الفتاة المشاغبة
25-8-2015, 03:25 PM
http://i.imgur.com/cBY8LnS.pngالسلام عليكم
قبل عدة أشهر تلقيت دعوة من جميلة من جميلات القلم لتنشيط موضوع بقعة حبر
و لأني لم أستطع التفاعل آنذاك بقيت الفكرة في خاطري و لم أجرؤ على تنفيذها سوى الآن كنت قد وضعت منذ أيام قصة لي بخط يدي لكن لإستعصاء قراءتها و تصويرها السيء كتبتها بلوحة المفاتيح
أترككم مع النص
http://i.imgur.com/RjKCVh5.png
كل شيء حولي صامت و ساكن ،ظلام حالك توشحت به السماء ، عواء كلب يسري في طبلة أذني لا يماثله سوى صوت ثائر من أعماقي ، يلعن قيود التقاليد التي تدمي يدي ، أكره عجزي و ضعفي أكل هذا لأني فتاة؟
تساقطت دمعات حارة على صفحة خدي تركتها لتكون شاهدة على مأساتي فكل ما بقي لأعبر به هي الدموع فلما أخفيها؟
أهكذا تضيع أحلامي و آمالي ؟ببضع كلمات يضيع تعب سنين اختزلت من عمري،لطالما حلمت بذلك اليوم ،اليوم الذي أرى فيه اسمي ضمن قوائم الناجحين في شهادة البكالويا نأزف فرحة النحاج لأمي و أبي،كل هذا اختفى و نسف
كنت أحلم بالنجاح و التفوق منذ نعومة أظافري أتحين الوقت الذي أدخل فيه الجامعة سهرت الليالي و لم أدخر جهدا
استيقظت يوم إعلان النتائج و قبلات النسيم تهنئني و زقزقة العصافير تزف لي خبر نجاحي أسرعت إلى الباب لتبلغي سندس و هي صديقتي و أعز زميلاتي خبر نجاحي ذهبت إلى أمي أنبئها الخبر و انا أحمد الله الذي قدر لي أن أرد لها و لو جزءا يسيرا من تعبها علي
للحظة غبت في خيالاتي و أنا أرى نفسي طالبة جامعية ثم صحفية لامعة أكتب في الجرائد و ألقي المحاضرات ثم استبد بي غروري فتخيلت أني أخذت الماجستير و الدكتراه زرت كل أنحاء العالم و اكتسبت شهرة عظيمة و حققت مجدا تليدا يضاف إلى رصيد الأولين
سأرغم التاريخ على أن يسجل اسمي في صفحاته الخالدة فما فائدة الإنسان إن عاش و مات دون أن يترك أثرا يشهد عليه إذن فما الفرقبيننا و بين الحيوانات
لم أفق إلا على صوت أمي و هي تدوي زغرودة عالية صدت في أرجاء بيتنا لم أنسى أبدا وقفتها معي هي وأبي رغم أنهما لم يكونا من ذوي الثقافات العالية
قطعت أمي سيلولة أفكاري بقولها:
"أظنه آن الأوان يا ابنتي لترتاحي من عناء الدراسة و تلازميني في البيت لتتعلمي أمرا تفيدك قريبا"
قلت :"لقد قررت أن أدخل الجامعة "
ردت:"لا تنسي أن الزواج مصيرك لن تفيدك الكتب كثيرا عندما تكونين أسرة لن تحتاجي سوى مهاراتك في تربية أولادك و السهر على راحة زوجك "
فلت بإصرار : "لن أتزوج سأواصل دراستي حتى النهاية"
كانت لتجيبني لولا دخول أبي
ابتسم لي بود و ربت على كتفي :"أنا فخور جدا بك يا حنان لا شك أنك متعبة أين تريدين أن نقضي عطلتنا على شرفك"
قلت:"شكرا لك يا أبي كل هذا بفضل دعمك و تشجيعك أما بالنسبة للعطلة فأفضل قضائها هنا لكي أعد ملفات الجامعة"
"ماذا تقصدين بالجامعة؟ لقد نلت كفايتك من العلم كما أنك أول من أكملت دراستها و حصلت على الشهادة في تاريخ الجامعة و هذا يؤهلك لتكوني ربة بيت ممتازة"
سألته بأنفاس متلاحقة و قلب يكاد يسقط:"أتقصد أني لن ادخل الجامعة؟"
