المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : جردوها من ملا بسها ومن كل شي ثم حملوها إلى مكان مظلم !!



بن مالك
25-6-2008, 09:35 PM
جردوها من ملا بسها ومن كل شي ثم حملوها إلى مكان مظلم !!

شدواوثاقها .. وحرموها حواسها ... وشعرت بأنها موضوعة على ما يشبه الهودج .. في ارتفاعهوحركته ...
سمعت صوت حبيبها وسطهم .. ماله لا يعنفهم ... ماله لا يمنعهم منأخذها ...
صوت الخطوات الرتيبة تمشي على تراب خشن ... ونسائم فجريةباردة تلامس ثيابها البيضاء .. ورغم أنها لا ترى الا أنها تخيلت الجو من حولهاضبابيا ... وتخيلت الأرض التي هي فيها الآن أرضا خواء مقفرة ..
أخيراتوقفت الخطوات دفعة واحدة وأحست بأنها توضع على الأرض .. وسمعت الى جوارها حجارةترفع وأخرى توضع .. ثم حملت ثانية .. وشاع السكون من حولها ... وأحست بالظلام ينخرعظامها ..
ومن أعلى تناهى لسمعها صوت نشيج ... انه ابنها .. نعم هو ...لعله آت لانقاذها
لكن ... ماذا تسمع انه يناديها بصوت خفيض : أمي ..
ومن بين الدموع يتحدث زوجها اليه قائلا :
تماسك ... انما الصبر عندالصدمة الأولى ... ادع لها يا بني ... هيا بنا ..
غلبته غصة ... وألقىنظرة أخيرة على الجسد المسجى ... فلم يتمالك نفسه أن قال بصوت يقطر ألما : لا الهالا الله ... لا اله الا لله ... انا لله وانا اليه راجعون ..
كان هذاآخر ما سمعته منه .. ثم دوى صوت حجر رخامي يسقط من أعلى ليسد الفتحة الوحيدة التيكانت مصدر الصوت والنور ....... والحياة ..
صوت الخطوات تبتعد ... الىأين أين تتركوني كيف تتخلوا عني في هذه الوحدة وهذه الظلمة
نظرت حولهافاذا هي ترى ....... ترى
أي شيء تستطيع أن تراه في هذا السرداب الأسود
ان ظلمته ليست كظلمة الليل الذي اعتادته ... فذاك يرافقه ضوء القمر ..وشعاع النجوم ..
فينعكس على الأشياء والأشخاص ..
أما هنا فانها لاتكاد ترى يدها ... بل انها تشعر بأنها مغمضة العينين تماما ..
تذكرتأحبتها وسمعت الخطوات قد ابتعدت تماما فسرت رعدة في أوصالها ونهضت تبغي اللحاق بهم ... كيف يتركونها وهم يعلمون أنها تهاب الظلام والوحدة
لكن يدا ثقيلةأجلستها بعنف ..
حدقت فيما خلفها برعب هائل ... فرأت ما لم تره من قبل ... رأت الهول قد تجسد في صورة كائن ... لكن كيف تراه رغم الحلكة
قالتبصوت مرتعش : من أنت
فسمعت صوتا عن يمينها يدوي مجلجلا : جئنا نسألك ...
التفت .. فاذا بكائن آخر يماثل الأول ..
صمتت في عجز ... تمنت أنتبتلعها الأرض ولا ترى هؤلاء القوم ... لكنها تذكرت أن الأرض قد ابتلعتها فعلا ..
تمنت الموت لتهرب من هذا الواقع الذي لامفر منه ... فحارت لأمانيهاالتي لم تعد صالحة ... فهي ميتة أصلا ..
- من ربك
- هاه ..
- من ربك
- ربي .. ما عبدت سوى الله طول حياتي ..
- مادينك
- ديني الاسلام ..
- من نبيك
- نبيي .......
اعتصرت ذاكرتها ... ما بالها نسيت اسمه ألم تكن تردده على لسانها دائما ألمتكن تصلي عليه في التشهد خمس مرات يوميا
بصوت غاضب عاد الصوت يسأل :
- من نبيك
- لحظة أرجوك ... لا أستطيع التذكر ..
ارتفعتعصا غليظة في يد الكائن ... وراحت تهوي بسرعة نحو رأسها .. فصرخت ... وتشنجتأعضاؤها ... وفجأة أضاء اسمه في عقلها فصرخت بأعلى صوتها :
- نبيي محمد ...محمد ...
ثم أغمضت عينيها بقوة ... لكن ..
لم يحدث شيء .. سكونقاتل ..
فتحت عينيها مستغربة فقال لها الكائن الذي اسمه نكير : أنقذتكدعوة كنت ترددينها دائما ( اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك )
سرت قشعريرة في بدنها .. أرادت أن تبتسم فرحة ... لكنها لم تستطع ...ليس هذا موضع ابتسام .... يا ربي متى تنتهي هذه اللحظات القاسية ..
بعدقليل قال لها منكر : أنت كنت تؤخرين صلاة الفجر .....
اتسعت عيناها ...عرفت أنه لا منجى لها هذه المرة ... لأنه لم يجانب الصواب ... دفعها أمامه ...أرادت أن تبكي فلم تجد للدموع طريقا ... سارت أمام منكر ونكير في سرداب طويل حتىوصلت الى مكان أشبه بالمعتقلات ...
شعرت بغثيان ... وتمنت لو يغشى عليها ... لكن لم يحدث ..
فاستمرت في التفرج على المكان الرهيب ...
في كل بقعة كان هناك صراخ ودماء .. عويل وثبور ... وعظام تتكسر ..وأجساد تحرق ... ووجوه قاسية نزعت من قلوبها الرحمة فلا تستجيب لكل هذا الرجاء ..
دفعها الملكان من خلفها فسارت وهي تحس بأن قدميها تعجزان عن حملها ...واذا بها تقترب من رجل مستلق على ظهره .. وفوق رأسه تماما يقف ملك من أصحاب الوجوهالباردة الصلبه .. يحمل حجرا ثقيلا ... وأمام عينيها ألقى الملك بالحجر على رأسالرجل ... فتحطم وانخلع عن جسده متدحرجا ... صرخت .. بكت .. ثم ذهلت ذهولا ألجملسانها ..
وسرعان ما عاد الرأس الى صاحبه .. فعاد الملك الى اسقاطالصخرة عليه ...
هنا .. قيل لها :
- هيا .. استلقي الى جوار هذاالرجل ..
- ماذا- هيا ..
دفعت في عنف .. فراحت تقاوم ..وتقاوم .. وتقاوم .. لا فائدة .. ان مصيرها لمظلم .. مظلم حقا ..
استلقت والرعب يكاد يقطع أمعاءها .. استغاثت بربها فرأت أبواب الدعاءكلها مغلقة .. لقد ولى عهد الاستغاثة عند الشدة ... ألا ياليتها دعت في رخائها ..ياليتها دعت في دنياها .. ليتها تعود لتصلي ركعتين .. ركعتين فقط .. تشفع لها ..
نظرت الى الأعلى فرأت ملكا منتصبا فوقها .. رافعا يده بصخرة عاتية يقوللها :
- هذا عذابك الى يوم القيامة ... لأنك كنت تنامين عن فرضك ...
ولما استبد اليأس بها ... رأت شابا كفلقة القمر يحث الخطى الى موضعها .. ساورها شعور بالأمل ... فوجهه يطفح بالبشر وبسمته تضيء كل شيء من حوله ..
وصل الشاب ومد يديه يمنع الملك ...
فقال له :- ما جاء بك
- أرسلت لها ... لأحميها وأمنعك
- أهذا أمر من الله عز وجل
- نعم ..
لم تصدق عيناها ... لقد ولى الملك ... اختفى .. وبقيالشاب حسن الوجه .. هل هي في حلم
مد الشاب لها يده فنهضت .. وسألته بامتنان : - من أنت
- أنا دعاء ابنك الصالح لك ... وصدقته عنك .. منذ أن متوهو لا ينفك يدعو لك حتى صور الله دعاءه في أحسن صورة وأذن له بالاستجابة والمجيءالى هنا ..
أحست بمنكر ونكير ثانية ... فالتفتت اليهما فاذا بهما يقولان :
انظري .. هذا مقعدك من النار ... قد أبدله الله بمقعدك من الجنة ..
))وولد صالح يدعو له ))
*****************
عسى الله ان يمنععنك عذاب القبر و ان يرزقك بدعوة صالحة
تنقذك من يد ملائكةالعذاب

