SSALAH
4-12-2008, 07:43 PM
معايير الرجولة
نايف بن بدر المرشدي
تختلف معايير الرجولة من شخص لآخر، ومن طائفة لأخرى، فهذا له نظرة معينة في أساسيات الرجولة ومعاييرها، وذاك له نظرة أخرى مخالفة لنظرة الأول، فتجد صنفاً من الناس يرون الرجولة في كذا وكذا من الأعمال التي تعتبر عند غيرهم أموراً عادية لا تزيد ولا تنقص من قيمة المرء شيئاً، ويعتبرها غيرهم مما يخل بالرجولة..!!
ولاشك أن هذا تضارب واختلاف وخلل، لكن أين مكمنه؟ ومن أين منشأه؟ وهل الخلل في الصفات أم في الواصفين؟
إنه بلا شك في الواصفين والمنصفين وفي نظرتهم وأسسهم التي يحكمون بناء عليها ولعلي قبل أن أبدأ بالدوافع لهذا والعلاج له أن أبين للقارئ العزيز صوراً خاطئة من اختلاف المعايير عند أصناف من شعبنا الكريم، فإليك الصورة الأولى: يرى لصوص المشروعات والميزانيات وأقسام التموين أن الرجولة عند من استطاع أن يجعل ما قيمته ألف بعشرة آلاف وما قيمته مليون بخمسة ملايين، فيجعلون هذا الشخص نبراساً لهم ومثلاً أعلى يقتدون به ويشيرون إليه بالبنان.
أما الصورة الثانية فهي مع أصحاب المشاكل والمشاجرات فإن الرجل عندهم من ضرب خصمه حتى كسر يديه أو رجليه، وأما من عفا وأصلح فهو عندهم ضعيف جبان بعيد عن الرجولة ومعانيها.
وأما ثالث الصور الخاطئة في معايير الرجولة فهي مع من يرى أن من هجر أقاربه وقاطعهم وقاطع مناسباتهم وأفراحهم وأحزانهم هو أرجل الرجال وأطيب الناس نظراً لبعده عن إيذاء أقاربه وسلامته من كلامهم فيه..!!
ففي الصور الثلاث السابقة نرى اختلاف الناس في الحكم على الرجال، وأن مصدر الحكم هو الأهواء الشخصية والرغبات النفسية ولا تنتمي أحكامهم إلى الحق ولا تمت إليه بصلة.
فالأول يرى أن من يأكل السحت الذي النار هي أولى به هو الرجل..!!
والثاني يرى أن من يسيل دماء الناس بلا ذنب هو الرجل..!!
والثالث يرى أن قاطع رحمه والموعود بعذاب الله هو الرجل!!
وكل هؤلاء مخطئون في نظراتهم وغيرهم كثير ممن يسيرون على نظرة شبيهة لنظرتهم.
وكل هؤلاء ومن هم على شاكلتهم جاهلون بحقيقة الرجولة وأصولها، فالرجولة الحق بالتمسك بتعاليم الكتاب والسنة.
الرجولة في خدمة الدين وتعلمه وتعليمه والدفاع عنه.
الرجولة في خدمة الوطن ومحبته والمحافظة على أمواله وممتلكاته.
الرجولة في تعلم ما ينفع في الدنيا أو الآخرة وترك ما يضر فيهما أو في أحدهما.
الرجولة في خدمة المجتمع والتعاون مع أفراده.
الرجولة في الرحم والوقوف مع الأقارب في السراء والضراء.
الرجولة الكرم والشهامة وسعة الخاطر والتحمل عند الشدائد.
الرجولة في احترام الكبير والعطف على الصغير.
الرجولة في التواضع ولين الجانب والبشاشة وحسن القبول للآخرين.
الرجولة في فعل كل عمل حسن وترك كل عمل قبيح.
وللأسف فإن هناك فئات من الناس قلبت الموازين، فجعلت الشر خيراً والخير شراً -والعياذ بالله-، جعلوا الشر هو الأحسن والأفضل والذي ينبغي فعله ويحمد فاعله، وجعلوا الخير هو الأسوأ والأردئ والذي ينبغي تركه ويذم فاعله -نسأل الله السلامة والعافية-.
فجعلوا التواضع ضعفاً وذلة وخفة، وجعلوا الكبر قوة وعزة وثقلا..
جعلوا مساعدة الناس غباء واستخفافا، وسرقتهم ذكاء وفطنة..
فياللعجب من هؤلاء وحالهم، وأعان الله أبناءهم وأقاربهم عليهم وعلى نظرياتهم المعكوسة وحقائقهم المقلوبة، وقد أخبر النبي -عليه الصلاة والسلام- عن هؤلاء حيث قال واصفاً لقلب الإنسان بعد أن تعرض عليه الفتنة فيقبلها: (لا يعرف معروفاً ولا ينكر منكراً إلا ما أشرب من هواه).
فإلى كل من غيّر موازين الحق، وإلى كل من حكم على الرجال على حسب هواه: ارجع إلى الموازين السليمة والمعايير القويمة، واحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله، فإن العودة للحق خير من التمادي في الباطل.
