المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : <<<أول قصة أكتبها>>> الجزء 3



شجرة الكرز
20-1-2007, 07:23 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...

كيف هي أحوالكم جميعاً؟؟؟

لقد أنتهيت من كتابة الجزء الثالث من قصتي...



وربما أطيل عليكم في هذا الجزء أكثر مما أطلت عليكم في الجزئيين السابقين...

لذا أرجو المعذرة مقدماً ((على الإطالة))...

ومؤخراً ((على التأخير))...

^_^والآن أترككم لتتصفحوا سطور هذا الجزء المتواضع^_^

تحياتي القلبية لكم...

............................................

................................

.................



الجزء الثالث

الفصل الأول



في المخيم الصغير، والمكون من خيمة كبيرة للمطبخ وتناول الوجبات الثلاث... وخيمة أخرى بنفس الحجم لقضاء اليوم أو التجمع فيها... وخيمتنان أصغر بقليل منهما لأخذ قسطاً من النوم في الليل... وفي وسط المخيم ملعب صغير ليمارسوا به بعض الرياضات المحببة... وفي مقدمتة بوابة كبيرة... وقد وقف بجانبها بعضهم واثنان منهم وقفوا على سلمين على جانبيها ممسكين بقطعة كبيرة من الخشب كتب عليها مخيم الطلاب... وبعد أن أتموا هذه المهمة نزلا من على السلم... فأطلق ((John)) صفارة عالية معلنا انتهائهم من ترتيب المخيم...

_((Daniel)): أحسنتم يا شباب، والآن بعد أن انتهينا من إعداد مخيمنا الصغير... ماهي الخطوة الأخرى؟؟؟
_ ((John)): أوه، يا إلهي!!! الجدول بين يديك ((Daniel)) ...
ضحك الجميع لتعليق ((John))

في حين ابتسم ((Daniel)): شكرا لك... على الملاحظة... حسناً بما أنه اليوم الأول لنا ويوجد بعض المتخلفين عن الحضور... فسنسير على خطتنا التي وضعناها في الأمس بدءاً من الغد... هل جميعكم موافق؟؟؟
أجاب ذلك الفتى الواقف وهو يضع احدى قدميه على كرة القدم: أرجو المعذرة ((Daniel)) إنني موافق على الجدول الموضوع لقضاء العطلة... لكن أود لو أن ((John)) يعلن عن مباراة بين فريقي كرة القدم حتى نمرح قليلاً... بالطبع بعد موافقة الأساتذة...

أجاب الدكتور((Henry))أستاذ في كلية الحقوق، والذي أقيم تحت رعايته هذا المخيم،كان يقف بجانب ((Daniel)): ألا تعتقد من الأفضل أن ننتظر بقية أعضاء المخيم؟!!
أجابه الفتى: لكن يا أستاذ أنهم تأخروا كثيراً، وجميع لاعبي فريق كرة القدم متواجدون الآن...
ابتسم((Daniel)) وهو ينظر إلى الاستاذ:أظن أنه محق... ومن الأفضل أن نلبي رغبته...
أجاب((Henry)):أرجوك، إنه ليس وقت المزاح...

ضحك ((Daniel)) وقال للأستاذ: أعني أنه ... أنه يجب أن نبدأ قبل وصولهم... فإن أعطيناهم فرصة هذه المرة سيتمادون مرات أخرى... مارأيك؟؟؟
فكر الاستاذ قليلاً، بعدها رفع رأسه، بابتسامة، قائلاً: إنني موافق، والآن يا((John))أعلن بصفارتك عن إقامة المباراة وليتجمع اللاعبين...

انطلقت صفارة((John))تعلن عن إقامة مباراة لفريقي كرة القدم... وتجمع كل اللاعبين من بينهم الحكم... والجمهور...



أما في الجهة الأخرى... وفي إحدى المخيمات الربيعية، وبين مجموعة من الأشجار الصغيرة... كان هناك مجموعة من المنازل الخشبية الصغيرة... التي تم بنائها بشكل بشكل كوخ كبير رائع، وتتكون من طابقين... الطابق الأرضي به الصالة بحجم متوسط والمطبخ، وغرفة صغيرة... أما في الطابق العلوي فيه ستة غرف، منتشرة على جانبي الممر... بحيث يكون ثلاثة غرف منها تطل على الواجهة الخلفية له، وعلى نهر صغير يشق طريقه بين العشب الأخضر... والثلاثة الأخرى تطل على الجهة الأمامية من المنزل الخشبي... هذا هو مخيم الربيع... الذي اعتاد السيد ((Victor)) مع أصدقائه قضاء عطلات الربيع فيه...

هبطت ((Jennifer)) السلالم مسرعة حين وصل إلى مسامعها رنين الهاتف... حملت السماعة إلى أذنيها قائلة: مرحباً... من المتكلم؟؟؟
صاحب الصوت: مرحبا((Jennifer)) كيف حالك؟؟؟
_((Jennifer)): أهلاً بالسيد((Oliver))... أين أنتم؟؟؟
والتفت إلى خلفها حيث كانت ((Kitty))قد نزلت من الطابق العلوي للتو... في كان السيد ((Oliver)) يحادثها في الهاتف: لن آتي إليكم اليوم... فقد وصلني اتصال ضروري، من أحدهم يريد مني أن أبحث عن خريطة منزله، لأنه يريد أن يغير جزءاً من منزله...
_ أجابت((Jennifer))بضيق: حسناً... ألن تأتي السيدة ((Mary)) مع ((Sassily))؟؟؟
_((Oliver)): أوه، أين تلك الأوراق؟؟؟ أين ذهبت؟؟؟
_((Jennifer)): ماذا قلت؟؟؟ مع من تتحدث؟؟؟
_((Oliver)): آسف ياعزيزتي... إنني أبحث عن أوراقي والرسومات... على كل حال قدمي اعتذري لوالدك نيابة عني... ... ((Mary))و((Sassily)) لن يأتيا اليوم... سآصحبهم معي بعد يومان أو ثلاث... وأرجو أن أنتهي من عملي أسرع من ذلك...
_((Jennifer)): حسنا... إلى اللقاء سيد((Oliver))...
ودعها السيد((Oliver)) وأعادت سماعة الهاتف مكانها... وأخبرت ((Kitty)) بما قاله لها... عندها وقف السيد((Victor)) عند إحدى الآرائك بعد خروجه من المطبخ، قائلاً: من المتحدث صغيرتي؟؟؟

أخبرته ((Jennifer)) بالحديث الذي دار بينها وبين السيد((Oliver))، فابتسم السيد((Josef)) وقال: لا عليكما، إنه مهندس دائم الانشغال، لحسن حضكما أن السيد((William)) مع زوجته وابنته في الطريق...

