المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حكايات نجلاء



Dt-sherlock
18-4-2008, 01:55 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
حكايات نجلاء
نجلاء فتاة بعمرالسادسة عشر ، ولدة بين ثلاثة أولاد ، منذ نعومة أضفارها وهي هادئة ، لا تبكي إلا فيما ندر ، ولدة نجلاء بعد صلاة الفجر ، ومن يوم ولادتها وقد ثارت التساؤلات حولها .. فقد كانت ذات عيون خضراء ، لم يكن من المعتاد رأيت فتاة بعيون خضراء ، تقول الجدة أن لديها عمة كانت تحمل نفس عيون نجلاء ، وهذا أمر نادر الوجود ، رغم أن نجلاء هي فتاة وحيدة بين ثلاثة أولاد إلا انها لم تكن مدللة ، أو ان الدلال لم يبدوا عليها مطلقا ، إنها لا تطلب شيء لنفسها ، نجلاء مثل الطيف بالمنزل ، لا تتكلم إلا نادرا ولا تبكي حتى عندما تتعرض لأذى أخوتها ، نجلاء هي المفضلة عند الجدة ، كبرة وهي بأحضانها ، لم تكن حياة نجلاء بالحياة الواسعة ، المدرسة وغرفتها و الجدة ، هذه هي حياة نجلاء .
لم تكن الام مهتمة كثيرا بما تفعله نجلاء بحياتها ، ولكن كلما طالت الايام كلما طال تساؤل الأم ، نجلاء تعتزل بغرفتها ، تجلس بالظلام وحيدة وهي تبتسم ، ثم تنطلق إلى جدتها ، تجلس مع الجدة تتهامسان وعند حضور أي شخص تصمت الهمسات ، تساؤلات الأم تزداد تزداد مع مرور الأيام ، ربما هي الغيرة بسبب قرب الطفلة من جدتها وبعدها عن الأم ، أو ربما هو فضول المرأة ، نجلاء بعمر السادسة عشر ولم يكن لها أصدقاء ، لم تتصل بها فتاة بيوم من الايام ، أو أن إحدى صديقاتها قامت بزيارتها ، ومع مرور الأيام عرفت الأم أن نجلاء ترفض الصداقات ، لم تعطي رقم منزلها لأي فتاة ، ولم تحاول التقرب من أي فتاة ، كانت منعزلة بشكل كامل ، حتى أن المدرسة زارتهم بيوم من الأيام لعلها تكتشف سبب عزلة نجلاء ، ولكن لم تصل إلى نتيجة تذكرة .
قررت الأم اقتحام حياة طفلتها نجلاء ولو بالحيلة ، انتظرت حتى غادرت نجلاء غرفتها إلى الجدة لتهمس لها من جديد ، دخلت الأم الغرفة ، كانت تعرف أين تبحث ، مذكرات نجلاء ، هذا هو هدف الأم ، لم تكن الفتاة تخفي مذكراتها بعيدا ، لقد كانت تضع المذكرات على طاولة الكتب ، جلست الأم على الطاولة وأخذت نفسا عميقا ثم فتحة دفتر نجلاء.
الصفحة الأولى
لم يكن مكتوب فيها سوى (( مذكرات نجلاء))
أما الصفحة الثانية
كانت عبارة عن رسمة بسيطة لثلاثة أولاد وقد وضعة لهم قرون و أذيال ، وفتاة تقف بعيدا ، تبسمت الأم فقد علمت أن هذه الفتاة هي نجلاء أما ثلاثة شياطين فهم أخوتها .
الصفحة الثالثة
لقد كانت الصفحة الثالثة رسمة أيضا ، كانت الرسمة عبارة عن سيدتان وشاب وفتاة بالوسط وأحدى السيدتين كبيرة بالسن ، وبعيدا عنهم ثلاثة أولاد وقد كتب تحت كل صورة .. أمي أبي أنا جدتي أخوتي
الصفحة الرابعة
هنا تبدأ مذكرات نجلاء ،


كتب أعلى الصفحة 27_5_2004


(( اليوم قررت أن أكتب كل ما تقوله لي مريم ، أخاف أن انسى ما تقوله لي مع مرور الأيام ، اليوم زارتني مريم وقد تبسمت لي وهي نادرا ما تفل هذا ، سألتني عن أحوال المدرسة ، رغم اني أخبرها بما جرى لي إلا أني لا أظن أنها فهمتني ، فرغم أنني شرحت لها كثيرا عن المدارس والتعليم إلا أنها لم تفهم ، حاولت كثيرا ذلك ورغم هذا فهي تسألني باستمرار عن المدارس وعن التعليم وعن الحياة خارج المدارس ، وبعد أن أخبرتها بكل شي حصل لي اليوم نظرت من خلال نافذة غرفتي إلى الفضاء الخارجي ، ثم بدأت تتكلم ))
انتهت الصفحة عند هذا الحد ، قبل أن تقلب الأم الصفحة سألت نفسها من مريم ومنذ متى هي تزور أبنتي .. وكيف لا تعرف المدرسة ، وكيف تزور نجلاء بدون علمي ، كانت تساؤلات الأم بلا أجابات ، قلبت الأم الصفحة وكان عنوان الصفحة .


