المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : •₪[ سلسلة سيرة الصحابـة رضي الله عنهم ]₪•



الفجر القريب
12-7-2008, 11:54 PM
http://i205.photobucket.com/albums/bb192/albalasi/albalasi0.jpg



http://i220.photobucket.com/albums/dd253/Msoms_Design/1.gif?t=1196322894



وبعد:


رأيت والله الكثير من لا يملك أدنى معلومة عن صحابة نبينا رضي الله عنهم بل لا يعرف من هو أول الخلفاء الراشدين لهذا قررت فتح موضوع يشمل أشهر صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم واتمنى إن تأخرت
من يتكفل بذكر الصحابي التالي وله الأجر بإذن الله تعالى


نبدأ بـــ



أبو بكر الصديق رضي الله عنه





أسمه: عبدالله بن عثمان بن عامر القرشي التيمي



مولده : ولد بعد الفيل بسنتين وستة أشهر



أهم أعماله :



صحب النبي صلى الله عليه وسلم قبل البعثة استمر معه طول إقامته بمكة ، ورافقه في الهجرة ، وفي الغار وفي المشاهد كلها إلى أن مات ، وكانت الراية معه في تبوكـ



وحج في الناس في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم سنة تسع.



لقبه المسلمون بخليفة رسول الله عليه الصلاة والسلام



سبب تسميته بالصديق :



سمي بالصديق عندما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم قومه بخبر الإسراء والمعراج فكذبوه .. ثم ذهبوا سراعاً لإخبار أبي بكر رضي الله عنه فقالوا له : إن محمداً يزعم أنه صعد به إلى السماء ثم أسري به إلى بيت المقدس ثم عاد في ذات ليلته .. فقال لهم أبو بكر رضي الله عنه بكل ثبات وشجاعة : إن كان قد قالها فقد صدق .. فلقب بعدها بالصديق ..


وهو أول الخلفاء الراشدين


وأول العشرة المبشرين بالجنة


وقال النبي صلى الله عليه وسلم


( لو كنت متخذاً فلاناً خليلا لاتخذت أبا بكر خليلاً)




وفاته: توفي رضي الله عنه يوم الاثنين جمادى الأولى سنة الثالثة عشرة هــ


وله ثلاث وستون سنة دفن بجوار نبينا محمد صلى الله عليه وسلمـ
في حجرة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ...
نظم العقيق في سيرة الصديق (http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=42965)


وفي الختام تذكروا انها معلومات اساسية فقط وإلا والله لو كتبنا ماكتبنا من الصفحات لما أحصيناها


http://i205.photobucket.com/albums/bb192/albalasi/10.jpg
مــشاركات الأعضـــاء


~ سِيرةُ الْـــ،ـــــفـــ,ــاروق ، الخليفة الراشد عُمر بنُ الْـخَـطّـابْ |ّرضِيَ الله ُعنه | ~ (http://www.msoms-anime.net/showthread.php?t=46012&highlight=%C7%E1%DD%C7%D1%E6%DE)


سيرة الصحابي الجليل عمر بن الخطاب رضي الله عنه 2
(http://www.msoms-anime.net/showpost.php?p=1018549&postcount=15)

سيرة الصحابي الجليل والخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه (http://www.msoms-anime.net/showpost.php?p=1025234&postcount=16)


سيرة الصحابي الجليل والخليفة الراشد علي بن أبي طالب رضي الله عنه (http://www.msoms-anime.net/showpost.php?p=1033217&postcount=27)


سيرة الصحابي الجليل سعيد بن زيد رضي الله عنه (http://www.msoms-anime.net/showpost.php?p=1012836&postcount=10)


سيرة الصحابي الجليل عبدالله بن أنيس رضي الله عنه (http://www.msoms-anime.net/showpost.php?p=1152228&postcount=77)


سيرة الصحابي الجليل زيد بن الخطاب رضي الله عنه (http://www.msoms-anime.net/showpost.php?p=1182780&postcount=81)


سيرة الصحابي الجليل أنس بن مالك رضي الله عنه ( خادم رسول الله عليه الصلاة والسلام) (http://www.msoms-anime.net/showpost.php?p=1163478&postcount=78)


سيرة الصحابي الجليل عبدالرحمن بن صخر الدوسي - أبو هريرة - رضي الله عنه (http://www.msoms-anime.net/showpost.php?p=1032103&postcount=23)


سيرة الصحابي الجليل عبدالرحمن بن صخر الدوسي - أبو هريرة - رضي الله عنه (http://www.msoms-anime.net/showpost.php?p=1257189&postcount=99)(2)


سيرة الصحابي الجليل عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه - (http://msoms-anime.net/showpost.php?p=1034534&postcount=32)


سيرة الصحابي الجليل أبو عبيدة عامر بن الجراح - أمين هذه الأمة رضي الله عنه - (http://msoms-anime.net/showpost.php?p=1041604&postcount=36)


سيرة الصحابي الجليل خباب بن الأرت - أول من أظهر إسلامه - رضي الله عنه
(http://msoms-anime.net/showpost.php?p=1035053&postcount=34)

سيرة الصحابي الجليل عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه (http://www.msoms-anime.net/showpost.php?p=1066956&postcount=44)


سيرة الصحابي الجليل المقداد بن عمرو رضي الله عنه (http://www.msoms-anime.net/showpost.php?p=1067337&postcount=46)

(http://msoms-anime.net/showpost.php?p=1035053&postcount=34)
سيرة الصحابي الجليل خزيمة بن ثابت رضي الله عنه (http://www.msoms-anime.net/showpost.php?p=1012620&postcount=9)


سيرة الصحابي الجليل بلال بن رباح رضي الله عنه . (http://www.msoms-anime.net/showpost.php?p=1072627&postcount=47)


سيرة الصحابي الجليل طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه (http://www.msoms-anime.net/showpost.php?p=1075372&postcount=48)


سيرة الصحابي الجليل فيروز الديلمي رضي الله عنه (http://www.msoms-anime.net/showpost.php?p=1075545&postcount=49)


سيرة الصحابي الجليل سلمان الفارسي (ابن الإسلام) رضي الله عنه (http://www.msoms-anime.net/showpost.php?p=1075585&postcount=50)


سيرة الصحابي الجليل مصعب بن عمير رضي الله عنه (http://www.msoms-anime.net/showpost.php?p=1077282&postcount=53)


سيرة الصحابي الجليل الزبير بن العوام رضي الله عنه (http://www.msoms-anime.net/showpost.php?p=1091892&postcount=54)


سيرة الصحابي الجليل معاذ بن جبل رضي الله عنه (http://msoms-anime.net/showpost.php?p=1104380&postcount=62)
سيرة الصحابي الجليل معاذ بن جبل رضي الله عنه (2) (http://www.msoms-anime.net/showpost.php?p=1182915&postcount=82)


سيرة الصحابي الجليل أبو العاص بن الربيع رضي الله عنه (http://msoms-anime.net/showpost.php?p=1098500&postcount=58)


سيرة الصحابي الجليل عمير بن الحُمام - رضي الله عنه - (http://msoms-anime.net/showpost.php?p=1035592&postcount=35)


سيرة الصحابي الجليل عبدالله (ذو البجادين) رضي الله عنه (http://www.msoms-anime.net/showpost.php?p=1025258&postcount=17)


سيرة الصحابي الجليل سماك بن خرشة (أبو دجانة) رضي الله عنه (http://www.msoms-anime.net/showpost.php?p=1047071&postcount=37)


سيرة الصحابي الجليل البراء بن مالك رضي الله عنه (http://www.msoms-anime.net/showpost.php?p=1216090&postcount=90)


سيرة الصحابي الجليل سعد بن أبي وقاس رضي الله عنه (http://www.msoms-anime.net/showpost.php?p=1218268&postcount=92)


سيرة الصحابي الجليل (زيد بن حارثة ) رضي الله عنه (http://www.msoms-anime.net/showpost.php?p=1224741&postcount=95)


سيرة الصحابي الجليل ( أبو أيوب الأنصاري) رضي الله عنه (http://www.msoms-anime.net/showpost.php?p=1235719&postcount=96)


سيرة الصحابي الجليل (أبو جعفر ) رضي الله عنه (http://www.msoms-anime.net/showpost.php?p=1257180&postcount=97)


سيرة الصحابي الجليل (خباب بن الأرت) رضي الله عنه (2) (http://www.msoms-anime.net/showpost.php?p=1257181&postcount=98)


سيرة الصحابي الجليل ( خالد بن الوليد) رضي الله عنه (http://www.msoms-anime.net/showpost.php?p=1264644&postcount=101)


سيرة الصحابي الجليل ( جرير بن عبدالله) رضي الله عنه (http://www.msoms-anime.net/showpost.php?p=1264666&postcount=102)

سيرة الصحابي الجليل بن عمرو التيمي (ابن حنظلة) رضي الله عنه (http://www.msoms-anime.net/showpost.php?p=1265323&postcount=103)

سيرة الصحابي الجليل العباس بن عبد المطلب (ساقي الحرمين) رضي الله عنه (http://www.msoms-anime.net/showpost.php?p=1265329&postcount=104)

سيرة الصحابي الجليل (ثعلبة بن حاطب ) رضي الله عنه (http://www.msoms-anime.net/showpost.php?p=1330274&postcount=108)

رضي الله عنهم جميعاً


ختـــاماً


نسأل المولى عزوجل أن يجزي كل من ساعدنا في هذا العمل خير الجزاء





ونرجو من الله أن يكون خالصاً ..لوجهه الكريم ليس قالصاً




http://i205.photobucket.com/albums/bb192/albalasi/8.jpg



والسلامـ عليكمـ ورحمة اللهـ وبركاتهـ


http://i205.photobucket.com/albums/bb192/albalasi/3.jpg

وريثL
23-7-2008, 03:20 AM
السلام وعليكم ورحمة الله وبركاته

شكرا لك اخي فتى المجهول على هذا الموضوع الديني

واتمنى ان تستمر بهذه الموضيع الطيبة والمباركة
والسلام

GUMUS
23-7-2008, 05:25 AM
جزاك الله خيراً

جعل الله هذا العمل في ميزان حسناتك

Naruto-Kan
23-7-2008, 12:20 PM
جزاك الله خيراً

أمة اللـه
23-7-2008, 12:54 PM
جزاك الله خيرا وسدد الله خطاك

rain bird
23-7-2008, 12:59 PM
السلام عليكم

جزاك الله خيرا اخي على هذا الموضوع

جعله الله في ميزان حسناتك

أمة اللـه
24-7-2008, 09:07 PM
خزيمة بن ثابت
شهادته بشهادة رجلين من المسلمين
اسمه : خزيمة بن ثابت بن الفاكة بن ثعلبة بن ساعدة الفقيه ابو عمارة الانصارى الخطمى المدنى ذو الشهادتين
كيف صارت شهادته بشهادة رجلين ؟
عن الزهرى قال : حدثنى عمارة بن خزيمة الانصارى ان عمه حدثه ان النبى ابتاع فرسا - اشترى - من اعرابى فاستتبعه النبى ليقضيه ثمن فرسه فاسرع النبى المشى وأبطأ الاعرابى فطفق رجال يعترضون الاعرابى فيساومون بالفرس لا يشعرون ان النبى ابتاعه حتى زاد بعضهم الاعرابى فى السوم على ثمن الفرس الذى ابتاعه به النبى صلى الله عليه وسلم ، فنادى الاعرابى النبى فقال : ان كنت مبتاع هذا الفرس فابتعه والا بعته ، فقام النبى حين سمع نداء الاعرابى فقال : اوليس قد ابتعته منك ، قال الاعرابى لا والله ما بعتك ، فقال النبى : بلى قد ابتعته منك ، وطفق الناس يلوذون بالنبى والاعرابى وهما يتراجعان فطفق الاعرابى يقول : هلم شهيدا يشهد انى بايعتك ، فمن جاء من المسلمين قال للاعرابى : ويلك النبى لم يكن ليقول الا حقا حتى جاء خزيمة فاستمع لمراجعة النبى ومراجعة الاعرابى فطفق الاعرابى يقول : هلم شهيدا يشهد انى بايعتك ، قال خزيمة : انا اشهد انك قد بايعته ، فاقبل النبى على خزيمة فقال : بم تشهد ؟ فقال بتصديقك يا رسول الله فجعل النبى شهادة خزيمة بشهادة رجلين.
عاش خزيمة رضى الله عنه عابدا قائما صائما مجاهدا فى سبيل الله يبحث عن الشهادة وكان ذلك فى يوم صفين فلقد سقط فى هذا اليوم شهيدا ليلحق بالحبيب صلى الله عليه وسلم واصحابه رضى الله عنهم فى جنات النعيم اخوانا على سرر متقابلين.
فرضى الله عن خزيمة وعن سائر الصحابة اجمعين.

حامية الاسلام
24-7-2008, 10:25 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته .

سعيد بن زيد رجل من أهل الجنة


نسبه رضي الله عنه

هو سعيد بن زيد بن عمرو بن النفيل قال أبو النعيم : و أما سعيد ين زيد فكان بالحق قوالاً و لماله بذالاً و لهواه قامعاً و قتالاً و لم يكن ممن يخاف في الله لومة لائم وكان مجاب الدعوة


إسلامه رضي الله عنه

أسلم قبل عمر بن الخطاب هو و زوجته فاطمة بنت الخطاب و هي كانت سبب إسلام عمر رضي الله عنه و كان من المهاجرين الأوائل لم يشهد بدراً و ضرب رسول الله له بسهمه

قال الواقدي : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم قد بعث قبل أن يخرج الى بدر طلحة بن عبيد الله و سعيد بن زيد الى طريق الشام يتجسسان الأخبار ثم رجعا الى المدينة فقدماها يوم الوقعة ببدر فضرب لهما رسول الله صلى الله عليه و سلم بسهمهما و أجرهما

و شهد ما بعدها من المشاهد و هو أحد العشرة المبشرين بالجنة

فضائله رضي الله عنه

هو أحد العشرة المبشرين بالجنة لما جاء عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال : أبو بكر في الجنة و عمر في الجنة...-الى ان وصل اليه-و سعيد بن زيد في الجنة

عن هاشم بن عروة عن أبيه أن أروى بنت أويس ادعت على سعيد بن زيد أنه أخذ من أرضها فخاصمته الى مروان بن الحكم فقال سعيد : أنا كنت آخذ من أرضها شيئاً بعد الذي سمعت من رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟
قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : من أخذ شبراً من الأرض ظلماً طوقه الى سبع أرضين
فقال له مروان : لا أسألك بينة بعد هذا
فقال : اللهم إن كانت كاذبة فعم بصرها و اقتلها في ارضها قال فما ماتت حتى ذهب بصرها ثم بينما هي تمشي في أرضها إذ وقعت في حفرة فماتت

جهاده رضي الله عنه

يوم أجنادين

و هو قائد الفرسان يوم أجنادين و كان من أشد الناس و هو الذي أشار على خالد ببدء القتال يوم أجنادين لما رمى الروم المسلمين بالنشاب فصاح سعيد بن زيد بخالد قائلاً : علام نستهدف لهؤلاء العلوج –أي الكفار- وقد رشقونا بالسهام حتى شمست-أي امتنعت- الخيل ؟ فأقبل خالد الى خيا المسلمين و قال لهم : احملوا –رحمكم الله- على اسم الله و حمل خالد على الروم و حمل المسلمون معه حتى انتصروا بأمر الله

يوم اليرموك

قال حبيب بن سلمة : اضطررنا يوم اليرموك الى سعيد بن زيد فلله در سعيد ما سعيد يومئذ إلا الأسد لما نظر الى الروم و خافها اقتحم الى الارض-أي القى نفسه بشدة- و جثا على ركبتيه حتى اذا دنوا منه وثب في وجوههم مثل الليث فطعن برايته أول رجل من القوم فقتله و أخذ والله يقاتل راجلاً –أي على رجله من غير فرس-قتال الرجل الشجاع البأس فارساً و يعطف الناس اليه

وفاته رضي الله عنه

قال ابن الاثير : وتوفي سعيد سنة خمسين أو احدى و خمسين و هو ابن بضع و سبعين سنة و قيل توفي سنة ثماني و خمسين بالعقيق من نواحي المدينة و الأول أصح


فهنيئاً له بالجنة كما بشره الصادق المصدوق صلى الله عليه و سلم

الفجر القريب
25-7-2008, 09:18 AM
شكرا على مروركم أخوتي وشكرا خاص لـ(يوكيكو ) و( حامية الإسلام) على جهودهم

أبــ عبد الملك ــو
25-7-2008, 11:04 AM
موضوع جميل
يمكنك الاستفادة من كتاب الحديث من صف خامس الى ثالث ثانوي
ماأدري اذا مناهجكم تغيرت عنا ولا كييييييف؟

أبــ عبد الملك ــو
25-7-2008, 11:07 AM
ملحوظة : لو تأخذ ماكتب الأختان وتجمعهم كلهم في الصفحة الأولى وتنسقهم بنفس الأسلوب
أعتقد بيكون جيد

الفجر القريب
25-7-2008, 01:48 PM
حياك الله أخي..


خامس لا اذكر..


أما 3 ثانوي فهو مكثف جداً


وبالنسبة لإقتراحك ممتاز لكن المتصفع عندي تعبان أكثر من 5 دقايق ع الصفحة يطفئ (مشكلة عويصة)^^"


وأشكركـ..

حامية الاسلام
26-7-2008, 05:25 PM
عمر بن الخطاب رضي الله عنه


تاريخه في سطور
1 - ولد قبل بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم بثلاثين سنة .
2 - كان عدد المسلمين يوم أسلم تسعة وثلاثين .
3 - كان صهر رسول الله وأبا أم المؤمنين حفصة .
4 - كان عمره يوم الخلافة خمسا وخمسين سنة .
5 - كانت مدة الخلافة عشر سنين وستة أشهر وأربعة أيام .
6 - فتحت في عهده بلاد الشام والعراق وفارس ومصر وبرقة وطرابلس الغرب وأذربيجان ونهاوند وجرجان
7 - بنيت في عهده البصرة والكوفة .
8 - أول من أرخ بالهجرة ، ودون الدواوين ، وصلى بالناس التراويح .
9 - دفن مع رسول الله وصاحبه أبي بكر في غرفة عائشة .
10 - تزوج في الجاهلية ، قريبة أم كلثوم بنت جرول ، وفي الإسلام زينب بنت مظعون ، وأم كلثوم بنت علي رضي الله عنه ، وجميلة بنت ثابت ، وأم حكيم بنت الحارث ، وعاتكة بنت زيد ، وقد توفي وبعضهن في عصمته .
11 - كان له من الولد اثنا عشر ستة من الذكور هم : عبد الله وعبد الرحمن وزيد وعبيد الله وعاصم وعياض ، وست من الإناث وهن : حفصة ورقية وفاطمة وصفية وزينب وأم الوليد .
اسمه ولقبه
هو عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى ، يجتمع نسبه مع النبي صلى الله عليه وسلم في كعب بن لؤي ، فهو قرشي من بني عدي . وكنيته أبو حفص ، والحفص هو شبل الأسد ، كناه به النبي صلى الله عليه وسلم يوم بدر. ولقبه الفاروق ، لقبه بذلك النبي صلى الله عليه وسلم يوم إسلامه ، فاعز الله به الإسلام ، وفرق بين الحق والباطل .
صفته وبيئته
نشأ في مكة عاصمة العرب الدينية ، من بيت عرف بالقوة والشدة ، كما كانت إليه السفارة في الجاهلية ، إذا وقعت بين قريش وبين غيرها حرب ، بعثته سفيرا يتكلم باسمها ، وإن نافرهم منافر، أو فاخرهم مفاخر، بعثوا به منافراً عنهم ، ومفاخراً بهم . وكان طويلا بائن الطول ، إذا مشى بين الناس أشرف عليهم كأنه راكب ، أسمر، مشربا بحمرة ، حسن الوجه ، غليظ القدمين والكفين ، أصلع خفيف العارضين ، جلداً شديد الخلق ، ضخم الجثة ، قوي البنية ، جهوري الصوت . قالت فيه الشفاء بنت عبد الله : كان عمر إذا تكلم أسمع ، وإذا مشى أسرع ، وإذا ضرب أوجع ، وهو الناسك حقا
جاهليته
كان من أنبه فتيان قريش وأشدهم شكيمة ، شارك فيما كانوا يتصفون به من لهو وعبادة . فشرب الخمر ، وعبد الأوثان واشتد بالأذى على المسلمين في سنوات الدعوة الأولى ، وكان يعرف القراءة والكتابة .
إسلامه
كان عمره يوم بعث النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثين سنة ، أو بضعا وعشرين سنة ، على اختلاف الروايات . وقد أسلم في السنة السادسة من البعثة ، في قصة مشهورة في السيرة النبوية . ومنذ أسلم انقلبت شدته على المسلمين إلى شدة على الكافرين ، ومناوأة لهم ، فأوذي وضرب ، وقد سبقه إلى الإسلام تسعة وثلاثون صحابيا فكان هو متمما للأربعين ، وقد استجاب الله به دعوة رسوله صلى الله عليه وسلم إذ قال : " اللهم أعز الإسلام بأحب الرجلين إليك : أبي جهل بن هشام أو عمر بن الخطاب " رواه الترمذي
فكان إسلامه دون أبي جهل ، دليلاً على محبة الله له ، وكرامته عنده .
صحبته للرسول صلى الله عليه وسلم
كان في صحبته للرسول صلى الله عليه وسلم مثال المؤمن الواثق بربه ، المطيع لنبيه ، الشديد على أعداء الإسلام ، القوي في الحق ، المتمسك بما أنزل الله من أحكام . شهد المعارك كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأثنى عليه الرسول صلى الله عليه وسلم بما يدل على عظيم منزلته عنده ، وبلائه في الإسلام . ومما ورد فيه قوله : " إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه ، وفرق الله به بين الحق والباطل" رواه الترمذي
وكان ذا رأي سديد ، وعقل كبير ، وافق القران في ثلاث مسائل قبل أن ينزل فيها الوحي .
كان من رأيه تحريم الخمر فنزل تحريمها بقوله تعالى :

يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأنصَابُ وَالأزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ
وكان من رأيه عدم قبول الفداء من أسرى بدر، فنزل القرآن مؤيدا رأيه ، كما أشار على النبي باتخاذ الحجاب على زوجاته أمهات المؤمنين فنزل القرآن بذلك . ولما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم جزع لذلك جزعا شديداً ، حتى زعم أن رسول الله لم يمت ، وأنه ذهب يناجي ربه ، وسيعود إلى الناس مرة أخرى ، وأعلن أنه سيضرب كل من زعم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد مات .

وهكذا توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يمثل الشدة على أعداء الله من مشركين ومنافقين ، وكان إذا رأى أحداً أساء إلى النبي صلى الله عليه وسلم بقول أو فعل ، قال لرسول الله : دعني يا رسول الله أضرب عنق هذا المنافق . . وقد شهد له رسول الله بالجنة ، وهو أحد العشرة المبشرين بها ، وحسبه شرفاً ومكانة عند الله أن رسول الله توفي وهو عنه راض .
في خلافة أبي بكر
وكان عمر في خلافة أبي بكر رضي الله عنه وزير صدق ، ومساعد خير، به جمع الله القلوب على مبايعة أبي بكر يوم اختلف الصحابة في سقيفة بني ساعدة ، وكان إلهاما موفقا من الله أن بادر عمر إلى مبايعة أبي بكر، فبادر الأنصار والمهاجرون بعد ذلك إلى البيعة . ولقد كان أبو بكر أجدر الصحابة بملء هذا المكان الخطير ، بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بل لقد علم الصحابة جميعا ، أن الرسول حين استخلف أبا بكر على الصلاة إنما أشار بذلك إلى أهليته للخلافة العامة ، ولكن فضل عمر في مبايعة أبي بكر ، إنما كان في حسم مادة الخلاف الذي كاد يودي بوحدة المسلمين ، ويقضي على دولة الإسلام الناشئة .
وكانت شدة عمر في حياة النبي عليه السلام ، هي في حياة أبي بكر ... فأبو بكر كان رجلا حليماً تملأ الرحمة برديه ، ويغلب الوقار والعفو على صفاته كلها ، فكان لا بد من رجل قوي الشكيمة كعمر ، يمزج حلم أبي بكر بقوة الدولة ، وهيبة السلطان ... فكان عمر هو الذي قام هذا المقام ، واحتل تلك المنزلة ، ولذلك كان أبو بكر يأخذ برأيه ، ويعمل بقوله . أمر أبو بكر يوما بأمر فلم ينفذه عمر، فجاءوا يقولون لأبي بكر : والله ما ندري : الخليفة أنت أم عمر ؟ فقال أبو بكر : هو إن شاء ! …
وتلك لعمري نفحة من نفحات العظمة الإسلامية التي أرادها الله بشير خير للمسلمين وللعالم بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم … عمر يقول لأبي بكر يوم السقيفة : أنت أفضل مني ، وأبو بكر يجيبه بقوله : ولكنك أقوى مني . . فيقول عمر لأبي بكر : إن قوتي مع فضلك .. وبذلك تعاونت العظمتان في بناء صرح الدولة الإسلامية الخالد ... فضل أبي بكر وحلمه وعقله وحزمه ، مع قوة عمر وباسه وشدته وهيبته .
عمر في الخلافة
ويتولى عمر الخلافة ، وهي أشد ما تكون حاجة إلى رجل مثله ، المسلمون يشتبكون في حروب طاحنة مع فارس والروم ، والبلاد الإسلامية التي فتحت تحتاج إلى ولاة أتقياء أذكياء ، يسيرون في الرعية سيرة عمر في حزمه وعفته وعبقريته في التشريع والإدارة ، والعرب الفاتحون قد أقبلت عليهم الدنيا فهم منها على خطر عظيم ، أن يركنوا إليها ، ويملوا حياة الجهاد والكفاح ، و يعبوا من لذائذها وزينتها وترفها ...
تولى عمر الخلافة فسجل أروع الآثار في تاريخ ا لإسلام :
** أتم ما بدأ به أبو بكر من حرب فارس والروم ، فانتهت باستيلاء المسلمين على مصر والشام والعراق ومملكة فارس .
** نظم جهاز الدولة ، فدون الدواوين ، وفرض الأعطيات ، وجبى خراج الأراضي المفتوحة بأعدل طريق ، وأقوم سياسة ، وواجه حاجات الدولة الإسلامية في الأنظمة والقوانين ، بأعظم عبقرية تشريعية عرفها تاريخ الإسلام بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم
** حكم البلاد المفتوحة بيد تجمع بين القوة والرحمة ، وبين الرفق والحزم ، وبين العدل والتسامح ، فكان حكم عمر مضرب الأمثال في ذلك ، في تواريخ الأمم كلها ، وقل أن عرفت الإنسانية حاكما مثله خلده التاريخ بعدله ورحمته .


معذرا ربما أطلت
لكنى أردت أن أغير طريقه سردى عن حياةهذا الصحابى بذات

لأن هذا الصحابى لن ينفع فى سرد حياته الأختصار

حامية الاسلام
28-7-2008, 04:20 PM
عثمان بن عفان

هو عثمان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرّة بن كعب بن لؤي بن غالب‏.‏ يجتمع نسبه مع الرسول ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ في الجد الخامس من جهة أبيه‏‏‏.‏ عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف، فهو قرشي أموي يجتمع هو والنبي ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ في عبد مناف، وهو ثالث الخلفاء الراشدين‏.‏

وأمه أروى بنت كريز وأم أروى البيضاء بنت عبد المطلب عمة الرسول ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ

ويقال لعثمان ـ رضي اللَّه عنه ـ‏:‏ ‏(‏ذو النورين‏) لأنه تزوج رقية، وأم كلثوم، ابنتيَّ النبي ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ‏.‏ ولا يعرف أحد تزوج بنتيَّ نبي غيره

اسلامه

أسلم عثمان ـ رضي اللَّه عنه ـ في أول الإسلام قبل دخول رسول اللَّه دار الأرقم، وكانت سنِّه قد تجاوزت الثلاثين، دعاه أبو بكر إلى الإسلام فأسلم، ولما عرض أبو بكر عليه الإسلام قال له‏:‏ ويحك يا عثمان واللَّه إنك لرجل حازم ما يخفى عليك الحق من الباطل، هذه الأوثان التي يعبدها قومك، أليست حجارة صماء لا تسمع، ولا تبصر، ولا تضر، ولا تنفع‏؟‏ فقال‏:‏ بلى، واللَّه إنها كذلك، قال أبو بكر‏:‏ هذا محمد بن عبد اللَّه قد بعثه اللَّه برسالته إلى جميع خلقه، فهل لك أن تأتيه وتسمع منه‏؟‏ فقال‏:‏ نعم‏.‏

وفي الحال مرَّ رسول اللَّه ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ فقال‏:‏ ‏(‏يا عثمان أجب اللَّه إلى جنته فإني رسول اللَّه إليك وإلى جميع خلقه‏)‏‏.‏ قال ‏:‏ فواللَّه ما ملكت حين سمعت قوله أن أسلمت، وشهدت أن لا إله إلا اللَّه وحده لا شريك له، وأن محمد رسول عبده ورسوله، ثم لم ألبث أن تزوجت رقية‏.‏ وكان يقال‏:‏ أحسن زوجين رآهما إنسان، رقية وعثمان‏.‏ كان زواج عثمان لرقية بعد النبوة لا قبلها،



زواجه من ابنتى رسول الله

رقية بنت رسول اللَّه ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ، وأمها خديجة، وكان رسول اللَّه قد زوَّجها من عتبة بن أبي لهب، وزوَّج أختها أم كلثوم عتيبة بن أبي لهب، فلما نزلت‏:‏ ( تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ)‏.‏ قال لهما أبو لهب وأمهما ـ أم جميل بنت حرب(حمالة الحطب) فارقا ابنتَي محمد، ففارقاهما قبل أن يدخلا بهما كرامة من اللَّه تعالى لهما، وهوانًا لابني أبي لهب، فتزوج عثمان بن عفان رقية بمكة، وهاجرت معه إلى الحبشة، وولدت له هناك ولدًا فسماه‏:‏ ‏"‏عبد اللَّه‏"‏، وكان عثمان يُكنى به ولما سار رسول اللَّه ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ إلى بدر كانت ابنته رقية مريضة، فتخلَّف عليها عثمان بأمر رسول اللَّه ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ، فتوفيت يوم وصول زيد بن حارثة



زوجته أم كلثوم

بنت رسول اللَّه ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ، وأمها خديجة، وهي أصغر من أختها رقية، زوَّجها النبي ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ من عثمان بعد وفاة رقية، وكان نكاحه إياها في ربيع الأول من سنة ثلاث، وبنى بها في جمادى الآخرة من السنة، ولم تلد منه ولدًا، وتوفيت سنة تسع وصلى عليها رسول اللَّه ـ صلى اللَّه عليه وسلم

وروى سعيد بن المسيب أن النبي ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ رأى عثمان بعد وفاة رقية مهمومًا لهفانا‏.‏ فقال له‏:‏ ‏ما لي أراك مهمومًا‏‏ ‏؟‏

فقال‏:‏ يا رسول اللَّه وهل دخل على أحد ما دخل عليَّ ماتت ابنة رسول اللَّه ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ التي كانت عندي وانقطع ظهري، وانقطع الصهر بيني وبينك‏.‏ فبينما هو يحاوره إذ قال النبي ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ‏:‏ ‏(‏هذا جبريل عليه السلام يأمرني عن اللَّه عز وجل أن أزوجك أختها أم كلثوم على مثل صداقها، وعلى مثل عشرتها‏)

صفاته

وكان ـ رضي اللَّه عنه ـ أنسب قريش لقريش، وأعلم قريش بما كان فيها من خير وشر، وكان رجال قريش يأتونه ويألفونه لغير واحد من الأمور لعلمه، وتجاربه، وحسن مجالسته، وكان شديد الحياء، ومن كبار التجار‏.‏

أخبر سعيد بن العاص أن عائشة ـ رضي اللَّه عنها ـ وعثمان حدثاه‏:‏ أن أبا بكر استأذن النبي ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ وهو مضطجع على فراشه لابس مرط عائشة فأذن له وهو كذلك، فقضى إليه حاجته، ثم انصرف‏.‏ ثم استأذن عمر فأذن له، وهو على تلك الحال، فقضى إليه حاجته، ثم انصرف‏.

ثم استأذن عليه عثمان فجلس وقال لعائشة‏:‏ ‏(‏اجمعي عليك ثيابك‏)‏ فقضى إليه حاجته، ثم انصرف‏.

قالت عائشة‏:‏ يا رسول اللَّه لم أرك فزعت لأبي بكر وعمر كما فزعت لعثمان‏!‏ قال رسول اللَّه ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ‏:‏ ‏‏إن عثمان رجل حيي وإني خشيت إن أذنت له على تلك الحال لا يُبلغ إليّ حاجته‏‏

وقال الليث‏:‏ قال جماعة من الناس‏:‏ ‏‏ألا أستحي ممن تستحي منه الملائكة‏‏

و كان لا يوقظ نائمًا من أهله إلا أن يجده يقظان فيدعوه فيناوله وضوءه، وكان يصوم ‏، ويلي وضوء الليل بنفسه‏.‏ فقيل له‏:‏ لو أمرت بعض الخدم فكفوك، فقال‏:‏ لا، الليل لهم يستريحون فيه‏.‏ وكان ليَّن العريكة، كثير الإحسان والحلم‏.‏ قال رسول اللَّه ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ‏:‏ ‏( أصدق أمتي حياءً عثمان‏ )

وهو أحد الستة الذين توفي رسول اللَّه ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ وهو عنهم راضٍ، وقال عن نفسه قبل قتله‏:‏ ‏"‏واللَّه ما زنيت في جاهلية وإسلام قط‏"‏‏.



تبشيره بالجنة

قال‏:‏ كنت مع رسول اللَّه ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ في حديقة بني فلان والباب علينا مغلق إذ استفتح رجل فقال النبي ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ‏:‏ ‏يا عبد اللَّه بن قيس، قم فافتح له الباب وبشَّره بالجنة‏ فقمت، ففتحت الباب فإذا أنا بأبي بكر الصدِّيق فأخبرته بما قال رسول اللَّه ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ، فحمد اللَّه ودخل وقعد،

ثم أغلقت الباب فجعل النبي ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ ينكت بعود في الأرض فاستفتح آخر فقال‏:‏ يا عبد اللَّه بن قيس قم فافتح له الباب وبشَّره بالجنة، فقمت، ففتحت، فإذا أنا بعمر بن الخطاب فأخبرته بما قال النبي ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ، فحمد اللَّه ودخل، فسلم وقعد، وأغلقت الباب

فجعل النبي ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ ينكت بذلك العود في الأرض إذ استفتح الثالث الباب فقال النبي ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ: يا عبد اللَّه بن قيس، قم فافتح الباب له وبشره بالجنة على بلوى تكون فإذا عثمان، فأخبرته بما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فحمد الله، ثم قال: الله المستعان‏



بيعة الرضوان

في الحديبية دعا رسول اللَّه ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ عمر بن الخطاب ليبعثه إلى مكة فيبلغ عنه أشراف قريش ما جاء له فقال‏:‏ يا رسول اللَّه إني أخاف قريشًا على نفسي، وليس بمكة من بني عدي بن كعب أحد يمنعني وقد عرفت قريش عداوتي إياها وغلظتي عليها، ولكني أدلّك على رجل أعز بها مني، عثمان بن عفان، فدعا رسول اللَّه ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ عثمان بن عفان، فبعثه إلى أبي سفيان وأشراف قريش يخبرهم أنه لم يأت لحربهم وأنه إنما جاء زائرًا لهذا البيت ومعظَّمًا لحرمته‏.‏

فخرج عثمان إلى مكة فلقيه أبان بن سعيد بن العاص فحمله بين يديه، ثم أجاره حتى بلَّغ رسالة رسول اللَّه ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ‏.‏ فانطلق عثمان حتى أتى أبا سفيان وعظماء قريش فبلغهم عن رسول اللَّه ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ ما أرسله به، فقالوا لعثمان حين فرغ من رسالة رسول اللَّه ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ إليهم‏:‏ إن شئت أن تطوف بالبيت فطف، فقال‏:‏ ما كنت لأفعل حتى يطوف رسول اللَّه ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ، واحتبسته قريش عندها، فبلغ رسول اللَّه والمسلمين أن عثمان بن عفان قد قتل،ولما لم يكن قتل عثمان ـ رضي اللَّه عنه ـ محققًا، بل كان بالإشاعة بايع النبي ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ عنه على تقدير حياته‏.‏ وفي ذلك إشارة منه إلى أن عثمان لم يُقتل، وإنما بايع القوم أخذًا بثأر عثمان جريًا على ظاهر الإشاعة تثبيتًا وتقوية لأولئك القوم، فوضع يده اليمنى على يده اليسرى وقال‏:‏ ‏اللَّهم هذه عن عثمان في حاجتك وحاجة رسولك‏.



اختصاصة بكتابة الوحى

عن فاطمة بنت عبد الرحمن عن أمها أنها سألت عائشة وأرسلها عمها فقال‏:‏ إن أحد بنيك يقرئك السلام ويسألك عن عثمان بن عفان فإن الناس قد شتموه فقالت‏:‏ لعن اللَّه من لعنه، فواللَّه لقد كان عند نبي اللَّه ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ وأن رسول اللَّه ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ لمسند ظهره إليَّ، وأن جبريل ليوحي إليه القرآن، وأنه ليقول له‏:‏ اكتب يا عثيم فما كان اللَّه لينزل تلك المنزلة إلا كريمًا

على اللَّه ورسوله‏.‏ أخرجه أحمد وأخرجه الحاكم وقال‏:‏ ‏‏قالت‏:‏ لعن اللَّه من لعنه، لا أحسبها قالت‏:‏ إلا ثلاث مرات، لقد رأيت رسول اللَّه ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ وهو مسند فخذه إلى عثمان، وإني لأمسح العرق عن جبين رسول اللَّه ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ، وأن الوحي لينزل عليه وأنه ليقول‏:‏ اكتب يا عثيم، فواللَّه ما كان اللَّه لينزل عبدًا من نبيه تلك المنزلة إلا كان عليه كريمًا‏

وعن جعفر بن محمد عن أبيه قال‏:‏ كان رسول اللَّه ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ إذا جلس جلس أبو بكر عن يمينه، وعمر عن يساره، وعثمان بين يديه، وكان كَاتبَ سر رسول اللَّه ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ‏.‏



جيش العسرة

يقال لغزوة تبوك غزوة العُسرة، مأخوذة من قوله تعالى‏:‏ ِ ‏ لَقَد تَّابَ الله عَلَىالنَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَة

ندب رسول اللَّه ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ الناس إلى الخروج وأعلمهم المكان الذي يريد ليتأهبوا لذلك، وبعث إلى مكة وإلى قبائل العرب يستنفرهم وأمر الناس بالصدقة، وحثهم على النفقة والحملان، فجاءوا بصدقات كثيرة، فكان أول من جاء أبو بكر الصدِّيق ـ رضي اللَّه عنه ـ، فجاء بماله كله 40‏.‏4000 درهم فقال له ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ‏:‏ ‏‏هل أبقيت لأهلك شيئًا‏؟‏‏‏ قال‏:‏ أبقيت لهم اللَّه ورسوله‏.‏ وجاء عمر ـ رضي اللَّه عنه ـ بنصف ماله فسأله‏:‏ ‏‏هل أبقيت لهم شيئًا‏؟‏‏ ‏قال‏:‏ نعم، نصف مالي

وجهَّز عثمان ـ رضي اللَّه عنه ـ ثلث الجيش جهزهم بتسعمائة وخمسين بعيرًا وبخمسين فرسًا‏.‏ قال ابن إسحاق‏:‏ أنفق عثمان ـ رضي اللَّه عنه ـ في ذلك الجيش نفقة عظيمة لم ينفق أحد مثلها‏.‏ وقيل‏:‏ جاء عثمان ـ رضي اللَّه عنه ـ بألف دينار في كمه حين جهز جيش العُسرة فنثرها في حجر رسول اللَّه فقبلها في حجر وهو يقول‏:‏ ‏‏ما ضرَّ عثمان ما عمل بعد اليوم‏‏‏.‏ وقال رسول اللَّه‏:‏ ‏‏من جهز جيش العُسرة فله الجنة‏‏

بئر رومة

واشترى بئر رومة من اليهود بعشرين ألف درهم، وسبلها للمسلمين‏.‏ كان رسول اللَّه قد قال‏:‏ ‏‏من حفر بئر رومة فله الجنة



توسعة المسجد النبوى

كان المسجد النبوي على عهد رسول اللَّه ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ مبنيًَّا باللبن وسقفه الجريد، وعمده خشب النخل، فلم يزد فيه أبو بكر شيئًا وزاد فيه عمرًا وبناه على بنائه في عهد رسول اللَّه ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ باللبن والجريد وأعاد عمده خشبًا، ثم غيَّره عثمان، فزاد فيه زيادة كبيرة، وبنى جداره بالحجارة المنقوشة والفضة، وجعل عمده من حجارة منقوشة وسقفه بالساج، وجعل أبوابه على ما كانت أيام عمر ستة أبواب‏.‏



الخلافة

لقد كان عثمان بن عفان أحد الستة الذين رشحهم عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- لخلافته فقد أوصى بأن يتم اختيار أحد ستة http://www.3iny3ink.com/forum/images/smilies/frown.gifعلي بن أبي طالب ، عثمان بن عفان ، طلحة بن عبيد الله ، الزبير بن العوام ، سعد بن أبي وقاص ، عبد الرحمن بن عوف ) في مدة أقصاها ثلاثة أيام من وفاته حرصا على وحدة المسلميـن ، فتشاور الصحابـة فيما بينهم ثم أجمعوا على اختيار عثمان -رضي الله عنه- وبايعـه المسلمون في المسجد بيعة عامة سنة ( 23 هـ ) ، فأصبح ثالث الخلفاء الراشدين

استمرت خلافته نحو اثني عشر عاما تم خلالها الكثير من الأعمال: نَسْخ القرآن الكريم وتوزيعه على الأمصار, توسيع المسجد الحرام, وقد انبسطت الأموال في زمنه حتى بيعت جارية بوزنها ، وفرس بمائة ألف ، ونخلة بألف درهم ، وحجّ بالناس عشر حجج متوالية



الفتوحات

فتح الله في أيام خلافة عثمان -رضي الله عنه- الإسكندرية ثم سابور ثم إفريقية ثم قبرص ، ثم إصطخر الآخرة وفارس الأولى ، ثم خو وفارس الآخرة ثم طبرستان ودرُبُجرْد وكرمان وسجستان ثم الأساورة في البحر ثم ساحل الأردن وقد أنشأ أول أسطول إسلامي لحماية الشواطيء الإسلامية من هجمات البيزنطيين



الفتنة

في أواخر عهده ومع اتساع الفتوحات الاسلامية ووجود عناصر حديثة العهد بالاسلام لم تتشرب روح النظام والطاعة ، أراد بعض الحاقدين على الاسلام وفي مقدمتهم اليهود اثارة الفتنة للنيل من وحدة المسلمين ودولتهم ، فأخذوا يثيرون الشبهات حول سياسة عثمان -رضي الله عنه- وحرضوا الناس في مصر والكوفة والبصرة على الثورة ، فانخدع بقولهم بعض من غرر به ، وساروا معهم نحو المدينة لتنفيذ مخططهم ، وقابلوا الخليفة وطالبوه بالتنازل ، فدعاهم الى الاجتماع بالمسجد مع كبار الصحابة وغيرهم من أهل المدينة ، وفند مفترياتهم وأجاب على أسئلتهم وعفى عنهم ، فرجعوا الى بلادهم لكنهم أضمروا شرا وتواعدوا على الحضور ثانية الى المدينة لتنفيذ مؤامراتهم التي زينها لهم عبدالله بن سبأ اليهودي الأصل والذي تظاهر بالاسلام



استشهاده

وفي شـوال سنة ( 35 ) من الهجرة النبوية ، رجعت الفرقة التي أتت من مصر وادعوا أن كتابا بقتل زعماء أهل مصر وجدوه مع البريد ، وأنكر عثمان -رضي الله عنه- الكتاب لكنهم حاصروه في داره ( عشرين أو أربعين يوماً ) ومنعوه من الصلاة بالمسجد بل ومن الماء ، ولما رأى بعض الصحابة ذلك استعـدوا لقتالهم وردهم لكن الخليفة منعهم اذ لم يرد أن تسيل من أجله قطرة دم لمسلم ، ولكن المتآمريـن اقتحموا داره من الخلف ( من دار أبي حَزْم الأنصاري ) وهجموا عليه وهو يقـرأ القـرآن وأكبت عليه زوجـه نائلـة لتحميه بنفسها لكنهم ضربوها بالسيف فقطعت أصابعها ، وتمكنوا منه -رضي الله عنه- فسال دمه على المصحف ومات شهيدا في صبيحة عيد الأضحى سنة ( 35 هـ ) ، ودفن بالبقيع .وكان مقتله بداية الفتنة بين المسلمين الى يومنا هذا

أخى أن كانت طريقتى فى سرد حياة
الصحابه لا تعجبك لأنها بدون أختصار
فأعتذر
وأعلمنى حتى أتوقف عن الكتابه

أمة اللـه
28-7-2008, 04:29 PM
عبدالله ذو البجادين




اسلامه :


كان يتيما لا مال له وكفله عمه حتى أيسر ، فلما قدم النبى صلى الله عليه وسلم المدينة جعلت نفسه تتوق الى الاسلام ، ولا يقدر عليه من عمه حتى مضت السنون
فقال لعمه : يا عم ، انى قد انتظرت اسلامك فلا أراك تريد محمدا فأذن لى فى الاسلام ، فقال : والله لئن اتبعت محمدا لا أترك بيدك شيئا كنت أعطيتكه الا نزعته منك حتى ثوبيك .
قال : فأنا واله متبع محمدا وتارك عبادة الحجر وهذا ما بيدى فخذه ، فأخذ ما أعطاه حتى جرده من ازاره .



