المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ما أَصْعَبَ أنْ تَعيشَ الحُزنَ



SuraAltamimi
29-6-2017, 02:55 AM
http://store4.up-00.com/2017-06/149869069024911.gif


نحن كبشر خلقنا الله بفطرة بحيث نكون كتلة من الأحاسيس والمشاعر وتتشكل هيئتنا على ذلك ولا يكاد يمر علينا موقف أو حدث إلا وتأثرنا به ولا يكاد يكون تأثيرنا فيه ظاهر أو محسوس لأننا ببساطة كائنات حية مجبولة على الإحساس ولكن أحياناً نشعر وكأننا بناء سيُهدٙم أو كبيتٍ أو جدارٍ فيه ملأته الصدوع فآل إلى السقوط ، أو كأننا زجاج قابل للتحطم والكسر ومتى يحصل ذلك؟
و الإجابة هي :


عندما تعصف بنا الحياة وتهاجمنا بشتى الطرق وبأقسى الظروف والنكبات وما يرافقها من تغيرات ومواقف من أشخاصٍ تكون أفعالهم ما يزيد الأمر سوءً ويشتد ألمه علينا وهذا يكون بمثابة رد الجميل ولكن بطريقة مغايرة فلا يخلف ذلك فينا إلا جروحاً عميقة يصعب شفاؤها وينتابنا جرّاء ذلك شعور باليأس والضيق والوحدة وابتعاد الناس عنّا و كأن الأجل قد دنى منّا ولكن ما نلبث طويلاً حتى ندرك بأن لا بقاء لشيءٍ على حاله ولا ديمومة لأحد لأن الله وحده من يبقى في نهاية كل شيء فهو الأول ولا شيء قبله والآخر ولا أحد بعده. وفي هذا كتبت:


http://store4.up-00.com/2017-06/149869069037322.gif



ما أَصْعَبَ أنْ تَعيشَ الحُزنَ، بِقلبٍ ٍيَنتَفِضُ يَئِنُ، تَشْكُو ما فَعَلَ بِكَ الزَمَنُ، تَطْلُبُ ما
فُقِدَ مِنْ أَمْنٍ، بِعَيْنٍ تَبكِي بِمرارةٍ، فتَسِيلُ دُمُوعٌ بغزارةٍ، تَجْرِفُها رِياحٌ هَدّارةٌ، حِصْنُكَ قد اِقْتُحِمَتْ أَسوارُهُ، قد هُدِمت حتى أركانه، لَمْ تَبْقى حتى آثارُهُ، تَسْتَرسِلُ في
آلامِكَ، لا تجِدُ أحداً بجانِبِكَ أو أيّ شخصٍ أمامَكَ ،قَدْ كُنْتَ في يومٍ مَرِحاً، تَغْمُرُ كُلَّ العالمِ فَرَحَاً، وبأَصْداءِ صَوْتِكَ صَدِحاً، تُزْهِرُ في بُسْتانٍ واسِعٍ، ضَحِكاتُكَ بإيقاعٍ رائعٍ ، لَمْ تَعُدْ أنتَ كذلكَ، ولَسْتَ بِراضٍ عَنْ ذلكَ، لكِنَّهُ أَضحى واقع ،جَسَدُكَ فيه ضائعٌ، فالكاهل مِن حِملٍ أُثقِلَ والصبرُ فيكَ تَمَلمَلَ، الضَعفُ منك تَمَكَنَ واليأسُ فيكَ تَغلغلَ، حالُكَ خُضُوعٌ وتوَسُّلٌ ،وها أنتَ وحيد في الظَّلماءِ، تَتَخبط كَروحٍ عمياءٍ، من غير دليلٍ و ضياء، حائراً لا تجِدُ مَنْ يُسنِد ،وبقوةٍ أزْرَكَ يَشْدُدْ، خَطوُكَ في سيرٍ مُتَعَثِّرٍ، لا تَتَقَدَمُ بَل تَتَأخَرُ، طَرَفُكَ وَكأَنَّه مُتَخَدِّرٌ، تَنطَلِقُ شهقاتٌ أسِيرةٌ ،تَتْلوها أَنّاتٌ مَريرُةٌ، عَبَراتٌ أضحت حَسِيرةٌ، عِظامُكَ محطمةٌ و كَسِيرةٌ، جِراحُكَ عمِيقَةٌ وكثيرةٌ ،مؤلمةٌ في شفائها وعَسِيرةٌ ،وما مِنْ أحدٍ يُداويكَ أو حتى يَأخُذُ بِيديكَ، يَخْشى الظُلمَ يَخافُ عليكَ، ويُعينُكَ لِتَسيرَ الدَرْبَ، فَعُبُورُهُ حَتْماً صَعْبٌ، إذا ما أعياك تعبٌ ، فَمُصابُك جَللٌ، والخَطبُ:

