مشاهدة النسخة كاملة : وماذا تتحمل النساء؟ (دراسة اجتماعية بقلمي عمر قزيحة)
وماذا تتحمل النساء؟
حياة النساء
بين الخيال والواقع
دراسة اجتماعية بقلمي (عمر قزيحة)
في الغد
بإذن الله تعالى
تمهيد الدراسة (http://www.msoms-anime.net/showthread.php?t=190446&p=3565063&viewfull=1#post3565063)
الحلقة الأولى (http://www.msoms-anime.net/showthread.php?t=190446&p=3565126&viewfull=1#post3565126)
الحلقة الثانية (http://www.msoms-anime.net/showthread.php?t=190446&p=3565280&viewfull=1#post3565280)
الحلقة الثالثة (http://www.msoms-anime.net/showthread.php?t=190446&p=3565688&viewfull=1#post3565688)
الحلقة الرابعة (http://www.msoms-anime.net/showthread.php?t=190446&page=2&p=3565914&viewfull=1#post3565914)
الحلقة الخامسة (http://www.msoms-anime.net/showthread.php?t=190446&page=2&p=3566357&viewfull=1#post3566357)
الحلقة السادسة (http://www.msoms-anime.net/showthread.php?t=190446&page=2&p=3566905&viewfull=1#post3566905)
الحلقة السابعة (http://www.msoms-anime.net/showthread.php?t=190446&page=2&p=3567169&viewfull=1#post3567169)
الحلقة الثامنة (http://www.msoms-anime.net/showthread.php?t=190446&page=2&p=3567525&viewfull=1#post3567525)
الحلقة التاسعة والأخيرة (http://www.msoms-anime.net/showthread.php?t=190446&page=3&p=3567890&viewfull=1#post3567890)
بإنتظار المقالة يا استاذ عمر p:
بإنتظار المقالة يا استاذ عمر p:
حاولتُ البدء بها عدة مرات، وكل مرة يأتيني مانع ما،
سأحاول الآن، بإذن الله تعالى.
بسم الله الرحمن الرحيم
تمهيد الدراسة
ماذا تتحمل النساء من الرجال؟ لماذا ينسب الرجال النكد إلى النساء؟ لماذا (وراء) كل رجل عظيم امرأة، لا العكس؟ أيعني هذا أنها (خلف) الرجل، أم يعني العكس تمامًا، وأنها هي التي تمهد الطريق للرجل ليتصدر، وبالتالي هي (أمامه)؟ البداية تأتي من النظرة الدونية التي يحملها بعض الرجال، إن لم يكن معظمهم، إلى المرأة، على أنها المسؤولة عن إطعامهم وتنظيف ملابسهم وبيوتهم، غافلين عن أمر جوهري، وهو أن من طبع النساء إسعاد أهل البيت، وغافلين عما هو أكثر أهمية، أن المرأة تعتبر البيت بيتها، وبالتالي هي تهتم بنظافة بيتها وترتيبه، لأنه؛ بالنسبة إليها؛ مملكتها الأولى إن كانت تعمل، ومملكتها الأولى والأساسية والوحيدة إن لم تكن تعمل.
منذ بداية خَلْق الإنسان، كان للرجل درجة أعلى، فقد خلقه الله تعالى قبلها لِيُسْكِنَه الجنة، وخلق (من ضلعه) امرأته، وذلك (ليسكن إليها)، فأيما امرأة لم تحقق السكن لزوجها، فإنها فاشلة في واجبها، بل وفي إنسانيتها نفسها. وكلامنا؛ هنا؛ عن (السكن) يقتضي أن تكون المرأة هي الهادئة، الحانية، الرقيقة، التي يستكين زوجها من هموم الحياة ومصاعبها بين ذراعيها، وبلمسات يديها، لتحمل المرأة هذه الطباع معها في تربيتها أبنائها، وانظر كيف يستكين الطفل الرضيع بين ذراعي أمه، وانظر إن حاول الرجل تهدئة طفل يبكي!
ورغم ذلك، ما يزال الرجل ينظر إلى المرأة باستعلاء، مرددًا في كل مناسبة تسنح له: (النساء ناقصات عقل ودين)، (لا يفلح قوم ولَّوَا أمرهم امرأة)، وإذا ما أبدَتِ المرأة شيئًا من الذكاء، كان هتاف الرجل، كأنه اكتشف علوم الكون بأكملها (إن كيدكن عظيم)، والرجل غافل عن مضامين هذه الكلمات التي يرددها، ومعانيها، بل وحتى عن صحتها من عدم ذلك.
وهناك أمر آخر، يدخل في صميم قلب المرأة وتكوينها، وهو حب الزينة والحلي واللباس الجديد، فترى كثيرًا من الرجال يظنون أن (عقل المرأة قليل) بسبب ذلك، غافلين أن الله تعالى خلقها كذلك، وأكد ذلك في كتابه الكريم: {أو من يُنَشَّأ في الحلية} أي الزينة، وماكان ذلك إلا للرجل نفسه، فالرجل الذي يعترض على (عقل) المرأة، لا يعلم أن المرأة تبلغ قمة (الكمال) حينما تتزيَّن بالحلي وباللباس، بل ولا يعترف بأنه يشعر بملل شديد من امرأته إن لم تهتمَّ بهذه الأمور، وتبدو في أجمل منظر لها، إذ تراها عيناه! ويغفل عن مضمون الحديث النبوي الشريف: (إن نظر إليها سَرَّتْه)!
ترى؛ هل أخرجَتْ حواء آدم من الجنة؟! هل هي كانت السبب في ذلك؟ ولنفترض؛ جدلًا؛ أنها كانت السبب، فهل يجب أن تحمل نساء الأرض جميعًا هذا الأمر فوق رؤوسهن إلى يوم الدين؟!وما المضمون الحقيقي والفعلي، وراء تلك الكلمات التي يرددها الرجال، وبعضهم يقولها متفاخرًا بنفسه أنه رجل: (النساء ناقصات عقل ودين)، (لا يفلح قوم ولَّوا أمرهم امرأة)،
(إن كيدكن عظيم)؟!
سنعرض لكل هذه الأقوال تفصيليًا، ولكن بعد أن نبتدئ بقصة الجنة، دعونا ننظر في القرآن الكريم، لايوجد موضع واحد يحمِّل الله تعالى فيه حواء الخطأ بمفردها، بل إن كل الآيات تأتي في صيغة المثنى (فوسوس لهما الشيطان، فأزلهما الشيطان عنها، فأكلا منها فَبَدَت لهما سوءاتهما وطفقا يخصفان عليهم من ورق الجنة)، عدا موضع واحد فحسب، كان اللوم فيه على آدم وحده (وعصى آدم ربه فغوى)، بل إن التوبة عن هذا الفعل كانت لآدم (فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه)، ما يدلنا بوضوح تام، على أن الخطأ لا تحمله حواء، وبالتالي خطايا البشرية كلها لم تتسبب بها المرأة!
وحتى لو قال قائل، وأتى بأدلة، أن حواء قد قالت لآدم دعنا نأكل من الشجرة، فحصل ما حصل، فإن الخطأ يحمله كلاهما، آدم وحواء، كلاهما عصى أمر الله تعالى إذ أكل من الشجرة، ولايمكن أن تُحَمَّل المرأة وحدها الخطايا فوق رأسها، ولا أن يُنظَر إليها هذه النظرة الدونية، على الإطلاق.
ورغم ذلك،كانت النظرة الدونية إلى المرأة قائمة، في عصور ما قبل الإسلام، ونعني هنا الحياة الجاهلية تحديدًا، فالمرأة لا تُقاتِل، بل الرجال وحدهم يُقاتِلون في بيئة قاسية،كل الحياة غزوات مستمرة، وقتال دائم دائب، والمشكلة أن المنتصرين كانوا يعودون بنساء القبيلة الأخرى سبايا في أيديهن! ورجال القبيلة المهزومة يعاودون الهجوم لعلهم ينتصرون ويرجع كل منهم بأمه وامرأته وأخته وابنته...
وقد أدى هذا الأمر إلى ما هو أكثر فداحة بعد ذلك، أدى إلى عادة وأد البنات، أي دفنهنَّ بعد ولادتهن، وعدم ترك فرصة الحياة لهن، وحتى لو كانت هذه العادة محصورة في قبائل معينة، إلا أنها كانت وصمة عار كبرى لمن فعلها.
وسنستطرد في تبيان تفاصيل واقع المرأة، وحياة النساء، وفق النظرة الدينية لها، في اليهودية والمسيحية والإسلام، ثم وفق النظرات الاجتماعية، وهل توافقت النظرات الاجتماعية مع أوامر الله تعالى أم لا، وسنبيِّن معاني تلك المقولات التي يستعلي بها الرجل على المرأة...
وللحديث تتمة بإذن الله، فتابعونا.
وإلى الحلقة الأولى من هذه الدراسة،
والله الموفق.
تبدو مقالة مميزة من مقدمتها بل حتى عنوانها يحمل تساؤلات عديدة
اعجبتني معالجتك السريعة لما سيطرح على امتداد المقالة
هي مقالة بصبغة نون النسوة علها تقربنا من الصورة...
متابعك ان شاء الله
..)
تبدو مقالة مميزة من مقدمتها بل حتى عنوانها يحمل تساؤلات عديدة
اعجبتني معالجتك السريعة لما سيطرح على امتداد المقالة
هي مقالة بصبغة نون النسوة علها تقربنا من الصورة...
متابعك ان شاء الله
..)
بارك الله بك هذا الكلام الطيب
وأسأله تعالى أن يوفقني في كافة جوانب هذه الدراسة
متابعتك تشرفني
بسم الله الرحمن الرحيم
الحلقة الأولى
ولنتابع مع (النساء) وواقع حياتهن، اجتماعيًا ودينيًا، واقعيًا وافتراضيًا، ولنتوقف؛ منهجيًا؛ بادئ الأمر بتعريف كلمة (النساء)، وهل كلمة (نسوان) كلمة صحيحة أم أنها من العاميات المحكية؟
أولًا، في المفرد، نقول: امرأة، وإذا ما دخلتها أل التعريف، نقول (المرأة) لا (الامرأة)، أما (النساء) فهي تشير إلى جمع كثير، ومثلها (النِّسوان، النُّسوان، النَّسوان)، هذه كلمة فصحى، وتُنطَق بالكسر؛ وهو الأشهر؛ وبالضم، وبالفتح، أما (النسوة) فتشير إلى جمع قليل، ومن هنا نرى في القرآن الكريم سورة (النساء)، وفي أوامر الله تعالى إلينا، أو في أمور التعميم، كلمة (النساء) كذلك: (إذا طلقتم النساء) (للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن)، أما حينما أخبرنا الله تعالى عن قصة امرأة العزيز وصاحباتها، فكان الكلام عن الجمع القليل: (وقال نسوة في المدينة امرأة العزيز تراود فتاها عن نفسه).
ولم يذكر الله تعالى لفظ (امرأة) منسوبًا إلى (الرجل)، إلا إن كان بينهما جفاء: (وامرأة فرعون إذ قالت رب ابن لي عندك بيتًا في الجنة) (ضرب الله مثلًا للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط)، أو تخلو علاقتهما من الفرح والسعادة: (وكانت امرأتي عاقرًا)، أما بشكل عام، فالكلام عن (الزوج) _ وهي كلمة للجنسين، الذكر والأنثى: (ولكم نصف ما ترك أزواجكم إن لم يكن لهن ولد)، (فاستجبنا له ووهبنا له يحيى وأصلحنا له زوجه)...كما يُطلق على الزوج الأنثى، كلمة (الأهل)، ومنها الحديث النبوي الشريف: (خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي). إذًا، ماذا عن النظرة الدينية، اليهودية والمسيحية والإسلامية إلى المرأة؟
نبتدئ؛ تراتبيًا؛ لنذكر النظرة اليهودية أولًا، وهل يكفينا كمثال عن مكانة المرأة (الحقيقية) في الديانة اليهودية، أن نذكر الصلاة اليومية لديهم؟ يقول فيها الرجل: (مبارك أنت يا رب، لأنك لم تجعلني لا وثنيًا ولا امرأة ولا جاهلًا)! وتقول المرأة في صلاتها اليومية: (مبارك أنت يا رب لأنك خلقتني بحسب مشيئتك)! الرجل يعتبر الوثنية والنساء والجهل بمكانة واحدة من السوء، فيبارك الرب لأنه لم يجعله إحدى هذه الأمور، فهل يكفي هذا للدلالة على المكانة الفعلية للمرأة لديهم؟
بل إن الرجل هو من أسمى المرأة كذلك لديهم ووفق معتقدهم! ففي ديانتهم" "فأوقع الرب الإله سباتًا على آدم فنام، فأخذ واحدة من أضلاعه، وملأ مكانها لحمًا، وبنى الرب الإله الضلع التي أخذها من آدم امرأة وأحضرها إلى آدم، فقال آدم: هذه الآن عظم من عظامي، ولحم من لحمي، هذه تدعى امرأة، لأنها من امرئ أُخِذَت".
والخروج من الجنة سببه حواء، كما يَرَون، والله تعالى عاقبها عقابًا أبدًا أزليًا بسبب ذلك، إذ يسأل الرب آدم: (هل أكلتَ من الشجرة التي أوصيتك أن لا تأكل منها)؟ فيجيب آدم: (المرأة التي جعلتَها معي هي التي أعطتني من الشجرة فأكلت)، فيقول الرب لحواء: (تكثيرًا أُكَثِّر أتعاب حبلك، بالوجع تلدين أولادًا، وإلى رَجُلِكِ يكون اشتياقكِ، وهو يسود عليكِ).
أما واقعيًا، فالحيض يجعل المرأة نفسها نجسة! فإذا جلست في مكان ما، وهي حائض، نجَّسَتْه، وإذا أمسَكَتْ بشيء، نجَّسَتْه، بل إن زوجها إن لمسها مجرد لمس، وهي في حيضها، ينجس هو الآخر، ولكن لا داعي لأن يطهر نفسه، بل يطهر تلقائيًا حينما يحلُّ المساء (ولا أعلم ماذا لو لمسها مساء، هل يطهر حينما يحلُّ الصباح، أم في المساء التالي)! وواقعيًا كذلك، لا يَحرُم على الرجل إتيان امرأته وهي حائض، لكنه إن فعل ذلك سينجس سبعة أيام كاملة، وبعض الباحثين قالوا إن المرأة كانت تُنفَى إلى بيت (الدناسة) طالما هي في حيضها، وانظروا إلى اسم البيت، لنعلم مكانة المرأة الواقعية لديهم بالضبط!
واستملاك النساء كإماء، أمر أقرَّته الشريعة اليهودية، وهذا الأمر الذي أثار الكثيرين في وقتنا الحاضر ضد الإسلام، غفلوا أو تغافلوا عن وجود العبيد ومنذ قديم الزمان، رجالًا ونساء، وصَبُّوا سمومهم على الإسلام فحسب.
ونتابع بموضوع النساء، إن كانت الحرة تعاني هذه النظرة الدونية، فماذا عن الأمَة المملوكة؟ وفي قصة النبي إبراهيم عليه السلام (أبرام أو أبراهام في اليهودية)، مع امرأته سارة (ساراي في اليهودية، وأصل الاسم آرامي بمعنى النبيلة أو الأميرة)، حينما لم تحبل الأخيرة لأنها عاقر، طلبَت هي نفسها من زوجها أن يدخل بجاريتها (هاجر) ففعل ذلك، وكانت سارة تريد أن تنسب أولاد هاجر لنفسها إذا ما حبلت الأخيرة وولدت، وذلك بقولها: (ادخل على جاريتي لعلي أُرزَق منها ببنين)! ما يدلنا فعلًا على مدى مكانة المرأة المملوكة المتدنية لديهم، ولما حبلت هاجر (صغرت مولاتها في عينيها)!
ونشير هنا إلى طبع في النساء، الاهتمام هل ولَدَت فلانة، ولماذا لم تَلِد فلانة، وسنفصل ذلك في موضعه فيما بعد، أما الآن، فإن الاهتمام منصب على مكانة المرأة، الجارية المملوكة ترى مولاتها صغيرة في عينيها، لأنها؛ أي الجارية؛ حبلت، بينما مولاتها عاقر، وإذ تلد هاجر، تتعرض للإذلال من سيدتها، فتهرب، ليخاطبها الرب؛ ولا يعني هذا تكريمها بأن ربها أوحى إليها، بل إن الرب أمرها (ارجعي إلى مولاتك، واخضعي تحت يديها)، وبرجوع هاجر، يقول النبي إبراهيم لامرأته سارة: (هي ذي جاريتكِ في يدكِ، افعلي بها ما يحسن في عينيكِ)!
أما التلمود، فيفرِّق بين الخاضعات والمستقلات، فالنساء الخاضعات (البنت القاصر، والمرأة حينما تتزوج، والأرملة التي يتزوجها أخو زوجها الذي توفي)، والنساء المستقلات (البنت المحررة، والمطلقة، والأرملة)، وللنساء المستقلات مكانة اجتماعية لا بأس بها (تخطب المرأة بنفسها، أو بمبعوثها)، ولكن لا ننسى أنها حين تتزوج، تدخل في فريق النساء القاصرات!
والنظرة الدينية اليهودية إلى النساء، تقتضي منعهن تعلم الأمور الدينية، وذلك بقول بعض علمائهم (كل من علَّم بنته التوراة، فكأنه علمها الدعارة)!
ومع ذلك، النظرة الاجتماعية فيها بعض العجاب، فالقانون اليهودي يمنح الجنسية اليهودية لابن اليهودية، ولو كان أبوه مسيحيًا أو مسلمًا، ولكنه لا يمنحها لابن اليهودي، إن لم تكن أمه يهودية!
وما زلنا في النظرات الدينية، نعرضها باختصار، ولو أردنا التوسع لما كَفَتْنا مجلدات لهذا الموضوع... وإلى النظرة المسيحية، فالإسلامية من بعدها...
تابعوا معنا.
السلامـ عليكمـ ورحمة الله وبركاته~
أولاً أهلاً بك أستاذ^^,
ما شاء الله الموضوع جذاب
يكفي أنه عنا،
الحمدلله لحقت قبل تتراكم علي الحلقات،
صراحة ما شاء الله تبارك الرحمن أبدعت
موضوع دسم ويبكي
طبعاً لأنو نحن مظلومونxD,
استغفراللهxD,
طييييب
متشوقة للتكملة جداً
وتحمست لأرى
من زمان ما تحمست لشيء
وكيف لآاء وهو يتكلم عنا
تعجبني النظرة العادلة لكل شيء،
وهناك نقطة ضرورية وهي:.
(*نفسي تتكلم عن لفظة (العنوسة)
يعني نظرت المجتمع للمرأة التي لم تتزوج
وكأنو الزواج كل شيء
يعني ما شاء الله الرجل يقولون عنه عازب
أما الفتاة عانس
طيب لنفرض أنو ما تريد الزواج
ليه يسمونها هكذا؟!!،
ويعني هل الزواج كل شيء
ونسوا لما خلقنا له
أعرف رجلاً بلغ الأربعين تقريباً وزيادة ولم يتزوج وعادي المسألة
أما الفتاة مسكينة ينظر لها نظرة غير*)
*هذه مهمة لأتزود من علم إضافي*
أفرد حلقة كاملة لها
أرجو أنو ما تردني،
أرى أنو رأيك مهم جداً
وأريد معرفته منك،
موضوع جمييييييييل جداً ومشوق
متابعة بإذن الله لك
باركك ربي
وفي حفظ المولى،،
Icon59
~
السلامـ عليكمـ ورحمة الله وبركاته~
أولاً أهلاً بك أستاذ^^,
ما شاء الله الموضوع جذاب
يكفي أنه عنا،
الحمدلله لحقت قبل تتراكم علي الحلقات،
صراحة ما شاء الله تبارك الرحمن أبدعت
موضوع دسم ويبكي
طبعاً لأنو نحن مظلومونxD,
استغفراللهxD,
طييييب
متشوقة للتكملة جداً
وتحمست لأرى
من زمان ما تحمست لشيء
وكيف لآاء وهو يتكلم عنا
تعجبني النظرة العادلة لكل شيء،
وهناك نقطة ضرورية وهي:.
