المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : منقذ في غزة



sOfI-sAn
2-1-2009, 08:58 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


قصة خطها قلمي اليوم


من وإلى ابناء غزة


أطفال كانوا أم كبارا


شبابا كانوا أم شيابا


إليكم:



"حملتها, حملتها بين ذراعي, كما حملت الآخرين, إلا... إلا أنها مختلفة, مختلفة تماما عنهم, فلقد كانت متمسكة بي بقوة, وكأنها متمسكة بالحياة, يدها الصغيرة ممسكة بسترتي, وكأنها سترة نجاة بالنسبة إليها, وقد خبات وجهها في صدري.




********


كانت قبضتها قوية, وكأنها تروم مني الحنان, وكأنها تروم مني الانقاذ, وكأنها تقول لي بهذه القبضة: لا تتركني, لا تتركني كما تركني الآخرون, ولا تكرهني, كما كرهني الآخرون, فأنت آخر أمل لدي, وبالفعل, لم أتركها, ولم تتركني.




********


في لحظة ما, لم أعرف متى, لم أعرف لماذا, نسيت كل ما حولي, لم أعد أسمع شيئا, لم أعد أرى شيئا, لم أعد أشعر بشيء غيرها هي, سمعت مناجاتها البريئة, رأيت خوفها, شعرت بوجودها, هي فقط, ولم أستيقظ من تلك الحالة إلا على صوت أحد يناديني: هيا تعال أسرع, هنالك حالات أخرى.




********



كان علي أن أتركها, لم أعلم أين, فكل مكان أبشع من الآخر, جثة هامدة هنا, وبقعة دم متخثر هناك, وامرأة تبكي كما لو أن حزن العالم كله قد سقط على رأسها, لم أعلم أين أتركها....."





********



في كل يوم باذنه تعالى ساضع جزءا جديدا

rule of rose
3-1-2009, 02:00 AM
فيما بعد ساضع ردي باذن الله..
اشعر بالقهر في داخلي واعجز عن التعبير الان
لذلك لا اقول الا مشكورة اختي وارجو التكملة
في حفظ الرحمن

sOfI-sAn
3-1-2009, 02:11 PM
إليكم:





"فلمحت ممرضة لم أدقق في ملامحها, ولكني اتجهت إليها متوسلا بأن تهتم بها, وأن تجد لها أي طبيب, فلقد كان الكل مشغولا, والمشفى كله في حركة أعلم أنها لن تستطيع استيعابها.




********




أفلتها, ولكنها لم تفلتني, حاولت أن أطمئنها, فقلت لها: لا تقلقي يا صغيرتي, ستكونين بخير هنا, ولكن فاجاني ردها: لن أكون بخير مع شخص غيرك, انعقد لساني, وأنا أحدق إلى وجه طفلة أمامي, وجه طفلة اختبات ملامحه الصغيرة خلف بقع رمادية, وبؤرتان صغيرتان, تنبع منهما براءة الطفولة المسلوبة, وجبهة ملساء, قرأت ما كان خفيا فيها, كلمة واحدة فقط, حولت حياة هذه الطفلة إلى حجيم مستعرة, الحرب.




********




سمعت صوتها مرة أخرى وكأني أسمع أعذب ألحان الفردوس: عدني بأنك ستعود, خرجت الكلمات تلقائيا من فاهي: أعدك, أعدك بأني سأعود, ولكن عديني بأنك ستبقين هنا, سمعت ذلك الصوت للمرة الثالثة, وهذه المرة كان أعذب واجمل, لوقع الكلمة على لسانها: أعدك.




********




ثم أدبرت مسرعا إلى سيارة الإسعاف القادمة, والذي كان فيها أسوأ وأدمر, وأنا أرى المآسي حولي, ولا أستطيع فعل شيء في الوقت المناسب, أتحرك فقط عند فوات الأوان, ولكن ليت هذا الأمر بين يدي, أنقل الموتى والمصابين والأشلاء, وأنقل اثقل الأخبار على المسامع, هكذا هو يومي, أرى وأعمل وأفعل وما لا أمل فيه...."



********

فتاة الصداقة
3-1-2009, 10:21 PM
شكرا جزاك الله الجنة
كلماتك ترشق القلب
مثل سكينة قوية
كلماتك حزينة جدا
تحياتي:فتاة الصداقة

Qute .. }
3-1-2009, 11:02 PM
أشكركـ جزيل الشكر عزيزتي ، وفقك الله =] ..

OSAMA.SH
3-1-2009, 11:36 PM
اشكرك اختي علي تعابيرك الصادقة

كل التحية

sOfI-sAn
4-1-2009, 01:19 PM
إليكم:




"قليلا ما يلمع بصيص الأمل هنا, ولكن اليوم, أشعر بأن الأمل قد لمع, بل وسطع وشع, مع كل هؤلاء الموتى والجرحى, أرى الأمل, ليس في دول الوطن العربي, كلا, بل في نصرة الله لنا.



********

عملنا هنا, إنقاذ الأرواح, الأرواح التي ذبلت في الأجساد, الأرواح التي أصبحت مجرد أرماق قليلا وتتلاشى, وأنا واقف هنا, بالي ليس هنا, بالي مع زوجتي المسكينة, الضائعة في هذا الزحام الخانق, ترى الأطفال يموتون, وهي تتمنى أن ترزق بواحد.



********


غريبة هي هذه الدنيا, في الوقت ذاته, بالي مع ملاك الطفولة ذاك, ذلك الملاك الذي سحرني بنظراته وصوته وملامحه, إنه الطفولة مجسدة في طفلة بمنتهى البراءة.



********


وينتهي الدوام, ويتنهي اليوم التاسع من غزو غزة, ولكن لا تنتهي الصواريخ أبدا, ولا تنتهي الآلام أبدا, ولكن أيضا, لا ينتهي الأمل مهما حدث...."



********

اسد الفلوجه
6-1-2009, 08:39 AM
شكرا على هذه الجمل المعبره والحزينه

Kimberly
8-1-2009, 12:27 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
عزيزتى من جد كلمات مؤثرة كثير
بارك الله فيك
و جزاك خيرا
الله لا يحرمنا من ابداع قلمك
فى رعاية الله

باتوساي
8-1-2009, 12:37 PM
سلام عليكم

كلمات جدا مؤثرة يا اختي

جزاك الله خيرا

وننتظر الجديد منك

ودمت بود


إلى اللقاء