نداء
(( قبل ألف عام ، بقرية صغيرة لم يسمع بها إلا القليل من الناس ، استيقظ الناس وبينهم طفلة لا يعرف من أين أتت ، فقط أصبحت تمشي بينهم ، الجميع يسأل من أين أتت ولكن لا أحد يجيب ، حتى عجائز القرية يسألن من أين أتت ، كانت الطفلة بالسابعة من عمرها ، تتكلم بكل طلاقة , ولكن إن سألها أحد من اين أتيت تنظر حولها ولا كأنها تبحث عن شيء ما ثم تقول لا أعرف ، أين أهلك ، ايضا لا تعرف ، كان الجميع يسألها والجميع متعجب منها ، إلا هي فقد كانت بعيدة عنهم ، تتطلع إلى الاطفال المجتمعين حولها، كأنها تنظر الفرصة لكي تلعب معهم ، وظلت الطفلة حديث القرية إلى ان يحل المساء ، وعندماغربت الشمس الجميع نسي الطفلة ، او هكذا أراد أن يظن من حوله ، ورجع إلى بيته ، لتبقى الطفلة وحيدة بتلك القرية ، من الصباح الباكر لم يقدم لها أحد كسرة خبز أو تمرة ، ظلت تلك الطفلة وحيدة تنظر إلى السماء البعيدة بصمت وسكون ، وهي تبتسم , إلى أن طلع عليها الصباح ، ليجتمع الناس من جديد ، لتدور لعبة الأسإلة من جديد ، من اين أتيت ومن هم أهلك ، ولم يسأل أي شخص منهم أين قضيت ليلتك ، أو هل أكلت ، وعند المساء تفرق الناس جميعا ، كما تجمعوا ، أما اليوم الثالث فقد ظهر الجوع الشديد على الطفلة ، وأخذت تلملم بقايا الطعام من أمام البيوت ، او حتى تمتص الحشائش ، الناس ينظرون ولكن لم يهتم أحد بها ، إلى أن مر عليها سبعة أيام ، وبعدها أمطرت السماء مطرا غزيرا ، كانت قطرات المطر أكبر من المعتاد والبرد شديد جدا ، ورغم ان الجميع يعلم بأمر الطفلة ومكانها إلا أن الجميع لم يذهب لها ، وأغلق باب التفكير بها ، إلى أن جاء اليوم اليوم الثالث من أيام المطر الغزير ، حيث توقف المطر وهداء الجو وصفت الدنيا ، خرج الناس من بيوتهم وهم فرحون ، لم يقطع فرحتهم منظر فتاة صغيرة بالسابعة من العمر ميتة على جنب الطريق وقد أزرق وجهها من البرد والجوع ، فقط كل ما قاموا به هو حملها إلى أقصى القرية ودفنها بحفرة دون صلاة ولا كفن .
بعد أربعين يوما من موت الطفله ، اصيب أطفال القرية جميعا بمرض غريب ، حيث اخذوا يضعفون ويذبلون كأنهم لم يأكلوا منذ ايام عديدة ، وأخذوا يهزلون ويضعفون إلى أن يأتيهم طائر الموت من الجوع الموت ، ومن الغريب أنهم يموتون وقد أزرقة وجوههم كأنما قتلهم البرد الشديد وليس الجوع، لم يعرف احد علاج لذلك المرض ، ولم تفهدهم اعشاب العطارين ،ونيران الأولياء ، وحجب العرافين والهنة ، لم يعش بتلك القرية طفل ، ولم يبقى فيها سوا كبار السن الذين شهدوا موت أبنائهم ، ومع الزمن مات كل من بالقرية ، أخذ الموت يحصد أرواح رجال ونساء القرية ، وحدا تلو الآخر ، ولم يشهد موتهم أحد ، ونسي الناس حياتهم ومماتهم ، ربما لأنهم لم يعلموا بهم اصلا .)
نظرت الأم إلى تلك القصة وقد اختلطت الأفكار برأسها ، من أين أتت نجلاء بتلك القصة ، أهي من خيالها ، ام أن مريم الفتاة المجهولة هي التي قصتها عليها ، ولأول مرة شعرة الأم بانها لا تعرف نجلاء ، وكأنها أتت من عالم آخر ، لم ترد الأم ترك العنان الأفكارها فقلبت الصفحة وقرأت :
( عندما فرغة مريم من قصتها شعرت بضيق بصدري ، لم أستطع التنفس أو الكلام ، لا أدري هل كان ذلك حزنا على الطفلة مريم ، أم بسبب حزني على أهل القرية ، ترى هل أستحقوا هذا العقاب ، ولكن مريم نظرت إلي وقالت :
_ لقد أستحقوا هذا ، لا تحزني عليهم وأنا لن احزن عليهم ايضا .
نظرت إلى عيني مريم ، لم اقصد النظر إليها ولكن ، وجدت أن مريم لها نظرة مختلفة عن نظرتي للحياة ، كم أمل أن افهم كيف تنظر مريم للحياة .
وكالعادة طلبت مني مريم أن انقل القصة لجدتي وأن اخبرها بأنهم أستحقوا ما جرى لهم ، وأن اخبرها بأن مريم تسلم عليها وتشتاق لها كثيرا .
هنا أنتهت الصفحة ، لم تكن الأم راضية بهذا القدر القليل من المعلومات الغير طبيعية عن حياة إبنتها لذلك قررت أن تعاود القراءة بيوم آخر ولكن ليس الآن حتى لا تكتشف نجلاء ما فعلته الأم .
اليوم التالي

سام
19-4-2008, 01:32 AM
قصه ممتازه اخى اتمنى التكملهicon679

remal_lebnan
19-4-2008, 10:06 PM
السلام عليكم ورحمة الله
مشاء الله اخوى تمتلك اسلوب جميل في الكتابة
تقدم الى الامام وطربنا بابدعتك مشاء القصة جميلة
...........

تحيات




aq4REMAL_LEBNAN