المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مشاهير القـــــراء



shero
15-1-2008, 02:29 AM
سأتناول في هذا الموضوع تراجم لمشاهير القراء ..

أتمنى أن تتحقق لكم الإفادة .. http://www.ninjawy.com/images/smilies/fun/biggrin.gif

الشيخ محمود علي البنا : قارئ المساجد الكبرى.. وصديق الزعماء

http://www.islamonline.net/Arabic/history/1422/11/images/pic16f.jpg

07/10/2006 ولد القارئ الشيخ محمود علي البنا في قرية 'شبرا باص' مركز شبين الكوم في محافظة المنوفية عام 1926،
ولما بلغ اشده واستوى الحقه والده بكتاب الشيخ موسى، رحمه الله، بقرية
'شبرا باص' يقول الشيخ محمود علي البنا في مذكراته عن مرحلة الطفولة والكتاب: 'كنت شديد الحرص على حفظ ما آخذه كل يوم بالكتاب اسهر الليل كله ولا انام الا بعد ما احفظ اللوح الذي سأقوم بتسميعه على سيدنا في اليوم التالي.. واذكر ان شيخي ضربني علقة مازالت عالقة في ذهني ومازلت اذكرها، وكانت علقة بدون اي تقصير مني في التسميع او الحفظ، ولما عدت للبيت بكيت بكاء شديدا وقلت لوالدتي لقد ضربني سيدنا ضربا شديدا مع انني سمعت له اللوح .. فقالت : 'يا محمود الشيخ ضربك لانني قلت له انك ذهبت الى الغيط لتشاهد جمع القطن وتلعب بجوار العمال وانا يا بني خفت انك تتعود على كده وتبعد عن القرآن يقوم القرآن يبعد عنك .. يا بني انا خايفة عليك وعلى مصلحتك ولكنني لم استوعب الدرس وفي اليوم التالي خفت من عقوبة سيدنا فتغيبت عن الكتاب ولكنني فوجئت بالعريف وكان طوله حوالي مترين يجرني بقوة من ذراعي الى خارج البيت فقلت له انتظر لما البس حذائي .. فقال لا مفيش وقت .. فاستغربت لان احدا من البيت لم يتحرك لتخليصي من العريف .. فعلمت ان هناك اتفاقا بين الاسرة وبين سيدنا والذي على اساسه جاء العريف واول ما دخلت على سيدنا ضربني مباشرة في كل مكان من جسدي وبعدها صالحني ووجه الى بعض النصائح ووعدني بعدم الضرب ووعدته بالمواظبة.

بين العمالقة
التحق الشيخ محمود علي البنا بعد ذلك بمعهد المنشاوي بطنطا واشتهر بين الطلاب بجمال صوته وحسن مظهره وقوة ادائه مما جعل كل مشايخ المعهد يحبون الاستماع اليه.
يقول الشيخ محمود علي البنا انتقلت الى القاهرة عام 1945 حتى اكون قريبا من عمالقة القراء لاستمع اليهم واسجل بذاكرتي ما يعجبني ويهزني من اداء ونغم وفن رفيع ثم اعود الى البيت لاسترجع ما سجلته على شريط الذاكرة واتلو ما سمعته من احد العمالقة.

بداية الشهرة
ويقول الشيخ البنا : واثناء قراءتي في احد المساجد بشبرا سمعني احد اعضاء جمعية الشبان المسلمين فأعجب بتلاوتي وتأثر بأدائي وهو الاستاذ عبد العال السيد .. فقال لي: انا بلدياتك فقلت له انا من شبرا باص .. وقال وانا من زرقان .. فوجه لي الدعوة لزيارته بالشبان المسلمين .. ذهبت اليه في الموعد المحدد فاستقبلني بحفاوة واهتمام وقدمني لرئيس جمعية الشبان المسلمين 'صالح باشا حرب' وقال له: الشيخ محمود علي البنا بلدياتي وقارئ مجيد وصوته جميل وعرفني عليه، وفي اثناء احتفال جمعية الشبان باستقبال عام هجري جديد في احتفال كبير اقيم في دار الاوبرا حضره عدد كبير من رجال الدين وكبار المسؤولين بالدولة فقال صالح باشا حرب: الذي سيفتتح الاحتفال بالقرآن الكريم الشيخ محمود علي البنا .. ولان الاحتفال كان مذاعا على الهواء ولانني لست قارئا اذاعيا آنذاك .. اعترض المذيع وقال لابد ان تكون معتمدا بالاذاعة فتدخل صالح باشا حرب وكلم مدير الاذاعة فاستجاب لطلب صالح باشا حرب وعندما قرأت تأثر السادة الحضور بأدائي وطلبوا اعادة الآية مرات، وبعد ذلك حصلت على اجازة التجويد من الازهر الشريف وتقدمت امام لجنة اختبار القراء بالاذاعة وقالوا لي جميعا الف مبروك يا شيخ محمود وكانت اول تلاوة بالاذاعة في آخر ديسمبر عام 1948، وكان عمره 22 سنة وهو من اصغر القراء بالاذاعة، والشيخ محمود علي البنا اختير عام 1968 لتسجيل المصحف المرتل ليضاف الى العمالقة الشيخ الحصري وعبد الباسط ومصطفي اسماعيل ومحمد صديق المنشاوي.

المساجد الكبرى
وكان يطلق عليه لقب قارئ المساجد الكبرى فقرأ القرآن في مسجد الملك يوم الجمعة لمدة خمس سنوات بحدائق القبة ثم انتقل الى مسجد الامام احمد الرفاعي بالقلعة ثم بعد ذلك انتقل الى مسجد العارف بالله السيد احمد البدوي بطنطا، وغيرهم من المساجد الكبرى، وكان الشيخ البنا صديقا للزعماء جمال عبد الناصر لاعجابه الشديد بصوته وادائه للرئيس السادات وكان وفيا ومخلصا فقدره الرئيس السادات واعجب بادائه وصفائه القلبي.. وكان صديقا حميما للشيخ الشعراوي، سافر الشيخ البنا الى اماكن المسلمين في شتى بقاع الدنيا على مدى ما يقرب من اربعين عاما ولم يترك قارة من قارات الدنيا الا وسافر اليها وذلك في شهر رمضان الذي طالما اسعد الملايين من الجاليات المسلمة بسماع صوته القرآني ..
محمد مغربي - ينشر بترتيب مع وكالة الاهرام للصحافة


الشيخ محمد رفعت ... (كروان الجنة)

http://www.islamonline.net/arabic/famous/2001/07/images/pic1a.jpg

د. أسامة عانوتي

تمر بالناس ذكرى وفاة مقرئ العصر الشيخ (محمد رفعت) مرور الكرام، ولا يكاد يذكر اسم صاحبها الا نفر قليل منهم لا كما يفتقدون ليلة القدر تغيب عن اعينهم. والكوكب الدري يخبو من دنياهم. واذا كان (جمال العبقريات الحياء) - كما قال (شوقي) - فان الوفاء لا ينبغي أبداً ان يكون كذلك! فمنذ ان انتقل (رفعت)، قبل ربع قرن، الى جوار مَنْ كانت آياته زاد عمره وبلاَلَه، غاص في لجة النسيان كما كان ترتيله يغوص في القلوب. فاذا سُنَّة الشرق حيال النابغين فيه إرث وتقليد! روى لي احدهم كيف سمع (رفعت). اول عهد اللبنانيين به، قال: انه كان يتلو من قوله تعالى (اقتربت الساعة وانشق القمر). وكان (الراديو) نادراً، عزيز المنال. ولكن الصوت كان ينبعث من احد البيوت المجاورة، فهرع حافي القدمين الى الحديقة ليقف على جلية الامر، فقد كان الذي يسمع بدعاً، خارقاً. اما يوم اذَّنَ (رفعت) للصلاة، فقد رأى الناس يتدافعون الى شرفات منازلهم وحدائقهم يستطلعون مثله الخبر. وقال قصَّ (1) الاستاذ محمد فتحي، المراقب العام سابقاً للاذاعة المصرية، قصة اروع من ذلك وأطرف: (حدث (سنة 1937) ان اتفقنا مع محطة الـ B.b.c (اذاعة لندن العربية) على اقامة برنامج مشترك لمدة نصف ساعة بدأناه بتلاوة القرآن دقيقة واحدة من الشيخ رفعت. ومضت هذه المسألة ثم جاءت الحرب الاخيرة. وفي سنة 1943 زارني طيار كندي وذكّرني بهذا البرنامج وسأل عن الذي اذاع القرآن، وقال انه حين سمعه استرعى انتباهه وشغله ببحث الدين الاسلامي، وانه اسلم بعد ذلك. ثم طلب ان يرى الشيخ رفعت. فجمعناه به).


ولد الشيخ محمد بن محمود رفعت في القاهرة سنة 1882، وكُفَّ بصره وله من العمر ست سنين. وبدأ، وهو في الخامسة من عمره، يحفظ القرآن الكريم في كُتَّاب ملحق بمسجد (فاضل) بدرب الجماميز. فأتم ذلك، وهو ابن احدى عشرة سنة، على الشيخ عبد الفتاح هنيدي. وقد ثابر على قراءة سورة (الكهف) في هذا المسجد كل يوم جمعة. وفاءً له. ولم يقعده عن ذلك الا مرضه الاخير.
وطارت شهرته ولم يتجاوز الرابعة عشرة. وفي تلك الحقبة سجلت له احدى الاميرات المصريات بعض قراءاته على اسطوانات من الشمع. ومبلغ علمي ان هذه الاسطوانات لم تزل مجهولة المصير. وكان يؤثر من بين المقرئين الشيخ المناخلي، ومن بين المطربين يوسف المنيلاوي. وكان يتزود من موسيقى الاوبرا والسمفوني والتواشيح فكان يستمع الى (بتهوفن). و(موزار)، و(فاغنر)، وغيرهم. وكان لديه مجموعة طيبة من اسطوانات الموسيقى. فقد كان ذا معرفة بالموسيقى، كما كان اعلم قراء مصر بمواضع الوقف (2) من الآيات.
وقد حدّث موسيقار الجيل الاستاذ محمد عبد الوهاب في (قصة (3) حياتي) من اذاعة (صوت العرب) ثم في لقاء (3) اذاعي جرى معه في ذكرى رفعت سنة .1963 كيف كان يتعقب جلسات رفعت من تلاوة وذكر، و(يجلس عند قدميه) (5) وقد شافهني الاستاذ عبد الوهاب برأيه بصوت رفعت، وفحواه: انه صوت لا نظير له بين المقرئين اطلاقاً.
ومن سوء طالع (رفعت) انه اقتعد مقعد الشهرة الكاملة في زمن لم يكن فيه التسجيل قد شاع بعد. ولولا اذاعة لندن العربية التي سجلت له اول شريط (جزءاً من سورة (مريم)) في 18 كانون الاول سنة 1939، ثم بعض سورة (الكهف)، ونفر من اصدقائه المعجبين كالمرحومين محمد خميس بك وزكريا مهران باشا، لما بقي لنا من فنه أثر. فان (الاذاعة المصرية) لم تبدأ تسجيلها له الا بعد مرضه الاخير. ولم يكن لديها (6). حتى سنة 1950، غير اربعة تسجيلات له هي: (الكهف) و (مريم) (مسجلة على شريطين تسجيليين مختلفين) و(طه) (عن اسطوانات مهران باشا).


