أ. عمر
16-9-2017, 09:22 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
وإلى الحلقة الثانية من الخرافات المنسوبة إلى الدين، مما يتناقله الناس كأنه حقائق واقعة بهدف التأثير في نفوس الآخرين، والأدهى من ذلك أن يطلبوا من الأخرين نشر قصصهم وأحاديثهم المكذوبة، وإلا (فإن إبليس قد منعهم من النشر)!
رواية عجيبة غريبة يتم تداولها بعنوان (الأعرابي الذي أبكى رسول الله وأنزل جبريل من السماء مرتين)، وبعنوان (لئن حاسبني لأحاسبنه)!
ومضمون هذه الرواية التي يسمونها حديثًا نبويًا: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في الطواف فسمع أعرابيًا يقول يا كريم، فردها الرسول خلفه أكثر من مرة، فالتفت الأعرابي إليه قائلًا: يا صبيح الوجه، يا رشيق القد، أتهزأ بي لكوني أعرابيًا؟ والله لولا صباحة وجهك ورشاقة قدك لشكوتك إلى حبيبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
فلما عرفه النبي صلى الله عليه وسلم بنفسه قبل الأعرابي يده فنهاه النبي عن ذلك، وقال له: مهلًا يا أخا العرب، لا تفعل بي كما تفعل الأعاجم بملوكها، فإن الله سبحانه بعثني لا متكبرًا ولا متجبرًا، بل بعثني بالحق بشيرًا ونذيرًا، فهبط جبريل على النبي وقال له: يا محمد السلام يقرئك السلام ويخصك بالتحية والإكرام ويقول لك: قل للأعرابي لا يغرنه حلمنا ولا كرمنا، فغدًا نحاسبه على القليل والكثير والفتيل والقطمير. فقال الأعرابي: أو يحاسبني ربي يا رسول الله؟ قال: نعم يحاسبك إن شاء، فقال الأعرابي: وعزته وجلاله إن حاسبني لأحاسبنه! فسأله النبي على ماذا سيحاسب ربه، فقال: إن حاسبني ربي على ذنبي حاسبته على مغفرته، وإن حاسبني على معصيتي حاسبته على عفوه، وإن حاسبني على بخلي حاسبته على كرمه، فبكى النبي حتى ابتلت لحيته، فهبط جبريل على النبي وقال يا محمد السلام يقرئك السلام، ويقول لك يا محمد قلل من بكائك فقد ألهيت حملة العرش عن تسبيحهم وقل لأخيك الأعرابي لا يحاسبنا ولا نحاسبه فإنه رفيقك في الجنة".
أولًا: تخيل أن الأعرابي يظن أن رجلًا يستهزئ به، فلا يشكوه فقط لأنه صبيح الوجه رشيق القد! بل ويخاطبه بذلك: يا صبيح الوجه يا رشيق القد، بل ويظن أن سبب الاستهزاء به لكونه أعرابيًا، وكأن الأعراب كانوا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم موضع التندر والاستهزاء!
ثانيًا: سياق القصة كله مهترئ، مثلًا: " فإن الله سبحانه بعثني لا متكبرًا ولا متجبرًا، بل بعثني بالحق بشيرًا ونذيرًا، فهبط جبريل على النبي" هل هبط جبريل على النبي لأنه قال هذه الكلمات؟ ثم إنه هبط عليه لأنه قال هذه الكلمات ليخبره ماذا يقول للأعرابي؟
وبعد حديث جبريل مباشرة، "فقال الأعرابي أو يحاسبني ربي"، كأنه قد سمع وحي جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم!
ثالثًا: الله تعالى لا يحاسَب (لا حقيقة ولا مجازًا)، بل إنه {لا يُسأَل عما يفعل وهم يُسألون}، ومن قلة الأدب بحقه سبحانه وتعالى أن يقول أحدنا: "إن حاسبني لأحاسبنه"!
رابعًا: هل بكاء النبي صلى الله عليه وسلم يلهي حملة العرش عن تسبيحهم؟! بل هل هناك شيء في الدنيا يلهي حملة العرش عن تسبيحهم؟! لقد بكى النبي صلى الله عليه وسلم أكثر من مرة بكاء شديدًا، ولم نسمع أن جبريل طلب منه بأمر من الله أن يخفف البكاء لأنه ألهى حملة العرش عن تسبيحهم إلا في هذه القصة العجيبة المنكرة.
خامسًا: ومن أعجبته القصة وأراد أن يجادل، فليوفر جداله فيها لنفسه، القصة باطلة ولا أثر لها في كتب الأحاديث نهائيًا، والدين ليس مصدر تسلية لاختراع القصص وروايتها، ونسبتها إلى الدين وإلى النبي صلى الله عليه وسلم، بل وإلى الملائكة وإلى الله تعالى كذلك.
وإلى اللقاء في الحلقة الثالثة إن شاء الله تعالى.
