أبو عبد العزيز
10-4-2009, 02:35 PM
http://images.msoms-anime.com/15/d711e8391fb3eb3edc193b874ebc0463.gif
الحمد لله والصلاة والسلام على خير خلق الله وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد .
الكثير منا يعرف عن الشعر و الشعراء وأخبارهم، ولكن القليل من يعرف عن هاجس الشاعر من الجن كما ورد من أخبار من قبلنا .
أتيت إليكم بنبذة منها من كتاب ( شرح المعلقات العشر وأخبار شعرائها ) للشيخ ( أحمد الأمين الشنقيطي) .
http://images.msoms-anime.com/41/c8864f632694fc751ab6169aa3563833.gif
أولاً : امرئ القيس
هاجسه ورقيه من الجن :
وهاجس امرئ القيس هو لافظ بن لاحظ . حدث رجل من أهل الشام أنه خرج
في طلب لقاح له على فحل كأنه فدن
يسبق الريح حتى دفعه إلى خيمة وبفنائها شيخ كبير قال : فسلمت فلم يرد علي،
فقال : من أين وإلى أين ؟
قال : فاستحمقته إذ بخل برد السلام و أسرع إلى السؤال .
فقلت : من ههنا وأشرت إلى خلفي، وإلى ههنا وأشرت أمامي .
فقال : أما من ههنا فنعم وأما من ههنا فوالله ما أراك تبتهج بذلك
إلا أن يسهل عليك مداراة من من ترد عليه ، فقلت : وكيف ذلك أيها الشيخ ؟
قال : لأن الشكل غير شكلك . والزي غير زيك .
فضرب قلبي أنه من الجن . فقلت : أو تروي من أشعار العرب شيئا ؟
قال : نعم، وأقول . قلت : أنشدني، كالمستهزئ به . فأنشدني قول امرئ القيس :
قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل *** بسقط اللوى بين الدخول فحومل
فلما فرغ قلت : لو أن امرئ القيس ينشر لردعك عن هذا الكلام .
فقال : ماذا تقول ؟ قلت : هذا لامرء القيس ، قال لست أول من كفر نعمة أسداها ،
قلت : ألا تستحي أيها الشيخ ، ألمثل امرئ القيس يقال هذا .
قال : أنا والله منحته ما أعجبك منه ، قلت : فما اسمك ؟
قال : لافظ بن لاحظ فقلت : اسمان منكران ، قال : أجل ،
فاستحمقت نفسي له بعدما استحمقته لها ، وقد عرفت أنه من الجن .
http://images.msoms-anime.com/48/c8864f632694fc751ab6169aa3563833.gif
ثانياً: الأعشى
خبر هاجسه من الجن :
وهاجس الأعشى اسمه مسحل بن أثاثة، روي عن الأعشى أنه قال :
خرجت أريد قيس بن معد يكرب بحضرموت فضللت في أوائل أرض اليمن
لأني لم أكن سلكت ذلك قبل فأصابني مطر، فرميت ببصري أطلب مكاناً
ألجأ إليه فوقعت عيني على خباء من شعر فقصدت نحوه، وإذا بشيخ
على باب الخباء فسلمت عليه فرد السلام، وأدخل ناقتي خباء آخر كان
بجانب البيت، فحططت رحلي وجلست فقال: من أنت؟ وأين تقصد؟
قلت : أنا الأعشى أقصد قيس بن معد يكرب . فقال : حياك الله أظنك امتدحته بشعر
قلت : نعم ، قال : فأنشدنيه . فأبتدأت مطلع القصيدة
رحلت سمية غدوة أجمالها *** غضباً عليك فما تقول بدالها
فلما أنشدته هذا المطلع منها ، قال : حسبك اهذه القصيدة لك ؟ قلت : نعم
قال : من سميت التي نسبت بها ؟ قلت : لا أعرفها ، وإنما هو اسم ألقي في روعي
فنادى : ياسمية أخرجي ، وإذا بجارية خماسية قد خرجت فوقفت ، قالت : ما تريد يا أبت ؟
قال : أنشدي عمك قصيدتي التي مدحت بها قيس بن معد يكرب ونسبت بك في أولها
فاندفعت تنشد القصيدة حتى أتت على آخرها لم تخرم منها حرفا ، فلما أتمتها
قال : انصرفي ، ثم قال : هل قلت شيئا غير ذلك ؟ قلت : نعم كان بيني وبين
ابن عم لي يقال له يزيد بن مسهر يكنى بأبي ثابت ما يكون بين بني العم
فهجاني وهجوته فأفحمته ، قال : ماذا قلت فيه ؟ قلت :
ودع هريرة إن الرحل مرتكب *** وهل تطيق وداعا أيها الرجل
فلما أنشدته البيت الأول قال : حسبك ، من هريرة هذه التي نسبت فيها ؟
قلت : لا أعرفها ، وسبيلها سبيل التي قبلها ، فنادى : يا هريرة فإذا جارية قريب
السن من الأولى خرجت ، فقال : أنشدي عمك قصيدتي التي هجوت بها
يزيد بن مسهر ، فأنشدتها من أولها إلى آخرها لم تخرم منها حرفا .
فسقط في يدي وتحيرت وتغشتني رعدة ، فلما رأى مت نزل بي
قال : ليفرج روعك أبا بصير ، أنا هاجسك مسحل بن أثاثة الذي ألقى على
لسانك الشعر ، سكنت نفسي ورجعت إلي وسكن المطر ، فدلني على
الطريق وأراني سمت مقصدي ،
وقال : لا تعج يميناً ولا شمالاً حتى تقع ببلاد قيس
البقية قادمة بإذن الله
الحمد لله والصلاة والسلام على خير خلق الله وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد .
الكثير منا يعرف عن الشعر و الشعراء وأخبارهم، ولكن القليل من يعرف عن هاجس الشاعر من الجن كما ورد من أخبار من قبلنا .
أتيت إليكم بنبذة منها من كتاب ( شرح المعلقات العشر وأخبار شعرائها ) للشيخ ( أحمد الأمين الشنقيطي) .
http://images.msoms-anime.com/41/c8864f632694fc751ab6169aa3563833.gif
أولاً : امرئ القيس
هاجسه ورقيه من الجن :
وهاجس امرئ القيس هو لافظ بن لاحظ . حدث رجل من أهل الشام أنه خرج
في طلب لقاح له على فحل كأنه فدن
يسبق الريح حتى دفعه إلى خيمة وبفنائها شيخ كبير قال : فسلمت فلم يرد علي،
فقال : من أين وإلى أين ؟
قال : فاستحمقته إذ بخل برد السلام و أسرع إلى السؤال .
فقلت : من ههنا وأشرت إلى خلفي، وإلى ههنا وأشرت أمامي .
فقال : أما من ههنا فنعم وأما من ههنا فوالله ما أراك تبتهج بذلك
إلا أن يسهل عليك مداراة من من ترد عليه ، فقلت : وكيف ذلك أيها الشيخ ؟
قال : لأن الشكل غير شكلك . والزي غير زيك .
فضرب قلبي أنه من الجن . فقلت : أو تروي من أشعار العرب شيئا ؟
قال : نعم، وأقول . قلت : أنشدني، كالمستهزئ به . فأنشدني قول امرئ القيس :
قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل *** بسقط اللوى بين الدخول فحومل
فلما فرغ قلت : لو أن امرئ القيس ينشر لردعك عن هذا الكلام .
فقال : ماذا تقول ؟ قلت : هذا لامرء القيس ، قال لست أول من كفر نعمة أسداها ،
قلت : ألا تستحي أيها الشيخ ، ألمثل امرئ القيس يقال هذا .
قال : أنا والله منحته ما أعجبك منه ، قلت : فما اسمك ؟
قال : لافظ بن لاحظ فقلت : اسمان منكران ، قال : أجل ،
فاستحمقت نفسي له بعدما استحمقته لها ، وقد عرفت أنه من الجن .
http://images.msoms-anime.com/48/c8864f632694fc751ab6169aa3563833.gif
ثانياً: الأعشى
خبر هاجسه من الجن :
وهاجس الأعشى اسمه مسحل بن أثاثة، روي عن الأعشى أنه قال :
خرجت أريد قيس بن معد يكرب بحضرموت فضللت في أوائل أرض اليمن
لأني لم أكن سلكت ذلك قبل فأصابني مطر، فرميت ببصري أطلب مكاناً
ألجأ إليه فوقعت عيني على خباء من شعر فقصدت نحوه، وإذا بشيخ
على باب الخباء فسلمت عليه فرد السلام، وأدخل ناقتي خباء آخر كان
بجانب البيت، فحططت رحلي وجلست فقال: من أنت؟ وأين تقصد؟
قلت : أنا الأعشى أقصد قيس بن معد يكرب . فقال : حياك الله أظنك امتدحته بشعر
قلت : نعم ، قال : فأنشدنيه . فأبتدأت مطلع القصيدة
رحلت سمية غدوة أجمالها *** غضباً عليك فما تقول بدالها
فلما أنشدته هذا المطلع منها ، قال : حسبك اهذه القصيدة لك ؟ قلت : نعم
قال : من سميت التي نسبت بها ؟ قلت : لا أعرفها ، وإنما هو اسم ألقي في روعي
فنادى : ياسمية أخرجي ، وإذا بجارية خماسية قد خرجت فوقفت ، قالت : ما تريد يا أبت ؟
قال : أنشدي عمك قصيدتي التي مدحت بها قيس بن معد يكرب ونسبت بك في أولها
فاندفعت تنشد القصيدة حتى أتت على آخرها لم تخرم منها حرفا ، فلما أتمتها
قال : انصرفي ، ثم قال : هل قلت شيئا غير ذلك ؟ قلت : نعم كان بيني وبين
ابن عم لي يقال له يزيد بن مسهر يكنى بأبي ثابت ما يكون بين بني العم
فهجاني وهجوته فأفحمته ، قال : ماذا قلت فيه ؟ قلت :
ودع هريرة إن الرحل مرتكب *** وهل تطيق وداعا أيها الرجل
فلما أنشدته البيت الأول قال : حسبك ، من هريرة هذه التي نسبت فيها ؟
قلت : لا أعرفها ، وسبيلها سبيل التي قبلها ، فنادى : يا هريرة فإذا جارية قريب
السن من الأولى خرجت ، فقال : أنشدي عمك قصيدتي التي هجوت بها
يزيد بن مسهر ، فأنشدتها من أولها إلى آخرها لم تخرم منها حرفا .
فسقط في يدي وتحيرت وتغشتني رعدة ، فلما رأى مت نزل بي
قال : ليفرج روعك أبا بصير ، أنا هاجسك مسحل بن أثاثة الذي ألقى على
لسانك الشعر ، سكنت نفسي ورجعت إلي وسكن المطر ، فدلني على
الطريق وأراني سمت مقصدي ،
وقال : لا تعج يميناً ولا شمالاً حتى تقع ببلاد قيس
البقية قادمة بإذن الله