وتجب الاشارة الى حقيقتين في هذا الصدد:
1 - لم تتوافر لهذه التسجيلات (ما عدا تسجيلي اذاعة لندن: (مريم) و (الكهف)) الشروط الفنية اللازمة لتكون صورة صادقة عن صوته. فأكثرها قد قام به هواة في زمن لم يكن التسجيل فيه هَوَى (هواية) مدرباً، مدروساً. وانما كان وقفاً على محطات الاذاعة التي لم تكن جميعاً تستوي كفاية وتجهيزاً فنياً. اضف الى هذا ان نقلها من جديد على اشرطة قد عرضها الى مزيد من التشويه. بل لقد مسحت بعض الايات منها. فلجأت الاذاعة الى (خليفة رفعت)، المقرئ المبدع، المفتنٌ الشيخ (أبي العينين شعيشع) ليسد تلك الثغرات بصوته المشابه - على نحوٍ ما - لصوت (رفعت). فتطوع لهذا العمل تطوعاً.
2 - كانت هذه التسجيلات - خلا تسجيلي اذاعة لندن - في اواخر ايامه، فلم تمثّل صوته على حقيقته ايام مجده. ومن هنا تفرد تسجيلا سورة (مريم) و (الكهف) اللذان سجلتهما اذاعة لندن (ثم اهدت الاذاعة المصرية نسخة منهما). بأنهما التسجيلان اليتيمان، الصحيحان لصوته، وترتيله (7).
والذي يزيد من الاسى الا تتنبه الاذاعة المصرية الى تسجيل تلاوته منها، وقد كان (نجمها اللامع، يذيع منها يومياً بخمسة وعشرين جنيهاً في الشهر). وقد اقتضى عن التسجيل الواحد ثمانين جنيهاً، غير العوض عن اذاعته كل مرة (وأرفع ما بلغ ذلك اثنا عشر جنيهاً). اما تسجيله جزءاً من سورة (الكهف) لاذاعة لندن فقد بذلوا له في لقائه مئة جنيه - وهي اعلى اجرة نالها - علاوة على خمسة جنيهات عن اذاعته مرة واحدة. واما ادنى نَوْل اصابه فكان عشرين قرشاً مصرياً! ولا ريب في ان ما كان يبذل له عن تلاوته. إبان شهرته، كان يعدّ مالاً وفيراً.
لم يكن (رفعت) نسيج وحده بين القراء في الفن فحسب، بل في التديّن والخلق ايضاً. فانه ابى ان يذيع القرآن من الاذاعة الا بعد ان جاءته فتوى شرعية تجيز ذلك، وبعد ان استأذن بذلك استاذيه الشيخ محمداً البغدادي النقشبندي. والشيخ محمداً السمالوطي. كما كان لا يساوم. فقد كان يقبل الاجرة من الاذاعة بدون مناقشة. حتى جعل مدير الاذاعة عهد ذاك (سعيد لطفي باشا) المكافأة نفسها لمقرئ آخر، فأبى واحتج بأن شعوره قد تأذّى بذلك. وكان رد الاذاعة عجيباً فقد استغنت عن ترتيله! ولكنها ما لبثت. تحت وطأة غضبة المستمعين ان ترضّته.
وقد دعاه (نظام حيدر أباد) للترتيل في حفلات يوبيله بخمسة عشر الف جنيه. فعزّ عليه ان يتكسب بالقرآن فيسافر الى الهند متجراً بآيات الله. وأبي ان يسجل تلاوته على اسطوانات تجارية لانه كان يخشى ان يمسك بالاسطوانة سكران او جُنُب، وقد دأب على الاحسان بكتاب الله لا في (مسجد فاضل) فحسب، الذي نشأ فيه، وظل له وفياً، بل في حي (السيدة زينب) كله الذي ترعرع فيه، اذ كان يتلو القرآن لوجه الله في كل مأتم من مآتم هذا الحي.
وقد شهد هذا الحي محنته في السنوات السبع الاخيرة من حياته: فقد اصطلحت عليه امراض ارتفاع ضغط الدم، والتهاب الرئة، ثم الفوّاق (الحازوقة) الذي لم يجد الطب فيه نفعاً، فلازمه الى وفاته، وكان يضطره الى الاضطجاع ليل نهار. فهو ضعيف لا يقوى على الجلوس دَعْ عنك المشي.
وتقلص دخله، فلم يتجاوز اثنين وثلاثين جنيهاً في الشهر. فلجأ الى تأجير الطبقة الارضية من بيته بشارع (يحي بن زيد) في حي (السيدة زينب)، حيث كان مكتبه، والطبقة الاولى. واستقر في الطبقة العلوية، يبكي اسبوعاً كاملاً. فقد بنى هذا البيت ايام شبابه. ورأى فيه دنياه تقبل عليه. والناس. كباراً وصغاراً، يجعلونه مثابة ومنتدى.
وما ان استنفرت مجلة (المصور) (8) القاهرية عارفي قدره حتى فاضت عواطفهم وأريحتهم. فتأتّى لديها في بضعة ايام ثمانية جنيهات ومئة، وخمسة وعشرون قرشاً مصرياً. كما اسهمت جريدتا (الاهرام) و (المصري) في هذا الواجب. وكتب في هذا الشأن الاديب الاستاذ احمد الصاوي محمد. ولكن (رفعت) شكر محبيه واعتذر عن قبول هباتهم قائلاً لمندوب المجلة: (اني يا ولدي عشت طول حياتي بكرامتي. وهذا من فضل الله علي وكرمه. وقد كفاني جلّ وعلاَ ذل السؤال. فعندي ايراد منزلي الذي اقيم في احدى شققه، وعندي قطعة ارض في (المنيرة) عليه بضعة دكاكين. حقيقة ان نفقات العلاج كبيرة، ولكن فضل الله عظيم. واني اشكر حضرات المتبرعين، وادعو الله ان يقيهم شر المرض). بل لقد اعتذر من قبول (الوصفات) الطبية. وزيارات الاطباء المتطوعين (9). ولكن وزير الاوقاف، عهد ذاك، دسوقي اباظة باشا، كفى الشيخ ومحبيه كل هذا الحرج. فجعل لرفعت مكافأة مالية محترمة في كل شهر. استبدل بها رفعت. بعد بضعة اشهر. مكافأة، اي مكافأة. ففي اليوم التاسع من شهر ايار (مايو) سنة 1950 آثره اكرم الاكرمين بجواره. فمضى اليه شبحاً يعروه الهزال، مُضْنَى، قد قضى آخر ايامه ذاهلاً بين النوم واليقظة، وخلف ثلاثة بنين وابنة واحدة. ولم يكن له من دنياه سوى قطعة ارض صغيرة عليها سبعة دكاكين. الى جانب بيته. وربما كانت امنيته الوحيدة التي لم تتحقق انه لم يمت في عنفوان مجده.
وتحضرني في ذكراه قصة تلك السيدة التي رفعت صحيفتها لما اتاها نعيّ الاديب (جاك لندن) - وصاحت في جماعة من الفتيات والفتيان العابثين وهم يمرحون: (كفّوا عن الضحك لقد مات جاك لندن). وأراني اهتف بالمسلمين والعرب في يوم ذكرى رفعت: (لقد استردت الجنة كروانها. ومات الشيخ محمد رفعت الا فاذرفوا دمعة وفاء).


(1) (هل أدت محطة الاذاعة رسالتها?) (ندوة الهلال)، مجلة (الهلال) ((القاهرة)، عدد سبتمبر (ايلول) 1947)، صفحة .50
(2) الزر كلي (خير الدين): (الاعلام) 7/.313
(3) حلقات أذيعت سنة 1963 ولدي تسجيل صوتي لها.
(4) احتفظ بتسجيل صوتي لهذا اللقاء.
(5) ردد (عبد الوهاب) في ذلك اللقاء، هذا التعبير بالذات غير ما مرة.
(6) تبلغ عدة تسجيلات (رفعت) في مكتبي سبعة وعشرين (غير تسجيل سورة (مريم) من اذاعة لندن، والاذان). فقد استطاعت الاذاعة بعد وفاته ان تنسخ تسجيلات خميس بك مهران باشا المذكورة. ولا اعلم ان احداً غيرهما سجل لرفعت تلاوة، باستثناء اذاعتي مصر ولندن.
(7) هذا هو بالضبط رأي الموسيقار محمد عبد الوهاب في اللقاء الاذاعي في ذكرى رفعت سنة .1963
(8) (الشيخ محمد رفعت يحتاج لنفقات العلاج)، العدد 1296، 12 اغسطس (آب) 1949، ص 18-56.19، و(الشيخ محمد رفعت يرفض اخذ الهدايا المالية ويشكر اصحابها) العدد 1298، 26 اغسطس (آب) 1949، ص 20،.66
(9) تحطمت القيثارة المقدسة (المصور) العدد 1336، 19 مايو (أيار) 1950 ص 20-21،.




