المحققة كونان
18-7-2008, 09:27 PM
..... ((رحلوا وتركوني)).....
جاء الليل بظلمته التي تسكن الخلائق وتريح الأبدان ، جلست بجوار نافذة
غرفتها التي تطل على الحديقة ، بدأت الدموع تتجمع في عينيها اللامعتين مثل كل ليلة ، انسدلت دموعها على خدها الذي لا يعرف غير مجرى الدموع ، بدأت تبكي بمرارة ، تذكرت والديها اللذان كانا يحفانها بالحب والحنان ، ولكن أين هم ؟؟ ...لقد رحلوا وتركوها تصارع آلامها وأحزانها ووحدتها ، تذكرت كيف اشتعل الحريق فجأة وقد التهم جسد والديها الوحيدين ، تذكرت عندما كانت تحرك جسد والديها وكانت تقول : أمي ...أبي ، وبصوت عالي قالت : لا تتركوني أنا أحبكما كثيرا ..لاتدعوني وحيدة ..لا أستطيع العيش من دونكما ...الحياة بعدكما صعبة..مرة كالعلقم ..لا أستطيع تحملها لوحدي...أنتما سندي فيها ..لا تتركانــي ..قوما ..قوما ..كي نعيش حياة جديدة ..بعيدة عن الناس ..أريدكما أنتما فقط..أمــي ..أبـي,وبصوت عالي قالت ودموعها على خدها: يا أغلى شيء بحياتي ..لا أستطيع نسيانكما ...والله أحبــكما ...وبصوت أعلى : أحبـــكما ..، عادت لواقعها المرير ، أغلقت النافذة ورمت صفاء جسدها المنهك على السرير ، مسحت دموعها ، ثم نامت والأحزان تطاردها ، أشرقت شمس الصباح لتزيل ستار الليل ، استيقظت بتثاقل وذهبت لدورة المياه كي تتوضأ حتى تصلي الفجر، توضأت ثم فرشت سجادتها على الأرض ، وعندما فرغت من الصلاة جلست تدعو الله أن يجمعها بوالديها في جنة الفردوس الأعلى حيث السعادة الدائمة التي لا ترحل ، قامت ثم جهزت إفطارها حتى تذهب إلى مدرستها ، تناولت إفطارها ، ثم ارتدت زي المدرسة ، سارت في طريقها إلى المدرسة ، تشعر بأن طريقها طويل لا نهاية له ، وصلت المدرسة ، دخلت الفصل ، ومثل كل مرة تصرخ عليها المعلمة بسبب تأخيرها المتواصل ، جلست في الصف الأخير ، وكل طالبات الفصل ينظرون إليها ، بعضهم يضحك والآخر يسخر ، نظرت لمن حولها بنظرة يملؤها الحزن ، بدأت المعلمة تشرح الدرس وصفاء بدأت تعيد شريط ذكرياتها أمامها ، تذكرت كيف كانا والديها يلعبا معها ، يا لها من لحظات رائعة ، صوت المعلمة تقطع أفكارها : صفاء ..صفاء..، صفاء بانتباه : نـ..نعم ، المعلمة : قولي لي ماذا كنت أقول؟؟..صفاء بارتباك : أ..أنـ..أنا آسفة يا معلمتي لم أكن منتبهة للدرس جيدا ..، المعلمة بغضب : حسنا اجلسي ولكن في المرة القادمة انتبهي للدرس جيدا ..هل هذا واضح يا آنسة صفاء ؟!..، صفاء بحزن : حسنا يا معلمتي ..، جلست صفاء بتثاقل كأنها تحمل شيئا ثقيلا ، دق جرس الانصراف ، عادت كل الطالبات إلى منازلهن ، كانت صفاء تسير في الطريق وكانت تنظر إلى امرأة تضم طفلها بحب وحنان واضح ، تذكرت أمها كيف كانت تضمها بكل حب وحنان ، دمعة خائنة أخذت مجراها من عيناها البريئتان ، أكملت صفاء مسيرها لتقطع الطريق حتى تصل إلى المنزل ، كانت الإشارة حمراء ، بدأت تمشي في وسط الطريق ، وما هي إلا لحظات حتى أتت سيارة مسرعة اصطدمت بجسد صفاء الطاهر ، بدأت الدماء تسيل من جسد صفاء ، والناس تتجمع حولها وهي تلفظ أنفاسها الأخيرة ، نطقت الشهادة ، ثم سلمت روحها إلى خالقها ، تأثر الناس كثيرا ، فمنهم من بدأ بالبكاء ، تقدم أحد الأشخاص إليها ، واتصل بالإسعاف ، وغط الرجل وجه صفاء البريء ، جاءت سيارة الإسعاف وحملت جسد صفاء ، ثم أدخلوها إلى السيارة ، جاء موعد غسل جسد صفاء الطاهر، غسلوها وفاضت منها رائحة المسك الذي ملأ أرجاء الغرفة ، حملوها إلى قبرها حيث الراحة من عناء الدنيا ، نعم لقد عانت صفاء كثيرا بسبب موت والديها ومن تعبها النفسي قبل تعبها الجسدي ، أنزلوا جسدها الطاهر في القبر المظلم ، وضعوا عليها اللحد ، ثم بدؤوا بوضع التراب عليها ودفنها ،لقد ارتاحت صفاء من عناءها وآلامها في الدنيا ، وسوف تجتمع مع والديها في الجنة بإذن ربها .
