المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أشرس معركة إسلامية



ThA CaLiPh
29-2-2008, 10:57 AM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

كنا قد تحدثنا عن عبد الرحمن الغافقي و سيرته و بعض من أسباب الهزيمة في بلاط الشهداء و الآن نتحدث عن بلاط الشهداء بشكل أوسع فهي أشرس موقعة في تاريخ الإسلام و هي الحد الفاصل بين أوروبا و الإسلام.

ما رأيناه كان الحال الذي عليه جيش المسلمين، أما جيش النصارى فقد قَدِم من باريس بنحو أربعمائة ألف مقاتل، أي ما يقرب من ثمانية أضعاف الجيش الإسلامي، وكان على رأسهم رجل يسمى تشارل مارتل، ويطلقون عليه في العربية: قارلة، أما مارتل فهو لقبه ويعني المطرقة، وقد لقّبه به بابا إيطاليا؛ لأنه كان شديدًا على أعدائه، وكان من أقوى حكام فرنسا على الإطلاق، كانت ضخامة جيش الأعداء أمر قد اعتاد عليه المسلمون أو الفاتحون الأوائل، فلم تكن لتهزّهم مثل هذه الأرقام التي قدم بها النصارى من باريس، لكن جيش المسلمين كان فيه من عوامل الضعف الكثير، وفوق ذلك فهو يبعد عن أقرب مركز إمداد له وهو قُرْطُبَة بنحو ألف كيلو متر كما ذكرت سابقا.

في منطقة "بواتيه"، وفي موقعة من أشرس المواقع الإسلامية على الإطلاق، التقى الجمعان ودارت رحى حرب عظيمة، جَمْع المسلمين بما فيه من العوامل التي ذكرناها سابقًا من جهة، وجَمْع النصارى الذي يفوق جيش المسلمين بنحو ثمانية أضعاف كاملة من جهة أخرى، وكانت البداية في شهر رمضان من سنة 114 هـ= نوفمبر 732 م واستمر القتال لمدة عشرة أيّام متصلة، ورغم عدم تكافؤ القوتين لصالح النصارى، إلا أن الغلبة في بداية المعركة كانت للمسلمين على قلّة عددهم، لكن النصارى في نهاية المعركة فَطِنوا إلى كمية الغنائم الضخمة التي كانت خلف الجيش الإسلامي، فالتفّوا حول الجيش وهاجموا الغنائم وبدءوا يسلبونها، ولأن حبّ الغنائم كان قد أخذ موقعًا في قلوب بعض المسلمين، فكان أن ارتَبَك المسلمون وأسرعوا لحماية الغنائم الكثيرة، فحدثت هزة في وحدة صفّ الجيش الإسلامي وحدث ارتباك شديد كانت نهايته هزيمة قاسية للجيش الإسلامي في هذه الموقعة، موقعة بواتيه، أو موقعة بلاط الشهداء (بلاط هو القصر الذي دارت عنده الحرب، والشهداء لكثرة شهداء المسلمين في هذه المعركة).

لم تذكر الروايات الإسلامية حصرًا دقيقًا لشهداء المسلمين في بلاط الشهداء، إلا أن بعض الروايات الأوروبية بالغت كثيرًا في أعداد قتلى المسلمين فيها، فتذكر بعضها أن قتلى المسلمين في بلاط الشهداء بلغ خمسة وسبعين وثلاثمائة ألف مسلم، وهو بلا شك رقم مبالغ فيه جدًا؛ لأن جيش المسلمين في الأساس لم يتعد حاجز الخمسين ألفًا.

وفي رواياتهم يقول الأوروبيون متخوّفين أنه لو انتصر المسلمون في بلاط الشهداء على الفرنسيين لفتحت أوروبا كلها، ولدُرِّس القرآن في جامعات أوكسفورد وغيرها من الجامعات الأوروبية، ووالله إنها لتعاسة لهم وخسران أن المسلمين لم ينتصروا في هذه المعركة، ولو انتصروا لانتشر الخير في هذه البلاد، لكنهم ظلّوا في ضلالاتهم وظلوا في غيّهم يعمهون ويعبدون غير الله سبحانه وتعالى ويشركون به.

