المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : العشر من دي الحجة



الكونتيسة
15-12-2006, 01:57 AM
قال ابن كثير رحمه الله: " ( والفجر * وليال عشر )
وَاللَّيَالِي الْعَشْر الْمُرَاد بِهَا عَشْر ذِي الْحِجَّة كَمَا قَالَهُ اِبْن عَبَّاس وَابْن الزُّبَيْر وَمُجَاهِد وَغَيْر وَاحِد مِنْ السَّلَف وَالْخَلَف... وَقِيلَ الْمُرَاد بِذَلِكَ الْعَشْر الْأُوَل مِنْ الْمُحَرَّم حَكَاهُ أَبُو جَعْفَر بْن جَرِير وَلَمْ يَعْزُهُ إِلَى أَحَد وَقَدْ رَوَى أَبُو كُدَيْنَة عَنْ قَابُوس بْن أَبِي ظَبْيَان عَنْ أَبِيهِ عَنْ اِبْن عَبَّاس . وَلَيَالٍ عَشْر قَالَ هُوَ الْعَشْر الْأُوَل مِنْ رَمَضَان وَالصَّحِيح الْقَوْل الْأَوَّل [2]"
. قَالَ الْإِمَام أَحْمَد حَدَّثَنَا زَيْد بْن الْحُبَاب حَدَّثَنَا عَيَّاش بْن عُقْبَة حَدَّثَنِي خَيْر بْن نُعَيْم عَنْ أَبِي الزُّبَيْر عَنْ جَابِر عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ " إِنَّ الْعَشْر عَشْر الْأَضْحَى وَالْوَتْر يَوْم عَرَفَة وَالشَّفْع يَوْم النَّحْر "
وقد اختلف العلماء في أيهما أفضل : ليالي العشر من رمضان أو أيام عشر ذي الحجة ؟ وهو مما يؤكد أهمية هذه الأيام وغفلة الناس عنها ، وقد قال ابن القيم في زاد المعاد تحت ( التفضيل بين الأزمنة : (

" قلت : أما السؤال الأول فالصواب فيه أن يقال ليالي العشر الأخير من رمضان أفضل من ليالي عشر ذي الحجة وأيام عشر ذي الحجة أفضل من أيام عشر رمضان وبهذا التفصيل يزول الاشتباه ويدل عليه أن ليالي العشر من رمضان إنما فضلت باعتبار ليلة القدر وهي من الليالي وعشر ذي الحجة إنما فضل باعتبار أيامه إذ فيه يوم النحر ويوم عرفة ويوم التروية"[4]

قال فيها الرسول صلى الله عليه وسلم " ما من أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فيها أَحَبُّ إلى اللَّهِ من هذه الأَيَّامِ -يَعْنِي أَيَّامَ الْعَشْرِ- قالوا: يا رَسُولَ اللَّهِ ولا الْجِهَادُ في سَبِيلِ اللَّهِ؟ قال: ولا الْجِهَادُ في سَبِيلِ اللَّهِ إلا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فلم يَرْجِعْ من ذلك بِشَيْءٍ" [5]

أخرجَ الطبرانيّ في الكبير بإسنادٍ جيّد من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله : ((ما مِن أيّام أعظمُ عند الله ولا أحبّ إلى الله العملُ فيهنّ من أيّام العشر، فأكثِروا فيهنّ من التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير)) [[6]

فيها يوم عرفة ، ويوم الحج الأكبر

في صحيح مسلم في فضل يوم عرفة*... عن عَائِشَةُ أنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ اللَّهُ فِيهِ عَبْدًا مِنْ النَّارِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ وَإِنَّهُ لَيَدْنُو ثُمَّ يُبَاهِي بِهِمْ الْمَلَائِكَةَ فَيَقُولُ: مَا أَرَادَ هَؤُلَاءِ» ؟[7] قال النوويّ:«هَذَا الْحَدِيث ظَاهِر الدَّلَالَة فِي فَضْل يَوْم عَرَفَة , وَهُوَ كَذَلِك ».

روى البخاري بصحيحه عن طارق بن شهاب قال : قال رجل من اليهود لعمر : يا أمير المؤمنين , لو ان علينا انزلت هذه الآية ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا ) لأتخذنا ذلك اليوم عيدا , فقال عمر : "إني لأعلم أي يوم نزلت هذه الاية , نزلت يوم عرفة , في يوم الجمعة "[8]
ففي هذا اليوم أكمل الله دينه وأتم نعمته , فمن الواجب علينا أن نشكر الله على إتمام نعمته علينا والتقرب اليه بالفرائض والنوافل على ضوء ما جاء بالكتاب والسنة .