(Naif-b-22*************)
نايف بن بدر المرشدي
تختلف معايير الرجولة من شخص لآخر، ومن طائفة لأخرى، فهذا له نظرة معينة في أساسيات الرجولة ومعاييرها، وذاك له نظرة أخرى مخالفة لنظرة الأول، فتجد صنفاً من الناس يرون الرجولة في كذا وكذا من الأعمال التي تعتبر عند غيرهم أموراً عادية لا تزيد ولا تنقص من قيمة المرء شيئاً، ويعتبرها غيرهم مما يخل بالرجولة..!!
ولاشك أن هذا تضارب واختلاف وخلل، لكن أين مكمنه؟ ومن أين منشأه؟ وهل الخلل في الصفات أم في الواصفين؟
إنه بلا شك في الواصفين والمنصفين وفي نظرتهم وأسسهم التي يحكمون بناء عليها ولعلي قبل أن أبدأ بالدوافع لهذا والعلاج له أن أبين للقارئ العزيز صوراً خاطئة من اختلاف المعايير عند أصناف من شعبنا الكريم، فإليك الصورة الأولى: يرى لصوص المشروعات والميزانيات وأقسام التموين أن الرجولة عند من استطاع أن يجعل ما قيمته ألف بعشرة آلاف وما قيمته مليون بخمسة ملايين، فيجعلون هذا الشخص نبراساً لهم ومثلاً أعلى يقتدون به ويشيرون إليه بالبنان.
أما الصورة الثانية فهي مع أصحاب المشاكل والمشاجرات فإن الرجل عندهم من ضرب خصمه حتى كسر يديه أو رجليه، وأما من عفا وأصلح فهو عندهم ضعيف جبان بعيد عن الرجولة ومعانيها.
وأما ثالث الصور الخاطئة في معايير الرجولة فهي مع من يرى أن من هجر أقاربه وقاطعهم وقاطع مناسباتهم وأفراحهم وأحزانهم هو أرجل الرجال وأطيب الناس نظراً لبعده عن إيذاء أقاربه وسلامته من كلامهم فيه..!!
ففي الصور الثلاث السابقة نرى اختلاف الناس في الحكم على الرجال، وأن مصدر الحكم هو الأهواء الشخصية والرغبات النفسية ولا تنتمي أحكامهم إلى الحق ولا تمت إليه بصلة.
فالأول يرى أن من يأكل السحت الذي النار هي أولى به هو الرجل..!!
والثاني يرى أن من يسيل دماء الناس بلا ذنب هو الرجل..!!
والثالث يرى أن قاطع رحمه والموعود بعذاب الله هو الرجل!!
وكل هؤلاء مخطئون في نظراتهم وغيرهم كثير ممن يسيرون على نظرة شبيهة لنظرتهم.
وكل هؤلاء ومن هم على شاكلتهم جاهلون بحقيقة الرجولة وأصولها، فالرجولة الحق بالتمسك بتعاليم الكتاب والسنة.
الرجولة في خدمة الدين وتعلمه وتعليمه والدفاع عنه.
الرجولة في خدمة الوطن ومحبته والمحافظة على أمواله وممتلكاته.
الرجولة في تعلم ما ينفع في الدنيا أو الآخرة وترك ما يضر فيهما أو في أحدهما.
الرجولة في خدمة المجتمع والتعاون مع أفراده.
الرجولة في الرحم والوقوف مع الأقارب في السراء والضراء.
الرجولة الكرم والشهامة وسعة الخاطر والتحمل عند الشدائد.
الرجولة في احترام الكبير والعطف على الصغير.
الرجولة في التواضع ولين الجانب والبشاشة وحسن القبول للآخرين.
الرجولة في فعل كل عمل حسن وترك كل عمل قبيح.
وللأسف فإن هناك فئات من الناس قلبت الموازين، فجعلت الشر خيراً والخير شراً -والعياذ بالله-، جعلوا الشر هو الأحسن والأفضل والذي ينبغي فعله ويحمد فاعله، وجعلوا الخير هو الأسوأ والأردئ والذي ينبغي تركه ويذم فاعله -نسأل الله السلامة والعافية-.
فجعلوا التواضع ضعفاً وذلة وخفة، وجعلوا الكبر قوة وعزة وثقلا..
جعلوا مساعدة الناس غباء واستخفافا، وسرقتهم ذكاء وفطنة..
فياللعجب من هؤلاء وحالهم، وأعان الله أبناءهم وأقاربهم عليهم وعلى نظرياتهم المعكوسة وحقائقهم المقلوبة، وقد أخبر النبي -عليه الصلاة والسلام- عن هؤلاء حيث قال واصفاً لقلب الإنسان بعد أن تعرض عليه الفتنة فيقبلها: (لا يعرف معروفاً ولا ينكر منكراً إلا ما أشرب من هواه).
فإلى كل من غيّر موازين الحق، وإلى كل من حكم على الرجال على حسب هواه: ارجع إلى الموازين السليمة والمعايير القويمة، واحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله، فإن العودة للحق خير من التمادي في الباطل.
(Naif-b-22*************)