بعد هذه المعركة انسحب المسلمون إلى الداخل، ومع أنهم هُزموا وانسحبوا إلا أنها لم تكن هزيمة ساحقة كما صورها الأوربيون، ومما يدل على ذلك أن جيش النصارى لم يتبع جيش المسلمين حين انسحبوا، وكان من عادة الجيوش أنها تتتبع الجيش الفارّ، ولكنهم اكتفوا بما أخذوه من الغنائم وما أصابوه من القتلى...

انتصار الفرنجة هو سبب تخلّفهم عن ركب الحضارة:

ربما يبدو هذا العنوان غريبًا على البعض لكنه في الحقيقة كان ما أثبته الواقع وشهد به التاريخ، ولقد فطن إلى هذا المعنى بعض المنصفين من مؤرخي أوربا، قال أناتول فرانس:

إن أهم تاريخ في حياة فرنسا هو معركة بواتييه - بلاط الشهداء - حين هزم شارل مارتل الفرسان العرب - المسلمين - في بواتييه سنة 732 م، ففي ذلك التاريخ بدأ تراجع الحضارة العربية أمام الهمجية والبربرية الأوربية.


وقفة مع معركة بلاط الشهداء:


يقول الله تعالى في كتابه الكريم: [يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللهِ الغَرُورُ] {فاطر:5}. فالملاحظ أن المسلمين قد اغتروا بهذه الدنيا التي فتحت عليهم فتنافسوها، وقد جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم عن عمرو بن عوف الأنصاري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فَوَاللَّهِ مَا الْفَقْرَ أَخْشَى عَلَيْكُمْ، وَلَكِنْ أَخَشَى عَلَيْكُمْ أَنْ تُبْسَطَ عَلَيْكُمْ الدُّنْيَا كَمَا بُسِطَتْ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، فَتَنَافَسُوهَا كَمَا تَنَافَسُوهَا، وَتُهْلِكَكُمْ كَمَا أَهْلَكَتْهُمْ.
فسنّة لله تعالى في خلقه أنه إن فُتحت الدنيا على المسلمين وتنافسوها كما تنافسها من كان قبلهم من الأمم السابقة، فإنها ستهلكهم لا محالة كما أهلكت تلك الأمم السابقة [فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللهِ تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللهِ تَحْوِيلًا] {فاطر:43}.

أمر آخر كان في جيش المسلمين وكان من عوامل الهزيمة وهو العنصرية والعصبيّة القبليّة التي كانت بين العرب والبربر في هذه الموقعة، ولقد شاهد الفرنسيون أثر هذا الذي نشأ بين العرب وبين البربر، ووعت الكتب الفرنسية هذا الأمر جيدًا، وظل في ذاكرتها على مدار التاريخ حتى مرت الأيام والسنوات ودخلت فرنسا بلاد الجزائر واحتلتها من سنة 1830 م حتى سنة 1960 وقامت الحركات الاستقلاليّة منذ سنة 1920 م وما بعدها وفكرت فرنسا في القضاء على هذه الحركات الاستقلالية الناشئة ولم تجد أمامها إلا إشاعة الفتنة بين العرب والبربر وضرب بعضهم ببعض، فكانت تشيع داخل البربر أنهم قريبون من العنصر الآري (وهو العنصر الأوروبي)، وبعيدون عن العنصر السامي (وهم العرب)، أي أنتم منا ونحن منكم والعرب بيننا غرباء؛ وذلك للتشابه الكبير بين البربر والأوروبيين في الشكل الخارجي الأمر الذي لا يعترف به الإسلام ولا يقرّه على الإطلاق فمعيار التفاضل في الإسلام هو التقوى.

