المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل لي؟



غاسا آليرو
17-10-2015, 02:36 PM
https://41.media.tumblr.com/a930e48ec3f922bd64a2ab8577a180b0/tumblr_ng98rh0CpW1sbzc3ho1_500.jpg





ترتجُّ الأرضُ من تحتهم، وتتصدعُ من ثقل أقدامهم حتى توشك على التفتت ..
فتيانٌ في ميعة الصبى شقُّوا أسماءهم على وجه الزمانِ أخاديدَ ترتلها الأيام دون تلعثم ..
علموا بأن الأرض أرضهم ولن يستنقذها من أشداق الكلاب المسعورة الشريدة سواهم ..
وانبعثت بذلك من بين الرمادِ الخَنوعِ عنقاءُ الحريةِ للمرة الثالثة ..
.
.
بيني وبينكم أيها الأبطال آلاف الفراسخ من المسافات وآلافٌ مثلها من الأسلاك الشائكة،
فكيف السبيل إلى إيصال صوتي ويدي؟
وبأي وجهٍ أهتف بأن أرضكم هي أرضي وقدسكم هو مسجدي؟
لم أبذل غاليًا أو رخيصًا حتى أرقصَ جذلًا أو أسجدَ شكرًا حين تنتصرون لكنني أفعل!
أرقصُ وأسجدُ وأملأُ الحيّ طربًا ..
أنشجُ ويعتريني الأسى والغضب حين يتعدى ذلك الكلب حدودهُ -وقد تعداها منذ سبعين خريفًا- ..
لا أعلم ما إن كان لي الحق في هذا،
ولكنني أملكُ الجرأة لأنتسبَ لكم ولأرضكم الطهور ...
مقدسيٌّ أنا، خليليٌّ أنا، نابلسيّ أنا، جليليّ أنا ... أملكُ من الشجاعةِ ما يكفي لأقول: فلسطينيٌّ أنا!
أدندن أغاني حريتكم وأحفظ أشعاركم عن ظهر قلب ..

ثم يأتي ضميري السمج فينزغُ فيّ:
ومن أنت أيها البعيد؟
في مدينتكَ الهانئة الوادعة،
وبعد أن تجشأتَ عشاءك الثقيل،
تنسب نفسكَ -أيها النجم الزاحف على الترب- لمصابيح الكون وأقماره؟
قلبك معهم؟ روحك -الهانئة هذه- بينهم؟
أي مرتقى صعب رقيَه غروركَ يا فتى؟

ضميرٌ هو أم شيطان؟
لا أعلم، وإن كنتُ أتّبعُ هواي فأراهُ إبليسًا زنيمًا يريد إشغالي عن إخوتي ... هه! بأي حقٍ أكون أخاهم؟
هل أنا مترفُ الفرح حقًا؟

ليتني وُلدت هناك لتموتَ هذه الأفكارُ قبل ميلادها ..
حينها سأكون أخًا لهم وابنًا لتلكَ الأم الفاضلة ..
وحين أرمي حجارتي وحين أحتفل بانتصاراتي الصغيرة الكبيرة .. سيكون على امرئٍ غيري أن يموتَ كمدًا وهو يفكر: هل من حقي الاحتفال؟

http://i.imgur.com/mT8p0Fp.gif

أثير الفكر
18-10-2015, 03:43 PM
الفرح لنصر المسلمين والحزن لمآسيهم نعمة تستوجب حمدًا وشكورًا في زمنٍ امتلأت به سجلاتنا التاريخية بمواقفنا غير المشرفة ومتلازمة الشتاء بقلوب البعض :"(

كلماتٌ تكتب بماء الذهب ، بارك الله نبضكم وزادكم بقلمكم رفعة

تحياتي ~

يالبى ران
18-10-2015, 10:02 PM
سيكون على امرئٍ غيري أن يموتَ كمدًا وهو يفكر: هل من حقي الاحتفال؟

يا للغل والإنتقام .. نهاية مثيرة !
...

هذه الأفكار أظنها تراود كل ذي ضمير لا يملك من أمره شيئا !
ربما هي لا تبيح له عجزه وسكونه ، لكنها خطوة دافعة .. قد تكشف له عن مواطن قوته ، وخياراته المتاحة أمامه !
أيسرها الدعاء ~

نصر الله أبطالنا في تلك الأراضي الحرّة

بوح القلم
19-10-2015, 02:32 AM
بديع *^*


يالروعة الكلمات عندما تصوغها أنامل ذهبية وينتجها فكر مبدع


لقد فتحت كلماتك أبواب القلوب ودلفت إلى غرفها .. وقلبت بين ملذات الأروح وهواجس النفوس تستعرضها في نسق باهر


ترسم بألوان التمني لوحة من التوق لما يختلج به الفؤاد ... وتعزف بأوتار الترجي سيمفونية الحب الأزلي لذلك الوطن القريب البعيد


فتخفق لكلماتك القلوب وتلتمع في المقل دموع حبيسة تهدد بالانهمار


سلمت غاسا وسلم قلمك واعلم إنما لحكمة أنت هنا وهم هناك فرب دعوة أقوى من ألف حجر

شكرا لك مع وردة

تشيزوكو
29-10-2015, 07:44 AM
كلمات غاية في الروعة.. لم يضعنا الله هنا إلا لأنه المكان المناسب لنا..

لنحتفل لنصرهم، ولنحزن لحزنهم.. ولنبحث عن الدور الحقيقي الذي يمكننا المشاركة به من مكاننا هذا.. لكلٍ منا دور، ولكن ربما لم نعثر عليه بعد..

بارك الله لك في قلمك وزادك إبداعًا..