أبو العينين شعيشع : زار أكثر الدول الإسلامية وحصل على أرفع الأوسمة.. واستقبل في العراق استقبال الملوك

http://www.qquran.com/sh3esha3/pic.jpg

http://www.alafasy.com/temp/album/pics/11.jpg

02/10/2006 كان نقيبا للقراء..
وعميدا للمعهد الدولي لتحفيظ القرآن الكريم
هو قارئ مسجد السيدة زينب رضي الله عنها ونقيب قراء جمهورية مصر العربية وعضو المجلس الاعلى للشؤون الاسلامية وعميد المعهد الدولي لتحفيظ القرآن الكريم وعضو لجنة اختبار القراء بالإذاعة والتلفزيون، وعضو اللجنة العليا للقرآن الكريم في وزارة الاوقاف وعضو لجنة عمارة المساجد بالقاهرة، ولد القارئ الشيخ ابو العينين شعيشع يوم ،1922/8/12 في مدينة بيلا بمحافظة كفر الشيخ في اسرة كبيرة العدد متوسطة الدخل بعد ان رزق الله عائلها بأحد عشر مولودا.
التحق بالكتاب في 'بيلا' وهو في سن السادسة، وحفظ القرآن الكريم قبل سن العاشرة، ألحقته والدته بالمدرسة الابتدائية لكي يحصل على شهادة كبقية المتعلمين من ابناء القرية، ولكن الموهبة تغلبت على رغبة الوالدة، كان الشيخ ابو العينين شعيشع يخرج من المدرسة ويحمل المصحف الى الكتاب، ولكنه كان حريصا على متابعة مشاهير القراء، فكان يقلدهم، ساعده ذلك جمال صوته وقوته ورقة قلبه ومشاعره، وحبه الجارف لكتاب الله وكلماته فشجعه ذلك وساعده على القراءة بالمدرسة امام المدرسين والتلاميذ كل صباح، وخاصة في المناسبات الدينية والرسمية التي يحضرها ضيوف او مسؤولون من مديرية التربية والتعليم، فنال اعجاب واحترام كل من يستمع اليه.

بداية الشهرة
كان وقتذاك مشاهير القراء يذهبون الى 'بيلا' لاحياء المآتم، والمناسبات الدينية، كان زملاء الشيخ ابو العينين يذهبون الى اماكن اللهو واللعب، بينما هو يبحث عن عزاء ليستمتع بسماع المشاهير من القراء، وكان يتخفى عن الانظار بجلوسه خلف السرادق، وكان في احيان كثيرة يغلبه النعاس فيذهب به الناس الى امه وهو نائم، وفي عام 1936 دخل الشيخ ابو العينين دائرة الضوء والشهرة عندما ارسل اليه من قبل مديرية الدقهلية الى المحافظات بدعوة لافتتاح حفل ذكرى الشهداء في مدينة المنصورة، وذلك عن طريق احد كبار الموظفين في بيلا، وذهب الى المنصورة والمفاجأة التي لم يكن يتوقعها انه كان امام حشد يضم اكثر من اربعة آلاف شخص في مكان الاحتفال فتملكه الخوف برهة من هول الموقف، فكيف لطفل في الرابعة عشرة من عمره أن يقرأ ويصمد امام تلك الوفود؟ لكن الله سبحانه وتعالى وفقه فقرأ الافتتاح والختام وبعد الختام اذا بالطلبة يلتفون حوله ويرفعونه حملا على الاعناق ويقدمون له عبارات الثناء.
وكان هذا الموقف هو نقطة التحول في حياة فضيلة الشيخ ونقله من مرحلة الطفولة الى مرحلة النضج المبكر والمسؤولية الكبرى، واتته الفرصة للذهاب الى القاهرة ليقرأ في عزاء اقيم بحدائق القبة، وجاء دوره فقرأ وكان موفقا فازدحم السرادق بالمارة بالشوارع المؤدية الى الميدان وبعد هذا النجاح نصحه الشيخ عبدالله عفيفي، رحمه الله، وقال له انه لابد ان يتقدم في الاذاعة فذهب به الى الاذاعة التي تختبر اقل من خمس دقائق على الاقل ولكن عند اختبار الشيخ ابو العينين وجدهم يستمعون اليه لاكثر من نصف الساعة، وبعد عدة ايام من الاختبار وصله خطاب تعيينه قارئا في الاذاعة ومن هناك ذاع صيته في الدول العربية والاجنبية عام 1939م.

في فلسطين
ومن اهم الاحداث في حياة الشيخ ان الدعوات تدفقت عليه من الدول العربية والاسلامية لاحياء ليالي شهر رمضان بها ومنها دعوة من فلسطين ليكون قارئا باذاعة الشرق الادنى، والتي كان مقرها يافا لمدة 6 اشهر، والاتفاق كان عن طريق المدير الانكليزي في الاذاعة المصرية فسافر عام 1940 وبدأ القراءة كل يوم يفتتح الاذاعة ويختتم ارسالها بتلاوة القرآن الكريم.

في العراق
ولحداثة سنه فإنه كان مرتبطا ارتباطا وثيقا بأمه واخوته ولم يقدر على فراقهم الا مدة شهر واحد فقط، فسافر دون علم المدير الانكليزي، وحدثت بعض المفارقات ولكنه عاد مرة اخرى بعد ان استوعب انه بهذا العمل قد تخلى عن شرط العقد، بعد ذلك جاءته دعوة عاجلة من السفير العراقي بالقاهرة لاحياء مأتم الملكة (عاليا) ملكة العراق بناء على رغبة من القصر الملكي الذي ارسل الى السفارة بطلب القارئ الشيخ ابو العينين شعيشع والشيخ مصطفى اسماعيل، ولكن العثور على الشيخ مصطفى اسماعيل كان صعبا فأشار الى السفير العراقي ان يأخذ معه الشيخ عبدالفتاح الشعشاعي فلما ذهبا الى المطار في العراق استقبلوهما استقبال الملوك والامراء، وعندما علم الشيخ عبدالفتاح الشعشاعي، انه لم يكن المطلوب غضب غضبا شديدا واصر على العودة ولكن الشيخ ابو العينين ثناه عن قراره رغم حداثة سنه، وفي نهاية الزيارة حصلا على وسام الرافدين وبعض الهدايا التذكارية وعادا الى ارض الوطن وكانت هذه ذكرى في حياة الشيخ ابو العينين لا ينساها.
وبعدها حصل على اوسمة عدة منها وسام الارز من لبنان، ووسام الاستحقاق من سوريا وفلسطين، واوسمة من تركيا والصومال وباكستان والامارات وبعض الدول الاسلامية، واخيرا وسام الامتياز من الطبقة الاولى من الرئيس محمد حسني مبارك.
سافر الشيخ شعيشع الى معظم الدول الاسلامية ودول العالم وقرأ في أكبر واشهر المساجد في العالم اشهرها المسجد الحرام بمكة والمسجد الاقصى بفلسطين والاموي بسوريا ومسجد المركز الاسلامي بلندن واسلم عدد غير قليل تأثرا بتلاوته.
محمد مغربي - وكالة الأهرام للصحافة

الشيخ صديق المنشاوي كان درة فريدة في عالم القراءة.. ولقب بأمين القراء

http://qarianquran.tripod.com/photo/minshawi-sadiq/1.jpg



29/09/2006 أمين القراء.. كانت حياته أقرب إلى الزهد والتصوف.. لم يجالس الأمراء.. بل جالس العلماء يذهب إليهم ويسعى بين أيديهم، أعطاه الله صوتا جميلا فلم يركن إلى حلاوة الصوت فقط، بل درس وتعلم، وثقف نفسه بنفسه.. لم يصل إليه كتاب إلا وقرأه بقلبه وعقله قبل عينيه.. إنه درة فريدة في عالم القراءة.. ولم يبخل في أن يقدم ثمانية عشر فردا من أسرته لقراءة القرآن الكريم.. إنه الشيخ العالم الجليل صديق المنشاوي ولقب بأمين القراء.. وهو بحق أمين عليه.
ولد الشيخ صديق المنشاوي ببلدة المنشاة بمحافظة سوهاج في سنة .1898
بدأ الشيخ صديق المنشاوي حفظ القرآن الكريم على يد والده فقد كان محفظا جيدا للقرآن.. وعلى سعة كبيرة من العلم وأكمل حفظ القرآن وهو في سن التاسعة من عمره انتقل الشيخ بعد ذلك الى القاهرة وتلقى علم القراءات على يد الشيخ المسعودي، وكان معلم قراءات مشهورا بمصر في ذلك الوقت.. والتحق الشيخ المنشاوي بالازهر الشريف من اجل هدف واحد وضعه نصب عينيه وهو تنمية المعلومات الدينية التي ترتبط بعلوم القراءات كالتفسير، وعلم اللغة الى ان تمكن من اتقانه للقراءات العشر الكبرى.. فعاد إلى بلدته بمحافظة سوهاج، واشتهر عنه وقتها أنه القارئ الوحيد على مستوى الصعيد، فلم يكن هناك قراء مشهورون، وهناك نذر نفسه لتلاوة القرآن.. فكان يجد حياته مع كتاب الله وضيافته بين دفتيه مترنما بكلماته ولم يتقاض أجرا على القرآن.. ولم يتفق على أجر معين طوال حياته المديدة حتى لقي ربه.. وهو عنه راض.

فقدان أشرطته
عاصر الشيخ صديق المنشاوي كلا من الشيخ محمد رفعت والشيخ احمد ندا، والشيخ منصور بدار، والشيخ علي محمود والقدامى من القراء.. وكان يعيش بسر من أسرار الله، لأنه كان كريما يفتح بيته لكل محتاج فما كان ينفقه كثير، حتى ظن الناس انه مليونير، ولم ينتقل الشيخ صديق المنشاوي إلى الاذاعة شأن غالبية القراء.. بل انتقلت إليه الإذاعة، حيث كان يقرأ القرآن ببلدة العسيرات.. وهناك سجل له عشرون شريطا، اذيع منها شريط واحد فقط، وللاسف فقد مسحت الشرائط كلها بعد ذلك لتسجل عليها اشياء اخرى.. دون أي تحقيق.. وفقدت الاذاعة صوتا قل ان يوجد.. وحاول محمد امين حماد رئيس الاذاعة في ذلك الوقت عمل اي شيء لظهور الاشرطة فلم يستطع.. وطلب من الشيخ ان يستقر في القاهرة.. فرفض وأصر على عدم مغادرة الصعيد وقال يكفي ابني محمد في القاهرة.. وكان الشيخ يردد دائما ان افضل قراءاته هو ما سجله للاذاعة.. وله سبعة اشرطة في هيئة الاذاعة البريطانية ومثلها في اذاعة سوريا.. وقرأ الشيخ صديق القرآن في كثير من محافظات مصر.. حتى انه كان يتلو القرآن في محافظتي قنا وأسوان لمدة ثلاثة اشهر متتالية.. ولم يغادر مصر إلى اي دولة طوال حياته الا لقضاء فريضة الحج وذلك عام .1924
ارتبط الشيخ صديق المنشاوي بمجالس الصالحين من اهل الزهد والتصوف، وكان يذهب اليهم ووراءهم في اي مكان.. وكان الصعيد عامرا بالصالحين أمثال الشيخ أبو الوفا الشرقاوي في نجع حمادي، فكان دائما ما يخصص يوما او يومين في الشهر لزيارة الشيخ.. وكان الشيخ ابو الوفا يشعر بمقدم الشيخ صديق المنشاوي فيطلب من مريديه واتباعه ان يفسحوا له المكان، وكان يدخل عليه من دون رسميات، وكان الشيخ المنشاوي يقرأ القرآن راكعا مغمض العينين حتى يستشعر جلال الله، وترك مكتبة ضخمة تضم آلاف الكتب، فقد كان شغوفا بالاطلاع على كل فروع العلم والمعرفة وكان دائما ما يدخل في مناقشات وكانت تنتهي لصالحه.
وفي شهر ابريل من عام ..1984 سكت الصوت الفريد بعد ان ملأ الدنيا شدوا.. مات السهل الممتنع الذي تكسرت عنده اصوات كثيرة.. مات الشيخ.. مات أمين القراء الشيخ صديق المنشاوي عن 86 عاما.. رحمه الله.
محمد مغربي - وكالة الاهرام للصحاف