ندمٌ يُعيقُ بِلا سببٍ، فَلَمَ تَجْني أيَّ ذنبٍ! ولم تؤذي أَيَّ محبٍ ،لم تٙخُن أيَّ عهدٍ ،ولم يَخِب فيكَ ظَنٌ، ولم تُخْلِف من وٙعدٍ، فَكم خاطراً جَبَرتَ؟! وكَمْ جُرحاً رَبَطْتَ ،على راحَتهمُ سَهِرتَ ,لأوجاعِهم بشدةٍ تَأَلمْت َ،وبِرَغْمِ هذا تُرِكْتَ، غريباً فيهم اصبحتَ ،لَمْ يعد مَعَكَ صديقٌ ،ولا خَليلٌ شَفيقٌ، من روحك قريب شقيقٌ ،يُبادِلُكَ حباً عريقاً ،يواسيكَ وقتَ الضيقِ ،أنْتَ والوحدةِ فريقٌ، هي لكَ خَيرُ رفيقٍ ،لا تُفارِقْكَ بل ظِلٌ لَصيقٌ ،ماذا حَدَثَ لكَ فجأة؟! على وَجْهِكَ هِمْتَ، في ضَلالِكَ تَخَبَطْتَ؟! فِي وادٍ عَميقٍ سَقَطْتَ، مِن هَمِكَ تَتَوَجَعُ، جِدارُ آمالِكَ تَصَدَعَ، كَيانُكَ تآكلٙ وتزٙعزع، مِنْ طَعنةِ سِكينٍ تَضَعْضَعَ، لا تَلْبَثُ تَنْهَضُ حتى تَقَعَ، نَبْضُكَ يَخْفِقُ يُصبحُ أسرعُ، وكأنه حانَ الوقتُ، اقتربَ مِنكَ الموتُ، لم يعد يُسمَعُ لَكَ صَوتٌ، صُراخُكَ غيرُ محسوسٍ، حُضوركَ لَيْسَ بمُدْرَكٍ، وتأثيرُكَ غيرُ مَلموسٍ، إلى حَتفِكَ سَبَقْتَ، أيَّ فعلٍ قَد جَنيتَ؟! وبماذا تُراك ابتُليت؟!لَمْ تَعُدْ تَرى الحُلْمَ ؛بَل مجرد كابوسٍ مُبهٙم ،يَدفَعُكَ إلى سراب، ٍويوقعك في وَهمٍ، نَظَراتُكَ مِلؤُها بُؤسٌ وَغَمٌّ، تَبحَثُ بعناءٍ وبسٙقم ، وبحيلة خُتمت بالعقم،عن بَقايا ذاتٍ، غارقةٍ في شتاتٍ، أمستْ مَحضَ رفاتٍ، مدفونةٍ مع فتاتٍ، من بريقٍ لذكريات ٍ،خافِتٍ ليس به وهجٌ ،أرخى إلى نومٍ وسباتٍ؛ طويلٍ منذ سنواتٍ، فهذه هي الحياةُ ،لا شيءٌ يَبقى للأبد، ومَنْ رَحَلَ لَيسَ بآتٍ، ومَنْ غادرَ لَنْ يعودَ، وإن قَطَع لَك الوعودَ ،الكُلُّ إلى عدمٍ مَهما طالَ بهِ الوجودُ، فلَيْسَ لشيءٍ إلا الفَناءُ، فهذا ما به شاءَ؛ ربُ الأرْضِ والسماءِ، كلٌّ الكون هالكٌ إلا وجهَهُ لَهُ الخلودُ و لهُ الديمومةُ والبقاءُ..