وإلى الحلقة الثانية من الخرافات المنسوبة إلى الدين، مما يتناقله الناس كأنه حقائق واقعة بهدف التأثير في نفوس الآخرين، والأدهى من ذلك أن يطلبوا من الأخرين نشر قصصهم وأحاديثهم المكذوبة، وإلا (فإن إبليس قد منعهم من النشر)!
رواية عجيبة غريبة يتم تداولها بعنوان (الأعرابي الذي أبكى رسول الله وأنزل جبريل من السماء مرتين)، وبعنوان (لئن حاسبني لأحاسبنه)!
ومضمون هذه الرواية التي يسمونها حديثًا نبويًا: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في الطواف فسمع أعرابيًا يقول يا كريم، فردها الرسول خلفه أكثر من مرة، فالتفت الأعرابي إليه قائلًا: يا صبيح الوجه، يا رشيق القد، أتهزأ بي لكوني أعرابيًا؟ والله لولا صباحة وجهك ورشاقة قدك لشكوتك إلى حبيبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
فلما عرفه النبي صلى الله عليه وسلم بنفسه قبل الأعرابي يده فنهاه النبي عن ذلك، وقال له: مهلًا يا أخا العرب، لا تفعل بي كما تفعل الأعاجم بملوكها، فإن الله سبحانه بعثني لا متكبرًا ولا متجبرًا، بل بعثني بالحق بشيرًا ونذيرًا، فهبط جبريل على النبي وقال له: يا محمد السلام يقرئك السلام ويخصك بالتحية والإكرام ويقول لك: قل للأعرابي لا يغرنه حلمنا ولا كرمنا، فغدًا نحاسبه على القليل والكثير والفتيل والقطمير. فقال الأعرابي: أو يحاسبني ربي يا رسول الله؟ قال: نعم يحاسبك إن شاء، فقال الأعرابي: وعزته وجلاله إن حاسبني لأحاسبنه! فسأله النبي على ماذا سيحاسب ربه، فقال: إن حاسبني ربي على ذنبي حاسبته على مغفرته، وإن حاسبني على معصيتي حاسبته على عفوه، وإن حاسبني على بخلي حاسبته على كرمه، فبكى النبي حتى ابتلت لحيته، فهبط جبريل على النبي وقال يا محمد السلام يقرئك السلام، ويقول لك يا محمد قلل من بكائك فقد ألهيت حملة العرش عن تسبيحهم وقل لأخيك الأعرابي لا يحاسبنا ولا نحاسبه فإنه رفيقك في الجنة".
أولًا: تخيل أن الأعرابي يظن أن رجلًا يستهزئ به، فلا يشكوه فقط لأنه صبيح الوجه رشيق القد! بل ويخاطبه بذلك: يا صبيح الوجه يا رشيق القد، بل ويظن أن سبب الاستهزاء به لكونه أعرابيًا، وكأن الأعراب كانوا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم موضع التندر والاستهزاء!
ثانيًا: سياق القصة كله مهترئ، مثلًا: " فإن الله سبحانه بعثني لا متكبرًا ولا متجبرًا، بل بعثني بالحق بشيرًا ونذيرًا، فهبط جبريل على النبي" هل هبط جبريل على النبي لأنه قال هذه الكلمات؟ ثم إنه هبط عليه لأنه قال هذه الكلمات ليخبره ماذا يقول للأعرابي؟
وبعد حديث جبريل مباشرة، "فقال الأعرابي أو يحاسبني ربي"، كأنه قد سمع وحي جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم!
ثالثًا: الله تعالى لا يحاسَب (لا حقيقة ولا مجازًا)، بل إنه {لا يُسأَل عما يفعل وهم يُسألون}، ومن قلة الأدب بحقه سبحانه وتعالى أن يقول أحدنا: "إن حاسبني لأحاسبنه"!
رابعًا: هل بكاء النبي صلى الله عليه وسلم يلهي حملة العرش عن تسبيحهم؟! بل هل هناك شيء في الدنيا يلهي حملة العرش عن تسبيحهم؟! لقد بكى النبي صلى الله عليه وسلم أكثر من مرة بكاء شديدًا، ولم نسمع أن جبريل طلب منه بأمر من الله أن يخفف البكاء لأنه ألهى حملة العرش عن تسبيحهم إلا في هذه القصة العجيبة المنكرة.
خامسًا: ومن أعجبته القصة وأراد أن يجادل، فليوفر جداله فيها لنفسه، القصة باطلة ولا أثر لها في كتب الأحاديث نهائيًا، والدين ليس مصدر تسلية لاختراع القصص وروايتها، ونسبتها إلى الدين وإلى النبي صلى الله عليه وسلم، بل وإلى الملائكة وإلى الله تعالى كذلك.
وإلى اللقاء في الحلقة الثالثة إن شاء الله تعالى.