طريق الظلام

[أ. عمر]

طريق الظلام

وحيدًا أسير في طريق اسودت جوانبه من الظلام
إنها لا تعلم ما في قلبي من الحزن
من الآلام
أسير واليأس يتملكني
يأسر كياني
حتى أراها فأبتسم
ابتسامة صافية من أعماق القلب تنبثق
ابتسامة فيها السعادة لرؤية ملاك الحب الطاهر
والسخرية تملأها
السخرية مما لم أكن لأتوقعه في حياتي
في اندفاع الشباب بما يعتقدونه خبرة لا مزيد عليها
ومن كان يتخيل يا صديقة قلبي؟
من كان يدرك أن قلبي سيحنُّ ليراكِ؟
من كان يعلم بأن وجهكِ الساحر ونظرتكِ الطفولية ستأسرني؟
الفارق بيننا في الزمان أكثر من ثلاثين عامًا
ومع هذا انتفض القلب من الأعماق ليكون لكِ أسيرًا
وبحنانِ قلبكِ وصدقه وطيبة طواياكِ مسحورًا
أنا أمضي محبطًا ومما أَمِلْتُهُ يائسًا
وأنتِ مع أترابكِ تلعبين
وأنتِ مع أقرانكِ تبتسمين
وأنتِ وحدكِ بينهم كل القلوب تأسرين
وعمق أفئدة أقوى الرجال تسحرين
وأنا يا عزيزتي بشوق ولهفة أراكِ
أنظر إليكِ وقلبي يخفق
بالأسى والسعادة
باللامبالاة والمرح
بالحزن والفرح
لأني أعلم أنكِ لستِ لي
رغم أنكِ أمنية الزمان الغابر
والحاضر
وأي زمان مستمر
لكني أبتسم لأني أراكِ
لأني أهواكِ
يتلاشى كياني من مكانه أمام أنوثتكِ البريئة
وأمضي في طريقي متمسكًا بلمحات السعادة المتلاشية
وتمضي صورتكِ عني
فأنتِ في اللعب واللهو والسعادة
لا تشعرين حتى بي
ربما لم تنظري إليَّ
لم تحسي حتى أني بكِ وحدكِ قد مررتُ
ومع هذا أتملى من جمال منظركِ الساكن
وبهاء حركتكِ التي تسبي القلوب والعقول
وأمضي في دربي والسعادة تزول وتزول
حتى تنتهي ودرب الضياء
لقد غابت حبيبتي
فعاد الظلام


10 _ 1 _ 2016