تكلم ((Simon)) موجهاً حديثه للسيد ((Victor)): لقد وضعت الحقائب في الغرف سيدي... ألا تريد شيئاً آخر؟؟؟
_((Victor)): شكراً لك... لكن السيدة ((Helene)) تحتاجك في المطبخ...
أومأ برأسة علامة الموافقة والتفت إلى((Jennifer))قائلاً: آنستي الصغيرة... لقد وضعت حقيبتك في الغرفة التي تفضلينها مع الآنسة ((Kitty))...
_((Jennifer)): شكراً، إنك دائما تعرف ماذا أحب... وتتعب نفسك من أجلي... شكراً لك.
تمتم ((Simon)): إنك... كابنتي، كيف لا أتعب نفسي من أجلك؟!!

سمعت ((Jennifer)) تلك الكلمات التي تبعتها دموع... فقالت معتذرة: إنني آسفة لم أقصد أن أذكرك بإب...
قاطعها قائلا: إنها لا تغيب عن ناظري أبداً بعد وفاة والدتها... فلا تقلقي...
بعد هذه الكلمات توجه إلى السيدة((Helene))في المطبخ... فقال لها: هل تريدينني سيدتي؟؟؟
_ ((Helene)): نعم، أريد منك أن تضع لنا في الشرفة الخلفية، الطاولة التي في القبو مع مقاعدها بعد أن تنظفها جيداً...

_((Simon)): حسناً سيدتي، كما في المرات السابقة، صحيح؟!!
_ ابتسمت((Helene)): صحيح، إنك تعلم أن تلك الفتاة منذ زمن لم ترى ذويها في الريف... فتركتها تذهب في إجازة صغيرة، وأنت ستحل مكانها حتى عودتنا...
_((Simon)): أتعنين آنسة((Sally))... ولكن لا عليك يا سيدتي، إنني رجل أستطيع فعل أي شيء تطلبين...

مشى بخطوات واسعة خارجاً من الباب الخلفي لينفذ ما طلب منه... أما ((Jennifer))و ((Kitty)) فكانتا تجلسان على درجات السلم عند الباب الأمامي... تنتظران عائلة السيد ((William))... بعد دقائق قليلة لاحت السيارة السوداء الخاصة بالسيد ((William)) تشق الطريق حتى وصلت إلى بداية المخيم... توقفت بجانب بقية السيارات... وهبط ركابها منها... نهضت ((Jennifer)) و ((Kitty)) لاستقبالهم...

عانقت ((Julia))صديقتيها قائلة: مرحباً، أخيرا وصلنا...
_ ((Kitty)): مرحباً بك... وصلتم بعد صبر طويل...
_ ((Jennifer)): مرحباً ((Julia))... كيف حالك سيد ((William))؟؟؟ كيف حالك سيدة ((Emily)) ؟؟؟

صافح السيد ((William)) كلا الفتاتين : أهلاً ((Jennifer))... كيف حالك((Kitty))؟؟؟
لكن السيدة((Emily))كعادتها لم تجب بل اكتفت بابتسامة خفيفة على وجهها... ودخلت خلف زوجها... رحب السيد ((Victor))و ((Josef)) بهما بحرارة...

فقال السيد ((Victor)): تفضلا بالجلوس... لقد كنا في انتظاركم!!!
قبل جلوسهم، تقدم السيد ((William)) منه وأمسك بالسيجارة التي كانت بين شفتيه وسحقها بالمطفأة... ابتسم ((Josef))قائلاً: أحسنت صنعاً، حاولت أن أجعله يتركها لكن بلا فائده...
جلس ((Victor))على المقعد: لا أحد يستطيع ذلك إلا أنت و ((Jennifer))...
_((William)): إذن عليك ب((Jennifer)) كلما وجدته يدخن أطلب منها التدخل... إن كان هذا الدواء الممتاز لهذه الحلات...

بدأ الحديث يتوسع تدريجياً... عندما استأذنت ((Emily)) قائلة: اسمحوا لي، سأذهب لأرى السيدة ((Helene))...
لكنها لم تلقى رداً منهم، فهم عندما يجتمعون ينسون في أي عالم هم... تقدمت ناحية باب المطبخ، رافعة رأسها، وقفت تنظر إلى السيدة ((Helene)) من وراء نظارتها، ثم قالت: مرحباً...

التفتت((Helene))تنظر إلى صاحبة الصوت، فقالت: أوه عزيزتي، كيف حالك؟؟؟ لم أرك منذ فترة!!! كنت أعتقد بأنك لن تأتي كما في المرات السابقة...
_((Emily)): إنني بخير... تعلمين أنني مشغولة بعملي... لكن أنا في إجازة طويلة...
نظرت حولها إلى أثاث المطبخ البسيط، واستأنفت قائلة: أراك تعدين الغداء!!! هل تريدين مساعدة ياعزيزتي؟؟؟ أم أنك انتهيت؟!!
_ ((Helene)): بقي القليل يا عزيزتي... اذهبي واختاري لك ولزوجك غرفة، وأخبري ((Simon)) بأن يأخذ حقائبكم إليها...
_((Emily)):لن أختار أياً منها...

نظرت ((Helene)) متعجبة... فأجابتها ((Emily)): أريد غرفتي المعتادة لا غير... والحقائب أنا وزوجي نأخذها إلى الغرفة عندما نريد الذهاب إلى أعلى...
_ ((Helene)):أتعنين الغرفة التي اخترتها عند أخر زيارة لك إلى هنا؟؟؟
_((Emily)): نعم، هذا ما عنيته...
التفتت كأنها تبحث عن شخص ما قائلة: اممممم كأنه هناك شخص مفقود؟!!
عرفت((Helene))بما تعنيه السيدة((Emily)) لكنها قالت: نعم، الآنسة ((Sally)) فأنا أعطيتها إجازة...

تعجبت ((Emily)) من هذا الرد فقالت: لا... لم أكن أعني ((Sally)) تلك الفتاة...
ابتسمت((Helene)): أعلم، إنك تعنين السيدة((Mary))، إن زوجها لديه بعض الأعمال المهمة... تتطلب بعض الأيام...

جلست ((Emily)) على أحد المقاعد تنظر إلى السيدة ((Helene)) وهي تعد الطعام... أما الفتيات فكن يرتبن حاجياتهن في غرفتهن... وعند الإنتهاء سبقت ((Julia)) صديقتيها في النزول إلى الصالون ومن ثم إلى طاولة الطعام في الشرفة الخلفية... انتبهت((Kitty)) إلى حركات السيدة ((Emily)) فأمسكت بذراع ((Jennifer)) قائلة: إنني لم أرى السيدة ((Emily)) منذ أكثر من سنتان، كانت آخر مرة قضت العطلة برفقتنا وهي أول مرة التقيت بها ... ولولا كلمات ((Julia)) عنها لاعتقدت أنها توفيت...

_((Jennifer)): ألا تعلمين أنها أستاذة في كلية الحقوق؟!! وأنها دائمة الانشغال كما تقول((Julia))...
_((Kitty)): بلى أعلم... لكن للتو لاحظت تلك الحركات التي تجعلها تبدو مغرورة... ألم تلاحظي؟؟؟
_((Jennifer)): هذا صحيح... لقد توقعتها أنا كذلك مغرورة ومتكبرة... لكن حالما تتعرفين عليها ستجدين أنها لطيفة جداً...