ولم تكتف فرنسا بذلك، بل قامت بتكثيف تعليم اللغة الفرنسية في مناطق البربر، في حين منعت تعليم اللغة العربية في هذه المناطق؛ وذلك حتى يتم فصل البربر عن العرب تمامًا في منطقة الجزائر، وهي وإن كانت قد نجحت في أمر اللغة بعض الشيء إلا إنها لم تفلح على الإطلاق في تحويل ديانة البربر الإسلامية إلى النصرانية، فظل البربر على إسلامهم وإن كانت لغتهم قد تغيّرت، في بادئ الأمر كان البربر الذين يعيشون في منطقة الجزائر تسمى قبائل الأمازيغ، وكانوا يمثّلون 15 % من شعب الجزائر،
ورغم أن لهم لغة خاصة بهم وهي الأمازيغية إلا أنهم كانوا يتمسكون بالعربية، لكن حين قامت فرنسا بهذا الأمر بدأت تُذْكي الروح البربريّة في اللغة المنفردة لهذه القبائل؛ فبدأت تعلم اللغة الأمازيغية، حتى إنها أنشأت في فرنسا عام 1967 م أكاديمية خاصة لتعليم اللغة الأمازيغية، وبدأت تكتب اللغة الأمازيغية بحروف لاتينية رغم أنها كانت لغة منطوقة وليست مكتوبة، قامت فرنسا كذلك بحذف الكلمات العربية التي كانت قد دخلت هذه اللغة وأبدلتها بأخرى أصيلة في اللغة البربرية، وبدأت بالفعل في اجتذاب الشباب من البربر لتعليمهم اللغة الأمازيغية في فرنسا، حتى إنه في عام 1998 م أنشأت ما يُسَمّى بالأكاديمية العالمية للبربر، فبدأت تجمع البربر من مناطق المغرب العربي وغرب إفريقيا وتعلمهم اللغة الخاصة بهم، وكل ذلك لفصل العرب عن البربر، تلك الجموع التي ما هي إلا جموع إسلامية ارتبطت

برباط العقيدة والدين، لكنها رأت آثار ذلك في وادي برباط وما تلاها فلم تتوان، وفي ذات الوقت الذي تعمل فيه فرنسا جاهدة على إقامة لغة غير العربية في بلد عربي، كانت هي نفسها التي رفضت المشروع الذي تقدم به "جوسبان" رئيس وزرائها إلى شيراك سنة 1999 م بإقرار بعض اللغات المحلية داخل فرنسا، والذي ردّ عليه شيراك بقوله: إنك بهذا تريد بلقنة فرنسا، أي جعلها كدول البلقان، بلاد متفرقة بحسب العرق وبحسب العنصر، فهذا الأمر حلال على الجزائر حرام على فرنسا.

أرجو من الله العلي القدير أن يوفقنا و جميع المسلمين لما يحبه و يرضاه و أرجو أن الموضوع قد حاز على إعجابكم و هو تكملت لما قد كتبته سابقا.

لوكس
3-3-2008, 01:30 PM
,,{السـلاام عليـكــم ورحــمة الله وبركـــــاتـِه } ,,



أهليييين بالمبدع ... كليييف



عن جد موضوع رائع صحيح هادي المعركه كانت من اشرس المعارك بعهد الاسلام

فقد قمت بسرد الاحداث بتفصيل ... اللهم انصر المسلمين في كل مكان...

تسلم اخوي اعتدنا منك كل ماهو رائع ...


ومشكووور خيووو ولا تحرمنا من جديدك http://www.jawany.com/vb/images/ehdaa_smilies/eh_s(7).gif ...


... ولكن حبذا لو ذكرت المصدر ...



BesT ~ WeSh!s

http://www.jawany.com/vb/images/s3/happy.gif

HoNey ~

http://www.digianime.net/vb/images/smilies/anime/967339c1.gif