(*نفسي تتكلم عن لفظة (العنوسة)
يعني نظرت المجتمع للمرأة التي لم تتزوج
وكأنو الزواج كل شيء
يعني ما شاء الله الرجل يقولون عنه عازب
أما الفتاة عانس
طيب لنفرض أنو ما تريد الزواج
ليه يسمونها هكذا؟!!،
ويعني هل الزواج كل شيء
ونسوا لما خلقنا له
أعرف رجلاً بلغ الأربعين تقريباً وزيادة ولم يتزوج وعادي المسألة
أما الفتاة مسكينة ينظر لها نظرة غير*)
*هذه مهمة لأتزود من علم إضافي*
أفرد حلقة كاملة لها
أرجو أنو ما تردني،
أرى أنو رأيك مهم جداً
وأريد معرفته منك،
موضوع جمييييييييل جداً ومشوق
متابعة بإذن الله لك
باركك ربي
وفي حفظ المولى،،
Icon59
~
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أهلًا بكم أختي الكريمة
والموضوع عنكنَّ لأنه لا بد من إنصافكنَّ
وكلامكِ حقيقة واقعية يا أختي الكريمة، فعلًا النساء يلحق بهن ظلم كبير
والتكملة مقبلة لدينا عدة حلقات، أبلور فكرتها في ذهني لأسجلها تباعًا إن شاء الله تعالى
وما تفضلتِ به، عن نظرة المجتمع للمرأة التي لم تتزوج، ولفظة (العنوسة) التي تلاحقها،
من المواضيع الضرورية التي يجب دراستها، ولها مكانها هنا بإذن الله تعالى، وسيكون لها حلقة كاملة
إن وفقنا الله تعالى لذلك
متابعتكِ تشرفنا، بارك الله بكِ ولكِ، وحفظكِ من كل سوء
المشكلة لا تقف هنا ، فنحن لا نُظلمُ من قبل الرجال فقط
نحن أنفسنا قبلنا بالظلم وتسببنا في بعضه
ربما كان هذا لجهلٍ منا ، وربما مجرد خضوع للطرف الأقوى
لا زلت إلى الآن أذكر عندما تعطينا جدتي -حفظها الله- محاضرةً
طويلةً عريضةً مفادها أن الولد أفضل من البنت وأنه ولو وُلِدَ البارحة
يحقُ له أن يضرب أخته ولو كانت في الثلاثين من العمر ولا يحق لها الإعتراض حتى!
وكيف أن الرجال قوامون على النساء مما يعني أنهم أفضل منهن
وحتى بعد أن أشرح لها معنى الآية تعود وتعطيني محاضرة أخرى!
ولا ننسى أيضا أن هناك من الرجال من يعطينا حقنا وزيادة
فقد أنعم الله عليّ بأب متفهم وعطوف
لدرجة أنه عندما يرى عدم قدرتنا أو يحس بكثرة الأعمال
يطلب من أخوتي صغارا وكبارا مساعدتنا في التنظيف
وكذلك بعض أقاربي من الرجال يأبى إلا أن يخدم نفسه ، فيغسل ملابسه و يرتب فرشه!
شكرا لتطرقك إلى هذا الموضوع الجميل أستاذنا الجليل
ودمتم جميعا في رعاية الله وحفظه أحبائي
المشكلة لا تقف هنا ، فنحن لا نُظلمُ من قبل الرجال فقط
نحن أنفسنا قبلنا بالظلم وتسببنا في بعضه
ربما كان هذا لجهلٍ منا ، وربما مجرد خضوع للطرف الأقوى
لا زلت إلى الآن أذكر عندما تعطينا جدتي -حفظها الله- محاضرةً
طويلةً عريضةً مفادها أن الولد أفضل من البنت وأنه ولو وُلِدَ البارحة
يحقُ له أن يضرب أخته ولو كانت في الثلاثين من العمر ولا يحق لها الإعتراض حتى!
وكيف أن الرجال قوامون على النساء مما يعني أنهم أفضل منهن
وحتى بعد أن أشرح لها معنى الآية تعود وتعطيني محاضرة أخرى!
ولا ننسى أيضا أن هناك من الرجال من يعطينا حقنا وزيادة
فقد أنعم الله عليّ بأب متفهم وعطوف
لدرجة أنه عندما يرى عدم قدرتنا أو يحس بكثرة الأعمال
يطلب من أخوتي صغارا وكبارا مساعدتنا في التنظيف
وكذلك بعض أقاربي من الرجال يأبى إلا أن يخدم نفسه ، فيغسل ملابسه و يرتب فرشه!
شكرا لتطرقك إلى هذا الموضوع الجميل أستاذنا الجليل
ودمتم جميعا في رعاية الله وحفظه أحبائي
نعم يا أختي الكريمة، ظلم النساء ليس فقط من الرجال، بل لطالما كان الظلم من النساء أنفسهن،
وما ذلك إلا لأنهن نشأن في تربية تقول إن الحكم للرجل، وإن الذكر يحق له أن يفعل ما يشاء،
بل إن بعض الأمهات يرفضن اعتراض بناتهن على خدمة أخواتهن الشباب، بحجة أن هذه الخدمة واجبة عليهن!
كل هذا سأتطرق إليه ضمن هذه الدراسة المطولة بإذن الله تعالى
حفظكِ الله تعالى وحفظ لك والدكِ وأكرمكما في الدارين
بسم الله الرحمن الرحيم
الحلقة الثانية
أما في الديانة المسيحية، فنلحظ اختلاف واقع المرأة وحصولها على التقدير والاحترام، إلا أن التفوق يبقى للرجل، وعلى المرأة أن تخضع له خضوعًا مطلقًا: (أيها النساء اخضعن لرجالكن كما للرب، لأن الرجل هو رأس المرأة كما أن المسيح رأس الكنيسة، وهو مخلص الجسد، ولكن كما تخضع الكنيسة للمسيح، كذلك النساء لرجالهن في كل شيء).
ورغم دعوة النساء إلى الخضوع لرجالهن، إلا أن النظرة إليها كانت على أنها ذات دور اجتماعي وتربوي كبير، ومساواتها بالرجال في الحقوق أحيانًا: (كذلك العجائز في سيرة تليق بالقداسة، غير ثالباتٍ، غير مستعبدات للخمر الكثير، معلمات الصلاح، لكي ينصحن الحَدَثات أن يكنَّ محبات لرجالهن، ويحببن أولادهن، متعقلات، عفيفات، ملازمات بيوتهن، صالحات، خاضعات لرجالهن، لكي لا يُجَدَّف على كلمة الرب).
وعلى المرأة أن لا يعلو صوتها على الرجل: (ولكن لست آذن للمرأة أن تعلِّمَ ولا تتسلط على الرجل، بل تكون في سكوت)، وتُمنع من الكلام في الكنيسة: (لتصمت نساؤكم في الكنائس لأنه ليس مأذونًا لهن في الكلام... فإن أردن أن يتعلمن شيئًا فليسألن رجالهن في المنزل، لأنه من المعيب للمرأة أن تتكلم في الكنيسة).
ومسألة خروج آدم من الجنة تتحملها المرأة: (ولم يكن آدم هو الذي انخدع، بل المرأة انخدعت، فوقعت في المعصية). (وآدم لم يُغْوَ، لكن المرأة أُغوِيَت فحصلت في التعدي)، (فقال آدم: المرأة التي جعلتها معي هي أعطتني من الشجرة فأكلت).
ولا يجوز للرجل أن يترك امرأته، كما لا يجوز لها ذلك: (وأما المتزوجون فأوصيهم، لا أنا بل الرب، أن لا تفارق المرأة رجلها، وإن فارقته فلتلبث غير متزوجة، أو لتصالح رَجُلَها، ولا يترك الرجل امرأته)، ويجب على الرجال أن يحبوا نساءهم، وهذا الحب يرتقي إلى المكانة الدينية الكبرى: (أيها الرجال، أحبوا نساءكم كما أحب المسيح الكنيسة)، بل يجب أن لا يفرقوا في الحب بين أنفسهم وبين نسائهم: (يجب على الرجال أن يحبوا نساءهم كأجسادهم، من يحب امرأته يحب نفسه).
والمؤمنون، رجال ونساء، وروح الرب تنزل على الجنسين، لا علىى الرجال فحسب: (وعلى عبيدي وإمائي أسكب من روحي في تلك الأيام فيتنبَّأون)، (لأن كلكم الذين اعتمدتم بالمسيح قد لبستم المسيح، ليس يهودي ولا يوناني، ليس عبد ولا حر، ليس ذكر وأنثى، لأنكم جميعًا واحد في المسيح يسوع).
ومكانة الرجل من مكانة المرأة كذلك: (غير أن الرجل ليس من دون المرأة، ولا المرأة من دون الرجل، في الرب، لأنه كما أن المرأة هي من الرجل، هكذا الرجل هو بالمرأة، ولكن جميع الأشياء هي من الله).
وكذلك حال المرأة في أيام الحيض، الأمر يقارب حالها في النظرة اليهودية، كل من يلمسها يكون نجسًا إلى المساء، كل ما تنام عليه أو تجلس عليه يكون نجسًا، ولكن النظرة المسيحية لا ترى أن الرجل يطهر من تلقاء نفسه، بل إن كل من يلمس فراشها يغسل ثيابه ويستحم بماء ويكون نجسًا إلى المساء، وكل من مسَّ متاعًا تجلس عليه، يغسل ثيابه ويستحم بماء، ويكون نجسًا إلى المساء، وكل من يلمس شيئًا كان موجودًا على الفراش، أو على المتاع الذي تجلس عليه يكون نجسًا إلى المساء، وإن عاشرها رجل، وأصابه شيء من طمثها، يكون نجسًا سبعة أيام، وكل فراش ينام عليه يصبح نجسًا.
هذه كانت النظرة المسيحية إلى المرأة، ونلحظ؛ حتى الآن؛ التوافق في تحميل النساء خطيئة الخروج من الجنة، وفي أن الرجل أعلى درجة منهن، فماذا عن النظرة الإسلامية إلى النساء؟ وهل الحجاب فريضة (إسلامية) فحسب؟ وماذا عن النقاب؟ وماذا عن المصافحة فيما بين الرجال والنساء؟
ولا ننسى؛ بإذن الله تعالى؛ الإجابة والتوضيح في الأقوال (الإسلامية) التي يتعالى بها الرجال على النساء: (النساء ناقصات عقل ودين)، (لا يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة)، (إن كيدكن عظيم).
تابعوا معنا الحلقة القادمة من هذه الدراسة، وما يليها من الحلقات، إن شاء الله.
السلام عليكم ورحمة الله ..
عدت بحمد الله..)
لم تكن عندي فكرة عن احتقار الديانة اليهودية للمرأة في كتبهم و المسيحية معتدلة الى حد ما في التعامل مع حساسيتها
كتبهم أظنها ليست مرجعا موثوقا لحكم على وضع المرأة (اغلبها محرف في رايي... لا أريد الخوض في حساسيات دينية)
أظن ان نظرة الإجتماعية لها كفيلة بإعطائنا صورة الحقيقة لمكانتها ..)
بإنتظار الحقات القادمة لتكوين صورة أفضل..)
السلام عليكم ورحمة الله ..
عدت بحمد الله..)
لم تكن عندي فكرة عن احتقار الديانة اليهودية للمرأة في كتبهم و المسيحية معتدلة الى حد ما في التعامل مع حساسيتها
كتبهم أظنها ليست مرجعا موثوقا لحكم على وضع المرأة (اغلبها محرف في رايي... لا أريد الخوض في حساسيات دينية)
أظن ان نظرة الإجتماعية لها كفيلة بإعطائنا صورة الحقيقة لمكانتها ..)
بإنتظار الحقات القادمة لتكوين صورة أفضل..)
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أهلًا بك يا غالي، ربما تكون كتبهم كما ذكرتَ، ولكنها الموجودة أمامنا وأمامهم،
وهذه الوصايا والآيات يعتبرونها الصواب، وبالتالي تُعامَل المرأة لديهم وفق أساسها
سأتابع ابتداء من الغد إن شاء الله تعالى
متابعٌ للدراسة ومستمتع بها على أني أخالفك جزئيًا في مسألة النظرة الدونية للمرأة، فقد مضى الزمن الذي سادت فيه هذه النظرة، ففي أيامنا هذه يبسط النساء أجنحتهن حتى لنكاد نطالب بحقوق الرجل XDDD : دائمًا ما أقول ذلك :) فالنساء؛ الآن؛ يكدْنَ يسيطرن على حقوق الرجل فعلًا، ولكن دراستي تنطلق من (بعض) البيئات، ما تزال هذه النظرة سائدة فيها.
قلت جزئيًا؛ لأنني لا أنفيها تمامًا ولكنها باتت محدودة، والتعميم في قولك:
"ورغم ذلك، ما يزال الرجل ينظر إلى المرأة باستعلاء، مرددًا في كل مناسبة تسنح له: (النساء ناقصات عقل ودين)، (لا يفلح قوم ولَّوَا أمرهم امرأة)، وإذا ما أبدَتِ المرأة شيئًا من الذكاء، كان هتاف الرجل، كأنه اكتشف علوم الكون بأكملها (إن كيدكن عظيم)، والرجل غافل عن مضامين هذه الكلمات التي يرددها، ومعانيها، بل وحتى عن صحتها من عدم ذلك."
تعميمٌ لا يصح إطلاقًا.. ألا ترى كيف استغرقتَ جنس الرجال بالألف واللام؟!
بل إني لا أكاد أعرف -شخصيًا على صعيد بيئتي- من ينتقص امرأة بهذه الطريقة التي وصفت.
والموضوع بصفة عامة يصور الرجل على أنه الوحش الضاري، والمرأة الحمل الوديع، وليس الأمر كذلك، وإن يومًا كان!
في بيئتي كذلك لا نرى هذا الأمر، ولكني؛ كما أسلفتُ أعلاه؛ أتناول بيئات أخرى ما تزال فيها هذه المشاكل.
ذلك وأتمنى منك أستاذنا شيئين اثنين:
الأول: أن تبتعد عن التعميم: حاضر.
والثاني وهو الأهم: أن تحترس في الفصل القادم (المرأة في الإسلام)؛ فلا تأتي في تأويل النصوص بما يخرج عن فهم سلفنا الصالح، وعلمائنا الأجلّاء. :) : بالتأكيد يا أخي، لن أخرج عن قول علمائنا ومذاهبنا الفقهية، ولغتنا العربية، ولن أضع أي تأويل شخصي، فهم العلماء، وما أنا إلا دارس في مدارسهم.
وفقنا الله وإياك.. وإنا من المتابعين. ^_^
دمت بخير ~
جزاك الله خير الجزاء لدعائكَ الطيب، ودمتَ بأمان الله تعالى
نسيت إضافة أمر مهم..
كلي أملٌ أن تعرض الدراسة لصور الظلم الجديدة التي تتعرض لها المرأة في وقتنا الحاضرة، كالمساواة المطلقة الخارجة عن مقتضى العدل، المجحفة للمرأة؛ فليست كل مساواة عدلًا كما لا يخفى؛ وكاتخاذ المرأة سلعةً رخيصة للتسويق والترويج، وكالسفور وذبح الحياء، وهذه الأخيرة من صور ظلم بعض النساء لأنفسهن.
إلى غير ذلك من صور الظلم غير المعهودة فيما غبر من الدهور.
فإن أنت عرضت لها تمت الفائدة إن شاء الله، والمعذرة إليك عن الإسهاب، وأرجو أن يجد مقترحي منكم المكان الأرحب. :)
دمتَ بخير ^^
حاضر يا أخي الغالي، سأعرض لهذا؛ بإذن الله تعالى؛ ضمن هذه الدراسة
بل هي من أساسيات الدراسة هنا، والنساء يظلمن أنفسهن بهذا، والنساء يظلمن النساء الأخريات
بتصرفات أخرى، سنتعرض إليها بتفصيل بإذن الله تعالى
بارك الله بك أخي الغالي، ومقترحك على الرأس والعين، ودمتَ بأمان الله تعالى
أ. عمر
13-1-2018, 12:55 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحلقة الثالثة
أتى الإسلام وسط بيئة جاهلة، بيئة لا تقيم الاعتبار إلا للذكور فحسب، لأن منهم المقاتلين، وأساس حياتهم القتال والغزو، فكانت الأنثى ضعيفة، عرضة للسبي من قبل رجال القبيلة المنتصرين، فكانت مُهانة حتى من قبل أهلها، وقد أخبر الله تعالى عنهم بقوله: {وإذا بُشِّر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودًا وهو كظيم. يتوارى من القوم من سوء ما بُشِّر به أيمسكه على هون أم يدسه في التراب ألا ساء ما يحكمون}.
وكانت المرأة لا ترث، بل كانت جزءًا من الميراث، وللذكور أن يتوارثوا أزواج آبائهم، وإن أراد من يرثها تزوجها بغير مهر، لأن أباه دفع لها مهرًا قبل ذلك، وإن شاء زوجها وأخذ مهرها، ولا رأي للمرأة لا بالقبول ولا بالرفض!
أما الإسلام فنظر إلى المرأة نظرة الاحترام والتقدير، فالمرأة لا تُوَرَّث: {يا أيها الذين آمنوا لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرهًا}، ولا تُحرَم حقها في الميراث: {للرجال نصيب مما ترك الوالدان والأقربون وللنساء نصيب مما ترك الوالدن والأقربون مما قل منه أو كثر نصيبًا مفروضًا}.
ونظر الإسلام إلى الأنثى على أنها هِبَة من الله تعالى إلينا، فهي؛ في ذلك؛ كالذكر، كما ورد في القرآن الكريم:
{لله ملك السماوات والأرض يخلق ما يشاء، يهب لمن يشاء إناثًا ويهب لمن يشاء الذكور أو يزوجهم ذكرانًا وإناثًا}...
ولنلحظ معًا (إناثًا) بالتنكير، و(الذكور) بالتعريف، وذلك لأن للذكور مرتبة أعلى، فأخذوا التعريف، وكان للإناث شرف الأسبقية في ذكرهن في الآية الكريمة، ومن هنا يقول بعض القائلين: (إن من يُمْنِ المرأة تبكيرها بالأنثى قبل الذكر)، لأن الله تعالى ذكر هِبتَه لنا (الإناث) قبل (الذكور).
هذه هي البنت!
هذه التي كان يتشاءم منها أولئك الرجال، بات لها مكانة عظيمة، فهي مفتاح الجنة، ولا يجوز إهانتها ولا تفضيل الذكر عليها: (مَنْ وُلِدَت له ابنة، فلم يئدها ولم يُهِنْها، ولم يُؤثِر ولده عليها، أدخله الله بها الجنة).
وإن كانت كلمة "الولد"؛ في اللغة؛ تشمل "الذكور والإناث"، إلا أن رجال العرب كانوا يكرهون الإناث، ويرونهن مصدر العار، ولا يفتخرون إلا بأولادهم الذكور، وبالتالي، المقصود بالحديث: "ولم يؤثر ولده عليها"، أي الذكور منهم.
ومكانة الأخت كمكانة البنت،، مفتاح الجنة، إذ يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من عَال ابنتين أو ثلاثًا، أو أختين أو ثلاثًا، حتى يَبِنَّ، أو يموت عنهنَّ، كنت أنا وهو في الجنة كهاتين)، مشيرًا بالوسطى والسبابة. (ويَبِنَّ، تعني ينفصلن، ربما بالزواج، أو بالموت).
وكذلك في الحديث الصحيح: (من كان له ثلاث بنات أو ثلاث أخوات، أو ابنتان أو أختان، فأحسن صحبتهن، واتقى الله فيهن، فَلَهُ الجنة).
إلا أن هذا لا يعني غياب التربية الصحيحة، والتربية الصحيحة إضافة إلى الرحمة تُدخِل الرجل الجنة: (من كان له ثلاث بنات يؤدبهن ويرحمهن ويكفلهن وجبت له الجنة البتة، قيل يا رسول الله فإن كانتا اثنتين، قال: وإن كانتا اثنتين، قال: فرأى بعض القوم أن لو قال: واحدة، لقال: واحدة).
وهذا جزء من الأحاديث التي وردت بهذا الصدد، وليس كل الأحاديث، ولكن للاستشهاد بالمكانة التي أتى بها الإسلام للنساء،
والأم لها مكانة عظيمة، لا تبلغها؛ بل لا تدانيها مكانة، فهذا الصحابي جاهمة السلمي يأتي النبي صلى الله عليه وسلم يريد الغزو، فيقول له المصطفى صلى الله عليه وسلم (هل لك من أم)؟ فيقول (نعم)، ليأمره النبي (فالزمها فإن الجنة تحت رجليها). وهي تعلو الأب بثلاث درجات، كما روى أبو هريرة رضي الله عنه، أن رجلًا سأل النبي من أحق الناس بصحبته، فقال النبي (أمك) قال (ثم من)؟ قال (أمك) قال (ثم من)؟ قال (أمك) قال (ثم من)؟ قال (أبوك).
ووضع الإسلام الرجل بموضع القيادة: {الرجال قوامون على النساء}، ذاكرًا سببين لذلك: {بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم}، محدِّدًا بواضح الكلام: {وللرجال عليهن درجة}، وعلى المرأة أن تسعى إلى رضا زوجها عنها، حتى لو أخطأ معها، كما في الحديث النبوي: (ألا أخبركم بنسائكم من أهل الجنة؟ الودود، الولود، العؤود على زوجها، التي إذا آذت أو أوذيت، جاءت حتى تأخذ بِيَد زوجها، ثم تقول: والله لا أذوق غمضًا حتى ترضى).
وأي رجل يخاف الله، يخطئ في حق زوجه، فتأخذ بِيَده، مقسمة أنها لن تذوق النوم حتى يرضى عنها، كيف سيكون رَدُّه هنا؟ ربما يراها أجمل وأفضل امرأة في الدنيا كلها، ويتعلق بها تعلقًا شديدًا، بخلاف ما لو كان الأمر أن يخطئ فيكون الرد بالصراخ والتذكير بأنها إنسان مثله _ كأنه لا يعلم ذلك مثلًا _ ومن كلمة هنا وأخرى هناك، تتسع الجراح في القلوب، ويبدأ البغض بالتسلل التدريجي إلى الحياة الزوجية، وكم من النساء لا يدركن ذلك، وتظن إحداهن بأنها تنتصر لحقها، ثم تشكو من بعد ذلك جفاء زوجها مع الأيام!
