المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قال تعالى"و قل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا"



أهلاوي مجنون
12-4-2008, 03:51 AM
قال تعالى"و قل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا"
الســـــــــلام عليكــم ورحمة الله وبركـــــاته ....


محمد صبي في العاشرة من عمره ، يعيش مع أمه و أبيه و جده في منزل كبير حياة سعيدة هنيئة ، كان

صبيا مجتهدا في دراسته ، محبا لأسرته ، مطيعا للكبار ، حريصا على الصلاة في أوقاتها ، و كان يحب جده

العجوز كثيرا و يقضي معه معظم وقته ، يتجاذبان أطراف الحديث و يتسامران و يتضاحكان .

في أحد الأيام بعد أن انتهى محمد في واجباته المنزلية ، و أنهى جميع ما عليه من دروس ، ذهب كعادته

إلى غرفة جده و سلم عليه و جلس معه يحدثه عما تعلمه في المدرسة من أمور ..

دخل والد محمد على والده و ابنه الدار و ألقى التحية عليهما ثم جلس نائيا و التزم الصمت لبرهة قصيرة و

كأن أمرا ما يشغل باله ، سأله أبوه برفق :

- ما بك يا ولدي تبدو منشغل البال .. هل هناك ما تود أن تخبرني به ؟

رد أبو محمد : الحقيقة يا أبي أنني أراك وحيدا طوال الوقت .. و أخشى أن تسبب لك هذه العزلة الحزن و

الاكتئاب ، فلماذا لا تحاول أن تكون بعض الصداقات مع غيرك ؟

استغرب كلا من الجد ومحمدمن هذا السؤال ، فهذه هي المرة الأولى التي يطرح فيها هذا الموضوع .

قال الجد : ماذا تحاول أن تقول يا بني ؟

رد أبو محمد : لقد أخبرني أصحابي عن دار يجتمع فيها الكثير من الشيوخ و الرجال للسمر و تكوين الصداقات

و الترويح عن النفس بالأحاديث اللطيفة .. فما رأيك لو ذهبنا غدا إلى هناك ؟

بدا الأمرلمحمدغريبا مثيرا للشك ، فهو لم يسمع بهذه الدار من قبل ، إلا أن جده أبدى حماسة شديدة لهذا

الأمر الذي بدا لهو مشوقا و مثيرا ..

قال الجد و الحماسة تلمع في عينيه : خذني إليها غدا يا ولدي إن استطعت .

ابتسم أبو محمد ابتسامة غريبة و قال : حسنا .. ليكن !

و لكن محمد .. ما زال مرتابا بخصوص هذه الدار .. فلماذا يكون سرها يا ترى ؟

قال محمد لأبيه : هل تأذن لي بمرافقتكم يا أبي ؟

تجهم وجه الأب و قال : لا يمكنك أن تأتي معنا ، الأفضل أن تباشر دروسك ..

تدخل الجد بمرح كعادته قائلا : يمكنك أن تأتي معنا يا صغيري محمد إذا أنهيت دروسك باكرا .

و هكذا كان .. حرص محمد على أن ينهي واجباته و دروسه بسرعة ، و عندما حان موعد الانطلاق كان

أكثرهم استعدادا و فضولا لكشف سر " الدار " التي تحدث عنها والده .

و ركب ثلاثتهم السيارة و انطلقوا في طريقهم ، كان الجد منتشيا مسرورا ، و كان محمد متوجسا متشككا

يكاد الفضول يقتله ، في حين كان الأب – و يا للعجب – متوترا عصبيا منزعجا .. ترى ما السبب ؟

كانت الطريق التي سلكتها السيارة طويلة جدا ، و لكنهم وصلوا أخيرا ..

و فعلا ، رأى محمد الدار التي تحدث عنها والده ، و كان فيها الكثير من الشيوخ و العجائز الذين سرعان ما

وجد الجد مكانا بينهم ، و كانت هناك لائحة كبيرة معلقة على باب الدار كتب عليها بخط أسود عريض (( دار

العجزة و المسنين )) !!

دهش محمدمما رآه ، هل كان والده يقصد التخلص من الجد العجوز بنقله إلى دار العجزة ؟ هل يعقل ذلك ؟

لماذا يتخلى الإبن عن أبيه الذي لم يتخلى عنه قط ؟

تساؤلات حائرة ثارت في عقل محمد الذي تملكه القلق الشديد و الخوف على جده المسكين ، أما بالنسبة

للأب فما إن رأى أن الجد قد استقر في مكانه و انغمس في الحديث مع غيره حتى شد محمد من يده و

غادر الدار .. !

أدرك محمد أن والده يريد التخلص من الجد العجوز ، و سرعان ما فكر بطريقة ذكية لإنقاذ جده .. و لكن الوقت

لا يسعفه ، فسرعان ما انطلقت السيارة به و بوالده تشق طريقها قافلة إلى المنزل .

كان الأب متوترا و كأنه يتحاشى خوض حديث مع ابنه الذي بادر و سأله :

- أبي .. أين جدي ؟

- تركناه في الدار .

- لماذا ؟

- لأنها مكان الكبار .

لزم محمد الصمت لبرهة ثم قال : أبي .. ما اسم هذا الشارع ؟

رد الأب بضجر : شارع (السعادة)
.
- و ما اسم هذه المنطقة ؟

- منطقة ( الشهيد )

- و ما اسم ..

قاطعه الأب بحدة و ضجر و صرخ فيه : أما من نهاية لهذه الأسئلة المزعجة ! لماذا تسأل عن هذه الأمور ؟!

رد محمد بهدوء و دهاء : أريد أن أسأل عن العنوان حتى أحضرك إلى هنا عندما تكبر كما أحضرت جدي ،

أولم تقل بأن هذا مكان الكبار ؟

أصيب الأب بذهول مفرط حتى أنه عجز عن قيادة السيارة و أوقفها جانب الطريق و راح يحدق في ابنه

بدهشة و بلسان معقود لا يدري ماذا يقول ..

و فوجئ محمدبأبيه يغطي وجهه بكفيه و يبكي ندما و هو يردد " سامحني يا أبي ! "

جزع محمد من بكاء أبيه و لكنه أدرك أنه ندم على تخليه عن أبيه في كبره و إلقائه في دار العجزة ، وضع

محمد يده على كتف أبيه و قال : أبي .. أرجوك .. لنعد إلى جدي و نأخذه معنا إلى البيت .

و لم يملك الأب أمام براءة محمد و نقاء قلبه و بره بجده إلا أن ينفذ ما طلبه ، عاد الأب و قبل يد والده ندما

– و إن كان الجد لا يعرف سببا لذلك !

المهم فقط ، أن أبا محمد قد تعلم شيئا من ابنه الذكي ذو العشرة أعوام ، و هو وجوب البر و الوفاء للآباء ..

قال تعالى " و قل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا"

أهلاوي مجنون
22-4-2008, 04:19 PM
شباااااااااااااااب

وييييييييييين الردوود

لو شكرا بس icon147

يلا عادي

o.n.n
22-4-2008, 04:59 PM
قصة مؤثرة جداً
ومشكووووووووووووووور عليها

نسيت انساااك
22-4-2008, 08:54 PM
قصة مؤثرة جداً لاحرمك الله الاجر وجزيت الجنااان وجزيت كل خير

أهلاوي مجنون
29-4-2008, 05:18 PM
مشكوووووووووووووور على مروووووركم يا حبايبي