سبب تسميته بذى البجادين :


عندما أتى أمه قطعت بجادا لها ( الكساء الغليظ الجافى ) باثنين فأتزر بواحد ورتدى الآخر ، ثم أقبل الى المدينة وكان بورقان ( جبل على يمين المار من المدينة الى مكة ) فاضطجع فى المسجد فى السحر وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتصفح الناس اذا انصرف من الصبح فنظر اليه فقال من أنت ؟ فانتسب له وكان اسمه عبد العزى ، فقال : أنت عبدالله ذو البجادين .




كلا انه أواب


عن الأدرع قال : كنت أحرس النبى فخرج ذات ليلة لبعض حاجته ، قال فرآنى فأخذ بيدى فانطلقنا فمررنا على رجل يصلى يجهر بالقرآن فقال النبى : عسى أن يكون مرائيا
قال : قلت يا رسول الله يصلى يجهر بالقرآن ؟ قال : فرفض يدى ثم قال : انكم لن تنالوا هذا الأمر بالمغالبة
ثم خرج ذات ليلة وأنا أحرسه لبعض حاجته فأخذ بيدى فمررنا على رجل يصلى يجهر بالقرآن ، فقلت : عسى أن يكون مرائيا ، فقال النبى : كلا انه أواب
قال فنظرت فاذا هو عبدالله ذو البجادين




يا ليتنى كنت صاحب الحفرة


قال ابن مسعود: قمت من جوف الليل وأنا مع رسول الله فى غزوة تبوك ، قال : فرأيت شعلة من نار فى ناحية العسكر قال : فاتبعتها أنظر اليها فاذا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر واذا عبدالله ذو البجادين قد مات واذا هم قد حفروا له ورسول الله فى حفرته وأبو بكر وعمر يدليانه اليه وهو يقول : أدنيا الى أخاكما فدلياه اليه ، فلما هيّأه لشقه قال " اللهم انى قد أمسيت راضيا عنه فارض عنه "
قال : يقول بن مسعود رضى الله عنه : " يا ليتنى كنت صاحب الحفرة " .


ويا لها من صفحة مضيئة فى حياة هذا الصحابى الجليل الذى خرج من دنياه ابتغاء وخه الله تعالى فترك ثروة عمه ليفوز بأعظم ثروة وليظفر بأعظم نعمة فى الكون كله ألا وهى نعمة الاسلام.

الفجر القريب
28-7-2008, 05:27 PM
أبو الدرداء (رضي الله عنه)


اسمه: عويمر بن عامر بن قيس الأنصاري الخزرجي رضي الله عنه


اسلامه: أسلم عام بدر وحسن اسلامه


نبذة عنه : كان من العلماء الفضلاء يروى عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال
(هو حكيم أمتي )وقال معاذ بن جبل
التمسو العلم عند أربعة فذكر مهم أبا الدرداء

وقال فيه معاوية رضي الله عنه
(أبو الدرداء: من العلماء والفقهاء الذين يشفون من الداء)


وفاته: اثنتي وثلاثين في دمشق

فرضي الله عنه


والسلام

الفجر القريب
28-7-2008, 05:46 PM
السلام عليكمـ

جعل الله ما تكتبانه في ميزان حسناتكما


وأختي حامية من قال أنها لا تعجبني
بل والله استفدت أنا شخصياً
فجزاكما الله خيراً


والسلامـ عليكمـ

أمة اللـه
30-7-2008, 12:08 PM
جليبيب


قال صلى الله عليه وسلم : " هذا منى وأنا منه " .


انه صحابى جليل من الأنصار الذين جعل الله حبهم سببا للفوز بمحبة الله جل وعلا



أسلم جليبيب وكانت له مكانة عالية عند الله على الرغم من أنه لا يمتلك المال والجمال لكنه يمتلك قلبا يحب الكبير المتعال


ومنذ أن أسلم جليبيب رضى الله عنه أصبح ملازما للنبى صلى الله عليه وسلم يأخذ من علمه وهديه وأخلاقه ما يتزود به فى دنياه ةأخراه


وفاته


قال ثابت : بينما رسول الله فى مغزى له -غزوة- قال : هل تفقدون من أحد ؟
قالوا : نفقد فلانا ونفقد فلانا
ثم قال : هل تفقدون من أحد ؟
قالوا : نفقد فلانا وفلانا
ثم قال : هل تفقدون من أحد ؟
قالوا : لا
قال : ولكنى أفقد جليبيا ، فاطلبوه فى القتلى
فنظروا فوجدوه الى جنب سبعة قد قتلهم ثم قتلوه
فقال رسول الله : هذا منى وأنا منه ، أقتل سبعة ثم قتلوه ؟هذا منى وأنا منه ، أقتل سبعة ثم قتلوه ؟ هذا منى وأنا منه .
فوضعه رسول الله على ساعديه ثم حفروا له ما له سرير الا ساعدى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى وضعه فى قبره
فرضى الله عن جليبيب وعن أصحاب الحبيب صلى الله عليه وسلم

YOLA
30-7-2008, 12:24 PM
موضوع مفيد بارك الله فيك

الفجر القريب
30-7-2008, 01:32 PM
حياكم الله ..
في البداية
اعذرونا إن قصرنا فكل الصحابة قدوتنا
وسنكتب بإذن الله تعالى

ظننت أنه مكتوب فالتبس علينا الأمر

بارك الله في كل من رد ع الموضوع واستفاد
ولا تسيئو فهمنا وهذا هو الأهم

وشكرا لكم..

حامية الاسلام
30-7-2008, 04:02 PM
سيد الحفاظ




أبو هريرة


إنه الصحابي الجليل أبو هريرة -رضي الله عنه-، كان اسمه قبل إسلامه عبد شمس، فلما شرح الله صدره للإسلام سماه الرسول عبد الرحمن، وكناه الصحابة بأبي هريرة، ولهذه الكنية سبب طريف، حيث كان عبد الرحمن يعرف بعطفه الكبير على الحيوان، وكانت له هرة (قطة) يحنو عليها، ويطعمها، ويرعاها، فكانت تلازمه وتذهب معه في كل مكان، فسمي بذلك أبا هريرة، وكان رسول الله يدعوه أبا هريرة، فيقول له: (خذ يا أبا هريرة) [البخاري].
وقد ولد أبو هريرة في قبيلة دوس (إحدى قبائل الجزيرة)، وأسلم عام فتح خيبر (سنة 7هـ)، ومنذ إسلامه كان يصاحب النبي ويجلس معه وقتًا كبيرًا؛ لينهل من علمه وفقهه، وحاول أبو هريرة أن يدعو أمه إلى الإسلام كثيرًا، فكانت ترفض، وذات يوم عرض عليها الإسلام فأبت، وقالت في رسول الله كلامًا سيِّئًا، فذهب أبو هريرة إلى الرسول ، وهو يبكي من شدة الحزن، ويقول: يا رسول الله، إنى كنت أدعو أمي إلى الإسلام وهى مشركة، فدعوتها اليوم فأسمعتني فيك ما أكره، فادع الله أن يهدي أم أبي هريرة.
فقال رسول الله : (اللهم اهد أم أبي هريرة)، فخرج أبو هريرة من عند الرسول فرحًا مستبشرًا بدعوة نبي الله ، وذهب إلى أمه ليبشرها، فوجد الباب مغلقًا، وسمع صوت الماء من الداخل، فنادت عليه أمه، وقالت: مكانك يا أبا هريرة، وطلبت ألا يدخل حتى ترتدي خمارها، ثم فتحت لابنها الباب، وقالت: يا أبا هريرة، أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا عبده ورسوله.
فرجع أبو هريرة إلى الرسول يبكي من الفرح، ويقول: يا رسول الله أبشر، قد استجاب الله دعوتك، وهدى أم أبي هريرة، فحمد الرسول ربه، وأثنى عليه وقال خيرًا، ثم قال أبو هريرة: يا رسول الله، ادع الله أن يحببني أنا وأمي إلى عباده المؤمنين، ويحببهم إلينا، فقال رسول الله : (اللهم حبّبْ عُبَيْدَك هذا وأمه إلى عبادك المؤمنين، وحبب إليهم المؤمنين)، قال أبو هريرة: فما خلق مؤمن يسمع بي ولا يراني إلا أحبني. [مسلم].
وكان أبو هريرة -رضي الله عنه- يحب الجهاد في سبيل الله، فكان يخرج مع المسلمين في الغزوات، وكان يواظب على جلسات العلم ويلازم النبي ، فكان أكثر الصحابة ملازمة للنبي وأكثرهم رواية للأحاديث عنه ، حتى قال عنه الصحابة: إن أبا هريرة قد أكثر الحديث، وإن المهاجرين والأنصار لم يتحدثوا بمثل أحاديثه، فكان يرد عليهم ويقول: إن إخواني من الأنصار كان يشغلهم عمل أراضيهم، وإن إخواني من المهاجرين كان يشغلهم الصفق بالأسواق (التجارة)، وكنت ألزم رسول الله على ملء بطني، فأشهد إذا غابوا وأحفظ إذا نسوا.
ولقد قال رسول الله يومًا: (من يبسط ثوبه فلن ينسى شيئًا سمعه مني، فبسطت ثوبي حتى قضى من حديثه، ثم ضممتها إليَّ، فما نسيت شيئًا سمعته منه) [مسلم]، ولولا آيتان أنزلهما الله في كتابه ما حدثت شيئًا أبدًا {إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون. إلا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا فأولئك أتوب عليهم وأنا التواب الرحيم } [البقرة: 159- 160].
وكان لأبي هريرة -رضي الله عنه- ذاكرة قوية قادرة على الحفظ السريع وعدم النسيان، قال عنه الإمام الشافعي -رحمه الله- : إنه أحفظ من روى الحديث في دهره. وقال هو عن نفسه: ما من أحد من أصحاب رسول الله أكثر حديثًا عنه مني، إلا ما كان من عبد الله بن عمرو بن العاص فإنه كان يكتب ولا أكتب.
وكان يحب العلم، فكان طلابه يقبلون عليه، حتى يملئوا بيته، كما كان مقدرًا للعلم، فذات يوم كان ممددًا قدميه فقبضهما ثم قال: دخلنا على رسول الله حتى ملأنا البيت وهو مضطجع لجنبه، فلما رآنا قبض رجليه ثم قال: (إنه سيأتيكم أقوام من بعدي يطلبون العلم، فرحبوا بهم وحيُّوهم وعلموهم) [ابن ماجه].
وكان أبو هريرة شديد الفقر، لدرجة أنه كان يربط على بطنه حجرًا من شدة الجوع، وذات يوم خرج وهو جائع فمر به أبو بكر -رضي الله عنه-، فقام إليه أبو هريرة وسأله عن تفسير آية من كتاب الله، وكان أبو هريرة يعرف تفسيرها، لكنه أراد أن يصحبه أبو بكر إلى بيته ليطعمه، لكن أبا بكر لم يعرف مقصده، ففسر له الآية وتركه وانصرف، فمر على أبي هريرة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- فسأله ففعل معه مثلما فعل أبو بكر.
ثم مر النبي فعلم ما يريده أبو هريرة فقال له النبي : (أبا هريرة)، فقال: لبيك يا رسول الله، فدخلت معه البيت، فوجد لبنًا في قدح، فقال : (من أين لكم هذا؟) قيل: أرسل به إليك. فقال النبي : أبا هريرة، انطلق إلى أهل الصفة (الفقراء الذين يبيتون في المسجد) فادعهم، فحزن أبو هريرة، وقال في نفسه: كنت أرجو أن أشرب من اللبن شربة أتقوى بها بقية يومي وليلتي، ثم قال في نفسه: لابد من تنفيذ أمر الرسول ، وذهب إلى المسجد، ونادى على أهل الصفة، فجاءوا، فقال في نفسه: إذا شرب كل هؤلاء ماذا يبقى لي في القدح، فأتوا معه إلى بيت النبي ، فقال له النبي : (أبا هر، خذ فأعطهم)، فقام أبو هريرة يدور عليهم بقدح اللبن يشرب الرجل منهم حتى يروى ويشبع، ثم يعطيه لمن بعده فيشرب حتى يشبع، حتى شرب آخرهم، ولم يبق في القدح إلا شيء يسير، فرفع النبي رأسه وهو يبتسم وقال: (أبا هر) قلت: لبيك يا رسول الله، قال: (بقيت أنا وأنت) قلت: صدقت يا رسول الله، فقال الرسول: (فاقعد فاشرب).
قال أبو هريرة: فقعدت فشربت، فقال: (اشرب). فشربت، فما زال النبي يقول لي اشرب فأشرب حتى قلت: والذي بعثك بالحق ما أجد له مساغًا (مكانًا)، فقال النبي : (ناولني القدح) فأخذ النبي القدح فشرب من الفضلة. [البخاري].
وقد أكرم الله أبا هريرة نتيجة لإيمانه وإخلاصه لله ورسوله ، فتزوج من سيدة كان يعمل عندها أجيرًا قبل إسلامه، وفي هذا يقول: نشأتُ يتيمًا، وهاجرت مسكينًا، وكنت أجيرًا عند بسرة بنت غزوان بطعام بطني، فكنت أخدم إذا نزلوا، وأحدوا إذا ركبوا (أي أمشى أجر ركائبهم)، فزوجنيها الله، فالحمد لله الذي جعل الدين قوامًا، وجعل أبا هريرة إمامًا.
وفي عهد عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- تولى أبو هريرة إمارة البحرين، وكان نائبًا لمروان بن الحكم على المدينة، فإن غاب مروان كان هو الأمير عليها، وكان يحمل حزمة الحطب على ظهره في السوق ويراه الناس.
وكان أبو هريرة -رضي الله عنه- ناصحًا للناس؛ يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر، وبينما كان يمر بسوق المدينة رأى الناس قد اشتغلوا بالدنيا، فوقف في وسط السوق وقال: يا أهل السوق: إن ميراث رسول الله يقسم وأنتم هنا، ألا تذهبون فتأخذوا نصيبكم منه! فقالوا: وأين هو؟ قال: في المسجد. فأسرع الناس إلى المسجد ثم رجعوا إلى أبي هريرة فقال لهم: ما لكم رجعتم؟! قالوا: يا أبا هريرة، قد ذهبنا إلى المسجد، فدخلنا فيه فلم نر فيه شيئًا يقسم! فقال: وماذا رأيتم؟ قالوا: رأينا قومًا يصلون، وقومًا يقرءون القرآن، وقومًا يذكرون الحلال والحرام، فقال لهم أبو هريرة: فذاك ميراث محمد .
وعاش أبو هريرة لا يبتغي من الدنيا سوى رضا الله وحب عباده من المسلمين حتى حضرته الوفاة، فبكى شوقًا إلى لقاء ربه، ولما سئل: ما يبكيك؟ قال: من قلة الزاد وشدة المفازة، وقال: اللهم إني أحب لقاءك فأحبب لقائي. وتوفي -رضي الله عنه- بالمدينة سنة (59 هـ)، وقيل سنة (57هـ)، وعمره (78) سنة، ودفن بالبقيع بعدما ملأ الأرض علمًا، وروى أكثر من (5000) حديث.

أمة اللـه
30-7-2008, 10:02 PM
بالنسبه للامام على رضى الله عنه وليس عليه الصلاة والسلام فهو ليس بنبى وانما هو صحابى
ثانيا هذه الروايه من الشيعه وليس من اهل السنه والجماعه
ارجو التثبت من الروايه

krimo
30-7-2008, 10:27 PM
جزاك الله خيراً

جعل الله هذا العمل في ميزان حسناتك

sanji loveR
30-7-2008, 11:01 PM
هذا الكتاب شيعى





ونحن هنا فى هذا المنتدى





على مذهب





أهل السنه والجماعه


أخيتي، أنا أحترمكم أنتهم أخوآني وأخوتي في الله ~

لماذا لاتصدقون ؟؟

هل القصه كآذبه ؟ ثم أنني مررت بنفس المعلومه في مدرستنآ فكلها موجوده في كتب الأسلاميه الرسميه التي تدرس في المدرسه

aboalwleed
30-7-2008, 11:32 PM
سيرة الصحابي الجليل أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب رضوان الله عليه ..



هو الإمام إذا عُـد الأئمـة
هو البطل إذا عُـدّ الأبطال
هو الشجاع المِقـدام
هو البطل الهُـمـام
هو الشهيد الذي قُتِل غدراً ، ولو أراد قاتله قتله مواجهته ما استطاع .
ولكن عادة الجبناء الطعن في الظهر !



فليتها إذ فَدَتْ عمراً بخارجةٍ = فَدَتْ علياً بمن شاءت من البشر



فـمـن هــو ؟
هو أمير المؤمنين الإمام الكريم : علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف القرشي الهاشمي ، أبو الحسن . رضي الله عنه وأرضاه .

كُنيته : أبو الحسن .
وكنّاه النبي صلى الله عليه وسلم : أبا تراب ، وسيأتي الكلام على سبب ذلك .

مولده : وُلِد قبل البعثة بعشر سنين .
وتربّى في حجر النبي صلى الله عليه وسلم ولم يُفارقه .


فضائله : فضائله جمّـة لا تُحصى
ومناقبه كثيرة حتى قال الإمام أحمد : لم ينقل لأحد من الصحابة ما نقل لعلي .
وقال غيره : وكان سبب ذلك بغض بني أمية له ، فكان كل من كان عنده علم من شيء من مناقبه من الصحابة يُثبته ، وكلما أرادوا إخماده وهددوا من حدّث بمناقبه لا يزداد إلا انتشارا .
ومن هنا قال الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية : باب ذِكر شيء من فضائل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه .
ثم أطال رحمه الله في ذكر فضائل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه ،
قال : فمن ذلك أنه أقرب العشرة المشهود لهم بالجنة نسبا من رسول الله صلى الله عليه وسلم .
قال الحافظ ابن حجر : وقد ولّـدت له مناقب موضوعة ، هو غنى عنها .
قال : وتتبع النسائي ما خُصّ به من دون الصحابة ، فجمع من ذلك شيئا كثيراً بأسانيد أكثرها جياد .
وكتاب الإمام النسائي هو " خصائص عليّ رضي الله عنه " .
وهذا يدلّ على محبة أهل السنة لعلي رضي الله عنه .

وأهل السنة يعتقدون محبة علي رضي الله عنه دين وإيمان .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :


حُبُّ الصَّحابَةِ كُلُّهُمْ لي مَذْهَبٌ = وَمَوَدَّةُ القُرْبى بِها أَتَوَسّل



من فضائله رضي الله عنه :

أول الصبيان إسلاماً .
أسلم وهو صبي ، وقُتِل في الإسلام وهو كهل .

قال عليه الصلاة والسلام لعلي رضي الله عنه يوم غدير خم : ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم ؟ قالوا : بلى . قال : اللهم من كنت مولاه فعليّ مولاه . اللهم والِ من والاه ، وعاد من عاد . رواه الإمام أحمد وغيره .

وروى الإمام مسلم في فضائل علي رضي الله عنه قوله رضي الله عنه : والذي فلق الحبة ، وبرأ النَّسَمَة إنه لعهد النبي الأمي صلى الله عليه وسلم إليّ أن لا يحبني إلا مؤمن ، ولا يبغضني إلا منافق .

وروى عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أنه قال في حق عليّ رضي الله عنه : ما ذكرت ثلاثا قالهن له رسول الله صلى الله عليه وسلم فلن أسبّه ؛ لأن تكون لي واحدة منهن أحب إليّ من حمر النعم . سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول له ، خَلّفه في بعض مغازيه فقال له عليّ : يا رسول الله خلفتني مع النساء والصبيان ؟! فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى ، إلا انه لا نبوة بعدي ؟ وسمعته يقول يوم خيبر : لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله . قال : فتطاولنا لها فقال : ادعوا لي علياً . فأُتي به أرمد ، فبصق في عينه ودفع الراية إليه ، ففتح الله عليه . ولما نزلت هذه الآية : ( فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ ) دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا وفاطمة وحسنا وحسينا ، فقال : اللهم هؤلاء أهلي .

روى عليّ رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم كثيراً .

شهد المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا غزوة تبوك ، فقال له بسبب تأخيره له بالمدينة : ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى ،إلا أنه لا نبي بعدي .
وهذا كان يوم تبوك خلفه النبي صلى الله عليه وسلم على المدينة ، وموسى خلف هارون على قومه لما ذهب موسى لميعاد ربه .

وهو بَدري من أهل بدر ، وأهل بدر قد غفر الله لهم .
وشهد بيعة الرضوان .
وهو من العشرة المبشرين بالجنة .
وهو من الخلفاء الراشدين المهديين فرضي الله عنه وأرضاه .
وهو زوج فاطمة البتول رضي الله عنها ، سيدة نساء العالمين .
وهو أبو السبطين الحسن والحسين ، سيدا شباب أهل الجنة .
قال صلى الله عليه وسلم : الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة ، وأبوهما خير منهما . رواه ابن ماجه ، وصححه الألباني .

وكان علي رضي الله عنه أحد الشورى الذين نص عليهم عمر ، فعرضها عليه عبد الرحمن بن عوف وشرط عليه شروطا امتنع من بعضها ، فعدل عنه إلى عثمان ، فقبلها فولاه ، وسلم عليّ وبايع عثمان .
ولم يزل عليّ رضي الله عنه بعد النبي صلى الله عليه وسلم متصديا لنصر العلم والفتيا .

من خصائص عليّ رضي الله عنه :

ما رواه البخاري ومسلم عن سهل بن سعد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم خيبر : لأعطين هذه الراية رجلاً يفتح الله علي يديه ، يحبّ الله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله . قال : فَباتَ الناس يدوكون ليلتهم أيهم يعطاها . قال : فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم يرجون أن يعطاها ، فقال : أين علي بن أبي طالب ؟ فقالوا : هو يا رسول الله يشتكى عينيه . قال : فأرسلوا إليه . فأُتيَ به ، فبصق رسول الله صلى الله عليه وسلم في عينيه ودعا لـه فبرأ حتى كأن لم يكن به وجع فأعطاه الراية .

ولذا قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : ما أحببت الإمارة إلا يومئذ . كما عند مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه .
لا لأجل الإمارة ، ولكن لأجل هذه المنزلـة العالية الرفيعة " يحبّ الله ورسوله ويُحبُّـه الله ورسوله "

اشتهر عليّ رضي الله عنه بالفروسية والشجاعة والإقدام .
وكان اللواء بيد علي رضي الله عنه في أكثر المشاهد .
بارز عليٌّ رضي الله عنه شيبة بن ربيعة فقتله عليّ رضي الله عنه ، وذلك يوم بدر .

وكان أبو ذر رضي الله عنه يُقسم قسما إن هذه الآية ( هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ) نزلت في الذين برزوا يوم بدر ؛ حمزة وعلي وعبيدة بن الحارث ، وعتبة وشيبة ابني ربيعة والوليد بن عتبة . رواه البخاري ومسلم .

وفي اُحد قام طلحة بن عثمان صاحب لواء المشركين فقال : يا معشر أصحاب محمد إنكم تزعمون أن الله يعجلنا بسيوفكم إلى النار ، ويعجلكم بسيوفنا إلى الجنة ، فهل منكم أحد يعجله الله بسيفي إلى الجنة أو يعجلني بسيفه إلى النار ؟! فقام إليه علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقال : والذي نفسي بيده لا أفارقك حتى يعجلك الله بسيفي إلى النار ، أو يعجلني بسيفك إلى الجنة ، فضربه عليّ فقطع رجله فسقط فانكشفت عورته فقال : أنشدك الله والرحم يا ابن عمّ . فكبر رسول الله
وقال أصحاب عليّ لعلي : ما منعك أن تُجهز عليه ؟ قال : إن ابن عمي ناشدني حين انكشفت عورته ، فاستحييت منه .

وبارز مَرْحَب اليهودي يوم خيبر
فخرج مرحب يخطر بسيفه فقال :
قد علمت خيبر أني مرحب = شاكي السلاح بطل مجرب
إذا الحروب أقبلت تلهب
فقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه :
أنا الذي سمتني أمي حيدرة = كليث غابات كريه المنظرة
أوفيهم بالصاع كيل السندرة
ففلق رأس مرحب بالسيف ، وكان الفتح على يديه .
وعند الإمام أحمد من حديث بُريدة رضي الله عنه : فاختلف هو وعليٌّ ضربتين ، فضربه على هامته حتى عض السيف منه بيضة رأسه ، وسمع أهل العسكر صوت ضربته . قال : وما تتامّ آخر الناس مع عليّ حتى فتح له ولهم .

ومما يدلّ على شجاعته رضي الله عنه أنه نام مكان النبي صلى الله عليه وسلم لما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم الهجرة .

ومع شجاعته هذه فهو القائل : كُنا إذا احمرّ البأس ، ولقي القوم القوم ، اتقينا برسول الله صلى الله عليه وسلم ، فما يكون منا أحد أدنى من القوم منه . رواه الإمام أحمد وغيره .

فما أحد أشجع من رسول الله صلى الله عليه وسلم .

ومن فضائله رضي الله عنه :

اجتمع له من الفضائل الجمّـة ما لم يجتمع لغيره .
فمن ذلك ما أخرجه ابن عساكر أن علياً رضي الله عنه قال :

محمد النبي أخي وصهري = وحمزة سيد الشهداء عمي
وجعفر الذي يمسي ويضحى = يطير مع الملائكة ابن أمي
وبنت محمد سكني وعرسي = مَسُوطٌ لحمها بدمي ولحمي
وسبطا أحمد ولداي منها = فأيكم له سهم كسهمي ؟

من كريم خُلقه :
أنه جاءه رجل فقال : يا أمير المؤمنين إن لي إليك حاجة فرفعتها إلى الله قبل أن أرفعها إليك ، فإن أنت قضيتها حمدت الله وشكرتك ، وإن أنت لم تقضها حمدت الله وعذرتك ، فقال عليّ : اكتب حاجتك على الأرض ، فإني أكره أن أرى ذل السؤال في وجهك .

تواضعه رضي الله عنه :

قال عليّ رضي الله عنه : لا أوتي برجل فضلني على أبي بكر وعمر ، إلا جلدته حد المفتري .
وقال محمد بن الحنفية : قلت لأبي : أي الناس خير بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : أبو بكر . قلت : ثم من ؟ قال : ثم عمر . وخشيت أن يقول عثمان . قلت : ثم أنت ؟ قال : ما أنا إلا رجل من المسلمين . رواه البخاري .

ابتلاؤه رضي الله عنه :

ابتُلي رضي الله عنه من قبل أقوام ادّعوا محبّـته ، فقد ادّعى أقوام من الزنادقة أن علياً رضي الله عنه هو الله ! فقالوا : أنت ربنا ! فاغتاظ عليهم ، وأمر بهم فحرّقوا بالنار ، فزادهم ذلك فتنة وقالوا : الآن تيقنا أنك ربنا ! إذ لا يعذب بالنار إلا الله .
وقال رضي الله عنه : يهلك فيّ اثنان ؛ محب يُقرّظني بما ليس فيّ ، ومبغض يحمله شنآني على أن يبهتني ، ألا إني لست بنبي ولا يوحى إليّ ، ولكني أعمل بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ما استطعت ، فما أمرتكم من طاعة الله فحقّ عليكم طاعتي فيما أحببتم وكرهتم .

وقد قيل لعلي رضي الله عنه : إن هنا قوماً على باب المسجد يدّعون أنك ربهم ، فدعاهم ، فقال لهم : ويلكم ما تقولون ؟ قالوا : أنت ربنا وخالقنا ورازقنا ! فقال : ويلكم إنما أنا عبدٌ مثلكم ؛ أكل الطعام كما تأكلون ، وأشرب كما تشربون ، إن أطعت الله أثابني إن شاء ، وإن عصيته خشيت أن يعذبني ، فاتقوا الله وأرجعوا ، فأبوا ، فلما كان الغد غدوا عليه ، فجاء قنبر فقال : قد والله رجعوا يقولون ذلك الكلام ، فقال : أدخلهم ، فقالوا : كذلك ، فلما كان الثالث قال : لئن قلتم ذلك لأقتلنكم بأخبث قتلة ، فأبوا إلا ذلك ، فقال : يا قنبر ائتني بفعلة معهم ، فخدّ لهم أخدوداً بين باب المسجد والقصر . وقال : احفروا فابعدوا في الأرض ، وجاء بالحطب فطرحه بالنار في الأخدود وقال : إني طارحكم فيها أو ترجعوا ، فأبوا أن يرجعوا ، فقذف بهم فيها حتى إذا احترقوا قال رضي الله عنه :

لما رأيت الأمر أمراً منكراً *** أوقدت ناري ودعوت قنبرا .
قال الحافظ في الفتح : وهذا سند حسن .

وأوذي ممن ادّعوا محبته ، بل ممن ادّعوا أنهم شيعته !
والذي قتل علياً رضي الله عنه ، وهو الشقي التعيس ( ابن ملجَم ) كان مِن شيعة عليّ !
ولذلك كان علي رضي الله عنه يقول في آخر حياته :
أشكو إلى الله عجري وبجري .
وقال رضي الله عنه في أهل الكوفة : اللهم إني قد مللتهم وملوني ، وأبغضتهم وأبغضوني ، وحملوني على غير طبيعتي وخلقي ، وأخلاق لم تكن تعرف لي . اللهم فأبدلني بهم خيراً منهم ، وأبدلهم بي شراً مني . اللهم أمِتْ قلوبهم موت الملح في الماء .
والكوفة هي موطن الشيعة الذين كانوا يدّعون محبته !

كلام جميل للحسن بن علي رضي الله عنهما :

لما حضرت الحسن بن على الوفاة قال للحسين : يا أخي إن أبانا رحمه الله تعالى لما قُبض رسول الله استشرف لهذا الأمر ورجا أن يكون صاحبه ، فصرفه الله عنه ، ووليها أبو بكر ، فلما حضرت أبا بكر الوفاة تشوّف لها أيضا فصُرفت عنه إلى عمر ، فلما احتضر عمر جعلها شورى بين ستة هو أحدهم ، فلم يشك أنها لا تعدوه فصُرفت عنه إلى عثمان ، فلما هلك عثمان بويع ثم نُوزع حتى جرّد السيف وطلبها فما صفا له شيء منها ، وإني والله ما أرى أن يجمع الله فينا أهل البيت النبوة والخلافة ، فلا أعرفن ما استخفك سفهاء أهل الكوفه فأخرجوك .

إنصـافــه رضي الله عنه :

وكان علي رضي الله عنه من أكثر الناس إنصافاً لخصومه .
فقد رأى عليٌّ رضي الله عنه طلحة رضي الله عنه في واد مُلقى ، فنزل فمسح التراب عن وجهه وقال : عزيز عليّ أبا محمد بأن أراك مجدلا في الأودية تحت نجوم السماء . إلى الله أشكو عجري وبجري . يعني : سرائري وأحزاني التي تموج في جوفي .
وقال طلحة بن مصرف انتهى علي رضي الله عنه إلى طلحة رضي الله عنه وقد مات ، فنزل عن دابته وأجلسه ، ومسح الغبار عن وجهه ولحيته ، وهو يترحم عليه ، وقال : ليتني مت قبل هذا اليوم بعشرين سنة .
وكان يقول : أني لأرجو أن أكون أنا وطلحة والزبير ممن قال الله عز وجل : ( وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ ) رواه ابن أبي شيبة والبيهقي .
ولما سُئل عـن أهـل النهروان [ من الخوارج ] أمشركون هـم ؟ قال : من الشرك فـرُّوا .
قيل: أفمنافقون ؟ قال : إن المنافقين لا يذكرون الله إلا قليلا . فقيل : فما هم يا أمير المؤمنين ؟ قال : إخواننا بَغَوا علينـا ، فقاتلناهم ببغيهم علينا . رواه ابن أبي شيبة والبيهقي .

علي رضي الله عنه والحِكمـة :

كان علي رضي الله عنه واعظاً بليغاً مؤثراً ، وخطيباً مُصقعـاً ، وكان ينطق بالحِكمة .
ولذلك عقد ابن كثير رحمه الله فصلا في البداية والنهاية فقال :
فصل في ذكر شيء من سيرته العادلة ، وطريقته الفاضلة ، ومواعظه وقضاياه الفاصلة ، وخُطبه وحِكَمِهِ التي هي إلى القلوب واصلة .
ثم ساق تحت هذا الفصل طرفا من حِكم عليّ رضي الله عنه ومواعظه .

علي رضي الله عنه والشِّعـر :

وكان علي رضي الله عنه شاعراً مُجيداً ، وقد اتّسم شعره بالحكمة .
ومن شِعره :

إذا اشتملت على اليأس القلوب .. وضاق بما به الصدر الرحيب
وأوطَنِت المكــاره واطمــأنت ... وأرست في أماكنــها الخطــوب
ولم تـر لانكـشاف الضرّ وجـهاً .. ولا أغنـى بحـيلته الأريــب
أتاك على قنوط منك غوث ... يمنُّ به القريـب المستجيب
وكل الحادثات إذا تناهت ... فمــوصول بها الــفرج القريب
ومِن شِعره :

فلا تصحب أخا الجهل = وإيـــاك وإيـــاهُ
فكم من جاهل أردى = حليما حين آخاهُ
يقاس المرء بالمرء = إذا ما المرء ما شاهُ
وللشيء على الشيء = مقاييس وأشباه
وللقلب على القلب = دليل حين يلقاه
وقوله رضي الله عنه :

حقيق بالتواضع من يموت = ويكفى المرء من دنياه قوت
فما للمرء يصبح ذا هموم = وحرص ليس تدركه النعوت
صنيع ُمَلِيكِنا حَسَنٌ جميل = وما أرزاقه عنّـا تفوت
فيا هذا سترحل عن قليل = إلى قوم كلامهم السكوت


زوجاته رضي الله عنه :
- سيدة نساء العالمين فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنها .
وولدت له الحسن والحسين ، ويُقال : ومُحسناً ، ويُقال : مات وهو صغير .
وولدت له من البنات : زينب الكبرى ، وأم كلثوم الكبرى ، وهي التي تزوجها عمر رضي الله عنه .
ولم يتزوّج علي رضي الله عنه على فاطمة رضي الله عنها حتى ماتت بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم بستة أشهر .
ومن زوجاته :
- أم البنين بنت حزام .
وولدت له العباس وجعفراً وعبد الله وعثمان ، وقد قُتل هؤلاء مع أخيهم الحسين بكربلاء ولا عقِب لهم سوى العباس .
ومنهن :
- ليلى بنت مسعود بن خالد بن مالك من بني تميم ، فولدت له عبيد الله وأبا بكر . قال هشام بن الكلبي : وقد قتلا بكربلاء أيضا .
ومنهن :
- أسماء بنت عميس الخثعمية فولدت له يحيى ومحمداً الاصغر ، قاله الكلبي ، وقال الواقدي : ولدت له يحيى وعوناً .
قال الواقدي : فأما محمد الأصغر فمن أم ولد .
ومنهن :
- أم حبيبة بنت زمعة بن بحر بن العبد بن علقمة ، وهي أم ولد من السبي الذين سباهم خالد من بني تغلب حين أغار على عين التمر ، فولدت له عمر وقد عُمِّر خمسا وثمانين سنة ، ورقية .
ومنهن :
- أم سعيد بنت عروة بن مسعود بن مغيث بن مالك الثقفي ، فولدت له أم الحسن ، ورملة الكبرى .
ومنهن :
- ابنة امرئ القيس بن عدي بن أوس الكلبية ، فولدت له جارية ، فكانت تخرج مع علي إلى المسجد وهي صغيرة ، فيُقال لها : من أخوالك ؟ فتقول : وه وه ! تعني بني .
ومنهن :
أمامه بنت أبي العاص بن الربيع بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي ، وأمها زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهي التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحملها وهو في الصلاة إذا قام حملها ، وإذا سجد وضعها ، فولدت له محمداً الأوسط .

وأما ابنه محمد الأكبر فهو ابن الحنفية وهي :
- خولة بنت جعفر بن قيس ، من بني حنيفة ، سباها خالد أيام الصديق أيام الردة من بني حنيفة ، فصارت لعلي بن أبي طالب ، فولدت له محمداً هذا ، ومن الشيعة من يدّعي فيه الإمامة والعصمة ، وقد كان من سادات المسلمين ولكن ليس بمعصوم ، ولا أبوه معصوم ، بل ولا من هو أفضل من أبيه من الخلفاء الراشدين قبله ليسوا بواجبي العصمة ، كما هو مقرر في موضعه والله اعلم . قاله ابن كثير في البداية والنهاية .

وقال أيضا :
وقد كان لعلى أولاد كثيرة آخرون من أمهات أولاد شتى ، فإنه مات عن أربع نسوة وتسع عشرة سُرِّية رضى الله عنه ، فمن أولاده رضي الله عنهم مما لا يعرف أسماء أمهاتهم أم هانئ وميمونة وزينب الصغرى ورملة الكبرى وأم كلثوم الصغرى وفاطمة وأمامة وخديجة وأم الكرام وأم جعفر وأم سلمة وجمانة . اهـ .

سبب تكنيته بأبي تراب :
كنّاه رسول الله صلى الله عليه وسلم بأبي تُراب .
روى البخاري ومسلم عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال : استُعمل على المدينة رجل من آل مروان ، فدعا سهل بن سعد فأمره أن يشتم علياً . فأبى سهل . فقال له : أما إذ أبيت فقل : لعن الله أبا التراب ! فقال سهل : ما كان لعليّ اسم أحب إليه من أبي التراب ، وإن كان ليفرح إذا دُعي بها . فقال له : أخبرنا عن قصته لم سُمي أبا تراب ؟ قال : جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بيت فاطمة ، فلم يجد علياً في البيت ، فقال : أين ابن عمك ؟ فقالت : كان بيني وبينه شيء فغاضبني فخرج ، فلم يَقِلْ عندي . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لإنسان : أنظر أين هو ؟ فجاء فقال : يا رسول الله هو في المسجد راقد . فجاءه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مضطجع ، قد سقط رداؤه عن شقه ، فأصابه تراب ، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسحه عنه ويقول : قم أبا التراب . قم أبا التراب .

وفي هذا الحديث رد على الرافضة الذين يقولون : إن الله غضب على أبي بكر عندما أغضب فاطمة
ويستدلون بحديث : فاطمة بضعة مني فمن أغضبها أغضبني . رواه البخاري .
وسبب ورود هذا الحديث ما رواه البخاري ومسلم عن المسور بن مخرمة رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر وهو يقول : إن بني هشام بن المغيرة استأذنوني أن يُنكحوا ابنتهم علي بن أبي طالب ، فلا آذن لهم ، ثم لا آذن لهم ، ثم لا آذن لهم ، إلا أن يُحب ابن أبي طالب أن يُطلق ابنتي وينكح ابنتهم ، فإنما ابنتي بضعة مني يريبني ما رابها ، ويؤذيني ما آذاها .

وفي رواية في الصحيحين أن علي بن أبي طالب خطب بنت أبي جهل على فاطمة قال : فسمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يخطب الناس في ذلك على منبره هذا وأنا يومئذ محتلم فقال : إن فاطمة مني وأني أتخوف أن تفتن في دينها . قال : ثم ذكر صهرا له من بني عبد شمس فأثنى عليه في مصاهرته إياه فأحسن . قال : حدثني فصدقني ووعدني فأوفي لي ، وأني لست احرم حلالا ولا أحل حراما ، ولكن والله لا تجتمع بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وبنت عدو الله مكانا واحدا أبدا .

فتبيّن أن المقصود بإغضاب فاطمة رضي الله عنها ما كان بحق ، أو ما كان عن طريق الزواج عليها
قال ابن حجر رحمه الله : والسبب فيه ما تقدم في المناقب أنها كانت أصيبت بأمها ثم بأخواتها واحدة بعد واحدة ، فلم يبق لها من تستأنس به ممن يخفف عليها الأمر ممن تفضي إليه بسرها إذا حصلت لها الغيرة .

وسيأتي – إن شاء الله - في ترجمة فاطمة رضي الله عنها زيادة بيان وتوضيح .

مما لم يصحّ فيما ذُكر في سيرته رضي الله عنه مما اشتهر :
حديث : أنا مدينة العلم ، وعليّ بابها . فإنه حديث موضوع .
ومثله حبس الشمس لعليّ رضي الله عنه . فإنه خبر موضوع مكذوب .
ومثل ذلك حديث : النظر إلى عليّ عبادة !
وقصة اقتلاع باب حصن خيبر ، ومقاتلته بالباب ، وأنه اجتمع عليه بعد ذلك سبعون رجلاً فما استطاعوا إعادته .
فهذا الخبر لا يصح ولا يثبت .
وحديث الطير ، أن النبي صلى الله عليه وسلم أُتي بطير فقال : اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي هذا الطير . وهو حديث ضعيف .
وأنه رضي الله عنه تصدّق بخاتمه وهو راكع !
وتزعم الرافضة أن الله أحيا أبا طالب فأسلم ، ثم أماته !
وكل ذلك من الغلو في حق أمير المؤمنين الذي لا يرضاه رضي الله عنه .

ويكفي عليّ رضي الله عنه ما ثبت مِن سيرته ، وما صحّ من خصائصه .

وفاته رضي الله عنه :
قُتِل رضي الله عنه في ليلة السابع عشر من شهر رمضان سنة أربعين من الهجرة .
قَتَلَه عبد الرحمن بن مُلجَم المرادي
قال ابن حجر في ترجمة ابن ملجم : من كبار الخوارج ، وهو أشقى هذه الأمة بالنص الثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم بقتل علي بن أبي طالب ، فقتله أولاد عليّ ، وذلك في شهر رمضان سنة أربع وأربعين .
قال النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلى رضى الله عنه : أشقى الناس الذي عقر الناقة ، والذي يضربك على هذا - ووضع يده على رأسه - حتى يخضب هذه يعنى لحيته . رواه الإمام أحمد وغيره ، وصححه الألباني .

وكانت مدة خلافته خمس سنين إلا ثلاثة أشهر ونصف شهر .

فرضي الله عن أمير المؤمنين الإمام الشهيد علي بن أبي طالب وأرضاه .
وجمعنا به في دار كرامته .

اللهم ارض عن أبي الحسن وأرضه .

اللهم إني أحببت عبدك ووليك هذا فاجمعنا به في دار كرامتك وبحبوحة جنتك .

كتبه
عبد الرحمن بن عبد الله السحيم

الفجر القريب
30-7-2008, 11:43 PM
جزاك الله خير

فرضي الله عنه
وعن الصحابة أجمعين

وجمعنا وإياكم في جنة النعيم
مع سيدنا محمد عليه افضل الصلاة والتسليم
قولوا آميــــن


والسلامـ

سـراب
31-7-2008, 12:10 AM
رضي الله عن علياً وعن الصحابه كلهم , احبهم جميعاً

اتمنى ان اكون معهم في نفس الجنة , مع عمر وعلي ومعاوية وعثمان , هناك مع المؤمنين الأتقياء ..