القاريء الشيخ محمد صديق المنشاوي .. صوت الحزن الرائع

http://www.islamophile.org/spip/IMG/cache-276x408/art289-1-276x408.gif

هو نبتة الشيخ صديق المنشاوي وهو أول قاري تنتقل إليه الإذاعة لتسجل له ويرفض طلبها والاعتماد بها.. كان لا يكف عن قراءة القرآن .. يتلوه في كل أحواله.. عندما استمع المسلمون في اندونيسيا لصوته أجهشهم البكاء.... وهو من مواليد مركز المنشأة محافظة سوهاج عام1920م من أسرة حملت رسالة تعليم القرآن وتحفيظه وتلاوته على عاتقها فأبوه المقريء الشيخ صديق المنشاوي الذي ذاع صيته في أنحاء مصر والوجه القبلي معلماً وقارئاً ومجوداً للقرآن وله تسجيلاته النادرة بإذاعات سوريا ولندن والتي تذاع بصوته حتى الآن وعمه الشيخ أحمد السيد وهو الذي رفض القراءة بالقصر الملكي فكان الشيخ محمد صديق المنشاوي هو نبت هذا الفضل القرآني وقد التحق بكتاب القرية وعمره أربع سنوات ورأى شيخه أبو مسلم خيراً كثيراً لسرعة حفظه وحلاوة صوته فكان يشجعه ويهتم به فأتم حفظه قبل أن يتم الثامنة من عمره فأصطحبه عمه الشيخ أحمد السيد معه إلى القاهرة ليتعلم القراءات وعلوم القرآن ونزل في ضيافة عمه وعند بلوغه الثانية عشرة درس علم القراءات على يد شيخ محمد مسعود الذي انبهر به وبنبوغه المبكر فأخذ يقدمه للناس في السهرات والليالي وظل الصبي محمد صديق على ذلك الحال حتى بلغ الخامسة عشر فأستقل عن شيخه ووالده بعد ذيوع صيته بمحافظات الوجه القبلي بصفة عامة ومحافظة سوهاج بصفة خاصة فزادت ثقته بنفسه وكان له عظيم الأثر في رحلته مع القرآن بعد ذلك.

*الحاج سعودي محمد صديق.. في عام 1953م كتبت مجلة الإذاعة والتلفزيون في إحدى أعدادها عن الشيخ محمد صديق المنشاوي أنه أول مقريء تنتقل إليه الإذاعة.. فكيف كانت تلك الواقعة ؟ ولماذا انتقلت الإذاعة إليه؟ وهل كان يرفض القراءة لها؟

** كان صيته وشهرته وحسن قراءته وتلاوته حديث الناس في مصر ولما علم المسؤلون بالإذاعة بتلك الموهبة أرسلوا إليه يطلبون منه أن يتقدم بطلب للإذاعة ليعقد له اختبار فإن اجتازه يعتمد مقرئاً بها فرفض الشيخ هذا المطلب وقال: لا أريد القراءة بالإذاعة فلست في حاجة إلى شهرتها ولا أقبل أن يعقد لي هذا الامتحان أبداً... فما كان من مدير الإذاعة في ذلك الوقت إلا أن أمر بأن تنتقل الإذاعة إلى حيث يقرأ الشيخ محمد صديق المنشاوي وبالفعل فوجئ الشيخ وكان يحي حفلاً رمضانياً في قرية إسنا بدار أحد الأثرياء لعائلة حزين بأن الإذاعة أرسلت مندوبها لتسجل قراءته وتلاوته وفي ذات الوقت كانت مجموعة أخرى من الإذاعة قد ذهبت لتسجل قراءة أبيه الشيخ صديق المنشاوي والذي كان يقرأ بقرية العسيرات بمحافظة سوهاج في بيت الحاج أحمد أبو رحاب وكانت تلك التسجيلات من جانب الإذاعة لتقييم صوتيهما فكانت تلك أول حادثة في تاريخ الإذاعة أن تنتقل بمعداتها والعاملين بها ومهندسيها للتسجيل لأحد المقرئين فكان ما قلته لحضرتك وفعلاً كتبت إحدى المجلات عن هذه الواقعة.

 عندما قيم المسؤلون بالإذاعة الشريطين الذين سجلا للشيخ محمد صديق وأبيه أرسلوا إليهما لإعتمادهما إلا أنهما رفضا مرة ثانية... فكيف تم إذن اعتماد الشيخ محمد صديق المنشاوي بالإذاعة ولماذا أصر أبوه على موقفه؟

** أثار هذا الموقف غضب المسؤلين بالإذاعة وكادت أن تصبح مشكلة كبيرة إلا أن أحد المقربين من الشيخ محمد صديق وكان ضابطاً كبيراً برتبة اللواء وهو عبد الفتاح الباشا تدخل في الأمر موضحاً للشيخ محمد أن هذا الرفض ليس له أي مبرر و لا يليق به خاصة وأن الإذاعة قد أرسلت إليه مهندسيها وفنييها لتسجل له بعد رفضه، وطالما أن المسؤلين قد أعطوه قدره وأنصفوه فليس هناك أي مبرر للرفض ولا بد أن يحسن معاملة المسؤلين كما أحسنوا معاملته، وبعد إلحاح شديد ذهب الشيخ محمد صديق المنشاوي للإذاعة واستكمل تسجيلاته وظل قارئاً بالإذاعة منذ ذلك إلى أن توفاه الله، أما والده فقال: يكفي الإذاعة المصرية من عائلة المنشاوي ولدي محمد.

http://www.islamophile.org/spip/IMG/cache-346x509/resize_of_aal-siddiq-346x509.jpg

 ولهذا السبب أيضاً سجل بعض الشرائط لإذاعات سوريا ولندن؟

** هو بالضبط كذلك فقد كانت شهرة الشيخ صديق السيد تملأ آفاق العلم العربي رغم أنه لم يقرأ بالإذاعة المصرية فطلبت منه إذاعتا سوريا ولندن تسجيل القرآن بصوته لهما... فرفض في البداية ولكنه بعد معاودة الاتصالات والإلحاح عليه وافق على تسجيل خمس أشرطة للقرآن بصوته للإذاعتين ولم يزد على ذلك وكان يقول: لولا إلحاحهم المستمر ما وافقت على تلك التسجيلات.

 كيف استقبل الشيخ محمد صديق المنشاوي رفض أبيه للقراءة بالإذاعة المصرية؟

** كان لا يعارض أباه أبداً ويحترم رأيه دون نقاش ولم يعلق على ذلك الأمر.

 طلب الملك فاروق من الشيخ أحمد السيد عم الشيخ محمد صديق المنشاوي أن يكون قارئاً بالقصر الملكي... إلا أنه رفض.... لماذا؟

** هو لم يرفض.. ولكنه اشترط على الملك أن تمتنع المقاهي عن تقديم المشروبات ولعب الطاولة اعتبارا من الساعة الثامنة مساء وقت إذاعة القرآن الكريم والذي كانت تنقله الإذاعة من القصر الملكي قائلاً للملك: إن للقرآن جلاله فهو كلام الله ولا يجب أن ينشغل الناس عنه وقت تلاوته بالسؤال عن المشروبات والحديث واللهو ولعب الطاولة فقال له الملك: ذلك يعني أن نكلف حارساً على كل مقهى وهذا أمر يتعذر علينا فقال الشيخ أحمد: كذلك فهذا أمر يتعذر علينا أيضاً وتلا قوله تعالى" وإذا قريء القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلم ترحمون" فما كان من الملك إلا أن أجله وقدره ولم يجبره على القراءة بالقصر الملكي.

 تزوج الشيخ محمد صديق المنشاوي مرتين فما سبب زواجه الثاني ؟

** لقد تزوج عام 1938م من ابنة عمه وكان ذلك هو زواجه الأول وأنجب منها أربعة أولاد ولدين وبنتين ثم تزوج الثانية وكان عمره قد تجاوز الأربعين وكانت من مركز أخميم محافظة سوهاج وأنجب منها تسعة أبناء خمسة ذكور وأربع إناث وكانت زوجتاه تعيشان معاً في مسكن واحد يجمعهما الحب والمودة وكان يقول: الناس يحبونني ويتمنون مصاهرتي وقد توفت زوجته الثانية أثناء تأديتها فريضة الحج قبل وفاته بعام واحد.