ومكانة المرأة من زوجها يحددها الإسلام باللفظ الصريح، في الحديث الصحيح: (خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي)، والأهل هنا المقصود بها الزوج الأنثى.
لقد خلق الله الرجل والمرأة طبعين مختلفين، يتميز الرجل بالحزم أكثر، وتتميز المرأة بالحنان أكثر (وقد نرى اختلافات، لكننا نتحدث عن القاعدة العامة)، وترك القيادة للرجل، وجعل الحمل والولادة ورعاية الأطفال للمرأة، والرجل يتولى الإنفاق بقدر استطاعته، وإلى من يحاولون ذر التراب في الأعين، والحديث عن حقوق المرأة، لو أتى الإسلام بعكس هذا، وكانت للمرأة القوام ووجوب الإنفاق، لاعترضوا كذلك! فما اعتراضهم إلا للاعتراض فحسب، ومحاولة إظهار أنفسهم على أنهم يحملون حقوق النساء أكثر من الدين!
لقد جعل الله تعالى للرجال خصائص، وللنساء خصائص أخرى، ومنها الحمل والولادة، وليس هذان الأمران يَسِيرَين، ولا نتكلم عن الصعوبات والمشاق فحسب، بل نتكلم عن الثواب والأجر بإذن الله، ولنلحظ ذلك في القرآن الكريم، ولنسأل هل نعرف معنى (كُره) بضم (الكاف)؟ ومعنى (كَره) بفتح الكاف؟ قال تعالى: {ثم استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعًا أو كَرهًا}، (الكَره) بفتح الكاف هو الأمر الشاق علينا، ولا نحبه، أما (الكُره) بضم الكاف، فهو الأمر الشاق علينا ونحبه! ترى، بحق من وردت كلمة (الكُره) في القرآن الكريم؟ لقد وردت ثلاث مرات، مرة واحدة بحق المجاهدين: {كُتِبَ عليكم القتال وهو كُرْهٌ لكم}، ومرتين اثنتين بحق الأم: {حملته أمه كُرهًا ووضعته كُرهًا}، أيكفي هذا لنعلم ما للنساء من مكانة مميزة في الإسلام؟!
ولكن، ماذا عن المقولات التي يتداولها بعض الرجال، بل حتى يتداولها بعض النساء كذلك؟
ماذا عن الآية الكريمة: {إن كيدكن عظيم}؟ والغريب أن نرى بعض الناس يرددونها: (إن كيدهن عظيم)! الآية الكريمة تعرض لنا الموقف الذي تعرض له عزيز مصر، وكلامه لامرأته: {فلما رأى قميصه قُدَّ من دُبُرٍ قال إنه من كيدكن، إن كيدكن عظيم}! وليست حالة تقريرية من الله تعالى بحق النساء، وربما لو سمعنا عن ذكاء امرأة، قلنا {إن كيدكن عظيم} ولكن إعجابًا، وليس تقليلًا من شأنها، ولا اتهامًا بالمكر والخداع، {إن كيدكن عظيم} من كلام عزيز مصر لامرأته، وليست انتقاصًا للنساء في الإسلام!
والمؤسف أن بعض الناس يبالغون في تحقير النساء بسبب فهمهم الخاطئ هنا، وأذكر أن مدرِّسًا كان يدرِّسنا مادة الأخلاق في الدين، افتتح أولى حصصه بالقول: (إن المرأة أسوأ من إبليس! والدليل قول الله تعالى عن الشيطان "إن كيد الشيطان كان ضعيفًا" وقول الله تعالى عن النساء "إن كيدكن عظيم")!!
أما (النساء ناقصات عقل ودين)، فليس لنا أن (نتمايع) في الأخذ بالحديث، ونفسِّره على أنه (مزاح من النبي صلى الله عليه وسلم مع النساء)، والدليل أنه قال لهن ذلك يوم العيد! فالمزاح النبوي لا يكون إلا بالحق، ثم من الذي يستنكف عن إخبار النساء بالوحي الإلهي يوم العيد، خوفًا على مشاعرهن، ثم يمزح معهن بنفس الكلمات؟ هل تختفي مشاعرهن هنا؟!
نقصان عقل المرأة عن عقل الرجل، من جهة شهادة امرأتين بشهادة رجل، ونقصان دينها لإسقاط الصوم والصلاة عنها، في الحيض والنفاس، وما عدا ذلك لا يجوز رميها بنقص العقل ولا بنقص الدين، ثم إن هذا النقص العقلي نتج عنه كمال المجتمعات، فلو أن عقلها مكتمل كل الاكتمال، لما تحملت مناغاتها الطفل وملاعبته حتى يهدأ ويستكين، ولما وجد الطفل في حضنها الأمان والاطمئنان.
وبما أننا نذكر الحيض، فإن الدين الإسلامي يرى نجاسة الحيض بما يخرج من الدم، ولا تنجس النساء إطلاقًا، وللرجل أن يباشر زوجه؛ وهي حائض؛ فيلاعبها وتلاعبه، ولكن من فوق اللباس، ولا ينبغي له مواطأتها خلال الحيض، ولكنه لا ينجس على الإطلاق بلمسها ولمس فراشها ولا تنجس الأشياء التي تلمسها المرأة تلك الأيام، فهي إنسان لا يوصف بالنجاسة، وليس الحيض إلا خروج دم فاسد لا أكثر ولا أقل.
وآخر المقولات التي يتداولها بعض الرجال: (لا يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة)، أو (لن يفلح قوم يملك أمرهم امرأة)، والحديث الثاني لا يؤخذ به، إذ إن راويه عبد الرحمن بن عمرو بن جبلة، وهو متهم بالكذب، أما الصياغة الأولى (لا يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة)، فهي صياغة صحيحة، ولكن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقل هذا الكلام هكذا، بل بلغه أن بوران تولَّت ملك الفرس، فقال بحقها هذا الكلام، وبوران هذه ابنة أبرويز، كانت فائقة الجمال، ووصفوها بأجمل النساء في الفرس والترك معًا، خلفت أخيها شهريار في الحكم، ولها مقولة شهيرة: (ليس ببطش الرجال تُدَوَّخ البلاد، ولا بمكايدهم يُنال الظفر، وإنما ذلك بعون الله وقدرته تعالى).
وقامت بوران هذه بعمليات الإصلاح خلال فترة وجيزة في حكمها، ولكن كلام النبي صلى الله عليه وسلم بحقها، لأنها تحمل طبع الخيانة من أخيها، أخوها الذي دَبَّر مكيدة كبرى وانقلب على والده ليستولي على الحكم منه، تاركًا والده يُقتَل بِيَد رجاله، بل وحاول الزواج بامرأة أبيه، ورماها بالزنى حينما رفضت ذلك، وإذ أوهمته بموافقتها مقابل تبرئتها وتسليمها قتلة والدها لتثأر منهم فعل ذلك، وخان الرجال الذين ساعدوه ليستولي على الحكم!
وما ذكرنا قصته إلا لنؤكد طبع الخيانة التي تحمله أخته مثله، ولو أننا لا نعلم موقفها من مقتل أبيها والانقلاب عليه، ولكنها إذ طلبها ابن ملك خراسان للزواج، واسمه فيروز، ردَّت بأن الملكة لا يجوز لها أن تتزوج علانية، وأعطته موعدًا في ليلة معينة ليأتيها سرًا، فأتاها، فغدرت به وقتلته، ليأتيها والده بجيوش كبيرة ويقتلها ثأرًا لابنه.
في هذه المرأة قال النبي صلى الله عليه وسلم (لا يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة)، وربما يكون الحكم خاصًا بها وربما يكون عامًا في كل النساء، ولكن حتى لو كان عامًا، فليس ذلك انتقاصًا للمرأة، بل لما تحمله من العاطفة والحنان الزائدين، فلعلها لا تجرؤ بعض الأحيان على إطلاق حكم بقتل قاتل أو قطع يد سارق، لا لوضعها في مرتبة أدنى من الرجال!
وبعد تفسير وبيان معاني هذه الأقوال، وتبيان نظرة الإسلام إلى المرأة، نتابع وإياكم الدراسة
بإذن الله تعالى بالنظرات الاجتماعية، والواقع الفعلي الذي تحياه النساء، سواء في مجتمع الإسلام أم في سواه...
تابعوا معنا.
أ. عمر
16-1-2018, 10:46 PM
إلا أنني سأتناول، ضمن النظرة الإسلامية، المواضيع الآتية:
_ المصافحة بين الرجال والنساء.
_ حكم الحجاب والنقاب.
_ شغل البيت للنساء.
وذلك في دراستنا، يوم الغد، إن شاء الله تعالى
بعد دوام العمل
(وأعتذر للبطء في تسجيل الحلقات للوضع الصحي الحالي)
أ. عمر
18-1-2018, 12:32 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحلقة الرابعة
وينظر الرجال إلى النساء بنظرة اجتماعية، تختلف من منظور كل رجل، وفهمه الدين، وأخذه ببعض آراء العلماء، فمن الرجال من ينكر على النساء اللواتي يصافحن الرجال، أو غير المنقبات، ومنهم من يعتبر ذلك أمرًا طبيعيًا!
وإذا نظرنا في موضوع النقاب، نؤكد؛ أولًا؛ أن النقاب لم يبدأ في الإسلام، بل كان موجودًا قبل ذلك، وعرفته الشعوب القديمة كالبيزنطيين واليونانيين، وكان لدى نساء اليونان عادة حجب الوجه بطرف المئزر أو بحجاب خاص، وفي مدينة إسبارطة كانت الفتيات يكشفن وجوههن، حتى زواجهن، فلا تبدي الفتاة وجهها من بعد ذلك.
وفي الجاهلية نفسها، بعض الفتيات كُنَّ يَنْتَقِبْنَ، ومن هنا المثل العربي (ذكرني فوكِ بِحمارَي أهلي)، وقصته أن رجلًا في الجاهلية خرج يبحث عن حمارين ضاعا لأهله، فالتقى بفتاة منقبة وأعجبته، فأخذ يمشي معها يتحادثان، ثم كشفت له نقابها، ليتبين له أن أسنانها نخرة سوداء، فقال لها (ذكرني فوكِ بِحمَارَي أهلي)، ما يدلنا على أن النقاب موجود من قبل ظهور الإسلام، ولكن السؤال ماذا عن حكم النقاب في الإسلام؟ وهل يحق للرجل أن يجبر نساء بيته على أن يلتزمن النقاب، أم لا؟
النقاب؛ قبل ظهور المذاهب الفقهية الأربعة؛ كان حاضرًا لدى نساء الإسلام، ولو لم يكن الأمر كذلك، لما كان الحديث الصحيح: (لا تنتقب المرأة ولا تلبس القفازين وهي محرمة)، ولكن ما زلنا نبحث في وجوبه من عدم الوجوب، وبغض النظر إن كان حديث النبي صلى الله عليه وسلم لأسماء: (يا أسماء إن المرأة إذا بلغت المحيض لم تصلح أن يُرى منها إلا هذا وهذا، مشيرًا إلى وجهه وكفيه)، صحيحًا أم لا، فإن تفسير ابن عباس رضي الله عنه، للآية الكريمة: {ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها}، أن ما ظهر منها هو الوجه والكفان، يقطع بعدم الوجوب ظاهرًا، ولكن للفقهاء الأربعة مذاهب وآراء في هذا الأمر.
فالمالكية قالوا إن النقاب غير واجب، ولكنه مستحب، أما الأحناف فكان رأيهم إن وجه المرأة ليس بعورة، ولكن بعض أئمتهم قالوا بوجوب النقاب، لأن المرأة لا تعرف إن كان الرجل الذي ينظر إليها يفعل ذلك شهوة منه أم لا، وبالتالي أصبح النقاب واجبًا كَسَدٍّ للذرائع لنظرات الفتنة، والحنابلة كانوا أكثر تشددًا في موضوع تغطية النساء وجوههن، إذ ذهبوا إلى القول إن جسم المرأة كله عورة، حتى أظافرها، ولا يجوز لها أن تكشف وجهها ويديها إلا لمن يطلب يدها فحسب، واختلفت آراء الشافعية، فقالوا إن النقاب واجب، ولا يُكشَف الوجه إلا عند الحاجة، كما قالوا إن النقاب غير واجب على النساء، إلا في حالة الفتنة.
ومن النقاب إلى النساء اللواتي يصافحن الرجال، وكيف ينظر المجتمع إليهن؟ كثيرًا ما نسمع الاعتراض على مسألة المصافحة، لأن الحديث النبوي يَنُصُّ على: (لئن يُطعَن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يَمَسَّ امرأة لا تَحِلُّ له)، وأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يمسَّ النساء، وأنه قال: (إني لا أصافح النساء)، والذهاب إلى أن حديث معقل بن يسار أن النبي صلى الله عليه وسلم (كان يصافح النساء من تحت الثوب) حديث ضعيف، والقول إن عمر بن الخطاب كان يصافحهن عن النبي صلى الله عليه وسلم لا يثبت، بل إن مصافحة أبي بكر الصديق العجائز أمر لا يثبت كذلك.
ولكن، وقبل أن نتكلم عن (المسِّ) ومعانيه، وننظر إلى الحديث الأول بنظرة استفهامية، ننظر في آراء مذاهبنا الفقهية الأربعة، فنرى أن المالكية قالوا إنه لا يجوز للأجنبي أن يلمس وجه الأجنبية ولا كفيها، ولا يجوز لهما وضع كفه على كفها بلا حائل، لا الشابة ولا العجوز، (أي أنهم قد يحللون المصافحة إن وُجِد الحائل)، بينما الحنابلة قالوا بتحريم مصافحة الشابة، ولكن لا بأس بمصافحة العجوز، وفي رواية أخرى عنهم كراهية المصافحة حتى للعجوز، أما الأحناف، فقالوا إنه لا يجوز للرجل أن يمس وجه امرأة ولا كفها، وإن أمن الشهوة، لوجود المحرم، ولانعدام الضرورة والبلوى، وهذا للشابة، أما العجوز فلا بأس بمصافحتها بل لا بأس بأكثر من المصافحة، لأن عبد الله بن الزبير استأجر امرأة عجوزًا لتمرِّضه، فكانت تكبس رجليه، وتفلِّي رأسه، وأباح الشافعية المصافحة، ولكن بتحقق شرطين أساسيين، أمن الفتنة، ووجود الحائل.
والسؤال، هل يتبين لنا من كل ذلك أن المصافحة حرام قطعًا؟ وماذا عمن يذهب إلى القول والاستنتاج من الأحاديث الصحيحة بأن النبي صلى الله عليه وسلم صافح النساء؟ ثم إن حديث: (لأن يُطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير من أن يمس امرأة لا تحل له)، لم يستدلَّ به أي من الفقهاء الأوائل، ما قد يجعلنا ننظر نظرة الشك إلى صحته، ولكن، دعنا نأخذ به على أنه صحيح، فإن المس في اللغة العربية، وكذلك ورد في القرآن الكريم، يحمل معنى المباشرة الزوجية، وحتى اللمس أتى بهذا المعنى تقريبًا، فهو مقدمات المباشرة، إذ يقول ابن مسعود رضي الله عنه عن قوله تعالى: {أو لامستم النساء} قال: (هو ما دون الجماع، والقبلة من اللمس، وفيها الوضوء)، كما قال عمر بن الخطاب: (إن القبلة من اللمس فتوضأ منها)، ويدخل في ذلك حديث أبي هريرة: (فاليد زناها اللمس)، وكذلك قول ابن عباس: (لعلك مسست).
وحديث أبو هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم: (كُتِبَ على ابن آدم نصيبه من الزنى، مدرك ذلك لا محالة، فالعينان زناهما النظر، والأذن زناهما الاستماع، واللسان زناه الكلام، واليد زناها البطش، والرجل زناها الخطا، والقلب يهوى ويتمنى، ويصدِّق ذلك الفرج ويكذِّبه)، يقول عنه ابن عباس: (ما رأيتُ شيئًا أشبه باللمم مما قال أبو هريرة)!
وهناك مشكلة أخرى، نراها في بعض المجتمعات الذكورية، وكم مرة سمعنا من امرأة أن زوجها ضربها لأنها تأخرت في واجبها الشرعي تجاهه، ولم تُحَضِّر الغداء له في موعده مثلًا، لننظر إلى الآراء الفقهية لأئمتنا الأربعة بهذا الصدد.
ذهب الأحناف إلى أن خدمة المرأة لزوجها ديانةً لا قضاء، أي أنها تقوم بخدمة البيت، وليس لها أن تطلب أجرًا على ذلك، ولكنهم؛ أي الأحناف؛ ومعهم الإمام مالك، والإمام الشافعي، قالوا إن عقد النكاح اقتضى الاستمتاع لا الاستخدام وبذل المنافع، وإن أردنا النظر في التفصيل أكثر، لرأينا أن الشافعية والحنابلة وبعض المالكية يقولون إن خدمة المرأة البيت غير واجبة، لكن الأولى لها فعل ما جرت به العادة، أما جمهور المالكية فقالوا إن الخدمة واجبة للأعمال الباطنة التي جرت العادة بقيام الزوجة بمثلها، ولكن إن كانت المرأة من أشراف الناس، فلا تجب عليها هذه الخدمة، ما لم يكن زوجها فقير الحال، لا قدرة له على استئجار خادم للقيام بأعمال البيت.
ولكن الأرجح أنها ملزمة بهذه الخدمة، فالنبي صلى الله عليه وسلم حكم على ابنته فاطمة بها، ولزوجها الخدمة الظاهرة، أي العمل خارج البيت، ثم إنه ثبت أنه صلى الله عليه وسلم كان يقول: (يا عائشة أطعمينا، يا عائشة هلمي السكين واشحذيها بحجر)، ثم إن عقد النكاح يقتضي الاستمتاع، ولكن الاستمتاع للطرفين، وبالتالي على الرجل النفقة والكسوة، وعلى المرأة الخدمة الباطنة، كما أمر النبي صلى الله عليه وسلم ابنته سيدة نساء الجنة، ثم إن العرف جرى على هذا، والعرف له حكم القانون ما لم يخالف شرع الله تعالى، ومنه قوله تعالى: {وأمر بالعرف}، ولكن في آراء فقهائنا التنوع، وبالتالي إن من تجد أن خدمة البيت ليست واجبة عليها، أن تشترط ذلك مقدمًا لمن يطلب يدها، وإلا فإن موافقتها على عقد النكاح من دون هذا الشرط، يعني موافقتها ضمنيًا ومباشرة على إلزامها بخدمة زوجها وبيتها...
وليس في هذا أي انتقاص لمقام المرأة! فكما تشقى هي في عمل المنزل، على الرجل أن يشقى في عمل الخارج ليؤمن لها النفقة والكسوة والغذاء، وليست المجتمعات الإسلامية، ولا العربية، وحدها من تمشي وفق نظام خدمة النساء أزواجهن وبيوتهن، فهذا الأمر عام في كافة المجتمعات، ومثال بسيط على ذلك، الإنكليزي كارل، كان يُلزم زوجته بغرامات مادية، ومن بينها غرامة تأخرها بتقديم طعام العشاء إليه (جنيه إسترليني)! حتى وصل الأمر إلى القضاء الإنكليزي، والمدعي كارل نفسه، أراد أخذ نصف ثروة زوجته، فألزمته المحكمة بدفع نفقة أسبوعية باهظة إلى زوجته، بدلًا من تلك الغرامات التي ألزمها بها، وبالتالي إن من يتتبع المسلسلات والكرتون الأجنبي، يرى أن أعمال البيت تقوم بها النساء كذلك...
وما زلنا نتابع الكلام حول واقع النساء اجتماعيًا، وهل يتطابق مع الدين أم لا...
تابعوا معنا
أ. عمر
24-1-2018, 10:22 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحلقة الخامسة
هل يتطابق واقع النساء كما أتى به الدين، مع معاملة أهلهن لهن واقعيًا؟ لا أظن ذلك! فما تزال
مجتمعاتنا تنظر إلى أن المرأة مجبَرة على خدمة البيت، شاءت ذلك أم لم تشأ، متجاهلين آراء الفقهاء المتنوعة في هذا المجال، بل إن الأمر يذهب بنا إلى ما هو أشد ظلمًا لها من ذلك.
فترى الأولاد الذكور يخرجون للنزهة، وللعب واللهو، ثم يعود أحدهم إلى البيت، لتجد البنت نفسها مضطرة إلى إعداد الطعام له، وانتظاره حتى يُنْهِيَ أكله، لترجع بالأطباق إلى المطبخ وتقوم بغسلها وجليها، وويل لها إن أرادت الاعتراض أو فكَّرَت بذلك!
ومرة أخرى لا نعمِّم الأمر على الجميع، ولكننا نتناول الموضوع من ناحية الظواهر المنتشرة، وهذا الأمر يتجاوز المجتمع الإسلامي، ونراه موجودًا في المجتمعات الأخرى، وسبق لي أن درَّسْتُ في منطقة مسيحية، وكان عندي طالبة عمرها حوالي ثلاث عشرة سنة، حصل شقاق بين والديها، وانفصلا في السكن، فلم يسمح لها والدها بالعيش مع أمها، لأنها البنت الوحيدة، وبالتالي من سيقوم بخدمته وخدمة أولاده الصبيان؟!