الحج والعمرة:

عن عبد الله بن مسعود , قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( تابعوا بين الحج والعمرة , فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة , وليس للحجة المبرورة ثواب إلا الجنة )[9]
قال عليه الصلاة والسلام: " من حج لله فلم يرفث ولم يفسق خرج كيوم ولدته أمه " [10]

صيام يوم عرفة:

فمما يسن فعله في يوم عرفة ما رواه مسلم عن أبي قتادة ان النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن صوم يوم عرفة فقال: "يكفر السنة الماضية والباقية" [11]

كثرة الدعاء:

والإكثار من الدعاء فأكثر يوما يعتق الله فيه من النار هو يوم عرفه روى مسلم عن عائشة رضى الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( ما من يوم أكثر من أن يعتق فيه عبداً من النار , من يوم عرفة , وانه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة , فيقول ما أراد هؤلاء )[12]

وروى الترمذي عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير" [13]
وقال الترمذي : هذا حديث غريب

قراءة القرءان ، كثرة الصلاة والصوم والصدقة:

ويؤخذ ذلك من عموم حديث ابن عباس السابق، ودلالات النصوص العامة الواردة في فضل العشر.
قال النوويّ رحمه الله: "فليس في صومِ هذه التسعة ـ يعني تسع ذي الحجّة ـ كراهةٌ شديدة، بل هي مستحبّة استحبابًا شديدًا" انتهى

قال ابن حجر رحمه الله: "والذي يظهَر أنّ السببَ في امتياز عشر ذي الحجة بهذه الامتيازاتِ لِمَكان اجتماع أمّهات العبادة فيها، وهي الصّلاة والصّيام والصّدقة والحجّ وغيرها، ولا يتأتّى ذلك في غيرها" انتهى [14]

التكبير

وهو الآن سنة مهجورة مع أنه شعار هذه الأيام و يكون في كل وقت وهو التكبير الوارد والمخصوص باللفظ :

الله أكبر الله أكبر الله أكبر , لا إله إلا الله , والله أكبر الله أكبر , ولله الحمد .

ذكر البخاري رحمه الله تعالى عن ابن عمر وعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنهم , أنهم كانوا يقولون في أيام العشر : الله أكبر الله أكبر الله أكبر , لا إله إلا الله , والله أكبر الله أكبر , ولله الحمد
وهذا هو التكبير المطلق .
أما المقيد فهو ما يكون عقيب الصلوات الخمس من يوم النحر إلى آخر أيام التشريق.
ويستحب رفع الصوت بالتكبير في الأسواق , والدور , والطرق , والمساجد[15] وغيرها لقوله تعالى ) ولتكبروا الله على ما هداكم ) [16] , آية :

الأضحية:
سنة كريمة سنها لنا المصطفي – صلى الله عليه وسلم - في تلك الأيام المباركة ألا وهي سنه الأضحية.

كان سعيد بن جبير إذا دخلت العشر اجتهد اجتهادا لا يكاد يقدر عليه.

قال الحافظ الكبير عبد الرحمن ابن أبي حاتم :
باب ما ذكر من ورع يحيى بن معين رحمه الله
سمعت أبى يقول :
أتيت يحيى بن معين أيام العشر -عشر ذي الحجة ـ وكان معي شيء مكتوب ـ يعنى تسمية ناقلي الآثار ـ وكنت أسأله خفيا ، فيجيبنى ، فلما أكثرت عليه!
قال : عندك مكتوب؟
قلت : نعم ، فأخذه فنظر فيه.
فقال : أياماً مثل هذا، وذكر الناس فيها!!
فأبى أن يجيبنى وقال : لو سألت من حفظك شيئاً لأجبتك ، فأما أن تدونه فإنى أكره[17]

الفرائض أولاً:
فيؤدي الإنسان الفرائض، ويجتهد في تكميلها، وأدائها على أفضل وجه شرعت عليه. ثم الحرص على السنن الرواتب، والنوافل المطلقة
جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم : " إن الله تعالى قال : من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب ، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه ، وما زال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر به ، ويده التي يبطش بها ، ورجله التي يمشي بها ، وإن سألني لأعطينه ، ولئن استعاذني لأعيذنه "[18].

في الليل:
بما أن النهار في هذه الأيام أفضل من الليل ...فمن الأفضل أن يحرص المسلم على النوم مبكراً ..فلا تأتي الساعة العشرة مساء إلا وقد ذهب الجميع للنوم.
هذا من سنة النبي – صلى الله عليه وسلم – فقد كان – صلى الله عليه وسلم – يكره النوم قبل العشاء، والحديث بعدها.
ليكون أقوى له على العمل والاجتهاد.