اشكر كاتب الموضوع والمساهمين في الموضوع .. وابا وليد على كتابته الحق عن علي

افكر .. بكتابة موضوع عن الأمور الخاطئة المنتشرة عن فتنة عثمان وما تبعها من مقتل علي , وايضاً ما حصل مع معاوية , وبني أمية بشكل خاص , فوجدت انا كتاباً يعرض هنا في دولتنا به الكثير من الكذب والإفتراءات !!
:)

اشكركم مرة اخرى

الفجر القريب
31-7-2008, 06:57 AM
حياك الله أخي كلهم ضدي موضوعك ممتاز حقيقية
وانتظرك وأشكرك ع المرور

وأشكرأيضاً أبا الوليد فالتنسيق تنسيقه والفضل لله أولاً وله ثانياً

فجزاه الله كل خير

~S.Kudo~
31-7-2008, 07:36 AM
مشكور عــ الموضوع
و جـــــزاك الله خيراً

الفجر القريب
31-7-2008, 10:34 AM
السلام عليكم ورحمة الله وركاته


عبد الله بن مسعود


سيرته رضي الله عنه


هو عبدالله بن مسعود بن غافل الهذلي، وكناه النبي -صلى الله عليه وسلم- أبا عبدالرحمـن مات أبوه في الجاهلية، وأسلمت أمه وصحبت النبي -صلى الله عليه وسلم- لذلك كان ينسب الى أمه أحيانا فيقال: (ابن أم عبد)... وأم عبد كنية أمه -رضي الله عنهما-.


أول لقاء مع الرسول


يقول -رضي الله عنه- عن أول لقاء له مع الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (كنت غلاما يافعا أرعى غنما لعقبة بن أبي مُعَيْط، فجاء النبي -صلى الله عليه وسلم- وأبو بكـر فقالا: (يا غلام، هل عندك من لبن تسقينـا؟)... فقلت: (إني مؤتمـن ولست ساقيكما)... فقال النبـي -صلى الله عليه وسلم-: (هل عندك من شاة حائل، لم يَنْزُ عليها الفحل؟)... قلت: (نعم)... فأتيتهما بها، فاعتقلها النبي ومسح الضرع ودعا ربه فحفل الضرع، ثم أتاه أبو بكر بصخرة متقعّرة، فاحتلب فيها فشرب أبوبكر، ثم شربت ثم قال للضرع: (اقْلِص)... فقلص، فأتيت النبي بعد ذلك فقلت: (علمني من هذا القول)... فقال: (إنك غلام مُعَلّم).



إسلامه


لقد كان عبدالله بن مسعود من السابقين في الاسلام، فهو سادس ستة دخلوا في الاسلام، وقد هاجر هجرة الحبشة وهجرة المدينة، وشهد بدرا والمشاهد مع الرسول -صلى الله عليه وسلم، وهو الذي أجهز على أبي جهل، ونَفَلَه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سيفَ أبي جهل حين أتاه برأسه.
وكان نحيل الجسم دقيق الساق ولكنه الايمان القوي بالله الذي يدفع صاحبه الى مكارم الأخلاق، وقد شهد له النبـي -صلى اللـه عليه وسلم- بأن ساقه الدقيقة أثقل في ميزان الله من جبل أحد، وقد بشره الرسـول -صلى اللـه عليه وسلم- بالجنة.
فقد أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- ابن مسعود فصعد شجرةً وأمَرَه أن يأتيه منها بشيء، فنظر أصحابُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى ساقه حين صعد فضحكوا من حُموشَةِ ساقه، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مَمّ تضحكون؟ لَرِجْلُ عبد الله أثقلُ في الميزان يوم القيامة من أحُدٍ).




جهره بالقرآن


وعبد الله بن مسعود -رضي اللـه عنه- أول من جهر بالقرآن الكريم عند الكعبة بعد رسول اللـه -صلى الله عليه وسلم-، اجتمع يوماً أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقالوا: (والله ما سمعت قريشُ هذا القرآن يُجهرُ لها به قط، فمَنْ رجلٌ يُسمعهم؟)... فقال عبد الله بن مسعود: (أنا)... فقالوا: (إنّا نخشاهم عليك، إنّما نريدُ رجلاً له عشيرة تمنعه من القوم إن أرادوه)... فقال: (دعوني فإنّ الله سيمنعني)... فغدا عبد الله حتى أتى المقام في الضحى وقريش في أنديتها، حتى قام عبد الله عند المقام فقال رافعاً صوته.
بسم الله الرحمن الرحيم: {الرّحْمن، عَلّمَ القُرْآن، خَلَقَ الإنْسَان، عَلّمَهُ البَيَان}... فاستقبلها فقرأ بها، فتأمّلوا فجعلوا يقولون ما يقول ابن أم عبد، ثم قالوا: (إنّه ليتلوا بعض ما جاء به محمد)... فقاموا فجعلوا يضربونه في وجهه، وجعل يقرأ حتى بلغ منها ما شاء الله أن يبلغ، ثم انصرف إلى أصحابه وقد أثروا بوجهه، فقالوا: (هذا الذي خشينا عليك)... فقال: (ما كان أعداء الله قط أهون عليّ منهم الآن، ولئن شئتم غاديتهم بمثلها غداً؟!)... قالوا: (حسبُكَ قد أسمعتهم ما يكرهون).




حفظ القرآن


أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- عبد الله بن مسعود أن يقرأ عليه فقال: (اقرأ علي)... قال: (يا رسول الله أقرأ عليك وعليك أنزل؟)... فقال -صلى اللـه عليه وسلم-: (إني أحب أن أسمعه من غيري)... قال ابن مسعود فقرأت عليه من سورة النسـاء حتى وصلت الى.
قوله تعالى: {فكَيْفَ فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَـؤُلاء شَهِيدًا}... (النساء -41).
فقال له النبي -صلىالله عليه وسلـم-: (حسبـك)... قال ابن مسعود: (فالتفت اليه وعيناه تذرفان)




وفاته


وفي أواخر عمره -رضي الله عنه- قدم الى المدينة على ساكنها أفضل الصلاة وأتم التسليم... توفي سنة اثنتين وثلاثين للهجرة في أواخر خلافة عثمان... رضي الله عن ابن أم عبد وأمه صاحبي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وجعلهما رفيقيه في الجنة مع الخالدين


فرضي الله عنه وجمعنا به مع نبينا في جنة النعيم


والسلامـ

أبو الحصين
31-7-2008, 12:35 PM
جزاك الله خير وكثر من أمثالك

حامية الاسلام
31-7-2008, 02:55 PM
خباب بن الأرت





أول من أظهر إسلامه









إنه الصحابي خباب بن الأرت -رضي الله عنه-، وكان خباب قد ولد في قبيلة تميم، وأُسر في مكة، فاشترته أم أنمار بنت سباع، وكان صانِعًا للسيوف، يبيعها ويأكل من عمل يده، فلما سمع عن الإسلام أسرع إلى النبي ليسمع منه عن هذا الدين الجديد، فشرح الله صدره، ثم أعلن إسلامه ليصبح من أوائل المسلمين.


وتعرض خباب لشتى ألوان العذاب، لكنه تحمل وصبر في سبيل الله، فقد كانوا يضعون الحديد المحمي على جسده فما يطفئ النار إلا الدهن الموجود في ظهره، وقد سأله عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- يومًا عما لقى من المشركين، فقال خباب: يا أمير المؤمنين، انظر إلى ظهري، فنظر عمر، فقال: ما رأيت كاليوم، قال خباب: لقد أوقدت لي نار، وسحبت عليها فما أطفأها إلا ودك ظهري (أي دهن الظهر).


وذات يوم كثر التعذيب على خباب وإخوانه المسلمين المستضعفين، فذهب مع بعض أصحابه إلى رسول الله ، وكان متكئًا في ظل الكعبة، وقالوا: يا رسول الله، ألا تستنصر لنا، ألا تدعو لنا؟ فقال لهم رسول الله : (قد كان من قبلكم يؤخذ الرجل فيحفر له في الأرض فيجعل فيها، فيجاء بالمنشار فيوضع على رأسه فيجعل نصفين، ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه وعظمه، فما يصده ذلك عن دينه، والله ليتمَّنَّ هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله والذئب على غنمه، ولكنكم تستعجلون) [البخاري]. فزاد كلام النبي خبابًا وأصحابه إيمانًا بنصر الله، وإصرارًا على دعوتهم، فصبروا واحتسبوا ما يحدث لهم عند الله -عز وجل-.


وكانت أم أنمار تأخذ الحديد الملتهب ثم تضعه فوق رأس خباب الذي كان يتلوى من شدة الألم، ولكن الله أخذ بحق خباب من هذه المرأة المشركة حيث أصيبت بسعار جعلها تعوي مثل الكلاب، ولا علاج لها إلا أن تكوى رأسها بالنار، فكان الجزاء من جنس العمل.


وأحب خباب إسلامه حبًّا شديدًا، جعله يضحي من أجله بأغلى ما يملك من نفس ومال، فقد ذهب إلى العاص بن وائل أحد المشركين الكافرين ليطلب منه ثمن السيوف التي صنعها له قبل ذلك، فيقول له العاص: لا أعطيك شيئًا حتى تكفر بدين محمد، فرد عليه خباب: لا، والله لا أكفر بمحمد حتى تموت ثم تبعث، فقال له العاص مستهزءًا وساخرًا: فأني إذا مت ثم بعثت، جئتني يوم القيامة، ولي هناك مال وولد فأعطيك؟! فأخبر خباب النبي بذلك، فأنزل الله قرآنا كريمًا يذم فيه هذا المشرك، قال تعالى: {أفرأيت الذي كفر بآياتنا وقال لآوتين مالاً} [مريم: 77] [ابن سعد والبخاري].


وأحب خباب العلم، وحرص على سماع القرآن ونشره بين إخوانه المسلمين، ففي أيام الدعوة الأولى كان خباب يدرس القرآن مع سعيد بن زيد وزوجته فاطمة بنت الخطاب، عندما دخل عليهم عمر بن الخطاب.


وجاءت الهجرة، فأسرع خباب ملبيًّا أمر النبي ، فهاجر إلى المدينة، وهناك آخى الرسول بينه وبين تميم مولى خراس بن الصمة -رضي الله عنهما-، وشارك خباب في جميع غزوات الرسول ، وأظهر فيها شجاعة وفروسية، وظلَّ محبًّا للجهاد في سبيل الله، وشارك خباب في الفتوحات أيام أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب -رضي الله عنهما-.


ثم نزل خباب في الكوفة وبنى لنفسه بيتا متواضعًا عاش فيه حياة زاهدة، وبالرغم من هذه الحياة البسيطة، كان يعتقد أنه أخذ من الدنيا الكثير، فكان يبكى على بسط الدنيا له، وكان يضع ماله كله في مكان معروف في داره لكي يأخذ منه كل محتاج من أصحابه الذين يدخلون عليه، وفي مرضه الذي مات فيه دخل عليه بعض الصحابة، فقالوا له: أبشر يا أبا عبد الله، ترد على محمد الحوض، فأشار خباب إلى أعلى بيته وأسفله قائلاً: كيف بهذا؟! وقد قال رسول الله : (أنه يكفي أحدكم مثل زاد الراكب)


[ابن ماجه]، ولقد رأيتني مع رسول الله ما أملك درهمًا، وإن في جانب بيتي (الآن) لأربعين ألف درهم.


وطلب خباب كفنه، فلما رآه بكى، وقال: لكن حمزة -رضي الله عنه- لم يوجد له كفن إلا بردة ملحاء إذا جعلت على رأسه قلصت (انضمت) عن قدميه، وإذا جعلت على قدميه قلصت عن رأسه، حتى مدت على رأسه، وجعل على قدميه الإذخر.


ودخل عليه بعض أصحابه فقال لهم: إن في هذا التابوت (الصندوق) ثمانين ألف درهم، والله ما شددت لها من خيط ولا منعتها من سائل، ثم بكى، فقالوا: ما يبكيك؟ قال: أبكى أن أصحابي مضوا ولم تنقصهم الدنيا شيئًا، وإنا بقينا بعدهم حتى لم نجد لها موضعًا إلا التراب. وفي عام (37 هـ) صعدت روح خباب إلى بارئها ودفن بالكوفة، ولما عاد علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- من معركة صفين، مر بقبر خباب؛ فقال: رحم الله خبابًا، أسلم راغبًا، وهاجر طائعًا، وعاش مجاهدًا، وابتلى في جسمه أحوالاً.

أمة اللـه
31-7-2008, 06:31 PM
عمير بن الحمام


ان المؤمن لو علم أن الله غفر له ذنبا واحدا لكان جديرا به أن يطير فرحا بتلك المغفرة ..ولو علم أن الله تقبل منه عملا واحدا لكان جديرا به أن يطير فرحا بنعمة القبول .
فما ظنك بمن يعلم من الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم أنه من أهل الجنة ؟


انه عمير بن الحمام رضى الله عنه


عن انس بن مالك قال : بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بسيسة عينا ينظر ما صنعت قافلة أبى سفيان فجاء وما فى البيت أحد غيرى وغير رسول الله ، قال : فخرج رسول الله فتكلم فقال : ان لنا طلبة فمن كان ظهره حاضرا فليركب معنا .أى من كان معه دابته ، فجعل رجال يستأذنونه فى ظهرانهم فى علو المدينة ، فقال : لا ،الا من كان ظهره حاضرا
فانطلق رسول الله وأصحابه حتى سبقوا المشركين الى بدر وجاء المشركون فقال رسول الله "لا يقدمن أحد منكم الى شئ حتى أكون أنا دونه ، فدنا المشركون فقال رسول الله " قوموا الى جنة عرضها السماوات والأرض ، قال : يقول عمير بن الحمام الأنصارى "يا رسول الله ، جنة عرضها السماوات والأرض " قال : نعم ، قال : بخ بخ ، فقال رسول الله : ما يحملك على قول بخ بخ ، قال : لا والله يا رسول الله الا رجاءة أن أكون من أهلها ، قال :فانك من أهلها ، فأخرج تمرات من قرنه فجعل يأكل منهن ثم قال : لئن أنا حييت حتى آكل تمراتى هذه انها لحياة طويلة ، قال : فرمى بما كان معه من التمر ثم قاتلهم حتى قتل "



ان عمير بن الحمام اعتبر أن بقاءه فى تلك الحياة حتى يأكل بعض التمرات "حياة طويلة" فكيف بمن يريد أن يجمع الدنيا بأسرها --من الحلال أو الحرام-- ظنا منه أنه سيخلد فيها.



ان العبرة ليست بكثرة الأعمال وانما باخلاص العمل لله ... فقد يعمل الرجل أعمالا عظيمة بغير اخلاص فيجعلها الله هباء منثورا وقد يعمل عملا واحدا صغيرا فى عين البشر كبيرا فى عين رب البشر جل وعلا فيكون الثمن هو الجنة كما حدث فى قصة بطلنا عمير بن الحمام


فرضى الله عن عمير وعن سائر الصحابة أجمعين .

حامية الاسلام
2-8-2008, 06:20 PM
أمين الأمة




أبو عبيدة بن الجراح


إنه الصحابي الجليل أبو عبيدة عامر بن عبد الله بن الجراح -رضي الله عنه-، أحد العشرة المبشرين بالجنة، وكان من أحب الناس إلى الرسول ، فقد سئلت عائشة -رضي الله عنها-: أي أصحاب رسول الله كان أحب إليه؟ قالت: أبو بكر. قيل: ثم من؟ قالت: عمر. قيل ثم من؟ قالت: أبو عبيدة بن الجراح.[الترمذي وابن ماجة].
وسماه رسول الله أمين الناس والأمة؛ حيث قال: "لكل أمة أمين، وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح" [البخاري].
ولما جاء وفد نجران من اليمن إلى الرسول (، طلبوا منه أن يرسل معهم رجلا أمينا يعلمهم، فقال لهم: "لأبعثن معكم رجلا أمينا، حق أمين"، فتمنى كل واحد من الصحابة أن يكون هو، ولكن النبي اختار أبا عبيدة، فقال: "قم يا أبا عبيدة" [البخاري].
وقد هاجر أبو عبيدة إلى الحبشة ثم إلى المدينة، وفي المدينة آخى الرسول بينه وبين سعد بن معاذ -رضي الله عنهما-.
ولم يتخلف أبو عبيدة عن غزوة غزاها النبي ، وكانت له مواقف عظيمة في البطولة والتضحية، ففي غزوة بدر رأى أبو عبيدة أباه في صفوف المشركين فابتعد عنه، بينما أصر أبوه على قتله، فلم يجد الابن مهربًا من التصدي لأبيه، وتقابل السيفان، فوقع الأب المشرك قتيلا، بيد ابنه الذي آثر حب الله ورسوله على حب أبيه، فنزل قوله تعالى: (لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم وأيديهم بروح منه ويدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها رضي الله عنهم ورضوا عنه أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون) [المجادلة: 22].
وفي غزوة أحد، نزع الحلقتين اللتين دخلتا من المغفر (غطاء الرأس من الحديد وله طرفان مدببان) في وجه النبي من ضربة أصابته، فانقلعت ثنيتاه، فحسن ثغره بذهابهما. [الحاكم وابن سعد].
وكان أبو عبيدة على خبرة كبيرة بفنون الحرب، وحيل القتل لذا جعله الرسول قائدًا على كثير من السرايا، وقد حدث أن بعثه النبي أميرًا على سرية سيف البحر، وكانوا ثلاثمائة رجل فقل ما معهم من طعام، فكان نصيب الواحد منهم تمرة في اليوم ثم اتجهوا إلى البحر، فوجدوا الأمواج قد ألقت حوتًا عظيمًا، يقال له العنبر، فقال أبو عبيدة: ميتة، ثم قال: لا، نحن رسل رسول الله وفي سبيل الله، فكلوا، فأكلوا منه ثمانية عشر يومًا. [متفق عليه].
وقال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- لجلسائه يومًا: تمنوا. فقال أحدهم: أتمنى أن يكون ملء هذا البيت دراهم، فأنفقها في سبيل الله. فقال: تمنوا. فقال آخر: أتمنى أن يكون ملء هذا البيت ذهبًا، فأنفقه في سبيل الله. فقال عمر: لكني أتمنى أن يكون ملء هذا البيت رجالاً من أمثال أبي عبيدة بن الجراح، ومعاذ بن جبل، وحذيفة بن اليمان، فأستعلمهم في طاعة الله. [البخاري].
وكان عمر يعرف قدره، فجعله من الستة الذين استخلفهم، كي يختار منهم أمير المؤمنين بعد موته.
وكان أبو عبيدة -رضي الله عنه- كثير العبادة يعيش حياة القناعة والزهد، وقد دخل عليه عمر -رضي الله عنه- وهو أمير على الشام، فلم يجد في بيته إلا سيفه وترسه ورحله، فقال له عمر: لو اتخذت متاعًا (أو قال: شيئًا) فقال أبو عبيدة:
يا أمير المؤمنين، إن هذا سيبلِّغنا المقيل (سيكفينا). [عبد الرازق وأبو نعيم].
وقد أرسل إليه عمر أربعمائة دينار مع غلامه، وقال للغلام: اذهب بها إلى أبي عبيدة بن الجراح -رضي الله عنه- ثم انتظر في البيت ساعة حتى ترى ما يصنع، فذهب بها الغلام إليه، فقال لأبي عبيدة: يقول لك أمير المؤمنين: اجعل هذه في بعض حاجتك. فقال أبو عبيدة: وصله الله ورحمه، ثم قال: تعالي يا جارية، اذهبي بهذه السبعة إلى فلان، وبهذه الخمسة إلى فلان، وبهذه الخمسة إلى فلان حتى أنفذها. [ابن سعد].
وكان يقول: ألا رب مبيض لثيابه، مدنس لدينه، ألا رب مكرم لنفسه وهو لها مهين! بادروا السيئات القديمات بالحسنات الحديثات. [أبو نعيم وابن عبد البر].
وفي سنة (18) هـ أرسل عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- جيشًا إلى الأردن بقيادة أبي عبيدة بن الجراح، ونزل الجيش في عمواس بالأردن، فانتشر بها مرض الطاعون أثناء وجود الجيش وعلم بذلك عمر، فكتب إلى أبي عبيدة يقول له: إنه قد عرضت لي حاجة، ولا غني بي عنك فيها، فعجل إلي.
فلما قرأ أبو عبيدة الكتاب عرف أن أمير المؤمنين يريد إنقاذه من الطاعون، فتذكر قول النبي : "الطاعون شهادة لكل مسلم" [متفق عليه]. فكتب إلى عمر يقول له: إني قد عرفت حاجتك فحللني من عزيمتك، فإني في جند من أجناد المسلمين، لا أرغب بنفسي عنهم. فلما قرأ عمر الكتاب، بكى، فقيل له: مات أبو عبيدة؟! قال: لا، وكأن قد (أي: وكأنه مات). [الحاكم].
فكتب أمير المؤمنين إليه مرة ثانية يأمره بأن يخرج من عمواس إلى منطقة الجابية حتى لا يهلك الجيش كله، فذهب أبو عبيدة بالجيش حيث أمره أمير المؤمنين، ومرض بالطاعون، فأوصى بإمارة الجيش إلى معاذ بن جبل، ثم توفي -رضي الله عنه- وعمره (58) سنة، وصلى عليه معاذ بن جبل، ودفن ببيسان بالشام. وقد روي أبو عبيدة -رضي الله عنه- أربعة عشر حديثًا عن النبي .

أمة اللـه
4-8-2008, 03:37 PM
ابو دجانة


صاحب عصابة الموت


لقد كان أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم أسوة وقدوة فى كل شئ لكن بعضهم كان يتميز أحيانا عن غيره بصفة تظهر فيه جلية واضحة كالشمس فى رابعة النهار .
وها نحن على موعد مع بطل كان اذا ربط على رأسه العصابة الحمراء هبت رياح الموت فى كل مكان
أبو دجانة ( سماك بن خرشة ) وقد شهد المغازى النبوية جميعها


الرجل الذى أخذ سيف النبى صلى الله عليه وسلم بحقه


عن أنس رضى الله عنه أن رسول الله أخذ سيفا يوم أحد فقال : من يأخذ منى هذا ، فبسطوا أيديهم كل انسان منهم يقول : أنا ، أنا ، قال : فمن يأخذه بحقه ؟ قال فأحجم القوم ، فقال سماك بن خرشة ( أبو دجانة ) أنا آخذه بحقه ، قال : فأخذه ففلق به هام المشركين .
وكان ينشد قائلا :


أنا الذى عاهدنى خليلى .......... ونحن بالسفح لدا النخيل
أن لا أفوم الدهر فى الكيول .......... أضرب بسيف الله والرسول


حديقة الموت وساعة الرحيل


ظل أبو دجانة الشجاع الثائر يبحث عن الشهادة فى مظانيها وأطلق لسيفه العنان لحرب أعداء الله الى أن جاءت معركة اليمامة فانطلق يجول ويصول بسيفه الذى فلق به هام المشركين فانكسرت رجله وعلى الرغم من ذلك نهض وظل يقاتل ببسالة وفداء وكأن الله أبدله بجناحين يطير بهما فى أرض المعركة


أين تلك المكارم


قال زيد بن أسلم : دخل على أبى دجانة وهو مريض وكان وجهه يتهلل فقيل له ما لوجهك يتهلل ؟ فقال : ما من عمل شئ أوثق عندى من اثنتيت : كنت لا أتكلم فيما لا يعنينى ، والأخرى فكان قلبى للمسلمين سليما .


فأين تلك الأخلاق والمكارم أيها المسلمون


لقد أصبح الكثيرون ممن ينتسبون الى الاسلام لا يفترون لحظة واحدة عن الخوض فى أعراض المسلمين حتى استفحل الأمر وأصبحوا يخوضون فى أعراض علماء المسلمين ولا حول ولا قوة الا بالله
وأما عن الأخرى فأنا أسألكم بالله من منا يبيت ليلة وليس فى قلبه غل ولا حقد ولا حسد ولا ضغينة لأحد من المسلمين


فرضى الله عنه وعن سائر الصحابة أجمعين.

النبؤه
4-8-2008, 03:54 PM
شكراا علي هذا الموضوع المميز
رزقنا الله واياكم الرشاد

هيفاء البنيان
7-8-2008, 06:43 AM
جزيت خيراً
جاري القراءة أول بأول

Kaito.Kid
9-8-2008, 02:39 PM
مشكووووووووووووووووووووووووووور

comma
10-8-2008, 09:14 AM
فكرة جدا ابداعية الله يعينك عليها
خير الاعمال ادومها وان قل

الفجر القريب
11-8-2008, 01:59 AM
حياكم الله
اخوتي


وقريباً بإذن الواحد الأحد
نستكمل
التعرف على صحابة رسول الله
صاى الله عليه وسلمـ



..و.السلام..

أمة اللـه
11-8-2008, 10:09 AM
اخى فتى المجهول ارجو توضيح الخط وجزاك الله خيرا

الفجر القريب
11-8-2008, 10:22 AM
عبد الرحمن بن عوف
سقى الله بن عوف من سلسبيل الجنة

نسبه رضي الله عنه
هو عبد الرحمن بن عوف بن عبد عوف بن عبد الحارث بن زهرة بن كلاب


إسلامه رضي الله عنه
ولد بعد عام الفيل بعشر سنين و لقد أسلم في وقت مبكر جداً بل أسلم في الساعات الأولى للدعوة، وقبل أن يدخل رسول الله دار الأرقم ويتخذها مقراً لالتقائه بأصحابه المؤمنين فهو أحد الثمانية الذن سبقوا إلى الإسلام و أحد الخمسة الذين أسلموا على يد أبي بكر
عرض عليه أبو بكر الإسلام هو وعثمان بن عفان والزبير بن العوام وطلحة بن عبيد الله وسعد بن أبي وقاص، فما غمّ عليهم الأمر ولا أبطأ بهم الشك، بل سارعوا مع الصدّيق الى رسول الله يبايعونه ويحملون لواءه
ومنذ أسلم الى أن لقي ربه في الخامسة والسبعين من عمره، وهو نموذج باهر للمؤمن العظيم، مما جعل النبي صلى الله عليه وسلم يضعه مع العشرة الذين بشّرهم بالجنة.. وجعل عمر رضي الله عنه يضعه مع أصحاب الشورى الستة الذين جعل الخلافة فيهم من بعده قائلاً: لقد توفي رسول الله وهو عنهم راض
وفور اسلام عبدالرحمن بن عوف حمل حظه المناسب، ومن اضطهاد قريش وتحدّياتها
وحين أمر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه بالهجرة الى الحبشة هاجر ابن عوف ثم عاد الى مكة، ثم هاجر الى الحبشة في الهجرة الثانية ثم هاجر الى المدينة.. وشهد بدراً، وأحداً، والمشاهد كلها


فضائله رضي الله عنه
عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : خيركم خيركم لأهلي من بعدي قال : فباع عبد الرحمن بن عوف حديقة بأربعمائة ألف فقسمها في أزواج النبي صلى الله عليه و سلم فلما أرسل اليهن بمال يصلهن قالت عائشة : اللهم اسق عبد الرحمن بن عوف من سلسبيل الجنة




بشارته رضي الله عنه بالجنة
و هو أحد العشرة المشهود لهم بالجنة كما مر بالحديث : "...وعبد الرحمن بن عوف في الجنة...الى آخر الحديث



كرمه رضي الله عنه
قال بن الأثير : وكان كثير الانفاق في سبيل الله عز و جل أعتق في يوم واحد ثلاثين عبداً
و ذات يوم، والمدينة ساكنة هادئة، أخذ يقترب من مشارفها نقع كثيف، راح يتعالى ويتراكم حتى كاد يغطي الأفق ولم يمض وقت غير وجيز، حتى كانت سبعمائة راحلة موقرة الأحمال تزحم شوارع المدينة وترجّها رجّا، ونادى الناس بعضهم بعضا ليروا مشهدها الحافل، وليستبشروا ويفرحوا بما تحمله من خير ورزق وقد انفقها رضي الله عنه كلها في سبيل الله تعالى
باع في يوم أرضا بأربعين ألف دينار، ثم فرّقها في أهله من بني زهرة، وعلى أمهات المؤمنين، وفقراء المسلمين
وقدّم يوما لجيوش الاسلام خمسمائة فرس، ويوما آخر الفا وخمسمائة راحلة
وعند موته، أوصى بخمسين ألف دينار في سبيل الله، وأوصى لكل من بقى ممن شهدوا بدراً بأربعمائة دينار، حتى ان عثمان بن عفان رضي الله عنه، أخذ نصيبه من الوصية برغم ثرائه وقال: ان مال عبدالرحمن حلال صفو، وان الطعمة منه عافية وبركة
ولقد بلغ من سعة عطائه وعونه أنه كان يقال: أهل المدينة جميعا شركاء لابن عوف في ماله ثلث يقرضهم وثلث يقضي عنهم ديونهم وثلث يصلهم ويعطيهم



خوفه رضي الله عنه
أما بعد هذا، فقد كان دائم الوجل من هذا الثراء جيء له يوما بطعام الافطار، وكان صائما..فلما وقعت عيناه عليه فقد شهيته وبكى وقال: استشهد مصعب بن عمير وهو خير مني، فكفّن في بردة ان غطت رأسه، بدت رجلاه، وان غطت رجلاه بدت رأسه
واستشهد حمزة وهو خير مني، فلم يوجد له ما يكفن فيه الا بردة
ثم بسط لنا من الدنيا ما بسط، وأعطينا منها ما أعطينا واني لأخشى أن نكون قد عجّلت لنا حسناتنا
واجتمع يوما مع بعض أصحابه على طعام عنده وما كاد الطعام يوضع أمامهم حتى بكى وسألوه:ما يبكيك يا أبا محمد..؟
قال: لقد مات رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما شبع هو وأهل بيته من خبز الشعير ما أرانا أخرنا لم هو خير لنا



تواضعه رضي الله عنه
كذلك لم يبتعث ثراؤه العريض ذرة واحدة من الصلف والكبر في نفسه حتى لقد قيل عنه: انه لو رآه غريب لا يعرفه وهو جالس مع خدمه، ما استطاع أن يميزه من بينهم
وتريد أم المؤمنين عائشة أن تخصّه بشرف لم تختصّ به سواه، فتعرض عليه وهو على فراش الموت أن يدفن في حجرتها الى جوار الرسول وأبي بكر وعمر ولكنه مسلم أحسن الاسلام تأديبه، فيستحي أن يرفع نفسه الى هذا الجوار ثم انه على موعد سابق وعهد وثيق مع عثمان بن مظعون، اذ تواثقا ذات يوم: أيهما مات بعد الآخر يدفن الى جوار صاحبه




جهاده رضي الله عنه
أصيب عبد الرحمن رضي الله عنه يوم أحد بعشرين جراحة، وان احدى هذه الاصابات تركت عرجاً دائماً في احدى ساقيه.. كما سقطت يوم أحد بعض ثناياه فتركت هتمّاً واضحاً في نطقه وحديثه



تجارته رضي الله عنه
وكان محظوظا في التجارة الى حدّ أثار عجبه ودهشه فقال: لقد رأيتني، لو رفعت حجرا، لوجدت تحت فضة وذهباً ولم تكن التجارة عند عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه شرها ولا احتكاراً بل لم تكن حرصا على جمع المال شغفا بالثراء..كلا إنما كانت عملاً، وواجبا يزيدهما النجاح قربا من النفس، ومزيدا من السعي..وكان ابن عوف يحمل طبيعة جيّاشة، تجد راحتها في العمل الشريف حيث يكون..فهو اذا لم يكن في المسجد يصلي، ولا في الغزو يجاهد فهو في تجارته التي نمت نموا هائلاً، حتى أخذت قوافله تفد على المدينة من مصر، ومن الشام، محملة بكل ما تحتاج اليه جزيرة العرب من كساء وطعام



عبد الرحمن رضي الله عنه في المدينة
و لقد جرى نهج الرسول يومئذ على أن يؤاخي بين كل اثنين من أصحابه، أحدهما مهاجر من مكة، والآخر أنصاري من المدينة وكانت هذه المؤاخات تم على نسق يبهر الألباب، فالأنصاري من أهل المدينة يقاسم أخاه المهاجر كل ما يملك.. حتى فراشه، فاذا كان تزوجا باثنين طلق احداهما، ليتزوجها أخوه ويومئذ آخى الرسول الكريم بين عبدالرحمن بن عوف، وسعد بن الربيع
ولنصغ للصحابي الجليل أنس بن مالك رضي الله عنه يروي لنا ما حدث: .. وقال سعد لعبدالرحمن: أخي، أنا أكثر أهل المدينة مالاً، فانظر شطر مالي فخذه وتحتي امرأتان، فانظر أيتهما أعجب لك حتى أطلقها، وتتزوجها
فقال له عبدالرحمن بن عوف: بارك الله لك في أهلك ومالك دلوني على السوق وخرج الى السوق، فاشترى.. وباع.. وربح
وهكذا سارت حياته في المدينة، على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد وفاته، أداء كامل لحق الدين، وعمل الدنيا وتجارة رابحة ناجحة، لو رفع صاحبها على حد قوله حجراً من مكانه لوجد تحته فضة وذهباً ومما جعل تجارته ناجحة مباركة، تحرّيه الحلال، ونأيه الشديد عن الحرام، بل عن الشبهات كذلك مما زادها نجاحاً وبركة أنها لم تكن لعبدالرحمن وحده بل كان لله فيها نصيب أوفى، يصل به أهله، واخوانه، ويجهّز به جيوش الاسلام



تعففه رضي الله عنه في المدينة
فاذا رأينا عبدالرحمن بن عوف في ثرائه العريض هذا، رأينا انساناً عجباً يقهر طبائع البشر في هذا المجال ويتخطاها الى سموّ فريد حدث ذلك عندما كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يجود بروحه الطاهرة، ويختار ستة رجال من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ليختاروا من بينهم الخليفة الجديد كانت الأصابع تومئ نحو ابن عوف وتشير ولقد فاتحه بعض الصحابة في أنه أحق الستة بالخلافة، فقال: والله، لأن تؤخذ مدية، فتوضع في حلقي، ثم ينفذ بها الى الجانب الآخر أحب اليّ من ذلك
وهكذا لم يكد الستة المختارون يعقدون اجتماعهم ليختاروا أحدهم خليفة بعد الفاروق عمر حتى أنبأ اخوانه الخمسة الآخرين أنه متنازل عن الحق الذي أضفاه عمر عليه حين جعله أحد الستة الذين يختار الخليفة منهم وأنّ عليهم أن يجروا عملية الاختيار بينهم وحدهم أي بين الخمسة الآخرين وسرعان ما أحله هذا الزهد في المنصب مكان الحكم بين الخمسة الأجلاء، فرضوا أن يختار هو الخليفة من بينهم، وقال الامام علي: لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصفك بأنك أمين في أهل السماء، وأمين في أهل الأرض واختار ابن عوف عثمان بن عفان للخلافة، فأمضى الباقون اختياره
و عن عبد الرحمن بن أزهر أن عثمان رضي الله عنه اشتكى رعافاً فدعا حمران فقال له : أكتب لعبد الرحمن بن عوف من بعدي -اي الاشارة- فكتب له و انطلق حمران الى عبد الرحمن بن عوف فقال : البشرى
قال : و ما ذاك ؟
قال : ان عثمان قد كتب لك العهد من بعده
فقام بين الركن و المقام فدعا فقال : اللهم ان كان من تولية عثمان إياي هذا الأمر فأمتني قبله فلم يمكث إلا ستة أشهر حتى قبضه الله



وفاته رضي الله عنه
بينما كانت روحه تتهيأ لرحلتها الجديدة كانت عيناه تفيضان من الدمع ولسانه يتمتم ويقول: اني أخاف أن أحبس عن أصحابي لكثرة ما كان لي من مال ولكن سكينة الله سرعان ما تغشته، فكست وجهه غلالة رقيقة من الغبطة المشرقة المتهللة المطمئنة.. وأرهفت أذناه للسمع.. كما لو كان هناك صوت عذب يقترب منهما..لعله آنئذ، كان يسمع صدق قول الرسول صلى الله عليه وسلم له منذ عهد بعيد: عبدالرحمن بن عوف في الجنة
قال ابن الأثير : توفي سنة إحدي و ثلاثين بالمدينة و هو ابن خمس و سبعين
ولعله كان يسمع أيضا وعد الله في كتابه : http://www.as7apcool.com/sera/img/ayar.gif الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ثُمَّ لاَ يُتْبِعُونَ مَا أَنفَقُواُ مَنّاً وَلاَ أَذًى لَّهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ http://www.as7apcool.com/sera/img/ayal.gif - سورة البقرة - 262




أقوال الصحابة فيه بعد وفاته رضي الله عنه
قال علي بن ابي طالب رضي الله عنه : اذهب يا ابن عوف قد أدركت صفوها و سبقت رنقها أي الكدر
وكان سعد بن ابي وقاص فيمن حمل جنازته وهو يقول : واجبلاه


فهميئاً له بالجنة كما بشره حبيبه رسول الله صلى الله عليه و سلم

الفجر القريب
11-8-2008, 10:26 AM
تم التوضيح
إذا لم يكن واضحاً


فبإمكاني زيادة الخط



نحن نحرص علىأن تكون واضحة للجميع


وشكراً

أمة اللـه
11-8-2008, 01:53 PM
المقداد بن عمرو
أول من عدا بفرسه فى سبيل الله



انه المقداد بن عمرو صاحب رسول الله واحد السابقين الاولين وهو المقداد بن عمرو بن ثعلبه بن مالك بن ربيعه القضاعى الكندى البهرانى .


مشهد لا توازيه الدنيا بما فيها


قال عبد الله بن مسعود لقد شهدت من المقداد مشهدا لان اكون أنا صاحبه أحب الى مما على الارض من شئ . قال : أتى النبى وكان رجلا فارسا . قال : فقال : أبشر يا نبى الله ، والله لا نقول لك كما قالت بنو اسرائيل لموسى ( اذهب أنت وربك فقاتلا انا ها هنا قاعدون ) ولكن والذى بعثك بالحق لنكونن بين يديك وعن يمينك وعن شمالك ومن خلفك حتى يفتح الله عليك .



خوفه من المظالم


كان المقداد _رضى الله عنه شأنه كشأن الصحابة يخشى من المظالم خشية شديدة حتى دفعته خشيته من المظالم أن يسأل النبى هذا السؤال :
قال : يا رسول الله ! أرأيت ان لقيت رجلا من الكفار فقاتلنى ، فضرب احدى يدى بالسيف فقطعها ، ثم لاذ منى بشجرة ، فقال : أسلمت لله . أفأقتله يا رسول الله ، بعد أن قالها ؟ قال رسول الله : لا تقتله .
قال : فقلت : يا رسول الله انه قد قطع يدى، ثم قال ذلك بعد ان قطعها افاقتله ؟
قال رسول الله : " لا تقتله فان قتلته فانه بمنزلتك قبل ان تقتله وانك بمنزلته قبل ان يقول كلمته التى قال " .


خوفه من الامارة


قال المقداد رضى الله عنه : استعملنى رسول الله على عمل فلما رجعت ، قال : " كيف وجدت الامارة ؟" قلت : يا رسول اللله ماظننت الا ان الناس كلهم ********* لى والله لا ألى على عمل ما دمت حيا "




لقد امتللأ قلبه حبا لرسول الله حتى انه كان يخشى عليه أشد من خشيته على نفسه .
فلما توفى النبى أظلمت الدنيا كلها فى عينيه وكاد قلبه أن ينخلع من الحزن على فراق الحبيب صلى الله عليه وسلم
وظل المقداد متأسيا بسنة الحبيب الى أن لقى ربه عزوجل .


وتوفى المقداد رضى الله عنه سنة ثلاث وثلاثين وصلى عليه عثمان بن عفان وقبره بالبقيع


فرضى الله عن المقداد وعن سائر الصحابة أجمعين .

الفجر القريب
13-8-2008, 03:26 PM
http://i220.photobucket.com/albums/dd253/Msoms_Design/2.jpg?t=1196323410


بلال بن رباح

رضي الله عنه




بِلاَلُ بنُ رَبَاحٍ مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيْقِ.

وَأُمُّهُ: حَمَامَةُ.

وَهُوَ مُؤَذِّنُ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.

مِنَ السَّابِقِيْنَ الأَوَّلِيْنَ الَّذِيْنَ عُذِّبُوا فِي اللهِ، شَهِدَ بَدْراً، وَشَهِدَ لَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى التَّعْيِيْنِ بِالجَنَّةِ، وَحَدِيْثُهُ فِي الكُتُبِ.

وَعَاشَ بِضْعاً وَسِتِّيْنَ سَنَةً. يُقَالُ: إِنَّهُ حَبَشِيٌّ. وَقِيْلَ: مِنْ مُوَلَّدِي الحِجَازِ.

أحد .. أحد

أَوَّلُ مَنْ أَظْهَرَ إِسْلاَمَهُ سَبْعَةٌ: رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَبُو بَكْرٍ، وَعَمَّارٌ، وَأُمُّهُ سُمَيَّةُ، وَبِلاَلٌ، وَصُهَيْبٌ، وَالمِقْدَادُ.

فَأَمَّا النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَبُو بَكْرٍ: فَمَنَعَهُمَا اللهُ بِقَوْمِهِمَا.

وَأَمَّا سَائِرُهُمْ فَأَخَذَهُمُ المُشْرِكُوْنَ، فَأَلْبَسُوْهُمْ أَدْرَاعَ الحَدِيْدِ، وَصَهَرُوْهُمْ فِي الشَّمْسِ، فَمَا مِنْهُم أَحَدٌ إِلاَّ وَأَتَاهُمْ عَلَى مَا أَرَادُوا إِلاَّ بِلاَلٌ، فَإِنَّهُ هَانَتْ عَلَيْهِ نَفْسُهُ فِي اللهِ، وَهَانَ عَلَى قَوْمِهِ، فَأَعْطَوْهُ الوِلْدَانَ، فَجَعَلُوا يَطُوْفُوْنَ بِهِ فِي شِعَابِ مَكَّةَ، وَهُوَ يَقُوْلُ: أَحَدٌ أَحَدٌ.

كَانَ مَوَالِي بِلاَلٍ يُضْجِعُوْنَهُ عَلَى بَطْنِهِ، وَيَعْصِرُوْنَهُ، وَيَقُوْلُوْنَ: دِيْنُكَ اللاَّتُ وَالعُزَّى.

فَيَقُوْلُ: رَبِّيَ اللهُ، أَحَدٌ أَحَدٌ، وَلَوْ أَعْلَمُ كَلِمَةً أَحْفَظُ لَكُم مِنْهَا لَقُلْتُهَا.

فَمَرَّ أَبُو بَكْرٍ بِهِم، فَقَالُوا: اشْتَرِ أَخَاكَ فِي دِيْنِكَ. فَاشْتَرَاهُ بِأَرْبَعِيْنَ أُوْقِيَّةً، فَأَعْتَقَهُ.

فَقَالُوا: لَوْ أَبَيْتَ إِلاَّ أُوْقِيَّةً لَبِعْنَاكَهُ. قَالَ: لَوْ أَبَيْتُم إِلاَّ مَائَةَ أُوْقِيَّةٍ لأَخَذْتُهُ.

ذَكَرَ عُمَرُ فَضْلَ أَبِي بَكْرٍ، فَجَعَلَ يَصِفُ مَنَاقِبَهُ.

ثُمَّ قَالَ: وَهَذَا سَيِّدُنَا بِلاَلٌ، حَسَنَةٌ مِنْ حَسَنَاتِهِ.

بَلَغ بِلاَلاً أَنَّ نَاساً يُفَضِّلُوْنَهُ عَلَى أَبِي بَكْرٍ، فَقَالَ: كَيْفَ يُفَضِّلُوْنِي عَلَيْهِ، وَإِنَّمَا أَنَا حَسَنَةٌ مِنْ حَسَنَاتِهِ؟!

عَنْ جَابِرٍ، قَالَ عُمَرُ: أَبُو بَكْرٍ سَيِّدُنَا، أَعْتَقَ بِلاَلاً سَيِّدَنَا.





صوت نعليه فى الجنة




عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ:

قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لِبِلاَلٍ عِنْدَ صَلاَةِ الصُّبْحِ: (حَدِّثْنِي بِأَرْجَى عَمَلٍ عَمِلْتَهُ فِي الإِسْلاَمِ، فَإِنِّي قَدْ سَمِعْتُ اللَّيْلَةَ خشفَةَ نَعْلَيْكَ بَيْنَ يَدَيَّ فِي الجَنَّةِ).

قَالَ: مَا عَمِلْتُ عَمَلاً أَرْجَى مِنْ أَنِّي لَمْ أَتَطَهَّرْ طُهُوْراً تَامّاً فِي سَاعَةٍ مِنْ لَيْلٍ وَلاَ نَهَارٍ إِلاَّ صَلَّيْتُ لِرَبِّي مَا كُتِبَ لِي أَنْ أُصَلِّي.

أَصْبَحَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَدَعَا بِلاَلاً، فَقَالَ: (بِمَ سَبَقْتَنِي إِلَى الجَنَّةِ؟ مَا دَخَلْتُ الجَنَّةَ قَطُّ إِلاَّ سَمِعْتُ خَشْخَشَتَكَ أَمَامِي، إِنِّي دَخَلْتُ الجَنَّةَ البَارِحَةَ، فَسَمِعْتُ خَشْخَشَتَكَ أَمَامِي، وَأَتَيْتُ عَلَى قَصْرٍ مِنْ ذَهَبٍ، فَقُلْتُ: لِمَنْ هَذَا؟

قَالُوا: لِعُمَرَ).

فَقَالَ بِلاَلٌ: مَا أَذَّنْتُ قَطُّ إِلاَّ صَلَّيْتُ رَكْعَتَيْنِ، وَمَا أَصَابَنِي حَدَثٌ إِلاَّ تَوَضَّأْتُ، وَرَأَيْتُ أَنَّ لِلِّهِ عَلَيَّ رَكْعَتَيْنِ أَرْكَعُهُمَا.

فَقَالَ: (بِهَا).

عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: (السُّبَّاقُ أَرْبَعَةٌ: أَنَا سَابِقُ العَرَبِ، وَسَلْمَانُ سَابِقُ الفُرْسِ، وَبِلاَلٌ سَابِقُ الحَبَشَةِ، وَصُهَيْبٌ سَابِقُ الرُّوْمِ).




أول مؤذن فى الاسلام



أَوَّلُ مَنْ أَذَّنَ بِلاَلٌ.

أَمَرَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِلاَلاً وَقْتَ الفَتْحِ، فَأَذَّنَ فَوْقَ الكَعْبَةِ.

عُمَرُ، عَنْ آبَائِهِم، عَنْ أَجْدَادِهِم:

و روى أَنَّ بِلاَلاً لَمْ يُؤَذِّنْ لأَحَدٍ بَعْدَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَرَادَ الجِهَادَ، فَأَرَادَ أَبُو بَكْرٍ مَنْعَهُ.

فَقَالَ: إِنْ كُنْتَ أَعْتَقْتَنِي لِلِّهِ، فَخَلِّ سَبِيْلِي.

قَالَ: فَكَانَ بِالشَّامِ، حَتَّى قَدِمَ عُمَرُ الجَابِيَةَ، فَسَأَلَ المُسْلِمُوْنَ عُمَرَ أَنْ يَسْأَلَ لَهُم بِلاَلاً يُؤَذِّنُ لَهُم.

فَسَأَلَهُ، فَأَذَّنَ يَوْماً، فَلَمْ يُرَ يَوْماً كَانَ أَكْثَرَ بَاكِياً مِنْ يَوْمَئِذٍ، ذِكْراً مِنْهُم لِلنَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.

وعَنْ زَيْدِ بنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ:

قَدِمْنَا الشَّامَ مَعَ عُمَرَ، فَأَذَّنَ بِلاَلٌ، فَذَكَرَ النَّاسُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَلَمْ أَرَ يَوْماً أَكْثَرَ بَاكِياً مِنْهُ.





وفاته



لَمَّا احْتُضِرَ بِلاَلٌ قَالَ:

غَداً نَلْقَى الأَحِبَّهْ * مُحَمَّداً وَحِزْبَهْ

قَالَ: تَقُوْلُ امْرَأَتُهُ: وَاوَيْلاَهُ.

فَقَالَ: وَافَرَحَاهُ.

تُوُفِّيَ بِلاَلٌ سَنَةَ عِشْرِيْنَ بِدِمَشْقَ.

وَدُفِنَ بِبَابِ الصَّغِيْرِ، وَهُوَ ابْنُ بِضْعٍ وَسِتِّيْنَ سَنَةً.

وَقِيْلَ: مَاتَ سَنَةَ إِحْدَى وعشرين





سيرة بلال رضي الله عنه وما فيها من عبر (http://live.islamweb.net/lecturs/3aedalkarnee/185/1850001.rm)

للدكتور الشيخ عائض القرني
الحجم : 0,64 MB فقط لا غير




.....والسلامـ عليكمـ....

الفجر القريب
14-8-2008, 01:55 PM
طلحة بن عبيد الله




طلحة الخير




يكفيه وصف رسول الله (صلى الله عليه وسلم) له بقوله "من أراد أن ينظر إلى شهيد يمشي على رجليه فلينظر إلى طلحة بن عبيد الله" وهو أحد

العشرة المبشرين بالجنة، وروي عن موسى بن طلحة عن أبيه قال لما كان يوم أحد سماه النبي (صلى الله عليه وسلم) طلحة الخير وفي غزوة ذي

العشيرة طلحة الفياض ويوم خيبر طلحة الجود.





--------------------------------------------------------------------------------


نسبه ووصفه





هو طلحة بن عبيد الله ابن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة القرشي التيمي


المكي أبو محمد.


قال أبو عبد الله بن منده كان رجلا آدم كثير الشعر ليس بالجعد القطط ولا بالسبط حسن الوجه إذا مشى أسرع ولا يغير شعره. وعن موسى بن طلحة

قال كان أبي أبيض يضرب إلى الحمرة مربوعا إلى القصر هو أقرب رحب الصدر بعيد ما بين المنكبين ضخم القدمين إذا التفت التفت جميعا.




--------------------------------------------------------------------------------


مناقبه وفضائله





كان طلحة رضي الله عنه ممن سبق إلى الإسلام وأوذي في الله ثم هاجر فاتفق أنه غاب عن وقعة بدر في تجارة له بالشام وتألم لغيبته فضرب له رسول

الله (صلى الله عليه وسلم) بسهمه وأجره قال أبو القاسم بن عساكر الحافظ في ترجمته كان مع عمر لما قدم الجابية وجعله على المهاجرين وقال غيره

كانت يده شلاء مما وقى بها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يوم أحد.



عن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) "من أراد أن ينظر إلى شهيد يمشي على رجليه فلينظر إلى طلحة بن عبيد الله"



وفي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كان على حراء هو وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير فتحركت

الصخرة فقال رسول الله إهدأ فما عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد.


قال ابن أبي خالد عن قيس قال رأيت يد طلحة التي وقى بها النبي (صلى الله عليه وسلم) يوم أحد شلاء (أخرجه البخاري)


له عدة أحاديث عن النبي (صلى الله عليه وسلم) وله في مسند بقي بن مخلد بالمكرر ثمانية وثلاثون حديثا، له حديثان متفق عليهما وانفرد له البخاري

بحديثين ومسلم بثلاثة أحاديث حدث عنه بنوه يحيى وموسى وعيسى والسائب بن يزيد ومالك بن أوس بن الحدثان وأبو عثمان النهدي وقيس بن أبي

حازم ومالك بن أبي عامر الأصبحي والأحنف بن قيس التميمي وأبو سلمة بن عبد الرحمن وآخرون


قال الترمذي حدثنا أبو سعيد الأشج حدثنا أبو عبد الرحمن نضر بن منصور حدثنا عقبة بن علقمة اليشكري سمعت عليا يوم الجمل يقول سمعت من في

رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول طلحة والزبير جاراي في الجنة


وروي عن موسى بن طلحة عن أبيه قال لما كان يوم أحد سماه النبي (صلى الله عليه وسلم) طلحة الخير وفي غزوة ذي العشيرة طلحة الفياض ويوم

خيبر طلحة الجود.


قال مجالد عن الشعبي عن قبيصة بن جابر قال صحبت طلحة فما رأيت أعطى لجزيل مال من غير مسألة منه.


وروي عن موسى بن طلحة أن معاوية سأله كم ترك أبو محمد من العين قال ترك ألفي ألف درهم ومائتي ألف درهم ومن الذهب مائتي ألف دينار فقال

معاوية عاش حميدا سخيا شريفا وقتل فقيدا رحمه الله.



وأنشد الرياشي لرجل من قريش:


أيا سائلي عن خيار العباد صادفت ذا العلم والخبرة

خيار العباد جميعا قريش وخير قريش ذوو الهجرة

وخـير ذوي الهجرة السابقون ثمانية وحدهم نصرة

عـلي وعثمان ثم الزبير وطلـحة واثنان من زهرة

وبـران قد جـاورا أحمدا وجاور قبرهـهما قبـره

فمن كان بعـدهم فاخرا فلا يذكـرن بعـدهم فخـره




--------------------------------------------------------------------------------





مواقف لا تنسى





أخرج النسائي عن جابر قال لما كان يوم أحد وولى الناس كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في ناحية في اثني عشر رجلا منهم طلحة فأدركهم

المشركون فقال النبي (صلى الله عليه وسلم) من للقوم قال طلحة: أنا قال كما أنت فقال رجل أنا قال أنت فقاتل حتى قتل ثم التفت فإذا المشركون

فقال من لهم قال طلحة أنا قال كما أنت فقال رجل من الأنصار أنا قال أنت فقاتل حتى قتل فلم يزل كذلك حتى بقي مع نبي الله طلحة فقال من للقوم قال

طلحة أنا فقاتل طلحة قتال الأحد عشر حتى قطعت أصابعه فقال فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لو قلت باسم الله لرفعتك الملائكة والناس

ينظرون ثم رد الله المشركين.


روي عن موسى وعيسى ابني طلحة عن أبيهما أن أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قالوا لأعرابي جاء يسأله عمن قضى نحبه من هو وكانوا لا

يجترئون على مسألته (صلى الله عليه وسلم) يوقرونه ويهابونه فسأله الأعرابي فأعرض عنه ثم سأله فأعرض عنه ثم إني اطلعت من باب المسجد

وعلي ثياب خضر فلما رآني رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: أين السائل عمن قضى نحبه قال الأعرابي أنا قال: هذا ممن قضى نحبه.


وروي عن سلمة ابن الأكوع قال ابتاع طلحة بئرا بناحية الجبل ونحر جزورا فأطعم الناس فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "أنت طلحة الفياض"


عن موسى بن طلحة عن أبيه أنه أتاه مال من حضرموت سبع مائة ألف فبات ليلته يتململ فقالت له زوجته مالك قال تفكرت منذ الليلة فقلت ما ظن رجل

بربه يبيت وهذا المال في بيته قالت فأين أنت عن بعض أخلائك فإذا أصبحت فادع بجفان وقصاع فقسمه فقال لها رحمك الله إنك موفقة بنت موفق وهي

أم كلثوم بنت الصديق فلما أصبح دعا بجفان فقسمها بين المهاجرين والأنصار فبعث إلى علي منها بجفنة فقالت له زوجته أبا محمد أما كان لنا في هذا

المال من نصيب قال فأين كنت منذ اليوم فشأنك بما بقي قالت فكانت صرة فيها نحو ألف درهم.



جاء أعرابي إلى طلحة يسأله فتقرب إليه برحم فقال إن هذه لرحم ما سألني بها أحد قبلك إن لي أرضا قد أعطاني بها عثمان ثلاث مائة ألف فاقبضها وإن

شئت بعتها من عثمان ودفعت إليك الثمن فقال الثمن فأعطاه.


قال الأصمعي حدثنا ابن عمران قاضي المدينة أن طلحة فدى عشرة من أساري بدر بماله وسئل مرة برحم فقال قد بعت لي حائطا بسبع مائة ألف وأنا

فيه بالخيار فإن شئت خذه وإن شئت ثمنه.


وروي عن عائشة وأم إسحاق بنتي طلحة قالتا جرح أبونا يوم أحد أربعا وعشرين جراحة وقع منها في رأسه شجة مربعة وقطع نساه يعني العرق وشلت

إصبعه وكان سائر الجراح في جسده وغلبه الغشي (الإغماء) ورسول الله (صلى الله عليه وسلم) مكسورة رباعيته مشجوج في وجهه قد علاه الغشي

وطلحة محتمله يرجع به القهقرى كلما أدركه أحد من المشركين قاتل دونه حتى أسنده إلى الشعب.


عن مالك بن أبي عامر قال جاء رجل إلى طلحة فقال رأيتك هذا اليماني هو أعلم بحديث رسول الله منكم (يعني أبا هريرة) نسمع منه أشياء لا نسمعها

منكم قال أما أنه قد سمع من رسول الله ما لم نسمع فلا أشك، وسأخبرك إنا كنا أهل بيوت، وكنا إنما نأتي رسول الله غدوة وعشية، وكان مسكينا لا مال

له إنما هو على باب رسول الله فلا أشك أنه قد سمع ما لم نسمع وهل تجد أحدا فيه خير يقول على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ما لم يقل.


وروى مجالد عن الشعبي عن جابر أنه سمع عمر يقول لطلحة ما لي أراك شعثت واغبررت مذ توفي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لعله أن ما بك

إمارة ابن عمك يعني أبا بكر قال معاذ الله إني سمعته يقول إني لأعلم كلمة لا يقولها رجل يحضره الموت إلا وجد روحه لها روحا حين تخرج من جسده

وكانت له نورا يوم القيامة فلم أسأل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عنها ولم يخبرني بها فذاك الذي دخلني قال عمر فأنا أعلمها قال فلله الحمد فما

هي قال الكلمة التي قالها لعمه قال صدقت.





--------------------------------------------------------------------------------


مقتله رضي الله عنه





روي عن علقمة بن وقاص الليثي قال: لما خرج طلحة والزبير وعائشة للطلب بدم عثمان عرجوا عن منصرفهم بذات عرق فاستصغروا عروة بن الزبير وأبا

بكر بن عبد الرحمن فردوهما قال ورأيت طلحة وأحب المجالس إليه أخلاها وهو ضارب بلحيته على زوره فقلت يا أبا محمد إني أراك وأحب المجالس إليك

أخلاها إن كنت تكره هذا الأمر فدعه فقال يا علقمة لا تلمني كنا أمس يدا واحدة على من سوانا فأصبحنا اليوم جبلين من حديد يزحف أحدنا إلى صاحبه

ولكنه كان مني شيء في أمر عثمان مما لا أرى كفارته إلا سفك دمي وطلب دمه. قلت الذي كان منه في حق عثمان تأليب فعله باجتهاد ثم تغير عندما

شاهد مصرع عثمان فندم على ترك نصرته رضي الله عنهما، وكان طلحة أول من بايع عليا أرهقه قتلة عثمان وأحضروه حتى بايع، قال البخاري حدثنا

موسى بن أعين حدثنا أبو عوانة عن حصين في حديث عمرو بن جاوان قال التقى القوم يوم الجمل فقام كعب بن سور معه المصحف فنشره بين الفريقين

وناشدهم الله والإسلام في دمائهم فما زال حتى قتل وكان طلحة أول قتيل وذهب الزبير ليلحق ببنيه فقتل.


وروي عن يحيى القطان عن عوف حدثني أبو رجاء قال رأيت طلحة على دابته وهو يقول أيها الناس أنصتوا فجعلوا يركبونه ولا ينصتون فقال أف فراش النار

وذباب طمع.

قال ابن سعد أخبرني من سمع إسماعيل بن أبي خالد عن حكيم بن جابر قال: قال طلحة إنا داهنا في أمر عثمان فلا نجد اليوم أمثل من أن نبذل دماءنا

فيه اللهم خذ لعثمان مني اليوم حتى ترضى.

وروي عن وكيع حدثنا إسماعيل بن أبي خالد عن قيس قال رأيت مروان بن الحكم حين رمى طلحة يومئذ بسهم فوقع في ركبته فما زال ينسح حتى مات.



وروي عن عبد الله بن إدريس عن ليث عن طلحة بن مصرف أن عليا انتهى إلى طلحة وقد مات فنزل عن دابته وأجلسه ومسح الغبار عن وجهه ولحيته وهو


يترحم عليه وقال ليتني مت قبل هذا اليوم بعشرين سنة.


وروى زيد بن أبي أنيسة عن محمد بن عبد الله من الأنصار عن أبيه أن عليا قال بشروا قاتل طلحة بالنار.


وروي عن عن أبي حبيبة مولى لطلحة قال دخلت على علي مع عمران بن طلحة بعد وقعة الجمل فرحب به وأدناه ثم قال إني لأرجو أن يجعلني الله وأبا

ك ممن قال فيهم ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين (الحجر:15) فقال رجلان جالسان أحدهما الحارث الأعور الله أعدل من ذلك أن


يقبلهم ويكونوا إخواننا في الجنة قال قوما أبعد أرض وأسحقها فمن هو إذا لم أكن أنا وطلحة يا ابن أخي إذا كانت لك حاجة فائتنا.


وروي عن اسحاق بن يحيى عن جدته سعدى بنت عوف قالت قتل طلحة وفي يد خازنه ألف ألف درهم ومائتا ألف درهم وقومت أصوله وعقاره ثلاثين ألف

ألف درهم.

وكان قتله في سنة ست وثلاثين في جمادي الآخرة وقيل في رجب وهو ابن ثنتين وستين سنة أو نحوها وقبره بظاهر البصرة.


قال يحيى بن بكير وخليفة بن خياط وأبو نصر الكلاباذي إن الذي قتل طلحة مروان بن الحكم ولطلحة أولاد نجباء أفضلهم محمد السجاد كان شابا خيرا عابدا

قانتا لله ولد في حياة النبي (صلى الله عليه وسلم) قتل يوم الجمل أيضا فحزن عليه علي وقال صرعه بره بأبيه


فرضي الله عنه ..


....والسلامـ...

بن مالك
14-8-2008, 03:34 PM
شكرا جزيلا اخي فكرة رائعة اثابك الله عليها ففعلا لايعرف الان من سير الصحابة إلا قلة عند عامة المسلمين
وهذه مشاركة بعد إذنك طبعا

فيروز الديلمي
فيروز الديلمي: يكنى أبا عبد الله وقيل أبو عبد الرحمن. وقال ابن منده وأبو نعيم: هو ابن أخت النجاشي وهو قاتل الأسود العنسي الذي ادعى النبوة باليمن.
وقال أبو عمر: يقال له "الحميري" لنزوله في حمير وهو من أبناء فارس من فرس صنعاء....) ويقال ابن الديلمي يكنى أبا الضحاك ويقال أبا عبد الرحمن يماني كناني من أبناء الاساورة من فارس كان كسرى بعثهم الى قتال الحبشة...
حاله في الجاهلية:
كان فيروز الديلمي من "الأبناء" وهو اسم يطلق على جماعة من الناس آباؤهم من الفرس الذين نزحو من بلادهم إلى اليمن، وأمهاتهم من العرب.
وقد كان كبيرهم باذان عند ظهور الإسلام ملكا على اليمن، من قبل كسرى عظيم الفرس،، فلما استبان له صدق الرسول صلى الله عليه وسلم وسُمُوّ دعوته خلع طاعة كسرى، ودخل هو وقومه - ومنهم فيروز الديلمي - في دين الله، فأقره النبي صلى الله عليه وسلم على ملكه، وظل فيه إلى أن مات قبل ظهور الأسود العنسي بزمن يسير.
أهم ملامح شخصيته:
الإقدام:
(أحد الثلاثة الذين دخلوا على الأسود العنسي الكذاب بصنعاء فقتلوه وهم: فيروز الديلمي وقيس بن مكشوح وداذويه)
(وهو قاتل الأسود العنسي الكذاب الذي ادَّعى النبوة في أيام رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكروا أن زادويه وقيس بن مكشوح وفيروز الديلمي دخلوا عليه فحطم فيروز عنقه وقتله...)
بعض المواقف من حياته مع الرسول صلى الله عليه وسلم:
عن ابن عمر قال: أتى الخبر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من السماء الليلة التي قتل فيها الأسود الكذاب العنسي فخرج ليبشرنا فقال: " قتل الأسود البارحة قتله رجل مبارك من أهل بيت مباركين ". قيل: ومن قتله يا رسول الله قال: " فيروز الديلمي ".....
ولا خلاف أن فيروز الديلمي ممن قتل الأسود بن كعب العنسي المتنبي...
بعض المواقف من حياته مع الصحابة:
كتب عمر بن الخطاب إلى فيروز الديلمي أما بعد فقد بلغني أنه قد شغلك أكل الألباب بالعسل فإذا أتاك كتابي هذا فاقدم على بركة الله فاغز في سبيل الله فقدم فيروز فاستأذن على عمر فأذن له فزاحمه قوم من قريش فرفع فيروز يده فلطم أنف القرشي فدخل القرشي على عمر مستدمي فقال له عمر من بك قال فيروز وهو على الباب فأذن لفيروز بالدخول فدخل فقال ما هذا يا فيروز قال يا أمير المؤمنين إنا كنا حديث عهد بملك وإنك كتبت إلي ولم تكتب إليه وأذنت لي بالدخول ولم تأذن له فأراد أن يدخل في إذني قبلي فكان مني ما قد أخبرك قال عمر القصاص قال فيروز لا بد قال لا بد قال فجثا فيروز على ركبتيه وقام الفتى ليقتص منه فقال له عمر على رسلك أيها الفتى حتى أخبرك بشئ سمعته من رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ذات غداة يقول قتل الظيلمة الأسود العنسي الكذاب قتله العبد الصالح فيروز الديلمي، أفتراك مقتصا منه بعد إذ سمعت هذا من رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) قال الفتى قد عفوت عنه بعد إذ أخبرتني عن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) بهذا فقال فيروز لعمر فترى هذا مخرجي مما صنعت إقراري له وعفوه غير مستكره قال نعم قال فيروز فأشهدك أن سيفي وفرسي وثلاثين ألف من مالي هبة له قال عفوت مأجورا يا أخا قريش وأخذت مالا...
أثره في الآخرين:
من تلاميذه - رضي الله عنه -:
1- أبي خراش الرعيني وهو من الطبقة الوسطى من التابعين.
2- سعيد بن فيروز أبي عمران.
3- الضحاك بن فيروز.
4- عبد الله بن فيروز.
5- مرثد بن عبد الله.
بعض الأحاديث التي نقلها عن المصطفى صلى الله عليه وسلم:
روى أبو داود بسنده عن عبد الله بن الديلمي عن أبيه قال أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلنا يا رسول الله قد علمت من نحن ومن أين نحن فإلى من نحن قال إلى الله وإلى رسوله فقلنا يا رسول الله إن لنا أعنابا ما نصنع بها قال زببوها قلنا ما نصنع بالزبيب قال انبذوه على غدائكم واشربوه على عشائكم وانبذوه على عشائكم واشربوه على غدائكم وانبذوه في الشنان ولا تنبذوه في القلل فإنه إذا تأخر عن عصره صار خلا.
وروى أحمد بسنده عن عبد الله بن فيروز الديلمي عن أبيه أنهم أسلموا وكان فيمن أسلم فبعثوا وفدهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ببيعتهم وإسلامهم فقبل ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم فقالوا يا رسول الله نحن من قد عرفت وجئنا من حيث قد علمت وأسلمنا فمن ولينا قال الله ورسوله قالوا حسبنا رضينا.
وفاته
مات في خلافة عثمان وقيل في خلافة معاوية باليمن سنة ثلاث وخمسين، ودفن باليمن.

حامية الاسلام
14-8-2008, 03:49 PM
ابن الإسلام



سلمان الفارسي


إنه الصحابي الجليل سلمان الفارسي، أو سلمان الخير، أو الباحث عن الحقيقة، وكان -رضي الله عنه- إذا سئل مَنْ أنت؟ قال: أنا ابن الإسلام، من بني آدم، وقد اشتهر بكثرة العبادة، وكثرة مجالسته للنبي ، فلم يفارقه إلا لحاجة، وكان النبي يحبه حبًّا شديدًا، وسماه أبو هريرة صاحب الكتابين (يعني الإنجيل والفرقان)، وسمَّاه علي بن أبي طالب لقمان الحكيم، وقد آخى النبي بينه وبين أبي الدرداء.
يقول سلمان -رضي الله عنه- عن نفسه: كنت رجلاً من أهل أصبهان من قرية يقال لها جيّ، وكان أبي دُهْقانها (رئيسها)، وكنت من أحب عباد الله إليه، وقد اجتهدت في المجوسية حتى كنت قاطن النار (ملازمها) الذي يوقدها لا يتركها تخبو ساعة.
وكان لأبي ضَيْعَة (أرض)، أرسلني إليها يومًا فخرجت فمررت بكنيسة للنصارى، فسمعتهم يصلُّون، فدخلت عليهم أنظر ما يصنعون، فأعجبني ما رأيت من صلاتهم، وقلت لنفسي: هذا خير من ديننا الذي نحن عليه فما برحتهم (تركتهم) حتى غابت الشمس، ولا ذهبت إلى ضيعة أبي، ولا رجعت إليه حتى بعث في أثري من يبحث عني، وسألت النصارى حين أعجبني أمرهم وصلاتهم عن أصل دينهم، فقالوا: في الشام، وقلت لأبي حين عُدت إليه: إني مررت على قوم يُصلّون في كنيسة لهم فأعجبتني صلاتهم، ورأيت أن دينهم خير من ديننا، فحاورني وحاورته، ثم جعل في رجلي حديدًا وحبسني.
وأرسلت إلى النصارى أخبرهم أني دخلت في دينهم، وسألتهم إذا قدم عليهم ركب من الشام أن يخبروني قبل عودتهم إليها؛ لأرحل معهم، وقد فعلوا فحطمت الحديد، وخرجت، وانطلقت معهم إلى الشام، وهناك سألت عن عالمهم فقيل لي: هو الأسقف رئيس من رؤساء النصارى صاحب الكنيسة، فأتيته وأخبرته خبري، فأقمت معه أخدم وأصلي وأتعلم، وكان هذا الأسقف رجل سوء في دينه، إذ كان يجمع الصدقات من الناس ليوزعها على الفقراء، ولكنه كان يكتنـزها لنفسه.
فلما مات جاءوا بآخر فجعلوه مكانه، فما رأيت رجلاً على دينهم خيرًا منه، ولا أعظم رغبة في الآخرة وزهدًا في الدنيا، ودأبًا على العبادة، فأحببته حبًّا ما علمت أنني أحببت أحدًا مثله قبله، فلما حضره قدره (الموت)، قلت له: إنه قد حضرك من أمر الله ما ترى، فبم تأمرني؟ وإلى مَنْ توصى بي؟ قال: أي بني، ما أعرف من الناس على مثل ما أنا عليه إلا رجلاً بالموصل.
فلما توفي أتيت صاحب الموصل، فأخبرته الخبر، وأقمت معه ما شاء الله أن أقيم، ثم حضرته الوفاة، فسألته فدلني على عابد في نصيبين، فأتيته وأخبرته خبري، ثم أقمت معه ما شاء الله أن أقيم، فلما حضرته الوفاة سألته، فأمرني أن ألحق برجل في عمورية من بلاد الروم، فرحلت إليه وأقمت معه، واصطنعت لمعاشي بقرات وغنيمات، ثم حضرته الوفاة، فقلت له: إلى من توصي بي؟ فقال لي: يا بني ما أعرف أحدًا على مثل ما كنا عليه، آمرك أن تأتيه، ولكنه قد أظلك (أتى عليك) زمان نبي يبعث بدين إبراهيم حنيفًا، يهاجر إلى أرض ذات نخل بين حرتين، فإن استطعت أن تخلص (تذهب) إليه فافعل، وإن له آيات لا تخفى، فهو لا يأكل الصدقة، ويقبل الهدية، وإن بين كتفيه خاتم النبوة، إذا رأيته عرفته.
ومرَّ بي ركب ذات يوم، فسألتهم عن بلادهم فعلمت أنهم من جزيرة العرب، فقلت لهم: أعطيكم بقراتي هذه وغنمي على أن تحملوني معكم إلى أرضكم؟ قالوا: نعم. واصطحبوني معهم حتى قدموا بي وادي القرى، وهناك ظلموني وباعوني إلى رجل من يهود، وأقمت عنده حتى قدم عليه يومًا رجل من يهود بني قريظة، فابتاعني منه، ثم خرج بي حتى قدمت المدينة، فوالله ما هو إلا أن رأيتها حتى أيقنت أنها البلد التي وُصِفَتْ لي.
وأقمت معه أعمل له في نخله، وإني لفي رأس نخلة يومًا، وصاحبي جالس تحتها، إذ أقبل رجل من بني عمه فقال يخاطبه: قاتل الله بني قيلة (الأوس والخزرج)، إنهم ليقاصفون (يجتمعون) على رجل بقباء قادم من مكة يزعمون أنه نبي، فوالله ما هو إلا أن قالها حتى أخذتني العُرَوَاءُ (ريح باردة)، فرجفت النخلة حتى كدت أسقط فوق صاحبي، ثم نزلت سريعًا أقول ما هذا الخبر؟ فرفع سيدي يده ولكزني لكزة شديدة، ثم قال: مالك ولهذا؟ أقبل على عملك، فأقبلت على عملي.
ولما أمسيت جمعت ما كان عندي ثم خرجت حتى جئت رسول الله بقُباء، فدخلت عليه ومعه نفر من أصحابه، فقلت له: إنكم أهل حاجة وغربة، وقد كان عندي طعام نذرته للصدقة، فلما ذُكر لي مكانكم رأيتكم أحق الناس به فجئتكم به، ثم وضعته، فقال الرسول لأصحابه: كلوا باسم الله، وأمسك هو فلم يبسط إليه يدًا، فقلت في نفسي: هذه والله واحدة، إنه لا يأكل الصدقة.
ثم رجعت، وعدت إلى الرسول في الغداة أحمل طعامًا، وقلت له عليه السلام: إني رأيتك لا تأكل الصدقة، وقد كان عندي شيء أحب أن أكرمك به هدية، ووضعته بين يده، فقال لأصحابه: كلوا باسم الله، وأكل معهم، قلت لنفسي: هذه والله الثانية، إنه يأكل الهدية، ثم رجعت فمكثت ما شاء الله، ثم أتيته فوجدته في البقيع قد تبع جنازة، وحوله أصحابه وعليه شملتان (الشملة: كساء من الصوف) مؤتزرًا بواحدة، ومرتديًا الأخرى، فسلّمت عليه، ثم عدلت لأنظر أعلى ظهره، فعرف أني أريد ذلك، فألقى بردته عن كاهله، فإذا العلامة بين كتفيه خاتم النبوة، كما وصفه لي صاحبي، فأكببت عليه أقبله وأبكي.
ثم دعاني عليه الصلاة والسلام فجلست بين يديه، وحدثته كما أحدثكم الآن، ثم أسلمت، وحال الرقُّ بيني وبين شهود (حضور) بدر وأحد، وفي ذات يوم قال الرسول : (كاتب سيدك حتى يعتقك)، فكاتبته، وأمر الرسول الصحابة كي يعاونوني وحرر الله رقبتي، وعشت حُرًّا مسلمًا، وشهدت مع رسول الله غزوة الخندق والمشاهد كلها. [أحمد والطبراني].
وكان سلمان هو الذي أشار بحفر الخندق حول المدينة عندما أرادت الأحزاب الهجوم على المدينة، وعندما وصل أهل مكة المدينة، ووجدوا الخندق، قال أبو سفيان: هذه مكيدة ما كانت العرب تكيدها. ووقف الأنصار يومها يقولون: سلمان منا، ووقف المهاجرون يقولون: بل سلمان منا، وعندها ناداهم الرسول قائلاً: (سلمان منا آل البيت) [ابن سعد].
ومما يحكى عن زهده أنه كان أميرًا على المدائن في خلافة الفاروق عمر، وكان عطاؤه من بيت المال خمسة آلاف دينار، لا ينال منه درهمًا واحدًا، ويتصدق به على الفقراء والمحتاجين، ويقول: (أشتري خوصًا بدرهم فأعمله، ثم أبيعه بثلاثة دراهم، فأعيد درهمًا فيه، وأنفق درهمًا على عيالي، وأتصدق بالثالث، ولو أن عمر بن الخطاب نهاني عن ذلك ما انتهيتُ) [أبو نعيم].
ويروى أنه كان أميرًا على سرية، فمرَّ عليه فتية من الأعداء وهو يركب حمارًا، ورجلاه تتدليان من عليه، وعليه ثياب بسيطة مهلهلة، فسخروا منه، وقالوا للمسلمين في سخرية وازدراء: هذا أميركم؟ فقيل لسلمان: يا أبا عبد الله ألا ترى هؤلاء وما يقولون؟ فقال سلمان: دعهم فإن الخير والشر فيما بعد اليوم. [ابن سعد].
ومما رُوي في تواضعه أنه كان سائرًا في طريق، فناداه رجل قادم من الشام ليحمل عن متاعه، فحمل سلمان متاع الرجل، وفي الطريق قابل جماعة من الناس فسلم عليهم، فأجابوا واقفين: وعلى الأمير السلام، وأسرع أحدهم نحوه ليحمل عنه قائلا: عنك أيها الأمير، فعلم الشامي أنه سلمان الفارسي أمير المدائن، فأَسْقَطَ ما كان في يديه، واقترب ينتزع الحمل، ولكن سلمان هزَّ رأسه رافضًا وهو يقول: لا، حتى أبلغك منزلك. [ابن سعد].
ودخل صاحب له بيته، فإذا هو يعجن فسأله: أين الخادم؟ فقال سلمان: لقد بعثناها في حاجة، فكرهنا أن نجمع عليها عملين.
وحين أراد سلمان بناء بيت له سأل البنَّاء: كيف ستبنيه؟ وكان البنَّاء ذكيًّا يعرف زهد سلمان وورعه، فأجابه قائلاً: لا تخف، إنها بناية تستظل بها من الحر، وتسكن فيها من البرد، إذا وقفت فيها أصابت رأسك، وإذا اضطجعت (نمت) فيها أصابت رجلك. فقال له سلمان: نعم، هكذا فاصنع. وتوفي -رضي الله عنه- في خلافة عثمان بن عفان سنة (35هـ).

هيفاء البنيان
15-8-2008, 01:58 AM
الله يجزاكم خير فعلاً أثريتوا الموضوع
أسأل الله ألا يحرمكم الأجر

الفجر القريب
15-8-2008, 02:04 AM
السلام عليكم

بن مالك
..جزاك الله خير ..

..أتعلم هذا الصحابي لم اسمع به من قبل ..
..افدتني شكرا لك ..

.حامية..
..جزاك الله خير..

..داكوتا..
..اللهم آمين ..
وشكرا لكـ

عابرة سبيل
15-8-2008, 05:08 AM
جزاكم الله خيرا على هذا الموضوع واسمحوا لى بالمشاركة بسيرة هذا الصحابى أول داعية إسلامي و أول سفراء الإسلام(مصعب بن عمير)

هذا رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
غرّة فتيان قريش، وأوفاهم جمالا، وشبابا..

يصف المؤرخون والرواة شبابه فيقولون:" كان أعطر أهل مكة"..

ولد في النعمة، وغذيّ بها، وشبّ تحت خمائلها.

ولعله لم يكن بين فتيان مكة من ظفر بتدليل أبويه بمثل ما ظفر به "مصعب بن عمير"..

ذلك الفتى الريّان، المدلل المنعّم، حديث حسان مكة، ولؤلؤة ندواتها ومجالسها اسلامه :لقد سمع فيما سمع أن الرسول ومن آمن معه، يجتمعون بعيدا عن فضول قريش وأذاها.. هناك في درا "الأرقم بن أبي الأرقم" فلم يطل به التردد، ولا التلبث والانتظار، بل صحب نفسه ذات مساء الى دار الأرقم حيث أسلم وأخفى اسلامه حتى لا تعلم أمه بالخبر

كانت أم مصعب "خنّاس بنت مالك" تتمتع بقوة فذة في شخصيتها، وكانت تهاب الى حد الرهبة..ولقد أبصر به "عثمان بن طلحة" وهو يدخل خفية الى دار الأرقم.. ثم رآه مرة أخرى وهو يصلي كصلاة محمد صلى الله عليه وسلم، فذهب الى أم مصعب، حيث ألقى عليها النبأ الذي طار بصوابها...وغضبت عليه واجتمع قومه

لكنه وقف أمامهم يتلو عليهم القرآن في يقين وثبات، لعل الله يشرح به قلوبهم، ولم يشأ الله هدايتهم بعد، فقررت أمه حبسه، وتعذيبه، فصبر واحتسب ذلك كله في سبيل الله. ومنعت أمه عنه الطعام ذات يوم، ورفضت أن يأكل طعامها من هجر آلهتها ولو كان ابنها، وأخرجته من دارها، وهي تقول له: اذهب لشأنك لم أعد لك أمًّا، ورغم كل هذا يقترب مصعب من أمه ويقول لها: يا أمه أني لك ناصح، وعليك شفوق، فاشهدي أنه لا إله إلا الله، وأن محمدًا عبده ورسوله. فتجيبه غاضبة: قسمًا بالآلهة، لا أدخل في دينك، فيزري برأيي ويضعف عقلي. هجرته عندما سمع مصعب بخروج بعض المؤمنين مهاجرين إلى الحبشة هرب من محبسه و هاجر معهم، ثم عاد إلى مكة مع الذين عادوا و قد يئس قومه من رجوعه فكفوا عن تعذيبه، وبعد بيعة العقبة الأولى جاء إلى النبي ( من آمن من الأنصار، وطلبوا منه أن يرسل معهم من يقرئهم القرآن ويعلمهم أمور دينهم، فاختار الرسولصلى الله عليه وسلم ( مصعبًا ليكون أول سفير له خارج مكة، وأول مهاجر إلى المدينة المنورة. فترك مصعب مكة للمرة الثانية طاعة لله ولرسوله ) وحمل أمانة الدعوة إلى الله مستعينًا بما أنعم الله عليه من عقل راجح، وخلق كريم، وأعجب أهل المدينة بزهده وإخلاصه فدخلوا في دين الله، وكان مصعب يدعو الناس إلى الله تعالى بالحكمة والموعظة الحسنة، فأسلم على يديه سادة أهل المدينة، مثل: أسيد بن حضير، وسعد بن معاذ. وتمضي الأيام والأعوام، ثم هاجر الرسول ( وأصحابه إلى المدينة، وتغضب قريش، وتعد العدة لقتال المسلمين، ويلتقي جيش المسلمين والكفار في غزوة بدر، وينتصر المسلمون، وفى الآية الكريمة{لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه ويدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها رضي الله عنهم ورضوا عنه أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون} وفى تفسير القرطبى أو اخوانهم كانت فى مصعب بن عمير حيث قتل أخاه عبيد بن عمير
أستشهاده وتجيء غزوة أحد، ويختار الرسول ( مصعبًا ليحمل اللواء. ونشبت معركة رهيبة واحتدم القتال، وكان النصر أول الأمر للمسلمين، ولكن سرعان ما تحول النصر إلى هزيمة لما خالف الرماة أمر رسول الله (، ونزلوا من فوق الجبل يجمعون الغنائم، وأخذ المشركون يقتلون المسلمين، وبدأت صفوف المسلمين تتمزق. وركز أعداء الإسلام على الرسول ( وأخذوا يتعقبونه، فأدرك مصعب هذا الخطر، وصاح مكبرًا، ومضى يجول ويصول، وهمه أن يلفت أنظار الأعداء إليه؛ ليشغلهم عن رسول الله (، وتجمع حوله الأعداء، فضرب أحدهم يده اليمنى فقطعها، فحمل مصعب اللواء بيده اليسرى، فضرب يده اليسرى فقطعها، فضم مصعب اللواء إلى صدره بعضديه، وهو يقول: وما محمد إلا رسول الله قد خلت من قبله الرسل، فضربه أعداء الله ضربة ثالثة فقتلوه، واستشهد مصعب. وبعد انتهاء المعركة جاء الرسول ( وأصحابه يتفقدون أرض المعركة، ويودِّعون شهداءها، وعند جثمان مصعب سالت الدموع وفيرة غزيرة، ولم يجدوا شيئًا يكفنونه فيه إلا ثوبه القصير، إذا غطوا به رأسه انكشفت رجلاه، وإذا وضعوه على رجليه ظهرت رأسه، فقال النبي (: (غطوا رأسه، واجعلوا على رجليه من الإذخر (نبات له رائحة طيبة)) [البخاري]. وصدق فيه قول الله تعالى: {من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا} [الأحزاب: 32]، وقال الرسول ( وهو ينظر إلى شهداء أحد: (أشهد أن هؤلاء شهداء عند الله يوم القيامة، فوالذي نفسي بيده لا يسلِّم عليهم أحد إلى يوم القيامة إلا ردوا عليه) .

blackbeauty
20-8-2008, 02:07 PM
السـ عليكم ـلام

شكراً على هذا الموضوع الرائع والذي سيفيد الكثير..

أحببت أن أشارك أنا أيضاً..

***

الزبير بن العوام

حواري الرسول صلى الله عليه وسلم
رضي الله عنه

قالوا عنه

لكل نبي حواري وحواريي الزبير
رسول الله صلى الله عليه وسلم

طلحة والزبير جاراي بالجنة
رسول الله صلى الله عليه وسلم

أسلم الزبير بن العوام وهو ابن ثماني سنين وهاجر وهو ابن ثماني عشرة سنة وكان عم الزبير يعلق الزبير في حصير ويدخن عليه بالنار وهو يقول ارجع إلى الكفر فيقول الزبير لا اكفر أبدا
محمد بن عبد الرحمن بن نوفل

قاتل الزبير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن اثنتي عشرة سنة فكان يحمل على القوم
عمرو بن مصعب

أخبرني من رأى الزبير ان في صدره مثل العيون من الطعن والرمي
علي بن زيد

لحظات من حياته

وكانت فضيلته كمقاتل، تتمثل في الثبات، وقوة الأعصاب..

رأى مشهد خاله حمزة يوم أحد وقد مثّل المشركون بجثمانه القتيل في قسوة، فوقف أمامه كالطود ضاغطا على أسنانه، وضاغطا على قبضة سيفه، لا يفكر الا في ثأر رهيب سرعان ما جاء الوحي ينهى الرسول والمسلمين عن مجرّد التفكير فيه..!!

وحين طال حصار بني قريظة دون أن يستسلموا أرسله الرسول صلى الله عليه وسلم مع علي ابن أبي طالب، فوقف أمام الحصن المنيع يردد مع علي قوله:

" والله لنذوقنّ ما ذاق حمزة، أو لنفتحنّ عليهم حصنهم"..

ثم ألقيا بنفسيهما وحيدين داخل الحصن..

السيرة





لا يجيء ذكر طلحة الا ويذكر الزبير معه..

ولا يجيء ذكرالزبير الا ويذكر طلحة معه..

فحين كان الرسول عليه الصلاة والسلام يؤاخي بين أصحابه في مكة قبل الهجرة، آخى بين طلحة والزبير.

وطالما كان عليه السلام يتحدث عنهما معا.. مثل قوله:

" طلحة والزبير جاراي في الجنة".
وكلاهما يجتمع مع الرسول في القرابة والنسب.

أما طلحة، فيجتمع في نسبه مع الرسول في مرة بن كعب.

وأما الزبير، فيلتقي في نسبه مع الرسول في قصّي بن كلاّب كما أن
أمه صفية عمة الرسول صلى الله عليه وسلم..

وكل منهما طلحة والزبير كان أكثر الناس شبها بالآخر في مقادير الحياة..

فالتماثل بينهما كبير، في النشأة، في الثراء، في السخاء، في قوة الدين، في روعة الشجاعة، وكلاهما من المسلمين المبكرين باسلامهم...

ومن العشرة الذين بشّرهم الرسول بالجنة. ومن أصحاب الشورى الستة الذين وكّل اليهم عمر اختيار الخليفة من بعده.

وحتى مصيرهما كان كامل التماثل.. بل كان مصيرا واحدا.

**
ولقد أسلم الزبير، اسلاما مبكرا، اذ كان واحدا من السبعة الأوائل الذين سارعوا الى الاسلام، وأسهموا في طليعته المباركة في دار الأرقم..

وكان عمره يومئذ خمس عشر سنة.. وهكذا رزق الهدى والنور والخير صبيا..

ولقد كان فارسا ومقداما منذ صباه. حتى ان المؤرخين ليذكرون أن أول سيف شهر في الاسلام كان سيف الزبير.

ففي الأيام الأولى للاسلام، والمسلمون يومئذ قلة يستخفون في دار الأرقم.. سرت اشاعة ذات يوم أن الرسول قتل.. فما كان من الزبير الا أن استلّ سيفه وامتشقه، وسار في شوارع مكة، على حداثة سنه كالاعصار..!

ذهب أولا يتبيّن الخبر، معتزما ان ما ألفاه صحيحا أن يعمل سيفه في رقاب قريش كلها حتى يظفر بهم أو يظفروا به..

وفي أعلى مكة لقيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسأله ماذا به....؟ فأنهى اليه الزبير النبأ.. فصلى عليه الرسول، ودعا له بالخير، ولسيفه بالغلب.

وعلى الرغم من شرف الزبير في قومه فقد حمل حظه من اضطهاد قريش وعذابها.

وكان الذي تولى تعذيبه هو عمه.. كان يلفه في حصير، ويدخن عليه بالنار كي تزهق أنفاسه، ويناديه وهو تحت وطأة العذاب:" أكفر برب محمد، أدرأ عنك العذاب".