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل إن والدها ضربها ذات يوم، ومنعها الذهاب إلى المدرسة، وذلك لأنها (أخطأت) تقدير موعد خروج أخيها للنزهة، فقامت بغسل سترته، ولم تجف هذه السترة في الوقت المناسب لأخيها، فأرعد الأخير وأزبد، لتُضْرَب البنت من أبيها، لأنها (مقصرة)!
والضرب ليس حصرًا للأب، وهنا نرجع إلى تناول واقع النساء بشكل عام، لا بمجتمع من دون سواه، وكم مرة سمعنا امرأة (تُرَبِّي) بناتها وحفيداتها على (وجوب طاعة الرجال في العائلة)، وأن الصبي يحق له أن يضرب أخته إذا ما (أخطأت)، ولا يجوز لها الاعتراض على ذلك!
وعمليًا، لو اشتكت البنت أن أخاها ضربها، فإننا نرى والديها (لا والدها فحسب) يلومان الصبي لأنه ضرب أخته، التي هي (ضلع قاصر أعوج)، وعليه أن (يكبِّر عقله)، لأن النساء (ناقصات عقل ودين)!
لكن، ماذا لو حصل العكس؟ ماذا لو أن البنت ضربت أخاها؟ ربما يكون أول من يلومها في ذلك والدتها، وكيف تتجرأ على ضرب أخيها، وهو (صبي)؟ ومن المؤكد أن البنت ستنال تقريعًا عنيفًا ولومًا قاسيًا جدًا، قد تستحقه فعلًا، لو أن الصبي سيناله فيما لو ضربها!
وما زلنا لا نعمم الأمر، ولكن هذه الظاهرة موجودة ولا يمكن لنا إنكار وجودها، لتجد البنت نفسها تعاني النظرة الدونية، لا لشيء سوى لأنها بنت فحسب، وكأن هذه جريمة قد ارتكبتها، وهي لا تدري بذلك، ولكن الغريب أن النساء لا يتعرضن للظلم من قبل الرجال فحسب، بل من قبل النساء كذلك.
فهذه البنت التي تجد نفسها حبيسة المنزل، والصبي يمرح ويلعب من دون حسيب أو رقيب، وذلك لأنه (رجل البيت)، وهي (بنت)، تتمنى أن يكون لها الحق في الخروج والنزهة وملاقاة صديقاتها، ولكن... حينما تحصل على هذا الحق، يتحول إلى شوكة مريرة تعانيها، ولا يَمُرُّ بها مشوار أو خروج من البيت، إلا باستجوابات مسبَقَة، واستجوابات لاحقة، من قبل أمها نفسها، حتى لتكاد تتخيل أن الأم ضابط مخابرات! أو؛ على الأقل؛ رئيس مخفر الدرك الذي يستجوب متهمًا ويريد الوصول به إلى الاعتراف!
وفي البيوت الملتزمة دينيًا يَتِمُّ إجبار النساء، منذ صغرهن ربما، على الالتزام بالحجاب، وكذلك في بعض المجتمعات الريفية، ولا يعني هذا دعوتنا إلى ترك الحجاب، ولكن المشكلة في (إجبار) النساء من دون (تبيان الحكمة) لهن، وتعليمهن منذ صغرهن الصواب من الخطأ، وبعض البيوت تكون وسيلة التربية فيها أن البنت تجد نفسها محجبة، وهي لا تعلم السبب، بل إن الأمر قد يتطور إلى الأسوأ من ذلك، عند بعض الرجال، وأذكر أن أختًا من دولة عربية ما، أخبرتني؛ ذات يوم؛ أنها انفصلت بالسكن عن والدها منذ كانت في السابعة، لتعيش عند خالها، وذلك لأن والدها ضربها ضربًا مبرحًا، لأنه أتى من عمله فرآها تلعب مع أترابها، وهي لا تضع الحجاب على رأسها (مع أنها في السابعة، لم تبلغ مرحلة التكليف)، وكان خالها هناك، وأسرع على صوت صراخها ليمنع والدها من مواصلة ضربها، والأخير لا يكاد يمتنع من ذلك.
ولا نورد قصتها هنا للتعميم، بل إنني مع مبدأ الالتزام المبكر من قبل البنت بهذا الأمر، ولكن الخطأ، كل الخطأ، أن تنشأ الفتاة، وفي ذهنها أن الحجاب (عادة) اكتسبتها من أمها، وذلك لأن والدها يريد أن تكون أمها كذلك (وهذه النظرة موجودة بالفعل في بعض العائلات)، لأن ذلك قد يؤدي إلى أمور أخرى لا تقل سلبية وفداحة.
تلك (الاستجوابات) المبالغ بها من قبل الأم، والتي تتعرض لها البنت، جعل بعض البنات يَلْجَأْنَ إلى الكذب والتدليس على أمهاتهن، والاتفاق أحيانًا مع صديقاتهن لتغطية كذباتهن، وليس ذلك لأن هذه البنت تحب الكذب، أو لأنها سيئة الأخلاق، بل لأنها ضاقت ذرعًا بهذا الحصار والتضييق، بينما الصبي يأتي بيته بعدها بساعات، لتستقبله أمه بابتسامة الفخر، ولا تسأله أين كان، وإذا ما سألته أين كان، فذلك لِتُتْبِعَ إجابته سؤالًا آخر ملهوفًا إن كان قد أحسَّ بالسعادة إن شاء الله!!
وهناك أمر قد يغفل عنه الأهل، أمر يتعلق بالبنت، وهو إدراكها مرحلة (الأُنْس) أي (حديث النساء)، والكلام عن العواطف والمشاعر، والحب والحبيب، والتفكير في الخطبة والعريس، يدخل ضمن هذا (الأُنْس)، فهل تستطيع البنت أن تُعَبِّر لأهلها عن ذلك؟ وكم من العائلات والمجتمعات تتقبل أن تتكلم بناتها عن هذا الأمر؟ أما إن تكلم عنه الصبي، فنجد الرد من والدته: (ما شاء الله، صار ابني رجلًا)، وفي أقل الأحوال (صرْتَ شابًا يا ماما)!
وهنا تخفي البنت مشاعرها، لئلا تضع نفسها موضع الاتهام والتشكك، وتتعرض للمزيد من المضايقات كلما أرادت الخروج، وهنا مكمن الخطأ الكبير، لأن الأنثى؛ في هذه الحالة؛ ستبحث عن الأمان الذي تفتقده، والثقة التي حُجِبَت عنها من دون سبب، ما يجعلها فريسة سهلة لأي شاب يلقي على مسامعها كلمات الحب والهيام، لا لأنها وقعت في حبه، بل لأنها وجدت من يُحِسُّ بأنوثتها وبأنها (رائعة)، بينما أهلها أنفسهم قد نسوا ذلك! نسوا قول الله تعالى عن البنات: {أو مَنْ يُنَشَّأ في الحلية}، أي في الزينة، لذا تهتم الأنثى بجمالها منذ طفولتها، وبالتالي يسعدها أن تجد من يقدِّر هذا الجمال، ودور الأهل قد ينعدم، وإن كنا لا نعمِّم الموضوع، لكن كم من أبٍ؛ في مجتمعاتنا؛ يجلس مع ابنته ويكلمها ويحاورها، ويُبَيِّن لها حكمة الله تعالى في خَلْقِها، وتمييز صفاتها من الذكور، ويقوم بتوعيتها كي لا تقع فريسة الكذابين الذين يمتدحون جمال أي فتاة يرونها، وأن البيوت أبواب تُدَقُّ، لا نوافذ يتسلل منها أدعياء الحب؟!
وهل اكتفَت النساء بالكذب على أهلهن، كَرَدَّة فعل ضد الثقة المفقودة، والتشكيك المتواصل بهن؟ لا، بل إننا؛ ويا للأسف؛ بِتْنَا نرى كثيرًا من الفتيات المحجبات، قد ضِقْنَ ذرعًا بالحجاب، واعتَبَرْنَه قيدًا مزعجًا، وكم من فتاة مسلمة كانت محجبة ثم تخلَّت عن الحجاب؟ وكم من فتاة مسلمة رفضَتِ الحجاب واعتبرَتْه أمرًا لا علاقة له بالدين، لا من قريب ولا من بعيد؟
ومع المسلسلات المدبلجة وسواها، وما يحمله بعضها من الفواحش في طيَّاته، حتى ليقدِّم إليك الزانية على أنها بطلة القصة! ويصوِّر لك كم تتعذب بحبها وابتعاد حبيبها عنها بسبب مؤامرات الحاسدين! كل هذه السموم؛ وربما تكون مقصودة، والله أعلم؛ تتغلغل تدريجيًا في قلوب الناس في مجتمعاتنا الإسلامية، حتى لتعتبر البنات أن مسائل (العشق) و(الغرام) و(مواعدة الحبيب إياها للقاء أو الأكل معًا في مكان ما) أمرًا طبيعيًا تمامًا، وليس فيه أدنى خطأ!
دعونا نتفق على عدم تعميم الأمور، ودعونا نتفق على أن هذا الأمر موجود وبقوة، وتأثر النساء ببطلات المسلسلات المدبلجة أمر لا يخفى، وحينما زارت ممثلة تركية، اسمها (توبا)، دولة الإمارات منذ سنوات طوال (لا نتحدث عن زيارة عام 2015، بل قبل ذلك بسنين عديدة)، فوجئنا باختراع قصة شعر للفتيات، تحمل اسم (حلاقة توبا)! بل وسمعنا أن كثيرًا من البنات أردنَ تغيير أسمائهن إلى اسم (لميس)، أي الاسم الذي حملته هذه ال(توبا) في أحد المسلسلات التي أدت دور بطولتها.
هذا الأمر، أي الإعجاب بــ(البطلات) الوهميات هؤلاء، أمر يتسلل في مجتمعاتنا الإسلامية (لا الإماراتية فحسب طبعًا)، وبالتالي قد تؤدي الممثلة دور (المسكينة) التي تُنْجِب ابنًا من عشيقها، ثم لا يتزوج بها هذا العشيق، ويتركها تتعذب! تُرَى، إن كانت هذه قدوة لبعض نساء المسلمين، فكيف سينظرْنَ إلى أمور الحب (العادي) الذي ليس فيه أي خطأ؟! (وهذا من وجهة نظر بعضهن، التقينا في المطعم وأكلنا وتحدثنا، ماذا في ذلك؟ لم نخطئ في شيء، بل لم يتكلم بكلمة سيئة واحدة! أما حصول اللقاء بينهما، ومن دون وجود أحد من عائلتها، بل ربما يحصل ذلك سرًا لا تعلم به العائلة، فكل ذلك لا تعتبره الأنثى خطأ، وهي ترى ما تراه من الأمور الفادحة اللعينة)!
ونحن نرى الآن مجتمعاتنا تعاني ما يُسَمَّى (الحرية)، والتي لا علاقة لها بالحرية لا من قريب ولا من بعيد، بل هي (الإباحية) الغبية بكل معنى الكلمة، وتخلى كثير من الآباء عن أدوارهم في التربية، وخرجت النساء للحصول على الحرية، من دون اضطرار إلى الكذب على أهلهنَّ، فتَخلَّى كثير من النساء عن الالتزام، وباتت الملابس الضيقة والقصيرة (موضة) و(رمز الجمال والأناقة) للأسف، وأخذنا نرى الشباب يمشون في الشوارع خلف البنات، مطلقين أصوات الإعجاب، وكلمات الهيام تنهمر من الأفواه، وذلك في مجتمعات إسلامية (ولا نقصدها كلها، فما يزال هناك مجتمعات ترفض الانحلال الأخلاقي)، وبِتْنَا نرى؛ في اتجاه معاكس؛ المرأة ما تزال محاصرة بسيلِ الشكوك في كثير من البيوت، والتفرقة والتمييز بينها وبين الصبي قائمان على أشدهما، لنجد أنفسنا إزاء مشكلة أخرى، مشكلة (الغيرة)، و(هل صديقتي أفضل مني؟ أمها تتركها تفعل ما تريد، لماذا أنتِ يا أمي تعقدين الأمور)؟! ويدفع هذا بالأنثى إلى المزيد من الكذب والخداع لأهلها، لأنهما الوسيلة الوحيدة للحصول على ما تعتبره حقها المفقود!
وإذا ما عُدْنَا إلى القواعد الأصلية، قبل حصول هذا الانفلات وبعده حتى، سنجد أن المجتمعات تظلم النساء في مسائل كثيرة، ومنها مسألة الزواج، لا؛ بل إن النساء أنفسهن يظلمن بعضهن بذلك، وشبح (العنوسة) يحوم فوق رؤوس الفتيات، مع نظرة المجتمع النسائية المشفقة!
تابعوا معنا
Jomoon
29-1-2018, 09:15 AM
أهلاً أستاذ^^,
ربي يرحم والديك على هذه الكلمات الجميلات،
بارك ربي بك وفيك،
لكم ثارت نفسي قهراً مما قد تلاقيه الفتاة،
فإن بعض الأهل يعاملنها أقرب إلى الخادمة منها كفتاة
خرجت من أصلابهم،
فبدل الحب والحنان والعاطفة،
نجد الكثيرون حرموا بناتهم العطف والحنان،
ونحن كما تقول لا نعمم،
لكننا ننظر إلى الشيء السلبي لعلنا نصلحه ونقومه،
البنت تعمل عملاً أحياناً يفوق طاقتها،
أما في أحيان نجد الأبن مرتاح بل يأخذ حريته ويتأمر كأنه ملك وليس أخ،
رحم ربي الحال وياليتهم يكافئونها ويروحون عنها
بل بدلاً من ذلك تواجه الضيق والحرمان،
ثم ما إن تكبر إلا وتنقلب كـ لبوة شرسة تتنكر لأهلها،
أو تكون فريسة لبراثن الذئاب البشرية،
رحماك يارب
إن لم نزرع فيها العقيدة والإيمان
ونمنحها الدفء والحنان ونجعلها سيدة في البيت لا خادمة
مهمتها تلقي الأوامر كالنادلة!،
ألا فليبارك ربي عمرك ويزد من فهمك ووعيك،
ويزدك من فضله الشيء الكثير
كلام كالبلسم على الجرح المنتشر المتهابط بقوة،
رحم الله أبي رحمة واسعة ونور قبره وأدخله جنان الفردوس الأعلى،
وبارك في عمر أمي على طاعته وجمعها مع أبي في جنات الخلد،
بوركت
في حفظ المولى،،
icon994
~
أ. عمر
30-1-2018, 12:01 AM
أهلاً أستاذ^^,
ربي يرحم والديك على هذه الكلمات الجميلات،
بارك ربي بك وفيك،
لكم ثارت نفسي قهراً مما قد تلاقيه الفتاة،
فإن بعض الأهل يعاملنها أقرب إلى الخادمة منها كفتاة
خرجت من أصلابهم،
فبدل الحب والحنان والعاطفة،
نجد الكثيرون حرموا بناتهم العطف والحنان،
ونحن كما تقول لا نعمم،
لكننا ننظر إلى الشيء السلبي لعلنا نصلحه ونقومه،
البنت تعمل عملاً أحياناً يفوق طاقتها،
أما في أحيان نجد الأبن مرتاح بل يأخذ حريته ويتأمر كأنه ملك وليس أخ،
رحم ربي الحال وياليتهم يكافئونها ويروحون عنها
بل بدلاً من ذلك تواجه الضيق والحرمان،
ثم ما إن تكبر إلا وتنقلب كـ لبوة شرسة تتنكر لأهلها،
أو تكون فريسة لبراثن الذئاب البشرية،
رحماك يارب
إن لم نزرع فيها العقيدة والإيمان
ونمنحها الدفء والحنان ونجعلها سيدة في البيت لا خادمة
مهمتها تلقي الأوامر كالنادلة!،
ألا فليبارك ربي عمرك ويزد من فهمك ووعيك،
ويزدك من فضله الشيء الكثير
كلام كالبلسم على الجرح المنتشر المتهابط بقوة،
رحم الله أبي رحمة واسعة ونور قبره وأدخله جنان الفردوس الأعلى،
وبارك في عمر أمي على طاعته وجمعها مع أبي في جنات الخلد،
بوركت
في حفظ المولى،،
icon994
~
حفظ الله لكِ والدتكِ ورحم والدكِ، ونسأله أن يجعله في الفردوس الأعلى بفضله ورحمته
وللأسف، بعض الأهل يحولون ابنتهم إلى خادمة لا أكثر ولا أقل، ونتمنى أن نتمكن من تصحيح
هذه الأوضاع السيئة، ولا نظن أننا سننجح في ذلك إلا على نحو محدود فحسب
وينسون أن البنت هبة من الرحمن الرحيم لهم فيحرمونها الدفء والحنان والأمان
ومن هنا نرى اضطرار بعض البنات إلى خداع أهاليهن للأسف الشديد
كل الشكر لحضرتكِ الكريمة لدعائكِ الطيب، بارك الله بكِ ولكِ، وحفظكِ من كل سوء
وبإذن الله تعالى لنا المتابعة في هذه الدراسة
حين يخف عنا ضغط تصحيح الاختبارات
دمتم في أمان الله تعالى وحفظه ورعايته
بسم الله الرحمن الرحيم
الحلقة السادسة
وقد بَيَّنا؛ إذًا؛ أن المجتمعات تظلم النساء، خاصة في مسائل الزواج، إلا أن ظلم النساء من قبل النساء أنفسهن أشد وقعًا عليهن من ظلم الرجال، فقد تخضع الأنثى لقسوة الرجل وظلمه، بحجة أنه الرجل، أو أنه زوجها، ولكن حينما يبدأ ظلم النساء لبنات جنسهن، فإن الجراح قد تكون أشد وأقسى.
والغريب لماذا لا يلاحق شبح العنوسة الرجال؟ ألا نعلم أن اللغة العربية تُطلِق تعبير (العانس) على كلا الجنسين؟ فالبنت البكر إذا طال بقاؤها في منزل أهلها، بعد إدراكها سن الزواج، من دون أن تتزوج، تسمى العانس، وكذلك الرجل، إذا طالت عزوبته ولم يتزوج، فهو عانس، ولكن المجتمعات لا تعترف بالعنوسة إلا على البنات فحسب، ولعل السبب في ذلك أن الأنثى محكومة بعامل السن، فإن كانت المتزوجة تخاف بلوغ سن اليأس قبل أن تحبل، فما الحال بالعازبة التي لم تتزوج بعد؟
تعالوا ننظر في واقع النساء الاجتماعي الحقيقي، وزياراتهن بعضهن، وطريقة كلام النساء (ولا نعمم على الجميع طبعًا)، ولكن على غرار:
(هذه هي ابنتكِ؟ كم صار عمرها؟ لماذا لم تتزوج بعد)؟! ثم تنظر النساء الزائرات إلى الفتاة ابنة صديقتهن، قائلات بـكل (المواساة): (لا تقلقي، سيأتي نصيبكِ إن شاء الله)!
ترى، كيف يكون وقع هذه الكلمات على البنات؟ ألا يُشعِر البنت بأنها كم مهمل! ألا يجعلها تقلق على مصيرها وإن كانت ستتزوج أم لا؟ وكم من فتاة تبكي وتغرق دموعها خديها، فقط لأن فلانة قد خُطِبَت، والأخرى قد تزوجت، وهي لم يأتها نصيبها بعد! أي أن شبح (العنوسة) يلاحقها!
وكل ذلك من كلام النساء، بل ربما من كلام أمها نفسها، التي تغرس في نفسها، منذ بداية إدراكها الحياة، أنها تريد أن تراها (عروسًا) تفرح بها، والبنت تفرح بدورها بهذا الكلام، وتلك الأمنية، وتبدأ تتخيل نفسها في الفستان الأبيض، و... ومع مرور السنين، وزواج رفيقاتها، أو بنات حارتها، اللواتي من عمرها أو حتى أقل، تبدأ البنت بالخوف على نفسها ومستقبلها، وهل ستصبح (عانسًا) لا سمح الله، أما الرجل فلا مشكلة في ذلك، قد يقترب من الخمسين من عمره، قبل أن يفكر بخطبة أي فتاة، ولا يشعر بأدنى قلق على مستقبله، ولا تلاحقه نظرات المجتمع، كونه قد بات (عانسًا) ولم يعد أمامه أي أمل!
والعنوسة ليست كلمة هينة بالنسبة للنساء، على الإطلاق، فقد درسها علماء النفس، والأطباء النفسيون، وإن لحظوا أن هناك بعض النساء يتأقلمن جيدًا مع العنوسة ولا يعانين أي مشاكل نفسية، إلا أن الكثير من النساء يتأثرن بالعنوسة، فتفقد الواحدة ثقتها بنفسها وتشعر بأن حياتها لا تنفع شيئًا، كونها لم تتزوج، هذا الأمر يدفع بها إلى العيش في حالة من القلق، فتشعر أحيانًا بأنها تنتمي إلى هذا العالم من حولها، وتشعر أحيانًا بالعكس، ما قد يدفع بها إلى حالة من الاكتئاب.
