العضو المخضرم
9-11-2006, 03:47 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
حين نصف شخصاً بأنه مبدع فماذا نعني بذلك؟!
عادةً نقصد أنه خرج بشيء جديد وغريب لم يتم التطرق إليه من قبل .. وحين يخرج المرء بشيء جديد فإنه في الغالب يخالف واقعاً معتاداً وطريقة اعترف بها الجميع ..
والإبداع ليس صعباً رغم أن أجيالاً تولد وتموت ولم يظهر فيها مبدع واحد !! .. لكن المشكلة أن معظمنا يخشى الخروج على ما تعود عليه المجتمع ومخالفة المألوف والصراخ بأعلى صوته "أنا لدي طريقة جديدة" !!
لا يوجد شعب أذكى من شعب ولا أمة أفضل من أمة .. ولكن تتفاوت المجتمعات في تشجيع أو كبت الأفكار الجديدة ..
في المجتمعات العربية يسيطر "المعتاد" و"المفروض" على 99.99% من تصرفات الأفراد .. أما في الغرب فيمكن لأي شخص مخالفة الواقع والخروج عن المألوف دون أن يثير حفيظة أحد !
المجتمع بطبعه يتصرف بروح القطيع فيعارض غير المألوف ويثور ضد الأفكار الجديدة .. اما ردود فعله فتنطلق من منطلق (وجدنا آباءنا كذلك يفعلون) ! .. بدون أي تحليل أو تقييم منطقي للأفكار المطروحة ..
المجتمعات البشرية لا تعترف بالعبقرية والإبداع بقدر ما تعترف بالسحر والجنون (ما أتى الذين من قبلهم من رسول إلا قالوا ساحر أو مجنون) !!
ولكن رغم كل هذه القيود قد يبرز (مجنون ما) يخالف المألوف ويكسر المعتاد ولا يخشى المواجهة .. شخص بهذه الصفات يكون مهيأ بنسبة 99% لبلوغ قمة العبقرية فما تبقى ليس أكثر من تشغيل جمجمة نملك مثلها!
وقد يتمرد المرء على قيود مجتمعه لأسباب كثيرة .. فقد يكون مضطهداً .. وقد يكون ضمن أقلية (وهو السر في تفوق الأقليات اليهودية ضمن المجتمعات الكبيرة) .. وقد تكون لتربيته دور في تمرده .. وقد يكون غير سوي نفسيا .. وقد يكون غيورا ومتألما لما يراه .. وقد يكون ببساطة مريضا ويعاني باستمرار! .. فالمرض (كمثال) ظرف قهري يتطلب استحداث أساليب جديدة في العيش والتعامل والتفكير .. وحين يصاب المرء بمرض دائم يفكر بشكل أعمق ولا يعبأ كثيراً لما يفرضه المجتمع ويقوله الناس .. المريض مهيأ أكثر لالتقاط الإلهام في الخلوة وبلورة الإبداع من المعاناة ..
هنري ماتيس مثلاً بدأ حياته كمحام متواضع في بارس .. ولكنه أصيب بالتهاب دائم في الزائدة جعله طريح الفراش .. وفي ظل معاناته ووحدته اكتشف موهبته في الرسم فأصبحت الفرشاة رفيق حياته .. الطريف في الأمر أن الزائدة الدودية يمكن حالياً ازالتها بعملية لا تستغرق نصف ساعة. ولكنها لو اتيحت لماتيس لكسبنا محاميا وخسرنا مدرسة جديدة في الفن المعاصر !!
قد يكون الخلط بين العبقرية والجنون له اساس من الصحة، فالمعاناة النفسية والجسدية تنقلب في الافراد العاديين الى دافع للتفوق واثبات الذات ... وهو ما قالت عنه العرب: كل ذي عاهة جبار !!
بيتهوفن مثلا، رغم انه اعظم موسيقي في التاريخ الا انه كان يعاني من الصمم، وشومان (اعظم عازف بيانو) كانت يده اليمنى مشلولة، والمعري كان اعمى، ومليير كان مصابا بالسل، واديسون بالصمم، ودستويفسكي بالصرع، وسيزان بالسكر.. اما هذه الايام فاعظم مثال هو عالم الفيزياء البريطاني ستيفن كنج الذي اصيب بانحلال تدريجي في العضلات حتى اصبح مجرد كتلة لحم رخوة.. ومع هذا يعد كنج حاليا اعظم عالم في الفيزياء والفلك وكتب بالصوت واحدا من اكثر الكتب مبيعا في التاريخ هو (موجز تاريخ الكون) !!
،،،
،،،
حين نتأمل الرابطة القوية بين المعاناة والعبقرية نقدم العذر للاصحاء والمحظوظين.. فالمحظوظ لا يتمرد على مجتمع أعطاه كل شيء، وصحيح الجسم لا يملك دافعاً للابداع او وقتا للتأمل !!