قبيل الفجر إلى الصلاة:
- أن تقوم قبل الفجر أقل شيء بنصف ساعة تصلي ...
-ثم تجلس قبل الفجر بعشر دقائق..تستغفر..قال تعالى (الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ [19] (
-وتذكر ذنوبك وتفريطك... قال تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ( [20]
-واحذر أشد الحذر من أن تمنع عينيك إذا دمعت من البكاء."...دعها ..تسيل فلها في هذا الوقت لذة لا يعدلها لذة ، لذة الخلوة بالله..ومراقبة النفس.... روى البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (سبعةٌ يظلّهم الله في ظلّه...)، وفيه (ورجلٌ ذكر الله ففاضتْ عيناه)، وفي رواية (ذكر الله خاليًا ) [21]

لقد ذكر القرآن البكاء في عدة مواضع فمدح البكائيين من معرفة الله و خشيته كقوله تعالى: (وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ)[22]
قال تعالى: ( أولئكَ الذينَ أنْعمَ اللهُ عليهم منَ النبيينَ من ذريةِ آدمَ وممنْ حملنا معَ نوحٍ ومن ذريةِ إبراهيمَ وإسرائيلَ وممن هديْنا واجتبينا إذا تُتْلى عليهم آياتُ الرحمنِ خرُّوا سجّداً وبُكِيّاً)[23]
كذلك قوله تعالى : (وَإِذَا سَمِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِين ) [24]

ثم إذا أذن المؤذن..تذهب مباشرة للمسجد...وتقرأ نصف جزء.قبل الإقامة.........

بعد صلاة الفجر:
وبعد صلاة الفجر يجلس المسلم يقرأ، وليس مثل القرءان مليّنًا للقلوب ومصلحًا لها، وقد أمرنا الله – عز وجل – بقراءته بتدبر وتفكر، ومن هنا كان الاقتراحين التاليين...

أولاً: برنامج تدبر:

الاستماع إلى جزء قرآني بصوت أحد القراء المتقنين .. ثمّ قراءة نفس الجزء من المصحف .
إيقاف الشريط عند رأس كل 5 آيات ومحاولة تأقييد ما جدّ في الذهن من فوائد سواء إيمانية أو تربوية أو إشكال في دفتر خاص.
قراءة الجزء من تفسير الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي.
تقييد الفوائد في دفتر خاص لتفسير ابن سعدي.
وهكذا يكون الإنسان قد جمع بين التدبر والتفسير.
ومع نهاية العشر الاوائل تقريباً نكون قد أنهينا 10 أجزاء من بداية المصحف.

ثانيًا: ختمة في العشر:

* عدد أجزاء القرءان الكريم ( 30 ) جزءًا بواقع ( 3 ) أجزاء يوميًّا.
* تقرأ عقيب كل صلاة ( 12 ) صفحة يوميًّا.
* ثم قراءة تفسير ال ( 12 ) صفحة من تفسير السعدي..
* وهكذا نكون قد أتممنا ختمة مفسّرة.
* ويسبح ويذكر الله – تعالى - حتى طلوع الشمس ثم يصلي وينام قليلاً
* و يستيقظ قبل صباحاً .

براق الثنايا
18-12-2006, 08:24 PM
اللهم أعنا على طاعتك ...
مشكورة

هالة
18-12-2006, 08:39 PM
السلام عليكم ورحمة الله
بارك الله فيك أختي الكونتيسة على الموضوع الجميل جدا.........جعله الله في ميزان حسناتك إن شاء الله ووفقنا وإياك لطاعته على الوجه الذي يرضيه عنا..... وأسأل الله أن يكتب لنا حجة وأكثر في البقاع المقدسة اللهم آمين.
والسلام عليكم .

ملك الاكشن
18-12-2006, 10:33 PM
جزاك الله خير
؟
وشكرن على المو ضوووع

Blue_Sky
19-12-2006, 03:43 PM
جزاك الله خير اختي على التذكرة العطرة وجعله الله في ميزان حسناتك
نحن بحاجة الى هذه الاجواء الايمانية كي نزيد من رصيد اعمالنا الحسنة
وينبغي لنا ان نستغلها في ما يرضي الله

HaJoUnI
19-12-2006, 04:25 PM
جزاكِ الله خيراً على التذكير والنصح .. وبارك الله فيكِ ونفع الله بكِ ..

اللهم أعنّا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ....

والله يوفقنا لما فيه الخير والصلاح ...

@QUEEN_MOON@
19-12-2006, 05:25 PM
جزاك الله الف خير أختي الكونتيسة وجعله في موازين حسناتك

وشكرا على التذكير والنصح

وبالفعل العشر من ذي الحجة من أفضل الأيام وأكثر أجرا اللهم أعنا على طاعتك

اللهم وفقنا فيما تحبة وترضاه

أختك كوين مون

عبد الحميد
19-12-2006, 07:17 PM
شكرا لك كثيرا والله يجغله في حسناتك

rororo
20-12-2006, 06:58 PM
مشكوووووووووووور

الكونتيسة
23-12-2006, 06:41 PM
مشكورون كثييرا اخواني للمرور الرائع

keko
25-12-2006, 07:58 PM
نحن مقبلون على هذه الايام..

فجزاك الله خيرا اختي...^ــــــــــ^....

تحياااااااااااااااااااااااااتي الف....

توبة للأبد
25-12-2006, 09:02 PM
بارك الله فيك