"و هل تظنين اني كنت سأسمح بذلك؟ ليس في عاداتنا أن الفتاة تدرس في الجامعة ثم هل نسيت أنك مخطوبة لأبن عمك منذ المهد و أننا سنحتفل بزفافكما حلما يعود من فرنسا؟"
"و لكن ما الفائدة إذا لم أكمل دراستي يا أبي؟"
"الفائدة أنك تأهلت لتربية أبنائك و عرفت مالم تعلمه أمك و جدتك و عمتك ، انتهى النقاش هيا ادخلي إلى المطبخ لتساعدي والدتك سيعج البيت بالمهنئين قريبا "
شعرت أن الأرض تميد بي ترنحت من هول كلماته كان قد مشى يريد الباب لحقت به و أنا أصرخ:"سأدخل الجامعة يجب أن أدخل الجامعة هذا حقي أسمعت حقي"
في غمرة هذياني لم أشعر إلا بكفه تهوي على خدي بصفعة كادت توقعني أرضا ،تأججت نار الثورةفي أعماقي ، أردت أن أصرخ و أقول أن هذا ليس عدلا و ان الزمن تغير ،فقد كنت أكره الضعف و أمقت الضعفاء لكن ما إن التقت عيناي بعينيه حتى انحبس لساني و جمدت الحروف على شفتي كانت مزيجا من الإحتقار و السخرية و اللامبالاة
انسحبت إلى غرفتي أجر أذيال خيبتي و انكفات أنشج بالبكاء
أسئلة كثيرة جالت بفكري لم أعرف لها جوابا تيقنت أمرا واحدا أنا الضحية
لقد قتلني أبي قضى على إرادتي و حطم طموحي لقد قتلني
و سأقتل مرة أخرى حين أزف إلى ابن عمي الذي ما كرهت إنسانا كما كرهته لم أنجح معه فالبيوت لا تبنى على الكراهية و سأموت مرة ثالثة حين أعود إلى بيت أبي أحمل في أحشائي برعمة سوف تتفتح تحت ظلم و استبداد و تحمل أسف امرأة حاقدة فاقدة لإرادتها المرأة الضحية
http://i.imgur.com/RjKCVh5.png
من قال أن موضوع الفواصل لم ينفذنا من ورطة التصميم فقد كذب كما أنه لم يعد لنا سبب لعدم كتابة المواضيع xD
http://i.imgur.com/luKwLr9.png
http://i.imgur.com/YBdhyvV.gif
قبل عدة أشهر تلقيت دعوة من جميلة من جميلات القلم لتنشيط موضوع بقعة حبر
و لأني لم أستطع التفاعل آنذاك بقيت الفكرة في خاطري و لم أجرؤ على تنفيذها سوى الآن كنت قد وضعت منذ أيام قصة لي بخط يدي لكن لإستعصاء قراءتها و تصويرها السيء كتبتها بلوحة المفاتيح
أترككم مع النص
http://i.imgur.com/RjKCVh5.png
كل شيء حولي صامت و ساكن ،ظلام حالك توشحت به السماء ، عواء كلب يسري في طبلة أذني لا يماثله سوى صوت ثائر من أعماقي ، يلعن قيود التقاليد التي تدمي يدي ، أكره عجزي و ضعفي أكل هذا لأني فتاة؟
تساقطت دمعات حارة على صفحة خدي تركتها لتكون شاهدة على مأساتي فكل ما بقي لأعبر به هي الدموع فلما أخفيها؟
أهكذا تضيع أحلامي و آمالي ؟ببضع كلمات يضيع تعب سنين اختزلت من عمري،لطالما حلمت بذلك اليوم ،اليوم الذي أرى فيه اسمي ضمن قوائم الناجحين في شهادة البكالويا نأزف فرحة النحاج لأمي و أبي،كل هذا اختفى و نسف
كنت أحلم بالنجاح و التفوق منذ نعومة أظافري أتحين الوقت الذي أدخل فيه الجامعة سهرت الليالي و لم أدخر جهدا
استيقظت يوم إعلان النتائج و قبلات النسيم تهنئني و زقزقة العصافير تزف لي خبر نجاحي أسرعت إلى الباب لتبلغي سندس و هي صديقتي و أعز زميلاتي خبر نجاحي ذهبت إلى أمي أنبئها الخبر و انا أحمد الله الذي قدر لي أن أرد لها و لو جزءا يسيرا من تعبها علي
للحظة غبت في خيالاتي و أنا أرى نفسي طالبة جامعية ثم صحفية لامعة أكتب في الجرائد و ألقي المحاضرات ثم استبد بي غروري فتخيلت أني أخذت الماجستير و الدكتراه زرت كل أنحاء العالم و اكتسبت شهرة عظيمة و حققت مجدا تليدا يضاف إلى رصيد الأولين