فيجيبه الزبير الذي لم يكن يومذاك أكثر من فتى ناشئ، غضّ العظام.. يجيب عمه في تحدّ رهيب:

" لا..

والله لا أعود لكفر أبدا"...

ويهاجر الزبير الى الحبشة، الهجرتين الأولى والثانية، ثم يعود ليشهد المشاهد كلها مع رسول الله. لا تفتقده غزوة ولا معركة.

وكان رضي الله عنه شديد الولع بالشهادة، عظيم الغرام بالموت في سبيل الله.

وكان يقول:

" ان طلحة بن عبيد الله يسمي بنيه بأسماء الأنبياء، وقد علم ألا نبي بعد محمد...

واني لأسمي بنيّ بأسماء الشهداء لعلهم يستشهدون".!

وهكذا سمى ولده، عبدالله بن الزبير تيمنا بالصحابي الشهيد عبدالله بن جحش.

وسمى ولده المنذر، تيمنا بالشهيد المنذر بن عمرو.

وسمى عروة تيمنا بالشهيد عروة بن عمرو.

وسمى حمزة تيمنا بالشهيد الجليل عم الرسول حمزة بن عبد المطلب.

وسمّى جعفر، تيمنا بالشهيد الكبير جعفر بن أبي طالب.

وسمى مصعبا تيمنا بالشهيد مصعب بن عمير.

وسمى خالد تيمنا بالصحابي الشهيد خالد بن سعيد..

وهكذا راح يختار لأبنائه أسماء الشهداء. راجيا أن يكونوا يوم تأتيهم آجالهم شهداء.


**
ولقد كان حظه من حب الرسول وتقديره عظيما..

وكان الرسول عليه الصلاة والسلام يباهي به ويقول:

" ان لكل نبي حواريا وحواريي الزبير بن العوّام"..

ذلك أنه لم يكن ابن عمته وحسب، ولا زوج أسماء بنت أبي بكر ذات النطاقين، بل كان ذلك الوفي القوي، والشجاع الأبيّ، والجوّاد السخيّ، والبائع نفسه وماله لله رب العالمين

**

وكان رفيع الخصال، عظيم الشمائل.. وكانت شجاعته وسخاؤه كفرسي رهان..!!

فلقد كان يدير تجارة رابحة ناجحة، وكان ثراؤه عريضا، ولكنه أنفقه في الاسلام حتى مات مدينا..!!

وكان توكله على الله منطلق جوده، ومنطلق شجاعته وفدائيته..

حتى وهو يجود بروحه، ويوصي ولده عبدالله بقضاء ديونه قال له:

" اذا أعجزك دين، فاستعن بمولاي"..

وسال عبدالله: أي مولى تعني..؟

فأجابه: الله، نعم المولى ونعم النصير"..

يقول عبدالله فيما بعد:

" فوالله ما وقعت في كربة من دينه الا قلت: يا مولى الزبير اقضي دينه، فيقضيه".



وفي يوم الجمل، كانت نهاية سيدنا الزبير ومصيره..

فبعد أن رأى الحق نفض يديه من القتال، وتبعه نفر من الذين كانوا يريدون للفتنة دوام الاشتعال، وطعنه القاتل الغادر وهو بين يدي ربه يصلي..

وذهب القاتل الى الامام علي يظن أنه يحمل اليه بشرى حين يسمعه نبأ عدوانه على الزبير، وحين يضع بين يديه سيفه الذي استلبه منه، بعد اقتراف جريمته..

لكن عليّا صاح حين علم أن بالباب قاتل الزبير يستأذن، صاح آمراب طرده قائلا:

" بشّر قاتل ابن صفيّة بالنار"..

وحين أدخلوا عليه سيف الزبير، قبّله الامام وأمعن بالبكاء وهو يقول:

" سيف طالما والله جلا به صاحبه الكرب عن رسول الله"..!!



أهناك تحيّة نوجهها للزبير في ختام حديثنا عنه، أجمل وأجزل من كلمات الامام..؟؟

سلام على الزبير في مماته بعد محياه..

سلام، ثم سلام، على حواري رسول الله...

تحياتي,,
..::blackbeauty::..

الفجر القريب
21-8-2008, 01:53 AM
جزاكما ربي الفردوس الأعلى

تمت إضافتها في الصفحة الرئيسية


والسلام عليكم

almash
21-8-2008, 05:21 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة

جزاك الله خيرا أخي على هذه السلسلة الكبيرة عن الصحابة - رضوان الله عليهم -

جعله الله في ميزان حسناتك


في أمان الله

عاشقة ستروبري
22-8-2008, 12:52 AM
جزاك الله خيرا وجعل ميزان حسناتك
وشكرا على الموضوع
والله يعطيك الف عافية

blackbeauty
22-8-2008, 02:39 PM
أبو العاص بن الربيع
رضي الله عنه

قالوا عنه

حدثني أبو العاص فصدقني, ووعدني فوفى لي
محمد صلى الله عليه وسلم


السيرة

كان أبو العاص بن الربيع العبشمي القرشي، شابا موفور الشباب، بهي الرونق، رائع المجتلى، بسطت عليه النعمة ظلالها، و جلله الحسب بردائه، فغدا مثلا للفروسية العربية بكل ما فيها من خصائل الأنفة و الكبرياء، و مخايل المروءة و الوفاء، و مآثر الاعتزاز بتراث الآباء و الأجداد.

**

وقد ورث أبو العاص حب التجارة عن قريش صاحبة الرحلتين: رحلة الشتاء و رحلة الصيف، فكانت ركائبه لا تفتأ ذاهبة آيبة بين مكة و الشام، و كانت قافلته تضم المئة من الإبل و المئتين من الرجال، و كان الناس يدفعون إليه بأموالهم ليتجر لهم بها فوق ماله، لما بلوا من حذقه، و صدقه، و أمانته.

**

و كانت خالته خديجة بنت خويلد زوج محمد بن عبد الله – صلى الله عليه و سلم – تنزله من نفسها منزلة الولد من أمه، و تفسح له في قلبها و بيتها مكانا مرموقا ينزل فيه على الرحب و الحب.

و لم يكن حب محمد بن عبد الله لأبي العاص بأقل من حب خديجة له ولا أدنى.

**

و مرت الأعوام سراعا خفافا على بيت محمد بن عبد الله، فشبت زينب كبرى بناته، و تفتحت كما تتفتح زهرة فواحة الشذى بهية الرواء. فطمحت إليها نفوس أبناء السادة البهاليل من أشراف مكة...

و كيف لا؟!!... و هي من أعرق بنات قريش حسبا و نسبا، و أكرمهن أما و أبا، و أزكاهن خلقا و أدبا.

و لكن أنى لهم أن يظفروا بها؟!...

و قد حال دونهم و دونها ابن خالتها أبو العاص بن الربيع فتى فتيان مكة!!

ولم يمض على اقتران زينب بابي العاص الا سنوات معدوده حتى اشرقت مكه بالنور الالهي..

وقد دخلت زينب فالاسلام لكن اب العاص كره ان يفارق دين أبائه وأجداده..

و لما اشتد النزاع بين الرسول صلوات الله و سلامه عليه و بين قريش، قال بعضهم لبعض:

"ويحكم... إنكم قد حملتم عن محمد همومه بتزويج فتيانكم من بناته، فلو رددتموهن إليه لانشغل بهن عنكم..."

فقالوا: "نعم الرأي ما رأيتهم." و مشوا إلى أبي العاص و قالوا له:

"فارق صاحبتك يا أبا العاص، و ردها إلى بيت أبيها، و نحن نزوجك أي امرأة تشاء من كرائم عقيلات قريش."

فقال: "لا والله إني لا أفارق صاحبتي، و ما أحب أن لي بها نساء الدنيا جميعا..."

أما ابنتاه رقية و أم كلثوم فقد طلقتا و حملتا إلى بيته، فسر الرسول صلوات الله عليه بردهما إليه، و تمنى أن لو فعل أبو العاص كما فعل صاحباه، غير أنه ما كان يملك من القوة ما يرغمه به على ذلك، و لم يكن قد شرع – بعد – تحريم زواج المؤمنة من المشرك.

**

و لما هاجر الرسول صلوات الله و سلامه عليه إلى المدينة، و اشتد أمره فيها، و خرجت قريش لقتاله في "بدر" اضطر أبو العاص للخروج معهم اضطرارا...

إذ لم تكن به رغبة في قتال المسلمين، ولا أرب في النيل منهم، و لكن منزلته في قومه حملته على مسايرتهم حملا... وقد انجلت "بدر" عن هزيمة منكرة لقريش أذلت معاطس الشرك، و قصمت ظهور طواغيته، ففريق قتل، و فريق أسر، و فريق نجاه الفرار.

و كان في زمرة الأسرى أبو العاص زوج زينب بنت محمد صلوات الله و سلامه عليه.

**

فرض النبي عليه الصلاة و السلام على الأسرى فدية يفتدون بها أنفسهم من الأسر، و جعلها تتراوح بين ألف درهم و أربعة آلاف حسب منزلة الأسير في قومه و غناه.

و طفقت الرسل تروح و تغدو بين مكة و المدينة حاملة من الأموال ما تفتدي به أسراها.

فبعثت زينب رسولها إلى المدينة يحمل فدية زوجها أبي العاص، و جعلت فيها قلاده كانت أهدتها لها أمها خديجة بنت خويلد يوم زفتها إليه... فما رأى الرسول – صلى الله عليه و سلم – القلادة غشيت وجهه الكريم غلالة شفافة من الحزن العميق، و رق لابنته أشد الرقة، ثم التفت إلى أصحابه و قال:

(إن زينب بعثت بهذا المال لافتداء أبي العاص، فإن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها و تردوا عليها مالها فافعلوا).

فقالوا: "نعم، و نعمة عين يا رسول الله."

**

غير أن النبي عليه الصلاة و السلام اشترط على أبي العاص قبل إطلاق سراحه أن يسير إليه ابنته زينب من غير إبطاء...

فما كاد أبو العاص يبلغ مكة حتى بادر إلى الوفاء بعهده...

فأمر زوجته بالاستعداد للرحيل، و أخبرها بأن رسل أبيها ينتظرونها غير بعيد عن مكة، و أعد لها زادها و راحلتها، و ندب أخاه عمرو بن الربيع لمصاحبتها و تسليمها لمرافقيها يدا بيد.

**

تنكب عمرو بن الربيع قوسه، و حمل كنانته، و جعل زينب في هودجها، و خرج بها من مكة جهارا نهارا على مرأى من قريش، فهاج القوم و ماجوا، و لحقوا بهما حتى أدركوهما غير بعيد، و روعوا زينب و أفزعوها...

عند ذلك وتر عمرو قوسه، و نثر كنانته بين يديه، وقال: "والله لا يدنو رجل منها إلا وصعت سمها في نحره" ، و كان راميا لا يخطئ له سهم...

فأقبل عليه أبو سفيان بن حرب – و كان قد لحق بالقوم – و قال له:

"يا بن أخي، كف عنا نبلك حتى نكلمك"، فكف عنهم، فقال له:

"إنك لم تصب فيما صنعت...

فلقد خرجت بزينب علانية على رؤوس الناس، و عيوننا ترى... و قد عرفت العرب جميعها أمر نكبتنا في "بدر"، و ما أصابنا على يدي أبيها محمد.

فإذا خرجت بابنته علانية – كما فعلت – رمتنا القبائل بالجبن و وصفتنا بالهوان و الذل، فارجع بها، و استبقها في بيت زوجها أياما حتى إذا تحدث الناس بأننا رددناها فسلها من بين أظهرنا سرا، و ألحقها بأبيها، فما لنا بحبسها عنه حاجة..."

فرضي عمرو بذلك، و أعاد زينب إلى مكة...

ثم ما لبث أن أخرجها منها ليلا بعد أيام معدودات، و أسلمها إلى رسل أبيها يدا بيد كما أوصاه أخوه.

**

أقام أبو العاص في مكه بعد فراق زوجته زمنا، حتى إذا كان قبيل الفتح بقليل، خرج إلى الشام في تجارة له، فلما قفل راجعا إلى مكة و معه عيره التي بلغت مئة بعير، و رجاله الذين نيفوا على مئة و سبعين رجلا، برزت له سرية من سرايا الرسول صلوات الله و سلامه عليه قريبا من المدينة، فأخذت العير و أسرت الرجال، و لكن أبا العاص أفلت منها فلم تظفر به.

فلما أرخى الليل سدوله و استتر أبو العاص بجنح الظلام، و دخل المدينه خائفا يترقب، و مضى حتى وصل إلى زينب، و استجار بها فأجارته...

**

و لما خرج الرسول صلوات الله و سلامه عليه لصلاة الفجر، و استوى قائما في المحراب، و كبر للإحرام و كبر الناس بتكبيره، صرخت زينب من صفة النساء و قالت:

"أيها الناس، أنا زينب بنت محمد، و قد أجرت أبا العاص فأجيروه. فلما سلم النبي – صلى الله عليه و سلم – من الصلاة، التفت إلى الناس و قال:

(هل سمعتم ما سمعت؟!).

قالوا: نعم يا رسول الله.

قال: (و الذي نفسي بيده ما علمت بشيء من ذلك حتى سمعت ما سمعتموه، و إنه يجير من المسلمين أدناهم)، ثم انصرف إلى بيته و قال لابنته:

(أكرمي مثوى أبي العاص، و اعلمي أنك لا تحلين له).

ثم دعا رجال السرية التي أخذت العير و أسرت الرجال و قال لهم:

(إن هذا الرجل منا حيث قد علمتم، و قد أخذتم ماله، فإن تحسنوا و تردوا عليه الذي له، كان ما نحب، و إن أبيتم فهو فيء الله الذي أفاء عليكم، و أنتم به أحق).

فقالوا: "بل نرد عليه ماله يا رسول الله".

فلما جاء لأخذه قالوا له: "يا أبا العاص، إنك في شرف من قريش، و أنت ابن عم رسول الله و صهره، فهل لك أن تسلم، و نحن ننزل لك عن هذا المال كله فتنعم بما معك من أموال أهل مكة و تبقى معنا في المدينة؟."

فقال: "بئس ما دعوتموني أن أبدأ ديني الجديد بغدرة."

مضى أبو العاص بالعير و ما عليها إلى مكة فلما بلغها أدى لكل ذي حق حقه، ثم قال:

"يا معشر قريش هل بقي لأحد منكم عندي مال لم يأخذه؟."

قالوا: "لا... و جزاك الله عنا خيرا، فقد وجدناك وفيا كريما."

قال: "أما و إني قد وفيت لكم حقوقكم، فأنا أشهد أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله...

والله ما منعني من الإسلام عند محمد في المدينة إلا خوفي أن تظنوا أني إنما أردت أن آكل أموالكم...

فلما أداها الله إليكم، و فرغت ذمتي منها أسلمت..."

ثم خرج حتى قدم على رسول الله – صلى الله عليه و سلم – فأكرم وفادته و رد إليه زوجته، و كان يقول عنه:

(حدثني فصدقني، و وعدني فوفى لي).

الفجر القريب
24-8-2008, 06:11 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة





جزاك الله خيرا أخي على هذه السلسلة الكبيرة عن الصحابة - رضوان الله عليهم -


جعله الله في ميزان حسناتك


في أمان الله





وإياك وبارك الله فيك


جزاك الله خيرا وجعل ميزان حسناتك
وشكرا على الموضوع
والله يعطيك الف عافية

وإياك أختي
بوركت

الفجر القريب
24-8-2008, 06:24 AM
أختي

blackbeauty








بارك الله فيك وكثر الله من أمثالك
في حفظ المولى

الاكليل
24-8-2008, 08:00 AM
جزاك الله خير
ولا حرمت الاجر
اسمحولي
كتب رائعة عن الصحابة
رجال حول الرسول صلى الله عليه وسلم
وكتاب اخر نساء حول الرسول صلى اله عليه وسلم
ان شاء الله افدتكم

الاكليل
24-8-2008, 08:11 AM
شبيه إبراهيم
معاذ بن جبل
إنه أبو عبد الرحمن معاذ بن جبل -رضي الله عنه-، أحد السبعين رجلا الذين شهدوا بيعة العقبة الثانية من الأنصار، وقد أسلم وهو ابن ثماني عشرة سنة، وقد تفقه معاذ في دين الله، فوصفه الرسول ( بأنه (أعلم الناس بالحلال والحرام) [الترمذى].


وكان الصحابة -رضوان الله عليهم- يجتمعون حوله ليتعلموا منه أمور الحلال والحرام،


وقال عنه أمير المؤمنين عمر بن الخطاب: عجزت النساء أن يلدن مثله، ولولاه لهلك عمر.


ومدحه عبد الله بن مسعود فقال عنه: كان أمة قانتًا لله حنيفًا ولم يك من المشركين، حتى ظن السامع أنه يقصد إبراهيم عليه السلام، فقال له ابن مسعود: مانسيت، هل تدرى ما الأمَّة؟ وما القانت؟ فقال: الله أعلم، فقال الأمة الذي يعلم الخير، والقانت المطيع لله وللرسول) [أبو نعيم والحاكم].


وكان معاذ أحد الذين يفتون على عهد رسول الله (، وهم: عمر، وعثمان، وعلي من المهاجرين، وأبي بن كعب ومعاذ، وزيد من الأنصار. بل قدمه عمر في الفقه، فقال: من أراد الفقه؛ فليأت معاذ بن جبل. وكان أصحاب رسول الله ( إذا تحدثوا وفيهم معاذ نظروا إليه هيبة له واحتراما [أبو نعيم].


وقال عمر بن الخطاب يومًا لأصحابه: لو استخلفت معاذَا -رضي الله عنه- فسألني ربى عز وجل ما حملك على ذلك؟ لقلت: سمعت نبيك ( يقول: (يأتي معاذ بن جبل بين يدي العلماء برتوة (مسافة كبيرة))
[أحمد].


وقد بعثه رسول الله ( إلى اليمن قاضيًا، وقال له: (كيف تقضي إذا عرض لك قضاء)، قــال: أقضـي بكتاب الله. قال: (فإن لم تجد في كتاب الله)، قال: فبسنة رسول الله (، قال: (فإن لم تجد في سنة رسول الله ( ولا في كتاب الله؟) قال: اجتهد رأيي، فضرب رسول الله ( صدره، وقال: (الحمد لله الذي وفق رسول رسول الله لما يرضي رسول الله) [الترمذي وأبو داود وأحمد].


وقابله النبي ( ذات يوم، وقال له: (يا معاذ، إني لأحبك في الله) قال معاذ: وأنا والله يا رسول الله، أحبك في الله. فقال (: (أفلا أعلمك كلمات تقولهن دبر كل صلاة: رب أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك). [أبو داود والنسائي والحاكم].


وكان -رضي الله عنه- أحد الصحابة الذين يحفظون القرآن، وممن جمعوا القرآن على عهد رسول الله (، حتى قال عنه النبي (: (استقرئوا القرآن من أربعة: من عبد الله بن مسعود، وسالم مولى أبي حذيفة، وأبي بن كعب، ومعاذ بن جبل) [متفق عليه].


يقول أبو مسلم الخولاني: دخلت مسجد حمص فإذا فيه ما يقرب من ثلاثين شيخًا من أصحاب رسول الله (، وإذا فيهم شاب أجحل العينين (من الاكتحال)، براق الثنايا، ساكت لا يتكلم، فإذا اختلف القوم في شيء أقبلوا عليه فسألوه، فقلت لجليسي: من هذا؟ قال: معاذ بن جبل -رضي الله عنه-، فوقع في نفسي حبه، فكنت معهم حتى تفرقوا.


وكان معاذ يحث أصحابه دائما على طلب العلم فيقول: تعلموا العلم فإن تعلمه لله تعالى خشية، وطلبه عبادة، ومذاكرته تسبيح، والبحث عنه جهاد، وتعليمه لمن لا يعلم صدقه، وبذله لأهله قربة، لأنه معالم الحلال والحرام.


وكان معاذ حريصا على تمام سنة المصطفى (، متمسكًا بها، وكان يقول: من سره أن يأتي الله عز وجل آمنا فليأت هذه الصلوات الخمس؛ حيث ينادي بهن، فإنهن من سنن الهدى، ومما سنه لكم نبيكم (، ولا يقل إن لي مصلى في بيتي فأصلى فيه، فإنكم إن فعلتم ذلك تركتم سنة نبيكم، ولو تركتم سنة نبيكم ( (لضللتم).


وكان كريمًا، كثير الإنفاق، فيروى أن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- بعث إليه بأربعمائة دينار مع غلامه، وقال للغلام، انتظر حتى ترى ما يصنع؟ فذهب بها الغلام وقال لمعاذ: يقول لك أمير المؤمنين اجعل هذه في بعض حاجتك، فقال معاذ: رحم الله وصله، تعالى يا جارية اذهبي إلى بيت فلان بكذا، واذهبي إلى بيت فلان بكذا، فاطلعت امرأة معاذ وقالت: نحن والله مساكين فأعطنا، ولم يبق في الصرة إلا ديناران فأعطاهما إياها، ورجع الغلام إلى عمر فأخبره بما حدث، فسر عمر بذلك. [ابن سعد وأبو نعيم].


وكان كثير التهجد يصلي بالليل والناس نيام، وكان يقول في تهجده: اللهم نامت العيون وغارت النجوم، وأنت حي قيوم، اللهم طلبي للجنة بطىء، وهربي من النار ضعيف، اللهم اجعل لي عندك هدى ترده إلى يوم القيامة، إنك لا تخلف الميعاد.


ولما حضرته الوفاة قال لمن حوله من أهله: أنظروا أأصبحنا أم لا؟ فقالوا: لا ثم كرر ذلك، وهم يقولون: لا. حتى قيل له أصبحنا فقال: أعوذ بالله من ليلة صباحها إلى النار، مرحبًا بالموت مرحبًا، زائر مغب (أي خير) وحبيب جاء على فاقة (حاجة)، اللهم إني قد كنت أخافك فأنا اليوم أرجوك، اللهم إنك تعلم أني لم أكن أحب الدنيا، وطول البقاء فيها لجري الأنهار، ولا لغرس الأشجار، ولكن لظمأ الهواجر (يقصد الصوم)، ومكابدة الساعات (أي قيام الليل)، ومزاحمة العلماء بالركب عن حلق الذكر.


ومات معاذ سنة (18هـ) على الأصح وعمره (38) سنة.
م ن ق و ل

الفجر القريب
25-8-2008, 04:31 AM
جزاك الله خير
ولا حرمت الاجر
اسمحولي
كتب رائعة عن الصحابة
رجال حول الرسول صلى الله عليه وسلم
وكتاب اخر نساء حول الرسول صلى اله عليه وسلم
ان شاء الله افدتكم




وإياك وبارك الله فيك


أظن سمعت عن هذا الكتاب قيل لي بأنه مختصر
سأحصل عليه بإذن الواحد الأحد



الأكليل


بوركت أختي
جعلها الله في ميزان حسناتك


سيتم إظافة المشاركة في الصفحة الرئيسية بإذن الله


بارك الله فيك

أمة اللـه
25-8-2008, 09:04 AM
بالنسبه لكتاب رجال حول الرسول فبه أخطاء كثيرة ارجو التثبت منها قبل كتابتها
واما كتاب نساء حول الرسول فارجو من الاخت اكليل ان تذكر لى اسم الكاتب وجزاها الله خيرا

أم مصعب
25-8-2008, 10:15 AM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ما شاء الله موضوع جد قيم
بارك الله فيك أخي ونفعك ونفع بك
وجميع الذين شاركوا في الموضوع
فجزاكم الله خيرا وبارك في جهودكم

الفجر القريب
25-8-2008, 07:28 PM
السلام عليكم



بالنسبه لكتاب رجال حول الرسول فبه أخطاء كثيرة ارجو التثبت منها قبل كتابتها






انا لا أدري لكن لدينا في السعودية قبل طباعة ونشر أي كتاب
يتم مراجعتها
عموماً تنبيه جيد سنراجعها بإذن الواحد الأحد
وشكراً








وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

ما شاء الله موضوع جد قيم
بارك الله فيك أخي ونفعك ونفع بك
وجميع الذين شاركوا في الموضوع
فجزاكم الله خيرا وبارك في جهودكم



وإياك أختي
وجزاك ربي الفردوس الأعلى
وكل الذين شاركونا في هذا العمل

فاشكرلله أولاً
والجميع ثانياً


والسلام

الاكليل
27-8-2008, 08:20 PM
بالنسبه لكتاب رجال حول الرسول فبه أخطاء كثيرة ارجو التثبت منها قبل كتابتها


واما كتاب نساء حول الرسول فارجو من الاخت اكليل ان تذكر لى اسم الكاتب وجزاها الله خيرا

السلام عليكم ورحمة الله
كتاب نساء حول الرسول صلى الله عليه وسلم
لمؤلفين محمود الاستانبولي ومصطفى الشلبي

zinah
7-10-2008, 05:51 AM
اخي جزاك الله خير
و حعلها في موازين حسناتك

ويكى
7-10-2008, 11:34 PM
السلام عليكم
جزاكم الله خيرا
ونتمنى منكم المزيد

الفجر القريب
8-10-2008, 05:15 AM
اخي جزاك الله خير
و حعلها في موازين حسناتك



السلام عليكم
جزاكم الله خيرا
ونتمنى منكم المزيد


وعليكم السلام ورحمة الله ..

يا مرحباً بكم

شرفتم

zahraa2003
8-10-2008, 05:39 AM
بارك الله فيك أخي ونفعك ونفع بك

الفجر القريب
8-10-2008, 05:43 AM
آمين وإياك

ويامرحباً بك ^^

المحبوب99
8-10-2008, 05:09 PM
جعلها الله في موازين حسناتك ياصديقي ....... نعم الكثير منا لايعرف عن سيرة صحابتنا الكرام

وربما ... تقول له .. أذكر عشرة من الصحابة .... ويذكر لك الخلفاء الأربع .... وبعدها أعتقد أنه لايستطيع أن يذكر شيئا ... بينما تقول له أذكر خمسة من اللاعبين ... سيسرد لك سردا .. أين ولد .. مااسمه ... وأين يعيش .... بل يذكر لك أكثر من عشرة لاغبين ... فالله المستعان ...

وتقبل مروري .....

ودمت في حفظ الله ورعايته .....

الفجر القريب
8-10-2008, 05:50 PM
يا مرحباً ....اللهم آمين وبارك الله ...نعم أخي والله يشهد الله كم يحزنني هذا الأمر ..لهذا السبب فتحته ..وساعدني بعض الإخوة
جزاهم الله خير ...ودمت بود يا صاح ^^

سلمى1415
9-10-2008, 01:55 AM
جزاك الله كل خير ع الموضوع ............

الفجر القريب
9-10-2008, 03:55 AM
واياك اختي

وشكرا ع المرور

أمة اللـه
10-10-2008, 02:34 PM
عبد الله بن أنيس

أعطاه النبى صلى الله عليه وسلم عصاه لتكون آية بينهما يوم القيامة


هذا الفرس المقدام أحد السابقين الى الاسلام ، ودوحة الايمان ، ومائدة الرحمن

نسبه / عبد الله بن أنيس بن أسعد الذى ينتهى نسبه الى قضاعة حليفا لبنى سلمة من الانصار ، فيقال له الأنصارى والجهنى .ويكنى أبا يحى ، وله من الأولاد أربعة : عطية وعمرو وضمرة وعبد الله .أسلم على يد مصعب بن عمير وبايع الرسول صلى الله عليه وسلم بيعة العقبة الأولى .
عبد الله يقتل عدو الله خالد بن سفيان الهذلى ويأخذ عصا النبى لتكون آية بينهما يوم القيامة

قال عبد الله بن أنيس : دعانى رسول الله فقال : " انه بلغنى أن بن سفيان بن نبيح الهذلى يجمع لى الناس ليغزونى وهو بنخلة أو بعرنة فأته فاقتله " . قلت : يا رسول الله انعته لى حتى أعرفه . قال : " انك اذا رأيته أذكرك الشيطان ،وآية ما بينك وبينه أنك اذا رأيته وجدت له قشعريرة ". قال : فخرجت متوشحا سيفى حتى دفعت اليه وهو فى ظعن يرتاد لهن منزلا وحيث كان وقت العصر ، فلما رأيته وجدت ما قال رسول الله من القشعريرة فأقبلت نحوه ، وخشيت أن تكون بينى وبينه بمحاولة تشغلنى عن الصلاة ، فصليت وأنا أمشى نحوه وأومىّ برأسى ، فلما انتهيت اليه ، قال : من الرجل ؟ قلت : رجل من العرب سمع بك وبجمعك لهذا الرجل ، فجاءك لذلك . قال : أجل انى لفى ذلك . قال : فمشيت معه شيئا حتى اذا أمكننى حملت عليه بالسيف فقتلته ثم خرجت وتركت ظعائنه ـنساءه ـ منكبات عليه فلما قدمت على رسول الله فرآنى قال : " أفلح الوجه " قلت : قد قتلته يارسول الله ، قال : صدقت . ثم قام بى فأدخلنى بيته فأعطانى عصا ، فقال : " أمسك هذه العصا عندك يا عبد الله بن انيس " قال : فخرجت بها على الناس ، فقالوا : ما هذه العصا ؟ قلت : أعطانيها رسول الله وأمرنى أن أمسكها عندى . قالوا : أفلا ترجع الى رسول الله فتسأله لم ذلك ؟ قال : فرجعت الى رسول الله فقلت : يارسول الله لم أعطيتنى هذه العصا ؟ قال : " آية بينى وبينك يوم القيامة ان أقل الناس المتخصرون يومئذ " قال : فقرنها عبد الله بسيفه فلم تزل بسيفه حتى مات .

كما قتل أيضا عدو الله سلام بن الحقيق دفاعا عن النبى صلى الله عليه وسلم ورضى الله عن عبد الله .

وهكذ كان عبد الله بن أنيس يتمنى من أعماق قلبه أن يفدى الحبيب صلى الله عليه وسلم بالنفس والنفيس بل وبكل ما يملك .

وحان وقت الرحيل

وفى نهاية حياته انطلق الى بلاد الشام ليعيش هناك مع معاذ بن جبل رضى الله عنهما وقبل موته بساعات معدودة أخذ عبد الله عصاه التى أخذها من الحبيب لتكون آية بينهما يوم القيامه .. فدعا أهله وأوصاهم بأن يدفنوا معه تلك العصا .
وفاضت روحه الطاهرة ليلحق بالحبيب فى جنة الرحمن اخوانا على سرر متقابلين .

أيومي يوشيدا
15-10-2008, 08:39 PM
جزاك الله كل خير و جعل هذا الموضوع في ميزان حسناتك
و أقدم لكم هذه القصة عن هذا الصحابي الجليل خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنس بن مالك الأنصاري رضي الله عنه و أرضاه
أنس بن مالك بن النَّضر الخزرجي الأنصاري
هو صحابي جليل، ولد بالمدينة، وأسلم صغيراً وكناه الرسول صلى الله عليه و سلم بأبي حمزة. خدم الرسول عليه الصلاة والسلام في بيته وهو ابن 10 سنين. دعا له النبي : «اللهم أكثر ماله وولده وبارك له ، وأدخله الجنة»، فعاش طويلا، ورزق من البنين والحفدة الكثير. وروى كثيرا من الأحاديث عن رسول الله [2].

حياته مع الرسول
يقول أنس -رضي الله عنه-: «أخذت أمي بيدي وانطلقت بي إلى رسول الله -- فقالت: «يا رسول الله إنه لم يبقَ رجل ولا امرأة من الأنصار إلا وقد أتحفتك بتحفة، وإني لا أقدر على ما أتحفك به إلا ابني هذا، فخذه فليخدمك ما بدا لك». فخدمت رسول الله -- عشر سنين، فما ضربني ضربة، ولا سبني سبة، ولا انتهرني، ولا عبس في وجهي، فكان أول ما أوصاني به أن قال: «يا بني اكتم سري تك مؤمنا» فكانت أمي وأزواج النبي -- يسألنني عن سر رسول الله -- فلا أخبرهم به، وما أنا مخبر بسرِ رسول الله -- أحداً أبدا» ضعيف جدًا . [ الموضوعات (3/187)] [ الضعفاء (1/119)].

بعد وفاة الرسول
كان قد استعمله أبو بكر ثم عمر بن الخطاب رضي الله عنهما على عمالة البحرين وشكراه في ذلك، وقد انتقل بعد النبي فسكن البصرة، وقد ناله أذى من جهة الحجاج، وذلك في فتنة ابن الأشعث، توهم الحجاج منه أنه له مداخلة في الأمر، وأنه أفتى فيه، فختمه الحجاج في عنقه، الذي يعرف باسم عنق الحجاج، وقد شكاه أنس إلى عبد الملك بن مروان، فكتب إلى الحجاج يعنفه، ففزع الحجاج من ذلك وصالح أنساً [2]‏.

الغزو
خرج أنس مع النبي إلى بدر وهو غلام يخدمه ، وقد سأل اسحاق بن عثمان موسى بن أنس كم غزا رسول الله ؟)قال سبع وعشرون غزوة ، ثمان غزوات يغيب فيها الأشهر ، وتسع عشرة يغيب فيها الأيام )فقال كم غزا أنس بن مالك ؟)قال ثمان غزوات )

الحديث عن الرسول
كان أنس -رضي الله عنه- قليل الحديث عن الرسول ، فكان إذا حدّث يقول حين يفرغ : أو كما قال رسول الله ، وقد حدّث مرة بحديثٍ عن رسول الله فقال رجلٍ أنت سمعته من رسول الله ؟)فغضب غضباً شديداً وقال والله ما كلُّ ما نحدِّثكم سمعناه من رسول الله ، ولكن كان يحدِّث بعضنا بعضاً ، ولا نتّهِمُ بعضنا )

الرمي
كان أنس بن مالك أحد الرماة المصيبين ، ويأمر ولده أن يرموا بين يديه ، وربّما رمى معهم فيغلبهم بكثرة إصابته

عِلْمه
لمّا مات أنس -رضي الله عنه- قال مؤرق العجلي ذهب اليوم نصف العِلْم )فقيل له وكيف ذاك يا أبا المُغيرة ؟)قال كان الرجل من أهل الأهواء إذا خالفنا في الحديث عن رسول الله قلنا له : تعالَ إلى مَنْ سمعَهُ منه )يعني أنس بن مالك

قال أنس بن مالك لبنيه يا بنيَّ قَيّدوا العلمَ بالكتاب )

فضله
دخل ثابـت البُنَاني على أنس بن مالك -رضي اللـه عنه- فقال رأتْ عيْناك رسـول اللـه ؟!)فقال نعم )فقبّلهما ثم قال فمشت رجلاك في حوائج رسـول اللـه ؟!)فقال نعم )فقبّلهما ثم قال فصببتَ الماء بيديك ؟!)قال نعم )فقبّلهما ثم قال له أنس يا ثابت ، صببتُ الماءَ بيدي على رسول الله لوضوئه فقال لي يا غلام أسْبِغِ الوضوءَ يزدْ في عمرك ، وأفشِ السلام تكثر حسناتك ، وأكثر من قراءة القرآن تجيءْ يوم القيامة معي كهاتين )، وقال بأصبعيه هكذا السبابة والوسطى).

الفجر القريب
22-10-2008, 12:24 AM
جوزيتما تمت اضافة المشاركة ^^

أمة اللـه
22-10-2008, 03:22 PM
الطفيل بن عمرو الدوسى
ذو النور ... الشهيد أبو الشهيد


صاحب النبى صلى الله عليه وسلم كان سيدا مطاعا من أشراف العرب ، ودوس بطن من الأزد ، وكان الطفيل يلقب ذا النور ، أسلم قبل الهجرة بمكة .


سبب تسميته بذى النور


عندما أسلم قال يا نبى الله : انى امرؤ مطاع فى قومى ، وأنا راجع اليهم ، وداعيهم الى الاسلام ، فادع الله أن يجعل لى آية تكون لى عونا عليهم فيما أدعوهم اليه ، فقال : " اللهم اجعل له آية " .
قال : فخرجت الى قومى ، حين اذا كنت بثنية ـ الفرجة بين الجبلين ـ وقع نور بين عينى مثل المصباح ، فقلت : اللهم فى غير عينى ، انى أخشى أن يظنوا أنها مثلة ـ أى عقوبة وتنكيل ـ وقعت فى وجهى لفراقى لدينهم ، قال : فتحول فوقع فى رأس سوطى . قال : فجعل الحاضر يتراءون ذلك النور فى سوطى كالقنديل المعلق ، وأنا أهبط اليهم من الثنية ، قال : حتى جئتهم فأصبحت فيهم .
فلما نزل دعا أهل بيته فأسلموا ثم دعا قومه فأبطئوا عليه ، فجاء رسول الله بمكة وطلب منه أن يدعو على دوس فما كان من الحبيب الا أن دعى لهم وقال : " اللهم اهد دوسا ، ارجع الى قومك فادعهم وارفق بهم " . قال : فلم أزل بأرض دوس أدعوهم الى الاسلام حتى هاجر رسول الله الى المدينة ومضى بدر وأحد والخندق ، ثم قدمت على رسول الله بمن أسلم معى من قومى ورسول الله بخيبر حتى نزلت المدينة بسبعين أو ثمانين بيتا من دوس ، ثم لحقنا برسول الله بخيبر فأسهم لنا مع المسلمين .

موته رضى الله عنه

شارك رضى الله عنه فى حرب الردة ومعه ابنه عمرو بن الطفيل ، فقتل رحمه الله شهيدا باليمامة وجرح ابنه جراحة شديدة ثم أفاق منها ولكنه قتل عام اليرموك فى زمن عمر رضى الله عنه شهيدا .
وهكذا اذا أراد الله بعبد خيرا فلن يستطيع الكون كله ولو اجتمع أن يحول بينه وبين ذلك الخير .
ورحل الشهيد وابنه الشهيد ليلحقا بالحبيب صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضى الله عنهم فى جنات النعيم اخوانا على سرر متقابلين .
فرضى الله عن الطفيل وعن سائر الصحابه أجمعين

أمة اللـه
24-10-2008, 12:48 PM
زيد بن الخطاب
سبقنى الى الحسنيين ... أسلم قبلى واستشهد قبلى
عمر بن الخطاب رضى الله عنه


انه زيد بن الخطاب ذلكم السيد الشهيد المجاهد التقى ، أبو عبد الرحمن القرشى العدوى ، أخو أمير المؤمنين عمر . وكان أسن من عمر وأسلم قبله


صحبة مباركة

لما أذن الرسول لاصحابه بالهجرة كان زيد فى صحبة أخيه عمر رضى الله عنهما .. وقد صحبه فى تلك الهجرة بعض أهله وقومه كما صحبه بعض المستضعفين ليحتموا به وأخيه .
ولما وصل المدينة آخى النبى بينه وبين معن بن عدى الأنصارى .


فارس فى ميادين الشرف


* لما كانت غزوة بدر كان زيد من جنود المدرسة النبوية الذين خرجوا لتكون كلمة الله هى العليا وكلمة الذين كفروا السفلى وانتهت المعركة بنصر المسلمين الموحدين .
* وتدق غزوة أحد أبوابها فيخرج زيد فى معية رسول الله وكان فى طليعة الفرسان الذين نظروا الى الدنيا نظرة احتقار فما عند الله خير وأبقى وهل هناك وسام أعظم وأجل من وسام الشهادة ؟!

*وهناك قرب سفح جبل أحد ذلك الجبل الذى أحب رسول الله ويحبه رسول الله وقف زيد ليعطى مثلا شرودا فى التضحية وكمال الشجاعة وجمال الايثار ...،
بل وقف ليحقق مرضاة الله تعالى قولا وعملا فقد تقدم منه أخوه عمر وهمس فى أذنه همسة دافئة فيها معانى الأخوة ، وقال له : يا زيد خذ درعى كيما تقى بها جسمك من ألسنة الرماح ، وأسنة البيض ـ أى السيف .
فقال له زيد وقد علت وجهه الأسمر ابتسامة لطيفة : يا عمر انى أريد من الشهادة ما تريد !!!.
* وشهد غزوة الخندق كما شهد بيعة الرضوان بالحديبية وبايع الرسول على الموت وحظى بمرضاة الله مع الذين بايعوا تحت الشجرة وشهد مع الرسول بعد ذلك المشاهد كلها .


أسد وشهيد يوم اليمامة

كان زيد يحمل راية المسلمين يوم اليمامة وقد انكشف المسلمون حتى غلبت بنو حنيفة عن الرحال ، فجعل زيد يقول أما الرحال فلا رحال ، وأما الفرار فلا فرار ، ثم جعل يصيح بأعلى صوته : اللهم انى أعتذر اليك من فرار أصحابى ، وأبرأ اليك مما جاء به مسيلمة . وجعل يشتد بالراية ينفذ بها فى نحر العدو ثم ضارب بسيفه حتى قتل ووقعت الراية .
وسقط زيد شهيدا فى أرض الشرف والبطولة ، وعاد الناس الى المدينة فرآهم عمر بن الخطاب ولم ير معهم زيدا فتقدم اليه من يبشره بأن الله رزقه الشهادة . فقال عمر : سبقنى الى الحسنيين . أسلم قبلى واستشهد قبلى .

قال عز وجل : ( ومن الناس من يشرى نفسه ابتغاء مرضات الله ) البقرة /207

وقال رسول الله : " كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها " رواه مسلم

فالدنيا سوق عباد الله والتجارة اما مع الله عز وجل وربحها الحياة الطيبة فى الدنيا والسعادة الأبدية فى جنة الله فى الآخرة ، واما مع الشيطان وربح هذه التجارة الشقاء والضنك والهم والغم والحزن فى الدنيا والشقاء الأبدى والجحيم السرمدى فى الآخرة ، وليس هناك ثالث يساوم على نفس العبد وماله .
وبعد أن استشهد زيد كان عمر يقول دائما : ـ ما هبت الصبا الا ذكرتنى زيد .

