المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : زغاريد الموت



أ. عمر
24-1-2019, 06:28 PM
زغاريد الموت

في تلك الأمسية تزيَّن البيت بالأنوار الملوَّنة
وارتفعت البالونات في مدخل البيت، بل في مدخل البناية
واجتمع الرجال في بيت يتحادثون في ما بينهم بالأحاديث العامة، بمنتهى الهدوء
واجتمع النساء في بيت آخر يعلو بيت الرجال بطابق واحد، لكن اجتماعهن كان بعيدًا من الهدوء بعد السماء من الأرض!
وما هي إلا لحظات حتى أخذ ذلك النداء يتعالى
إنه نداء الردى ينطلق من هذا البيت السعيد، في أمسية الاحتفال المرتقبة هذه
أما تلك الفتاة فكانت مزهوة بنفسها تتألق على شفتيها ابتسامة الفرحة الكبرى
وكيف لا تكون كذلك، وهذا يوم عرسها الذي حلمت به زمنًا طويلًا
تمتدُّ يداها تتحسَّس بهما _ بفخر _ فستانها الأبيض الذي أحبَّت ارتداءه منذ كانت طفلة
اليوم تتحقق الأماني السعيدة!
الصبايا من حولها يرقصن لها ويزغردن فرحات بها
أو هذا ما يبدو لها على الأقل، فكثيرًا منهن سيتكلمن عنها في ما بعد
سيقول جمع النساء المحتفل بها الآن إن فستانها يفتقر إلى الذوق
سيدَّعِيْنَ أن مكياجها بعيد كل البعد عن الأناقة
وأيًا كان الأمر على تناقضه، سواء أَكُنَّ سعيدات بها أم يحتفلنَ لأنهن يُحْبِبْنَ الاحتفال
فإن الفتاة السعيدة لم تكن تعلم أن هذه ليلتها الأخيرة في هذه الدنيا
لم تكن تعلم أي كابوس ينتظرها وهي تقف أمام عريسها في بيتهما
كانت عيناها مطرقتان أرضًا، ووجهها يحمرُّ خجلًا
وكانت عيناه تحدِّقان في عينيها بنظرات غريبة انتبهت الفتاة إليها فازدادت حياء
وبرفق أمسك الرجل بيد عروسه يقتادها إلى غرفة نومهما، يطلب إليها أن تنزع عنها ذلك الفستان
فَرَّت الفتاة بنظراتها بعيدًا، والحياء يشتعل في قلبها، ودموع الفرح تتراقص في عينيها
ترى هل سَتُعِدُّ له بعض الطعام، ويجلسان ليأكلا معًا، فيتناول اللقمة يضعها في فيها، كما قرأت عن خصال نبي الرحمة محمد صلى الله عليه وسلم؟
ترى أتشعر بالإحراج لما تتصور أنه سيحصل أم أنها ستكون سعيدة كل السعادة؟
لا، بل لعل الإحساسين معًا يمتزجان في نفسها الآن؟
ولقد لَبَّتِ الطلب رغم أن ذلك لم يكن هينًا في قلبها لكنها كانت تعلم أنها قد بدأت حياة أخرى
ولكم كانت محقة في هذا!
ولكم كانت مخطئة في تخيلها طبيعة تلك الحياة الجديدة
كانت تنتظر أن يُمسِكَ بيدها ويأخذها ليصلِّيا معًا شكرًا لربهما
لكنه ناولها لكمة في وجهها زلزلت كيانها
كانت لكمة قاسية غير أنه أتبعها بأخرى أفقدتها توازنها
لم يرحم ضعفها ولم يبالِ ببكائها ولا بصراخها
وكانت ضربة تلو الأخرى، وكل ضربة أقسى من سابقتها
وكما بدأت الليلة مساءً بارتفاع أصوات النساء بالأغاريد
كان لها أن تنتهي صباحًا بارتفاع أصوات النساء بالبكاء
كُنَّ في حالة من الصدمة لا يمكن وصفها وهنَّ يتحلَّقْنَ حول جثتها
لقد ولَّى الرجل فرارًا بعد جريمته، وكان قد أراد أن يثبت لها أنه رجل بضربه إياها
لم يقصد جريمة قتل النفس البريئة ولكنه _ بغبائه _ كان يقتل روحًا صافية لم تعرف الشر يومًا
وها هو قد رحل فارًا بقلقه وتوتره وخوفه الدائم، وها هي قد رحلت بهدوئها وصمتها لا تخشى
في هذه الدنيا أحدًا...
لقد بدأت الليلة بالأصوات العالية، وانتهت بمثلها...
والفارق بسيط، كانت الفتاة سعيدة في البداية، ولكنها في النهاية فقدت مشاعرها وأحاسيسها
وربما لم يخطر ببال النساء الباكيات أن هذه الفتاة قد فقدت روحها مرتين لا مرة واحدة
مرة حين موتها، وقبل ذلك حينما أدركت أنها فقدت لمسة الحنان والأمان من يد الرجل الذي حلمت أن تكون تحت كنفه سنوات وسنوات
وأخيرًا، آن لصدمة الناس أن تنتهي، وحانت نهاية وقت البكاء ومحاولة إدراك الأسباب
فالفتاة نزلت تابوتها، والتابوت نزل بها تحت الأرض، ولم يَعُدْ لها سوى رحمة رب العالمين، فحسب!