النهـــــــايهـــ ....Icon-yes0
جاء الليل بظلمته التي تسكن الخلائق وتريح الأبدان ، جلست بجوار نافذة
غرفتها التي تطل على الحديقة ، بدأت الدموع تتجمع في عينيها اللامعتين مثل كل ليلة ، انسدلت دموعها على خدها الذي لا يعرف غير مجرى الدموع ، بدأت تبكي بمرارة ، تذكرت والديها اللذان كانا يحفانها بالحب والحنان ، ولكن أين هم ؟؟ ...لقد رحلوا وتركوها تصارع آلامها وأحزانها ووحدتها ، تذكرت كيف اشتعل الحريق فجأة وقد التهم جسد والديها الوحيدين ، تذكرت عندما كانت تحرك جسد والديها وكانت تقول : أمي ...أبي ، وبصوت عالي قالت : لا تتركوني أنا أحبكما كثيرا ..لاتدعوني وحيدة ..لا أستطيع العيش من دونكما ...الحياة بعدكما صعبة..مرة كالعلقم ..لا أستطيع تحملها لوحدي...أنتما سندي فيها ..لا تتركانــي ..قوما ..قوما ..كي نعيش حياة جديدة ..بعيدة عن الناس ..أريدكما أنتما فقط..أمــي ..أبـي,وبصوت عالي قالت ودموعها على خدها: يا أغلى شيء بحياتي ..لا أستطيع نسيانكما ...والله أحبــكما ...وبصوت أعلى : أحبـــكما ..، عادت لواقعها المرير ، أغلقت النافذة ورمت صفاء جسدها المنهك على السرير ، مسحت دموعها ، ثم نامت والأحزان تطاردها ، أشرقت شمس الصباح لتزيل ستار الليل ، استيقظت بتثاقل وذهبت لدورة المياه كي تتوضأ حتى تصلي الفجر، توضأت ثم فرشت سجادتها على الأرض ، وعندما فرغت من الصلاة جلست تدعو الله أن يجمعها بوالديها في جنة الفردوس الأعلى حيث السعادة الدائمة التي لا ترحل ، قامت ثم جهزت إفطارها حتى تذهب إلى مدرستها ، تناولت إفطارها ، ثم ارتدت زي المدرسة ، سارت في طريقها إلى المدرسة ، تشعر بأن طريقها طويل لا نهاية له ، وصلت المدرسة ، دخلت الفصل ، ومثل كل مرة تصرخ عليها المعلمة بسبب تأخيرها المتواصل ، جلست في الصف الأخير ، وكل طالبات الفصل ينظرون إليها ، بعضهم يضحك والآخر يسخر ، نظرت لمن حولها بنظرة يملؤها الحزن ، بدأت المعلمة تشرح الدرس وصفاء بدأت تعيد شريط ذكرياتها أمامها ، تذكرت كيف كانا والديها يلعبا معها ، يا لها من لحظات رائعة ، صوت المعلمة تقطع أفكارها : صفاء ..صفاء..، صفاء بانتباه : نـ..نعم ، المعلمة : قولي لي ماذا كنت أقول؟؟..صفاء بارتباك : أ..أنـ..أنا آسفة يا معلمتي لم أكن منتبهة للدرس جيدا ..، المعلمة بغضب : حسنا اجلسي ولكن في المرة القادمة انتبهي للدرس جيدا ..هل هذا واضح يا آنسة صفاء ؟!..، صفاء بحزن : حسنا يا معلمتي ..، جلست صفاء بتثاقل كأنها تحمل شيئا ثقيلا ، دق جرس الانصراف ، عادت كل الطالبات إلى منازلهن ، كانت صفاء تسير في الطريق وكانت تنظر إلى امرأة تضم طفلها بحب وحنان واضح ، تذكرت أمها كيف كانت تضمها بكل حب وحنان ، دمعة خائنة أخذت مجراها من عيناها البريئتان ، أكملت صفاء مسيرها لتقطع الطريق حتى تصل إلى المنزل ، كانت الإشارة حمراء ، بدأت تمشي في وسط الطريق ، وما هي إلا لحظات حتى أتت سيارة مسرعة اصطدمت بجسد صفاء الطاهر ، بدأت الدماء تسيل من جسد صفاء ، والناس تتجمع حولها وهي تلفظ أنفاسها الأخيرة ، نطقت الشهادة ، ثم سلمت روحها إلى خالقها ، تأثر الناس كثيرا ، فمنهم من بدأ بالبكاء ، تقدم أحد الأشخاص إليها ، واتصل بالإسعاف ، وغط الرجل وجه صفاء البريء ، جاءت سيارة الإسعاف وحملت جسد صفاء ، ثم أدخلوها إلى السيارة ، جاء موعد غسل جسد صفاء الطاهر، غسلوها وفاضت منها رائحة المسك الذي ملأ أرجاء الغرفة ، حملوها إلى قبرها حيث الراحة من عناء الدنيا ، نعم لقد عانت صفاء كثيرا بسبب موت والديها ومن تعبها النفسي قبل تعبها الجسدي ، أنزلوا جسدها الطاهر في القبر المظلم ، وضعوا عليها اللحد ، ثم بدؤوا بوضع التراب عليها ودفنها ،لقد ارتاحت صفاء من عناءها وآلامها في الدنيا ، وسوف تجتمع مع والديها في الجنة بإذن ربها .
النهـــــــايهـــ ....Icon-yes0