*كان قد أشيع أن صوت الشيخ محمد صديق المنشاوي ضعيف ولا يستطيع تبليغه لمستمعيه إلا من خلال ميكرفون.. فمن كان صاحب تلك الإشاعة ؟ وكيف استقبلها الشيخ محمد صديق؟

** هي بالفعل كانت إشاعة ونكاية وحقداً من أحد المقرئين وقد حكى لنا بعض المخلصين من المقرئين عن واقعة أثبتت ما أقول حيث دعي الشيخ محمد لأحياء سهرة بمحافظة المنيا ودعي معه مقريء آخر وكان الحضور كثيرين جداً قد يزيد عددهم عن العشرة الآلاف جاءوا جميعاً ليستمعوا على القرآن بصوت الشيخ محمد فلما أحس ذلك المقريء بشغف الناس ومطالبتهم صاحب الدعوة بتعجل الشيخ محمد صديق بالتلاوة فما كان منه إلا أن أوصى عامل الميكرفون بافتعال عطل فني في الميكرفون وأطلق بين الناس شائعة أن صوت الشيخ محمد ضعيف جداً ولولا الميكرفون ما كان له هذا الصيت وعندما بدأ الشيخ محمد صديق يستعد للقراءة فوجيء بعامل الميكرفون يخبره بوجود عطل فني بالميكرفون يتعذر إصلاحه في حينه فاستشعر الشيخ محمد صديق بأن هناك مؤامرة لإحراجه وسط هذا الجمع الغفير فما كان منه إلا أن استعاذ من الشيطان الرجيم وأخذ يقرأ بين الناس ماشياً على قدميه تاركاً دكة القراءة والناس تتجاوب معه حتى أبهر الناس بقوة صوته فانخسأ هذا المقريء الحاقد تاركاً الحفل للشيخ محمد صديق المنشاوي الذي أحياه على تلك الحالة حتى ساعة متأخرة وعندما سألنا والدنا عن هذه الواقعة قال: لقد حدث ما قيل لكم، فسألناه عن اسم هذا المقريء فقال: إن الله حليم ستار.

http://www.islamophile.org/spip/IMG/cache-369x407/minshawi2-369x407.jpg

قيل أن نبوغ الشيخ محمد صديق المنشاوي المبكر في التلاوة سبب له الكثير من المتاعب التي وصلت بالحاقدين عليه أن يدسوا له السم في الطعام... فكيف نجا من هذا الموت المحقق؟ ومن الذي دس له هذا السم؟

** لقد حكى هذه الواقعة بنفسه ولو أن أحداً غيره قصها ما صدقته فقد جلس يحكي لجدي الشيخ صديق ونحن جلوس عنده أنه كان مدعواً في إحدى السهرات عام1963م وبعد الانتهاء من السهرة دعاه صاحبها لتناول الطعام مع أهل بيته على سبيل البركة ولكنه رفض فأرسل صاحب إليه بعضاً من أهله يلحون عليه فوافق وقبل أن يبدأ في تناول ما قدم إليه من طعام أقترب منه الطباخ وهو يرتجف من شدة الخوف وهمس في إذنه قائلاً: يا شيخ محمد سأطلعك على أمر خطير وأرجوا ألا تفضح أمري فينقطع عيشي في هذا البيت فسأله عما به فقال: أوصاني أحد الأشخاص بأن أضع لك السم في طعامك فوضعته في طبق سيقدم إليك بعد قليل فلا تقترب من هذا الطبق أو تأكل منه، وقد استيقظ ضميري وجئت لأحذرك لأني لا أستطيع عدم تقديمه إليك فأصحاب السهرة أوصوني بتقديمه إليك خصيصاً تكريماً لك، وهم لا يعلمون ما فيه ولكن فلان... ولم يذكر الشيخ اسمه أمامنا... أعطاني مبلغاً من المال لأدس لك السم في هذا الطبق دون علم أصحاب السهرة ففعلت فأرجوا ألا تبوح بذلك فينفضح أمري... ولما تم وضع الطبق المنقوع في السم عرفه الشيخ كما وصفه له الطباخ وادعى الشيخ ببعض الإعياء أمام أصحاب الدعوة ولكنهم أقسموا عليه فأخذ كسرة خبز كانت أمامه قائلاً: هذا يبر يمينكم ثم تركهم وانصرف.

 ألم يفصح الشيخ محمد عن اسم ذلك الرجل الذي أراد قتله؟

** كل الذي حدث أنه تعجب واندهش من أفعال ذلك الرجل وخاصة بعد علمه أنه مقريء ولكنه لم يذكر اسمه حتى أننا تعجبنا من عدم سؤال جدي لابنه عن اسم ذلك المقريء وأمام هذا الأمر لم يكن باستطاعتنا أن نسأل الشيخ محمد عنه مادام لم يفصح هو عنه.

 لم يلتحق الشيخ محمد صديق المنشاوي بأي معهد لتعلم الموسيقى ولم يدرسها على يد أحد الموسيقيين فكيف اكتسب صوته هذا النغم في التلاوة؟

** هي موهبة أنعم الله عليه بها وأذكر أن أحد الموسيقيين الكبار في فترة الستينات عرض عليه أن يلحن له القرآن قائلاً له: يا شيخ أنت الصوت الوحيد الذي يقبل الموسيقى في القرآن فقال له الشيخ محمد: يا سيدي لقد أخذت الموسيقى من القرآن فكيف تلحن أنت القرآن بالموسيقى فخجل الرجل من نفسه.

 هل كان يستمع إلى الموسيقى أو إلى المطربين؟

** كان كثيراً ما يستمع إلى الموسيقى وكان يحب الاستماع إلى صوت السيدة أم كلثوم ويقول أن في صوتها قوة رقيقة ونغم موسيقي كذلك كان يعشق صوت الشيخ طه الفشني وبخاصة أدائه الرفيع في الابتهالات والتواشيح الدينية وكان كثيراً ما يتصل به ويلتقيان ليقف معه على مواطن الجمال الموسيقي في صوته.

 عندما دعي للقراءة في حفل يحضره الرئيس جمال عبد الناصر رفض رفضاً تاماً... فماذا عن علاقته بالرئيس جمال عبد الناصر؟ ولماذا رفض؟

** لم تكن له علاقة بالرئيس جمال عبد الناصر ولكن الدعوة وجهها إليه أحد الوزراء قائلاً له: سيكون لك الشرف الكبير بحضورك حفل يحضره الرئيس عبد الناصر ففاجأه الشيخ محمد صديق بقوله: ولماذا لا يكون هذا الشرف لعبد الناصر نفسه أن يستمع إلى القرآن بصوت محمد صديق المنشاوي، ورفض أن يلبي الدعوة قائلاً: لقد أخطأ عبد الناصر حين أرسل إلي أسوأ رسله.

*رغم ذيوع صيته واتساع شهرته إلا أنه عندما كان يجلس أمام بيته لا يعرفه الناس ويسألونه عنه... ألم يسبب ذلك له شيئاً من الضيق والحزن لعدم معرفة الناس به رغم تلك الشهرة؟

** الشيخ محمد كان شديد التواضع وكان كثيراً ما يتحرر من عمامته ويرتدي جلباباً أبيض وطاقية بيضاء ويجلس أمام باب بيته فكان بعض الناس يعتقدون أنه بواب العمارة وخاصة وأن بشرته قمحية ولكن ذلك لم يكن يضايقه وذات مرة اقترب منه أحد الأخوة المسيحيين وكان جاراً لنا في المسكن فلما اقترب من الشيخ محمد صديق لم يعرفه وقال له: لو سمحت يا عم ما تعرفش الشيخ محمد صديق المنشاوي موجود في شقته ولا لأ فنظر إليه الشيخ محمد قائلاً له: حاضر يا بني انتظر لما أشوفو لك وبالفعل تركه الشيخ محمد صديق وصعد إلى شقته وارتدى العمة والجلباب والنظارة ثم نزل إليه وسلم عليه هذا الذي سأل عنه منذ لحظات ولم يقل له الشيخ عندما سأله أنه هو من يسأل عنه حتى لا يسبب له حرجاً لعدم معرفته به وهو صاحب الصيت والشهرة في العالم العربي وقضى لذلك الرجل مسألته.

http://www.islamophile.org/spip/IMG/cache-348x381/minshawi4-348x381.jpg

كيف كانت علاقته بأهل بلدته بعد أن نال هذا القدر العظيم من الشهرة؟

** كانت علاقته بأهل بلدته لا تنقطع وهذه عادات أهل الصعيد فكان عطوفاً بهم محباً لفقرائهم وأذكر أنه قال لنا ذات مرة أنه يريد عمل وليمة كبيرة لحضور بعض الوزراء وكبار المسؤلون على العشاء فتم عمل اللزوم ولكننا فوجئنا بأن ضيوفه كانوا جميعاً من الفقراء والمساكين من أهل البلدة وممن يعرفهم من فقراء الحي الذي كنا نعيش فيه.

 دوالي المريء.... هي المرض اللعين الذي هاجم الشيخ محمد صديق المنشاوي في سن مبكرة.... فتوفى دون الخمسين من عمره.. فما هي قصته مع المرض؟

** في عام 1966م أصيب رحمه الله بدوالي المريء وقد استطاع الأطباء أن يوقفوا هذا المرض بعض الشيء بالمسكنات ونصحوه بعدم الإجهاد وخاصة إجهاد الحنجرة إلا أنه كان يصر على الاستمرار في التلاوة وبصوت مرتفع حتى أنه في عامه الأخير الذي توفى فيه كان يقرأ القرآن بصوت جهوري بالدرجة الأمر الذي جعل الناس يجلسون بالمسجد الذي كان أسفل البيت ليستمعوا إلى القرآن بصوته دون علمه ولما اشتد عليه المرض نقل إلى مستشفى المعادي ولما علم الرئيس عبد الناصر بشدة مرضه أمر بسفره إلى لندن للعلاج على نفقة الدولة إلا أن المنية وافته قبل السفر في 20/6/1969م.

 وهل كان الشيخ يعلم بخطورة مرضه ودنو أجله؟

** كان يعلم بذلك تماماً وكان يشغل نفسه بقراءة القرآن وأذكر انه كان عندي بالمحل قبيل وفاته بشهر تقريباً وكان من عادته أن يعطي حذاءه لعامل الورنيش ليمسحه فلما رآه هذا العامل بالمحل أسرع إليه طالباً حذاءه ليمسحه كعادته لأن الشيخ يجزل له في العطاء إلا أن الشيخ محمد قال له: خذ هذه المرة حسابك من سعودي... فقال له عامل الورنيش: ليه يا مولانا.. فقال: لن أدفع مرة أخرى وكانت تلك آخر مرة يحضر فيها إلى المحل وكأنه يعلم بدنو أجله.

 ما هو الأجر الذي كان يتقاضاه الشيخ محمد صديق المنشاوي بعد أن أصبح قارئاً مشهوراً؟

** كان لا يطلب أجراً من أي إنسان وذلك كما عوده والده الشيخ صديق السيد فإذا ما دعي لأي سهرة يأخذ ما يعطى له دون أن ينظر في هذا المبلغ وقد أثار هذا الأمر انتقاد بعض المقرئين الذين طلبوا منه أن يرفع أجره حتى لا تضيع قيمته كمقريء له وزنه فأدرك ذلك الأمر مؤخراً حيث وجد أن الناس يقولون أنه يقبل أي شيء لأنه دون مستوى أقرانه من المقرئين فما كان منه إلا أن رفع أجره ولكن مع الذين لا يعرفهم ويخشى أن يشهروا به بهتاناً وزوراً.

