Yonko Akagami
25-3-2015, 07:47 PM
http://i.imgur.com/JRGFTzf.png
رحلة على طريق الأمل
على لسان رجلٍ ضرير
بعدما أخذ العمر مكانه على مقاعد السنين, دق قطار الحياة جرسه, ونادى بالنداء الأخير
لمن يرغب للخوض في غمار الرحلة, على لافتة القطار عبارة بالخطوط العريضة:
[رحلة على طريق الأمل]
حقائبي كانت أفكاراً على قارعة الخيال, بدأ القطار بالمسير, لكنه كان وسيبقى يهوى السرعة
حتى نكاد نوقن بأنه قطار مجهول المصير. لم يمضِ على الرحلة سوى بضع أيام لكن السائق أضاع الطريق
ربما أخطأ السير بالفعل. بقي من بقي في ذاك القطار وقد آثرت إكمال طريقي نحو أمل شيئاً ما يخبرني
بأنه مستحيل, لم أختلف يوماً عن ابن بطوطة وغيرهم من الرحالة, سوى أني أكملت السير على قدمَي
وصلت إلى صحراء تختبئ تحت ركام الليل, نفذ مني الزاد والمزاد, بقيت وحيداً أترقب, وأتوجس خوفاً من
صدى الأصوات الموحشة التي تناديني من بعيد تقول:
لك الموت لك الخزي لك العار .. ماذا عساك أَن تفعل يا ضعيف النظر؟!
لم أجد لي سوى الدموع تؤانس موسيقى الخوف من بطشهم. يقول لي أحد الوحوش:
إنك مرفوض لا نرى فيك أملاً.. ويتابع بزمجرة ألعن من زمجرة الأسد:
ماذا عساك أَن تفعل لي؟ جميعنا نقوم على رعايتك
وهو يقول وهم يقولون وهو يقول ويقولون يقول ويقولون.
تلك الوحوش الذي أراها أكثر من شعر الرأس في عددها لَم أستطِع التفرقة ما بين صوت كُل وَحْش وآخر, فجميع الوحوش متشابهون في زمجرتهم.. أشعر بأني أصبحت أسيراً خلف قضبان ضعفي وخوفي على نفسي أَن تهدمها قذائف كلماتهم .. لكني أرى نفسي أقوى منهم وأجرأ منهم, ولولا ذلك لما اخترت السير على طريق الأمل متخذاً من قدمَي وسيلة نقل بعدما أضاع سائق القطار الطريق فبعضهم آثر البقاء وبعضهم قرر إكمال الخطوات.
ولكن, ينتابني إحساس بأني لم أعد قادراً على إعطاء المزيد, يموت العقل, فتهجم أشباح الماضي حاملةً معها أسلحة بارودها من نيران حاضر بائس, تحاول العبث بالعقل المحتضر, ولكن سرعان ما تعود إليه الروح, بصحبة من سكنت روحي وقلبي وذاتي, تعود تلك المقدسة لتقول بصرامة: عليك أَن تعاود إكمال الطريق
لن أكون مثالياً لن أقول بأنها الأم والأخت, ولكني أقول إنها الأنثى وإنها الأنثى بامتياز.
وهاهي رحلتي على الرغم من اللصوص وقُطَّاع الطرق, البارعون في تحطيم الذات وسرقة العزائم, لكنهم خسئوا وخابوا وخسروا؛ لأَني لست زعيماً إِلا على نفسي فقط, فقلبي هو وطني, ونبضه هو نشيده الوطني, وذاتي هي حصن وطني المنيع.. إِلا أنني أقول: بأني سأكمل وسأكمل وسأنتصر عندما تجرون أذيال هزيمتكم تحت أنقاض مصائبكم, يا من تصفونني بالعجز وتحاولون حجبي وتغييبي ستعرفون ذات يوم بأني أنا الباقي في رحلتي, أَما أنتم فقد آثرتم البقاء تحت رحمة سائق قطار الحياة تموتوا تحت أقدام العمر وتدوسكم السنين بأرجلها, وسأنال المنال بعد وصولي إلى أمل لطالما أراه أحياناً مستحيل, لكنه حتماً هو أملي وحياتي المنتظرين.
اعلموا يا من تمتازون بنعيق لو سمعته الغربان لهربت إلى طريق الإنتحار, اعلموا جميعاً بأني سأجعل من خوفكم واعتراضكم على القضاء والقَدَر سأجعل كل ذلك قوةً لذاتي تخيفكم جميعاً وتهزمكم. وسألبس أملي ثياب القمة بعدما تصبحون في الحضيض, لا أقول ولن أقول الجميع, فمَن تحبني ويحبني يعرفون أنفسهم, ومَن يرفضني من الوجود يعرف نفسه, وسيكون سلاحي مشهراً في وجهه, إِلا لو كان سلاح الموت أسرع مني في قتله. أحبكم جميعاً, يا مَن تحبونني. وعلى قدر حبي لكم أبغض كل مَن يبغضني ويظهر لي المحبة ولكنه ألد الخصام..
