Risa-Chan
13-2-2008, 02:32 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيفكم يا أعضاء Msoms?
جبت لكم اليوم قصة جديدة وقصيرة من تأليفي وأتمنى عدم نقلها لأي منتدى
لأي سبب من الأسباب
وأتمنى أن تنال على إعجابكم
********************************
....القصــــــــــــة....
كانت فكرة لقاء أبيها تلح في خاطرها بقوة , لقد أقترب عيد ميلادها السابع عشر , وهي تقريباً لا تعرف أباها
فقد إنفصل عن والدتها وهي في عامها الأول , لا تعرفه إلا من خلال صور يتيمة تحتفظ بها بعيداً عن زوج
أمها , الرجل الذي أحسن إليها , وأعدها إبنة له.
رسخت الفكرة وأختمرت , إلى أن جاء الوقت الذي أفصحت فيه عن مكونات قلبها ... كان ذلك في
ليلة باردة , وبينما والدتها مع زوجها تتسامر أمام شاشة التلفاز , قالت في تردد:
-أمي , أرجوكِ أعيريني إهتمامك برهة من الوقت , وأنت أيضاً يا أبي.
خفض والدها صوت التلفاز , ورمقها في حنان , وهتف:
-كلنا آذان صاغية يا حبيبتي.
شحب وجهها , وأرتجفت شفتيها من الخوف والتوتر , فعقدت والدتها حاجبيها قائلة في ضيق:
-ماذا يا (كاترينا) ؟
ربت الأب على كتف الأم في رفق , قائلاً في هدوء:
-أفصحي يا (كاترينا) , هل حدث مكروه لك في المدرسة؟
أومأت برأسها نفياً في بطء , وأطرقت برأسها , وتمتمت في حرج:
-بل هو أمر يتعلق بوالدي , أقصد أبي الحقيقي.
إلتقى حاجبا والدتها في صرامة , وحدجت إبنتها بنظرة نارية , وصرخت:
-من؟؟
قال الأب موجهاً حديثه للأم في حزم:
-هذا حقها يا (دورثي).
أجابته في إنفعال:
-عن أي حق تتكلم يا (نيل) , (كاترينا) الحمقاء تسأل عن الحقير الذي هجرني وهجرها
سته عشر عاماً , إنه....
قاطعها في صرامة وحدة مفاجئة:
-والدها الحقيقي ومن حقها لقاءه.
إتقدت عيناها شرراً , وتصاعدت انفاسها على نحو مقلق والكلمات تندفع كالطلقات النارية
من شفتيها:
-والدها زير نساء أصيل , لايشرفها رؤية وجهه الكريه , حمدلله على اننا نحيا بعيداً
عن نزقه وفجوره , إنه سافل , وضيع , منحط و...
هب الأب من الأريكة صائحاً في شدة::
-هذا يكفي يا (دورثي) , كل ما قلته لايغير من الواقع شيئاً , السيد (دوجلاس) والد (كاترينا)
ولا يجوز إهانته أمام إبنته.
تصببت (كاترينا) عرقاً وهي ترى والدها-زوج أمها- يتشاجر مع والدتها على هذا النحو القاسي , وتمنت
التدخل بينهما , لكن خوفها الغريزي من أمها , وقف حائلاً دون ذلك , فأكتفت بدور الكومبارس الصامت ,
والمناقشة الحادة مستمرة , حسمها أخيراً عبارة قوية , حماسية قالها الزوج في حزم , وهو يرمق
(كاترينا) في حنان قوي , وعاطفة مشبوبة:
-القرار لـ (كاترينا) فقط , وأنا أجبرها الأن على مقابلة أبيها.
شهقت الأم , وتمتمت بدموع عينيها:
-تجبرها... أنت...
أجابها في صرامة , برأس مرفوع في شموخ:
-نعم.. أنا.
وقفت (كاترينا) في بطء , ونظراتها المندهشة تتطل جلياً من خلف أهدابها الطويلة , نحو والدها ,
نظرات تحمل من الإمتنان , أضعاف ما تحمله من الحب , أدركت في هذه اللحظة , أي رجل هذا,
بل أي إنسان هو , ووجدت نفسها تندفع نحوه وتتعلق بعنقه في حبور , في حين إنسحبت الأم
باكية , مقهورة , وتوارث خلف باب غرفتها , تجر أذيال الهزيمة.
أجهشت (كاترينا) بالبكاء , وتركها والدها تسكب إنفعالاتها على صدره وهو يقول في
لهجة تحمل حنان الدنيا كلها:
-ليس هناك إنسان يحرم إبن من رؤية والده , حتى لو كان والده سفاحاً قاتلاً , الأبوة
إحساس رائع , لن أحرمك من تذوقه.