وأضيف أنا من عندي، بأن هذه المشاعر ليس فقط لأنها لم تتزوج، فالزواج ليس الغاية النهائية لدى الأنثى، وإنما الأمومة، ذلك الحلم الكائن في نفس كل أنثى، ونرجع مرة أخرى إلى علم النفس، ودكتور هيئة علم النفس البريطانية، د. ألفورد، الذي يدرس حالة العانس التي عانت المشاكل بسبب العنوسة، قائلًا إنه من الضروري تحديد ما الذي يجعلها خجولًا بحالتها، هل الضغط العائلي أو المجتمع أو فشل علاقاتها السابقة، أو صدمة نفسية.
ولكن، ما هو العلاج الصحيح؟ العلاج الصحيح قد لا ينجح نهائيًا في كثير من مجتمعاتنا العربية المتطورة تربويًا في التفريق بين الصبيان والبنات في المعاملة، وإشعارها البنات بأنهن في مرحلة أدنى، إذ إن العلاج يبلغ مداه الصحيح حينما تقتنع المرأة العانس بأنها كائن قائم بحد ذاته، وأنها تعيش لنفسها لا لغيرها، أي بإلغاء فكرة السيطرة التي نغرسها نحن في عقول البنات منذ يفتحن أعينهن على الدنيا، ووجوب الخضوع للذكر، حتى لو كان أخًا يصغرهن بسنوات وسنوات.
ومشكلة العنوسة لا تقتصر فقط على أنها كلمة تُقال، وأن هذه الفتاة تكره كونها عانسًا، وتشعر بأنها بعيدة عن العالم كله بسبب ذلك، وأن الأخرى لا تبالي، ووعيها وإدراكها بأن هذا نصيبها الذي كتبه الله تعالى لها، وأنه عز وجل الأرحم بها من نفسها، وله حكمته التي لا تعلمها، وهذا أفضل علاج ممكن في هذه الحالة، ولكن العنوسة باتت اهتمامًا عالميًا، لا مجرد كلمات تقولها النساء لبنات صديقاتهن ومعارفهن، فهذه إذاعة هولندا العالمية، تقدم دراسة عن العنوسة في العالم العربي عام 2013، لتأتي بنتيجة أن أعلى نسبة عنوسة لدينا كعرب، تبلغ 85%، ويأتي لبنان في المركز الأول، والنسبة في الإمارات 75% وفي سوريا 70% وفي المملكة العربية السعودية 45% وفي البحرين 25% وفي فلسطين 7%...
وبغض النظر عن دقة هذه الإحصائيات، التي قدمتها إذاعة هولندا العالمية "هنا أمستردام"، كونها جمعت معلوماتها من مقارنة الإحصائيات التي أخذتها من مراكز الأبحاث، ومعطيات المنظمات غير الحكومية الناشطة، إضافة إلى التوقعات التي تنطلق من المؤشرات الاجتماعية لكل دولة، إلا أن الشاهد لدينا أن (العنوسة) تعني (مصيبة) خاصة بـــ(النساء)، أمر يتجاوز المجتمعات العربية إلى دول العالم جميعها ربما.
ولن نقول إن الأجانب وحدهم، وخاصة هيئة علم النفس البريطانية، من اهتموا بمحاولة علاج مشكلة العنوسة، فقد حاول رصدها الشيخ شقير حمود العتيبي، في كتاب (العنوسة: المشكلة والعلاج)، إلا أن كتابه، على ما فيه من الكلام القيم، عرض أسباب العنوسة أكثر من علاجها، ومنها غلاء المهور الباهظ الذي يمنع بعض الشباب من الزواج، وتكلم الكاتب عن أن الزواج يحقق للمرأة الراحة والسكن، وقد أحسن بذلك فعلًا برأيي، إذ إننا نرى العكس فعلًا حينما لا تحقق الفتاة هدف الزواج ثم الحمل فالأمومة، تبقى في حالة اضطراب وقلق دائمين، ولكن الكاتب حاول حل مشكلة العنوسة بطريقة الكلام عن تخفيف المهور، وتيسير الزواج، إلا أنه لم يقدم الحل الفعلي لمن تعاني مشكلة العنوسة فعليًا.
المهم أن (العنوسة) باتت سيفًا مخيفًا على النساء، ولعل (الطلاق) نفسه ليس بأشد وطأة عليهن من العنوسة، فالمطلقة قد تتكلم عن زوجها، وعن (إنجازاتها) المنزلية، والتي لم يقدرها زوجها، وتكسب تعاطف النساء الحاضرات معها (وربما كلامهن عليها بعد ذلك بعكس تعاطفهن السابق) :) وقد يخف الأمر عنها أكثر وأكثر في حال وجود الولد، أما العانس فتبقى؛ إذا لم تستطع التأقلم مع واقعها، تشعر بأن مجتمعها حرمها حقها الطبيعي في الزواج، مثلها مثل كل أنثى أخرى، وتشعر؛ كذلك؛ بالغيرة الشديدة من كل أنثى متزوجة، بل ربما تفسر زيارة أي صديقة متزوجة لها، على أنها (شماتة) بها!
وهنا نلحظ وجود ردتي فعل متناقضتين لدى العانس، فإما أن تصبح بطبع حاد قاس، بسبب ما تعانيه، وإما أنها تصبح انطوائية لا تميل إلى الجلوس أو الكلام مع أحد، خاصة النساء، وخاصة إذا قُمْنَ بفتح المواضيع القديمة نفسها، أو على أساس أنهن يفتحن (أبواب الأمل) للفتاة العانس (بأن لا تقلقي، سيأتي نصيبكِ حتمًا)! والأسوأ من ذلك الصمت! لأن صمت النساء هنا يتمثل بنظرات الشفقة التي يَرْمِينَ بها الفتاة العانس!
وهذا الأمر قد يؤدي إلى ما هو أسوأ، أي الخوف من بلوغ مرحلة العنوسة، وكلما اقتربت الفتاة منها، فقد ترمي الأنثى بنفسها في هاوية تجعلها تندم أشد الندم، وذلك بموافقتها على الزواج بأي رجل يتقدم إليها، بغض النظر إن كان مناسبًا لها أم لا، بغض النظر إن كانت طباعهما متوافقة أم مختلفة، المهم أن يكون اسمها وصفتها بين الفتيات أنها (متزوجة)، وأن يتكلمن عنها بغيابها أن (فلانة قد تزوجت)، ولم تعد (عانسًا)!
وهذه العنوسة قد تؤدي بالنساء، بل بالمجتمع ككل، إلى مشاكل أخرى أشد وطأة، فقد تلجأ العانس إلى الدجالين، الذين يدعون أنهم أناس ملتزمون بالدين، ويقومون بتحضير الجن! ربما لجهلها بمدى فداحة اللجوء إلى أمثال هؤلاء السحرة الحقراء، فتحاول أن تجعل فلانًا يكره امرأته، وذلك لأنها ليست بأجمل منها وتزوجت، وهي لم تتزوج! وطبعًا ليس هذا السبب الوحيد للجوء إلى السحرة، وسنعرض دراسة مطولة عنهم إن شاء الله تعالى قريبًا، ولكننا نتحدث؛ الآن؛ عن نتيجة تؤدي إليها العنوسة، وهي الكيد للمتزوجة لإفقادها سعادتها.
غير أن الأسوأ والأسوأ، اعتبار الفتاة أن الحجاب، أو الملابس الطويلة، هي التي تؤدي إلى عدم وقوع الرجال في حبها، ما يدفع بها إلى ارتداء الملابس القصيرة، والمبالغة في التبرج، ظنًا بأن ذلك يُبرِز جمالها ومفاتنها، فتجذب الرجال إليها.
لقد خلق الله تعالى لنا الحياة الدنيا، واستخلفنا فيها، وجعلنا زوجين، ذكرًا وأنثى، وبالتالي لا تكتمل راحة الإنسان واطمئنانه النفسي، ما لم يحقق التوازن العاطفي بالزواج، فلا شيء يعيد إلى الإنسان الاطمئنان، أو يعطيه الراحة النفسية فعلًا، مثل أن يلجأ إلى زوجه ليطلب فيها الأمان: {ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجًا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة}، فإن كانت النساء يعطين كل معاني شعور السكن إلى رجالهن، فإنهن؛ ومن باب أولى؛ يحققنْه لأنفسهن، فالمرأة التي تحتضن زوجها المثقل بالهموم، كأنها تحتضن الطفل الصغير، فإنها؛ بذلك؛ تغدق عليه فيضًا من الحنان، يشعر به الرجل فيهدأ قلقه واضطرابه، وهي في هذه الحال، إذ يتحرك حنانها هذا، يتحرك ليغمرها قبل أن يغمر زوجها، وبالتالي السكن والراحة والاطمئنان يتحققان للمرأة والرجل على حد سواء بالزواج، وإذ نحرم أحدهما هذا الأمر الطبيعي، فإنه يظل في دوامة من القلق، تختلف حدتها بين شخص وآخر، ولكن، هي لدى النساء أشد وأقوى وطأة بكثير، فالرجل حينما يُسأَل من أقرانه لماذا لم يتزوج، أو ألا يرغب في الزواج؟ فقد يَرُدُّ ببساطة إنه لم يجد الفتاة التي تملأ عينيه! أو قد يكون رَدُّه (دعونا مرتاحين من النسوان، ومن يجلب الهم إلى قلبه)؟ وتكون ردة الفعل من الرجال الضحك المدوي! أما النساء اللواتي يسألن والدة أو أخت هذا الرجل (ألا يرغب في الزواج)؟ وتقول (ليس بعد، أو يبحث عن ابنة الحلال)، فإن الكلام ينتهي هنا، بدعوة النساء له بأن يجد الفتاة التي يريدها سريعًا، أو بنصيحتهن الغيابية إليه بأن يتزوج ويريح نفسه، ولكن الأمر يختلف بالنسبة للنساء، لماذا لم تتزوج فلانة؟ وكم أصبح عمرها؟ ولماذا لم تتزوج إذًا؟ أما زالت تأتيها دورتها الشهرية أم لا؟ أه، ما زالت تأتيها! الحمد لله! ولكن... عليها أن تسرع في الزواج، قبل أن تصل مرحلة اليأس (وكأن الأمر بيدها هي مثلًا)! ومن هنا، نرى مدى فداحة تأخر الفتاة في الزواج، وكأنها ترتكب خطأ قاسيًا بحق نفسها، كأنها هي المسؤولة عن ذلك!
لذا، يبقى ظلم النساء أنفسهن، ظلمًا فادحًا وجرحًا بالغًا قد لا يندمل رغم مرور السنين، فالفتاة التي تَمَّ إفهامها بأنها (عانس) وأنها مخطئة بسبب ذلك، أو لا تمتلك أي جمال أو أنوثة، بدليل أن أحدًا لم يطلبها للزواج بعد، فإن هذه الفتاة تكره بنات جنسها أشد الكره، وبالتالي تفقد ثقتها بمن حولها، وهذا ما يزيد الأمر سوءًا في نفسها، وينعكس في معاناتها
ومن هنا، نرى أن التربية الصحيحة يجب أن تعيها النساء قبل الرجال، لأنهن ناقلات التربية للأجيال الجديدة ومن صغرها، وإذا ما قامت النساء بتربية بناتهن بهذا الأسلوب، فإن المرأة ستظل دائمًا في هذه الحالة المتناقضة، هي دائمًا قلقة بانتظار الزواج، وهي دائمًا عصبية المزاج إن نظرت إليها نساء مجتمعها على أنها عانس، أو انطوائية لا تريد الكلام مع أحد، وفي الحالتين لا ثقة لها بأحد من الناس، وكل ذلك بسبب ظلم النساء من قبل النساء!
ولكن، ليس الزواج خاتمة المطاف ونهاية الأحزان... ففي طياته الظلم (أحيانًا) للمرأة،
ولا نقصد الزواج بمفهومه الشرعي الرائع، ولكننا نقصد الممارسات والنظرات الاجتماعية التي تبتعد عن الدين كل البعد، ونراها في مجتمعاتنا العربية والإسلامية... كما نقصد ظلم النساء أنفسهن في هذا المجال...
تابعوا معنا
جميل جداً ما ذكرته،
يصف حال الفتيات وصفا،
ربي يرحمهم برحمته،
نسوا الناس لما خلقوا،
وتشاغلوا في التفاهات،
لا حول ولا قوة إلا بالله،
يحسبونهم سيعمروا في الدنيا،
لكن على الفتاة إن تشغل نفسها بالعبادة وبما ينفعها،
والبحث عن أحلامها وتحقيقها،
فإن كان لها نصيب فحيا هلا،
وإن لم يكتب لها فالخير عندالله عظيم،
ما أسرع العمر يمضي سراعاً،
فيا نفس توبي قبل الممات،
فساعاتك قلائل،
فاستغليها بذكر الله والطاعة،
شكراً لك المادة كانت دسمة فعلاً
ورائعة كذلك،
أحسنت في الطرح والوصف،
قرأتها دفعة واحدة،
ومازلت أترقب المزيد،
فلا تتأخر علينا،
الموضوع فعلاً جميل ما شاء الله،
باركك ربي،
وزادك من فضله،
في حفظ المولى،،
~
جميل جداً ما ذكرته،
يصف حال الفتيات وصفا،
ربي يرحمهم برحمته،
نسوا الناس لما خلقوا،
وتشاغلوا في التفاهات،
لا حول ولا قوة إلا بالله،
يحسبونهم سيعمروا في الدنيا،
لكن على الفتاة إن تشغل نفسها بالعبادة وبما ينفعها،
والبحث عن أحلامها وتحقيقها،
فإن كان لها نصيب فحيا هلا،
وإن لم يكتب لها فالخير عندالله عظيم،
ما أسرع العمر يمضي سراعاً،
فيا نفس توبي قبل الممات،
فساعاتك قلائل،
فاستغليها بذكر الله والطاعة،
شكراً لك المادة كانت دسمة فعلاً
ورائعة كذلك،
أحسنت في الطرح والوصف،
قرأتها دفعة واحدة،
ومازلت أترقب المزيد،
فلا تتأخر علينا،
الموضوع فعلاً جميل ما شاء الله،
باركك ربي،
وزادك من فضله،
في حفظ المولى،،
~
نسأل الله تعالى الرحمة للفتيات وأن يحصلن على الإنصاف في معاملتهن من قبل أهلهن
وعلى الأمهات أن يُرَبِّيْنَ بناتهن على أن الله تعالى خلق الإنسان ليعبده، وأنه الأرحم به من نفسه
وربما يؤخر نصيبها لحكمة منه عز وجل، وربما تُحرَم الأمومة، بل وحتى الزواج، لحكمة لا يمكن لها إدراكها
بدلًا من تحميلها ضغطًا لا قِبَل لها به إذا ما تأخر زواجها كما يفعل كثير من الأمهات وصديقاتهن للأسف
حينما نُحسِن التربية نرى أن الفتاة ولو لم تتزوج، فربما تشعر بالضيق والألم، خاصة حينما تسمع كلمة عن فتاة
تزوجت، وأخرى أنجبت، ولكن بشكل يمكن احتماله، لأن الهدف الأسمى الذي تم غرسه في ذهنها أنها خُلِقَت لعبادة الله تعالى أولًا وأخيرًا، لا أنها خُلِقَت ليتزوجها رجل، وإلا فإن الحق عليها!
بارك الله بكِ ولكِ الدعاء الطيب وجزاكِ خير الجزاء، وبإذن الله تعالى سنتابع في هذه الدراسة، وقريبًا
دمتم في حفظ الله تعالى.
سنتابع إن شاء الله تعالى في أمسية يوم غد
بعد الانتهاء من العمل
وعلى الله الاتكال، ومنه التوفيق
أ. عمر
10-2-2018, 11:59 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحلقة السابعة
تكلمنا عن العنوسة وآثارها ودور النساء السلبي فيها، وكيف يحوِّل الرجال، والنساء قبلهم، حياة البنات العازبات إلى جحيم مزعج، يتمثل؛ أكثر في ما يتمثل؛ بوصفهن بـ(العنوسة)، وما أشبه ذلك من الكلام، والأسوأ من هذا الوصف، تلك النظرات المشفقة التي تطارد بها النساء الفتيات العازبات، عدا عن الغيبة وتحليل نفسية (العانس) بما تعرفه وما لا تعرفه الفتاة نفسها، إلى أمر لا يقل سوءًا وفداحة من ذلك، وهو إجبار الفتاة على الزواج!
وما يؤسف له وجود هذه الظاهرة في (بعض) مجتمعاتنا الإسلامية، في عصرنا الحالي، وربما انخفضت حدتها قليلًا عما مضى، ولكنها ما تزال موجودة وملحوظة، بل إنها كانت موجودة بقوة في جيل سابق لنا مباشرة، أي بعد أقل من ألف وأربعمئة سنة على الهجرة النبوية بقليل، وكم سمعنا من امرأة متقدمة في السن، أنها حينما كانت في الثالثة عشرة تقريبًا، أو أكثر من ذلك بسنة أو اثنتين، أتاها والدها يخبرها أن صديقه الفلاني قد طلبها منه، وأنه وافق، وأن عرسها بعد يومين أو ثلاثة! وأن (زوجها) سيأخذها إلى (بيته) بــ(ملابسها) هذه (أي أن أهلها لن يجهزوها بما يلزمها قبل العرس)، ذلك لأن زوجها سيتكفل بشراء ما يلزمها من الملابس وسواها، وحتى الخف المنزلي، بمعرفته هو! (وكأنه يتكرم عليها بهذا العرض السخي، وليس واجبًا عليه)، وربما يهبط (الحنان) فجأة في قلب هذا الأب، فيسألها بعد كل هذه المعلومات التي يخبرها بها: (وما رأيكِ يا ابنتي)؟!
ولا يسألها هذا السؤال إلا ليسمع منها الإجابة التقليدية (مثل ما ترى يا أبي)، وكأن لدى المسكينة إجابة سواها! ليهتف الأب بحماسة شديدة: (الله يرضى عنك يا ابنتي)، ولكن هل يرضى الله عنه، إذ يزوجها بهذه الطريقة؟!
وأحيانًا، في هذه الحالة، (يتكرم) الرجل الذي سيتزوج بهذه الفتاة، من دون رضاها به، بموافقته على أن يجهزها أهلها بملابس الزفاف التقليدية التي تحبها وتهواها البنات في المعتاد، ولكن، حتى لو كان المنظر الخارجي كما تحبه الفتاة، فماذا عن المنظر الداخلي؟ وماذا عن قلب كسير؟ ماذا عن إحساسها بأنها لا تختلف في شيء عن بضاعة في مخزن تاجر، يبيعها لمن يدفع فيها الثمن الأعلى؟؟
ولنذكر هنا قصة أخت الشاعر نزار قباني، الذي أراد أبوها أن يزوجها برجل من غير رضاها، فلم ينفعها اعتراضها شيئًا، وإذ أدركت أنها ستصبح امرأة رجل لا تريده، ولا تستطيع الرفض، أنهت حياتها بنفسها منتحرة، ولا نبيح الانتحار أو نبرره، بل هو ضعف إيمان واضح، ولكننا نستشهد بأن هذه العادة ؛ أي عادة تزويج البنات بغير رضاهن؛ كانت موجودة حتى وقت قريب، بل ما تزال موجودة حتى الآن في بعض المجتمعات الإسلامية، ونؤكد مجددًا أننا لا نقصد، بل لا يجوز لنا التعميم في هذا الصدد.
مهما كان الأب يرى الأمر، ومن أي زاوية، حتى لو كان يرى أن مجتمعه ليس فيه أدنى اختلاط بين الرجال والنساء، وبالتالي لا يمكن لابنته أن تكون قد رأت زميلًا لها في الجامعة أو في العمل، أو رآها أحدهم مثلًا في الشارع ذاهبة لشراء شيء ما، أو مع صديقاتها، بل ربما يكون المجتمع يفرض النقاب على الفتاة، طبقًا لبعض مذاهبنا الفقهية، مما أوضحناه من قبل، رغم هذا وذاك، فإنه لا يجوز للأب تزويج ابنته بهذا الشكل، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم، الذي يتكلم بوحي رب العالمين إليه: (لا تُنكَح الأيم حتى تُستأمر، ولا تنكح البكر حتى تُستَأذن)، سواء أكانت الابنة قد بلغت مرحلة التكليف أم لم تبلغ، وفي حديث نبوي آخر: (ليس للولي مع الثيب أمر، واليتيمة تُستأمر، وصمتها إقرارها).
وهنا تفصيل فقهي، فإن كانت الفتاة قد تم تزويجها من شخص غير أبيها، برجل لا تريده، وبغير رضاها، يذهب أكثر أهل العلم؛ في هذه الحالة؛ إلى أن النكاح فاسد، ولكنه لا يبطل! أما كيف يكون (فاسدًا) لكنه (لا يبطل)، فذلك لأن زواج الفتاة كان من غير إذنها، وهنا موطن الفساد فيه، أما كونه لا يبطل، فذلك معناه لا يجوز للفتاة أن تعقد عقد نكاح لها على رجل آخر، ما لم يطلقها الأول بطلاق بائن، وإلا لوقعت في الزنا والعياذ بالله، وإن كان من زوجها هو والدها، بغير رضاها، فمن أهل العلم من يرى أن النكاح صحيح، انطلاقًا منهم من حديث (واليتيمة تُستَأمر)، أي أن غير اليتيمة لا تُستَأمر! ولكن كثيرًا من أهل العلم قالوا لا يجوز إجبار البنت على الزواج، واليتيمة وغير اليتيمة كلاهما تُستَأمران، للأحاديث النبوية السابقة، التي تنهى عن تزويج الأيم والبكر، من دون أمرهما، وفي الحديث الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: (والبكر يستأذنها أبوها).
