المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : [Hercule Poirot] :: [القراءة 2]



fatleo
20-10-2006, 02:53 AM
الجزء الثاني من مقالة "أنت.. والقراءة"
الجزء الأول تجده في موضوع "القراءة" بهذا الرابط (http://www.s-msoms.com/forum/showthread.php?t=903)
كتابة: Hercule Poirot
---------------------



بسم الله الرحمن الرحيم



معكم من جديد مع الجزء الثاني من مقالة "أنت .. والقراءة".


بداية، أحب أن أعتذر عن التأخر في وضع هذه المقالة، وأرجو أن تتمكن هذه المقالة من إحراز هدفها المنشود، وهو الحث على القراءة وتبيان هدفها ودورها في بناء المجتمع.


فأبدأ مستعيناً بالله:



ماذا نقرأ


بعد أن تحدثنا قليلاً عن أهمية القراءة في المرة الماضية، ﻻ بد أن نحدد الآن ماذا نقرأ. تتنوع أقسام الكتب وأنواعها إلى أصناف كثيرة، منها الترفيهية ومنها التعليمية، منها الروائية ومنها الثقافية، منها اﻷكاديمية ومنها الموسوعات ومنها الكتب المنوعة أو المتخصصة في شتى المجاﻻت. إذا أردنا أن نكون حياديين في الحكم على ما يقرؤه شبابنا العربي، لوجدنا أن نسبة كبيرة من الذين "يقرؤون" ينصب اهتمامهم على الكتب الترفيهية أو المجلات (رياضة، أزياء، ريجيم، ...) وربما القليل من القصص والروايات (خاصة بعد حلول اﻷفلام السينمائية والتلفاز محل الكتاب في زماننا).


الخلاصة أنه إن أردنا أن نستفيد حقاً من القراءة، علينا أن ننوع ما نقرأ. أبدأ أوﻻً بذكر الكتب الدينية، وعلى رأسها القرآن وكتب الحديث والسيرة والتفسير والفقه، فلا بد للمسلم أن يأخذ بحظه منها، وهذه العلوم ليس مقصوراً تعلمها على أهل العلم والمشايخ فقط، بل هي متاحة للجميع (شرط الأخذ من كتب أهل السنة الموثوق بهم)، وهي من أرفع العلوم شأناً، وقلة من الناس من يدرك ذلك، ﻷن من لم يذق العسل لم يدرك حلاوته.


لدينا ثانياً، الكتب العلمية على اختلاف أنواعها، ونجد في أيامنا الآن الكثير منها مقدماً بطريقة مبسطة وسهلة على الأذهان، ومع ذلك نرى الشباب يعزفون عنها ويهتمون باللهو واللعب فقط. إن الطاقات البشرية التي يتم هدرها لدينا هائلة جداً، خاصة وأن موارد العلم أصبحت متاحة الآن بسبب سهولة المواصلات والاتصالات وانتشار الكتب في كل مكان، ومع ذلك يجد شبابنا أن قضاء وقت الفراغ بالنوم والأكل واللعب والخروج مع الأصحاب والثرثرة الفارغة عبر النت هو أولى من تشغيل فكرهم وإمعان ذهنهم فيما يقدم لهم ولأمتهم النفع. نعم، نجد شبابنا دائماً يعانون من السأم والفراغ رغم وجود ما يمكن أن يشغلهم بقية حياتهم مع تحصيل الفائدة ودون غياب المتعة، ولكن يجب أن نبقى دائماً نتقدم نحو الخلف !!



أين هي موارد القراءة


في الأزمان الغابرة، كان الحصول على كتاب أمراً شاقاً، فقد على كان من يريد كتاباً ما أن يذهب إلى ناسخ لينسخه له يدوياً، أو يقوم بذلك بنفسه، ولكم أن تتخيلوا كم يستغرق ذلك من الوقت والجهد، وكان نقل الكتب أثناء الأسفار أمراً شاقاً بالغ الصعوبة. ثم تم اختراع الطباعة في أواخر القرن الخامس عشر الميلادي فازدهر انتشار الكتب، وسهل انتقال العلوم والمعارف وثقافات الشعوب، ثم أتت ثورة التكنولوجيا ومالمواصلات لتحول العالم إلى قرية صغيرة.