أمسكت ((Jennifer))بين كفيها بكف((Kitty)) وخرجتا معاً إلى حيث يجلس الجميع... رفعت السيدة ((Emily)) رأسها عندما رأتهما... فأشارت بيدها إلى المقعد الذي بجانبها قائلة: فلتأتي إحداكن بجانبي فيوجد مكان هنا...

ترددت ((Kitty)) قليلاً... ونظرت إلى ((Jennifer)) فابتسمت لهاابتسامة شجعتها للجلوس بجانب السيدة ((Emily))... فيما اتجهت ((Jennifer)) إلى حيث جلس والدها و ((Simon)) ووقفت بينهما حاملة بين يدها المقعد... فقالت: أيسمح لي السيدان بالجلوس بينهما؟؟؟
ضحك ((Victor))قائلاً: لا يمكنك يا آنسة... إنه لمن الصعب أن اتنحى جانباً...
وضعت المقعد على الأرض واتجهت ناحية السيد ((Josef)) واضعه يدها على كتفه: وهل يمكنني توكيل أحد المحامين ليساعدني في مشكلتي؟؟؟

ابتسم ((Josef)) وقال: قضيتك سهلة جداً يا آنسة... لكن هل يمكنك رفع دعوى على والدك؟؟؟
وبما أن ((Simon)) اعتبر نفسه أحد أفراد العائلة فأكمل قائلا: لا ياسيدي إنها ترفع الدعوى علي أنا... فأنا من احتل مكانها...
_((Jennifer)): حسنا لقد سهلت القضية بكثير باعترافهما... إنهما اتفقا على احتلال مكاني...
هز ((Victor)) رأسه مبتسماً: ألا يوجد من يشهد ضد الفتاة
...
_((Josef)): لا أيها المتهم... ليس معك شهود... فالأفضل لك أن تسلم الموقع أو أن نقبض عليك...
تنحى ((Victor)) جانباً بمقعده: عذراً يا آنسة لقد اعتقدت أنها مساحة لا يملكها أحد...
وضعت مقعدها بينهما: حسنا أيها السيدان لقد تنازلت عن القضية...
صفقت((Emily)) مبتسمة: إنه مشهد تمثيلي رائع... أهنئكم على هذه الموهبة...
_((Josef)): شكراً سيدتي...

تكلمت ((Julia)) وعلى شفتيها ابتسامة صغيرة: ألن تنتهوا من هذا الحوار؟؟؟ عصافير معدتي بدأت تزقزق من الجوع...
خرجت ((Helene)) من الداخل، وهي تحمل بين يديها طبق من الطعام: لا عليك ياابنتي... إنهم دائماً هكذا... لا يحلو لهم الكلام إلا على المائدة...
تكلم ((William)) مؤيداً: نعم، إنهم هكذا منذ أيام الدراسة...
_((Kitty)): ألم تكن تتركهم وتذهب عنهم، عندما يفعلون هذا؟؟؟
ضحك ((Josef)): لو كان يفعل لما وجدته حياً يرزق حتى الآن...
وأتت ضحكات ((Victor))بعد هذه الكلمات: إنه أصغرنا سناً يا عزيزتي، لا يستطيع تركنا... بل يبدأ في تناول طعامه...

كانت السيدة ((Helene))تقوم بسكب الطعام في أطباق الجميع...
فقال((William))وهو يتذكر الماضي:أوه هذه هي المصيبة... لكن بعد أن تزوج ((Victor))، فهو تزوج قبلنا جميعاً... كنت أسبقهم إلى السيدة ((Helene)) وأخبرها أنني جائع، فلا تمانع بوضع الطعام لي... إنك حقاً سيدة طيبة...
ابتسمت((Helene)): شكراً لك سيد((William))...
_((Josef)):هذا صحيح، لكنك لم تكمل الرواية... وبعد زواجي إما في منزلي أو منزله، فكنت تسبقنا أيضاً إلى زوجتي قبل وفاتها، كانت تسكب لك مالذ وطاب من الطعام...

ساد الصمت قليلاً... وابتسم ((Josef)) عندمانظر إلى ((Kitty)) التي توقفت عن تناول طعامها عند سماعها هذه الكلمات...وقالت في نفسها: لم أسمعك أبداً تذكر أمي!!! كلما أسألك أو أحادثك عنها كنت تهم بالخروج... أو توهمني بأنك مشغول بقضية ما... إنها أول مرة في حياتك يا أبي تنطق بذكرها!!! فما الذي دعاك إلى السكوت كل هذه السنين؟!! والآن تذكرها مكملاً قصة من الماضي... لقد اعتبرتها شيء من الماضي وأخفيته عني وعن أخي... ياترى لماذا؟؟؟ لماذا لم تخبرنا عنها؟؟؟

كانت الدموع تملئ عينيها وهي تنظر إلى والدها... لكن ((Jennifer))قاطعت تفكيرها: أكملي طعامك بدلاً من التفكير... أنني أريد أن تأتيا معي لنتمشى على النهر بعد الغداء...
_((Helene)): هذا صحيح، الطعام بدأ يبرد وأنتم تضيعون الوقت بالكلام...

لم تجب ((Kitty))بل تابعت تناول الطعام، الذي أعدته لهم أنامل السيدة ((Helene)) كما فعل الآخرون... وهم يتبادلون الكلمات والمزاح حتى لا تعود ((Kitty)) إلى تذكر والدتها ثانية...

في مساء اليوم التالي لوصولهم... وبعد توجه الفتيات إلى غرفتهن... ألقت ((Julia))بنفسها على السرير بعد أن غيرت ثيابها... وذهب تفكيرها إلى عالم آخر... وقفت((Kitty))وأمسكت بين يديها بوسادة صغيرة فرمت بها على ((Julia))، وقالت باسمة: أين توقف بك التفكير؟؟؟

أعادت ((Julia))رمي الوسادة على ((Kitty))وقالت: ليس ببعيد... إنني أفكر كيف ستنقضي الأيام هنا... هل ستنتهي بسعادة أم حزن؟؟؟
دخلت ((Jennifer))إلى الغرفة في هذه اللحظة... وهي تغطي شعرها المبلل بالماء بمنشفتها... فأجابت على تساؤل ((Julia))قائلة: إنه سؤالك المعتاد عندما نخرج جميعاً لقضاء بعض الأيام خارج المدينة... وعندما تنقضي الأيام تقولين إنها انقضت بسعادة إلا بعضها...
ضحكت ((Kitty))و ((Julia))، فسألت((Kitty)) قائلة: لم هذا التساؤل؟؟؟ اتركي الأيام تكشف لك عما تخبأه لك...

_((Julia)): إنني أحب معرفة ما يخبأ لنا القدر... لكن أعلم بأن هذا مستحيل الوصول إليه...
وضعت ((Jennifer)) منشفتها جانباً، وأمسكت بمجفف الشعر... وقالت قبل أن تضغط على زر التشغيل: لو أنك عرفت بما سيحدث لرأيت كم ستصبح الحياة مملة... فبالنسبة لي كل يوم فيه مفاجآت... أنتظرها بفارغ الصبر، وأفعل كل مايحلو لي لكن بحدود المعقول، وإن أخطأت لا أكرر هذا الخطأ مرة أخرى... فلم ترغبين بمعرفة ماذا يحمل لك الغد أو بعد غد من مفاجآت؟؟؟
أسندت ((Julia))رأسها على حاجز السرير من جهة الرأس قائلة: كلامك جميل، لكن الإنسان فضولي بطبعه... وأنا فضوليه تجاه كل شيء...