الأستاذ عمر رياض قزيحه
بتاريخ: 24_ 1_ 2019
الساعة: 6:06 مساءً

Jomoon
27-1-2019, 01:18 AM
السلامـ عليكمـ ورحمة الله وبركاته~

شيء مؤلم جداً،
هذا مجرم متأصل!!،
هل هذه قصة حقيقية؟!،
بدت لي كذلك،
كل هذا الضرب حتى يثبت لها!!،
هذا مريض فعلاً،
ربي يبارك فيك أستاذ،
أحسنت الطرح
في حفظ المولى،،
~

أ. عمر
30-1-2019, 11:30 AM
السلامـ عليكمـ ورحمة الله وبركاته~

شيء مؤلم جداً،
هذا مجرم متأصل!!،
هل هذه قصة حقيقية؟!،
بدت لي كذلك،
كل هذا الضرب حتى يثبت لها!!،
هذا مريض فعلاً،
ربي يبارك فيك أستاذ،
أحسنت الطرح
في حفظ المولى،،
~



وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
القصة هنا ليس من الضرورة أن تكون حقيقية لكنها تستند _ ربما _ إلى أحداث حقيقية
سمعنا من سنوات عن رجل في إحدى الدول جلد عروسه في ليلتهما الأولى حتى ماتت تحت الجلد
ولا أعرف مدى صحة ذلك
ولكن سمعت كذلك _ في ما وثقته الأخبار _ عن رجل صفع عروسه في الليلة الأولى ثلاث صفعات متتالية ليثبت لها أنه رجل، وحينما حاولت الدفاع عن نفسها ضربها بآلة حادة على رأسها سببت لها أضرارًا فادحة وكسورًا وأدخلتها المستشفى في غيبوبة
ومن هذه الحكايا وسواها استوحيت هذه الخاطرة
بارك الله بكِ أختي الكريمة وحفظكِ من كل سوء

Jomoon
30-1-2019, 01:08 PM
بسم الله الرحمن الرحيم من كل من به شر
هذولي مجرمين ربي يكفينا شر الأشرار،
استغفرالله بس
وربي شيء يقهرر
وما خفي أعظم!!،
الواقع مليء،
ربي يحفظنا بحفظه يارب،
ربي يبارك بك أستاذ،
وفقت
~

أ. عمر
31-1-2019, 01:46 PM
كان الله في عون كل امرأة تقع تحت يد رجل مثل هذا
بارك الله بكم ووفقكم.