وبعد ذلك، نرى كثيرًا من المجتمعات الإسلامية، وكثيرًا من الآباء يزوجون بناتهم من غير أخذ آرائهن، وليت الأمر يتوقف عند هذا الحد، بل لدينا ما هو أشد ظلمًا للنساء من ذلك!
إنه المهر، حق المرأة وصداقها، وكم من أب يزوِّج ابنته ويأخذ مهرها لنفسه، كأنما هو في مقايضة تجارية، بل كأنه يبيع (بضاعة) يمتلكها! وما زلنا نؤكد أننا لا نعمم الأمور، فكثير من عائلاتنا راقية، تخاف الله عز وجل، وتنفذ تعاليم النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، ولكن؛ في المقابل؛ عائلات كثيرة كذلك، وقبائل كثيرة، ترتكب هذا الخطأ، وكم من شخص يطلب من صديق له، أو من رجل يعرفه، أن يزوجه بابنته، أو حتى بأخته، ويجلس الرجلان يتفقان على المهر! ثم يقبضه الأب أو الأخ، وتجد المرأة نفسها فجأة أنها ما عليها إلا الاستعداد للانتقال إلى بيت زوجها!
لقد حدد الله تعالى أن المهر حق للنساء: {وآتوا النساء صدقاتهن نحلة}، أي أن المهر فريضة للنساء، لا لآبائهن ولا لأزواجهن ولا لأي شخص آخر، والنحلة هذه واجب، أي أنه لا تُنكَح المرأة إلا بمهر واجب لها، ولا يجوز لأحد من المسلمين أن يتزوج امرأة إلا بمهر واجب (واجب لها هي لا لسواها)، ويضع الله تعالى شرطًا واحدًا لإنقاصهن هذا الحق: {فإن طِبْنَ لكم عن شيء منه نفسًا فكلوه هنيئًا مريئًا}، أما كيف يقبض الأب مهر ابنته ويزوجها، بأي دين وبأي منطق؟ ألا يغرس ذلك في نفوس النساء أنهن مملوكات في بيت أبيهن، وليس لهن شيء، إلا مبدأ (من بيت أبيها إلى بيت زوجها إلى القبر)، سواء برضاها أم بغير رضاها، أتقاضت مهرها أو سُجِّل لها من حقها، أم أخذه أبوها، كــ(صفقة بيع ابنته)، تحت مسمى (تزويجها)!!
وهذا ما كان يحصل في الجاهلية، أن يزوج الأب ابنته، ويزوج الأخ أخته، بل ويزوج الولد امرأة أبيه، وينال الرجال المهور لهم، ولا يعطون النساء منها شيئًا، فبأي منطق نرى أن هذا الأمر يتكرر في مجتمعاتنا الإسلامية؟!
إن الدين الإسلامي واضح، ولو كان ولي أمر الفتاة يعرف الخاطب ويثق بأمانته كل الثقة، فلا يجوز له أمام قاضي المحكمة الشرعية أن يشهد بأنه تسلَّم المهر، لثقته في أنه سيتسلَّمه حتمًا، ما دام لم يتسلَّمه فعلًا، ولكن، لدينا تفصيل بسيط هنا في هذه المسألة، هل يجوز لوالد الفتاة أن يأخذ (شيئًا) من مهرها، وفق شرط مسبق، أم لا يجوز له ذلك؟
الإمام الشافعي يرفض هذا الأمر نهائيًا، وبعض الفقهاء؛ كالإمام ابن حنبل؛ يرى أن والد الفتاة تحديدًا، إذا اشترط مهرًا معينًا على أن يكون له جزء منه، يجوز له ذلك، ونقرأ ذلك في كتاب المغني لابن قدامة المقدسي الحنبلي، مستشهدًا بذلك الأمر: (وجملة الأمر أنه يجوز لأبي المرأة أن يشترط شيئًا من صداق ابنته لنفسه، وبهذا قال إسحاق، وقد رُوِي عن مسروق أنه لما زوَّج ابنته اشترط لنفسه عشرة آلاف فجعلها في الحج والمساكين)، وهذا الشرط ليس من الأب على ابنته، بل من الأب على خاطب ابنته، غير أن الشافعي يرى أن هذا الشرط في كل أحواله شرط فاسد (لأن المهر لا يجب إلا لزوجة لأنه عوض بضعها)، وبالتالي إن وهبت المرأة نفسها شيئًا لأبيها من تلقاء نفسها، فلا مانع من أخذه إياه، ولكن بشرط ألا يحرجها، كما يفعل بعض الآباء، أو حتى الأمهات، بالكلام عن مدى صعوبة تجهيز ابنتهم بسبب الظروف المادية، أو كما نرى في بعض المجتمعات الإسلامية، مثل مصر، أو بعض مناطقها، حيث على أهل الفتاة أن يفرشوا بيت الزوجية بغرف النوم والصالون والأدوات الأساسية كالبراد والغسالة وفرن الغاز (البوتوجاز)... مهما كان الأمر، لا يجوز للأهل أخذ شيء من مهر البنت من غير رضاها الكامل، من دون أدنى إحراج لها.
وإن كان (اشتراط) الأب المسبق في أخذ جزء من مهر ابنته لنفسه، عليه الخلاف فيما بين العلماء، فما الحال؛ إذًا؛ بمن يأخذ مهرها بأكمله لنفسه؟! من قال إن البنت تُبَاع من قبل أبيها وتُشتَرى من قبل رجل يريد الزواج بها، وهي تخرج من بيت أبيها إلى بيت هذا الرجل، تجد أنها قد أصبحت (امرأته)، و(عليها خدمته)، كل ذلك، ولم يسألها أحد رأيها إن كانت تريده أم لا تريده، أو يعطيها حقها الذي أوجبه الله تعالى لها في المهر؟؟
إن المهر يدخل في باب الملكية الفردية والحقوق المادية التي لا ينبغي المساس بها للمرأة، وعدا ذلك يسمى الأمر بيعًا وشراءً للمرأة، سواء أرضينا بهذه التسمية أم لم نرضَ بها، فدين الله تعالى أعلى وأجل من آرائنا الشخصية، ثم إنني أتساءل: (ذلك الأب الذي يتفق مع رجل ما على تزويج ابنته، وبعد إخباره إياها بأنها ستتزوج، وبموعد زواجها، ويسألها رأيها "بعد ذلك"، لتقول له مستسلمة لرأيه "كما تريد"، فيترضى عنها، هل سأل نفسه، كيف يطلب رضا الله تعالى لابنته، وقد قام هو نفسه بإلزامها بأمر لا يرضى به رب العالمين)؟؟
و(مشكلة) المهر لا تتوقف هنا، بل إنها تتعدى ذلك إلى المبالغات في المهور، سواء أخذها الأب أم لا، فإنها؛ أي هذه المبالغات؛ تضع الشاب أمام مشكلة عدم القدرة على الزواج، فإذا ما فاض به الأمر ولم يعد يتحمل، نراه يلجأ إلى الاستدانة لتأمين المهور وليتزوج، وبالتالي تنقلب حياته إلى توتر قلق، ومهما حنا على امرأته وحاول أن يحوطها برعايته، فإنه ينظر إليها على أنها سبب شقائه وقلق راحته النفسية، بسبب ما تحمله من الديون، بل ربما يضيق ذرعًا بها وبطلباتها، حتى لو كانت طلبات عادية، أو ربما طلبات تحمله بعض العبء المادي الذي يقدر عليه، ربما غيرة من رفيقاتها اللواتي حصلن على أمر تود هي الحصول عليه، فإذ بزوجها يتأفف، معلنًا أنه ما يزال يعاني بسبب مهرها، وأنها لا تشبع! ترى، هل تشعر المرأة بالراحة هي الأخرى بسبب ذلك؟ ألا يمكن لها أن تنزعج من المهر ومن أبيها الذي أصر على مثل هذا المهر الخرافي؟ لماذا ما زلنا نظلم النساء، ونظلم الشباب قبلهن بهذه الأمور، ثم نجعلهما في حياة ملؤها التوتر والقلق، بل ربما لا يطيق الشاب امرأته، لكنه يخشى أن يطلقها، بسبب المهر الباهظ المتأخر الذي ينتظره؟؟ وماذا لو اعتمد طريقة مضايقة زوجته حتى تتنازل عن مهرها مقابل حريتها؟؟ ألا يحدث ذلك فعلًا؟!
وهذا الأمر يقودنا إلى أمر أشد صعوبة كذلك، فالمرأة التي تتعرض لمضايقات زوجها _ سواء بسبب هذا الأمر أم لأمر آخر _ وقد يكون الأخير يخرج لشرب الخمور ويرجع سكران إلى البيت، وقد يضرب امرأته، سواء أكان يسكر أم لا، قد يضربها فقط لأنه رجل، ولأنها (امرأته)، فماذا؛ يا ترى؛ يحصل إذا ما تركت المرأة زوجها وعادت تطلب الأمان في بيت أبيها؟؟
لا نريد تعميم الأمور، لكن في معظم الحالات، نجد الأب أو الأم يحتضنان ابنتهما، ولكن ليوم واحد، أو ربما لعدة أيام كأقصى ما يمكن أن تحلم به المرأة، ثم يعيدانها إلى بيت زوجها، وذلك لأن (المرأة بيتها بيت زوجها)، وتبدأ الأم هنا بإلقاء الأمثال فوق رأسها ابنتها بأن (الرجل في البيت رحمة حتى لو كان فحمة)! أو تصرخ في وجهها محتدة غاضبة: (أتريدين أن يقول الناس عنكِ إنكِ مطلقة)؟؟ وكأن طلاقها من رجل ظالم مستبد جريمة ترتكبها هي! وهنا تجد المرأة نفسها مضطرة إلى أن تحيا حياة الذل، إذ لا بديل لها عن ذلك سوى أن تنام في الشوارع مثلًا! بيت والدها لن يستقبلها إلا زائرة، أو باستراحة مؤقتة، فقط لا أكثر ولا أقل، ومصيرها؛ من بعد ذلك؛ بيت زوجها، حتى لو كان ظالِمًا إياها أشد الظلم! وأي ذل هذا، وأي ظلم تتحمله النساء، في مجتمعاتنا العربية والإسلامية، للأسف الشديد...
ولكن، ليست كل صور الزواج تنتهي بهذا الشكل المؤسف، فكما قدَّمنا، كثير من العائلات يفهمون دين الله عز وجل فهمًا صحيحًا، فلا يرغمون الفتاة على الزواج، ولكن لا يعني هذا نجاح الزواج دائمًا، فقد ينجح وقد لا ينجح...
ونرجع هنا إلى دور النساء السلبي، ولا أتحدث عن المتزوجات، بل أتحدث عن النساء اللواتي يقلبن حياة الزوجات جحيمًا... مما يدخل في باب ظلم النساء بنات جنسهن، وكأنه لا يكفيهن ما يتعرضن إليه من الرجال!
تابعوا معنا
Jomoon
14-2-2018, 01:58 AM
ما شاء الله كالعادة دراسة جميلة،
الحال مؤلم والسؤال هل مازال هناك مثل هذه التصرفات؟!،
لا يفهموا أن المسألة ليست جبراً،
ومن ثم تعود بعدها لهم منكسرة تحمل هماً جديداً
وربما طفلاً معها،
لذا الوفاق والقبول شرطاً أساسياً،
يحسبونها سلعة تباع وتشترى
الحمدلله فقط
فلا فضل لهم ولا منة
بارك ربي بك،
أحسنت الكلام والتقديم،
أسلوب مذهل حقيقة ما شاء الله تبارك الرحمن،
زادك ربي من فضله
مازلنا بشوق للمزيد،
استمر
في حفظ المولى،،
~
أ. عمر
15-2-2018, 08:28 PM
ما شاء الله كالعادة دراسة جميلة،
الحال مؤلم والسؤال هل مازال هناك مثل هذه التصرفات؟!،
لا يفهموا أن المسألة ليست جبراً،
ومن ثم تعود بعدها لهم منكسرة تحمل هماً جديداً
وربما طفلاً معها،
لذا الوفاق والقبول شرطاً أساسياً،
يحسبونها سلعة تباع وتشترى
الحمدلله فقط
فلا فضل لهم ولا منة
بارك ربي بك،
أحسنت الكلام والتقديم،
أسلوب مذهل حقيقة ما شاء الله تبارك الرحمن،
زادك ربي من فضله
مازلنا بشوق للمزيد،
استمر
في حفظ المولى،،
~
هذه التصرفات أظنها تكاد تختفي
هي أقل مما كانت ربما في عصور سبقت
ولكنها ما تزال موجودة في بعض المناطق والعائلات فعلًا
الحمد لله أننا لا نشهدها في بيئتنا التي نعيش فيها
ولكن ما يزال الظلم يلحق النساء في بعض المناطق
بتزويجهن من دون رضاهن وقبض مهورهن وما إلى ذلك
حفظكِ الله تعالى من كل سوء أختي الكريمة
وسأتابع بإذن الله تعالى فما يزال لدي المزيد في هذه الدراسة
متابعتكِ تشرفني، بارك الله بكِ ولكِ
ضوء الخيال
18-2-2018, 05:13 AM
مقالة جميلة حبيتها صدق تحكي واقع مرير ونعيشه !
وفقك الله استاذ عمر في الطرح ..
متابعه بصمت ~
أ. عمر
18-2-2018, 10:46 PM
مقالة جميلة حبيتها صدق تحكي واقع مرير ونعيشه !
وفقك الله استاذ عمر في الطرح ..
متابعه بصمت ~
بارك الله بكم أختي الكريمة
وشكرًا لدعائكِ الطيب
وبإذن الله تعالى، سأتابع قريبًا حينما يخف ضغط العمل عني
أ. عمر
24-2-2018, 01:15 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحلقة الثامنة
يظن بعض النساء أن زواجهن هو غاية المنى، ومنتهى السعادة والفرحة، وبغض النظر عن وجود حالات عنف زوجية، من قبل الرجال، بحق نسائهم، وسنوردها لاحقًا، إلا أن المرأة نفسها قد تعاني معاناة قاسية من بنات جنسها، و(نسوان) عائلتها وعائلة زوجها.
ففي بعض البيئات، تنطلق النساء إلى بيت قريبتهن التي تزوجت، أو بيت قريبهن الذي تزوج، وفي الحالتين النساء قادمات للمباركة (ظاهريًا) للزوجين، وللتفتيش (عمليًا) في ما يُسمِّينه (جهاز العروس)، وهكذا تجد الفتاة المسكينة نفسها تفتح خزانتها أمام هؤلاء النساء، اللواتي ينظرن إلى كل قطعة لباس تمتلكها هذه المسكينة، وتبدأ النساء بالإمساك بالملابس، واحدًا تلو الآخر، وتحسس الأقمشة، والاستجوابات حول كل لباس، من أين اشترته العروس؟ إذًا، من اشتراه لكِ؟ كم ثمنه؟ آآآآه!! مبارك يا حبيبتي!
وتتضمن هذه الكلمات معاني الإعجاب، أو السخرية، أو الشفقة، وكل ذلك تدركه المرأة بفطرتها، ومن خلال نظرات جيش التفتيش هذا، ولا يخفى علينا أن المرأة تحب أن تتزين لزوجها وأن تظهر أمامه بأفضل منظر وأجمل لباس، وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا نظر إليها سَرَّتْه)، ولكم يبدو مهينًا لها، وقاسيًا عليها، أن ينظر أحد إلى الملابس التي تمتلكها، والتي تعتبرها من أجمل مقومات زينتها، وأبرز مقومات جمالها، بنظرات تخلو من التقدير والاحترام، ولا يجيد فعل هذا أحد أكثر من النساء، لتتحمل النساء من ظلم بعضهن بعضًا ما لا يتحمله أحد!
ولو أن الأمر يقتصر على هذا، لكان هينًا، رغم آثاره السلبية، ورغم أن المرأة قد لا تطيق ارتداء لباس ما إن لحظت استخفاف النساء الأخريات به، خوفًا ألا تبدو جميلة، بل ربما تكون مترددة لا تثق بنفسها، مهما كان لباسها أمام زوجها، وكل ذلك يؤثر في نفسيتها، ولكننا ما زلنا نراه هينًا إزاء أمور ثلاثة أخرى لا تقل سوءًا عن هذا الأمر، ولا يقوم بهذه الأمور سوى النساء أنفسهن، وكأن من واجبهن تحويل حياة بعضهن جحيمًا لا يُحتَمَل!
وهل هناك أسوأ من تلك المقارنات الحمقاء التي تجريها بعض النساء، بين حياة فلانة مع زوجها، وحياة علانة مع زوجها، وكيف يتصرف زوج هذه معها، وما المقومات والمميزات الرائعة التي يندر وجودها في الرجال، ولكن الرجل الفلاني يحققها لامرأته؟!
والمصيبة أن هذه المقارنات تكون علنية، تلقيها بعض النساء على مسامع المرأة المتزوجة، بمناسبة ومن دون مناسبة، ما يتسبب في شعور المتزوجة بالضيق من حياتها ومن زوجها، إذ إن جمع النساء السعيد هذا قد لعب على وتر الغيرة الحساس لديها، وكم تسببت مثل هذه المقارنات بخراب البيوت، ووصلت بالزوجين إلى الطلاق، أو عكرت صفو حياتهما تعكيرًا شديدًا، وحولت الحياة بينهما من الهدوء والسكينة إلى القلق والتوتر، والتفكير الدائم من الرجل، بل من المرأة قبله، بمدى الخطأ الذي وقعت به إذ لم تنتظر أن يكون نصيبها على رجل آخر، وهي لا تكاد تدرك أن زوجها الذي يُنفِق عليها من سَعَته، قد ضاق صدره بحياته معها، إذ يفتقد في حياته الزوجية الإحساس بالأمان والسكينة، فلا تعود المرأة تفكر أو تتذكر قول ربها: {ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجًا لتسكنوا إليها}، بل لا تفكر إلا بطلباتها، وما ينقصها، وما ينقص بيتها، مما تمتلكه الأخريات، ما يعني أن أزواج الأخريات يدللنهن أكثر مما يفعل زوجها، وكل هذا مما يدخل في باب ظلم النساءِ النساءَ، ولا نعرف السبب الذي يدفع بالنساء إلى ارتكاب مثل هذا الفعل، بل وربما يظن بعضهن أنهنَّ يحسنَّ بذلك صنعًا!
والأسوأ من هذا، متابعة (الصنيع الحسن) وفق مفهوم بعض هؤلاء النساء، وإدخال المرأة المتزوجة في نار الشك غير المبرر، بتصويرهن زوجها على أنه صاحب (الأعين الزائغة)، فتعيش المرأة يومها قلقة هل زوجها ينظر إلى امرأة غيرها في مجال عمله أو طريقه، ويفسد نومها ويضطرب، وهي تظن أن زوجها يفكر في (حبيبته) الوهمية هذه، وهذا يدفع بالمرأة إلى استقبال زوجها بالأسئلة المتلاحقة والشكوك المتواصلة، والأخير قادم إلى بيته ليأكل ويرتاح، فتعكر امرأته عليه الأمرين، لتترك في نفسه شعورًا بالانزعاج الشديد، إذ يشعر بالجوع، أو بتكدير نومه، فيمتلئ صدره حقدًا على امرأته، والأخيرة تظن أنها تحفظ حياتها الزوجية بهذه الحركات!
وقد تؤدي بذور الشكوك التي غرستها النساء في نفس المرأة المتزوجة، إلى إهمال الأخيرة زينتها ولباسها أمام زوجها، إذ لا هَمَّ لها سوى التأكد أن زوجها لن يتزوج عليها، والأخير ينظر إلى امرأته، ويتمنى أن ترجع جميلة في عينيه كما كان يراها بادئ الأمر، وقد يزين له الشيطان، بل إنه من المؤكد حصول هذا الأمر، أن أي امرأة سوى امرأته هي امرأة جميلة ورائعة، وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم النساء من ذلك الأمر، موجهًا إليهن النصيحة بأسلوب غير مباشر، إذ توجَّه بكلامه إلى الرجال: (فإذا رأى أحدكم امرأة أعجبته فليأت أهله ، فإن ذلك يرد ما في نفسه) بل قد تقع في قلب الرجل، فيهواها، بمجرد النظرة! وأخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم بذلك: (إذا أحدكم أعجبته المرأة، فوقعت في قلبه، فليعمد إلى امرأته فليواقعها، فإن ذلك يرد ما في نفسه).