تقدمت ((Kitty))وجلست على سرير ((Julia)) وقالت: لو أنك علمت بما سيحدث لك في الأمس أو اليوم فربما لن تكوني في هذا المكان معنا... ولو إنني علمت مسبقاً بما قاله والدي في الأمس لكتبت له خطاب... لكنه أفضل لي أنني لم أعلم به...
توجهت إلى سريرها بجانب ((Julia)) وقالت: تصبحون على خير...

نظرت كل من ((Julia))و ((Jennifer))إلى بعضهما البعض... ونظرتا إليها ، وقد غطت وجهها باللحاف... فقالت ((Jennifer)): مهلاً، أبهذه السرعة تريدين النوم؟؟؟
فقالت: إنني أشعر بالنعاس الشديد...
شعرت((Julia))بالندم لأنها جعلت صديقتها تذكر ماحدث في الأمس... ولم تشأ أن تجعلها أكثر حزناً مما هي عليه فقالت: تصبحين على خير ((Jennifer))...
_((Jennifer)): أنت أيضاً؟!!

((Julia))بعد أن أمسكت بأحد كتبها المفضلة: نعم، لكن بعد أن أقرأ بعض هذه الصفحات...
بعد دقائق انتهت ((Jennifer))من تجفيف شعرها، رأتهما نائمتين فأطفأت الأضواء، وخرجت من الغرفة هابطة إلى الأسفل... توجهت إلى الصالة فوجدت والدها مع السيد ((Josef)) يبتادلان الحديث... فقالت: عذراً على المقاطعة، لكن أيمكنني الجلوس معكما...
نظر السيد ((Victor)) وقال بفزع: أتشعرين بشيء ما؟؟؟ مابك ياعزيزتي؟؟؟
_((Jennifer)): لا شيء أبداً!!! فقط لا أشعر بالنعاس...
أخرج ((Victor)) سيجارته من فمه وقال: لقد أفزعتني!!! تعالي واجلسي...
قال ((Josef)) مشيراً إلى مكان بجانبه: تعالي يا صغيرتي... نرحب بك في كل الأوقات...
_((Jennifer)): لقد أصبحت في سن الثامنة عشرة ومازلت تناديني بصغيرتي!!!
_((Victor)) مبتسماً: مازلت صغيرةٌ في نظرنا...

سألت((Jennifer))وهي تتجه إلى والدها: أين السيد ((William)) لا أراه هنا؟؟؟
_((Josef)): ذهب للنوم... يقول أنه لم ينم طوال ليلة الأمس... بسبب تغير المكان...
_((Victor))نظر إلى ابنته وقال ضاحكاً: لا عليك، إنه لا يحب دخان السجائر لذلك...
قاطعته ((Jennifer))بإمساكها السيجارة من يد والدها وسحقتها في المطفأة، فقالت مبتسمة: أخبرني هل بها فائدة غير هدر صحتك؟!!

ابتسم ((Victor)) ابتسامة خفيفة مما قالته ((Jennifer)) لأنه يعلم بأنها الحقيقة... لكنه لا يستطيع تركها بعد ان اعتادها...

جلست بينهما تستمع لما يقولونه... كانت كلمات عن العمل الذي بينهما... وهذه الكلمات كافيه لجعل النعاس بداعب جفنيها... استأذنت وعادت للغرفة لتنعم بقسطاً من الراحة... ولحقا بها بعد دقائق...