ويكى
7-10-2008, 11:40 PM
اللهم آمين
وجزاك الله خيرا على كل هذا

Kimberly
8-10-2008, 03:50 AM
جزاك الله خيرا
مشكور على الموضوع الرائع
تحياتى

الصوت الحر
8-10-2008, 04:54 AM
بالفعل لحظات قاسية .. والله رحيم رحمن ..

اللهم أرحم موتانا وموتى المسلمين ..

شكراً لك أخي وجزاكَ الله خيراً ..

comma
8-10-2008, 03:20 PM
ما شاء الله تبارك الله اسلوب رائع ...
ننتظر جديدك

أسـدُ الإسـلام
8-10-2008, 07:51 PM
بارك الله فيك ، قصه فيها كل العبره


[اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك ويا مصرف القلوب والأبصار اصرفنا إلى طاعتك]

لكن لماذا العنوان الغريب والذي لا يمت للموضوع بصله ؟

~S.Kudo~
10-10-2008, 06:57 PM
مشكور عــ الموضوع
و جزاك الله خير

اتومك بتي
16-10-2008, 05:43 PM
آمين

السلام عليكم

مشكووووووور و جزاك الهه خيرا

moh338
16-10-2008, 10:53 PM
فاعتبروا يا أولي الألباب

نجم الابداع
16-10-2008, 11:04 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاكَ الله خيراً أخي بن مالك

( يا مثبت القلوب ثبت قلوبنا على دينك )

آمين