وإذًا يأتي هذا الرجل إلى منزله، يريد امرأته، فتستقبله بأبشع منظر ممكن، ولا نتحدث عن المظهر الخارجي فحسب، بل قد يكون مقبولًا، لكنها تستقبله بالاستجوابات والشكوك من ناحية، ليخف شوقه إليها، ومن ناحية أخرى حتى لو كان مظهرها الخارجي مقبولًا، فقد يكون مكررًا دائمًا، ولا تهتم لنفسه بأن ترتدي له ما يعجبه، ومن البديهي أن الرجل المتزوج يُعجَب بامرأته في مظاهر أكثر من سواها، ومع غياب هذين الأمرين، السكن والطمأنينة، و(إن نظر إليها سَرَّته)، يجعل الرجل أنه يكره امرأته هذه، وقد يهون عليه النظر إلى أي امرأة كانت، وما ذلك إلا بسبب ما تركته النساء في نفوس بنات جنسهن، ممن يفتقرن إلى الخبرة والوعي والحكمة، لتجد المرأة نفسها أمام رجل يجافيها، ولا يكاد يطيقها، بل وربما يهملها ليتزوج بغيرها، فتعتبر المرأة أن زوجها قد ظلمها، ولا تكاد تدرك أن من ظلم زوجها، وظلمها قبل زوجها، هنَّ بنات جنسها هؤلاء، وما السبب في ذلك إلا ليحاولن الظهور بمظهر الناصحات المشفقات، للأسف الشديد.
والأمر الثالث، وهو من الأمور المؤذية جدًا للمرأة ونفسيتها، تدخل النساء في أدق خصوصياتها، خاصة مسألة الحبل، والسؤال المعتاد المتكرر (هل حبلتِ؟ لا، لماذا)؟ وكأنه يمكن لها؛ أو لغيرها؛ أن تعلم فعلًا لماذا لم تحبل بعد! والمقارنات الغبية هنا، (فلانة حبلت وأنتِ لا)، و(فلانة تزوجت بعدكِ بثلاثة شهور، وحبلت من زمن، والآن هي في شهرها السابع)، وما إلى ذلك الكلام الذي يدمر المرأة تدميرًا، خاصة حينما يتمُّ إنهاؤه بكلام الشفقة (لا تحزني، ستحبلين إن شاء الله)! والمرأة تتقلى غيظًا لما تسمع، وتتزلزل ثقتها بنفسها كلما مر شهر، وهي لما تحبل بعد، وهذا أمر طبيعي فعلًا، وتلحظه لغتنا العربية، في تسمية الأنثى، فالمرأة لا تُعتَبر (أنثى) مكتملة الأنوثة، ما لم تحبل وتلد، و(تبدع) النساء هنا، عبر (نصيحتهن الذهبية) للمتزوجة، أن (احبلي بسرعة، وإلا سيتزوج عليكِ)، وقد تؤدي هذه الأمور بالنساء إلى اللجوء إلى السحرة والمشعوذين والدجالين، من دون علم بحرمانية الذهاب إلى أمثال هؤلاء، حتى لو تَزَيَّوا بزي الدين، وادعوا التقى وأن لسانهم لا يَنْفَكُّ عن ذكر الله تعالى دومًا.
والسؤال الذي نسأله هنا: لماذا تفعل بعض النساء هذه الأمور ببنات جنسهن؟ ترى هل يرجع ذلك لأنهن مررن بهذه الظروف قبل الآن، وشعرْنَ بهذه الآلام النفسية القاسية، فأردْنَ أن يعاني غيرهن مثل ذلك، ليزول الإحساس بالظلم من قبل النساء اللواتي مررْنَ بهذه الحالات من قبل، عبر نقلهن إياه إلى الأخريات من بعدهن؟!
والمستفز للمرأة المتزوجة أن الأمر لا ينتهي هنا، فحين تحبل، بل من قبل أن تحبل، تدعو لها النساء بأن يكون مولودها هو (الصبي)، وذلك لــ(يفرح) زوجها، وتدريجيًا تشعر المرأة أنها إن حبلت ببنت، فإنها ترتكب خطأ فادحًا بحق زوجها، وبحق نفسها! ولئن كان كثير من الرجال يفضلون أن يأتيهم الصبي أكثر مما يفضلون البنت، فإن المستنكر في الأمر، أن تتمنى النساء لبعضهن الذرية بالصبيان، مع الضيق الشديد واستنكار فكرة أن تحبل هذه المرأة اللواتي (يتكرمْنَ عليها بأدعيتهن) بالبنت، فتحيا المرأة المتزوجة حياة الخوف أن لا تحبل، والخوف أن تحبل بالبنت؛ وذلك من قبل أن تحبل، والخوف من أن يكون جنينها بنتًا، وذلك بعد حبلها!
أما (الضرة) فهي مجال طيب للنساء، لزيادة الجحيم الذي تعيشه المرأة المتزوجة، والتي تزوج زوجها عليها، وقد يكون هذا الزوج تزوج لافتقاره إلى السكينة والطمأنينة كما أشرنا، أو لأن امرأته لا تهتم بأن تبدو جميلة أمام ناظريه، وقد يكون ذلك لأسباب أخرى، إلا أن موكب النساء، بمساعيهن الخيرة، لا يؤدي دوره في تهدئة نفس المرأة الأولى، والتي وجدت منافسة لها في قلب زوجها، بل بأسئلة تزيد الأمر سوءًا، والنار اشتعالًا: (من تزوج؟ فلانة؟ معقول؟ ما الذي رآه فيها؟ إنكِ أجمل منها بألف مرة ومرة، يبدو أن زوجكِ قصير النظر)! والأسوأ من ذلك تلك (الحكمة) الخالدة: (يبدو أنها قد ضحكَتْ عليه)، ما يوغر صدر المرأة على زوجها، وتعتبره إما زائغ العينين، وإما (أحمق) خدعته أول امرأة رآها بعد امرأته، وبدلًا من أن تفهم المرأة أن للرجل حق الزواج بأربع نساء لحكمة من الله تعالى، وأن عليه تحقيق العدل بينهن بقدر الإمكان، تتكلم النساء معها بمثل تلك الكلمات، لتفهم أن زوجها لا يحبها، أو لا يقدر (معروفها) واهتمامها به (كأن قيامها بواجبها معروف تتكرم به على زوجها)، ولا يعني هذا انتهاء الحياة الزوجية، بل إنها تستمر، ولكن بكثير من الضيق النفسي للمرأة الأولى، ومهما كانت امرأة أصيلة لا تقصر في حق زوجها وبيتها، إلا أن فكرة وجود الضرة، وجود (الأنثى الثانية) في حياتها، لن تكون تلك الفكرة المستساغة لها، ولئن كان هذا الأمر طبيعيًا لوجود الغيرة الفطرية في نفس المرأة، إلا أنه من المؤذي لها أشد الأذى، أن يأتي من يملأ نفسها وقلبها حقدًا على زوجها وامرأته الثانية، كما يفعل كثير من النساء، ربما من دون وعي منهن بخطورة ما يقمْنَ به إذ يتكلمن بمثل هذه الكلمات مع المرأة المتزوجة، ولعل إحداهن تظن أنها؛ بكلامها هذا؛ تطيب خاطر المرأة، وتخفف عنها حزنها لأن زوجها تزوج عليها!
وقد يبدو كل ما سبق بسيطًا إزاء مسألة تعرض المرأة للضرب من زوجها، بسبب أو بدون سبب، فمن الرجال من يعتبر أن من حقه الطبيعي أن يضرب امرأته، لأنها امرأته! ومنهم من يحيل حياة المرأة جحيمًا مستمرًا بسبب هذا الأمر، وهذه العادة لم تندثر مع السنين، ولم تختفي من المجتمعات الإسلامية، رغم كل وصايا الإسلام بالمرأة، ففي دراسة حديثة، تم إجراؤها عام 2017، من قبل حملة (برومونودو) للمساواة، أن هناك في مجتمعاتنا، من ينظر إلى المرأة نظرة دونية، وأن غالبية الرجال؛ في مصر؛ يرون أن القرار النهائي بالمنزل ينبغي أن يكون للرجل، مع موافقة نسبة لا بأس بها من النساء، هذا الرأي، ولستُ بصدد مناقشة هذا الرأي وصحته أو خطئه، فقد قضى الله تعالى في هذا الأمر بحكم واضح: {الرجال قوامون على النساء}، ولكننا نتحدث أن نصف الرجال المشاركين بالاستطلاع، اتفقوا على أن المرأة تُضرَب في بعض الأوقات، والغريب أن ثلث النساء المشاركات بالاستطلاع، وافقْنَ على مبدأ ضربهن من الرجال، في حالات معينة!
وقبل هذه الدراسة بسنوات قليلة، وتحديدًا في العام 2014، أعلن المجلس الوطني لشؤون الأسرة الأردني، في دراسة أصدرها، أن 86% من حالات العنف الأسري، تتمثل في العنف الجسدي، أي ضرب الرجل امرأته، إضافة إلى الشتائم والإهانات وتحقيرها، وكذلك حرمانها المال.
كما كشفت الإحصائيات في المغرب، أن المرأة منذ بلوغها 18 سنة تصبح عرضة للعنف الجسدي، وأن أكثر من نصف النساء المتزوجات يتعرضن للضرب من أزواجهن، وفي تونس تبلغ نسبة العنف ضد النساء حوالي 47%، وغالبية هذه الحالات في الأرياف التونسية، أما في لبنان، فحالات العنف هذه تؤدي إلى الموت، فأكثر من 12 امرأة يُقْتَلْنَ على أيدي أزواجهن سنويًا، ورغم إقرار قانون حماية (أفراد الأسرة) من العنف، إلا أن الأمر لم يتوقف، والقانون لم يتمَّ تقبله من الجميع، بل طالب بعض الجهات أن يتم تعديل القانون ليشمل حماية (النساء) فحسب من هذا العنف.
ولكن، هناك عنف آخر نلحظه في المحاكم الشرعية نفسها...
وعنف آخر وأخير، نلحظه في ما ترتكبه المرأة من الخطأ الفادح بحق نفسها أحيانًا...
تابعوا معنا.
وبسبب المشاكل التقنية المتكررة في اللابتوب، اضطررتُ إلى هذا التأخير المطول
سأحاول متابعة الدراسة في الغد، بإذن الله تعالى.
همسة روح
3-3-2018, 02:46 AM
بارك الله فيك ولي عودة للقراءة بتأن
بدر آلزمـآن
3-3-2018, 11:28 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,
دراستك مثيرة للإهتمام رغم إني أختلف كثيرًا معها,
لكن ما استوقفني فعلًا حديثك عن الانتحار,
ولا نبيح الانتحار أو نبرره، بل هو ضعف إيمان واضح،
ظننتك أكثر وعيًا من أن تصفه بضعف إيمان فالانتحار له أسباب ومبررات كثيرة ومتشعبة ومن غير الصائب نعته بهذا الوصف.
في أمان الله وحفظه.
بارك الله فيك ولي عودة للقراءة بتأن
وبارك فيكم ولكم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,
دراستك مثيرة للإهتمام رغم إني أختلف كثيرًا معها,
لكن ما استوقفني فعلًا حديثك عن الانتحار,
ظننتك أكثر وعيًا من أن تصفه بضعف إيمان فالانتحار له أسباب ومبررات كثيرة ومتشعبة ومن غير الصائب نعته بهذا الوصف.
في أمان الله وحفظه.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أهلًا بكِ أختي الكريمة
أعلم أن الانتحار له أسباب ومبررات كثيرة ومتشعبة... وفي ديننا المنتحر في جهنم، فماذا نسمي انتحاره إذًا؟؟ قوة إيمان؟؟ المنتحر؛ مهما كانت أسبابه؛ في لحظة انتحاره هو في لحظة ضعف شديدة ويأس أشد من وجود أي حل، وهو يذهب بنفسه إلى جهنم، فهل أسمي هذا قوة إيمان، أم ماذا؟؟
حفظكم الله تعالى من كل سوء
متابعٌ للدراسة، مستمعٌ بقراءتها، وقد تمنيتُ لو أنها لم تعرض للمسائل الفقهية.
وأما مسألة مصافحة النساء فليست مما يُشك في حرمتها أو يُئول فيها، ودونك بعض الأثار الصحيحة عن عائشة رضي الله عنها:
عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت : " كانت المؤمنات إذا هاجرن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يُمتحنَّ بقول الله عز وجل : ( يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك على أن لا يشركن بالله شيئا ولا يسرقن ولا يزنين ) الممتحنة / 12 ، قالت عائشة : فمن أقر بهذا من المؤمنات فقد أقر بالمحنة ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أقررن بذلك من قولهن قال لهن رسول الله صلى الله عليه وسلم : انطلقن فقد بايعتكن ، ولا والله ما مست يد رسول الله صلى الله عليه وسلم يدَ امرأةٍ قط غير أنه يبايعهن بالكلام ، قالت عائشة : والله ما أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم على النساء قط إلا بما أمره الله تعالى وما مست كف رسول الله صلى الله عليه وسلم كف امرأة قط وكان يقول لهن إذا أخذ عليهن قد بايعتكن كلاما " .
رواه مسلم ( 1866 ) .
وعن عروة أن عائشة أخبرته عن بيعة النساء قالت : " ما مس رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده امرأة قط إلا أن يأخذ عليها فإذا أخذ عليها فأعطته ، قال : اذهبي فقد بايعتك " .
رواه مسلم ( 1866 ) .
أو إن رغبت بتفصيل ٍشافٍ ، وكلام الأئمة الأربعة في ذلك، فهذا جوابٌ على موقع الإسلام سؤال وجواب ((اضغط هنا (https://islamqa.info/ar/21183))).
أولًا: متابعتك شرف لي أخي الغالي
ثانيًا: عرضتُ للمسائل الفقهية لوجود بعض البيئات في مجتمعاتنا، سمعنا الكثير عنها وخالطنا بعضها، يرغمن البنات
على الزواج، والآباء يأخذون المهور لأنفسهم ويخبرون بناتهم بأن الزواج يوم كذا أو كذا، وكأنها عملية بيع!
ثالثًا: لم أحلل مصافحة النساء إطلاقًا، بل عرضتُ للمذاهب الفقهية الأربعة، ولم أجد أحدًا فيهم يحلل المصافحة، إلا مصافحة العجوز، وبعضهم لم يستحبها كذلك، أما السؤال الذي طرحته حول هذا الأمر، فما طرحته إلا انطلاقًا من قول ابن عباس رضي الله تعالى عنه حول حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه...
أما في رأيي في أي مسألة فقهية كانت، فمرجعي هو أئمة المذاهب الأربعة المعتمدة لدينا دون سواهم... وإن سمعت أن بعض تلاميذ المالكية قسموا المصافحة أربعة أقسام، فحرموا ثلاثة وأباحوا واحدًا، ولكني أبحث عن مرجع واضح ثابت لهذا الكلام، ولم أجده بعد...
أعلم أنني تأخرت أكثر مما ينبغي في المتابعة
ولكنها ظروف تقنية في اللابتوب (الجديد) الذي وصل إلى مرحلة الجنون بالأمس، ولم يفلح معه أي علاج حتى الآن في مركز الصيانة
النتيجة أنني اشتريت جهازًا آخر، وانتهيت من وقت قليل من تهيئته، وانتظرت حتى أصبح النت سريعًا بعض الشيء (السرعة 2_3كيلو بايت في الثانية)!
ولا أستطيع طباعة الحلقة بملف وورد ثم نقلها إلى هنا، فقد جربت ذلك من قبل، وكانت النتيجة التصاق الكلمات ببعضها
سأحاول؛ ما أمكنني ذلك؛ إعداد حلقة أخرى في الغد، إن شاء الله تعالى، وأدعوه بأن يسدد قلمنا في ما نكتب.
بدر آلزمـآن
9-3-2018, 09:06 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أهلًا بكِ أختي الكريمة
أعلم أن الانتحار له أسباب ومبررات كثيرة ومتشعبة... وفي ديننا المنتحر في جهنم، فماذا نسمي انتحاره إذًا؟؟ قوة إيمان؟؟ المنتحر؛ مهما كانت أسبابه؛ في لحظة انتحاره هو في لحظة ضعف شديدة ويأس أشد من وجود أي حل، وهو يذهب بنفسه إلى جهنم، فهل أسمي هذا قوة إيمان، أم ماذا؟؟
حفظكم الله تعالى من كل سوء
هل تظن الإنسان يكون بكامل قواه العقلية لما يُقدم على الانتحار؟
هل مافيه ولو احتمال بأن يكون هذا الإنسان مرفوع عنه القلم, حاله حال الطفل أو المجنون؟
شهدت في حياتي شخصين اقدموا على الانتحار, الأول كان مصاب باكتئاب مزمن ويتعرض لنوبات شديدة,
والآخر نتيجة ضغط نفسي شديد, والاثنين يشهد عليهم معارفهم بإنهم فقدوا صوابهم ورشدهم.
لذا ياأخي القضية ليست دائمًا مقتصرة على قوة أو ضعف الإيمان والله وحده علّام الغيوب,
وإن شاء الله يكفينا شر هذه الأمراض, في حفظ الرحمن.
هل تظن الإنسان يكون بكامل قواه العقلية لما يُقدم على الانتحار؟
هل مافيه ولو احتمال بأن يكون هذا الإنسان مرفوع عنه القلم, حاله حال الطفل أو المجنون؟
شهدت في حياتي شخصين اقدموا على الانتحار, الأول كان مصاب باكتئاب مزمن ويتعرض لنوبات شديدة,
والآخر نتيجة ضغط نفسي شديد, والاثنين يشهد عليهم معارفهم بإنهم فقدوا صوابهم ورشدهم.
لذا ياأخي القضية ليست دائمًا مقتصرة على قوة أو ضعف الإيمان والله وحده علّام الغيوب,
وإن شاء الله يكفينا شر هذه الأمراض, في حفظ الرحمن.
أنا أتحدث عن العاقل الذي ينتحر بسبب حالة كآبة أو يأس
ويكون بذلك قد ضمن مكانه في الجحيم لا سمح الله
هذا من أقصده بضعف الإيمان
أما المجنون فاقد الصواب والرشد، فالله تعالى لا يحاسبه على أمر قد لا يدرك حتى أنه قد فعله
فهو تعالى أرحم الراحمين وأعدل العادلين
حفظكم الله تعالى من كل سوء
أ. عمر
10-3-2018, 02:31 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحلقة التاسعة والأخيرة
لقد أمرنا الدين الحنيف بحسن معاملة النساء، ومنع تحكم الرجال بهن، نعم؛ للرجل القوامة، وللزوج الأمر، وعلى امرأته الطاعة، إلا في ما يغضب الله تعالى طبعًا، وللرجل حق تأديب امرأته إن عصت أمره، ولكن لا يجوز له ضربها من دون سبب، أو لأنه يريد أن يفرغ غضبه وعصبيته بها.
وهذا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، موصيًا بالنساء والرفق بهن (لا تضربوا إماء الله)، وإذ ذَئِرَت نساء الأنصار على أزواجهن _ أي خرجْنَ عن طاعتهم _ أباح النبي صلى الله عليه وسلم للرجال ضربهن، فأتى نساء كثير يشتكين أزواجهن، لأنهم ضربوهن، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (لقد أطاف بآل بيت محمد نساء كثير يشكون أزواجهن، ليس أولئك بخياركم)، أي أنه؛ رغم إباحة الضرب لمثل تلك الحالات، ورغم خروج النساء عن طاعة أزواجهن، اعتبر الرحمة المهداة صلى الله عليه وسلم أن الرجال الذين ضربوا نساءهم ليسوا بخيار الناس، بسبب ضربهم النساء.
ولا يعني ذلك أن هذا يُنقِص إيمانهم أو صفاتهم الحسنة، وهم صحابة النبي صلى الله عليه وسلم، ولكنه يعني؛ والله تعالى أعلم؛ أن هذا الفعل يُبعِد صاحبه عن الكمال أكثر، وأن الأكثر كمالًا، والأفضل خلقًا أن يكون خلوقًا مع امرأته صبورًا على أخطائها، يحتضنها ويوجهها بكل الحب والرعاية والترفق بها.
ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم القدوة الحسنة، وهذا أنس بن مالك يخبرنا أن النبي صلى الله عليه وسلم، ما ضرب بيده لا امرأة ولا خادمًا، ولا غير ذلك إلا أن يضرب في سبيل الله.
والضرب له ضوابطه، ويجب أن يُسبَق بالوعظ أولًا، ثم الهجر في الفراش ثانيًا، والحل الأخير هو الضرب، كما بَيَّن الله تعالى ذلك: {واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن}، والضرب لا يكون مبرحًا، مهما كان خطأ المرأة أو نشوزها على زوجها.فالنبي -صلى الله عليه وسلم- كان هديه أكمل الهدي، ولكنه يرخص للرجل أن يضرب المرأة إذا تعذر تأديبها بالوعظ ثم بالهجر، فعندئذ يلجأ إلى الضرب بالضوابط التي ذكرناها فيما سبق، وزيادة في الإفادة نتوقف عند آراء فقهائنا الأربعة في هذه المسألة.