 في أي المساجد عينته وزارة الأوقاف بعد اعتماده مقرئاً في الإذاعة؟

** بمسجد الزمالك بحي الزمالك وظل قارئاً لسورة الكهف به حتى توفاه الله.

(...)

 كيف استقبل أبوه الشيخ صديق السيد نبأ وفاته؟

** لم يتأثر على الإطلاق تأثر الخارجين عن الرضا بقضاء الله وقدره قائلاً: نحن نعيش كل يوم هذه الحقيقة فكيف لا نرضى وإنا لله وإنا إليه راجعون.

*لماذا لم يسجل الشيخ محمد صديق المنشاوي القرآن مجوداً للإذاعة؟

** لقد سجل الشيخ محمد صديق القرآن بصوته مجوداً للإذاعة ينقصه خمس ساعات تقريباًُ ولكن للأسف الشديد فإن المسؤلون في الإذاعة لا يهتمون بتسجيلات المقرئين وفي عام 1980م ذهبت للإذاعة ووجدت أن الشرائط المسجل عليها القرآن بصوت الشيخ محمد صديق تم تسجيل برامج أخرى عليها مثل ما يطلبه المستمعون أو خطاب الرئيس عبد الناصر وللأسف لم ننتبه لهذا الإهمال إلا عندما ذهبنا إلى الإذاعة لنحصل على نسخة من القرآن بصوته مجوداً.. أما فيما يتعلق بالقرآن المرتل فقد سجله للإذاعة كاملاً وحصلنا على نسخة منه.

*ماذا عن علاقته بالشيخ محمد رفعت؟

** كان يحبه حباً شديداً وقد تأثر بصوته وتلاوته وكان يقول لنا ذلك كذلك كان يحب الاستماع إلى القرآن بصوت من عاصروه من المقرئين دون استثناء فكان إذا جلس في البيت لا يترك الراديو باحثاً عن أية محطة إذاعية تذيع القرآن بصوت أحد المقرئين فكان يستمع إليهم جميعاً دون استثناء.

 عندما سافر إلى اندونيسيا في أول زيارة له خارج مصر بكى أثناء تلاوته للقرآن... لماذا؟

**كان في تلك الرحلة مرافقاً للشيخ عبد الباسط محمد عبد الصمد بدعوة من الرئيس الإندونيسي أحمد سوكارنو فأرسل إلي خطاباً قال فيه: لم أر استقبالاً لأهل القرآن أعظم من استقبال الشعب الإندونيسي الذي يعشق القرآن بل ويستمع إليه في إنصات شديد ويظل هذا الشعب واقفاً يبكي طوال قراءة القرآن مما أبكاني من هذا الإجلال الحقيقي من الشعب الإندونيسي المسلم وتبجيله لكتاب الله.

 هل كان الشيخ محمد يمارس الرياضة؟

** نعم... كان يحب المشي وكان يترك سيارته يومياً أمام مسجد الإمام الحسين ويبلغ السائق بألا ينتظره ويعود للمنزل بحي حدائق القبة مشياً على الأقدام.

http://www.islamophile.org/spip/IMG/cache-307x420/minshawi3-307x420.jpg




 كان الشيخ محمد صديق مقلاً في ركوب سيارته.... فلماذا اشتراها إذن؟

** اشترى السيارة عام 1955م ولم يكن له بها هوى ولكنها فقط كانت تعينه في تنقلاته خارج القاهرة أما فيما عدا ذلك فكان قليلاً ما يركبها.

 هل ورث أحد أبناءه حلاوة صوته ومهنة القراءة في السهرات؟

** كل أولاده يحفظون القرآن والحمد لله كاملاً ولكن لم يتمتع أحد منا بحلاوة الصوت باستثناء ولديه صلاح وعمر الأول يعمل محاسباً والثاني معيداً بجامعة الأزهر وهما دون الثلاثين من عمرهما ويتميزان بصوت طيب جميل وقد شهد لهما الكثير من المتخصصين في علوم القراءاتوهما يدرسان الآن علوم القراءات استعداداً لاحتراف هذه المهنة فيما بعد إن شاء الله.

 ما هي الجوائز التي حصل عليها؟

** منحه الرئيس الإندونيسي أحمد سوكارنو وسام الاستحقاق من الطبقة الأولى وحصل على وسام الاستحقاق من الطبقة الثانية من سوريا.

 وماذا عن تكريم الحكومة المصرية له؟

** لم يحصل على أية تكريم من مصر حتى الآن وإن كانت الدولة كرمت والده الشيخ صديق السيد رحمه الله بعد وفاته عام 1985م فمنحته وسام الاستحقاق من الطبقة الثانية.

من كتاب (أصوات من نور) لمحمود الخولي بتصرف

محمود صديق المنشاوي

http://www.islamophile.org/spip/IMG/cache-229x301/mahmoud1-229x301.jpg

http://www.alafasy.com/temp/album/pics/12.jpg


ولد القارئ الشيخ محمود صديق المنشاوي عام 1943، فهو قارئ ابن قارئ هو الشيخ صديق المنشاوي، وشقيق قارئ هو الشيخ الشهير محمد المنشاوي ووالد قارئ هو الشيخ صديق محمود المنشاوي. سجل المصحف مرتلا ،ولكن لا يزال حبيس أدراج الإذاعة المصرية، له عدد من التسجيلات في البلاد التي سافر إليها منها الكويت والإمارات واليمن والسودان وإيران وماليزيا وجنوب أفريقيا. وله العديد من المحافل القرآنية في صعيد مصر التي تُقرأ في العزاء أو المناسبات الدينية.


الشيخ راغب مصطفى غلوشِِ الشاويش والمقرئ!
أحيا ليالي رمضان في المركز الإسلامي في لندن فأسلم العشرات عند سماع صوته

http://www.quran-voice.com/media1/images/Ragib-Mustafa-Galwash.gif

http://www.islamophile.org/spip/IMG/cache-226x259/art322-1-226x259.jpg

09/10/2006 ولد القارئ الشيخ راغب مصطفى غلوش قارئ المسجد الدسوقي بدسوق، يوم 5/7/1938، بقرية 'برما' مركز طنطا بمحافظة الغربية. حفظ القرآن قبل ان يتم العاشرة من عمره وبعد ما حفظه كاملا تعلم كيف يجوده ويرتله على يد الشيخ عبد الغني الشرقاوي باحكام التلاوة في قريته برما.
في الرابعة عشرة من عمره ذاع صيته في القرى المجاورة حتى وصلت مدينة طنطا معقل العلماء، توالت الدعوات وانهالت عليه من القرى والمدن القريبة من قريته في شهر رمضان عام 1953، بقرية 'محلة القصب' بمحافظة كفر الشيخ، وكانت سنه 15 سنة. اتجه الشيخ راغب الى قبلة العلم القرآني بمدينة طنطا والتحق بمعهد القراءات بالمسجد الاحمدي وتولاه بالرعاية المرحوم الشيخ ابراهيم الطبليهي. وفي مسجد الحسين بدا ينطلق الى ما كان يحلم به فقد تعرف على كبار المسؤولين في الدولة وتقرب منهم وشجعوه على القراءة امام الجماهير وكانوا سببا في ازالة الرهبة عن نفسه، وكانوا سببا قويا في كثير من الدعوات التي وجهت اليه لإحياء مآتم كثيرة بالقاهرة زامل فيها مشاهير القراء بالاذاعة امثال الشيخ مصطفى اسماعيل والشيخ عبد الباسط عبد الصمد والشيخ محمود خليل الحصري وغيرهم من مشاهير القراء، وكان من بين رواد المسجد الحسيني الاستاذ محمد امين جماد مدير الاذاعة آنذاك، فقال له الحاضرون ان يعطي بطاقة لراغب ليتمكن من دخول الاذاعة لتقديم طلب التحاق كقارئ بالاذاعة وبالفعل اعطاه بطاقة وطلب إليه ان يقابله غدا بمكتبه بمبنى الاذاعة بالشريفين، فذهب اليه واحسن استقباله واخبره بموعد الاختبار.

الاختبار
وذهب الى الاختبار فوجد نفسه واحدا من بين 160 قارئا ينتظرون دورهم، وكان وقتها يؤدي دوره في الخدمة العسكرية، فقد ذهب بالملابس (الميري) وساله المتقدمون للاختبار اذا كان من الحرس ام لا فلما وجدوه زميلا لهم دعوا له بالتوفيق، وقد كان يوما عصيبا حيث كان انتظاره من الساعة الواحدة ظهرا الى السابعة مساء ليدخل امام اللجنة وانتهى اختباره الساعة الواحدة بعد منتصف الليل. وقد نال اعجاب الجميع فذهب الى قريته وبعد 20 يوما وصله خطاب بانه من السبعة الفائزين من ضمن 160 قارئا فلم يدر ماذا يفعل وقتها من السعادة المفرطة التي كانت تتملكه؟. وعند انهاء خدمته العسكرية ذهب الى بلدته فقابله اهلها بحفاوة غير مسبوقة ومقطوعة النظير. وبالطبع لم يعلم راغب انه قد تم تعيينه في الاذاعة من قبل تسليمه الخدمة العسكرية، فلما وصل وجد صوره في الجرائد وعنوان بالبنط العريض 'شاويش ومقرئ'.

الاسلام على صوته
حفل تاريخه المشرف بالعديد من شهادات التقدير التي لا تؤثر في مشاعره بقدر ما يؤثر فيه الوسام الفريد المتمثل في حب الناس له تاثرا بجمال صوته وعذوبته وجلاله ووقاره الذي الف ملايين القلوب وجمع ثروة جماهيرية كبيرة تجلت في اعلان اسلام العشرات بعد سماعهم لتلاوته بالمركز الاسلامي في لندن عام 1970 حينما كان مبعوثا لإحياء شهر رمضان من قبل وزارة الاوقاف وصحبه الشيخ نصر الدين طوبار.


