ XD

اسم فلاديسلاف اسم لشخصية حقيقية، لذا لا حيلة إلا في تركه كما هو، والظاهر أن كثيرًا من الأسماء الرومانية كانت تنتهي بـ "سلاف" في ذلك العصر. أما الأمير الثالث فقد ذُكر اسمه في مذكرات دانيسلاف في هذا الفصل، وهو إستيفان، وسنعرف المزيد عنه في الفصول القادمة إن قُدّر لها أن تظهر (مع احتمال أن أغير رأيي وأجعله شخصية هامشية وأعطي دوره لشخصية أخرى).

بخصوص الخوزقة، عليكِ أن تلومي رواتي. ظننتها مع كثرة تكرارها للمصطلح قد عرّفت الجميع بمعناه وفظاعته. لكن للأسف، لم نصل بعد لأفظع ما في هذه الرواية!

شكرًا لمتابعتكم ودعمكم مجددًا!

dete.ctive2

Miss ShyMaa
8-2-2015, 08:32 PM
سعدت بنزول جزء جديد فجزيل الشكر لك
المشكلة أني عندما هممت بالقراءة نسيت كل ما سبق تقريباً ولم أستوعب حرفاً XD
>> رغم أني قرأتها من أسبوعين فقط D:
لذا أرجئتها لوقت لاحق
موفق في إكمالها