وضمها إلى صدره...
************************************
في اليوم التالي بدت والدة (كاترينا) عصبية للغاية , لاسيما عندما قالت لها (كاترينا)
"صباح الخير" فأنفجرت مشاعر والدتها المكبوتة منذ الليلة الماضية , وهي تصرخ في وجهها ,
وترمي أطباق الإفطار رمياً على المائدة:
-عن أي خير تتكلمين , وأنت تصيرين على رؤية ذلك الحيوان...
إرتجفت شفتي (كاترينا) , وتحفظت على وصف والدها بالحيوان , فحملت حقيبتها المدرسية وركضت خارج
المنزل...
وفي المدرسة لم تجد شخصاً تروي له ألامها سوى صاحب الإحساس الدافىء , والصدر الحنون
(جون مارتيل) , وجدته يقرأ كتاباً كعادته كل صباح في ركنه المفضل بعيداً عن الجميع ,
أسرعت إليه ودموع عينيها تسبقها , جثمت أمامه دون إستئذان , قائلة::
-(جون) أنا في حيرة من أمري.
دُهش (جون) من موقفها الباكي , فأزاح كتابه جانباً وسألها في قلق:
-ما الأمر؟؟
بكت وهي تشرح له ما حدث الليلة الماضية من نقاش حول ضرورة مقابلة أبيها , متجنبه
الحديث عن الشجار الذي إندلع بين أمها وزوجها , و(جون) يصغي إلى حديثها في إهتمام
وإشفاق , حتى إنتهت والدموع تبلل وجنتيها , وشهقاتها تندفع من صدرها آهات مؤلمة.
رسم (جون) على شفتيه إبتسامة العذبة , وأخرج منديلاً ورقياً مسح به دموعها وهو
يهمس في حنان ورفق:
-لماذا البكاء يا عزيزتي , أنت تتمنين رؤية والدك , وأمك محقة بعض الشيء في منعك
لماذا تخلى والدك عن أمك سنوات طويلة , لهذا تحسبك أسقطته من ذاكرتك , وحين جاهرت
بأمنيتك , صدمت أمك , لاسيما أن هذا الطلب جاء مفاجئاً لها , وليس مفاجئاً للسيد (نيل)
يتبع بعد ردودكم الحلوة
كيفكم يا أعضاء Msoms?
جبت لكم اليوم قصة جديدة وقصيرة من تأليفي وأتمنى عدم نقلها لأي منتدى
لأي سبب من الأسباب
وأتمنى أن تنال على إعجابكم
********************************
....القصــــــــــــة....
كانت فكرة لقاء أبيها تلح في خاطرها بقوة , لقد أقترب عيد ميلادها السابع عشر , وهي تقريباً لا تعرف أباها
فقد إنفصل عن والدتها وهي في عامها الأول , لا تعرفه إلا من خلال صور يتيمة تحتفظ بها بعيداً عن زوج
أمها , الرجل الذي أحسن إليها , وأعدها إبنة له.
رسخت الفكرة وأختمرت , إلى أن جاء الوقت الذي أفصحت فيه عن مكونات قلبها ... كان ذلك في
ليلة باردة , وبينما والدتها مع زوجها تتسامر أمام شاشة التلفاز , قالت في تردد:
-أمي , أرجوكِ أعيريني إهتمامك برهة من الوقت , وأنت أيضاً يا أبي.
خفض والدها صوت التلفاز , ورمقها في حنان , وهتف:
-كلنا آذان صاغية يا حبيبتي.
شحب وجهها , وأرتجفت شفتيها من الخوف والتوتر , فعقدت والدتها حاجبيها قائلة في ضيق:
-ماذا يا (كاترينا) ؟
ربت الأب على كتف الأم في رفق , قائلاً في هدوء:
-أفصحي يا (كاترينا) , هل حدث مكروه لك في المدرسة؟
أومأت برأسها نفياً في بطء , وأطرقت برأسها , وتمتمت في حرج:
-بل هو أمر يتعلق بوالدي , أقصد أبي الحقيقي.
إلتقى حاجبا والدتها في صرامة , وحدجت إبنتها بنظرة نارية , وصرخت:
-من؟؟
قال الأب موجهاً حديثه للأم في حزم:
-هذا حقها يا (دورثي).
أجابته في إنفعال:
-عن أي حق تتكلم يا (نيل) , (كاترينا) الحمقاء تسأل عن الحقير الذي هجرني وهجرها
سته عشر عاماً , إنه....
قاطعها في صرامة وحدة مفاجئة:
-والدها الحقيقي ومن حقها لقاءه.