المكافاة الاولى
من المواقف التي لا ينساها الشيخ راغب حيث كان ببلوكات الامن بالدراسة عام 1961م، حدث ان توفي احد الضباط الكبار (لواء) بوزارة الداخلية واقيم له 'مأتم كبير بالعباسية ففوجئ بالسيد القائد يطلب منه ان يحيي المآتم مع الشيخ عبد الباسط عبد الصمد، وكان بملابس التجنيد، ولكنه كان يحتفظ بزي القراء الخاص به في حقيبة ملابسه دائما، وقد حان دوره ليخرج من الحقيبة، صلى المغرب وذهب الى ميدان العباسية فاذا به يرى السرادق الذي لم يره في حياته من قبل من حيث المساحة وعدد المعزين من الرتب والمناصب الكبرى، والصوت المنبعث من مكبرات الصوت المنتشرة في كل مكان حول السرادق.. لقد كان يجلجل بصوت الشيخ عبد الباسط من المكبرات..
دعا الشيخ راغب ان يوفقه الله امام هذا العملاق ذي الامكانات المتعددة.. وجلس امام الشيخ عبد الباسط، فلما رآه علم بفطنته انه قد جاء ليشاركه القراءة في تلك الليلة.. وبعد انتهائه من القراءة سلم كل منهما على الآخر، ودعا له الشيخ عبد الباسط بالتوفيق من الله.. وصعد الى اريكة القراءة.. وقرا قرآنا وكأنه من السماء تجلى وكأن التجلي الرباني والتوفيق الالهي اجتمعا ونزلا عليه فادى بقوة ابن العشرين فانقلبت الموازين بتعاطف الموجودين معه، مما ساعده على الوثوق بنفسه اكثر واكثر، وبعد ما قال 'صدق الله العظيم' سمع ما سمع من الثناء عليه والدعوات له والبشرى بالتوفيق، فابكاه ما ابكاه من فرط الفرحة والسعادة.. وبعد انتهاء المأتم تقدم اليه القائد ليعطيه ظرفا مغلقا فرفض ان ياخذه لكن القائد اصر وقال له بمزاح انها اوامر ويجب ان تنفذ فتسلم الظرف، وعندما انصرف وفتحه وجد به مبلغ خمسة عشر جنيها وهو اول مكسب كبير في حياته، حيث كانت الليلة التي يحييها لا تزيد على خمسين قرشا فقط.. وهذا قبل عيد الاضحى بأيام.. فقال في نفسه ثلاثا الحمد لله الحمد لله الحمد لله


الشيخ الشحات محمد أنور

شق طريقه وأثبت وجوده بين العمالقة رغم المعاناة التي عاشها في شبابه


http://qarianquran.tripod.com/photo/shahhat/21.jpg

11/10/2006 في قرية كفر الوزير، مركز ميت غمر في محافظة الدقهلية ولد القارئ الشيخ الشحات محمد أنور قارئ مسجد الإمام احمد الرفاعي يوم 1 يوليو عام ،1950 في اسرة صغيرة العدد .. توفي والده بعد ولادته بثلاثة اشهر فقط فلم يتمكن الطفل الرضيع من تمييز ملامح ابيه ولكن حنان الأم فاق كل شيء فاحتضنته امه لكنها لم تشأ ان يشب ابنها يتيما بل ارسلته الى خاله فتبناه واتم رعايته وتربيته فحفظ على يديه القرآن الكريم وهو في الثامنة من عمره وبواسطة خاله الشيخ حلمي محمد مصطفى رحمه الله راجع القرآن اكثر من مرة ولما بلغ العاشرة ذهب به خاله الى إحدى القرى المجاورة وهي قرية 'كفر المقدام' ليجود القرآن على يد المرحوم الشيخ علي سيد احمد 'الفرارجي' الذي أولاه رعاية واهتماما خاصين لانه وجد لديه الموهبة التي تؤهله لأن يكون واحدا من اشهر قراء القرآن الكريم في مصر والعالم.

التدريب وصقل الموهبة
كان الشيخ الشحات حريصا جدا على المحافظة على القرآن الكريم حفظا وترتيلا وتجويدا خصوصا انه اصبح شابا في مقتبل العمر ومطلوب منه ان يعول اسرته الصغيرة التي ليس لديها امل في الدنيا غيره وخصوصا بعدما توفي خاله ولم تتبق سوى والدته وجدته فكان يذهب الى المآتم والسرادقات التي يقرأ فيها كبار المشاهير من القراء فيتعلم منهم ويعيش جو المناسبة حتى يتمكن من الأداء الجيد فيما بعد فكان الناس يدعونه لإحياء المناسبات من مآتم او افراح أو ندوات او غيرها فكان يطبق ما كان يتعلمه من هؤلاء القراء والمشاهير اللامعين مما زاده شهرة. ولان قرية كفر الوزير تقع في منطقة تمتلئ بحفظة القرآن وقرائه كان عليه ان يولد عملاقا لكي يستطيع ان يثبت وجوده بين نخبة من القراء اصحاب الشهرة الواسعة والامكانات الكبيرة امثال الشيخ جودة أبو السعود والسعيد عبدالصمد الزناتي والشيخ حمدي الزامل الذين اشعلوا المنافسة في المنطقة بظهورهم دفعة واحدة ولكن ظهرت موهبة الفتى الموهوب فجأة لتدفعه بين عشية وضحاها ليكون ندا للجميع داخل مكانة لا تنكر بينهم رغم صغر سنه فتألق كقارئ كبير يشار اليه بالبنان وهو دون العشرين عاما.

المعاناة في مرحلة الشباب
كانت بداية الشيخ الشحات بداية قاسية بكل معايير القسوة لم ترحمه تلقبات الحياة المرة طفلا وبدلا من ان تضع في طريقه من يأخذ بيده وينشر له من رحمته ويحيطه بسياج من العطف والحنان بدلا من هذا عرف الأرق طريق الوصول إليه فكيف ينام وتقر له عين ويسكن له جفن أو يهدأ له بال وهو مطالب بالانفاق على أسرة كاملة فبدأ تلبية الدعوات التي انهالت عليه من كل مكان فكان يتقاضى في الدعوة التي في القرية ما يقارب من ثلاثة أرباع الجنيه إذا كانت المسافة سيرا على الأقدام أما إذا كانت ركوبا فكان الأجر يرتفع إلى سبعة جنيهات فكان يعود إلى أمه وجدته بما يتبقى معه من سهرة فتنهال عليه دعواتهما بالتوفيق والنجاح فكانت هذه الدعوات هي الملجأ الذي منه يواصل تقدمه والمحاولة إلى الوصول لهدفه.. استطاع الشيخ الشحات في فترة وجيزة أن يكون لنفسه شخصية قوية ساعده على ذلك ما أودعه الله إياه من عزة النفس وبعد النظر واتساع الأفق والذكاء الحاد والحفاظ على مظهره والتمسك بقيم وأصالة الريف مع التطلع بعض الشيء إلى الشياكة في المعاملة التي تغلفها رقة تجعل المتعامل معه يفكر ثم يفكر انها تكلف أم انها طبيعة وهذا ما سنجيب عنه.

في الإذاعة
كان لابد لهذا الفتى المتألق دائما الذي يتدفق القرآن من حنجرته كجداول الماء الجاري العذب أن يشق طريقه نحو الإذاعة وقد شجعه على دخول الإذاعة رئيس مركز ومدينة ميت غمر في السبعينات المستشار حسن الحفناوي بدعوة إلى إحدى المناسبات الدينية التي كان سيحضرها المرحوم د. كامل البوهي أول رئيس لإذاعة القرآن الكريم وذلك عام 1975 - ،1976 فسمعه الدكتور البوهي وشجعه على دخول الإذاعة فتقدم بطلب إلى الإذاعة ولكن اللجنة رغم شدة إعجابها به وأدائه قالوا له إنه محتاج إلى مهلة لدراسة التلوين النغمي فسأل الأستاذ محمود كامل فدله على الالتحاق بالمعهد الحر الموسيقي فالتحق به ودرس لمدة عامين حتى صار متمكنا من كل المقامات الموسيقية بكفاءة عالية، وفي عام 1979 تقدم بطلب للاختبار مرة أخرى أمام لجنة الاختبارات في الإذاعة فطلب منه احد الاعضاء ان يقرأ 10 دقائق ينتقل من خلالها من مقام الى مقام آخر مع الحفاظ على الاحكام ومخارج الالفاظ والتجويد والالتزام في كل شيء خصوصا التلوين الغنائي والنغمي وبعدها اثنى على ادائه اعضاء اللجنة وانهالت عليه عبارات الثناء والتهاني من الأعضاء وتم اعتماده قارئا بالإذاعة عام 1979م.
الشيخ محمود خليل الحصري
أول من رتل القرآن في الأمم المتحدة والكونغرس الأميركي

http://upload.wikimedia.org/wikipedia/ar/thumb/a/a9/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B5%D8%B1%D9%8A.jpg/180px-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B5%D8%B1%D9%8A.jpg

http://www.islamophile.org/spip/IMG/cache-270x230/hosari-2-270x230.jpg

افتتح الحفل الرسمي لإضاءة مكة بالكهرباء عام 1954م
ابنته 'ياسمين الخيام' سببت له مشاكل وآثارت حوله الجبل
الشيخ محمود خليل الحصري من مواليد شبرا النملة محافظة الغربية في 17 سبتمبر 1917، وهو متزوج وله سبعة اولاد وقد تعلم فن القراءة للقرآن الكريم في معهد طنطا الديني، ومعهد القراءات..
حياة الشيخ الحصري حافلة بل وغريبة فقد سمي الحصري نسبة الى صناعة الاب المكافح الذي كان يبيع الحصر للناس بعد ان يجدلها بيديه، وكانت مشاركات الحصري له عديدة في عمله فيصنع الحصر ويبيعها الى جانب حفظ القرآن الكريم، فقد اتم حفظه في سن العاشرة على يد شيخ كتاب القرية، وقد لعبت الكتاتيب دورا بارزا في حياته.
وقد كان زميلا للشيخ مصطفي اسماعيل، والشيخ محمود البنا في تلقي دروس القراءات، واصولها على يد شيخ المعهد الاحمدي بطنطا الشيخ ابراهيم سلام.
قرأ القرآن في شبرا النملة - مسقط رأسه - نظير عشرة قروش، ثم قرأ القرآن ولاول مرة خارج قريته في كفر الشيخ علي بكفر الريا طوال ثلاث ليال بمائة وعشرين قرشا.
تخصص الشيخ الحصري في علوم القراءات العشر الكبرى وطرقها ورواياتها بجميع اسانيدها ورافق رحلة الرئيس عبد الناصر في الهند وباكستان عام 1960، ورافق فضيلة الامام الاكبر شيخ الجامع الازهر في رحلته الى اندونيسيا والملايو والفلبين وهونا كاكونغ.

