المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كيف يكون جهاد النفس؟



fredoo800
19-8-2008, 12:26 AM
نتَّفق معاً أنَّنا نعيش في دنيا انقلبت فيها الموازين والمعايير، وبات كلُّ شيءٍ يقاس بمنظار المادَّة.
والطغيان الماديُّ على الحياة أدَّى إلى تراجع الربَّانيَّة بين المسلمين، لكن ومع ذلك فإنَّ المسلم المتمسِّك بدينه والقابض عليه درجته عظيمةٌ في هذا الزمان، لاسيَّما أنَّ البيئات التي نعيش فيها لا تعين على التديُّن والالتزام، ومن ثَمَّ فإنَّ الأجر على قدر الجهد.

ويمكن أن تتحقَّق الشفافية الإيمانيَّة والسموَّ الروحيَّ عبر جملةٍ من الالتزامات هي:
1- مجاهدة النفس، فالنفس أمَّارةٌ بالسوء، ومن ثَمَّ لابدَّ من مقاومتها وتعويدها على عبادة الله، وإذا سار المرء وراء نفسه وتحريضها على الشهوات خاب وخسر، وليس فقط مجاهدة النفس في مواجهة المعاصي، وإنَّما مجاهدة النفس من أجل التزوُّد بالطاعات والإكثار من الأعمال الصالحة.

2- مجاهدة النفس على ترك ما حرَّم الله بقوَّة، والله تعالى يقول: "يا يحيى خذ الكتاب بقوَّة"، أي الإقلاع الفوريَّ عن المعصية، ثمَّ لزوم التوبة والاستغفار، والعزم على عدم العودة إليها مرَّة ثانية، والندم على ما حدث، لكن إذا تعلَّق الأمر بالآخرين فيجب دعوتهم بالحكمة والموعظة الحسنة.

3- أن يعيش المسلم لله، أي يكون كلُّ شيءٍ في حياته لله، والله تعالى يأمرنا بأن نعتقد ونقول: "قل إنَّ صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله ربِّ العالمين، لا شريك له وبذلك أُمِرت وأنا أوَّل المسلمين".

4- الصدق مع الله عزَّ وجلّ، والصدق مع النفس، والصدق في كلِّ شيء، فإنَّ إلزام النفس بالصدق يحرِّضها دائماً على تحرِّى الحق، ومن ثَمَّ الشفافية في القول والعمل.

5- الإخلاص، قال تعالى: "إنَّا أنزلنا إليك الكتاب بالحقِّ فاعبد الله مخلصاً له الدين، ألا
لله الدين الخالص"، أي لا يبتغى المسلم بعمله إلا وجه الله الكريم.

6- ملازمة كتاب الله عزَّ وجلَّ وسنَّة رسوله صلى الله عليه وسلم، قراءةً وتدبُّراً وعملاً بما جاء فيهما من تعاليم وتوجيهاتٍ وأحكام، فإنَّ ذلك يعين العبد على أن يكون ربانيّا.

7- دراسة سير الصحابة الأفذاذ والعلماء الربَّانيِّين، وكيف تجسَّدت معاني الشفافية في سلوكيَّاتهم وتصرُّفاتهم.

8- اعتزال الفسَّاق والفجَّار وأماكن اللهو والعبث، إلى أماكن العبادة والطاعة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

9- الارتباط بالصحبة الصالحة، وما تقوم به من واجباتٍ دعويَّة، والتزاماتٍ تعبديَّة.

10- المحافظة على أذكار الصباح والمساء، فالذكر أصلٌ من أصول الدين وأركانه، يقول الرسول صلى عليه وسلم: "مثل الذي يذكر ربَّه والذي لا يذكر ربَّه مثل الحيِّ والميِّت"رواه البخاري.
والذكر من أفضل الطاعات والقربات لله عزَّ وجلّ، وهو خير الأعمال، والله يقول في الحديث القدسيّ: "من شغله ذكري عن مسألتي، أعطيته أفضل ما أُعطي السائلين"رواه البزَّار والبيهقيّ، وروى الترمذيُّ نحوه، وسنده حسن.

وفَّقك الله أخي الكريم.

وبانتهاء إجابة أستاذنا الشيخ ناظم المسباح أكرمه الله تعالى، بقي أن أشير إلى حديثٍ قديم، مرتبطٍ بوسائل رفع الإيمان، وهي ثلاث: الزاد- والرفقة- وإيمان المعاملة، وأدعوك إلى قراءة تفصيل ذلك في الاستشارة التالية:
الذنوب.. الثقة في النفس.. الإرادة: أيهذا الشاكي... (http://www.islamonline.net/Daawa/Arabic/display.asp?hquestionID=1474)

أسأل الله تعالى أن يحقِّق فينا جميعاً الشفافية والسموَّ الروحيّ..ر.

icon26icon26icon26icon26icon26icon26icon26icon26ic on26icon26icon26icon26 يارب اغفر لنل جميعا وادخلنا الجنة
لا تنسوا الردود واريد ارائكم فى حال المسلمين اليوم

~S.Kudo~
21-8-2008, 06:57 AM
مشكور عــ الموضوع