المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إهداء إلى الغالي كونان المتحري



أ. عمر
29-5-2020, 03:29 AM
بسم الله الرحمن الرحيم


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
باستعدادنا لمغادرة مطوَّلة ثانية، مع انهماكنا في تأليف مشترك لسلسلة تعليميَّة لصفوف المرحلة الثانويَّة عندنا في لبنان...
أردْتُ أن أقدِّم كلمة تقدير إلى الصديق كونان المتحرِّي، نظرًا إلى ردِّه المشرِّف في موضوعي السابق:
الكلمة الختاميَّة (https://www.msoms-anime.net/showthread.php?t=192175)
إذ لم أتمكن وقتها من كتابة أيِّ ردٍّ بسبب المشاكل التقنيَّة في المنتدى آنذاك...
اليوم وبعد كل هذا التأخير عليه لم أجد من اللائق قط، أن أكتفي بِرَدٍّ عادي، فأحببْتُ أن يكون الشكر للغالي هذه الخاطرة الأدبيَّة، والتي هي آخر ما كتبه قلمي من الخواطر حتى اللحظة، بعنوان: أريد أن أغنِّي (2) ورقمها 278 في سلسلة الأوتار المنكسرة التي أكتبها منذ العام 2007م ولم تنتهِ حتى اليوم!

أ. عمر
29-5-2020, 03:56 AM
أقول في خاطرتي المتواضعة هذه ما يأتي:

أريدُ أن أغنِّيَ أغنِيَةً لن أحكِيَها لكُمُ ولن أُسمِعَهَا فيكُمُ أحَدَا، أريدُ أن أغنِّيَ لحنًا لَهُ في القَلبِ جذوةٌ وقَدَا، سأعزِفُ أوتارَ قلبٍ تحطمَ وتنَاثَرَ في أشلاءِ الهَوَى بدَدَا!

سَيَصْمُتُ فَمِي لِتَشْدُو شَرَايِينُ قلبِي الكَلِيمَةْ، تَبْدُو ألحانُهَا لكُمُ نَغَمًا راقِصًا وفي الكنايةِ حكايةٌ ألِيمَةْ، سَتَبْدُو لكُمُ أنثَى الحنَانِ والهَوَى لكنَّما مشاعِرُهَا سَقِيمَةْ!

سأغنِّي في الظلمَاتِ ألوانًا من العشْقِ في ظلِّ رقَصَاتِ الهَوَى، تلكَ روحٌ عشِقْنَا اسْمَهَا تَتَبَلْوَرُ في عاَلَمِ النَّوَى، غَابَتْ عَنْ أعْينِنَا زمَانًا حينمَا شيطانُ الأناسيِّ عَوَى!

سَتَشْدُو نَغَمَاتُ قَلبِي بِمَا لا يَعْرِفُهُ أَحَدٌ مِنَ البَرَايَا، تِلكَ أنثَى تَلاشَتْ في عوالِمِ أسحَارِ المَرَايَا، سأغنِّي مُبْتَسِمًا والأعمَاقُ تَبْكِي نَارًا جِرَايَا!

وفي ظَلامِ الليلِ سَأغَنِّي نَغَمَ الأَنِينْ، يَنطَلقُ بِهِ القَلبُ لَحْنًا صَاخِبًا والعَقلُ في الوَنِينْ، تِلكِ أنْثَى تَدَّعِي بكاءً، وبِقَصْدٍ مِنْهَا وفِي رَحِمِهَا قَتَلَتِ الجَنِينْ!

أرِيدُ أن أغَنِّي لابْنَتِي غِنَاءً سَلِيمَا، تَعْلُو ألحَانِي في هَمْسِ وَجَعٍ مَا كَانَ أَحَدُهُمُ بِهِ عَلِيمَا، تَتَسَارَعُ لَهُ نَبَضَاتُ القَلبِ رَكْضًا ظَلِيمَا!

ذَهَبْتِ يَا طِفْلَتِي إلى قَبْرِكِ حَثِيثَا، وقُلُوبُ الحَائِرِينَ تُنَادِيكِ حَزْنَى بَثِيثَا، ذَهَبَتْ بِرُوحِكِ أُنَاثَى مَسْعًى خَثِيثَا!