وهكذا نرى أن القراءة اليوم لم تعد حكراً على الكتب وحدها، فهي موجودة اليوم عن طريق البرامج الثقافية (كمثال) على الإذاعات وعلى شاشات التلفزة، أو عن طريق الكم الهائل من المعلومات الموجود على شبكة الإنترنت. هل يقدر أحدكم حجم المعلومات الموجود على موقع بحث مثل الغوغل (Google). إن بإمكانك اليوم الحصول على إجابة أي سؤال يخطر على بالك خلا ثوان معدودة، أو القيام بأي بحث تريد، وأكثر من ذلك تجد الكثير من المواقع المتخصصة أو الموسوعات التي تقدم لك خدماتها الخارقة مجاناً أو بثمن زهيد، فهل من شبابنا من يستثمر أوقاته في استغلال موارد مفتوحة كهذه.



مزيد من فوائد القراءة


إن فوائد القراءة أكثر من أن تحصى، ففضلاً عن الفوائد المستمدة من المادة المقروءة نفسها، نذكر بعض الفوائد الجانبية.


القراءة أوﻻً هواية مفيدة تهذب النفس، وتملأ وقت الفراغ بما يفيد. وهي تساعد على تحسين ملكة الفرد اللغوية، تقوي لغته وقدرته على التعبير، وتساهم في تعليمه لغات أجنبية أخرى يستفيد منها في مختلف جوانب حياته. وهي أيضاً تزيد الإنسان خبرة في الحياة ومعرفة بالأمور، ففي الكتب يلتقي الإنسان ببعض النماذج التي لم يلتقها بعد في حياته، ويعترف على مختلف الأنماط والأصناف. ومن أهم الأمور أيضاً سلاح المعرفة الذي يكتسبه المرء من القراءة.


وﻻ ننسى أبداً المقولة القائلة: “التاريخ يعيد نفسه"، فلو أمعن العرب والمسلمون في قراءة تاريخهم، لأدركوا حقيقة ما يحصل حولهم، ولعرفوا طريق النصر من طريق الخذﻻن.



القراءة وسلاح المعرفة


وبما أن المعرفة هي سلاح في النهاية، ينبغي أن نعرف أن كل سلاح له حدين، وأنه قد يُستخدم في الخير والشر، وفقاً لمن يملكه. لذا ينبغي على المسلم أن يستفيد من معارفه في الخير ونبذ الشر، وﻻ يبخل بتعليمها على الآخرين، فزكاة العلم ونشره. وأخيراً تجدر الإشارة إلى أنه ليست كل العلوم نافعة، فهناك البعض منها ضرره أكثر من نفعه، والخوض فيها قد يودي بصاحبه إلى المهالك. لذا ينبغي الحذر والفطنة وحسن الاختيار دائماً.



هذا باختصار ما وددت قوله عن القراءة، والباب طويل إن أردنا الاستفاضة فيه، ولكني أترك ذلك وأفتح باب النقاش لكم الآن.

ودمتم بود

The Space
23-10-2006, 12:04 PM
شكرا لك و شكرا للأخ Hercule Poirot .
و أنا من أكثر محبي القراءة >>> يوم أقعد مع الكتاب ما شي يقومني .
لا يوجد لدي الأسلوب لنقل المعلومة للآخرين .

XShadow
23-10-2006, 02:44 PM
شكراً لكِ fatleo على إعادة وضعه...

وشكراً لـ Hercule Poirot

devil girl
1-11-2006, 12:52 PM
شكرررررررررا للمرة الثانية ..

وبقدر ماكان الموضوع ممتع ..
فقد كانت ردودنا عليه..
الا أنه لا بأس بإمكاننا أن نبتسم .. << ما دخل التبسم الآن ؟؟

حسنا .. في حفظ الرحمن ..
حتى أترككم مع الكلام

A.w.S
9-11-2006, 10:43 AM
مشكوور على الموضوع

بالفعل رائع

MaJiD
2-2-2007, 10:11 PM
يُرْفَع ..

Jigsaw
4-2-2007, 01:48 PM
بارك الله فيكِ ياأختي على إعادة هذا الموضوع
وجزى الله خيرًا أخانى Hercule Poirot
دُمتم في حِِفظ الرحمن