يرى الأحناف أن النشوز يحصل إذا خرجت المرأة من البيت، من دون إذن زوجها، والمالكية قالوا إن النشوز يحصل بذلك، كما يحصل إذا تركت الفرائض، أو منعت زوجها حقه الشرعي في الاستمتاع بها، ولم ير الشافعية أن ترك الفرائض من النشوز، بل حصروا الأمر بالخروج من المنزل، وبمنعها زوجها حقه فيها، والحنابلة رأوا أن النشوز هو معصية المرأة زوجها في واجباتها نحوه، وكذلك اختلال أدبها في حقه، كأن تتململ مثلًا أو تظهر علامات الكره والتذمر إذا دعاها إلى المعاشرة الزوجية، فهذا يدخل في باب النشوز، مثله مثل لو أنها امتنعت عن تلبيته إذا ما دعاها.
وقد يكون من الغريب ما نراه لدى بعض المتأخرين من المتحمسين، الذين يسارعون بنشر كلام يناقض هذا الأمر، ويلغي مشروعية الضرب؛ وفق الحالات المحددة والضوابط المعروفة؛ فنرى من ينشر منشورات على غرار: "هل يبيح الإسلام للرجال ضرب نسائهم؟ لا! والدليل أن الضرب في اللغة يعني الابتعاد، وبالتالي: (واضربوهن) تعني (وابتعدوا عنهنَّ)"!
هذا الكلام قد يسيء للدين، بدلًا من أن يجمِّل صورته، والدين لا يحتاج إلى من يجمِّله أساسًا، فهو دين الله تعالى، أحكم الحاكمين وأرحم الراحمين، ولكن في نظر من يظن أن القرآن يدعو إلى ضرب المرأة، وبالتالي رأى منفذًا في معنى لغوي، يناقض الحديث الصحيح، حين رخص النبي صلى الله عليه وسلم للرجال بضرب نسائهم، وأتى النساء للشكوى بسبب ذلك، فهل كان كل أولئك الرجال، والنساء، على حد سواء، لا يعرفون معنى (ضرب)، وعلمها هؤلاء المتأخرون فجأة؟!
أجل، في لغتنا العربية، ما يقارب الخمسة والعشرين معنًى لكلمة (ضرب)! ولكن نحن نعلم المعنى من خلال سياق الكلام، فإذ نقول؛ مثلًا: (ضَرَب الجرح) أي أنه (أوجَعَ)، وإذ نقول: (ضَرَبَ في الماء) أي أنه (سَبَحَ في الماء)، ولا يجوز وضع معنى هذه الجملة لتلك، أو العكس، ولو أتانا من يقول إن ضرب بمعنى سبح، وبالتالي ضرب الجرح، أي سبح الجرح، لنظرنا إليه مستنكرين هذا التفسير، والأمر ذاته بالنسبة إلى الآية الكريمة: {فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن}، لو أردنا حقًا أن نأخذ الضرب بمعنى الابتعاد هنا، فما الفارق؛ في هذه الحالة؛ بين هجرهن في المضاجع، والابتعاد عنهن يا ترى؟؟
كلمة (ضَرَبَ في الأرض) أي أوغَلَ فيها وابتعد، ولا يستقيم هذا التفسير اللغوي إطلاقًا مع سياق توالي الأوامر من الله عز وجل: (فعظوهن) (واهجروهن) و(اضربوهن)، بل إن الضرب في الآية بمعنى الضرب الذي نعرفه في كلامنا المعتاد، والنبي صلى الله عليه وسلم يوضح ذلك، في حديثه في حجة الوداع: (اتقوا الله في النساء فإنكم أخذتموهن بأمان الله، واستحللتم فروجهن بكلمة الله، ولكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحدًا تكرهونه، فإن فعلْنَ ذلك فاضربوهن ضربًا غير مبرَّحٍ، ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف)، وفي الحديث النبوي كذلك: (إن لكم عليهن ألا يوطئن فرشكم أحدًا تكرهونه، فإن فعلن فاضربوهن ضربًا غير مبرح)، فمن أين أتى هؤلاء بأن الضرب الذي ذكره الله تعالى في هذه الآية، يعني الابتعاد؟؟
ديننا ليس بحاجة إلى من يدافع عنه بهذه الوسائل الغريبة، وإلا كان في دفاعه هذا إساءة للدين، لأن الأمر واضح أمام أي إنسان يقرأ الأحاديث النبوية، ويدرك ما هي اللغة العربية، ثم لو أنهم أرادوا القول إن هناك فارقًا بين (واهجروهن) و(اضربوهن)، بأن الهجر محدد في المضاجع، بينما الضرب، أي ابتعدوا عنهن خارج المنزل، أو خارج هذه المضاجع، فإننا نسألهم كيف يفسرون كلام النبي صلى الله عليه وسلم، إذ سأله معاوية بن حَيدَة القشيري: ما حق زوجة أحدنا عليه؟ قال (أن تطعمها إذا طعمت وتكسوها إذا اكتسيتَ أو اكتسبْتَ، ولا تضربِ الوجهَ، ولا تقبِّح ولا تهجر إلا في البيت)، فهل لهم من وجه هنا لتفسير الضرب بالابتعاد؟؟
لم يظلم الإسلام المرأة، بل كرَّمها كل التكريم، والله تعالى وضع في طبيعتها أمورًا تختلف عن التي وضعها في طبيعة الرجل، وذلك لتنتظم الحياة ومسيرتها وحركتها، فالمرأة في طبعها الحنان الدافق، فتحبل بالأطفال، ويسعدها ذلك على ما فيه من المشاق، وتلد مكابدة الآلام الكبرى، وتسأل عن وليدها هل هو بخير، وهي في قمة آلامها، تستطيع أن تلاعب صغيرها ساعات وساعات، ولا يكاد الرجل يطيق ذلك أكثر من دقائق قليلة، بينما يطيق الرجل السعي والكد في الأرض، لتحصيل الرزق، وكما أن السفينة لا بد لها من قائد واحد، فكذلك نحن، وضع الله تعالى القيادة للرجال، ومن السخف بمكان أن تطالب النساء بأخذ هذه القيادة بحجة المساواة، إذ إن العاطفة تغلب عليهن أكثر من صوت التعقل، بينما قد يستطيع الرجال التغلب من العاطفة أحيانًا لتغليب صوت العقل، وحتى لو شهدنا بعض الحالات المعاكسة، فتلك حالات خرجت عن الأصل، وليست هي بالأصل لنقول إن هناك نساء يحكمِّن العقل ولا تهمهن العواطف مثلًا، وبكل الأحوال يجب أن لا ننسى أن الله تعالى هو من حدَّد مسيرة الحياة، وكل فلسفات المتفلسفين لن تبلغ حكمة رب العالمين، ولا مقدار شيء فيها، والله يقول: {وللرجال عليهن درجة}، {الرجال قوامون على النساء}، ومرة أخرى نقول، لو كان العكس هو الذي أتى به الإسلام، وكانت القوامة للمرأة، لرأينا من يخرج معترضًا متحدثًا عن حقوق النساء في الراحة والاسترخاء، مشككًا في الدين وحكمه وأوامره ونواهيه!!
واقع النساء في ظل الإسلام هو واقع التكريم، وفي طبع النساء الاهتمام بالزينة والجمال، وإسعاد أهل بيتها، فلماذا نطالبها بخلاف ذلك؟ ولماذا نريدها أن تعيش حياة صدام مع الرجال، لتحصيل (حقوقها)، وهي نفسها لا تعرف ما هي هذه الحقوق الافتراضية، بل هل هي حقوق أصلًا، أم لا؟
المشكلة لدينا أن كثيرًا من نساء المسلمات أخذن بهذه الموجة الغريبة المنكرة، كثيرًا من نساء المسلمات تركنَ الالتزام بأوامر الله تعالى ونواهيه، وما أسوأ الأمر! أن تشتغل بنت الإسلام مغنية أو راقصة!!
ونعطي مثالًا في مصر، ولا يعني هذا أننا نخصُّ مصر بحديثنا، بل إن الطامة حين تنتشر، فإنها تغزو بلاد الإسلام، وبنات المسلمين، ولكني أتوقف عند تسمية أهل القاهرة للراقصة ب(الفنانة)! بينما في القرى يعتبرونها (الغازية)، أي أنها تغزو قيمهم وتقاليدهم وعفتهم وحياءهم، بينما تحمل الراقصة لقب (العالمة) في كثير من المدن المصرية، ربما لأن أهل المدينة يعرفونها، أو لأنها؛ كما ذهب أحد الباحثين المصريين؛ عليمة ببواطن الأمور! وذلك وفق نظرتهم طبعًا! ولكن الغريب المستنكر أكثر وأكثر، أن يسمَّى (كوبري) في القاهرة باسم راقصة، قبل أن يتغير اسمه لاحقًا إلى كوبري الجلاء، بل الأغرب والأشد استنكارًا أن يميز علم النحو؛ في مصر؛ بين العالِم الأزهري، ليرى أن جمعه (علماء)، والعالِمَة الراقصة، وجمعها (عوالِم)!!
وماذا عن الأفلام المصرية؟ وكثير منها يصوِّر الراقصة بأنها فتاة شريفة، لكن الظروف هي من اضطرت بها إلى الرقص، رغم أنها عفيفة! ولكن الفقر والحياة الصعبة هما من اضطر بها إلى هذا الأمر، وربما يكون هذا صحيحًا في حالة معينة أو أكثر، لكنه ليس مسوِّغًا إطلاقًا لتقديم الراقصة بأنها بطلة من بطلات الزمان، ونحن لا نعلم بذلك!
والمؤسف فعلًا، وجود أسماء لتلك الرقصات، كرقصة النحلة! تلك الرقصة التي تعتمد أن تمثل الراقصة أن نحلة قد دخلت في ملابسها، وتبدأ بالتمايل يمينًا وشمالًا، كأنها تبحث عن النحلة، وتتخفف من ملابسها تدريجيًا، والمشجعون يهتفون (النحل يا هو)، بل المستقبح أكثر، أن يتم التلاعب برمز عظيم من رموز الدين الإسلامي، عماد الدين، الصلاة، في الرقص، لتتمايل الراقصة أمام النساء والرجال، كأنها تؤدي حركات الصلاة، وهي تغني في رقصها: (بصلِّي بصلِّي، صبح بصلِّي، ضهر بصلِّي، عصر بصلِّي، والنبي بصلِّي، يا خويا بصلِّي)...
ومرة أخرى، أنا أتناول المسألة من ناحية البنت المسلمة، تلك البنت التي غَزَتْها دعوات الغرب المنكرة، وأفلامهم ومسلسلاتهم القبيحة، بما فيها من مشاهد الزواني، المعذبات عاطفيًا، واللواتي يَجِدْنَ السعادة وتهدأ نفوسهن (أخيرًا) في آخر المسلسل، بالزواج من المحبوب، وطفل إحداهن يقف بجوارها، أو؛ على الأقل؛ ينام في مهده في البيت الذي يقام الفرح في حديقته!
إذا ظنت البنت المسلمة أن دينها يظلمها فتلك كارثة، وإذا ظنت كذلك أن دينها لا يواكب العصر الحديث، كما يروِّج بعض الخبثاء أو الجهلة، فتلك كارثة أخرى، وحينما تُرْخِص البنت المسلمة نفسها، لتكشف جسمها أمام الناس، وتتمايل وتغني أمامهم، فتلك كارثة ما بعدها كارثة، وربما تفعل ذلك، اعتقادًا بأنها تحقق حريتها التي حرمها الإسلام منها! ولا تضع في ذهنها إطلاقًا أن ما يحرمها حريتها وحقوقها، هو تصرفات الرجال الخاطئة، لا الإسلام، وليس هناك أدنى مسوِّغ، لتأخذ لنفسها ما ليس حقًا لها أصلًا، كشبه التعري، والملابس القصيرة الضيقة أمام الرجال الغرباء عنها، بحجة المساواة والحرية، واسترداد الحقوق! وكثير من هؤلاء الراقصات مسلمات، ومنهن من ذهب إلى الحج مرات عديدة، وإلى العمرة كذلك، ومنهن من تُبْنَ بسبب ذلك، والحمد لله، ومنهن من يستمررن في الرقص، بل ويعتبرن أن سر (رضى الله عنهن إخلاصهن في عملهن)! أو تلك اللواتي يردْنَ (المحافظة ربما) على بركة الحج، فلا يرقصن إلا بعد مرور 40 يومًا من رجوعهن من الحج!!
هذا كله يدخل في باب ظلم النساء أنفسهن، وكأني بهن قد نسين أو تناسين، أو ربما لم يقرأن قول الله تعالى: {وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرًا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم، ومن يعصِ الله ورسوله فقد ضلَّ ضلالًا مبينًا}، وإن كانت هذه الآية نزلت لسبب محدد، فإن حكمها لا يتوقف عند ذلك السبب، بل هو حكم عام لكل مؤمن وكل مؤمنة في مدى الزمان.
ما زلنا نؤكد، والأمر لا يحتاج إلى التأكيد، بل التبصر من النساء في دينهن، والتذكر أن الله عز وجل هو من أنزل هذا الدين، فأنى لأحد أن يرى حكم بشر أعظم من حكم رب البشر جميعًا؟ النساء المسلمات اللواتي ابتعدن عن الدين كثيرًا، وأرخصْنَ أنفسهن، وكل ذلك بداعي مساواة، لم يحرمهن الدين إياها، بل ولم ينلْنَها في ما يفعلن بأنفسهن، في حالة حرمان بعض الرجال نساءهم حقوقهن، فما يفعله النساء لا يرجع إليهن هذه الحقوق، بل إنه ظلم كبير وفادح منهن بحق أنفسهن، ونسأل الله تعالى الثبات والهداية للجميع.
إلا أن هناك ظلمًا آخر تتعرض إليه المرأة أحيانًا في المحاكم الشرعية، ونتحدث عن حالات تطمع فيها المرأة بالمهر الذي كتبه زوجها لها، وتفتعل المشاكل لطلب الطلاق، وتشتكي في المحكمة الشرعية، وبدلًا من أن نرى القاضي يخبرها بأنه يمكنها أن تطلب الخلع، فيحررها زوجها من عصمته، ولا يكون لها عليه شيء، نجده يعين موعدًا للجلسة الأولى بعد شهور طويلة، تلك الجلسة التي يعرض القاضي فيها الصلح على الطرفين _ والعرض حسن، ولكنه يأتي بعد شهور _ ثم يحدد القاضي موعدًا للجلسة الثانية، بعد ذلك بشهور كذلك، ثم يعين الحكمين، وعلى مدار شهور وسنوات تستمر الجلسات للاستماع إلى الطرفين بوجود كليهما، ثم الاستماع إلى كل منهما منفردًا، ثم الاتفاق على ما تستحقه المرأة من مهرها، ولا يُحكَم لها به بأكمله، ولا تُحرَم منه تمامًا، بل يُحكَم لها بجزء، وللقاضي الحق في موافقة الحكمين أو نقض حكمهما بما يراه مناسبًا، ولكن... نحن لا نتحدث من منهما المحق ومن منهما المخطئ، أليس من الظلم للمرأة أن تنتظر بضع سنوات، حتى تحصل على طلاقها؟ وإذا ما اعترض الزوج على حكم المهر هذا، ونقل الأمر إلى الاستئناف، فإن المرأة ستنتظر فوق هذه السنوات، سنوات أخرى، ليبدأ زوجها _ أو الرجل الذي كان زوجها _ بتقسيط جزء من مهرها لها، وقد يستغرق التقسيط بضع سنين أخرى!
هذا، ونتحدث عن حالة خطأ المرأة في ما تفعله، وطمعها بالمهر، أو وقوعها في فخ (الناصحات) اللواتي يُرِدْنَ خراب بيتها، ونرى فيه الظلم الكبير لها، لأنها تبقى معلقة عدة سنوات، ولكن؛ ماذا عن الظلم الأكبر، وماذا لو أنها لم تلجأ إلى القاضي الشرعي، إلا لأنها ضاقت ذرعًا بزوجها وتصرفاته وظلمه إياها، بل وربما سُكرِه وعربدته مع النساء بلا ضوابط ولا روابط؟ كم مرة يعرض القاضي الصلح، والرجل ليتهرب من أن يُحكَم عليه بشيء، أو لأنه يريدها في بيته تخدمه، يقول إنه لا يريد أن يطلق امرأته، والسبب أنه (يحبها)، ويتمُّ تأجيل الجلسات أشهرًا وأشهرًا، حتى تنتبه المرأة إلى عمرها الذي يمضي سراعًا، فتتنازل عن حقوقها ومستحقاتها كافة، وقد تحصل على الطلاق عندئذ، وقد لا تحصل عليه، إذا ظل الرجل ثابتًا على موقفه، وحبه الوهمي الكاذب هذا؟ وهل هناك عنف آخر تمر به المرأة المسلمة أكثر من هذا العنف يا ترى؟!
في ختام هذه الدراسة، نؤكد أن الرجل أعلى مرتبة من المرأة، وذلك في الأديان السماوية كافة، وأن اليهودية تنظر نظرة دونية إلى المرأة، بينما تمنحها المسيحية التقدير، وكذلك الإسلام يراها جوهرة، بل يراها خير متاع الدنيا، ويعتبرها مصدر السكينة والأمان والاطمئنان لزوجها، وينظر إليها نظرة الاحترام الكبرى كأم، وكابنة تكون مفتاح الجنة لوالدها، ولكن بعض تصرفات الرجال الخاطئة أدت بكثير من النساء إلى النفور، وإلى بحث وهمي عن حقوق ليست لهن، ولم يحصلن عليها رغم ابتعادهن عن الدين، جزئيًا أو كليًا، وكذلك إهمال الرجال دور القوامة، ما سمح لسموم الغرب أن تدخل بيوتنا وعقول بناتنا، ولا حل أمام أحد، إلا بالعودة إلى الدين وأوامره ونواهيه، ففيها النجاة والرفعة والعزة في الدارين، بإذن الله تعالى وفضله ورحمته...
انتهت الدراسة، والفضل لله تعالى.
وأسأل الله أن نكون قد وفقنا فيها نحو الصواب.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أ. عمر
10-3-2018, 07:43 AM
وما أودُّ التنبيه إليه،
ما ورد في الحلقة الرابعة في هذه الدراسة:
وبالتالي على الرجل النفقة والكسوة، وعلى المرأة الخدمة الباطنة، كما أمر النبي صلى الله عليه وسلم ابنته سيدة نساء الجنة، ثم إن العرف جرى على هذا، والعرف له حكم القانون ما لم يخالف شرع الله تعالى، ومنه قوله تعالى: {وأمر بالعرف}، ولكن في آراء فقهائنا التنوع، وبالتالي إن من تجد أن خدمة البيت ليست واجبة عليها، أن تشترط ذلك مقدمًا لمن يطلب يدها، وإلا فإن موافقتها على عقد النكاح من دون هذا الشرط، يعني موافقتها ضمنيًا ومباشرة على إلزامها بخدمة زوجها وبيتها...
إن العرف في تفسير المفسرين هو المعروف
نعلم ذلك حق العلم ولا ننكره
والعرف؛ كذلك؛ ما تعارفه القوم في أمور حياتهم
وبالتالي لا مانع إطلاقًا من الأخذ بأي عرف اجتماعي كان ما لم يخالف الدين
وعمل المرأة في بيتها لا يخالف الدين، بل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
(يا عائشة أطعمينا)
وقد بيَّنْتُ في الدراسة، في الحلقة نفسها أن عمل البيت؛ وفق بعض فقهاء الإسلام؛ ليس بواجب على النساء، وأن لها أن تشترط على زوجها أن يأتيها بخادم إن كان مقتدرًا على ذلك...
وبالتالي لم نخرج عن رأي الدين والشرع والتفسير في ما أوردناه هنا،
والله تعالى أعلم.
وإن كان لأحد من علم في هذه المسألة؛ يناقض ما ذهبتُ إليه؛ فليتفضل بإفادتنا به مشكورًا،
وندعو الله تعالى أن يجزيه عنا خير الجزاء.
أ. عمر
10-3-2018, 07:45 AM
وفي ختام الدراسة نقول:
سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.
Jomoon
11-3-2018, 04:27 AM
الحمدلله على انتهاء الموضوع بخير،
كانت الدراسة جميلة ووافية وثقيلة بما فيها،
باركك ربي،
الحقيقة تمنيت أن تكون أطول وأكثر،
لكن ياللأسف،
فكرت كثيراً هل هناك شيء في بالي أريده لم أجد،
ياللخسارة!،
أحسنت جداً،
وفقك ربي وزادك من فضله،
نتطلع للمزيد،
في حفظ المولى،،
~
أ. عمر
15-3-2018, 11:02 PM
الحمدلله على انتهاء الموضوع بخير،
كانت الدراسة جميلة ووافية وثقيلة بما فيها،
باركك ربي،
الحقيقة تمنيت أن تكون أطول وأكثر،
لكن ياللأسف،
فكرت كثيراً هل هناك شيء في بالي أريده لم أجد،
ياللخسارة!،
أحسنت جداً،
وفقك ربي وزادك من فضله،
نتطلع للمزيد،
في حفظ المولى،،
~
بارك الله بكِ أختي الكريمة
وشكرًا جزيلًا لدعائكِ الطيب
جزاكِ الله خيرًا بما دعوتِ به لي
وإن شاء الله تعالى نقدِّم المزيد
والاتكال على الله، ومنه التوفيق بفضله ورحمته
Powered by vBulletin® Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir