المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ذاكرة المطر



kaw Matsuda
5-2-2018, 07:27 PM
-

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

القصة منشورة مسبقا، وبما أنني أنشرها هنا في مسومس العزيز، فسأهديها لصاحبة الابتسامة الجميلة التي ألهمتني بطريقة ما لكتابتها
إليكِ تشيزوكو العزيزة ..

https://f.top4top.net/p_766kwxxq0.gif


"المحاضرة الأخيرة مُلغاة"
كفتني رسالة صديقي عناء الاستعداد للغد، ورغم أنني سهرتُ البارحة فلم أتخلَ عن طقسي الخاص بالبقاء مستيقظا بعد صلاة الفجر حتى شروق الشمس ..
فتحتُ الشباك إلى المنتصف، ثم عدتُ لمقعدي
أغمسُ قطعة البسكويت في كوب الشاي الذي أحبّ تناوله حلوًا كالدبس .. وأبتسم ..
للنسيم في هذا الوقت حلاوة لا توصف، يجعلني أفكر تلقائيا بتلك الآية الكريمة (والصبح إذا تنفس) ..
أنهيتُ فطوري "اللا صحي" كما تسميه أمي، وبمجرد وقوفي، طرقَ رذاذ خفيف زجاج النوافذ .. منذ البكور والأفق مغمور تحت طبقات الغيوم ..
في أوقات كهذه يطيب لي أخذ جولة سيرًا على الأقدام، بعيدا عن حدود المنزل، أشعر أنني بهذه الطريقة أصبح قريبًا من السماء ..
ارتديتُ نعليّ وانطلقتُ خارجًا، تتراقص القطرات على كتفيّ، بتناغم تام مع الذكرى المنبعثة من ذاكرتي كأغنية قديمة لا تُنسى ..
كنتُ في ذاك الصباح برفقة جدي الذي يصحبني إلى المدرسة بسيارته، أجلس في الأمام بثوب شبه متجعد، يغلبني النعاس تارة وأغلبه تارة أخرى .. أوقف جدي المركبة وأخرج من جيبه بضع ريالات، سامحًا لي بالنزول لشراء وجبة بسيطة تنشطني وتساعدني على استيعاب الدروس في الحصص الأولى .. اختفت كل معالم النوم مني، ترجلت فرِحًا، والتصبيرة الوحيدة التي خطرت ببالي هي "مثلجات الشوكولاتة" .. ابتعتها سريعًا وغادرت .. كانت السماء ترشح مياهً خفيفة وكأنها تشاركني سعادتي الخاصة، توقفتُ على العتبات العريضة خارج "السوبر ماركت" وانشغلتُ بإزالة قراطيس الآيسكريم، وفي تلك اللحظة اخترق سمعي صوت آخر، لا يمتّ للمطر بصلة، نشيج خافت تحول إلى عويل مرتفع، تلفّت من حولي بعينين متسعتين حتى استقر ناظري على ذلك الكرتون الخشبي في الزاوية اليسرى .. تقدمتُ ببطء لأجد صبيًا صغيرًا داكن البشرة، متكوّرًا على نفسه، والأسمال البالية بالكاد تستر جسده، لم أعلم إن كان يبكي بسبب البرد أو الجوع، أو لأن المطر أفسد تماسك منزله الخشبي، أو ربما لأنه بعيد عن والديه .. بدا وحيدًا بشكل آلمني حدّ الموت
- هل أنت بخير؟
- يا فتى
- لعله لا يتكلم
تناثرت العبارات بقربي .. دسستُ مثلجاتي أسفل كفي، واستيقظتُ من شرودي على صوت البوق الذي يضربه جدي، سحبت قدمي ناحية السيارة تاركا خلفي ذاك العامل الهندي الذي يُغطي الطفل بغطاء رقيق ..

سأكذب إن قلتُ -بعد كل تلك السنوات وإلى الآن- أنني لا أفرح بانهمار الغيث، لكن الشيء الذي لم أتخلى عنه أبدا منذ ذلك الحين، هو الدعاء لجميع الفقراء والمحرومين
كل مرة .. أسفل المطر.



-تمّت-


https://i.imgur.com/RIIZfAv.gif

Jomoon
6-2-2018, 05:43 AM
وعليكمـ السلامـ ورحمة الله وبركاته~

صباح الخيرات جميعاً^^,
أهلاً وسهلاً ماتسودا :"),
تغطين وتخرجين وهكذا على الدوام،
والجميل اليوم أنك تفاجئينا،
ما أجمل المفاجأة هذه،
قصة رائعة جداً،
ما شاء الله،
وفي نفس الوقت أثرت بي،
ذكرتني بما تصبه تشيزو من ألمxD,
في قصصها،
أرجو أن لا تقرأ كلامي هذا،
أو أن تتجاوزه بقدرة ربيxD,
باركك ربي،
أمطرينا بالمزيد،
فنحن ننتظر،
في حفظ المولى،،
icon1440
~

Moroboshi Dai
6-2-2018, 09:28 AM
وعليكُم السّلام ورحمة الله وبركاته ومغفرته

وفي زحام الذّاكرة عطرُ المطر...

جميلٌ مَا َنثَرتِ هُنا
بارك الله في قلمك

على الهامش
بـــــِعدسَتي ^^

https://i.imgur.com/ddXcyFd.jpg

أ. عمر
6-2-2018, 07:15 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرًا للقصة المعبِّرة، التي تذكرنا بوجوب شكر الله تعالى دومًا على ما أنعم به علينا
وبوجوب تذكر المحرومين والدعاء لهم

kaw Matsuda
14-2-2018, 05:45 AM
شكرًا لكل من مرّ وسيمرّ من هنا، وفقكم المولى دائما وأبدا
وشكرا أخرى على تثبيت الموضوع ^^

تشيزوكو
4-3-2018, 03:42 PM
وعليكِ السلام ورحمة الله وبركاته..

شكرًا جزيلاً لإهدائكِ اللطيف :")

مشهدٌ مؤلمٌ وواقعيٌّ للغاية، أثر بي تمامًا كما قرأته أول مرة..

أرجو ألا تحرمينا طلتكِ دومًا ♥