سأرغم التاريخ على أن يسجل اسمي في صفحاته الخالدة فما فائدة الإنسان إن عاش و مات دون أن يترك أثرا يشهد عليه إذن فما الفرقبيننا و بين الحيوانات
لم أفق إلا على صوت أمي و هي تدوي زغرودة عالية صدت في أرجاء بيتنا لم أنسى أبدا وقفتها معي هي وأبي رغم أنهما لم يكونا من ذوي الثقافات العالية
قطعت أمي سيلولة أفكاري بقولها:
"أظنه آن الأوان يا ابنتي لترتاحي من عناء الدراسة و تلازميني في البيت لتتعلمي أمرا تفيدك قريبا"
قلت :"لقد قررت أن أدخل الجامعة "
ردت:"لا تنسي أن الزواج مصيرك لن تفيدك الكتب كثيرا عندما تكونين أسرة لن تحتاجي سوى مهاراتك في تربية أولادك و السهر على راحة زوجك "
فلت بإصرار : "لن أتزوج سأواصل دراستي حتى النهاية"
كانت لتجيبني لولا دخول أبي
ابتسم لي بود و ربت على كتفي :"أنا فخور جدا بك يا حنان لا شك أنك متعبة أين تريدين أن نقضي عطلتنا على شرفك"
قلت:"شكرا لك يا أبي كل هذا بفضل دعمك و تشجيعك أما بالنسبة للعطلة فأفضل قضائها هنا لكي أعد ملفات الجامعة"
"ماذا تقصدين بالجامعة؟ لقد نلت كفايتك من العلم كما أنك أول من أكملت دراستها و حصلت على الشهادة في تاريخ الجامعة و هذا يؤهلك لتكوني ربة بيت ممتازة"
سألته بأنفاس متلاحقة و قلب يكاد يسقط:"أتقصد أني لن ادخل الجامعة؟"
"و هل تظنين اني كنت سأسمح بذلك؟ ليس في عاداتنا أن الفتاة تدرس في الجامعة ثم هل نسيت أنك مخطوبة لأبن عمك منذ المهد و أننا سنحتفل بزفافكما حلما يعود من فرنسا؟"
"و لكن ما الفائدة إذا لم أكمل دراستي يا أبي؟"
"الفائدة أنك تأهلت لتربية أبنائك و عرفت مالم تعلمه أمك و جدتك و عمتك ، انتهى النقاش هيا ادخلي إلى المطبخ لتساعدي والدتك سيعج البيت بالمهنئين قريبا "
شعرت أن الأرض تميد بي ترنحت من هول كلماته كان قد مشى يريد الباب لحقت به و أنا أصرخ:"سأدخل الجامعة يجب أن أدخل الجامعة هذا حقي أسمعت حقي"
في غمرة هذياني لم أشعر إلا بكفه تهوي على خدي بصفعة كادت توقعني أرضا ،تأججت نار الثورةفي أعماقي ، أردت أن أصرخ و أقول أن هذا ليس عدلا و ان الزمن تغير ،فقد كنت أكره الضعف و أمقت الضعفاء لكن ما إن التقت عيناي بعينيه حتى انحبس لساني و جمدت الحروف على شفتي كانت مزيجا من الإحتقار و السخرية و اللامبالاة
انسحبت إلى غرفتي أجر أذيال خيبتي و انكفات أنشج بالبكاء
أسئلة كثيرة جالت بفكري لم أعرف لها جوابا تيقنت أمرا واحدا أنا الضحية
لقد قتلني أبي قضى على إرادتي و حطم طموحي لقد قتلني
و سأقتل مرة أخرى حين أزف إلى ابن عمي الذي ما كرهت إنسانا كما كرهته لم أنجح معه فالبيوت لا تبنى على الكراهية و سأموت مرة ثالثة حين أعود إلى بيت أبي أحمل في أحشائي برعمة سوف تتفتح تحت ظلم و استبداد و تحمل أسف امرأة حاقدة فاقدة لإرادتها المرأة الضحية
http://i.imgur.com/RjKCVh5.png
من قال أن موضوع الفواصل لم ينفذنا من ورطة التصميم فقد كذب كما أنه لم يعد لنا سبب لعدم كتابة المواضيع xD
http://i.imgur.com/luKwLr9.png
http://i.imgur.com/YBdhyvV.gif