حين نصف شخصاً بأنه مبدع فماذا نعني بذلك؟!
عادةً نقصد أنه خرج بشيء جديد وغريب لم يتم التطرق إليه من قبل .. وحين يخرج المرء بشيء جديد فإنه في الغالب يخالف واقعاً معتاداً وطريقة اعترف بها الجميع ..
والإبداع ليس صعباً رغم أن أجيالاً تولد وتموت ولم يظهر فيها مبدع واحد !! .. لكن المشكلة أن معظمنا يخشى الخروج على ما تعود عليه المجتمع ومخالفة المألوف والصراخ بأعلى صوته "أنا لدي طريقة جديدة" !!
لا يوجد شعب أذكى من شعب ولا أمة أفضل من أمة .. ولكن تتفاوت المجتمعات في تشجيع أو كبت الأفكار الجديدة ..
في المجتمعات العربية يسيطر "المعتاد" و"المفروض" على 99.99% من تصرفات الأفراد .. أما في الغرب فيمكن لأي شخص مخالفة الواقع والخروج عن المألوف دون أن يثير حفيظة أحد !
المجتمع بطبعه يتصرف بروح القطيع فيعارض غير المألوف ويثور ضد الأفكار الجديدة .. اما ردود فعله فتنطلق من منطلق (وجدنا آباءنا كذلك يفعلون) ! .. بدون أي تحليل أو تقييم منطقي للأفكار المطروحة ..
المجتمعات البشرية لا تعترف بالعبقرية والإبداع بقدر ما تعترف بالسحر والجنون (ما أتى الذين من قبلهم من رسول إلا قالوا ساحر أو مجنون) !!
ولكن رغم كل هذه القيود قد يبرز (مجنون ما) يخالف المألوف ويكسر المعتاد ولا يخشى المواجهة .. شخص بهذه الصفات يكون مهيأ بنسبة 99% لبلوغ قمة العبقرية فما تبقى ليس أكثر من تشغيل جمجمة نملك مثلها!
وقد يتمرد المرء على قيود مجتمعه لأسباب كثيرة .. فقد يكون مضطهداً .. وقد يكون ضمن أقلية (وهو السر في تفوق الأقليات اليهودية ضمن المجتمعات الكبيرة) .. وقد تكون لتربيته دور في تمرده .. وقد يكون غير سوي نفسيا .. وقد يكون غيورا ومتألما لما يراه .. وقد يكون ببساطة مريضا ويعاني باستمرار! .. فالمرض (كمثال) ظرف قهري يتطلب استحداث أساليب جديدة في العيش والتعامل والتفكير .. وحين يصاب المرء بمرض دائم يفكر بشكل أعمق ولا يعبأ كثيراً لما يفرضه المجتمع ويقوله الناس .. المريض مهيأ أكثر لالتقاط الإلهام في الخلوة وبلورة الإبداع من المعاناة ..
هنري ماتيس مثلاً بدأ حياته كمحام متواضع في بارس .. ولكنه أصيب بالتهاب دائم في الزائدة جعله طريح الفراش .. وفي ظل معاناته ووحدته اكتشف موهبته في الرسم فأصبحت الفرشاة رفيق حياته .. الطريف في الأمر أن الزائدة الدودية يمكن حالياً ازالتها بعملية لا تستغرق نصف ساعة. ولكنها لو اتيحت لماتيس لكسبنا محاميا وخسرنا مدرسة جديدة في الفن المعاصر !!
قد يكون الخلط بين العبقرية والجنون له اساس من الصحة، فالمعاناة النفسية والجسدية تنقلب في الافراد العاديين الى دافع للتفوق واثبات الذات ... وهو ما قالت عنه العرب: كل ذي عاهة جبار !!
بيتهوفن مثلا، رغم انه اعظم موسيقي في التاريخ الا انه كان يعاني من الصمم، وشومان (اعظم عازف بيانو) كانت يده اليمنى مشلولة، والمعري كان اعمى، ومليير كان مصابا بالسل، واديسون بالصمم، ودستويفسكي بالصرع، وسيزان بالسكر.. اما هذه الايام فاعظم مثال هو عالم الفيزياء البريطاني ستيفن كنج الذي اصيب بانحلال تدريجي في العضلات حتى اصبح مجرد كتلة لحم رخوة.. ومع هذا يعد كنج حاليا اعظم عالم في الفيزياء والفلك وكتب بالصوت واحدا من اكثر الكتب مبيعا في التاريخ هو (موجز تاريخ الكون) !!
،،،
،،،
حين نتأمل الرابطة القوية بين المعاناة والعبقرية نقدم العذر للاصحاء والمحظوظين.. فالمحظوظ لا يتمرد على مجتمع أعطاه كل شيء، وصحيح الجسم لا يملك دافعاً للابداع او وقتا للتأمل !!