شجرة الكرز
20-1-2007, 07:31 PM
الفصل الثاني




مرت بعض الأيام والجميع يشعر بسعادة في هذا المكان الرائع... إلا ((Kitty)) التي مازالت تفكر بطريقة تسأل والدها عن والدتها التي لم تعرف عنها أي شيء، لم تعرف عنها سوى اسمها وصورة تجمع والديها في يوم الزفاف... وفي الهذا اليوم كانت تجلس على العشب الأخضر أمام البيت الخشبي الصغير مع بقية الفتيات، و((Sassily)) أيضاً التي وصلت قبل ساعات قليلة... وكانت السيدة ((Helene)) مع ((Emily)) و((Mary)) على المقعد في الشرفة الأمامية... والسيدة ((Emily)) تتحدث مع السيدة ((Mary)) فيما كانت السيدة ((Helene)) ممسكة بقطعة من قماش وإبرة التطريز تعمل بها... وتستمع للحديث الدائر بين السيدتين...
فجأة خرج السيد ((Victor)) وخلفه كان ((Simon)) يقول له: أرجوك ياسيدي، دعني أرافقك وأقود السيارة بدلاً عنك...
توقف((Victor)) على أولى درجات السلم ملتفتاً إلى الوراء قائلاً: لقد أخبرتك أنني أريد الذهاب لوحدي أنه أمر مهم جداً، ولا أريد أن يرافقني أحد...
_((Simon)): لكنني لن أتدخل!!! أوصلك حيث تشاء وأنتظرك حتى تنتهي...
نهضت ((Jennifer)) من مكانها، مستفسرة: مالأمر أبي؟؟؟
_((Victor)): لاشيء صغيرتي، أمور تخص...تخص عملي...
كان السيد((Josef))مستندا على الحائط بجانب الباب يتابع الحديث، فقال: اتركه يا ((Simon))، إنني أعلم إنه لن يتأخر في العودة...
_((Simon)): لكن ياسيدي، إنني أصحبه دائماً... وأخشى عليه من هذه المسافة لوحده...
_((Jennifer)): لماذا يا ((Simon))؟؟؟ ماذا به أبي لتخشى عليه هذه المسافة؟؟؟
_((Josef)): لا عليك يا عزيزتي، إنه يبالغ قليلا...
قالها وهو ينظر إلى ((Simon)) يطلب منه أن يطمئنها...
_((Simon)): أرجوك يا سيدي، افهمني!!! أرجوك؟!!
كانت نظرات ((Victor)) إلى ابنته... نظرات غريبة، وكأنه لأول مرة ينظر إليها، فقال: ((Jennifer)) أتريدين شيئاً أحضره لك عند عودتي؟؟؟
_((Jennifer)): لا... لا ياأبي... أريدك أن تعود لي سالماً!!! نطقت بآخر كلماتها هامسه... وهي تنظر إليه متوجهاً إلى سيارته... عندها أحست بيد توضع على ذراعيها... التفت تنظر إلى صاحبها، وجدته السيد((William)) نظر إليها فقال: لا تقلقي... سيكون بخير...
صاح على ((Simon))قائلاً: كل ذلك بسببك يا((Simon))، أخبرها أنه سيكون بخير...
قبل أن ينطق بكلمة واحدة، همس السيد ((Josef))بإذنه: إنك تعلم بتعلقها الشديد بوالدها... وتعلم بعلاقتهما معاً، فطمئنها على((Victor)) لأنك الوحيد الذي تصحبه دائماً...
خلع((Simon)) قبعته وضغط عليها بيديه، وتقدم بخطوات صغيرة نحوها... سيكون بخير ياابنتي... سيكون بخير...
نظر إليها وامتلئت الدموع في عينيه، فأعاد قبعته حتى تغطي عينيه، ومشى بعيداً عنهم بعد أن وضع إحدى يديه في جيبه...
في هذه الأثناء كان ((Victor)) قد وصل إلى سيارته، في حين أن السيد ((Oliver)) قد لحق به، بعد أن ترك أوراقه ورسوماته على الطاولة في الصالة، يريد أن يصحبه في الطريق... في البداية عارض ((Victor)) هذه الفكرة لكنه وافق عندما قال له: لن أتحرك من السيارة، سأجلس فيها حتى تنهي عملك وعندما تنتهي تعود إلي ونعود إلى هنا معاً حتى تطمئن زوجتك وابنتك... إنني أرى في عينيك بريق يقول لي أن لديك موعد ضروري... ولا تريد أن يطلع عليه أحد، و((Josef)) أرادني أن أذهب معك حتى يطمئنوا جميعاً عليك، لأنه يعلم بما تخفيه...
ركبا معا إلى السيارة... وضع ((Victor)) يده على مفتاح التشغيل وقال: أتعلم بما أخفيه؟؟؟
_((Oliver)): لا أعلم... ولا أريد لأنك لا تريد!!!
أدير محرك السيارة والتفت ((Victor)) إلى ((Oliver)): إن أخبرتك أتعدني بألا يصل الخبر إلى ((Jennifer))و((Helene))؟؟؟
نظر ((Oliver))إليه في حزمٍ وقال: إذن فالأمر لا يخص عملك... ورغم ذلك لا أريد معرفته؟؟؟
وضع ((Victor))يده على المقود وتحرك بالسيارة... ببطئ حتى خرج من أسوار المخيم، وزاد من سرعة السيارة....مضت نصف ساعة على الأقل والصمت يخيم عليهما إلا من صوت المحرك... تحدث ((Victor)) قاطعاً ذلك الصمت، وبعد أن أطفأ سيجارته: قبل عام أو أكثر، شعرت بألم في صدري... ألم شديد... كنت أقود السيارة وكان ((Simon)) يرافقني كعادته، ولأنني أحببته كثيراً... أوقفت السيارة بصعوبة، أخذني بعدها إلى أقرب مشفى... وأجرى لي الطبيب بعض الفحوصات وسألني إن كنت أدخن أم لا؟!!
قاطعه ((Oliver)): لكنك مازلت تدخن!!!
_((Victor)): نعم، لكن أصبحت أدخن أقل من السابق...
صمت قليلاً ليعيد تلك الأحداث إلى ذاكرته... وأردف قائلاً: داومت على العلاج الذي وصفه لي الطبيب،لكن... لمدة شهر أو أكثر بقليل... بعدها انقطعت عن الذهاب إلى الطبيب لأكمل العلاج معه... أنت تعلم بأن علاج المدمنين على التدخين يحتاج إلى تأني وصبر، لكن مملت منه...
بدأت الدموع تجري على وجنتيه... و((Oliver)) ينظر إليه بحزن وهو يشعر بمعاناة صديقه... أكمل ((Victor))حديثه قائلاً: كلما رأيت ((Jennifer)) تأخذ مني علبة السجائر وترمي بها بعيداً، أقول لنفسي لم لا أعود إلى العلاج مرة أخرى... لكن ضغوط العمل تجعلني أمسك بين يدي بذلك الإصبع الصغير الذي لا يفيدني بشيء... تنهد بألم وحسرة، مكملاً: وكان الألم يعود بين الحين والآخر... أخفيت هذا الأمر عن الجميع ماعدا ((Simon))، و((Josef)) لأنه شعر بي في إحدى المرات، فلم أستطع أن أخفي عنه...
كانت نظرات ((Oliver))تنم عن اهتمامه الشديد بالموضوع... ووجه ((Victor)) شديد الشحوب، وتنهد بعمق... فقال له((Oliver)): توقف هنا ((Victor))... أريد أن أكمل الطريق عنك!!!
_((Victor)): أرجوك، دعني أكمل الطريق... وأكمل حديثي، إن الاتصال الذي جاءني قبل خروجي من المخيم، كان من أحدهم يخبرني بأن الشحنة التي طلبتها أخيراً كانت تحتوي على زجاجات العطر الفارغة... أي أن من طلبت منه هذه الشحن قد خدعني بها... لكن لحسن الحظ أنها شحنة صغيرة ولم أعطه مبلغ كبير من المال كما طلب مني... وسأذهب إليهم لأرى هذه الشحنة...
_((Oliver)): وماذا عن المرض؟!! كيف هي صحتك؟؟؟
ابتسم ((Victor)) وهو يضع يده مسنداً بها رأسه على النافذة، وقال:مرض أصاب رئتي، فماذا تظن أن تكون حال صحتي؟؟؟ أخبرني الطبيب أن المرض في بدايته، ومع العلاج سيزول... لكنني ظننت أنه يطمئنني فقط... لذلك لم أكمل معه العلاج... لكن اكتشقت مؤخراً أنه قد قال الحقيقة لا غير... وقبل مايقارب ثلاثة أشهر أو الأربعة أشهر... عدت إلى العلاج مع الطبيب نفسه...
أدار ((Oliver))وجهه إلى الناحية الأخرى، وقال: لو أنك استمريت على العلاج، لكنت بحال جيدة الآن...
بعد دقائق توقفت السيارة أمام مبنى المستشفى... وهبط ((Victor)) منها موجهاً ناظريه إليها بنظرة تفاؤل وعزم... ومشى بخطوات واسعة إلى باب المشفى... واختفى خلفه عن أنظار ((Oliver))...
بعد مايقارب النصف ساعة، أتى ((Victor)) بخطوات مسرعة وبيده ظرفاً صغيراً... ألقى بنفسه على مقعد السيارة، ووضع الظرف بين كفي ((Oliver))، فنظر إليه مستفسراً... لكن لم يلقى جواباً منه... فتح الظرف، وجد بداخله أوراق لفحوصات وأشعة... تفحصها((Oliver))، وهو ينتقل ببصره بينها وبين ((Victor)) وهو يرى ابتسامة خفيفة على شفتيه... فتسائل: هل الأوراق تخصك؟؟؟
أخرج((Victor)) ورقة أخرى من جيبه ووضعها في كف ((Oliver)) فقال: وهل بها ما يحزنك؟!!
قبل أن يفحص ((Oliver))الورقة التي أخرجها ((Victor)) للتو من جيبه قال: ماذا؟؟؟ إن حالتك تسوء أكثر!!!
ضحك ((Victor))من أعماق قلبه، ووضع كفه على كتف ((Oliver))، الذي كان يتفحص الورقة ... بعدها توجه نظره إلى عيني((Victor)) والابتسامة تعلو شفتيه... كانت السيارة بعد أن تحركت بضعة أمتار، قد توقفت ثانية على أحد جانبي الطريق، وتطلع ((Victor)) إلى المرآة الجانبية، وهو يقول: لقد أخبرتك قبل قليل إنني مستمر على العلاج الجديد... ألا تراني خففت من التدخين قليلاً، سأنزل إلى هذا المحل وأعود حالاً...
كانت هناك سيارة تشق الطريق انتظرها حتى تكمل طريقها، ونزل من سيارته، ليعبر الطريق إلى الجانب الآخر... دخل إلى أحد المحال التجارية التي اصطفت هناك... وخرج بعد دقائق قليلة، بيده كيساً صغيراً، وهم بعبور الطريق دون التأكد من خلوه، فجاءت تلك السيارة المسرعة... وعندما انتبه صاحبها لوجود شخص في الطريق، لم يستطع أن يوقفها في الوقت المناسب... فاصتدمت بالسيد((Victor)) وأطارت به بعيداً عن مكان توقفها... أسرع ((Oliver)) إلى حيث تمدد ((Victor))، والشاب الذي كان يقود السيارة خلفه...رأى ((Oliver)) صديقة ملقى على الأرض ينزف دماً من رأسه، وعدة أماكن من جسده... فحصه فوجد إصابته بليغة... فتح ((Victor)) عينيه بصعوبه بالغة... رفع يده ممسكاً بيد ((Oliver)) وقال له: أوصيك بابنتي، يا((Oliver))... اعتني بها...
اغمض عينيه ثانية... عاد ((Oliver)) يفحض نبض قلبه فوجده بطيئاً جداً، أسرع بحمله بين ذراعيه متجهاً به إلى المشفى التي لا تبعد كثيراً عن موقع الحادث، وخلفه ذلك الشاب يجري سائلاً : هل هو بخير؟؟؟ هل الرجل بخير؟؟؟ أخبرني أرجوك!!!
لكنه لم يلقى جواباً، لأن ((Oliver))كان يحاول الإسراع قدر المستطاع حتى يصل قبل فوات الأوان...جاء المسعفون عند رؤيتهم لمنظر ((Oliver)) وهو يجري بالمصاب، وحملوه إلى غرفة العمليات تنفيذاً لأوامر الطبيب الواقف عند باب الطوارئ... ولحق بهم ((Oliver)) حتى يطمئن على حالة ((Victor))، وذلك الشاب كان خلفة في هذه الأثناء لكن فجأة اختفى عن ناظريه... وقف ((Oliver)) ينظر من تلك النافذة الصغيرة في باب غرفة العمليات، غير مصدق لما حدث في تلك الدقيقة... دخل الأطباء إلى الغرفة واحداً بعد آخر والممرضات معهم، تنحى السيد((Oliver)) عن طريقهم، وأسند رأسه إلى الحائط يفكر فيما عليه فعله: هل أتصل ب((Josef)) أخبره بما حدث؟؟؟ أم أنتظر حتى يخرج الطبيب ليطمئنني؟؟؟ أم ماذا أفعل يا إلهي؟؟؟
مرت الدقائق والأفكار تجتاح عقل ((Oliver))، أفكارٌ مشتته، وهو لا يعلم مالذي يجب عليه فعله... خرج بعد ساعات قليلة رغم ذلك كانت بطيئة، أحد الأطباء ومن خلفه آخر، أسرع إليهما ((Oliver)) قائلاً: أخبراني أهو بخير؟؟؟ كيف حاله؟؟؟
أجابه أحدهما: إنه بحال أفضل... أيقرب لك؟؟؟
_((Oliver)): نعم، إنه صديقي منذ زمن بعيد... أرجوكما أخبراني بحالته؟!!
أجابه الطبيب الآخر: لقد أخبرك أنه بخير، لكن يحتاج لأن يبقى لدينا عدة أيام...
_((Oliver)):لماذا؟؟؟ أعني هل حالته غير مستقرة؟؟؟
أجابه الأول: نعم، تستطيع قول هذا!!! لكنه غائب عن الوعي الآن ويحتاج إلى الراحة...
أكمل الطبيب الآخر: يجب وضعه في غرفة العناية، حتى نطمئن بأنه بحالة جيدة... لأن نبضات قلبه بطيئة جداً حتى الآن...
أنزل رأسه قليلاً، ثم أعاد النظر إلى عيني((Oliver))فقال: ولأكون صادقاً معك، لقد أصيب بكسور في الحوض وهذا خطر على صحته... وفي رأسه كسر صغير بسبب اصتدامه في على الطريق، هذا غير الجروح والرضوض التي أصابته من احتكاك جسده على الطريق... إن السيارة كانت مسرعة جداً، وهذه هي النتيجة...أرجو المعذرة...
ورحل بعد هذه الكلمات التي وقعت على قلب ((Oliver)) كالسهم...في حين وضع الطبيب الآخر يده على ذراع((Oliver)) وقال له: أرجو له الشفاء العاجل...
ورحل هو الآخر... فتح بعدها باب غرفة العمليات، وخرج من بين مصراعيه السرير الذي رقد فوقه ((Victor))، وهو مضمد الرأس وبعض أجزاء من جسده... وقد وضع عليه بعض الأجهزة الطبية... ويحيط به مجموعة من الممرضات، توجهوا به إلى غرفة الإنعاش... استأذن ((Oliver)) في الدخول لدقائق... وقف ينظر إليه... بنظرات ملؤها الحزن والحسرة على ماحل به وهو غارق بالتفكير: كيف سأخبر البقية بما حدث؟؟؟ ماذا ستفعل ((Jennifer)) و ((Helene)) إن علمتا بالأمر؟؟؟ المسكينة ((Helene))ستصاب بصدمة قوية... لقد أوصيتني بأن اعتني ب((Jennifer))، فكيف سأخبرها؟؟؟
نظر إلى ساعته والدموع تملئ عينيه، وقال بصوت هامس: حان موعد عودتنا إليهم، لابد أنهم قلقون عليك... أتعلم أن مع ((Simon))و ((Josef)) الحق حين أصرى على عدم ذهابك بمفردك...
لم يستطع كبت مشاعره، عندما تخيل((Jennifer)) وهي تتلقى الخبر ماذا ستفعل... فخرت دموعه تجري على وجنتيه... فقطع ذلك التفكير والمشاعر، دخول الضابط ومعه رجل آخر من الشرطة، فقال: مرحباً، هل أنت من كنت تقود السيارة؟؟؟
انتبه ((Oliver))لهذه الكلمات، فرفع رأسه قائلاً: لا، إنه صديقي من كان يقود...
فقال الضابط: حسناً أتسمح بالخروج من الغرفة، أريد أن أكلمك قليلاً...
خرج ((Oliver)) ومن خلفه الضابط والرجل الآخر، ففوجئ بالشاب الذي كان يقود السيارة التي اصتدمت بالسيد ((Victor))، يقف بين رجلين من رجال الشرطة...
فقال الضابط: هل هذا هو المتهم بالحادث يا سيد...
نظر ((Oliver))إلى الضابط فقال:((Oliver))، اسمي ((Oliver)) سيدي...
ووجه نظراته إلى الشاب الواقف، فقال: لقد كنت قبل قليل هنا؟؟؟ ثم اختفيت، فاعتقدت أنك هربت!!!
أجاب الشاب: نعم، ياسيدي لقد كنت واقفاً أسألك عن ذلك المصاب، ولم ألقى جواباً منك... فذهبت لأبلغ الشرطة بأنني قد اصتدمت بأحدهم...
تحرك الضابط بضع خطوات إلى الشاب فقال: كلامه صحيح، ياسيد((Oliver))، لقد جائني واعترف بما حدث... وها نحن الآن نريد أخذ أقوالك كشاهد، وأقوال المصاب إذا أفاق...
التفت((Oliver)) إلى الضابط قائلاً: لماذا تريد أخذ أقوال السيد((Victor))؟؟؟
فقال الضابط: نريد أن نعرف إن كان يريد رفع الدعوى أم التنازل عنها!!!
نظر ((Oliver))إلى الشاب ومن ثم إلى الضابط، فقال: إنك فتى مجنون أيها الشاب، لقد كانت لك فرصة بالهرب إلا أنك سلمت نفسك للعدالة، وأعتقد أنه إذا أفاق سيتنازل عن...
قاطع الشاب المتهم ((Oliver)) فقال: لم كل هذا العناء؟!! لقد اعترفت بذنبي، لا أستطيع أن أخفي الحقيقة يا سيدي...
وقف الضابط ينظر إلى الشاب فقال: تمهل قليلاً أرجوك، لست المخطئ الوحيد هنا، إنه أيضاً مخطئ، إن المصاب لم يوقف سيارته في المكان الصحيح، ولا تقلق إذا أفاق من غيبوبتهربما يتنازل عن القضية...
ابتسم السيد ((Oliver)) وبصوت حزين تحدث: لن يبخل عليك صديقي بالتنازل عن هذه القضية... عن إذنك حضرة الضابط سأجري اتصالاً ضرورياً وأعود حالاً...