فرضى الله عن زيد وعن عمر وعن سائر الصحابة أجمعين

أيومي يوشيدا
24-10-2008, 01:37 PM
معاذ بن جبل رضي الله عنه





اسمه ونسبه وكنيته: هو معاذ بن جبل ابن عمرو بن أوس بن عائذ بن عدي بن كعب بن عمرو بن أدي بن سعد بن علي بن أسد بن ساردة بن يزيد بن جشم بن الخزرج .
السيد الإمام أبو عبد الرحمن الأنصاري الخزرجي المدني البدري . شهد العقبة شابا أمرد , وله عدة أحاديث .
روى عنه ابن عمر , وابن عباس , وجابر , وأنس , وأبو أمامة , وأبو ثعلبة الخشني , ومالك بن يخامر , وأبو مسلم الخولاني , وعبد الرحمن بن غنم , وجنادة بن أبي أمية , وأبو بحرية عبد الله بن قيس , ويزيد بن عميرة , وأبو الأسود الديلي , وكثير بن مرة , وأبو وائل , وابن أبي ليلى , وعمرو بن ميمون الأودي , والأسود بن هلال , ومسروق , وأبو ظبية الكلاعي , وآخرون .
روى أبو إسحاق السبيعي : عن عمرو بن ميمون , عن معاذ بن جبل قال : ( كنت رديف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على ************ يقال له عفير ).
قال شباب : أمه هي هند بنت سهل من بني رفاعة , ثم من جهينة , ولأمه ولد من الجد بن قيس .
وروى الواقدي عن رجاله أن معاذا شهد بدرا وله عشرون سنة أو إحدى وعشرون . قال ابن سعد : شهد العقبة في روايتهم جميعا مع السبعين .
إسلامه : أسلم معاذ وله ثمان عشرة سنة، وهو من السبعين من بني جشم بن الخزرج ، وهو من أهل العقبة وممن شهد بدرا والحديبية ومن أهل بيعة الرضوان.
علمه وفضله:روى قتادة عن أنس ، قال : ( جمع القرآن على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أربعة كلهم من الأنصار : أبي بن كعب , وزيد , ومعاذ بن جبل , وأبو زيد أحد عمومتي ) .
وعن عبد الله بن عمرو , قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : خذوا القرآن من أربعة : من ابن مسعود , وأبي , ومعاذ بن جبل , وسالم مولى أبي حذيفة تابعه إبراهيم النخعي عن مسروق .
وهو أعلم الناس بالحلال والحرام بشهادة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وعن أنس مرفوعا : ( أرحم أمتي بأمتي أبو بكر , وأشدها في دين الله عمر , وأصدقها حياء عثمان , وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ , وأفرضهم زيد , ولكل أمة أمين وأمين هذه الأمة أبو عبيدة) .
وعن أبي سعيد : قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : ( معاذ بن جبل أعلم الناس بحرام الله وحلاله) إسناده واه .
ولقد كان له منزلته عند كبار الصحابة رضي الله عنهم ( قال عمر : لو أدركت معاذا , ثم وليته , ثم لقيت ربي , فقال : من استخلفت على أمة محمد ؟ لقلت : سمعت نبيك وعبدك يقول : يأتي معاذ بن جبل بين يدي العلماء , برتوة ).
وإنما قال عمر ذلك لقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : ( يجيء معاذ يوم القيامة أمام العلماء بين يدي العلماء) .
تعليمه للناس في مكة بعد الفتح
عن مجاهد قال : لما فتح رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مكة , استخلف عليها عتاب بن أسيد يصلي بهم , وخلف معاذا يقرئهم , ويفقههم .
بعثه إلى اليمن:
وعن قيس بن أبي حازم , عن معاذ : ( بعثني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى اليمن , فلما سرت أرسل في إثري فرددت , فقال : أتدري لم بعثت إليك ؟ لا تصيبن شيئا بغير علم ؛ فإنه غلول "وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " لقد أُذْعِرت , فامض لعملك ) رواه الروياني في "مسنده" .
وكان معاذ من أئمة الصحابة المجتهدين:
عن معاذ قال : ( لما بعثني النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى اليمن , قال لي : كيف تقضي إن عرض قضاء ؟ قال : قلت : أقضي بما في كتاب الله , فإن لم يكن , فبما قضى به رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، قال : فإن لم يكن فيما قضى به الرسول ؟ قال : أجتهد رأيي ولا آلو , فضرب صدري , وقال : الحمد لله الذي وفق رسول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لما يرضي رسول الله) .
وكان لمعاذ منزلة رفيعة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم:
عن عاصم بن حميد السكوني ( أن معاذ بن جبل لما بعثه النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى اليمن خرج يوصيه , ومعاذ راكب , ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- يمشي تحت راحلته , فلما فرغ , قال : يا معاذ ، إنك عسى أن لا تلقاني بعد عامي هذا , ولعلك أن تمر بمسجدي وقبري . فبكى معاذ جشعا لفراق رسول الله , قال : لا تبك يا معاذ , أو إن البكاء من الشيطان ) .
وعن عبيد بن صخر أن النبي -صلى الله عليه وسلم- حين ودعه معاذ , قال:
( حفظك الله من بين يديك ومن خلفك , ودرأ عنك شر الإنس والجن . فسار فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : يبعث له رتوة فوق العلماء ).
من وصايا رسول الله صلى الله عليه وسلم لما بعثه لليمن:
عن أبي موسى بعثني النبي -صلى الله عليه وسلم- خامس خمسة على أصناف اليمن : أنا , ومعاذ , وخالد بن سعيد , وطاهر بن أبي هالة , وعكاشة بن ثور , وأمرنا أن نيسر ولا نعسر.
وقد كان رضي الله عنه ذا أسلوب في الدعوة والبلاغ (من رهبان الله وقراء القرآن).
عن أبي موسى أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لما بعثه ومعاذا إلى اليمن قال لهما : ( يسرا ولا تعسرا وتطاوعا ولا تنفرا . فقال له أبو موسى : إن لنا بأرضنا شرابا , يصنع من العسل يقال له : البتع , ومن الشعير يقال له : المزر , قال : كل مسكر حرام . فقال لي معاذ : كيف تقرأ القرآن ؟ قلت : أقرأه في صلاتي , وعلى راحلتي , وقائما وقاعدا , أتفوقه تفوقا , يعني شيئا بعد شيء , قال : فقال معاذ : لكني أنام ثم أقوم , فأحتسب نومتي كما أحتسب قومتي , قال : وكأن معاذا فُضِّل عليه) .
هكذا كانوا إذا جلسوا يتناقشون في امور دينهم وعبادة ربهم تاركين الدنيا وراء ظهورهم:
عن جابر الجعفي , عن أم جهيش خالته قالت : بينا نحن بدثينة بين الجند وعدن , إذ قيل : هذا رسول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فوافينا القرية , فإذا رجل متوكئ على رمحه , متقلد السيف , متعلق حجفة , متنكب قوسا وجعبة , فتكلم , وقال : إني رسول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إليكم : اتقوا الله واعملوا فإنما هي الجنة والنار , خلود فلا موت , وإقامة فلا ظعن , كل امرئ عمل به عامل فعليه ولا له , إلا ما ابتغي به وجه الله , وكل صاحب استصحبه أحد خاذله وخائنه إلا العمل الصالح , انظروا لأنفسكم واصبروا لها بكل شيء فإذا رجل موفر الرأس , أدعج , أبيض , براق , وضاح .
من فضائله وتعليم الرسول له:
عن أبي هريرة قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : (نعم الرجل أبو بكر , نعم الرجل عمر , نعم الرجل معاذ بن جبل) وروى نحوه ابن عيينة عن ابن المنكدر مرسلا .
وعن الصنابحي , عن معاذ قال : (لقيني النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال : يا معاذ ، إني لأحبك في الله. قلت : وأنا والله يا رسول الله أحبك في الله . قال : أفلا أعلمك كلمات تقولهن دبر كل صلاة : رب أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك) .
ومن فقهه رضي الله عنه
عن أبي سعيد ( أن معاذا دخل المسجد ورسول الله ساجد , فسجد معه , فلما سلم , قضى معاذ ما سبقه , فقال له رجل : كيف صنعت ؟ سجدت ولم تعتد بالركعة , قال : لم أكن لأرى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على حال إلا أحببت أن أكون معه فيها , فذكر ذلك للنبي -صلى الله عليه وسلم- فسره , وقال : هذه سنة لكم) .
و عن الشعبي قال : قرأ عبد الله : إن معاذا كان أمة قانتا لله حنيفا . فقال له فروة بن نوفل : إن إبراهيم , فأعادها , ثم قال : إن الأمة معلم الخير , والقانت المطيع , وإن معاذا -رضي الله عنه- , كان كذلك .
وروى حيان , عن الشعبي , نحوها . فقيل له : يا أبا عبد الرحمن ، نسيتها . قال : لا , ولكنا كنا نشبهه بإبراهيم . ورواه ابن علية : عن منصور بن عبد الرحمن , عن الشعبي , حدثني فروة بن نوفل الأشجعي بنحوه . ورواه فراس ومجالد وغيرهما , عن الشعبي , عن مسروق عن عبد الله . ورواه عبد الملك ابن عمير : عن أبي الأحوص قال : بينما عبد الله يحدثهم إذ قال : إن معاذا كان أمة قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين .
وعن محمد بن سهل بن أبي حثمة : عن أبيه قال : كان الذين يفتون على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثلاثة من المهاجرين : عمر , وعثمان , وعلي , وثلاثة من الأنصار : أبي بن كعب , ومعاذ , وزيد .
وعن نيار الأسلمي : أن عمر كان يستشير هؤلاء , فذكر منهم معاذا .
وروى موسى بن علي بن رباح , عن أبيه , قال : خطب عمر الناس بالجابية فقال : من أراد الفقه فليأت معاذ بن جبل .
وروى الأعمش عن أبي سفيان , قال : حدثني أشياخ منا أن رجل غاب عن امرأته سنتين , فجاء وهي حبلى , فأتى عمر , فهم برجمها , فقال له معاذ : إن يك لك عليها سبيل فليس لك على ما في بطنها سبيل , فتركها , فوضعت غلاما بان أنه يشبه أباه قد خرجت ثنيتاه , فقال الرجل : هذا ابني ، فقال عمر : عجزت النساء أن يلدن مثل معاذ , لولا معاذ لهلك عمر .
الواقدي : حدثنا أيوب بن النعمان بن عبد الله بن كعب بن مالك , عن أبيه , عن جده قال : كان عمر يقول حين خرج معاذ إلى الشام : لقد أخل خروجه بالمدينة وأهلها في الفقه , وفيما كان يفتيهم به , ولقد كنت كلمت أبا بكر أن يحبسه لحاجة الناس إليه , فأبى علي وقال : رجل أراد وجها -يعني الشهادة- فلا أحبسه .
قلت : إن الرجل ليرزق الشهادة وهو على فراشه .
وعن شهر بن حوشب , قال : كان أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم- إذا تحدثوا وفيهم معاذ , نظروا إليه هيبة له .
جعفر بن برقان : حدثنا حبيب بن أبي مرزوق , عن عطاء بن أبي رباح , عن أبي مسلم الخولاني قال : دخلت مسجد حمص , فإذا فيه نحو من ثلاثين كهلا من الصحابة , فإذا فيهم شاب أكحل العينين , براق الثنايا ساكت , فإذا امترى القوم , أقبلوا عليه , فسألوه , فقلت : من هذا ؟ قيل : معاذ بن جبل . فوقعت محبته في قلبي .
وكان كريما باذلا ماله في سبيل الله عزوجل:
عن عبد الرحمن بن كعب قال : كان معاذ شابا جميلا سمحا من خير شباب قومه , لا يسأل شيئا إلا أعطاه , حتى كان عليه دين أغلق ماله كله , فسأل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يكلم له غرماءه ففعل , فلم يضعوا له شيئا , فلو ترك أحد لكلام أحد , لترك لمعاذ لكلام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فدعاه النبي -صلى الله عليه وسلم- ، فلم يبرح حتى باع ماله , وقسمه بينهم , فقام معاذ ولا مال له , ثم بعثه على اليمن ليجبره , فكان أول من تجر في هذا المال , فقدم على أبي بكر , فقال له عمر : هل لك يا معاذ أن تطيعني ؟ تدفع هذا المال إلى أبي بكر , فإن أعطاكه فاقبله , فقال : لا أدفعه إليه , وإنما بعثني نبي الله ليجبرني , فانطلق عمر إلى أبي بكر , فقال : خذ منه ودع له , قال : ما كنت لأفعل , وإنما بعثه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليجبره .
فلما أصبح معاذ , انطلق إلى عمر , فقال : ما أراني إلا فاعل الذي قلت , لقد رأيتني البارحة , أظنه قال : أجر إلى النار , وأنت آخذ بحجزتي . فانطلق إلى أبي بكر بكل ما جاء به , حتى جاءه بسوطه , قال أبو بكر : هو لك لا آخذ منه شيئا , وفي لفظ : قد وهبته لك , فقال عمر : هذا حين حل وطاب , وخرج معاذ عند ذلك إلى الشام .
وعن عبد الرزاق عن معمر : فقال : بدل أجر إلى النار : كأني في ماء قد خشيت الغرق فخلصتني .
الواقدي : حدثنا عيسى بن النعمان , عن معاذ بن رفاعة , عن جابر بن عبد الله قال : كان معاذ من أحسن الناس وجها , وأحسنه خلقا , وأسمحه كفا , فادان , فلزمه غرماؤه , حتى تغيب أياما . . . وذكر الحديث وقال فيه : فقدم بغلمان .
الأعمش : عن شقيق قدم معاذ من اليمن برقيق , فلقي عمر بمكة , فقال : ما هؤلاء ؟ قال : أهدوا لي , قال : ادفعهم إلى أبي بكر , فأبى , فبات , فرأى كأنه يجر إلى النار وأن عمر يجذبه , فلما أصبح , قال : يا ابن الخطاب ما أراني إلا مطيعك . إلى أن قال : فدفعهم أبو بكر إليه , ثم أصبح فرآهم يصلون , قال : لمن تصلون ؟ قالوا : لله , قال : فأنتم لله .
ابن جريج : أنبأنا ابن أبي الأبيض , عن أبي حازم , عن سعيد بن المسيب أن عمر بعث معاذا ساعيا على بني كلاب أو غيرهم , فقسم فيهم فيئهم حتى لم يدع شيئا , حتى جاء بحلسه الذي خرج به على رقبته . وعن نافع قال : كتب عمر إلى أبي عبيدة ومعاذ : انظروا رجالا صالحين , فاستعملوهم على القضاء وارزقوهم .
ومن بلاغته في الوصية ونشره للعلم:
عن أبي قلابة وغيره أن فلانا مر به أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- ، فقال : أوصوني , فجعلوا يوصونه , وكان معاذ بن جبل في آخر القوم , فقال : أوصني يرحمك الله , قال : قد أوصوك فلم يألوا , وإني سأجمع لك أمرك : اعلم أنه لا غنى بك عن نصيبك من الدنيا , وأنت إلى نصيبك إلى الآخرة أفقر , فابدأ بنصيبك من الآخرة , فإنه سيمر بك على نصيبك من الدنيا فينتظمه , ثم يزول معك أينما زلت .
روى حميد بن هلال عن عبد الله بن الصامت عن معاذ قال : ما بزقت على يميني منذ أسلمت .
قال أيوب بن سيار : عن يعقوب بن زيد , عن أبي بحرية قال : دخلت مسجد حمص فإذا بفتى حوله الناس , جعد , قطط , إذا تكلم كأنما يخرج من فيه نور ولؤلؤ , فقلت : من هذا ؟ قالوا : معاذ بن جبل .
حريز بن عثمان : عن المشيخة , عن أبي بحرية , عن معاذ قال : ما عمل آدمي عملا أنجى له من عذاب الله من ذكر الله . قالوا : يا أبا عبد الرحمن ، ولا الجهاد في سبيل الله ؟ قال : ولا , إلا أن يضرب بسيفه حتى ينقطع ؛ لأن الله تعالى يقول في كتابه :
(وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ )
من روايات معاذ رضي الله عنه
عن إسماعيل بن عبيد الله قال : قال معاذ بن جبل : سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول : ( ستهاجرون إلى الشام , فيفتح لكم , ويكون فيه داء , كالدمل أو كالوخزة يأخذ بمراق الرجل , فيشهد أو فيستشهد الله بكم أنفسكم , ويزكي بها أعمالكم . اللهم إن كنت تعلم أن معاذا سمعه من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، فأعطه هو وأهل بيته الحظ الأوفر منه , فأصابهم الطاعون , فلم يبق منهم أحد , فطعن في أصبعه السبابة , فكان يقول : ما يسرني أن لي بها حمر النعم ) .
ثباته وصبره على البلاء
عبد الرحمن بن غنم , قال : وقع الطاعون بالشام , فخطب الناس عمرو بن العاص , فقال : هذا الطاعون رجز , ففروا منه في الأودية والشعاب , فبلغ ذلك شرحبيل بن حسنة , فغضب , وجاء يجر ثوبه , ونعلاه في يده , فقال : صحبت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- , ولكنه رحمة ربكم , ودعوة نبيكم , ووفاة الصالحين قبلكم . فبلغ ذلك معاذا فقال : اللهم اجعل نصيب آل معاذ الأوفر .
فماتت ابنتاه , فدفنهما في قبر واحد . وطعن ابنه عبد الرحمن , فقال , يعني لابنه , لما سأله : كيف تجدك ؟ قال : " الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِينَ" قال : " سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ" قال : وطعن معاذ في كفه , فجعل يقلبها , ويقول : هي أحب إلي من حمر النعم . فإذا سري عنه , قال : رب ، غم غمك , فإنك تعلم أني أحبك .
ورأى رجلا يبكي , قال : ما يبكيك ؟ قال : ما أبكي على دنيا كنت أصبتها منك , ولكن أبكي على العلم الذي كنت أصيبه منك , قال : ولا تبكه ؛ فإن إبراهيم -صلوات الله عليه- كان في الأرض وليس بها علم , فآتاه الله علما , فإن أنا مت , فاطلب العلم عند أربعة : عبد الله بن مسعود , وسلمان الفارسي , وعبد الله بن سلام , وعويمر أبي الدرداء .
وكان من الخاشعين لله
عن ابن عمر قال : مر عمر بمعاذ وهو يبكي , فقال : ما يبكيك ؟ قال : حديث سمعته من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول : (إن أدنى الرياء شرك , وأحب العبيد إلى الله الأتقياء الأخفياء , الذين إذا غابوا لم يفتقدوا , وإذا شهدوا لم يعرفوا , أولئك مصابيح العلم وأئمة الهدى) .
أخرجه الحاكم وصححه .
يوسف بن مسلم : حدثنا عبيد بن تميم , حدثنا الأوزاعي , عن عبادة بن نسي , عن ابن غنم قال : سمعت أبا عبيدة وعبادة بن الصامت يقولان : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : ( معاذ بن جبل أعلم الأولين والآخرين بعد النبيين والمرسلين , وإن الله يباهي به الملائكة .)
قال يحيى بن بكير : سمعت مالكا يقول : هو امام العلماء رتوة .
توفي رضي الله عنه في طاعون وقع بالشام
وهو ابن ثمان وعشرين , وقيل : ابن اثنتين وثلاثين .
عن سعيد بن المسيب قال : قبض معاذ وهو ابن ثلاث أو أربع وثلاثين سنة .
قال يزيد بن عبيدة : توفي معاذ سنة سبع عشرة .
وقال المدائني وجماعة : سنة سبع أو ثمان عشرة .
وقال ابن إسحاق والفلاس : سنة ثمان عشرة .
وقال أبو عمر الضرير : وهو ابن ثمان وثلاثين سنة , وكذا قال الواقدي في سنة ، وقال : توفي سنة ثمان عشرة -رضي الله عنه

الفجر القريب
28-10-2008, 06:21 PM
يوكيكو _أيومي يوشيدا

جوزيتما خير على ما تقدمانه
وطبعاً الشكر لأبو الوليد لإعتنائه بالموضوع

غفر الله لكم جميعاً

لورا777
28-10-2008, 10:56 PM
ذو البجادين

عبدالله ذو البجادين كان اسمه في الجاهلية عبدالعزى المزاني من قبيلة اسمها المزانية تسكن بين مكة والمدينة، مات ابوه وامه وهو طفل لكن رباه عمه التاجر حتى بلغ 16 سنة ، كان مدلل من قبل عمه لدرجة أنه كان له فرسان يبدل بينهما ولكن قومه كان كلهم يعبدون الأصنام، في وسط هذا الجو كانت الهجرة من مكة إلى المدينة ، فكان عبدالعزى يخرج فيلتقي بالصحابة ويسمع منهم بعض من آيات القرأن فيتأثر كان يطاردهم حتى يحصل على أية أو آيتين، في أخر الامر أعلن اسلامه، فكان يطرد الصحابة ويقول انتظروا لعلي اسمع منكم أية ، فطلب من أحد الصحابة أن يعلمه فقال له ولماذا تنتنظر في بلدك هاجر إلى المدينة ، ويقول عبدالعزى : واترك عمي، لا أهاجر حتى أخذ عمي معي. فمكث في قبيلته 3 سنوات على الإسلام ولا احد يعلم بذلك وكان يخرج إلى الصحراء يتعبد ثم يعود وفي النهاية قرر أن يخبر عمه ، فذهب لعمه وقال له : لقد أخرتني عن رسول الله صلى الله عليه وسلمن وما عدت أطيق فراقه وإني اعلمك أني أشهد أن لا إله إلا الله وأنه رسول الله وإني مهاجر إليه فإن شئت أن تأتي معي أكون من أسعد السعداء، فقال عمه : إن ابيت إلا الإسلام جردتك من كل ما تملك، قال: افعل ما شئت فما أنا بالذي يختار على الله وعلى رسول الله، فجرده عمه فخرج عبدالعزى مهاجراً إلى مكه فوجد بجادين : قطعتين من الصوف على الأرض، فقصهما نصفين فلبسهما كالمحرم حتى وصل إلى النبي ودخل عليه فقال له النبي من أنت فقال له : أنا عبدالعزى فقال : ولم تلبس هكذا قال فعل بي عمي كذا وكذا فاخترتك يا رسول الله وصبرت ثلاث سوات حتى اتيتك مستقيما على طاعة الله ، فقال له النبي: أو فعلت؟ قال: نعم يا رسول الله فقال له النبي: من اليوم أنت لست عبدالعزى أنت عبدالله ذو البجادينأبدلك الله بهذين البجادين دارا ورداء في الجنة تلبس منها حيث تشاء وتأكل منها حيث تشاء" فبقي مع النبي حتى صار عمره 23 سنة وغزى معه في غزوة تبوك وقال عبدالله بن مسعود: وأنا نائم من شدة البرد وخائف من شدة ظلام الليل سمعت صوت حفر في الأرض فعجبت من يحفر في هذا الليل وفي هذا البرد؟ فنظرت إلى فراش النبي فلم أجده فنظرت إلى فراش عمر فلم أجده فنظرت إلى فراش أبي بكر فلم أجده، فخرجت فأذا الرسول يحفر وأبا بكر وعمر يحملان سراجاً فقلت للرسول: ما تفعل يا رسول الله؟ فرفع إلي رأسه فإذا عيناه تذرفان بالدمع يقول لي: مات أخوك ذو البجادين" وقلت لأبي بكر وعمر: تتركان النبي يحفر وتقفان أنتما، فقال لي أبو بكر : أبى رسول الله ألا أن يحفر له قبره بنفسه ثم مد النبي يده إلى أبو بكر وعمر وقال لهما "أدنيا إلى أخاكما" فأعطى أبوبكر وعمر جسده للنبي فقال "رفقاً بأخيكم... رفقاً بأخيكم إنه كان يحب الله ورسوله" فوضعه النبي بين يديه وتسقط دموع النبي على كفن عبدالله ذي البجادين ويضعه في قبره ويرفع النبي يده إلى السماء ويقول: "اللهم إني أشهدك أني أمسيت راض عن ذي البجادين فارض عنه"

ZhooR AlweD
29-10-2008, 01:31 AM
الله يعطي الجميع العافية على المعلومات المفيدة


ويرفعه في ميزان حسناتكم إنشاء الله


وتسلم أخوي فتـى المجهول على الموضوع الذي أفاد الجميع


وبإذن الله تدخلوا أعلى جنة ..جنة الفردوس

الفجر القريب
29-10-2008, 11:17 PM
الله يعطي الجميع العافية على المعلومات المفيدة




ويرفعه في ميزان حسناتكم إن شاء الله



وتسلم أخوي فتـى المجهول على الموضوع الذي أفاد الجميع



وبإذن الله تدخلوا أعلى جنة ..جنة الفردوس





حياك الله ...

وأعيد وأزيد لا تنسوا
نرجو الدعاء لمن أدلى بدلوه بذكر أي سيرة صحابي ...غفر الله لكم

ZhooR AlweD
30-10-2008, 01:15 AM
إن شاء

شكراً... لتصحيح الخطأ..... الله يعطيك ألف عافية...

lifenote
30-10-2008, 01:16 AM
مشكور اخي الكريم على الموضوع الجميل الذي يستحق التشجيع و اتمنى ان نرتقي بالسيرة الى الامام و نلقنها الى الاجيال القادمة

gentle lady
2-11-2008, 05:33 PM
الله يعطيك العافية

سلمى1415
6-11-2008, 10:35 PM
سلامي قبل كلامي
وبعد:

أولا أشكرك ع الموضوع المميز..............

البراء بن مالك:
البراء بن مالك أخو أنس بن مالك (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D9%86%D8%B3_%D8%A8%D9%86_%D9%85%D8%A7%D9%84 %D9%83) ، خادم رسول الإسلام محمد بن عبد الله (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%A8%D9%86_%D8%B9%D8%A8 %D8%AF_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87) ، ويؤمن المسلمون أن الرسول محمد تنبأ بأنه مستجاب الدعوة ، فليس عليه الا أن يدعو وألا يعجل وكان شعاره دوما ( الله و الجنة ) ، لذا كان يقاتل المشركين ليس من أجل النصر وانما من أجل الشهادة ، أتى بعض اخوانه يعودونه فقرأ وجوههم ثم قال :( لعلكم ترهبون أن أموت على فراشي ، لا والله ، لن يحرمني ربي الشهادة ).
يوم اليمامة:
كان البراء بطلا مقداما ، فلم يتخلف يوماً عن غزوةٍ أو مشهد ، وقد كان عمر بن الخطاب يوصي بألا يكون البراء قائدا أبدا ، لأن تهوره المشهور قد يلقي بالجيش في التهلكة ، وفي يوم اليمامة ، تحت امرة خالد بن الوليد ، انطلق البراء والمسلمون يقاتلون جيش مسيلمة الكذاب ، وعندما سرى في صفوف المسلمين الجزع ، نادى القائد ( خالد ) البراء :( تكلم يا براء ). فصاح البراء بكلمات قوية عالية :( يا أهل المدينة ، لا مدينة لكم اليوم ، انما هو الله ، والجنة ) فكانت كلماته تنبيها للخطر الذي سيعم اذا ماانهزم جيش أبو بكر.
وبعد حين عادت المعركة إلى نهجها الأول ، وجماعة أبي بكر تتقدم نحو النصر ، واحتمى الذين رفضوا دفع الجزية بداخل حديقة كبيرة ، فبردت حركة المعركة ، فصعد البراء فوق ربوة وصاح :( يا معشر المسلمين ، احملوني وألقوني عليهم في الحديقة) فهو يريد أن يدخل ويفتح الأبواب لجماعته ولو قتله المرتدون فسينال المصير الذي يريد ، ولم ينتظر البراء كثيرا فاعتلى الجدار وألقى بنفسه داخل الحديقة وفتح الباب واقتحمه جيش أبي بكر ، وتلقى جسد البطل يومئذ بضعا وثمانين ضربة ولكن لم يمت ، وقد حرص القائد خالد بن الوليد على تمريضه بنفسه .
في حروب العراق:
ويقال انه في احدى الحروب في العراق لجأ الفرس إلى كلاليب مثبتة في أطراف سلاسل محماة بالنار ، يلقونها من حصونهم ، فتخطف من تناله من المسلمين الذين لا يستطيعون منها فكاكا ، وسقط أحد هذه الكلاليب فجأة فتعلق به أنس بن مالك ، ولم يستطع أنس أن يمس السلسلة ليخلص نفسه ، اذ كانت تتوهج نارا ، وأبصر البراء المشهد ، فأسرع نحو أخيه الذي تصعد به السلسلة على سطح جدار الحصن ، وقبض البراء على السلسلة بيديه وراح يعالجها في بأس شديد حتى قطعها ، ونجا أنس -- وألقى البراء ومن معه نظرة على كفيه فلم يجدوهما مكانهما ، لقد ذهب كل مافيها من لحم ، وبقى هيكلها العظمي مسمرا محترقا ، وقضى البطل فترة علاج بطيء حتى برىء،
موقعة تستر والشهادة:
احتشد أهل الأهواز والفرس في جيش كثيف ليواجهوا المسلمين ، وكتب الخليفة عمر إلى سعد بن أبي وقاص بالكوفة ليرسل إلى الأهواز جيشا ، وكتب إلى أبي موسى الأشعري بالبصرة ليرسل إلى الأهواز جيشا على أن يجعل أمير الجند سهيل بن عدي وليكون معه البراء بن مالك ، والتقى الجيشان ليواجهوا جيش الأهواز والفرس ، وبدأت المعركة بالمبارزة ، ثم التحمت الجيوش وراح القتلى يتساقطون من الطرفين
ووسط شهداء المعركة ، كان هناك البراء بين الصرعى ، وتقبض يمناه على حثية من تراب مضمخة بدمه، وسيفه ممدا إلى جواره ، وأنهى مع اخوانه الشهداء رحلة عمر جليل وعظيم .
رب أشعث أغبر ذي طمرين لا يؤبه له ، لو أقسم على الله لأبره ، منهم البراء بن مالك حديث شريف.
مع خــــــــــــــالــــــــ تحياتي ــــــــــــــص

gentle lady
7-11-2008, 07:23 AM
جزاكِ الله خيراً

memehassan200
7-11-2008, 07:59 PM
سعد بن أبي وقاص
مقدمة سعد بن مالك بن أهيب، أحد العشرة المبشرين بالجنة، وآخرهم موتاً.
أمه حمزة بنت سفيان بن أمية بنت عم أبي سفيان بن حرب، بن أمية.
جده أهيب بن مناف، عم السيدة آمنة أم رسول الله صلى الله عليه وسلم..
ولد في مكة سنة 23 قبل الهجرة..
نشأ سعد في قريش، سادة العرب وأعزهم، واشتغل في بري السهام وصناعة القس، وهذا عمل يؤهل صاحبه للائتلاف مع الرمي، وحياة الصيد والغزو، وكان يمضي وقته وهو يخالط شباب قريش وساداتهم ويتعرف على الدنيا من خلال معرفة على الحجيج الوافد إلى مكة المكرمة في أيام الحج ومواسمها، المتباينة الأهداف والمتنوعة الغايات..
كان ممن دعاهم أبو بكر للإسلام، فأسلم رضي الله عنه مبكر، وهو ابن سبع عشرة سنة. وبعد إسلامه تركت أمه الطعام ليعود إلى الكفر فقال له: تعلمن والله يا أماه، لو كانت لك مائة نفس فخرجت نفساً نفساً ما تركت ديني هذا لشئ، فإن شئت فكلي، وإن شئت لا تأكلي.
فحلفت ألا تكلمه أبداً حتى يكفر بدينه، ولا تأكل ولا تشرب، وقالت: زعمت أن الله وصاك بوالديه، وأنا أمك وأنا آمرك بهذا، فمكثت ثلاثاً حتى غشي عليها من الجهد فقام ابن لها يقال له عمارة فسقاها، فجعلت تدعو على سعد رضي الله عنه فأنزل الله عز وحل: "وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ"..
وعن سعيد بن المسيب رضي الله عنه قال: سمعت سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه يقول: "ما أسلم أحد إلا في اليوم الذي أسلمت فيه، ولقد مكثت سبعة أيام، وإني لثلث الإسلام "
وكان أحد الفرسان وهو أول من رمى بسهم في سبيل الله، وهو أحد الستة أصحاب الشورى..
وعندما شرع الجهاد في الإسلام قال سعد رضي الله عنه " إني لأول العرب رمى بسهم في سبيل الله، وكنا نغزو مع النبي صلى الله عليه وسلم، وما لنا طعام إلا ورق الشجر، حتى إن أحدنا ليضع كما يضع البعير، أو الشاة ما له خلط ثم أصبحت بنو أسد تعزرني على الإسلام، لقبضت إذن وضل عملي.
وكانوا وشوا به إلى عمر، قالو: لا يحسن يصلي.
قال سعد:
ألا أبلغ رسول الله أني حميت صحابتي بصدور نبلي
أذود بها عدوهم ذياداً بكل حزونة وبكل سهل
فما يعتد رام من سعد بهم يا رسول الله قبلي
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول هذا خالي ويشير إلى سعد.
روى الترمذي من حديث جابر، قال: أقبل سعد فقال النبي صلى الله عليه وسلم "هذا خالي فليرني امرؤ خاله".
عن سعد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم جمع له أبويه يوم أحد قال: كان رجل من المشركين قد أحرق فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ارم فداك أبي وأمي قال: فنزعت له بسهم ليس فيه نصل، فأصبت جنبه فسقط فانكشفت عورته، فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نظرت إلى نواجذه.
عن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ قَالَ سَمِعْتُ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا تَقُولُ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَهِرَ فَلَمَّا قَدِمَ الْمَدِينَةَ قَالَ لَيْتَ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِي صَالِحًا يَحْرُسُنِي اللَّيْلَةَ إِذْ سَمِعْنَا صَوْتَ سِلَاحٍ فَقَالَ مَنْ هَذَا فَقَالَ أَنَا سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ جِئْتُ لِأَحْرُسَكَ وَنَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قاد الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم في السنة الثانية للهجرة مائتين من أصحابه حتى بلغ، بواط »» في شهر ربيع الأول، يعرض لعيرات قريش وفيها أمية بن خلف ومائة رجل من قريش وألفان وخمسمائة بعير، ثم رجع ولم يلق كيداً وكان يحمل لواءه سعد ابن أبي وقاص، ثم ان سعداً اشترك في سرية عبد الله بن جحش ( في السنة الثانية للهجرة ). وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يعتمده في بعض الأعمال الخاصة، مثل ارساله مع علي بن أبي طالب والزبير بن العوام بمهمة استطلاعية عند ماء بدر. وفي غزوة أحد ( في السنة الثالثة للهجرة ) وقف سعد دون رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال سعد:
" لقد رأيته يناولي السهم ويقول: ارم فداك أبي وأمي! حتى إنه ليناولي السهم ما فيه نصل فيقول: ارم به» وكان سعد من القلة الذين صمدوا فى الدفاع عن الرسول صلى الله عليه وسلم وحمايته حتى قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه ما سعمت رسول الله صلى الله عليه وسلم. يفادي آحد بآبويه الا سعداً وفي موقعة أحد، وصل المشركون إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، وهاجمه عتبة بن أبي وقاص، وكسر رباعية رسول الله وشجه، فجعل الدم سال على وجهه، وجعل الرسول يمسح الدم عن وجهه، حى اذا ما بلغ ذلك سعد، غضب الرسول الله، ونقل عنه قوله: والله ما حرصت على قتل رجل قط ما حرصت على قتل عتبة بن أبي وقاص؟ وإن كان ما علمت لسي ء الخلق، مبغضاً في قومه، ولقد كفاني منه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: اشتد غضب الله على من دمى وجه رسول الله » وعندما عقد صلح الحديبية ( في السنة السادسة للهجرة ) كان سعد بن أبي وقاص أحد شهود الصلح.
حبه للجهاد في سبيل الله لم تعد حياة سعد ضياعاً في أحاديث التجارة آو اللغو: ولم يعد عمله في ( صنع السهام والقسي ) من أجل الربح، بل أصبح وجوده كله، وعمله جميعه موجهاً لهدف واحد 0 هو نصرة الدين، وإعلاء كلمة الله، والجهاد في سبيله بالمال والنفس والأهل والعشيرة وتكمل المشاق حتى إذا جاءت موقعة بدر الكبرى ) فقد سعد في المعركة أخاه عمير، الذي ذكره بقوله: رأيت أخي عمير قبل أن يعرض رسول الله صلى الله عليه وسلم للخروج إلى بدر يتوارى! فقلت: ما لك يا أخي؟! فقال: إني أخاف أن يراني رسول اله صلى الله عليه وسلم فيستصغرني فيردني وأنا أحب الخروج لعل الله يرزقني الشهادة. قال: فعرض رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستصغره. فقال: ارجع! فبكى عمير!! فأجازه رسول الله صلى الله عليه وسلم. فكنت أعقد حمائل سيفه من صغره فقتل ببدر وهو ابن ست عشرة سنه.
كان الرسول صلى الله عليه وسلم يعتمده في بعض المواقف الخاصة مثل إرساله مع علي بن أبي طالب والزبير بن العوام بمهمة إستطلاعية عند ماء بدر..
كان لسعد مال كثير أوصى بثلثه في سبيل الله، ولذلك قصة يرويها ابن سعد في طبقاته، تتلخص في أن سعدًا أصيب بمرض بعد فتح مكة، وعاد الرسول لزيارته، فلما دخل على سعد قال: ( يا رسول الله! أوصي بمالي كله؟)، قال: ل، فقال: فالشطر؟، فقال: ل، فقال: الثلث؟، قال: الثلث، والثلث كـثـيـر، إنك إن تدع ورثتك أغنياء، خير لهم من أن تدعهم عالة يتكففون لناس!في أيديهم، وإنك مهما أنفقت على أهلك من نفقة فإنها صدقة حتى اللقمة ترفعها إلى فيَّ امرأتك، وعسى الله أن يرفعك، فينتفع بك قوم ويضر آخرون )
وكان مجاب الدعاء:
دعا له الرسول فقال: (( اللهم سدد رميته، وأجب دعوته ))....
عَنْ جَابِرِ بنِ سَمُرَةَ، قَالَ: شَكَا أَهْلُ الكُوْفَةِ سَعْداً إِلَى عُمَرَـ لما كان واليا عليها ، فَقَالُوا: إِنَّهُ لاَ يُحْسِنُ أَنْ يُصَلِّي.
فَقَالَ سَعْدٌ: أَمَّا أَنَا، فَإِنِّي كُنْتُ أُصَلِّي بِهِم صَلاَةَ رَسُوْلِ اللهِ صَلاَتَي العَشِيِّ، لاَ أَخْرِمُ مِنْهَا، أَرْكُدُ فِي الأُوْلَيَيْنِ، وَأَحْذِفُ فِي الأُخْرَيَيْنِ.
فَقَالَ عُمَرُ: ذَاكَ الظَّنُّ بِكَ يَا أَبَا إِسْحَاقَ.
فَبَعَثَ رِجَالاً يَسْأَلُوْنَ عَنْهُ بِالكُوْفَةِ، فَكَانُوا لاَ يَأْتُوْنَ مَسْجِداً مِنْ مَسَاجِدِ الكُوْفَةِ إِلاَّ قَالُوا خَيْراً، حَتَّى أَتَوْا مَسْجِداً لِبَنِي عَبْسٍ.
فَقَالَ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ: أَبُو سعدَةَ: أَمَا إِذْ نَشَدْتُمُوْنَا بِاللهِ، فَإِنَّهُ كَانَ لاَ يَعْدِلُ فِي القَضِيَّةِ، وَلاَ يَقْسِمُ بِالسَّوِيَّةِ، وَلاَ يَسِيْرُ بِالسَّرِيَّةِ.
فَقَالَ سَعْدٌ: اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ كَاذِباً فَأَعْمِ بَصَرَهُ، وَأَطِلْ عُمُرَهُ، وَعَرِّضْهُ لِلْفِتَنِ.
قَالَ عَبْدُ المَلِكِ: فَأَنَا رَأَيْتُهُ بَعْدُ يَتَعَرَّضُ لِلإِمَاءِ فِي السِّكَكِ، فَإِذَا سُئِلَ كَيْفَ أَنْتَ؟
يَقُوْلُ: كَبِيْرٌ مَفْتُوْنٌ، أَصَابَتْنِي دَعْوَةُ سَعْدٍ.
و يروى أَنَّ سَعْداً خَطَبَهُمْ بِالكُوْفَةِ، فَقَالَ: يَا أَهْلَ الكُوْفَةِ! أَيُّ أَمِيْرٍ كُنْتُ لَكُم؟
فَقَامَ رَجُلٌ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ مَا عَلِمْتُكَ لاَ تَعْدِلُ فِي الرَّعِيَّةِ، وَلاَ تَقْسِمُ بِالسَّوِيِّةِ، وَلاَ تَغْزُو فِي السَّرِيَّةِ.
فَقَالَ سَعْدٌ: اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ كَاذِباً فَأَعْمِ بَصَرَهُ، وَعَجِّلْ فَقْرَهُ، وَأَطِلْ عُمُرَهُ، وَعَرِّضْهُ لِلْفِتَنِ.
قَالَ: فَمَا مَاتَ حَتَّى عَمِيَ، فَكَانَ يَلْتَمِسُ الجُدُرَاتِ، وَافْتَقَرَ حَتَّى سَأَلَ، وَأَدْرَكَ فِتْنَةَ المُخْتَارِ، فَقُتِلَ فِيْهَا.
سعـد والقـادسيـــة تولى سعد بن أبي وقاص مهمة الجبهة على العراق وقيادة جيش المسلمين في خلال أصعب مرحلة من مراحل الحرب، وكانت هذه الجبهة تحتل المرتبة الثانوية بعد جبهة الشام، وعندما تولى الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه أمر المسلمين، عين سعداً لحرب العراق ونقل ثقل الهجوم.
إلى تلك الجبهة، ولا سيما أن الحرب على جبهة الشام قد تقررت بانتصار المسلمين في معركة اليرموك، وفتح دمشق، فبدأ الإمدادات في التوجه إلى العراق من الشام ومن الجزيرة العربية.ز
وكان أمير المؤمنين يشرف بنفسه على قيادة الجيش، ويعمل على توجيهها، ويحدد واجباته، وكان سعد بن أبي وقاص يعود في أموره كلها إلى أمير المؤمنين، ويعلمه بتطورات الموقف، وينفذ تعليماته بدقة بالغة..
لقد اصطدم المسلمون بجيوش الفرس وهي جيوش لديها خبرات قتالية واسعة بحكم صراعها الدائم وهي أيضاً متفوقة في ميزان القوى..
وكان تنظيم المعركة عند الفرس يعتمد على قوة الصدمة بالدرجة الأولى، ويظهر ذلك من خلال اقتران 30 ألفاً بالسلاسل، لتكوين جدار تتحطم على جبهته هجمات العرب المسلمين، وكانت بقية القوات الفارسية تدعم " جدار الصدمة"..
واستفاد سعد بن أبي وقاص من سلبيات القوات الفارسية وابتكر الأسلوب المناسب لمواجهة الفرس.
اعتمد سعد بن أبي وقاص على النظام البديل وهو نظام الجيوش المتمفصلة ) وكان هذا النظام يستجيب في الواقع لطبيعة قوات العرب ( الخفيفة والمرنة ) كما يتوافق مع ما تتطلبه مجابهة التنظيم الفارمي ( الثقيل والمحروم من حرية العمل ) وبرزت ميزات هذا النظام من خلال المناورات العميقة والقوية لقوات العرب المسلمين » وهي المناورات التي وصل بها القعقاع بن عمرو في ليل الهرير المؤخرة الفرس كما برزت من خلال حرية العمل إلى كانت تسمح للمسلمين هجماتهم التعبوية بمرونة، ثم الانسحاب بسرعة، وإعادة التنظيم من أجل هجوم جديد.
وأخيراً فقد برزت ميزات هذا التنظيم أيضاً من خلال المطاردة السريعة والحاسمة لقوات الفرس. بعد إلحاق الهزيمة بهم..
لقد كان من الغريب ألا يكتشف الفرس الخطأ الكبير في تنظيمهم القتإلى، وأن يتجاهلوا نقاط ضعفه، لا سيما بعد هزيمة قواتهم على أيدي القائد الروماني بيلزير..ولكن من المحتمل أن يكون استهتار الفرس بقوة العرب، وعدم تقويمهم الصحيح لما صار عليه العرب بعد الاسلام، ثم اعتداد الفرس بتفوقهم الكبير بالقوى والوسائط هو الذي دفعهم الى زج قواتهم في المعركة وفقاً لأسإلىبهم التقليدية في حين كان العرب يخوضون حروبهم بأسإلىب ثورية حقيقية تتدز بالتجديد والابداع حتى أبعد الحدود.
إن كفاءة سعد بن أبي وقاص وقدرته القيادية لا تقف عند حدود التنفيذ الرائع لأوامر الخليفة، والتوفيق بين ما هو مطلوب وبين القوي والوسائط المتوفرة.
وقد يكون من الصعب في كل الأحوال إرجاع النصر في القادسية إلى كفاءة القائد سعد بن أبي وقاص وحدها، وتجاهل تلك الأسس والقواعد التي وضع الرسول القائد صلى الله عليه وسلم حجر الأساس فيها وأقام بنيانا على مبادئ ثابتة حددتها العقيدة الدينية الإسلامية.
كما أنه من الصعب أيضاً إرجاع النصر ونسبه إلى السياسة الاستراتيجية التي طورها أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأوضحها عبر أوامره ووصاياه.
إذ كان من المحال لهذه العوامل وحدها تنفيذ تلك المنجزات الرائعة والقيام بتلك الأعمال الخالدة، لولا وجود طبقة ـ أو جيل ـ من المؤمنين المسلمين الذين أفنوا ذاتهم من أجل رسالة أمتهم وحملوا الأمانة فأخلصوا لها، واندفعوا في سبيلها فأضاءت بهم الدنيا وأضاءت لهم..
وكانت الانتصارات الرائعة ثمرة تلك العوامل كلها..
لقد كانت شجاعة سعد متميزة بعدد من الخصائص أبرزها قوة الفكر وقوة الشخصية، والصمود، والحزم وهي مكونات قيادية تساعد على تجاوز صعوبات مناخ الحرب وهي الصعوبات التي تتمثل فيالجهد البدني والخطر والشك، والمصادفة، وقد عرف التاريخ الحرب أعداداً لا يمكن حصرها من القادة الذين تتوافر فيهم بعض الصفات لمجابهة بعض المواقف ولكنهم قلة هم الذين يجمعون كل الصفات لمجابهة كل المواقف.
القرارات الصحيحة:
كان أول قرار صحيح اتخذه سعد أثناء قيادته للجيش هو اختياره لموقع القادسية من أجل المعركة الحاسمة مع الفرس، فقد توافرت فى هذا الموقع:
عزلته عن أهل البلاد الذين لم يكن سعد ليشعر بالطمأنينة إلىهم، وذلك بسبب علاقتهم القديمة مع الفرس.
وقوع القادسية بين حاجزين جغرافيين ـ الخندق و العتيق ـ بحيث يستطيع الاستناد إليهما لحماية قواته.
قرب الموقع من الموارد الحياتية. المياه والطعام. مما يضمن له سهولة التأمين الإداري لقوات المسلمين.
عدم وجود حاجز طبيعي يعوق حركة القوات إذا ما أرادت الانسحاب وإعادة تجميعها، لاستئناف القتال.
حصر الفرس عند القتال بحاجز طبيعي (نهر الفرات)..
وقد برهنت مسيرة الأعمال القتالية على صحة انتقاء الموقع، ودوره في تقرير مصير المعركة.
وقد كان من قرارته الصحيحة أثناء المعركة في ميدان القتال إرسال قوات لحماية النقاط الضعيفة، والتوغل والالتفاف من حول القوات ثم تحديد بداية المعركة مع موعد الظهر اليوم، حيث تكون حدة الشمس قد ارتفعت عن أعين المقاتلين، وكذلك تنظيم عملية القتال الليلية (ليلة هرير ) التي قررت مصير المعركة الحاسمة
لم يشترك فيما حدث من فتنة بعد مقتل عثمان ولم يحضر الجمل ولا صفين ولا التحكيم، فقد بصره في نهاية حياته.
وفاته:
ما أصدق قول سعد لابنه وهو على فراش الموت.
"لا تبك عليّ، فإن الله لا يعذبني أبدا، وإني من أهل الجنة. إن الله ليدين المؤمنين بحسناتهم ما عملوا لله.
توفى سعد رضي الله عنه في قصره بالعقيق على بعد 5 أميال من المدينة..
وذلك عام 55 هجرية، وقد تجاوز الثمانين وهو أخر من مات من المهاجرين.

memehassan200
7-11-2008, 08:02 PM
بارك الله فيكم جميعا.................................ورزقكم الفردوس الاعلى

ابو عكاشة
8-11-2008, 06:54 AM
جزاك الله خيراً

جعل الله هذا العمل في ميزان حسناتك

أيومي يوشيدا
11-11-2008, 12:56 AM
زيد بن حارثة
هو زيد بن حارثة بن شراحيل بن كعب بن عبد العزى، وكان طفلا حين سبي ووقع بيد حكيم بن حزام بن خويلد حين اشتراه من سوق عكاظ مع الرقيق، فأهداه الى عمته خديجة، فرآه الرسول -صلى الله عليه وسلم- عندها فاستوهبه منها فوهبته له، فأعتقه وتبناه، وصار يعرف في مكة كلها (زيد بن محمد). وذلك كله قبل الوحي.
قصة التبنى

منذ أن سلب زيدا -رضي الله عنه- ووالده يبحث عنه، حتى التقى يوما نفر من حي (حارثة) بزيد في مكة، فحملهم زيد سلامه وحنانه لأمه و أبيه، وقال لقومه: (أخبروا أبي أني هنا مع أكرم والد)... فلم يكد يعلم والده بمكانه حتى أسرع اليه، يبحث عن (الأمين محمد) ولما لقيه قال له: (يا بن عبد المطلب، يا بن سيد قومه، أنتم أهل حرم، تفكون العاني، وتطعمون الأسير، جئناك في ولدنا، فامنن علينا وأحسن في فدائه).
فأجابهم -صلى الله عليه وسلم-: (ادعوا زيدا، وخيروه، فان اختاركم فهو لكم بغير فداء، وان اختارني فوالله ما أنا بالذي أختار على من اختارني فداء).
أقبل زيد رضي الله عنه- وخيره الرسول -صلى الله عليه وسلم-، فقال زيد: (ما أنا بالذي أختار عليك أحدا، أنت الأب و العم)... ونديت عينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بدموع شاكرة وحانية، ثم أمسك بيد زيد، وخرج به الى فناء الكعبة، حيث قريش مجتمعة ونادى: (اشهدوا أن زيدا ابني ... يرثني وأرثه)... وكاد يطير قلب (حارثة) من الفرح، فابنه حرا، وابنا للصادق الأمين، سليل بني هاشم.