http://i.imgur.com/J5HPKlj.png
http://up.msoms.ae/do.php?img=2544
رحلة على طريق الأمل
على لسان رجلٍ ضرير
بعدما أخذ العمر مكانه على مقاعد السنين, دق قطار الحياة جرسه, ونادى بالنداء الأخير
لمن يرغب للخوض في غمار الرحلة, على لافتة القطار عبارة بالخطوط العريضة:
[رحلة على طريق الأمل]
حقائبي كانت أفكاراً على قارعة الخيال, بدأ القطار بالمسير, لكنه كان وسيبقى يهوى السرعة
حتى نكاد نوقن بأنه قطار مجهول المصير. لم يمضِ على الرحلة سوى بضع أيام لكن السائق أضاع الطريق
ربما أخطأ السير بالفعل. بقي من بقي في ذاك القطار وقد آثرت إكمال طريقي نحو أمل شيئاً ما يخبرني
بأنه مستحيل, لم أختلف يوماً عن ابن بطوطة وغيرهم من الرحالة, سوى أني أكملت السير على قدمَي
وصلت إلى صحراء تختبئ تحت ركام الليل, نفذ مني الزاد والمزاد, بقيت وحيداً أترقب, وأتوجس خوفاً من
صدى الأصوات الموحشة التي تناديني من بعيد تقول:
لك الموت لك الخزي لك العار .. ماذا عساك أَن تفعل يا ضعيف النظر؟!
لم أجد لي سوى الدموع تؤانس موسيقى الخوف من بطشهم. يقول لي أحد الوحوش:
إنك مرفوض لا نرى فيك أملاً.. ويتابع بزمجرة ألعن من زمجرة الأسد:
ماذا عساك أَن تفعل لي؟ جميعنا نقوم على رعايتك
وهو يقول وهم يقولون وهو يقول ويقولون يقول ويقولون.
تلك الوحوش الذي أراها أكثر من شعر الرأس في عددها لَم أستطِع التفرقة ما بين صوت كُل وَحْش وآخر, فجميع الوحوش متشابهون في زمجرتهم.. أشعر بأني أصبحت أسيراً خلف قضبان ضعفي وخوفي على نفسي أَن تهدمها قذائف كلماتهم .. لكني أرى نفسي أقوى منهم وأجرأ منهم, ولولا ذلك لما اخترت السير على طريق الأمل متخذاً من قدمَي وسيلة نقل بعدما أضاع سائق القطار الطريق فبعضهم آثر البقاء وبعضهم قرر إكمال الخطوات.
ولكن, ينتابني إحساس بأني لم أعد قادراً على إعطاء المزيد, يموت العقل, فتهجم أشباح الماضي حاملةً معها أسلحة بارودها من نيران حاضر بائس, تحاول العبث بالعقل المحتضر, ولكن سرعان ما تعود إليه الروح, بصحبة من سكنت روحي وقلبي وذاتي, تعود تلك المقدسة لتقول بصرامة: عليك أَن تعاود إكمال الطريق
لن أكون مثالياً لن أقول بأنها الأم والأخت, ولكني أقول إنها الأنثى وإنها الأنثى بامتياز.
وهاهي رحلتي على الرغم من اللصوص وقُطَّاع الطرق, البارعون في تحطيم الذات وسرقة العزائم, لكنهم خسئوا وخابوا وخسروا؛ لأَني لست زعيماً إِلا على نفسي فقط, فقلبي هو وطني, ونبضه هو نشيده الوطني, وذاتي هي حصن وطني المنيع.. إِلا أنني أقول: بأني سأكمل وسأكمل وسأنتصر عندما تجرون أذيال هزيمتكم تحت أنقاض مصائبكم, يا من تصفونني بالعجز وتحاولون حجبي وتغييبي ستعرفون ذات يوم بأني أنا الباقي في رحلتي, أَما أنتم فقد آثرتم البقاء تحت رحمة سائق قطار الحياة تموتوا تحت أقدام العمر وتدوسكم السنين بأرجلها, وسأنال المنال بعد وصولي إلى أمل لطالما أراه أحياناً مستحيل, لكنه حتماً هو أملي وحياتي المنتظرين.
اعلموا يا من تمتازون بنعيق لو سمعته الغربان لهربت إلى طريق الإنتحار, اعلموا جميعاً بأني سأجعل من خوفكم واعتراضكم على القضاء والقَدَر سأجعل كل ذلك قوةً لذاتي تخيفكم جميعاً وتهزمكم. وسألبس أملي ثياب القمة بعدما تصبحون في الحضيض, لا أقول ولن أقول الجميع, فمَن تحبني ويحبني يعرفون أنفسهم, ومَن يرفضني من الوجود يعرف نفسه, وسيكون سلاحي مشهراً في وجهه, إِلا لو كان سلاح الموت أسرع مني في قتله. أحبكم جميعاً, يا مَن تحبونني. وعلى قدر حبي لكم أبغض كل مَن يبغضني ويظهر لي المحبة ولكنه ألد الخصام..
http://i.imgur.com/J5HPKlj.png
http://up.msoms.ae/do.php?img=2544