في المخيم علا رنين الهاتف في المكان، نهض الجميع من مقعده يريد الإجابة على الهاتف، لكن يد ((Jennifer)) سبقتهم رافعة السماعة بلهفة لمعرفة من المتحدث: مرحباً، من المتكلم؟؟؟
لم يجب أحد من الجهة الأخرى فقالت: عفواً، ألا يوجد أحد يريد التحدث؟؟؟
أجابها ذلك الصوت الحزين: مرحباً،((Jennifer))...
نهضت من مقعدها عند سماعها ذلك: سيد ((Oliver))، أين أنتم؟؟؟ لِمَ لمَ تعودوا حتى الآن؟؟؟
أجاب ((Oliver)): أين ((Josef)) يا عزيزتي؟؟؟ أريد الحديث معه قليلاً...
لم تجب ((Jennifer))، بل وضعت السماعة جانباً، ونظرت إلى السيد((Josef)) حيث كان يقف بجانب الباب، قائلة: إنه يريد الحديث معك... صوته حزين جداً!!!
أسرع ((Josef))إلى حيث الهاتف، ورفع السماعة إلى إذنه قائلاً: ماذا هناك ((Oliver))؟؟؟ أخبرني بسرعة...
تنهد ((Oliver))وقال: أرجوك لا تخبر أحداً بما سأقوله، لقد أصيب((Victor)) بحادث، إصابة بليغة...
جلس ((Josef))في مقعده، من هول الخبر، لكنه تمالك نفسه حين وجد أن((Jennifer))تحاول معرفة الحوار الدائر بينهما... فابتسم رغماً عنه: أين أنتم الآن؟؟؟ سآتي حالاً لا تقلقا...
فأخبره السيد ((Oliver))بمكان المستشفى واسمها، ابتسم ((Josef)) مطمئناً الجميع، فقال: حسناً ياعزيزي، سأكون عندكم بعد دقائق... لا تتحركا، إلى اللقاء...
أقفل الخط، ونهض من مكانه يريد الخروج، لكن ((Jennifer))بادرته بكلماتها: إلى أين؟؟؟ لم تخبرني ما بهما؟؟؟
التفت محاولاً إخفاء مابداخله عنها، فقال: لا شيء بتاتاً، سوى أن السيارة تعطلت في الطريق ويريدون مني اللحاق بهم لأصحبهم إلى هنا!!!
فقالت السيدة ((Helene)): كيف حدث ذلك؟؟؟ وقبل أيام أخذها ((Simon)) للتصليح، كان بها عطل صغير...
وضع ((Josef))يده على رقبته لا يعلم كيف يخلص نفسه من هذه الورطة، فقال: ربما يكون عطل من نوع آخر... لا تقلقي ستكون الأمور بخير...
تقدم إلى جانب ((William))وهمس في أذنه بضع كلمات، بدت الدهشة على وجهه، ولكن حالما تغير وابتسم، بعد أن ضغط ((Josef))على ذراعه، فقال((Simon)): أتريد مني أن أصحبك في الطريق، سيدي؟؟؟
أجابه ((Josef))وهو يهم بالخروج مسرعاً: لا، شكراً لك((Simon))، إبقى معهم فهم بحاجة لك أكثر مني...
نظرت ((Jennifer))إليه وهو يغادر المخيم، بعدها التفتت إلى السيد((William))، وجدته واضعاً يده على خده، يفكر بعمق، وعيون الجميع معلقة به، ينتظرون منه الحديث ليخبرهم بالحقيقة، لكنه لم ينطق بكلمة واحدة، جلست((Jennifer))بجانبه، ووضعت يدها على كتفه، لتوقظه من التفكير، التفت إليها فقالت: أخبرني هل والدي بخير؟؟؟
اعتدل في جلسته، ومط شفتيه، ونظر إليها فوجد في عينيها بريق الألم، وكأنها تشعر بما يخفيه عنها، فقال: نعم، ياصغيرتي إنه بخير...
انتقلت بنظرها إلى ((Julia)) فقالت لها: أتريدين جواباً على سؤالك المعتاد؟؟؟
نظر إليها الجميع مستفسراً، وقالت((Julia)): كيف ولم تنقضي الأيام بعد؟؟؟
وقفت ((Jennifer))واتجهت إلى النافذه، أزاحت جانباً من الستارة تنظر في الظلام الذي اجتاح السماء، وقالت: إن الجواب معروف من الأحداث التي تحدث منذ قدومنا إلى هنا... بدأت العطلة بسعادة غمرتنا جميعاً... لكن فجأة هجم الحزن عليها وأبعدها عنا...
التفتت إليهم وقالت: أبعدها الحزن عنا مسافة طويلة جداً، وربما لن تعود البسمة إلى شفاهنا... أو إلى شفتي أنا فقط!!!
فزعت ((Sassily))قائلة: ماذا تعنين بهذا؟؟؟ إن والدي مع والدك أيضاً!!!
انهمرت دموع((Jennifer))وكلماتها تخرج من بين شفتيها، متعثرة ببكائها: والدك لابد أن يكون... بخير... أما والدي فربما... ...