http://store4.up-00.com/2017-06/149869069053313.gif (http://www.up-00.com/)

Irwinori
29-6-2017, 07:39 AM
الحزن من الممكن مداواته بوجود صديق او محب تتوسد عليهم في مثل هذه الاوقات او من الممكن ان تكون صديقا لنفسك تلملم اجزاء روحك وتداوي جروحك
في بعض الاحيان تحتاج الوقت الوقت لتستيقض من غفله حزنك التي طالت لتعلم انها مضيعه للوقت فقط وانا الامر لم يكن يستحق كل هذا

دائما امر ببعض الحالات والمشكلات ولكن بعد انتهائها استوعب ان الامر لم يكن يحتاج كل هذه "الدراما" فقط اجلس مع نفسك وراجعها وباذن الله ستجد الحل.



"تذكرأن تبتسم دومًا، فلاشيء يستحق الحزن في الحياة


ارفع رأسك عاليًا، وتذكر أن هناك دائمًا سماء زرقاء بأي شيء،


استمتع بكل لحظة عشتها، فإنها بالتأكيد ستكون... ذكرى رائعة."


:Emoji Natur-68:

بوح القلم
29-6-2017, 10:25 PM
الحزن !! لا تخبريني !! فهو أصبح الهواء الذي نتنفسه اليوم

صعب؟ بالفعل .. مؤلم؟ كثيرًا ... لكننا تعلمنا التعايش معه وتقبلناه قسرًا، فجراح كثيرة خلفتها سياط الفتن على جسد الأمة

أينما تلفتنا وجدنا جرحًا عميقًا ينزف كرعاف مزمن؛ موت بطيء يستهدف روح الأمة ليبقيها جسدًا خاويًا ما فيه روح

تعصف به الريح شمالًا وجنوبًا كوريقة صفراء خطف الخريف نضارة خضرتها لتسقط مهملة دون أسف أو تحسر

قد نضحك بقلوب متألمة .. نقرأ بأفكار مشتتة .. نكتب بأنامل مرتجفة .. لكننا نستمر بالعيش ونتعلم التعايش مع أحزاننا رغب صعوبتها

لأننا نؤمن أن بعد العسر يسر وبعد الضيق فرج وأن الله يكشف الكرب مهما اشتدت

وأن صبرنا على الحزن ورضانا بما قُدّر لنا ليس بالمجان بل أجره كبير وجزاءه عظيم فهو يوفى بغير حساب

هل تعلمين كيف يكون بغير حساب ؟ قيل أن الصابر يكون جزاءه الجنة جزاءً فوريًا ولا يحاسب على أعماله

وقيل أن أجر الصابر بغير حصر بل أكثر من أن يحصر بعدد أو وزن، وفوق هذا كله يحظى الصابر بحب الله قال تعالى (( والله يحب الصابرين ))

إذن فالأمر يستحق ... تعس الحزن أن يطال روحي أو يقبع البؤس في حناياها

صحيح أن قلبي حزين متألم وعيوني ندية دامعة لكن اليقين بوعد الله أمل ينقي الروح من أسن الحزن ومرارة الألم

ممتنة لك جدًا سرى لجمال ما جاد به قلمك وبديع ما كتب

حماكِ الله وأسعدكِ وأبعد عنكِ الحزن والكدر

SuraAltamimi
10-7-2017, 06:19 PM
لي عودة قريبة بإذن الله،بوركتم جميعًا.