اسلام زيد
ما حمل الرسول -صلى الله عليه وسلم- تبعة الرسالة حتى كان زيد ثاني المسلمين، بل قيل أولهم... أحبه الرسول -صلى الله عليه وسلم- حبا عظيما، حتى أسماه الصحابة (زيد الحب)، وقالت السيدة عائشة -رضي الله عنها-: (ما بعث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- زيد بن حارثة في جيش قط الا أمره عليهم، ولو بقي حيا بعد الرسول لاستخلفه)... لقد كان زيد رجلا قصيرا، أسمرا، أفطس الأنف، ولكن قلبه جميع، وروحه حر... فتألق في رحاب هذا الدين العظيم.
زواج زيد

زوج الرسول -صلى الله عليه وسلم- زيدا من ابنة عمته (زينب)، وقبلت زينب الزواج تحت وطأة حيائها من الرسول -صلى الله عليه وسلم-، ولكن الحياة الزوجية أخذت تتعثر، فانفصل زيد عن زينب، وتزوجها الرسول -صلى الله عليه وسلم- واختار لزيد زوجة جديدة هي (أم كلثوم بنت عقبة)، وانتشرت في المدينة تساؤلات كثيرة: كيف يتزوج محمد مطلقة ابنه زيد؟... فأجابهم القرآن ملغيا عادة التبني ومفرقا بين الأدعياء والأبناء.
قال تعالى: {ما كان محمدا أبا أحد من رجالكم، ولكن رسول الله، وخاتم النبيين}... وهكذا عاد زيد الى اسمه الأول (زيد بن حارثة).

فضله

قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (دخلت الجنة فاستقبلتني جارية شابة، فقلت: لمن أنت ؟)... قالت: (لزيد بن حارثة)... كما قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (لا تلومونا على حبِّ زيدٍ)... وآخى الرسول -صلى الله عليه وسلم- بين زيد بن حارثة وبين حمزة بن عبد المطلب.
بعث الرسول -صلى الله عليه وسلم- بعثاً فأمر عليهم أسامة بن زيد، فطعن بعض الناس في إمارته فقال -صلى الله عليه وسلم-:(إن تطعنوا في إمارته فقد كنتم تطعنون في إمارة أبيه من قبل، وأيمُ الله إن كان لخليقاً للإمارة، وإن كان لمن أحب الناس إليّ، وإن هذا لمن أحب الناس إليّ بعده).
استشهاد زيد

في جمادي الأول من العام الثامن الهجري خرج جيش الإسلام إلى أرض البلقاء بالشام، ونزل جيش الإسلام بجوار بلدة تسمى (مؤتة) حيث سميت الغزوة باسمها ... ولأدراك الرسول -صلى الله عليه وسلم- لأهمية هذه الغزوة اختار لها ثلاثة من رهبان الليل وفرسان النهار، فقال عندما ودع الجيش: (عليكم زيد بن حارثة، فان أصيب زيد فجعفر بن أبي طالب، فان أصيب جعفر فعبد الله بن رواحة)... أي أصبح زيد الأمير الأول لجيش المسلمين، حمل راية رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، واقتحم رماح الروم ونبالهم وسيوفهم، ففتح باب دار السلام وجنات الخلد بجوار ربه.
قال حسان بن ثابت:
عين جودي بدمعك المنزور ... واذكري في الرخاء أهل القبور
واذكري مؤتة وما كان فيها ... يوم راحوا في وقعة التغوير
حين راحوا وغادروا ثم زيدا ... نعم مأوى الضريك و المأسور
حزن النبـي -صلى اللـه عليه وسلم- على زيد حتى بكاه وانتحب، فقال له سعـد بن عبادة: (ما هذا يا رسـول الله ؟!)... قال: (شوق الحبيب إلى حبيبه).

أيومي يوشيدا
15-11-2008, 08:11 PM
أبو أيوب الأنصاري

يدفن تحت أسوار القسطنطينية

هذا الصحابيُّ الجليلُ يُدْعَى خالدَ بنَ زيدِ بنِ كُلَيبٍ ، من بني النجَّار.
أمَّا كُنْيَتُه فأبو أيوبَ، وأما نِسْبَتُهُ فإلى الأنصار.
ومن مِنَّا مَعْشَرَ المسلمين لا يعْرفُ أبا أيوبَ الأنصاريَّ؟!
فقد رَفَعَ اللّهُ في الخافِقَيْن (1 (http://www.iu.edu.sa/edu/syukbah/su3_1.htm#1)) ذِكْرَه، وأعْلَى في الأنامِ (2 (http://www.iu.edu.sa/edu/syukbah/su3_1.htm#2)) قدْرَه حينَ اخْتارَ بيتَه من دون بيوتِ المسلمين جميعاً لِينزلَ فيه الكريمُ لَمَّا حَلَّ في المدينَةِ مهاجراً، وحَسْبُه بذلك فَخْراً.
ولِنُزولِ الرسولِ صلواتُ اللّهِ عليه في بيتِ أبى أيوبَ قِصَّةٌ يَحْلو تَرْدادُها ويلَذّ تكْرارُها.
ذلك أنَّ النبيَّ عليه الصلاةُ والسَّلامُ حينَ بَلَغ المدينةَ تلَقتْه أفْئِدَةُ أهْلِها بأكْرَم ما يُتَلَقَّى به وافدٌ...
وَتَطَلَّعَتْ إليه عيونُهم تَبُثُّه شوقَ الحبيبِ إلى حبيبه...
وفتحوا له قلوبَهم ليحلَّ مِنْها في السُّوَيداءِ...

وأشْرَعوا (3 (http://www.iu.edu.sa/edu/syukbah/su3_1.htm#3)) له أبوابَ بيوتِهم لِيَنْزِلَ فيها أعزَّ مَنْزِل.
لكنَّ الرسولَ صَلَواتُ اللّهِ عليه، قَضَى في قُبَاءَ (4 (http://www.iu.edu.sa/edu/syukbah/su3_1.htm#4)) من ضواحِي المدينةِ أيَاماً أربعةً، بَنَى خِلالَها مَسْجِدَه الذي هو أولُ مَسْجِدٍ أسّس على التَّقْوى.
ثم خَرَجَ منها راكِباً ناقَته، فَوقَفَ ساداتُ يثربَ في طريقها، كُل يريدُ أن يَظْفَرَ بِشَرَفِ نزولِ رسولِ اللّهِ صلى الله عليه وسلم في بيتِه...
وكانوا يَعْتَرِضون الناقَةَ سَيِّداً إثْرَ سيِّدٍ ، ويقولون:
أقم عندنا يا رسول اللّه في العَدَد والعُدَد والمَنَعِة (5 (http://www.iu.edu.sa/edu/syukbah/su3_1.htm#5))، فيقولُ لهم:
دعوها فإنَّها مأمُورَة.
وتظلُّ الناقَةُ تَمْضِى إلى غايتِها تَتْبَعُها العيونُ، وتَحُفُّ بها القلوب...
فإذا جازَت منزِلاً حَزِنَ أهلُه وأصابَهُمُ اليأسُ، بينما يُشْرِقُ الأمَلُ في نفوسِ من يليهم.
وما زالَتِ الناقةُ على حالها هذه، والناسُ يَمْضُون في إثْرِها، وهُمْ يتلهَّفون شَوْقاً لمعرفةِ السَّعِيدِ المحظوظِ حتَّى بلغتْ ساحَة خَلاءً أمامَ بيتِ أبى أيوب الأنْصاريِّ، وبَرَكَتْ فيها...
لكِنَّ الرسولَ عليه الصلاةُ والسَّلامُ لم ينزِلْ عنها...
فما لَبِثَتْ أن وَثَبَتْ وانْطَلَقَتْ تَمْشِى، والرسولُ مُرْخ لها زِمامَها، ثم ما لبِثَتْ أنْ عادَت أدْراجَها وبَرَكَتْ في مَبْرَكِها الأوَّلِ.
عند ذلك غَمَرَتِ الفَرْحَةُ فؤادَ أبى أيوبَ الأنصاريِّ، وبادَرَ إلى رسولِ اللّهِ صلواتُ اللّهِ عليه يُرَحِّبُ به، وحَمَلَ مَتاعَه بَيْنَ يديه، وكأنَّما يَحْمِل كنوزَ الدنيا كلَّها ومضَى به إلى بيته.


***
كان منزلُ أبي أيوبَ يتألَّفُ من طَبَقَةٍ فَوْقَها عُلِّيَّة، فأخْلَى العُلِّيةَ من مَتاعِه ومتاع أهلِه ليْنزِلَ فيها رسولَ اللّهِ...
لكِنَّ النبيَّ عليه الصلاة والسلامُ آثرَ عليها الطبقةَ السُّفْلَى، فامتثلَ أبو أيوبَ لأمْرِه، وأنزلَهُ حيثُ أحَـبَّ.
ولما أقْبَلَ الليلُ، وأوَى الرسولُ صلواتُ اللّهِ عليه إلى فراشِه، صَعِدَ أبو أيوبَ وزوجُه إلى العُلِّيَّةِ وما إن أغلقا عليهما بابَهما حتَّى التفَت أبو أيوب إلى زوجتِه وقال: ويْحَكِ، ماذا صَنَعْنَا ؟!!
أيكونُ رسولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم أسفلَ، ونحن أعْلَى منه؟!!
أنمشي فوقَ رسولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم ؟!
أنصيرُ بين النَّبِيِّ والوَحْي ؟! إنَّا إذَنْ لهَالِكون.
وسُقِطَ (6 (http://www.iu.edu.sa/edu/syukbah/su3_1.htm#6)) في أيدي الزوْجين وهُما لا يدْرِيان ما يفعلان.
ولم تَسْكنْ نفساهما بَعْضَ السُّكونِ إلا حينَ انْحازا إلى جانبِ العُلِّيَّةِ الذي لا يَقَعُ فوقَ رسولِ اللّهِ صلى الله عليه وسلم ، والتَزَماه لا يَبْرَحانِه إلا ماشِيَيْن على الأطرَافِ مُتباعِدَين عن الوَسَطِ.
فلما أصْبَحَ أبو أيوب؛ قال للنبيِّ عليه الصلاةُ والسَّلامُ: واللّهِ ما أغْمضَ لنا جفنٌ في هذه الليلةِ لا أنا ولا أمّ أيوبَ.
فقال عليه الصلاةُ السَّلامُ:
ومِمَ ذاكَ يا أبا أيوبَ؟!
قال: ذكرتُ أني على ظَهرِ بيتٍ أنتَ تحتَـه، وأني إذا تحَرَّكتُ تَنَاثَرَ عليك الْغُبَارُ فَآذاك، ثم إني غَدَوْتُ بينَك وبينَ الوَحي.
فقال له الرسولُ عليه الصلاةُ والسلامُ:

هوِّن عليك يا أبا أيوب، إنَّه أرْفَقُ بنا أنْ نكونَ في السُّفْلِ، لِكَثْرَةِ من يَغشانا (7 (http://www.iu.edu.sa/edu/syukbah/su3_1.htm#7)) من النَّاسَ.
قال أبو أيوبَ:
فامتَثَـلْتُ لأمْرِ رسولِ اللّهِ صلى الله عليه وسلم إلى أن كانَت ليلةٌ باردةٌ فانكَسَرَتْ لنا جَرَّةٌ وأريقَ ماؤها في العُلِّيَّة، فقمتُ إلى الماءِ أنا وأمُّ أيوبَ، وليسَ لدينا إلا قطيفَةٌ كُنَّا نَتَّخِذُها لِحَافاً، وجَعَلْنَا نُنشِّفُ بها الماءَ خَوْفاً مِنْ أنْ يَصِلَ إلى رسولِ اللّهِ صلى الله عليه وسلم .
فلما كان الصباحُ غدوتُ على الرسولِ صلواتُ اللّهِ عليه، وقلتُ:
بأبي أنتَ وأمِّي، إني أكْرَهُ أنْ أكونَ فوقَكَ، وأن تكـونَ أسفَلَ مني، ثم قَصصْتُ عليه خَبَرَ الجرَّةِ، فاسْتَجَاب لي، وصَعِدَ إلى العُلِّيةِ، ونَزَلْتُ أنا وأمُّ أيوبَ إلى السُّفْلَ.

***
أقام النبيُّ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ في بيتِ أبى أيوبَ نَحْواً من سَبْعَةِ أشهرٍ ، حتَّى تَمَّ بناءُ مَسْجِدِهِ في الأرضِ الخَلاءِ التي بَرَكَتْ فيها الناقَةُ، فانْتَقَلَ إلى الحُجُراتِ التي أقيمَت حَوْلَ المسجـدِ له ولأزْواجِـه، فَغَدا جـاراً لأبى أيوبَ، أكْرِمْ بهمـا مِنْ مُتَجاوِرَيْن.

***
أحبَّ أبو أيوبَ رسولَ اللّهِ صلواتُْ اللّه عليه حبّاً ملكَ عليه قلبَه ولبَّه، وأحبَّ الرسولُ الكريمُ أبا أيوبَ حبّاً أزالَ الكُلفة فيما بينَه وبينَه، وجَعَلَه ينظرُ إلى بيتِ أبي أيوبَ كأنه بيتُه.

***
حدَّث ابنُ عَبَّاس (8 (http://www.iu.edu.sa/edu/syukbah/su3_1.htm#8)) قال:

خرجَ أبو بكرٍ رضِيَ اللّهُ عنه بالهاجِرَةِ (9 (http://www.iu.edu.sa/edu/syukbah/su3_1.htm#9)) إلى المسجدِ فرَاه عمرُ رضيَ اللّهُ عنه، فقال:
يا أبا بكرٍ ما أخْرَجَكَ هذه الساعَةَ؟!
قال: ما أخرجني إلا ما أجِدُ من شِدَّة الجوعَ.
فقال عمر:
وأنا واللّهِ ما أخرَجَني غيرُ ذلك.
فَبَيْنَمَا هُما كذلك إذْ خَرَجَ عليهما رسولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم فقال: ما أخْرَجَكُمَا هذه الساعةَ؟!
قالا:
واللّهِ ما أخْرَجَنَا إلا مَا نَجِدُه في بطونِنا من شِدَّةِ الجوعِ.
قال عليه الصلاة والسَّلامُ: وأنا- والذي نفسِي بيدِه- ما أخرَجَني غيرُ ذلك.
قُومَا معى، فانطَلقوا فأتَوا بابَ أبي أيوبَ الأنصاريِّ رضيَ اللّهُ عنه، وكان أبو أيوبَ يَدَّخِرُ لرسولِ اللّه كلَّ يومٍ طعاماً، فإذا أبطأ عنه ولم يَأتِ إليه في حينِه أطعمَه لأهلِهِ.
فلما بلغوا البابَ خَرَجتْ إليهم أمُّ أيوبَ، وقالت:
مَرْحباً بنَبيِّ اللّهِ وبمن معه، فقال لها النبيُّ عليه الصلاةُ والسلامُ:
أينَ أبو أيوبَ؟ فَسَمِعَ أبو أيوبَ صوتَ النبيِّ- وكان يَعْمَلُ في نَخْل قريبٍ له- فأقْبَلَ يُسْرِعُ، وهو يقول:
مَرْحباً برسولِ اللّهِ وبمن مَعَه، ثم أتبعَ قائلاً: يا نبيَّ اللّهِ ليسَ هذا بالوقتِ الذي كنتَ تجيءُ فيه، فقالَ عليه الصلاةُ والسلامُ: صَدَقْتَ، ثم انطلق أبو أيوبَ إلى نَخِيلهفقطعَ منه عِذْقاً فيه تمرٌ ورُطَبٌ وبُسْرٌ (10 (http://www.iu.edu.sa/edu/syukbah/su3_1.htm#10)).

فقال عليه الصلاةُ والسلامُ:
ما أردتُ أن تَقْطَعَ هذا، ألا جنَيْتَ لنا من تمره؟
قال: يا رسول اللّهِ أحْبَبْتُ أنْ تأكلَ من تمرِه ورُطَبِه وبُسْرِه، ولأذْبَحَنَّ لك أيضاً.
قال:
إنْ ذَبَحْتَ فلا تَذْبَحنَّ ذاتَ لَبَن.
فأخَذَ أبو أيوبَ جَدْياً فذَبَحَه، ثم قال لامرَأتِه:
اعْجِـني واخبزي لنا، وأنتِ أعْلَمُ بالخَبْزِ، ثم أخذ نِصْفَ الجَدْيِ فَطبخَـه، وعَمَدَ إلى نِصْفه الثاني فشَوَاه، فلمَّا نَضِجَ الطَّعَامُ ووُضِعَ بين يَدَي النبيِّ وصاحبيه، اخَذَ الرسولُ قِطْعَةً من الجَدْيِ وَوَضَعها في رغيفٍ ، وقال:
يا أبا أيوبَ بادِر (11 (http://www.iu.edu.sa/edu/syukbah/su3_1.htm#11)) بهذه القِطْعَةِ إلى فاطمَةَ، فإنَّها لم تُصِبْ مثلَ هذا منذُ أيام.
فلما أكلوا وشبعوا قال النبي صلى الله عليه وسلم :
خبزٌ ، ولحمٌ ، وتمرٌ ، و بُسْرٌ ، و رُطَـب!!!
وَدَمَعَتْ عيناه ثم قال: والذي نفْسي بيدهِ إنَّ هذا هو النعيمُ الذي تُسْألون عنه يومَ القيامةِ، فإذا أصَبْتُمْ (12 (http://www.iu.edu.sa/edu/syukbah/su3_1.htm#12)) مثلَ هذا فَضَرَبْتُم بأيديكم فيه فقولوا:
بِسم اللّهِ، فإذا شبِعْتُم فقولوا:
الحمدُ للّهِ الذي هو أشْبَعَنا وأنعَمَ علينا فأفضلَ.
ثم نَهَضَ الرسولُ صَلَوَاتُ اللّهِ عليه، وقال لأبي أيوبَ:
ائتِنَا غداً.

وكان عليه الصلاةُ والسلامُ لا يَصنَعُ له أحدٌ معروفاً إلا أحبَّ أنْ يُجَازِيَه عليه؛ لكِنَّ أبا أيوبَ لم يَسْمَعْ ذلك.
فقال له عمرُ رضوانُ اللّه عليه:
إنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يأمركَ أنْ تأتِيَه غداً يا أبا أيوبَ.
فقال أبو أيوب:
سمعاً وطاعةً لرسولَ اللّهِ.
فلمَّا كان الغَدُ ذَهَبَ أبو أيوبَ إلى النبيِّ عليه الصَّلاةُ والسلامُ فأعطاه وليدَةً (13 (http://www.iu.edu.sa/edu/syukbah/su3_1.htm#13)) كانت تَخْدِمُه، وقال له:
اسْتَوصِ بها خيراً- يا أبا أيوبَ- فإنّا لم نَرَ مِنْها إلا خَيْراً ما دامت عندنا.

***
عاد أبو أيوبَ إلى بيته ومعه الوليدةُ؛ فلما رأتها أمُّ أيوبَ:
قالت: لمن هذه يا أبا أيوبَ؟!
قال:
لنا... منَحَنَا إيَّاها رسولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم.
فقالت:
أعظِمْ بهِ من مانِحٍ وأكرِمْ بها من مِنْحةٍ .
فقال:
وقد أوصانا بها خيراً.
فقالت:
كيفَ نَصْنَعُ بِها حتَّى نُنَفِّذَ وَصِيَّةَ رسولِ اللّهِ صلى الله عليه وسلم ؟
فقال:
واللّهِ لا أجِدُ لِوَصيَّةِ رسولِ اللّهِ بها خيراً من أنْ أعْتِقَها.

فقالت:
هُديتَ إلى الصَّوابِ، فأنْتَ مُوَفَّقٌ ... ثم أعْتَقَها.

***
هذه بعضُ صورِ حياة أبى أيوبَ الأنصاريِّ في سِلْمه، فلو أتيح لَكَ أنْ تَقِفَ على بَعْضِ صورِ حياتِه في حَرْبه لرأيت عجباً...
فقد عاش أبو أيوبَ رَضِىَ اللّه عنه طولَ حياتِه غازياً حتَّى قيلَ: إنَّه لم يتخلّفْ عن غَزْوةٍ غزاها المسلمون مُنْذُ عَهْدِ الرسولِ إلى زَمَن معاويةَ إلا إذا كان مُنْشَغِلاً عنها بِأخْرَى.
وكانت آخِرُ غزواتِه حينَ جَهَّزَ مُعـاويَةُ جَيشـاً بِقِيَادَةِ ابنهِ يزيدَ، لِفَتْح القُسْطنطنيَّةِ وكان أبو أيوبَ آنذاك شيخاً طاعناً في السن يحبو نحو الثمانين من عُمُرِه فلم يَمْنَعْه ذلك من أنْ يَنْضوي (14 (http://www.iu.edu.sa/edu/syukbah/su3_1.htm#14)) تَحْتَ لواءِ يزيدَ، وأنْ يَمْخُر عُبابَ (15 (http://www.iu.edu.sa/edu/syukbah/su3_1.htm#15)) البَحر غازياً في سبيل اللّهِ.
لكِنَّه لم يَمْضِ غيرُ قليل على منازَلَةِ العَدُوِّ حتَّى مَرِض أبو أيوبَ مَرَضاً أقْعَده عن مُوَاصَلَةِ القتالِ، فجاء يزيدُ لِيَعودَه وسألهَ:
ألكَ من حاجَةٍ يا أبا أيوبَ؟
فقال: اقرأ عَني السلامَ على جنودِ المسلمين، وقُلْ لهم: يوصيكم أبو أيوبَ أن تُوغِلوا في أرضِ العَدُوِّ إلى أبعدِ غايةٍ ، وأن تَحْمِلوه مَعَكُم، وأن تَدْفِنوه تَحْتَ أقدامِكم عِنْدَ أسوار القُسْطَنْطنية. ولَفَظَ أنفاسَه الطاهِرَةَ.

***
استجابَ جندُ المسلمين لِرَغْبَةِ صاحبِ رسولِ اللّهِ صلى الله عليه وسلم ، وكرّوا على جُنْدِ العدوِّ الكَرَّة بَعْدَ الكرَّةِ حتَّى بلغوا أسْوارَ القُسْطَنْطِينيةِ وهم يَحْمِلون أبا أيوب معهم. وهناك حفَروا له قبراً ووارَوْهُ فيه.


***
رَحِـمَ اللّهُ أبا أيوب الأنصـاريَّ، فقد أبى إلا أنْ يموتَ على ظُهورِ الجيادِ الصافِنَاتِ غازياً في سبيل اللّه... وسِنُّه تقارب الثمانين... (*)

الفجر القريب
16-11-2008, 11:41 PM
جزاكم الله خيري الدنيا والآخره

$المحطم$
18-11-2008, 09:58 PM
مشكور على الموضوع الرائعة

تحيات $المحطم$icon146

أيومي يوشيدا
25-11-2008, 12:57 AM
http://www.ojqji.net/user_up/hanof/hanof/cs1.gif

¨ô°[[ ( عبد الله بن جعفر أول مواليد الحبشة ) ]]°ô¨

عبد الله بن جعفر بن أبي طالب ( أبو جعفر ) الهاشمي القرشي

والده ذي الجناحيـن ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم

وأمه أسماء بنت عُميس رضي الله عنهما ، وكان أول مولود في

الإسلام بالحبشة ، وهو أخو محمد بن أبي بكر الصديـق ويحيى بن

علي بن أبي طالب رضي الله عنهما لأمهما ، وكان رضي الله عنه

سريع الجواب ، حاضر البديهة فصيحا ، وافر الحشمة ، كثير التنعم ،

وكان كثير العبادة يديم قراءة القرآن

http://www.ojqji.net/user_up/hanof/hanof/rose04.gif

¨ô°[[ ( مولده ) ]]°ô¨

ولد رضي الله عنه في الحبشة أثناء هجرة والديه إليها سنة (1)

للهجرة وهو أول مولود في الإسلام بأرض الحبشة.

قدم مع والديه مهاجرا إلى المدينة في السنة السابعة للهجرة فوصلوا

إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو في خيبر بعد فتحها ، وفي السنة

الثامنة للهجرة استشهد والده جعفر الطيار رضي الله عنه في معركة

مؤتة بأرض الشام ، وكان عمره ثماني سنوات فكفله الرسول صلى

الله عليه وسلم ، ويروي عبد الله رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه

وسلم أتاهم بعد استشهاد والده فقال :

" ائتوني ببني أخي " فقال :

" أما محمد فشبه عمي أبي طالب ، وأما عبد الله فشبه خَلقي وخُلقي "

ثم أخذ بيدي فأشالها ، ثم قال :

" اللهم اخلف جعفرا في أهله ، وبارك لعبد الله في صفقته "

فجاءت أمنا فذكرت يتمنا فقال :

" العيلة تخافين عليهم ، وأنا وليهم في الدنيا والآخرة ؟ "

وروى إسماعيل بن عباس قال :

( إن عبد الله بن جعفر وعبد الله بن الزبير بايعا النبي صلى الله عليه

وسلم وهما ابنا سبع سنين ، فلما رآهما الرسول تبسم وبسط يده

وبايعهما )

http://www.ojqji.net/user_up/hanof/hanof/rose04.gif

¨ô°[[ ( فضله ) ]]°ô¨

قال عبد الله بن جعفر رضي الله عنه :

( لقد رأيتني وقثم وعبيد الله ابني عباس ، ونحن صبيان إذ مر بنا

رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : " ارفعوا هذا إلي "

فحملني أمامه ، وقال لقثم : " ارفعوا هذا إلي "

فحمله وراءه ، وكان عبيد الله أحب إلى عباس ، فما استحيا من عمه

أن حمل قثم وتركه ، ومسح على رأسي ثلاثا كلما مسح قال :

" اللهم اخلِف جعفرا في ولده " )

وكان عبد الله رضي الله عنه يمارس التجارة منذ صغره ، وقد مر به

النبي صلى الله عليه وسلم وهو يلعب فقال :

" اللهم بارك له في تجارته "

وهو آخر من رأى النبي صلى الله عليه وسلم وصحبه من بني

هاشم ، ويعد من صغار الصحابة.

اشترك مع عمه علي بن أبي طالب رضي الله عنه في موقعة صفين ،

وكان أحد أمرائه على قريش وأسد وكنانة.

له ذكر في كتب الحديث حيث روى عدة أحاديث عن الرسول

صلى الله عليه وسلم ، كما روى عن عمه علي وعن أمه أسماء ،

وروى عنه أولاده إسماعيل وإسحاق ومعاوية ، وأبو جعفر الباقر،

والقاسم بن محمد، والشعبي ، وعروة بن الزبير، وآخرون رضي

الله عنهم .

http://www.ojqji.net/user_up/hanof/hanof/rose04.gif

¨ô°[[ ( كرمه ) ]]°ô¨

كان رضي الله عنه جوادا كريما عفيفا حليما ، ويقال له :

( قطب السخاء ، وبحر الجود )

وقد عوتب مرة على سخائه فقال رضي الله عنه :

( إن الله عودني عادة وعودت الناس عادة ، وأنا أخاف إن قطعتها

قُطعت عني )

وكان ممدحا من الشعراء ، يجزل لهم العطاء ، ومن هؤلاء الشاعر :

نصيب ، وكان أسود اللون ، فأعطاه إبلا وثيابا وخيلا ودنانير

ودراهم ، فقيل له : أتعطي لهذا الأسود مثل هذا ؟

فقال رضي الله عنه :

( إن كان أسود فشِعره أبيض ، ولقد استحق بما قال أكثر مما نال ،

وهل أعطيناه إلا ما يبلى ، وأعطانا مدحا يُروى ، وثناء يبقى )

وكان رضي الله عنه يوزع على أهل المدينة كل ما يصله من صلات

حتى لا يبقى له شيء ، وكان يعفو لهم عن الديون ويساعدهم في

النوائب والملمات.

http://www.ojqji.net/user_up/hanof/hanof/rose04.gif

¨ô°[[ ( مكانته عند بنو أمية ) ]]°ô¨

كان خلفاء بني أمية وخاصةً معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه

وابنه يزيد رحمه الله ، يعظمونه ويكرمونه ، وكان إذا قدم على

معاوية رضي الله عنه أنزله داره ، وأظهر له من بره وإكرامه

ما يستحقه ، وكذلك كان يفعل يزيد رحمه الله ويقول لمن لامه

في ضخامة عطيته له :

(هذا هدية ملك الدنيا إلى من هو أولى منه بالإمامة )

http://www.ojqji.net/user_up/hanof/hanof/rose04.gif

¨ô°[[ ( الوفاة ) ]]°ô¨

توفي عبد الله بن جعفر رضي الله عنه في المدينة سنة (80 هـ) ،

وكان والي المدينة أبان بن عثمان بن عفان ، ويروى أنه حضر

غسل عبد الله رضي الله عنه وكفنه وحمله مع الناس وقد ازدحم

على حمله خلق كثير ولم يفارقه حتى دفن في البقيع ودموعه تسيل

على خده ويقول عنه :

( كنت والله خيرا لا شر فيك ، وكنت والله شريفا واصلا برا )

رحم الله عبد الله بن جعفر ورضي عنه.

http://www.ojqji.net/user_up/hanof/hanof/rose04.gif

أيومي يوشيدا
25-11-2008, 01:08 AM
خباب بن الأرت


كان صبيا صغيرا يعيش بين أهله وأحبابه من قبيلة بني تميم إذ اغارت قبيلة اخرى على قبيلته فسبت النساء واستاقت الانعام واخذت الذراري وكان خباب من بينهم.

وظل خباب هكذا تتداوله الأيدي حتى وصل الى مكة فاشترته “أم أنمار الخزاعية” ثم دفعته الى حداد ليتعلم منه فن صناعة السيوف، فلما اتقن الصنعة استأجرت له دكانا فكان يدر عليها ربحا كبيرا. واقبل الناس عليه لبراعته في صنعته، ولصدقه وأمانته، ولبسمته التي لا تفارق وجهه.

وعاش خباب ينتظر الخلاص من حياة الجاهلية، وقيود الوثنية، واذا بالنور يأتي ليشق الظلام. فمضى خباب الى النبي صلى الله عليه وسلم واقدامه تسابق الريح ليلحق بزورق النجاة، وموكب النور والحياة، فكان سادس ستة أسلموا في هذا الكون كله لله عز وجل.

وثبت خباب على مبدئه، يوم راح يطالب بأجرته من العاص بن وائل قال له: لا اعطيك حتى تكفر بمحمد. فقال: لا اكفر بمحمد صلى الله عليه وسلم حتى تموت ثم تبعث. فقال: اذا بعثت كان لي مال، فسوف اقضيك. فأنزل الله تعالى قوله: “أفرأيت الذي كفر بآياتنا وقال لأوتين مالا وولدا” (مريم: 78).

وما ان وصل خبر اسلام خباب الى أم أنمار حتى مضت مع اخيها سباع بن عبدالعزى يضربانه ويعذبانه عذابا شديدا.

وها هما يخرجانه الى الصحراء، وعلى رمالها الملتهبة وتحت حرارتها المتأججة، يلبسانه دروع الحديد ويمنعان عنه الماء، ويجذبانه من شعره ويلويان عنقه ويشويان رأسه، ويضجعانه على فحام ملتهبة ويضعان عليه حجرا فلا يقوى على القيام. ولكن خبابا يثبت ثبات الجبال الرواسي، ولا يرضى بالكفر بعد إذ اكرمه الله بالاسلام فتذوق حلاوة الايمان.

وذات يوم ذهب خباب وبعض اصحابه الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: “يا رسول الله، ألا تستنصر لنا ألا تدعو لنا؟” فقال: “قد كان قبلكم يؤخذ الرجل فيحفر له في الارض فيجعل فيها، ثم يؤتى بالمنشار فيوضع على رأسه فيجعل نصفين ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه وعظمه ما يصده ذلك عن دينه، والله ليتمن الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء الى حضرموت فلا يخاف إلا الله والذئب على غنمه، ولكنكم تستعجلون”.

ولما اشتد الأمر بخباب ومن معه من الصحابة اذن لهم بالهجرة الى الحبشة لتغسل شلالاتها جراحهم وآلامهم.

وحان وقت القصاص، واستجاب الله دعاء خباب على أم أنمار، فقد اصيبت بصداع لم يسمع بمثله قط، فكانت تعوي من شدة الوجع كما تعوي الكلاب، ولم يكن لها علاج الا ان يكوى رأسها بالنار، والجزاء من جنس العمل.

وشهد خباب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم المشاهد والغزوات كلها، وأقر الله عينه واثلج صدره بمقتل سباع على يد حمزة رضي الله عنه يوم أحد.

وطالت به الحياة حتى أدرك الخلفاء الاربعة فحفظوا له قدره.

ودخل ذات يوم على أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه فأجلسه على اريكته فقال: “ما على الأرض احد احق بهذا المجلس من هذا إلا رجل واحد، قال له خباب: من هو يا أمير المؤمنين؟ قال: بلال. فقال خباب: ما هو بأحق مني.. ان بلالا كان له في المشركين ما يمنعه الله به، ولم يكن لي أحد يمنعني، فلقد رأيتني يوما اخذوني فأوقدوا لي نارا ثم سلقوني فيها، ثم وضع رجله على صدري، فما اتقيت الأرض إلا بظهري، ثم كشف عن ظهره فإذا هو قد برص.

وبعد ثلاثة وسبعين عاما كلها بذل وتضحية وفداء، نام خباب على فراش الموت، فجاءه نفر من اصحابه فقالوا: أبشر يا أبا عبدالله، اخوانك تقدم عليهم غدا. فبكى وقال: “أما إنه ليس بي جزع، ولكن ذكرتموني اقواما، وسميتم لي اخوانا، وان أولئك مضوا بأجورهم كما هي، وإنا اعطينا بعدهم ما لا نجد له موضعا إلا التراب”.

وقال لهم: “ان في هذا التابوت ثمانين ألف درهم، والله ما شددت لها خيطا، ولا منعتها من سائل، ولولا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهانا ان ندعو بالموت لدعوت به، فقد طال مرضي”.

ولما مات رضي الله عنه صلى عليه علي بالكوفة ووقف على قبره يقول: “رحم الله خبابا، فلقد أسلم راغبا، وهاجر طائعا، وعاش مجاهدا”.

رضي الله عنه وعن سائر الصحابة اجمعين.

أيومي يوشيدا
25-11-2008, 01:20 AM
http://al-sahabah.com/wallpapers/abohor-thum-1.gif (http://www.al-sahabah.com/index.php?wid=40)

ذاكرة عصر الوحي
رضي الله عنه وأرضاه

سيرته
كان اسمه في الجاهلية عبد شمس، ولما أسلم سماه الرسول -صلى الله عليه وسلم- عبد الرحمن، ولقد كان عطوفا على الحيوان، وكانت له هرة، يرعاها ويطعمها وينظفها وتلازمه فدعي أبا هريرة -رضي الله عنه-..



نشأته وإسلامه
يتحدث عن نفسه -رضي الله عنه- فيقول: (نشأت يتيما، وهاجرت مسكينا، وكنت أجيرا لبسرة بنت غزوان بطعام بطني، كنت أخدمهم اذا نزلوا، وأحدو لهم اذا ركبوا، وهأنذا وقد زوجنيها الله، فالحمد لله الذي جعل الدين قواما، وجعل أبا هريرة أماما)...

قدم إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- سنة سبع للهجرة وهو بخيبر وأسلم، ومنذ رأى الرسول الكريم لم يفارقه لحظة... وأصبح من العابدين الأوابين، يتناوب مع زوجته وابنته قيام الليل كله، فيقوم هو ثلثه، وتقوم زوجته ثلثه، وتقوم ابنته ثلثه، وهكذا لا تمر من الليل ساعة الا وفي بيت أبي هريرة عبادة وذكر وصلاة ...


إسلام أم أبي هريرة
لم يكن لأبي هريرة بعد إسلامه إلا مشكلة واحدة وهي أمه التي لم تسلم، وكانت دوما تؤذيه بذكر الرسول -صلى الله عليه وسلم- بالسوء، فذهب يوما إلى الرسول باكيا: (يا رسول الله، كنت أدعو أم أبي هريرة إلى الإسلام فتأبى علي، واني دعوتها اليوم فأسمعتني فيك ما أكره، فادع الله أن يهدي أم أبي هريرة إلى الإسلام)... فقال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (اللهم أهد أم أبي هريرة)...

فخرج يعدو يبشرها بدعاء الرسول -صلى الله عليه وسلم- فلما أتاها سمع من وراء الباب خصخصة الماء، ونادته: (يا أبا هريرة مكانك)... ثم لبست درعها، وعجلت من خمارها وخرجت تقولhttp://www.mshkanoor.com/vb/images/smilies/frown.gifأشهد أن لا اله إلا الله وأن محمدا رسول الله)... فجاء أبو هريرة إلى الرسول -صلى الله عليه وسلم- باكيا من الفرح وقال: (أبشر يا رسول الله، فقد أجاب الله دعوتك، قد هدى الله أم أبي هريرة إلى الإسلام)... ثم قال: (يا رسول الله، ادع الله أن يحببني وأمي إلى المؤمنين والمؤمنات)... فقال: (اللهم حبب عبيدك هذا وأمه إلى كل مؤمن ومؤمنة)...


إمارته للبحرين
وعاش -رضي الله عنه- عابدا ومجاهدا، لا يتخلف عن غزوة ولا عن طاعة، وفي خلافة عمر -رضي الله عنه- ولاه إمارة البحرين، وكان عمر -رضي الله عنه- إذا ولى أحدا الخلافة راقب ماله، فإذا زاد ثراءه ساءله عنه وحاسبه ،وهذا ما حدث مع أبي هريرة، فقد ادخر مالا حلالا له، وعلم عمر بذلك فأرسل في طلبه، يقول أبو هريرة: قال لي عمر: (يا عدو الله، وعدو كتابه، أسرقت مال الله)...

قلت: (ما أنا بعدو لله ولا عدو لكتابه لكني عدو من عاداهما، ولا أنا من يسرق مال الله)... قالhttp://www.mshkanoor.com/vb/images/smilies/frown.gifفمن أين اجتمعت لك عشرة ألاف؟)... قلتhttp://www.mshkanoor.com/vb/images/smilies/frown.gifخيل لي تناسلت، وعطايا تلاحقت)... قال عمر: (فادفعها إلى بيت مال المسلمين)... ودفع أبو هريرة المال إلى عمر ثم رفع يديه إلى السماء وقال: (اللهم اغفر لأمير المؤمنين)...

وبعد حين دعا عمر أبا هريرة، وعرض عليه الولاية من جديد، فأباها واعتذر عنها، وعندما سأله عمر عن السبب قال: (حتى لا يشتم عرضي، ويؤخذ مالي، ويضرب ظهري)... ثم قال: (وأخاف أن أقضي بغير علم، وأقول بغير حلم)...

سرعة الحفظ وقوة الذاكرة
ان أبطال الحروب من الصحابة كثيرون، والفقهاء والدعاة والمعلمون كثيرون، ولكن كان هناك قلة من الكتاب، ولم يكونوا متفرغين لتدوين كل ما يقول الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وعندما أسلم أبو هريرة لم يملك أرض يزرعها أو تجارة يتبعها، وإنما يملك موهبة تكمن في ذاكرته، فهو سريع الحفظ قوي الذاكرة، فعزم على تعويض ما فاته بان يأخذ على عاتقه حفظ هذا التراث وينقله إلى الأجيال القادمة...

فهو يقول: إنكم لتقولون أكثر أبو هريرة في حديثه عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، وتقولون ان المهاجرين الذين سبقوه إلى الإسلام لا يحدثون هذه الأحاديث، ألا إن أصحابي من المهاجرين كانت تشغلهم صفقاتهم بالسوق، وان أصحابي من الأنصار كانت تشغلهم أرضهم، واني كنت امرءا مسكينا، أكثر مجالسة رسول الله، فأحضر إذا غابوا، وأحفظ إذا نسوا، وان الرسول -صلى الله عليه وسلم- حدثنا يوما فقال: (من يبسط رداءه حتى يفرغ من حديثي ثم يقبضه إليه فلا ينسى شيئا كان قد سمعه مني)...

فبسطت ثوبي فحدثني ثم ضممته إلي فوالله ما كنت نسيت شيئا سمعته منه، وأيم الله لولا أية في كتاب الله ما حدثتكم بشيء أبدا، هي: {...إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُوْلَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاَّعِنُونَ}...

مقدرته على الحفظ
أراد مروان بن الحكم يوما أن يختبر مقدرة أبي هريرة على الحفظ، فدعاه اليه ليحدثه عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأجلس كاتبا له وراء حجاب ليكتب كل ما يسمع من أبي هريرة، وبعد مرور عام، دعاه ثانية، وأخذ يستقرئه نفس الأحاديث التي كتبت، فما نسي أبو هريرة منها شيئا...

وكان -رضي الله عنه- يقول: (ما من أحد من أصحاب رسول الله أكثر حديثا عنه مني إلا ما كان من عبدالله بن عمرو بن العاص، فانه كان يكتب ولا أكتب)... وقال عنه الإمام الشافعي: (أبو هريرة أحفظ من روى الحديث في دهره)... وقال البخاري: (روى عن أبي هريرة نحو ثمانمائة أو أكثر من الصحابة والتابعين وأهل العلم)...