ساد الصمت عليهم، والنظرات تنتقل من واحد إلى آخر... قطع ذلك الصمت صوت حذاء السيد ((William))وهو يتجه إلى حيث وقفت((Jennifer))وبجانبها((Kitty))، مسح دموعها التي كانت تجري على خديها، ونظر إلى عينيها،قائلاً: لم هذه الدموع يا صغيرتي؟؟؟إن والدك بخير فلا تقلقي...
بدأن بالسؤال، وألحوا عليه في الكلام... إلا أنه بقى صامتاً، يستمع لكلماتهن...
فقالت ((Kitty)): إذن لم لا تخبرنا بالحقيقة؟!!
وقالت السيدة ((Helene)) موجهة حديثها إليه: إنك تتحدث عن زوجي، فأرجوك أخبرني ماذا حدث بالضبط... لا أريد سماع كلمة أنه بخير أو عطل أصاب السيارة... لم لا تتكلمين ((Mary)) أليس زوجك مع زوجي؟؟؟
وافقتها السيدة ((Mary))بكلمات قليلة: هذا صحيح، أخبرنا عما حدث...
فيما تقدمت السيدة((Emily))إلى حيث كان يقف: عزيزي، نحن لسنا بصغار كي تخفي عنا ماحدث...
نهضت ((Julia))بعد أن جلس والدها على المقعد، أتت لتجلست أمامه واضعه يديها على ركبتيه، وقالت وهي تنظر إلى عينيه التي ملأها الحزن: أيمكنني أن أعرف سبب حزنك؟؟؟ إنها لا تستطيع أن تخفي شيئاً عني... أبي إنني لا أستطيع رؤية صديقتي العزيزة تبكي، وأنا أقف مكتوفة الأيدي... أرجوك أبي أجب...
أدار عينيه إلى الجهة التي جلس بها((Simon))، حتى لاتنظر ابنته في عينيه فتكشفه أكثر...فأجابهن أخيراً: أشعر بالحزن بسبب كلمات ((Jennifer)) التي نطقت بها قبل قليل...لا أستطيع أن أخبركن بشيء لأنني قطعت وعداً بألا أخبر أحداً... لكنهما بخير صدقيني!!!
تكلمت((Sassily)) تلك الفتاة الهادئة، بصوت ينم عن الحزن:لقد مملت الانتظار في سبيل معرفة مالذي حدث لوالدي، أرجوك أستاذ ((William))، أخبرني بما حل بوالدي... والسيد((Victor))...
نظر إليها فقال: في الحقيقة إنني أعرف ماذا أصابهما... ونظر إليهن ينظر آثر الكلمات عليهن، وجدهن ينظرن إليه باهتمام شديد... فأكمل قائلاً: ولا يمكنني إخباركن... ولكن أعرف أين هما الآن...
قفزت ((Jennifer)) إلى حيث جلس وجلست بجانب((Julia))وقالت له وهي تمسك بيده: أرجوك أستاذ ((William)) خذني إلى أبي، أريد رؤيته ولو من بعيد...
مسح على رأسها وقال: حسناً، سآخذكن إلى هناك... لكن إن وصلنا أرجو أن لا تخبرن أحد بأني أنا من أتى بكن...
ابتسمت((Julia))رغماً عنها وقالت: حسناً أبي لن أخبر أحد بذلك، لكن عليك أن تختفي عن الأنظار...
خرجوا جميعاً من المنزل، بعد احكموا إغلق الباب... واستقل السيد ((William))سيارته وبرفقته الفتيات، أما((Simon))فاستقل سيارة السيد((Oliver)) ومعه السيدات...غير أن ((William))لم يخبرهن إلى أين يتجهون...