لِقَتَلَةِ الأَرْوَاحِ أغنِّي أغْنِيَةَ حَفَلَاتِ الدُّودْ، يَومَ تَلتَقِيَانِ بِغَضَبِ الرَّبِّ لا بِالرَّحِيمِ الوَدُودْ، إلَى مَوتٍ فَجَحِيمٍ، ومَنْ ذَهَبْ إِلَيهِمَا لَنْ يَعُودْ!

سَأشْدُو أَلحَانَ ثُلُوجِ النَّارِ، أنْفُسًا تَلاشَى صَوتُهَا في جَنَاحِ حُكْمِ الأقْدَارِ، قُلُوبٌ وَارَتِ الجِرَاحَ في خَفَايَا ظِلَالِ الأسْرَارِ!!

توثيق الكتابة: في السابع والعشرين من شهر أيَّار/مايو: الساعة: 2:41 دقيقة بعد الظهر.

أ. عمر
29-5-2020, 03:58 AM
مناسبة الأغنية: حوادث عن أجنَّة يأتون بها إلى الدنيا لِيُلقُوا بها في النفايات، وبالأخصِّ حادثة في إحدى المستشفيات ربما من حوالي 16 سنة، امرأة أتت بابنتها الحبلى إلى المستشفى، وفجأة لاحظ الأطباء اختفاء انتفاخ البطن وأن الصبية مرهقة جدًا، بسؤال أمها أفادت أن ابنتها كانت تعاني مغصًا! وبما أن المغص لا ينفخ البطون تم البحث بدقة ليجدوا جثة جنين (طفلة) مكسور عنقها ملقاة في سلة الزبالة!

أ. عمر
29-5-2020, 04:00 AM
لغة القصيدة: الكليمة: الجريحة. عوى: دعا إلى الفتنة. نارًا جِرايا: أسًى يلتهب في الصدر والحلق لشدة الغيظ. الونين: الضعف (من الكلمات الدخيلة في اللغة العربيَّة).غناء سليمًا: استعارة، كأن الغناء لدغته أفعى! إذ كان العرب يقولون لمن لدغته أفعى (سليمًا) تَيَمُّنًا بشفائه. ركضًا ظليمًا: تحتمل معنى الظلام، وتحتمل معنى السرعة الفائقة (الظليم: ذكر الغزال). بثيثًا: أي تبوح بحزنها بألم شديد، ومنه قول يعقوب في القرآن الكريم: {إنما أشكو بثِّي وحزني إلى الله}.
أناثى: كذلك أناثي: جمع أنثى. خثيثًا: لها عِدَّة معانٍ، والمقصود بها هنا العفونة.

كونان المتحري
30-5-2020, 04:29 PM
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته


لا أعرف حقيقةً كيف أعبر عن شكري و امتناني لهذا الإهداء الجميل

لا بأس عليكَ أستاذ لا يجب أن تشعر بالسوء لو تأخرت في الرد أو منعتك الظروف منه

أقدر جداً انهماكك في مشاغلك و إن شاء الله لا يشغلك الله سوى بالخير

حقيقةً أنا من يخجل لأنني أقرأ الكثير من كتاباتك و لا أرد إلا بالقليل و لا يفي ذلك حق ما قرأت

أما محتوى الخاطرة نفسه فقد تألَّقتَ في كتابته كالمعتاد

كمية من الصور المرسومة بعناية بحروف الحرقة و الألم تراصَّت في نصٍ لن يبدو قصيراً لو أمعنا النظر فيه قليلاً

بها الكثير من مشاعر الغضب و الألم المستترة بظلام الليل أم تراها ظلمات العالم الأشد عتمةً منه

كذلك ذلك الشدو الحزين المتألم لحال الضحايا الأبرياء لعلَّه مواساة لمعاناتهم و قتلهم بغير ذنبٍ منهم

مؤسف حقاً استمرار قتل الأجنة و الرضَّع بعد إنارة الإسلام - بل كل أديان السماء - جميع بقاع العالم و ندائه بحقوق هؤلاء المستضعفين دون جريمة تذكر

مجرد محاولة فهم من يقدمون على هذه الفعلة الشنيعة تصيبني بالصداع

أصلح الله أحوال هذه الأمَّة بل أحوال هذا العالم بأسره

أجدد شكري و امتناني لتخصيصي بهذا الإهداء الكريم وفقكم الله دوماً لخير الدنيا و الآخرة