إضاءة مكة
اختارته الحكومة السعودية لافتتاح الحفل الرسمي لاضاءة مكة المكرمة بالكهرباء عام 1954، بدعوة رسمية.
تولى وظائف قارئ المسجد الاحمدي بطنطا عام 1950، ثم قارئ المسجد الحسيني عام 1955، كما عين مفتشا للمقارئ عام 1957، ووكيلا لمشيخة المقارئ عام 1958، كما عين مراجعا ومصححا للمصاحف بمشيخة الازهر الشريف عام 1959، كما صدر قرار وزاري بتعيينه شيخا للمقارئ في 2 يناير 1961م.
وقد كانت عبقرية الشيخ الحصري تقوم على الاحساس اليقظ جدا بعلوم التجويد بالقرآن الكريم، وهي علوم موضوعية داخلية تجعل من البيان القرآني سيمفونية بيانية تترجم المشاعر والاصوات والاشياء فتحيل المفردات الى كائنات حية، وكذلك تاثره بالقرآن الكريم حيث كان عاملا بما يقول.
كان اول من بادر الى تسجيل المصحف المرتل كاملا عبر الاثير في اذاعة القرآن الكريم، وجاءت الاقدار بنفسها طائعة للشيخ الذي كان يتمنى ان يسمعه الناس من خلال الاذاعة مما اتاح له انشاء اذاعة مستقلة.. الامر الذي اعتبره صفعة قوية ضد الاعيب الصهاينة الذين يحرفون الكلم عن مواضعه.
كما اتيحت له الفرصة لهداية عشرة فرنسيين ابان زيارته لباريس عام 1965، وبعد هذه الواقعة الرائعة قام بتلقين الشهادة لثمانية عشر رجلا وامراة اميركيين.
حصل على وسام العلوم والفنون من الدرجة الاولى سنة 1967، كما حصل على العديد من الاوسمة والنياشين من ملوك ورؤساء الدول العربية والاسلامية تقديرا لدوره في خدمة القرآن.
سنة 1968 انتخب رئيسا لاتحاد قراء العالم الاسلامي ورتل القرآن في جميع الدول العربية وفي دول اوروبا واميركا وآسيا واول من رتل القرآن في الامم المتحدة والكونغرس الاميركي وهي واحدة من اهم زياراته خلال السنوات الطويلة التي امضاها في السفر والترحال.
انتقل الى رحمة الله تعالى، وترك لنا ذكراه وصوته العذب بعد ما اوصى بثلث تركته للانفاق منها على مشروعات الخير ولخدمة المسجدين بالقاهرة وطنطا، والمعاهد الرئيسية الثلاثة ومكتبة لحفظ القرآن والانفاق في جميع وجوه الخير مقابل وجه الله الكريم، وكانت وفاته يوم الاثنين الموافق 24 نوفمبر 1984 .
وقد رتل الشيخ الحصري القرآن في قاعة الرؤساء في متحف لندن ومن المعروف ان الملكة اليزابيث افتتحت مهرجان التراث 'عالم الاسلام' في قاعات هايوارد بلندن حيث عرضت فيه اكبر مجموعة من التراث الاسلامي الفني وفي هذا المتحف البريطاني عرضت الخطوط العربية لاشهر المصاحف خاصة تلك التي نسخت في القرنين التاسع والعاشر بالخط الكوفي بالاضافة الى المخطوطات المتأخرة العهد التي كتبت في القرون الوسطى وفق اساليب كبار خطاطي المماليك والمغول والزخرفة في عهد العثمانيين ومصاحف اندلسية.
كانت تلك واحدة من اهم الزيارات التي حضرها الشيخ الحصري.

ياسمين الخيام
اما عن الجانب الشخصي للشيخ الحصري فقد بدأت ابنته ياسمين الخيام في الغناء مما اثار ضجة وجدلا بين علماء الدين وعلماء الدنيا ونقدا لاذعا له، حيث لا يصح ابدا ان رجل القرآن الكريم تخرج من بيته مطربة على الرغم من انها كانت تغني الاناشيد الدينية، ومنعا لتلك الضجة رفض ان تظهر كريمته في المسارح والاحتفالات العامة التي يشهدها الرجال، وامرها برفض عروض عشر حفلات عرضت عليها احتراما لرأي الشرع الاسلامي الحنيف.. وسمح الشيخ الحصري لكريمته بان تحضر (احتفالات النساء فقط) وان تسجل التواشيح الدينية.
الحصري يسبق بهذا القرار قرار لجنة الفتوى بالازهر الشريف التي لا تزال تبحث الامر من الوجهة الشرعية ولم تصدر قرارها بشأنه حتى الآن.
محمد مغربي - وكالة الاهرام للصحافة
الشيخ محمد عبدالعزيز حصان
القارئ الفقيه.. وصاحب الصوت الذي يهز المشاعر ويخطف الألباب

http://abdmokassir.jeeran.com/%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF%20%D8%AD%D8%B5%D8%A7%D9%8 6.jpg

12/10/2006 القارئ الشيخ محمد عبد العزيز حصان قارئ المسجد الاحمدي بطنطا ولد في اغسطس عام 1928 بمركز كفر الزيات بمحافظة الغربية التي انجبت الشيخ مصطفى اسماعيل والشيخ محمود خليل الحصري والاثنان من الرعيل الاول بالاذاعة المصرية، وكل منهما عميد لمدرسة قرآنية فريدة. ويذكر لهما التاريخ القرآني انهما وضعا محافظة الغربية على الخريطة العالمية في مجال تلاوة القرآن الكريم.
حفظ الشيخ حصان القرآن الكريم وهو ابن السابعة من عمره، ساعده على ذلك تفرغه الكامل لحفظ القرآن الكريم بسبب فقدانه لبصره، فكان متفرغا لشيء واحد وهو حفظ كتاب الله عز وجل، وبدأت علامات النبوغ والذكاء تظهر عليه وهو طفل صغير مما دفع الشيخ على زلط الصديق المخلص للحاج عبد العزيز لان يشجعه على الذهاب بابنه 'محمد' الى كتاب الشيخ عرفه الرشيدي رحمه الله ليحفظ القرآن.

الشيخ
ويقول الشيخ حصان: '.. لانني كنت غير مبصر لقبني اهالي المنطقة بالشيخ محمد رغم صغر سني فكنت اشعر بالفخر والاعتزاز بالنفس والوقار والرجولة المبكرة، ينظرون الي نظرة تقدير واحترام في البيت وفي القرية وفي الكتاب مما زادني حبا في القرآن وحفظه، وهنا فطنت الى انني لا اساوي شيئا بدون القرآن الذي به ساكون في اعلى عليين وعلى قمة المجد والعزة في الدنيا والآخرة'.. لم يتوقف طموح هذا الفتى الموهوب عند هذا الحد من التفوق، ولكنه كان دؤوبا صابرا طموحا في الوقت نفسه متفائلا لا يعرف اليأس اليه طريقا.. فتعلم القراءات السبع وحفظ الشاطبية في مدة لا تزيد على عامين فقط فاصبح عالما باحكام القرآن قبل العاشرة من عمره ليثبت للجميع انه يستحق ان يلقب بالشيخ 'محمد'.
وبعد مشوار طويل مع التلاوة للقرآن الكريم على مدى خمسة عشر عاما منذ سن الخامسة عشرة وحتى الثلاثين قضى الشيخ حصان خمسة عشر عاما قارئا للقرآن في المآتم والسهرات والمناسبات المختلفة استطاع خلالها ان يبني مجدا وشهرة بالجد والعرق والالتزام وعزة النفس والتقوى في التلاوة.. مع الحفاظ على حب الناس، فاصبح هو القارئ المفضل للقاعدة العريضة من الناس بعد رحيل الشيخ مصطفى اسماعيل والشيخ الحصري، لانه انفرد بعدة مميزات اهلته لان يكون صاحب مدرسة في فن التلاوة وحسن الاداء وجمال الصوت وعذوبته ليلتحق كثير من القراء غير الاذاعيين بمدرسته، وقليل من الاذاعيين يحاول ان يستعين ببعض وقفه الذي تميز به والذي جعل احد الدارسين بالجامعة والباحثين في علوم القرآن يحصل على رسالة الدكتوراه عن الشيخ حصان في الوقف والابتداء تحت عنوان التصوير النغمي للقرآن الكريم 'علم التنغيم' عام 1990.

الصوت القوي
يميز الشيخ حصان بدايته بقوة تهز المشاعر وتخطف الالباب وتنخلع بها الافئدة لينذر الغافل ويوقظ القلب الساكن لتطير روح السامع معه في ملكوت آيات الكتاب الخالد بابداع صوت دافئ معبر خاشع رقيق.. واطلق عليه القارئ الفقيه لانه يبتكر جديدا في الوقف الذي لم يجرؤ عليه احد لانه يحتاج الى براعة واحساس وتلوين تنسحب معه الارواح التقية.. بعد هذا التألق وهذه الشهرة من الكفاح والمثابرة كان لابد ان ينتقل الشيخ حصان من قريته الى مدينة كفر الزيات لسهولة الاتصال بجماهيره ومحبيه وعشاق فنه للاستماع الى تلاوته.. بعد هذا التحرك الى مدينة كفر الزيات دخل الشيخ حصان دائرة التنافس بقوة واقتدار مع عدد من مشاهير القراء امثال الشيخ راغب غلوش والشيخ الزامل وغيرهما من الكبار.. ورغم ذلك لم نسمع ان احدهم خرج من سهرة وهو على خلاف مع زميله مع شدة وضراوة المنافسة، والكل يشهد على مدى الحب والاحترام والتقدير فيما بينهم.. يقول الشيخ حصان: '.. هكذا تعلمنا من المرحوم مصطفى اسماعيل والمرحوم الشيخ الحصري الذي كان عندما يأتي الى قريتنا او قرية مجاورة لنا لاحياء سهرة، كان يطلب مني ان اقرأ معه ويقول يا شيخ محمد نفسي اسمعك ولو عشر دقائق وبالمرة تساعدني في القراءة لانني مجهد، فاشعر ان الشيخ الحصري لا يريد المساعدة لانه ليس مجهدا، ولكنه يريد ان يشجعني ويرفع من حالتي المعنوية باسلوب رفيع جدا لا يصدر الا من امثال الكبار الواثقين بانفسهم وقدراتهم، وعندما كان يشعر بأنني اقتربت من الختام كان يطلب مني الاستمرار في التلاوة ليشعرني بأنني قارئ كبير مثله'.

محمد مغربي - وكالة الاهرام للصحافة