To Be Continue …




.................................................. ................................................



.................................................. ..........................................




أقدم شكري إلى كل من قرأ هذا الجزء ((مقدماً))...
وبالطبع أقدمه بسلة مليئة بالكرز...

^_^لكن أرجو أن تصبروا حتى يحين موسم الكرز^_^

على أمل أن يكون قد نال إعجابكم...
^_^على الرغم من أنها أمنيتي الوحيدة التي أطلبها دائماً^_^
وإن كان لديكم أي تعليق عن أي خطأ في كلماتي...
أرجو أن لا تتراجعوا في طرحها حتى انتبه في الأجزاء القادمة...
إلى اللقاء في تكملة الجزء 3...
تحياتي القلبية لكم...

Lara_300
20-1-2007, 10:39 PM
أختي الغالية ..

ازددت شوقاً للأحداث القادمة ..

أسلوب جميل وجديد .. جزءان جميلان حقاً ..

استمتعت بالقراءة .. رغم ضيق وقتي ، فقد قرأت كلا الجزئين ..

لكن هناك بعض الاخطاء الاملائية ..

اهنئك على قلمك وبانتظار الاجزاء القادمة وما سيحدث لــoliver وابنته ؟!

بانتظارك غاليتي واتمنى أن لاتتأخري علينا ..

Kurosagi
22-1-2007, 12:35 AM
hi dear, I really like your story, it is really nice and pationate, I'm looking foraward to the next part... I think that this part is better than the previouse one ..you somehow have concentrated on some characters...and also u stopped with an interesting part...just try to avoid the mistakes in your writing...hope you'll understand what I mean...good luck

شجرة الكرز
23-1-2007, 04:22 PM
أختي العزيزة ((lara_300))
أشكرك على مرورك الرائع...
وأختي الغالية ((kurosagi))
أيضاً مرورك رائع...
لكن بصراحة الأخطاء الإملائية تظهر رغماً عني...
فأنا أدون النص في البداية على word...
ومن ثم أنسخة على صفحة المنتدى...
ذلك أسرع... ولكن عند وضعه في المنتدى تحصل تلك الأخطاء...
لأنني قبل نسخة أتأكد من جميع كلماتي... بقرائتها أكثر من مرة...
لكن سأحاول تجنب الأخطاء...
تحياتي لكما...
في انتظار آراء البقية... حتى أكمل لكم بقية الجزء...

شجرة الكرز
29-1-2007, 04:02 PM
:hissyfit3::hissyfit3: :hissyfit3:

مالأمر أيها الأعزاء...

:hmmm3: ألم يعجبكم هذا النص... أم أنه طويل جداً...:hmmm3:

:yes2: إن في انتظاركم الكثير من السطور التي في المستقبل القريب ستنتهي...:yes2:

:cool3: لكن لن أعرضها لكم حتى أرى ردودكم...:cool3:

تحياتي لكم...

Hinno
30-1-2007, 08:31 AM
السلام عليكم..
كنت اريد ان اسجل مروري...
هاقد اتيت بالجزء الجديد..
مشكوور شجرة الكرز وانا بصدد قرائته الان**

شجرة الكرز
1-2-2007, 06:06 PM
شكراً لك أختي الغالية ((Hinno))

على هذا المرور الأكثر من رائع...

وإنشاء الله تعجبك القصة ...

وبالطبع تعودي لديارك سالمة...

تحياتي القلبية لك...