المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كلمات بلا معنى إلى الحبيبة بيروت



أ. عمر
11-8-2020, 06:50 AM
-1-

أكانِ لِدَمٍ تَفَجَّرَ في عَينِ الزَّمانِ أن يَبْرأ يَومَا؟
أنَّى لِجُرْحٍ أن يعودَ إلى الحياةِ وقدِ امْتلَأ دمَا؟
أَكانَ لِجَسَدٍ حَطَّمَهُ انفجارُ الأيَّامِ أن يَستعِيدَ عِشْقَهُ لِمَنْ فَقَدَتْ عقلَهَا
وتغفُوَ عَيْنُهُ في حضنِ أمانِهَا؟
وما زالَ الزَّمانُ بِنَا يَسْرِي!
وما تزالُ الإجابةُ نائمةً في جفنِ الحقيقةِ
مُسْتَيقِظَةً في وجدانِ الموتِ!

عمر قزيحه
9 آب/أغسطس: 2020م

أ. عمر
11-8-2020, 07:47 AM
-2-

في أبوابِ الحياةِ المتناثرة يقف السؤال جامدَا
أكَانَ لَهُ أن ينطلقَ في فضاءِ الزَّمانِ؟ لا!
فَهَذَا لَيسَ من حقِّهِ لكنَّمَا الأيَّامُ تَمْضِي والموتُ يَقتربُ
فَلِمَاذَا لا يَسألُ لَعَلَّ عَيْنَهُ الجائعةَ ترتاحُ قليلًا؟
ولكنْ لا!
صحيحٌ أنَّهَا تَتَمَنَّى أن تَسمعَ السُّؤالَ...
لكنَّهَا تَطمعُ في المزيدِ ولَيسَ في يَدِهِ أن يُقَدِّمَ لها ذلكَ المزيدَ!
نعم، ربَّمَا يُقَدِّمُ لَهَا رُوحَهُ طائِعَا
ربَّمَا يُقَدِّمُ لَهَا حياتَهُ مختارَا
يَضَعُهَا بَيْنَ يَدَيْهَا استجابةً لِلَمْحَةٍ منْ عَيْنَيْهَا لَعَلَّهُ يَحظَى بِلَمْسَةٍ مِنْ أصابِعِ يَدَيْهَا
ولكنَّ طَلَبَهَا محالٌ فَلَيْسَ لها أن تَطلبَ...
إذًا فَلْتَبْقَي يا عَيْنُ جائعةً مدى الزَّمَانِ حتَّى يُوافِيَكِ الموتُ في قَبْرٍ باردٍ مُظلمٍ
وبَعدَها تنتهي الأسئلةُ وتَبدأُ رحلةَ الحياةِ منْ رَحِمِ الأمواتِ
وتِلْكَ أبوابُ الموتِ فَتَحَتْ ذراعَيْهَا تَحْتَضِنُ أرواحَنَا القادمةَ إليْهِ منْ نوافِذِ الحياةِ!

عمر قزيحه
10 آب/أغسطس: 2020م

أ. عمر
11-8-2020, 02:08 PM
-3-

أرواحٌ اختفَتْ في السَّماءْ
أجسادٌ تَفرَّقَتْ قِطعًا وأشلاءْ
تفجّرَتْ هناكَ دموعٌ وهنا دماءْ
سيبقى صوتُكِ يا بيروتُ لعنةً تُحرقُ الجبناءْ

عمر قزيحه
11 آب/أغسطس: 2020م

Moroboshi Dai
13-8-2020, 12:19 PM
تعازينا أُستاذ في هذا المُصاب الجَلل ويبدو أن ماتطرّقنا إليه في تواصلنا على الفايس بوك هو عين مايحصل،،،،؛
سلِمتَ وسلِمت لبنان من كل سوء
تحيّة بعبق أشجار الأَرز

أ. عمر
14-8-2020, 07:13 AM
تعازينا أُستاذ في هذا المُصاب الجَلل ويبدو أن ماتطرّقنا إليه في تواصلنا على الفايس بوك هو عين مايحصل،،،،؛
سلِمتَ وسلِمت لبنان من كل سوء
تحيّة بعبق أشجار الأَرز

نعم يبدو أن الكلام ذاك هو عين الصواب
حياك الله وحفظك من أي أذى كان

أ. عمر
17-8-2020, 09:58 PM
-4-


ظنَّ الناس بها غباءً فاستهانوا!
أيقنوا أنَّ صمتها سكوتٌ من حماقة!
ما بلغ بهم علمهم المحدود أنَّها تعلم ما لا يعلمون...
أعينهم تبحث في الزوايا البعيدة منها والقريبة، لكنَّها لا ترى شيئًا سوى ما يظنُّونه صوابًا...
وهي تقف صامتةً بحكمة السِّنوات السَّبع التي تميِّز حياتها من الكبار...
تقف صامتةً وبكاءَها تكتم عن الأعين تخبئ صوته من الآذان الشامتة...
ولم لا تبكي، وبيروت تدمَّرت أمام أعين العالم؟
لم لا تبكي، والأم تسأل عن ابنها؟
ومن يكون ابنك يا أمَّنا؟ ابني (حلو، وعيونه حلوين)!
اسكبي يا عين من الماء دمعًا ومن الأحزان الغاضبة دمًا...
ابكي يا عينَها كما تشائين، فتلك الفتاة ذهبت إلى قبرها بدلًا من عرسها!
انظري إليها انظري! وبآلامها أنعمي ناظريْكِ وأمعني!
ألا يرى قلبُكِ الممزق كيف تمدُّ يدها كأنما تنتشل روح ابنها من ركام الأنقاض؟
أنتِ تدركين من الآلام جزءًا لن يبلغ آهةً من حرقة قلبِ أمٍ تبكي أولادَها تنادي...
ابكي وغيركِ يضحك سرًّا وجهرًا، لا يبالي بِلَوعَةِ الأمَّهات الباكيات المحطَّمات...
ابكي لأنكِ تعلمينَ أسرارًا لا يعرف منها الآخرون شيئًا...
ولكنكِ لا تستطيعينَ البوحَ بها!



17 آب - 2020م: الساعة: 8:35 دقيقة مساء

أنعمي: تأملي.
أمعني: تفكَّري وتعمَّقي.