إتقدت عيناها شرراً , وتصاعدت انفاسها على نحو مقلق والكلمات تندفع كالطلقات النارية
من شفتيها:
-والدها زير نساء أصيل , لايشرفها رؤية وجهه الكريه , حمدلله على اننا نحيا بعيداً
عن نزقه وفجوره , إنه سافل , وضيع , منحط و...
هب الأب من الأريكة صائحاً في شدة::
-هذا يكفي يا (دورثي) , كل ما قلته لايغير من الواقع شيئاً , السيد (دوجلاس) والد (كاترينا)
ولا يجوز إهانته أمام إبنته.
تصببت (كاترينا) عرقاً وهي ترى والدها-زوج أمها- يتشاجر مع والدتها على هذا النحو القاسي , وتمنت
التدخل بينهما , لكن خوفها الغريزي من أمها , وقف حائلاً دون ذلك , فأكتفت بدور الكومبارس الصامت ,
والمناقشة الحادة مستمرة , حسمها أخيراً عبارة قوية , حماسية قالها الزوج في حزم , وهو يرمق
(كاترينا) في حنان قوي , وعاطفة مشبوبة:
-القرار لـ (كاترينا) فقط , وأنا أجبرها الأن على مقابلة أبيها.
شهقت الأم , وتمتمت بدموع عينيها:
-تجبرها... أنت...
أجابها في صرامة , برأس مرفوع في شموخ:
-نعم.. أنا.
وقفت (كاترينا) في بطء , ونظراتها المندهشة تتطل جلياً من خلف أهدابها الطويلة , نحو والدها ,
نظرات تحمل من الإمتنان , أضعاف ما تحمله من الحب , أدركت في هذه اللحظة , أي رجل هذا,
بل أي إنسان هو , ووجدت نفسها تندفع نحوه وتتعلق بعنقه في حبور , في حين إنسحبت الأم
باكية , مقهورة , وتوارث خلف باب غرفتها , تجر أذيال الهزيمة.
أجهشت (كاترينا) بالبكاء , وتركها والدها تسكب إنفعالاتها على صدره وهو يقول في
لهجة تحمل حنان الدنيا كلها:
-ليس هناك إنسان يحرم إبن من رؤية والده , حتى لو كان والده سفاحاً قاتلاً , الأبوة
إحساس رائع , لن أحرمك من تذوقه.
وضمها إلى صدره...
************************************
في اليوم التالي بدت والدة (كاترينا) عصبية للغاية , لاسيما عندما قالت لها (كاترينا)
"صباح الخير" فأنفجرت مشاعر والدتها المكبوتة منذ الليلة الماضية , وهي تصرخ في وجهها ,
وترمي أطباق الإفطار رمياً على المائدة:
-عن أي خير تتكلمين , وأنت تصيرين على رؤية ذلك الحيوان...
إرتجفت شفتي (كاترينا) , وتحفظت على وصف والدها بالحيوان , فحملت حقيبتها المدرسية وركضت خارج
المنزل...
وفي المدرسة لم تجد شخصاً تروي له ألامها سوى صاحب الإحساس الدافىء , والصدر الحنون
(جون مارتيل) , وجدته يقرأ كتاباً كعادته كل صباح في ركنه المفضل بعيداً عن الجميع ,
أسرعت إليه ودموع عينيها تسبقها , جثمت أمامه دون إستئذان , قائلة::
-(جون) أنا في حيرة من أمري.
دُهش (جون) من موقفها الباكي , فأزاح كتابه جانباً وسألها في قلق:
-ما الأمر؟؟
بكت وهي تشرح له ما حدث الليلة الماضية من نقاش حول ضرورة مقابلة أبيها , متجنبه
الحديث عن الشجار الذي إندلع بين أمها وزوجها , و(جون) يصغي إلى حديثها في إهتمام
وإشفاق , حتى إنتهت والدموع تبلل وجنتيها , وشهقاتها تندفع من صدرها آهات مؤلمة.
رسم (جون) على شفتيه إبتسامة العذبة , وأخرج منديلاً ورقياً مسح به دموعها وهو
يهمس في حنان ورفق:
-لماذا البكاء يا عزيزتي , أنت تتمنين رؤية والدك , وأمك محقة بعض الشيء في منعك
لماذا تخلى والدك عن أمك سنوات طويلة , لهذا تحسبك أسقطته من ذاكرتك , وحين جاهرت
بأمنيتك , صدمت أمك , لاسيما أن هذا الطلب جاء مفاجئاً لها , وليس مفاجئاً للسيد (نيل)
يتبع بعد ردودكم الحلوة