وفاته
وعندما كان يعوده المسلمين داعيين له بالشفاء، كان أبو هريرة شديد الشوق إلى لقاء الله ويقول: (اللهم اني أحب لقاءك، فأحب لقائي)... وعن ثماني وسبعين سنة مات في العام التاسع والخمسين للهجرة، وتبوأ جثمانه الكريم مكانا مباركا بين ساكني البقيع الأبرار، وعاد مشيعوه من جنازته وألسنتهم ترتل الكثير من الأحاديث التي حفظها لهم عن رسولهم الكريم

طالب الغفران
25-11-2008, 02:17 AM
جزاك الله عنا وعن المسلمين خير الجزاء
بارك الله فيك أخي الكريم

أيومي يوشيدا
29-11-2008, 04:50 PM
http://al-sahabah.com/wallpapers/mutah_6_100.jpg (http://www.al-sahabah.com/index.php?wid=32&PHPSESSID=885650ba3f94338e656409c3198718e8)

خالد بن الوليد ..... (39 ق.هـ -21هـ)

هو خالد بن الوليد بن المغيرة بن عبدالله بن عمر بن مخزوم القرشي المخزومي المكي، وكنيته أبو سليمان، أبوه الوليد بن المغيرة المخزومي أحد سادات قريش في الجاهلية، وأمه لبابة بنت الحارث بن حزن الهلالية، أخت أم المؤمنين ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم.

ولد في مكة المكرمة قبل البعثة النبوية، ونشأ فيها بين قومه بني مخزوم _ ريحانة قريش_ معززاً مكرماً، ولما شبّ كان من أشراف قريش وأحد فرسانها المعدودين.

شهد مع قومه قريش معارك: بدر وأحد، والخندق، ضد المسلمين، واختُلف في وقت إسلامه وهجرته، فقيل سنة سبع بعد الحديبية وخيبر، وقيل في أول سنة ثمان، حيث هاجر مع عمرو بن العاص وعثمان بن طلحة، وهذه أغلب الروايات، وعندما وصلوا إلى المدينة فرح رسول الله صلى الله عليه وسلم بإسلامهم وهجرتهم، وقال: " رمتكم مكة بأفلاذ أكبادها".

شهد في سنة (8هـ) غزوة مؤتة جندياً من جنودها ثم اختاره المسلمون بعد استشهاد قادتها الثلاثة، قائداً لهم، فأبلى فيها بلاءً حسناً ورتب عودة الجيش إلى المدينة سالمين، فأثنى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وسماه " سيف الله" وقال: " إن خالداً سيف سلّه الله على المشركين " ومنذ ذلك الحين اشتهر بلقب "سيف الله المسلول ".

وشهد في رمضان من السنة نفسها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فتح مكة، وفتح حنين، وكان على مقدمة الجيش مع بني سليم، وفي السنة العاشرة أرسله رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أكيدر صاحب دومة الجندل، فأسره وأحضره عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فصالحه على الجزية.

وتجلت بطولة خالد في حروب الردّة ووقعة اليمامة، عندما وجهه أبو بكر الصديق رضي الله عنه سنة 11هـ لقتال المرتدين وعلى رأسهم مسيلمة الكذاب، فكان النصر حليفه.

وفي سنة 12هـ وجهه الخليفة أبو بكر إلى العراق، ففتح الحيرة، ومواقع أخرى في العراق والشام، وأظهر فيهما بطولات فائقة.

وفي سنة 13هـ، وجهه الخليفة أبو بكر أيضاً إلى الشام عوناً لجيوش المسلمين فيها، فشهد عدداً من المواقع في قراقر، وتدمر، ومرج راهط، وبصرى وانتصر فيها وذلك قبل أن يشهد موقعة اليرموك وكان قائدها والمنتصر فيها، ثم فتح دمشق وفحل.

ولاه الخليفة عمر بن الخطاب دمشق بعد فتحها، وكان قد عزله في معركة اليرموك وولى أبا عبيدة عامر بن الجراح مكانه، لئلا يفتتن المسلمون بخالد وانتصاراته، وأن النصر يأتي من عند الله سبحانه وتعالى.

شهد سنة 15هـ مع أبي عبيدة فتح حمص وقنسرين ومرعش ثم أقام بقية عمره مرابطاً في مدينة حمص.

كان خالد بطلاً مغواراً، وخطيباً فصحياً ذا كفاءة بدنية عالية، وقدرة على تحمل الصعاب، ومثالاً في الانضباط وحسن الطاعة، أثنى عليه ولاة الأمر، وأعجبوا ببطولته وشجاعته، وصفه أبو بكر الصديق رضي الله عنه بقوله:" عجزت النساء أن يلدن مثل خالد".

روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم 18 حديثاً، وروى عنه عبد الله بن عباس، وقيس بن حازم، والمقدام بن معدي كرب، وغيرهم.

ولما حضرته الوفاة، قال: "لقد شهدت كذا وكذا زحفاً، وما في جسمي موضع شبر، إلا وفيه ضربة سيف أو طعنة رمح، وها أنذا أموت على فراشي حتف أنفي كما يموت البعير، فلا نامت أعين الجبناء". وروي أنه حبس فرسه وسلاحه في سبيل الله.

وكانت وفاته رضي الله عنه سنة 21هـ وقيل سنة 22هـ، في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وتوفي في حمص بالشام، وقيل في المدينة، وأغلب الروايات أنه توفي بحمص ومدفون بها وقبره فيها مشهور.

أيومي يوشيدا
29-11-2008, 05:00 PM
الصحابي الجليل رضوان الله عنه:
جرير بن عبد الله بن جابر البجلي مقدمة هو جرير بن عبد الله بن جابر البجلي سيد قبيلة بجيلة، وكنيته أبو عمرو.
إسلامه:
عن جرير بن عبد الله البجلي قال: لما دنوت من المدينة أنخت راحلتي فحللت عيبتي ولبست حلتي وانتهيت الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يخطب فسلمت عليه وعلى المسلمين فقلت لجليسي هل ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم أمري نعم ذكرك بأحسن الذكر فبينما هو يخطب إذ عرض له في خطبته فقال يطلع عليكم من هذا الباب رجل من خير ذي يمن على وجهه مسحة ملك قال فحمدت الله على ما أبلاني.
وقد قدم جرير بن عبد الله رضي الله عنه سنة عشر المدينة ومعه من قومه مائة وخمسون رجلا فأسلموا وبايعوا قال جرير: فبسط رسول الله صلى الله عليه وسلم فبايعني وقال على أن تشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتنصح المسلم وتطيع الوالي وإن كان عبدا حبشيا فقال نعم فبايعه...
قال أبو عمر: رحمه الله كان إسلامه في العام الذي توفي فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال جرير أسلمت قبل موت رسول الله صلى الله عليه وسلم بأربعين يوما.




أثر الرسول صلى الله عليه وسلم في تربيته عن جرير بن عبد الله قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نظرة الفجاءة، فأمرني أن أصرف بصري.
عن زياد بن علاقة قال شهدت جرير بن عبد الله البجلي لما هلك المغيرة بن شعبة فسمعت جريرا يخطب فقال: اشفعوا لأميركم فإنه كان يحب العافية واسمعوا وأطيعوا حتى يأتيكم أميرا ما بعد فإني بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على الإسلام واشترط علي النصح لكل مسلم ورب هذا المسجد إني لكم ناصح.
من مواقفه مع الرسول صلى الله عليه وسلم:
في البخاري بسنده عن جرير بن عبد الله قال بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على إقام الصلاة وإيتاء الزكاة والنصح لكل مسلم.
وروى مسلم في صحيحه عن جرير بن عبد الله البجلي قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا جرير ألا تريحني من ذي الخلصة" - وكان بيتا يعبد في الجاهلية يقال له الكعبة اليمانية - قال فنفرت في خمسين ومائة فارس وكنت لا أثبت على الخيل فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فضرب يده في صدري فقال: "اللهم ثبته واجعله هاديا مهديا" قال فانطلق فحرقها بالنار ثم بعث جرير إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا يبشره يكنى أبا أرطاة منا فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له ما جئتك حتى تركناها كأنها جمل أجرب فبرّك رسول الله صلى الله عليه وسلم على خيل أحمس ورجالها خمس مرات.
وعن جرير بن عبد الله: ما حجبني رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ أسلمت ولا رآني إلا ضحك.
عن جرير بن عبد الله البجلي انه جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو في بيت مدحوس من الناس فقام بالباب فنظر النبي صلى الله عليه وسلم يمينا وشمالا فلم ير موضعا فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم رداءه فلفه ثم رمى به إليه فقال اجلس عليه فأخذه جرير فضمه وقبله ثم رده على النبي صلى الله عليه وسلم وقال أكرمك الله يا رسول الله كما أكرمتني فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه.
في البخاري عن جرير أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له في حجة الوداع استنصت الناس فقال: "لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض".

من مواقفه مع الصحابة في البخاري بسنده عن جرير قال كنت باليمن فلقيت رجلين من أهل اليمن ذا كلاع وذا عمرو فجعلت أحدثهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له ذو عمرو لئن كان الذي تذكر من أمر صاحبك لقد مر على أجله منذ ثلاث وأقبلا معي حتى إذا كنا في بعض الطريق رفع لنا ركب من قبل المدينة فسألناهم فقالوا قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم واستخلف أبو بكر والناس صالحون فقالا أخبر صاحبك أنا قد جئنا ولعلنا سنعود إن شاء الله ورجعا إلى اليمن فأخبرت أبا بكر بحديثهم قال أفلا جئت بهم فلما كان بعد قال لي ذو عمرو يا جرير إن بك علي كرامة وإني مخبرك خبرا إنكم معشر العرب لن تزالوا بخير ما كنتم إذا هلك أمير تأمرتم في آخر فإذا كانت بالسيف كانوا ملوكا يغضبون غضب الملوك ويرضون رضا الملوك.
وقدم جرير بن عبد الله على عمر بن الخطاب من عند سعد بن أبي وقاص فقال له كيف تركت سعدا في ولايته فقال تركته أكرم الناس مقدرة وأحسنهم معذرة هو لهم كالأم البرة يجمع لهم كما تجمع الذرة مع أنه ميمون الأثر مرزوق الظفر أشد الناس عند البأس وأحب قريش إلى الناس.
قال فأخبرني عن حال الناس قال هم كسهام الجعبة منها القائم الرائش ومنها العضل الطائش وابن أبي وقاص ثقافها يغمز عضلها ويقيم ميلها والله أعلم بالسرائر يا عمر.
قال أخبرني عن إسلامهم قال يقيمون الصلاة لأوقاتها ويؤتون الطاعة لولاتها.
فقال عمر الحمد الله إذا كانت الصلاة أوتيت الزكاة، وإذا كانت الطاعة كانت الجماعة...
أخرج الطبراني عن أبي البختري قال: جاء الأشعث بن قيس وجرير بن عبد الله البجلي إلى سلمان فقالا: جئناك من عند أخيك أبي الدرداء، قال: فأين هديته التي أرسلها معكما؟ فالا: ما أرسل معنا بهدية قال: اتقيا الله وأديا الأمانة ما جاءني أحد من عنده إلا جاء معه بهدية قالا: والله ما بعث معنا شيئا إلا أنه قال: أقرؤوه مني السلام قال: فأي هدية كنت أريد منكما غير هذه؟ وأي هدية أفضل من السلام تحية من عند الله مباركة طيبة.
وقدم جرير بن عبد الله البجلي على خالد بن الوليد وهو بالحيرة بعد الوقعات المتعددة والغنائم الكثيرة ولم يحضر شيئا منها وذلك لأنه كان قد بعثه الصديق مع خالد بن سعيد بن العاص إلى الشام فاستأذن خالد بن سعيد في الرجوع إلى الصديق ليجمع له قومه من بجيلة فيكونوا معه فلما قدم على الصديق فسأله ذلك غضب الصديق وقال أتيتني لتشغلني عما هو أرضى لله من الذي تدعوني إليه ثم سيره الصديق إلى خالد بن الوليد بالعراق...
وشهد الأشعث جنازة وفيها جرير بن عبد الله البجلي فقدم الأشعث جريرًا وقال: إن هذا لم يرتد عن الإسلام وإني ارتددت...
ويحسن التصرف رضي الله عنه:
عن عمر رضي الله عنه أنه صلى صلاة الصبح فسمع صوت حدث ممن خلفه فقال: عزمت على من أحدث أن يتوضأ و يعيد صلاته فلم يقم أحد فقال جرير بن عبد الله البجلي: يا أمير المؤمنين أرأيت لو توضأنا جميعا و أعدنا الصلاة فاستحسن ذلك عمر رضي الله عنه وقال له: كنت سيدا في الجاهلية فقيها في الإسلام فقاموا و أعادوا الوضوء و الصلاة.
وروى مسلم في صحيحه عن أنس بن مالك قال خرجت مع جرير بن عبد الله البجلي في سفر فكان يخدمني فقلت له لا تفعل فقال إني قد رأيت الأنصار تصنع برسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا آليت أن لا أصحب أحدا منهم إلا خدمته... وكان جرير أكبر من أنس.

من ملامح شخصيته ثباته على عقيدته:
لقد ثبت جرير على عقيدته بالرغم من ارتداد معظم قومه بجيلة فكان ثباته ذا أثر كبير على إعادة بجيلة للإسلام ومن العوامل المهمة لانتصار المسلمين الحاسم على المرتدين من أهل اليمن.
جهاده وشجاعته:
بعث سعد بن أبي وقاص جريرًا بن عبد الله البجلي إلى حلوان فافتتحها عنوة، وشهد مع المسلمين يوم المدائن وله فيه أخبار مأثورة وشهد غيره من فتوحات العراق والعجم وكان على الميمنة يوم القادسية...
تجرده وإخلاصه:
قال ابن سعد: قال يزيد بن جرير عن أبيه أن عمر قال له والناس يتحامون العراق وقتال الأعاجم: "سر بقومك فما غلبت عليه فلك ربعه" فلما جمعت الغنائم غنائم جلولاء ادعى جرير أن له ربع ذلك كله، فكتب سعد الى عمربن الخطاب رضي الله عنه بذلك، فكتب عمر: صدق جرير قد قلت ذلك له، قال فإن شاء أن يكون قاتل على جعل فأعطوه جعله وان يكن إنما قاتل لله ولدينه وجنته، فهو رجل من المسلمين له ما لهم وعليه ما عليهم، فلماقدم الكتاب على سعد أخبر جريرًا بذلك قال جرير: صدق أمير المؤمنين، لا حاجة لي بذلك، أنا رجل من المسلمين.
صبره عند البلاء:
قاتل أهل همذان غند فتحها وأصيبت عينه بسهم فقال أحتسبها عند الله الذي زين بها وجهي ونور لي ما شاء ثم سلبنيها في سبيله.
علمه:
كان رضي الله عنه ذكيا محدثا عالما بأمور دينه، روى أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم،كما عده العلماء من أهل الفتيا البارزين...
أثره في الآخرين وبعث جرير بن عبد الله البجلي إلى ذي الكلاع الحميري وذي عمرو يدعوهما إلى الإسلام فأسلما وتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وجرير عندهم...
بعض الأحاديث التي رواها عن الرسول صلى الله عليه وسلم:
روى البخاري بسنده عن جرير بن عبد الله قال كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فنظر إلى القمر ليلة يعني البدر فقال إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر لا تضامون في رؤيته فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا ثم قرأ وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب قال إسماعيل افعلوا لا تفوتنكم.
وروى البخاري أيضًا بسنده عن زيد بن وهب قال سمعت جرير بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من لا يرحم لا يرحم"
وفي سنن أبي داود عن جرير قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من يحرم الرفق يحرم الخير كله".
من كلماته:
"الخرس خير من الخلابة، والبكم خير من البذاء"
ما قيل عنه:
قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أقبل وافدا عليه: " يطلع عليكم خير ذي يمن كان على وجهه مسحة ملك"
وفيه قال الشاعر:
لولا جرير هلكت بجيلة... نعم الفتى وبئست القبيلة
فقال عمر بن الخطاب ما مدحه من هجى قومه وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: جرير بن عبد الله بن يوسف هذه الأمة يعني في حسنه.
وفاته:
مات رضي الله عنه وأرضاه بقرقيسيا بين الحيرة والشام سنة إحدى وخمسين من الهجرة.

أيومي يوشيدا
29-11-2008, 08:43 PM
هو القعقاع بن عمرو بن مالك التميمي ، إبن الحنظلية ...
والقعقاع :ـ الحمى النافض تقعقع بالأضراس ، قال مزرد أخو الشماخ :ـ






إذا ذكرت سلمى على النأي عاد

في ثلاجي قعقاع من الورد مردم



والقعقعة :ـ حكاية أصواب السلاح والترسة والجلود اليابسة والحجارة والرعد والبكرة والحلي ونحوها ..

وتمر قعقاع : أي يابس ..

وكان أحد فرسان العرب الموصوفين ، وشعرائهم المعروفين ..
شهد اليرموك وفتح دمشق ، وشهد أكثر وقائع العراق مع الفرس ، وكانت له في ذلك مواقف مشكورة ، ووقائع مشهورة ..

قال أبوعمر :ـ

هو أخو عاصم بن عمرو التميمي ، وكان لهما من البلاء الجميل والمقامات المحمودة في القادسية لهما ولهاشم بن عتبة وعمرو بن معديكرب ..

قال بن الأثير :ـ

وللقعقاع أثر عظيم في قتال الفرس في القادسية وغيرها ، وكان من أشجع الناس وأعظمهم بلاءً ، وشهد مع علي الجمل وغيرها من حروبه ، وأرسله علي رضي الله عنه إلى طلحة والزبير فكلمهما بكلام حسن ، تقارب الناس به إلى الصلح ، وسكن الكوفة وهو الذي قال عنه أبو بكر الصديق :ـ صوت القعقاع في الجيش خير من ألف رجل ...

قال بن الأثير :ـ

فاستمد خالد أبابكر فأمده بالقعقاع بن عمرو التميمي وجده فقيل : أتمده برجل واحد فقال لا يهزم جيش فيهم مثل هذا ...

فأمده عياضاً بعبد بن عمر الحميري وكتب إليهما أن استنفروا من قاتل أهل الردة ومن ثبت على الإسلام بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يغزون معكم أحد ارتد حتى أرى رأيي ، فلم يشهد الأيام مرتد ..


القعقاع وحروب الردة :ـ


كان علقمة بن علاثة في كلاب ومن لافها ، وقد كان علقمة أسلم ثم أرتد في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ثم خرج بعد فتح الطائف حتى لحق بالشام ، فلما توفي النبي صلى الله عليه وسلم أقبل مسرعاً حتى عسكر في بني كعب مقدماً رجلاً ومؤخر أخرى وبلغ ذلك أبا بكر ، فبعث إليه سرية ، وأمر عليها القعقاع بن عمرو وقال :ـ

ياقعقاع سر حتى تغير على علقمة بن علاثة ، لعلك أن تأخذه لي أو تقتله ، وإعلم أن شفاء الشق الحوص ، فإصنع ما عندك ...

فخرج في تلك السرية ، حتى أغار على الماء الذي عليه علقمة ، وكان لا يبرح أن يكون على رجل ، فسابقهم على فرسه ، فسبقهم مراكضة ، وأسلم أهله وولده ، فإنتسف إمرأته وبناته ونساءه ، ومن اقام من الرجال ، فإتقوه بالإسلام ، فقدم بهم على أبي بكر ، فجحده ولده وزوجته أن يكونوا مالئوا علقمة ، وكانوا مقيمين في الدار ، فلم يبلغه إلا ذلك ، وقالوا :ـ ما ذنبنا فيما صنع علقمة من ذلك فأرسلهم ثم أسلم ، فقبل ذلك منه ...

أيومي يوشيدا
29-11-2008, 08:45 PM
ساقي الحرمين
العباس بن عبد المطلب
إنه العبَّاس بن عبد المطلب -رضي الله عنه- عم رسول الله (، كان من أكرم الناس وأجودهم، قال عنه رسول الله (: (هذا العباس أجود قريش كفًّا، وأوصلها) [أحمد]. ويروى أنه أعتق عند وفاته سبعين عبدًا.
وكان النبي ( يحبه حبًّا شديدًا، ويقول (: من آذى عمي فقد آذاني، فإنما عم الرجل صنو أبيه (أي مثل أبيه)) [الترمذي]. وقد كان العباس أكبر سنًّا من النبي (، فقد ولد قبله بثلاث سنين، ومن حسن أدبه أنه لما سُئل: أأنت أكبر أم رسول الله؟ قال: هو أكبر، وأنا ولدت قبله) [الطبراني].
وكان العباس من سادة قريش، وكان يتعهد المسجد الحرام، فيسقي الحجاج ويقوم بخدمتهم، وقد ورث ذلك عن أبيه عبد المطلب، وكان قبل إسلامه شديد الحب لرسول الله (، ويقف بجانبه، ويدفع عنه أذى المشركين، وحضر مع النبي ( بيعة العقبة الثانية، ليطمئن عليه ( وهو لم يعلن إسلامه بعد، فلما التقوا، وتواعدوا على أن يكون اللقاء في اليوم التالي، كان العباس أول من أتى، فبايع الأنصار رسول الله ( على النصرة والبيعة، والعباس آخذ بيده. [ابن سعد].
فلما كانت غزوة بدر، أمر الرسول ( المسلمين بأن لا يقتلوا العباس لأنه خرج مستكرهًا، وبعد المعركة استطاع أبو اليسر -رضي الله عنه- أن يأسر العباس، فلما أحضره إلى النبي ( سأله رسول الله كيف أسرته؟ قال أبو اليسر: لقد أعانني عليه رجل ما رأيته قبل ولا بعد هيئته كذا، فقال رسول الله (: (لقد أعانك عليه ملك كريم).
[ابن هشام وابن سعد].
وقد خشى النبي ( على عمه، وخاف أن يقتله الأنصار، فأمر عمر أن يأتيهم ويأتي بالعباس إليه، فلبَّتْ الأنصار أمر نبيهم، وتركوا العباس، فقال العباس: يا رسول الله، إني كنت مسلمًا. فنزل قوله تعالى: {يا أيها النبي قل لمن في أيديكم من الأسرى إن يعلم الله في قلوبكم خيرًا يؤتكم خيرًا مما أخذ منكم ويغفر لكم والله غفور رحيم} [الأنفال: 70].
ويروى أن رجلا من الأنصار سبَّ أبا للعباس كان في الجاهلية، فغضب العباس ولطمه، فجاء الأنصاري إلى قومه، فقالوا: والله لنلطمنه كما لطمه، فلبسوا السلاح. فبلغ ذلك النبي ( فصعد المنبر، وقال: (أيها الناس، أي أهل الأرض أكرم على الله؟) قالوا: أنت. قال: (فإن العباس مني وأنا منه، لا تسبُّوا أمواتنا فتؤذوا أحياءنا). فجاء القوم فقالوا: نعوذ بالله من غضبك يا رسول الله. [أحمد وابن سعد والحاكم].
وقد أسلم العباس -رضي الله عنه- قبل فتح مكة، وحضر الفتح، وهو الذي طلب الأمان لأبي سفيان بن حرب، وكان سببًا في إيمانه، واشترك -رضي الله عنه- بعد ذلك في فتوح المسلمين، وكان يوم حنين ممسكًا بلجام بغلة النبي (، وكان ممن التفَّ حول الرسول ( يدافع عنه بعد أن فرَّ أغلب المسلمين، وأخذ العباس ينادى مع رسول الله ( على المسلمين حتى ثبتوا، وأنزل الله عليهم سكينته، وكان النصر العظيم في ذلك اليوم. [مسلم].
وعندما خرج الرسول ( ومعه أصحابه إلى أهل الطائف، عسكر بجيشه في مكان قريب منها، ثم بعث إليهم حنظلة بن الربيع -رضي الله عنه- ليكلمهم، فلما وصل إليهم خرجوا وحملوه ليدخلوه حصنهم ويقتلوه، فلما رأى الرسول ( ذلك، خاف على حنظلة، ونظر إلى أصحابه يحثهم على إنقاذه، وقال: (مَن لهؤلاء؟ وله مثل أجر غزاتنا هذه) [ابن عساكر]. فلم يقم أحد من الصحابة إلا العباس الذي أسرع ناحية الحصن حتى أدرك حنظلة، وقد كادوا أن يدخلوه الحصن، فاحتضنه وخلصه من أيديهم فأمطروه بالحجارة من داخل الحصن، فجعل النبي ( يدعو له حتى وصل إليه ومعه حنظلة، وقد نجا من هلاك محقق.
وفي خلافة عمر -رضي الله عنه- أجدبت الأرض وأصابها الفقر الشديد، فخرج الناس إلى الصحراء ومعهم عمر والعباس، فرفع عمر بن الخطاب يديه إلى السماء، وقال: اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبيِّنا فتسقينا، وإن نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا. [البخاري].
فلما استسقى عمر بالعباس، قام العباس ورفع يديه إلى ربه وقال: اللهم إنه لم ينزل بلاء إلا بذنب، ولم يكشف إلا بتوبة، وقد توجه القوم بي إليك لمكاني من نبيك، وهذه أيدينا إليك بالذنوب ونواصينا إليك بالتوبة، فاسقنا الغيث. ولم يكد العباس ينهي دعاءه حتى امتلأت السماء بالغيوم والسحاب، وأنزل الله غيثه، فانطلق الناس يهنئون العباس، ويقولون له: هنيئًا لك ساقي الحرمين.
وكان للعباس مكانة كبيرة في قلوب المسلمين، وعظماء الصحابة، فيروى أن أبا بكر الصديق -رضي الله عنه- كان جالسًا بجانب النبي ( فرأى العباس مقبلاً، فقام أبو بكر له وأجلسه مكانه بجوار رسول الله (، فقال النبي ( لأبي بكر: (إنما يعرف الفضل لأهل الفضل أهلُ الفضل) [ابن عساكر].
وكان أبو بكر إذا قابل العباس نزل من على دابته، وسار معه احترامًا وإكرامًا له حتى يصل العباس إلى المكان الذي يريده، وكان علي بن أبي طالب يقبل يد العباس ويقول له: يا عم، ارض عني.
وقد كان للعباس ولدان، هما عبد الله بن عباس حَبرْ الأمة، وعبيد الله بن عباس. وتوفي العباس سنة (32هـ)، ودفن بالبقيع، وكان عمره (88) عامًا، وصلى عليه عثمان -رضي الله عنه-.

(*لوكا*)
4-12-2008, 11:24 AM
جزاك الله الف خير انشالله

دموع القلوب
5-12-2008, 02:58 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أبدعتنا أخي الكريم

بهذا الموضوع المفيد و الجميل ..

جعله الله في ميزان حسناتك ..

وكن دائماً هكذا تتميز بأعمالك المفيدة و الرائعة ..

فشكراً لك كل الشكر ..

على كل ما قدمته لنا ..

دمت أخي في حفظ الرحمن

^ـ^

(*لوكا*)
20-12-2008, 01:36 PM
موضوع اكثر من رائع

أبــ عبد الملك ــو
24-12-2008, 04:07 AM
الصحابي المُفتَرَى عليه
ثعلبة بن حاطب (رضي الله عنه)

قال الله تعالي "وَمِنْهُم مَّنْ عَاهَدَ اللّهَ لَئِنْ آتَانَا مِن فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ {75} فَلَمَّا آتَاهُم مِّن فَضْلِهِ بَخِلُواْ بِهِ وَتَوَلَّواْ وَّهُم مُّعْرِضُونَ{76} فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُواْ اللّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُواْ يَكْذِبُونَ {77}"التوبة

ذكرت كثير من كتب التفسير والأسانيد وغيرها أن المقصود بهذة الآية الصحابي الجليل ثعلبة بن حاطب رضي الله عنه و ملخص القصة التي ذكرتها تلك التفاسير
" طلب ثعلبة من الرسول الدعاء له بكثرة المال، فقال عليه السلام ( ويحك يا ثعلبة قليل تؤدي شكره خير من كثير لا تطيقه ) ثم عاود ثانيا فقال النبي http://sayadla.com/vb/images/smilies/smallsmiles/salla-y.jpg : ( أما ترضى أن تكون مثل نبي الله لو شئت أن تسير معي الجبال ذهبا لسارت ) فقال :والذي بعثك بالحق لئن دعوت الله فرزقني مالا لأعطين كل ذي حق حقه. فدعا له النبي http://sayadla.com/vb/images/smilies/smallsmiles/salla-y.jpg؛ فاتخذ غنما فنمت كما تنمي الدود، فضاقت عليه المدينة فتنحى عنها ونزل واديا من أوديتها حتى جعل يصلي الظهر والعصر في جماعة، وترك ما سواهما .ثم نمت وكثرت حتى ترك الصلوات إلا الجمعة، وهي تنمي حتى ترك الجمعة أيضا فقال رسول الله http://sayadla.com/vb/images/smilies/smallsmiles/salla-y.jpg : يا ويح ثعلبة ) ثلاثا.
ثم نزل"خذ من أموالهم صدقة "[التوبة : 103].فبعث http://sayadla.com/vb/images/smilies/smallsmiles/salla-y.jpg رجلين على الصدقة، وقال لهما: مرا بثعلبة وبفلان -رجل من بني سليم-فخذا صدقاتهما ) فأتيا ثعلبة وأقرأه كتاب رسول الله http://sayadla.com/vb/images/smilies/smallsmiles/salla-y.jpg، فقال :ما هذه إلا أخت الجزية انطلقا حتى تفرغا ثم تعودا .وتكرر ذلك فرفض الرسول أخذ الزكاة منه ومن بعده ابو بكر وعمر . . ."



والسؤال:
كيف نخرج صحابياً جليلاً من الدين ونتهمه بالكفر بأسانيدَ ضعيفة باطلة؟

أولا: و أول قادح في هذه القصة أن ثعلبة ممن شهد بدراً (أي بدري) وقد قال رسول الله صلي الله عليه وسلم
"لعل الله اطلع على أهلِ بدرٍ فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرتُ لكم "
وقال أيضا
"لا يلج النارَ من شهد بدراً "

و عن جابرٍ أن عبداً لحاطب جاء رسولَ الله صلى اللهم عليه وسلم يشكو حاطباً فقال يا رسول الله ليدخلن حاطب النار فقال رسول الله صلى اللهم عليه وسلم
"كذبت لا يدخلها فإنه شهد بدرا والحديبية"


ثانيا: أخذ الزكاة من عدمها ليس بحرية أحد، لأنها حق الله في المال ولابد من أن تجبي و لا يحق للرسول صلي الله عليه وسلم الا يأخذ الزكاة من أحد.
وكيف بأبي بكر الذي حارب الناس علي منع الزكاة ؟؟


فوائد

1-صحابة النبي هم خير الناس ينبغي تجليلهم وتوقيرهم و لا ينبغي ان نتكلم عنهم دون علم الا بخير .

2-الكتب فيها خبث كثير وتحتاج إلي ( منخل ) لبيان هذا الخبث وهذا المنخل (أو المصفاة) هم أهل العلم.فيما عدا البخاري ومسلم لابد من سؤال أهل العلم عن كل حديث وكل واقعة.


كتبه الشيح العلامة المحدث
أبو إسحاق الحويني

kodinjal
28-12-2008, 01:44 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزكم الله خيراعلى هذاالموضوع وأعانكم على ذكره وشكره وحسني عبادته

AbdUll@H
8-1-2009, 04:55 PM
جزاك الله ألف خير على الموضوع ,

روَاء
14-1-2009, 11:47 AM
جزاك الله خيرا..
موضو مميز..
زادكم الله علما..
وسدد على درب الخير خطاكم..

عباس محلاوي
15-1-2009, 12:38 PM
ياسلام واللة الدنيا فيها خير
يأخي واللة موضووووع جدا جدا جدا
راااااائع اللة يكثر من امثالك
(شكرا جزيلاً)

Abdullah yani
22-1-2009, 11:54 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاك الله أخي على هذا الموضوع الهادف ..
وجعله في ميزان حسناتك .. فمن الجميل أن يبقى المسلم على تواصل مع تاريخة .. وخاصّة اذا كان تاريخه مثل تاريخنا المشّرف .. تاريخ رسولنا وصحابته .. وأن يتعرف على الأشخاص الذين ناصروا رسولنا وحبيبنا محمد (صلى الله عليه وسلم) .. مرّة أخرى جزاك الله خيرا .. ونرجوا منك الأرتقاء بهذه الموضوعات الرائعة والهادفة ..




وشكرا

kazo0o0ha
15-2-2009, 04:03 PM
تسلمي أختي
في موازين حسناتك
.ـــــ.
kazo0oha

zero0o0
16-2-2009, 05:04 PM
مشكوووووووووووور

(*لوكا*)
17-2-2009, 09:40 AM
مشكوره والله صدق موضوع مميز

ASSASSINS
17-2-2009, 02:58 PM
خل الذنوب صغيرها و كبيرها فهو التقى
كن مثل ماش على أرض الشوك يحذر ما يرى
لا تحقرن صغيرة إن الجبال من الحصى

قمر الكون
17-2-2009, 05:17 PM
مشكورين ع الموضوع وزادكم الله علما ونورا

همس الدفا
18-2-2009, 06:10 AM
مشكووووووووووووووووور على المجهود

الفجر القريب
15-3-2009, 03:13 AM
جزى الله كل من مرِّ من هنا خير الجزاء

فارس الاسلام
19-3-2009, 12:14 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله كل خير
اللهم انفعنا بما علمتنا و علمنا ما ينفعنا

miss hone
19-3-2009, 03:02 AM
رضي الله عنهم وارضاهم
مشكوووور على الموضوع
تقبل ودي قبل ردي

so0so0 dala
24-3-2009, 01:05 PM
جزاك الله خيرا وبارك الله فيك

arfaj
24-3-2009, 04:53 PM
شكرررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررر رررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررر رررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررر رررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررi con944icon944icon944hmhmhmhmhmhmicon768icon768icon 768Ic-Graduate0Ic-Graduate0Ic-Graduate0

الحزن الأكيد
30-3-2009, 08:10 PM
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
يعطيك العافية أخوي ع المجهود الرائع
جعله في ميزان حسناتك

موزون
1-4-2009, 01:41 PM
الف الف شكر صراحة موضوع متعوب عليه
لي عودة

k@nan
7-4-2009, 11:37 AM
مشكور جداا على المجهود

لايت مون
7-4-2009, 01:20 PM
موضوع رائع
تابع ابداعك

الأفلاطوني
7-4-2009, 05:09 PM
جزاك الله كل خير يا أخي

كفيت ووفيت

وهذا إن دل يدل على حبك للخير للغير

كيساكي إيري
7-4-2009, 10:43 PM
جزاكم الله ألف خير

|[ بـتــآر ]|
8-4-2009, 08:01 AM
http://dc01.arabsh.com/i/00070/imr3klt52ojr.gif

المحترف الحر
13-4-2009, 10:49 AM
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته ,,,,

صراحة مجهوود جباار يستحق الشكر،،

جزيت عنا خيرا

aboabdullah
24-4-2009, 03:01 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاك الله كل خير أخي الحبيب
على هذه السلسلة القيمة في طرحها ومضمونها
بارك الله فيك
ونفع بك الإسلام والمسلمين

Jnoǿon ~
2-5-2009, 03:43 AM
جزيت خيرا
وجعله الله في موازين حسناتك

*نيتروجين*
5-5-2009, 12:54 AM
مـــــــشــــــــكـــــــــــــــور

الفجر القريب
11-5-2009, 04:23 AM
بارك الله في كل من مر ودعا بخير

Hamooode13
21-5-2009, 07:58 PM
مشكووووور اخوي ماتقصر

جبروت ابتسامة
21-5-2009, 08:04 PM
وعليكم السـلَام ورحمة الله وبركااته
ماشاء الله مجهود تشكرون عليه ..
جعله الله في موازين حسناتكم ..

handsome
21-5-2009, 08:25 PM
سيرة عطرة لناس اشادوا بناءالإسلام

أتمنى لك الخير والعافية

yami oni
23-5-2009, 12:55 AM
شكرا عـلى الموضوع
و جزاك الله ألف خير

yami oni

q8i
26-5-2009, 03:37 PM
Mashalah 5oosh kalam ..
hathy elmowathee3 ely testahel ena elwa7d yqraha .
Mn 5air elkalam Seyrat e9a7aba ely elmfrooth ay 7akem bhdnya yt3lm mnhom o ya5th mn 5ebrat-hom.
o alah yhdy mn ykrah e9a7aba -- oo agoolhom law mo a9a7aba jan el2slam mo wa9el lkm o la 9rna moslmien a7na..


many thnx for u
keep it up and good luck

keloa
27-5-2009, 10:46 AM
مشكوووووووووووووووووووووووووووور ونننتظر جديدك

AL-AHLI
28-5-2009, 03:26 AM
اخوي حبيت اقلك (جزاك الله خير)
وشكرا على الموضوع

مالكـ القلوب
28-5-2009, 02:53 PM
موضـــوـوع رآئــع جدآ .. جزآكـ الله خير ..~

مغامر
30-5-2009, 05:57 AM
جزاك الله خيييييير

emy 2010
1-6-2009, 04:14 PM
جزاك الله خيرا

مجنون لوفي
22-6-2009, 08:33 AM
اللة يدخالكم الجنة شكرا جزيلا

القائد لوفي
25-6-2009, 11:15 PM
مشكور على الموضوع

KAITO KEDO
3-7-2009, 06:12 AM
مشكور والله يجعلها من موازين حسناتك

GALAxY..
3-7-2009, 02:58 PM
مشكور جزاك الله خير





تفضلوا لزيارة المنتدى الخاص بي

fx10.yoo7.com (http://www.msoms-anime.net/fx10.yoo7.com)

Schwert
8-7-2009, 09:54 PM
مشكور اخوي tamaki suou لوضعك هذا الموضوع وجعله كمكتبه تضم سير الصحابة الكرام رضي الله عنهم جعله الله في ميزان حسناتك وجزاك الله خيراً وشكراً لكل اخواني واخواتي الكرام الذين ساهموا بوضع سير الصحابة بارك الله فيكم ووفقكم لما يحبه ويرضاه, هذا شيئ جميل جداً ومسعدٌ حقاً والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

المجهول
10-7-2009, 12:48 PM
شكرا لك على الموضوع..~~
بالتوفيق ^___^

الادعج
11-7-2009, 06:21 PM
وعليكم السلام رحمة الله وبركاته


جزاك الله خيرا اخوي وبارك فيك ونفع بك الاسلامى ولمسلمين

واسأل الله ان يرضاء عن الصحابتي اجمعين وان يجمنا بهم مع محمدا صلى الله عليه وسلم

في الفردوس الاعلى ....آمين آمين آمين .

مون-لايت
31-7-2009, 12:18 PM
جزاك الله كل خير

على الموضوع المتعوب عليه

وفي ميزان حسناتك ان شاء الله

aaimsh11
6-8-2009, 08:48 AM
مشكورررر ررررررر

FANTOM.7
10-8-2009, 05:02 PM
أشكرك يالغالي على الموضوع المفيد

وجعله الله في ميزان حسناتك

Ninja_harb
11-8-2009, 02:46 PM
جميل ان أرى سيرة الصحابة
بارك الله فيك على الموضوع
محبك اخوك
Ninja_harb

blue star
31-8-2009, 12:14 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ما شاء الله عليكى
مجهود راااائع
جزاكى الله خيرا على الموضوع المميز
وبانتظار المزيد من مواضيعك المميزة

فى امان الله

nemoooo
31-8-2009, 06:10 AM
اصحابى كلنجوم بأبهم اقتديتم اهتديتم
مشكورة على المعلومات الحلوة

الفجر القريب
31-8-2009, 06:48 AM
شكراً لكم جميعاً..وبارك الله في الإخوة الذين ساعدوا...

blue star - nemoooo

أهلاً بكم وأنا أخ لا أخت رعاكم الله

ŚuρєЯ
7-10-2009, 07:02 PM
السلام عليكم

جزيت خيراً اخي

ووفقك الله في الدنيا والاخرة

بأنتظار جديدك الرائع

rosy_rose
7-10-2009, 08:57 PM
ما شاء الله لا حوة الا بالله
جزاكم الله خير ولكل المشاركين في هذا الموضوع..

AL-NARE
8-10-2009, 09:26 AM
http://www.i44i.net/uploads/images/i44iabf6b1a9df.gif (http://www.i44i.net)

ما قصرت والله يكتب أجرك ويجعلها في موازين حسناتك اللهم آمين

evil shark
9-10-2009, 12:11 AM
مشكور اخويا وما قصرت

عـ الصقر ـيـن
18-10-2009, 06:59 AM
غفر الله لك على هذا الموضوع الجميل

janda3
18-10-2009, 08:48 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جزى الله خيرا كل من ساهم من قريب او من بعيد وكل الاعضاء الدين بحتوا لكي يقدموا لنا سير اعلام هده الامة ومصابيحها فالخير كل الخير في اتباع من سلف جعل اللع هده الاعمال في ميزان حسناتكم جميعا والسلام عليكم

زهرة الغرام
19-10-2009, 01:05 AM
جزاكم الله خير الجزاء

Matsuda
8-11-2009, 06:23 PM
جزاك الله خير

غرور أنثى
26-11-2009, 12:45 PM
http://img211.imageshack.us/img211/2931/12yuk2.gif

الفجر القريب
14-1-2010, 06:46 PM
شكراً لكــم جميــعاً على المرور
شرفتم ~

B I b a
28-1-2010, 09:20 PM
مشكـــــــــــــــــــــور على الموضوع الرائع
جعله الله في موازين حسناتك .

الفردوس
29-1-2010, 11:32 PM
بارك الله فيك
موضوع رائع

One Piece 600
17-2-2010, 09:35 AM
مشكوووووووووووووور على المعلومة

MiTsUhIdEa
19-2-2010, 01:49 AM
http://files.an-island.com/uploadcenter/182692/01266506053.gif

يـ ع ــطيكـ؛ الــ ع ــآإآفيهـ؛ أخوويـ×

مشكوور ع ــلى الموضوعـ× الرآإآئع والمفيد

جزآإآك اللهـ؛ الجنهـ؛ أخوويـ×

جـ ع ــلهـ؛ اللهـ× فيـ× ميزآإآن حسنآإآتكـ×

أ خ ــــتكــ×

http://files.an-island.com/uploadcenter/182692/01266506053.gif

KE
19-2-2010, 11:48 AM
جزاك الله خيراً

الفجر القريب
23-2-2010, 03:06 AM
شكراً جزيلاً لكم على المرور...نورتم

Marshen Guy
6-3-2010, 02:43 AM
جزاك الله خيرا يا أخي على هذا الجهد فقد وفقك الله لإختيار هذا العنوان ، أسأل الله لنا ولكم الثبات والنجاة

dark-girl
21-4-2010, 12:16 AM
شكرأً لكَ اخي على الجهودِ آلعطره وعلى كلّ مَن قآآم بالعملِ معكْ ..

معتزة بديني
22-4-2010, 05:31 PM
جزاك الله خيرا

محبة الحقيقة
24-4-2010, 06:59 PM
ما شاء الله جزاك اللهم خيراْ

أبوعبيده92
7-5-2010, 11:30 PM
جزاكم الله خير أخى
وجعلها الله فى ميزان حسناتك

kartoony
23-5-2010, 02:07 PM
جزاك الله خيراً

جعل الله هذا العمل في ميزان حسناتك

خيالية
27-5-2010, 05:09 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

مشكور على الموضوع الرائع جزاك الله خيرا

الفجر القريب
28-5-2010, 11:39 AM
شكر للجميع على زيارتهم

hgfvr
4-6-2010, 02:26 PM
ماشاء الله ........... مشكوووووووووووووووور جزاك الله خير

حلووهـ
9-6-2010, 07:53 PM
جزاكـ... الله خير على الموضوع الرائعـ...

ابداعq8
11-6-2010, 10:03 PM
جزآآكم الله خير

رضي الله عنهم وارضاهم

وجمعنا بهم في جناته

حطيته بالمفضله:)

جيمس وث
12-6-2010, 11:08 PM
جزاك الله خير

Marshen Guy
11-7-2010, 01:21 PM
السلام عليكم :

هل الموضوع في تحديث ؟ أم أن الركود حل عليه ؟

so-so
14-7-2010, 07:50 PM
الله يبارك فيك

Forest Girl
29-9-2010, 08:54 PM
جزاك الله خير على هذا الموضوع
وكتب الله لك الاجر
اللهم اجعل كل من يقرء هذا الموضوع في ميزان حسناتك