المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مسابقة حفظ الاربعين نووية .... سجل الان



قمر الكون
1-5-2009, 12:13 AM
بسم الله لرحمن الرحيم


هذه المسابقة لحفظ الاربعين نووية حيث نقوم انا واختي فارس الاسلام جزاها الله خيرا ووضع هذا العمل في ميزان حسناتها ... بوضع الاحاديث وتفسيرها .. حيث سنقوم بوضع حديثين يوميا ..


http://www5.0zz0.com/2008/06/09/10/905300085.gif


ستكون هذه المسابقة من عدة مستويات:


1- المستوى الاول : حفظ عشرة احاديث
2- المستوى الثاني : حفظ عشرين حديث
3- المستوى الثالث : حفظ ثلاثين حديث
4- المستوى الرابع : حفظ اربعين نوويه كاملة


http://www5.0zz0.com/2008/06/09/10/905300085.gif
شروط هذه المسابقة :
1- ان الاسئلة ستكون في الاحاديث فقط (المتن) دون الشرح
2- ان كل عضو يرغب بالتسجيل يسجل في المستوى الذي يريده
3- ان التسجيل ينتهي عند وضع اخر حديث
4- ان كل عضو سوف يسأل ثلاث أسئلة على الاقل
5- ان المسابقة سوف تكون في من نهاية شهر خمسة إلى بداية شهر سته بإذن الله


http://www5.0zz0.com/2008/06/09/10/905300085.gif


وسوف نترك اسبوع قبل وضع الاسئلة لمراجعة الاحاديث.... وسوف اشترك انا ايضا في هذه المسابقة بإذن الله ... وسوف اشترك بالمستوى الرابع


http://www5.0zz0.com/2008/06/09/10/905300085.gif

فارس الاسلام
1-5-2009, 02:41 AM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
جزاك الله كل خير اختى
ما شاء الله اللهم تقبله منك و اجعله فى موازين حسناتك

هذه المسابقة لحفظ الاربعين نووية حيث نقوم انا واختي فارس الاسلام جزاها الله خيرا ووضع هذا العمل في ميزان حسناتها ... بوضع الاحاديث وتفسيرها .. حيث سنقوم بوضع حديثين يوميا ..
و جزاك الله كل خير اختى
اللهم آمين
و ان شاء الله اشترك ايضا فى المسابقة

فارس الاسلام
1-5-2009, 03:23 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الحديث الأول
http://www5.0zz0.com/2008/06/09/10/905300085.gif
المتن
[ عن أمير المؤمنين أبي حفص عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم يقول : إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه ]
http://www5.0zz0.com/2008/06/09/10/905300085.gif
الرواه و المكانة
رواه إماما المحدثين : أبو عبدالله محمد ابن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن بردزبه البخاري وأبو الحسين مسلم ابن الحجاج بن مسلم القشيري النيسابوري : في صحيحيهما اللذين هما أصح الكتب المصنفة
هذا حديث صحيح متفق على صحته وعظيم موقعه و جلالته وكثرة فوائده رواه الإمام أبو عبدالله البخاري في غير موضع من كتابه ورواه أبو الحسين مسلم بن الحجاج في آخر كتاب الجهاد
وهو أحد الأحاديث التي عليها مدار الإسلام وقال الإمام أحمد والشافعي رحمهما الله : يدخل في حديث الأعمال بالنيات ثلث العلم قاله البيهقي وغيره وسبب ذلك أن كسب العبد يكون بقلبه ولسانه وجوارحه والنية أحد الأقسام الثلاثة وروى عن الشافعي رضي الله تعالى عنه أن قال : يدخل هذا الحديث في سبعين بابا من الفقه وقال جماعة من العلماء : هذا الحديث ثلث الإسلام
واستحب العلماء أن تستفتح المصنفات بهذا الحديث وممن ابتدأ به في أول كتابه : الإمام أبو عبدالله البخاري وقال عبد الرحمن ابن مهدي : ينبغي لكل من صنف كتابا أن يبتدئ فيه بهذا الحديث تنبيها للطالب على تصحيح النية
وهذا حديث مشهور بالنسبة إلى آخره غريب بالنسبة إلى أوله لأنه لم يروه عن النبي صلى الله عليه و سلم إلا عمر بن الخطاب رضي الله عنه ولم يروه عن عمر إلا علقمة بن أبي وقاص ولم يروه عن علقمة إلا محمد بن إبراهيم التيمي ولم يروه عن محمد بن إبراهيم إلا يحيى بن سعيد الأنصاري ثم اشتهر بعد ذلك فرواه عنه أكثر من مائتي إنسان أكثرهم أئمة
http://www5.0zz0.com/2008/06/09/10/905300085.gif
التفسير
ولفظة ( إنما ) للحصر : تثبت المذكور وتنفي ما عداه وهي تارة تقتضي الحصر المطلق وتارة تقتضي حصرا مخصوصا ويفهم ذلك بالقرائن كقوله تعالى { إنما أنت منذر } فظاهره الحصر في النذارة والرسول لا ينحصر في ذلك بل له أوصاف كثيرة جميلة : كالبشارة وغيرها وكذلك قوله تعالى { إنما الحياة الدنيا لعب ولهو } فظاهره والله أعلم - الحصر باعتبار من آثرها وأما بالنسبة إلى ما في نفس الأمر فقد تكون سببا إلى الخيرات ويكون ذلك من باب التغليب فإذا وردت هذه اللفظة فاعتبرها فإن دل السياق والمقصود من الكلام الحصر في شئ مخصوص : فقل به وإلا فاحمل الحصر على الإطلاق ومن هذا قوله صلى الله عليه و سلم [ إنما الأعمال بالنيات ] والمراد بالأعمال : الأعمال الشرعية
ومعناه : لا يعتد بالأعمال بدون النية مثل الوضوء والغسل والتيمم وكذلك الصلاة والزكاة والصوم والحج والإعتكاف وسائر العبادات فأما إزالة النجاسة فلا تحتاج إلى نية لأنها من باب الترك والترك لا يحتاج إلى نية وذهب جماعة إلى صحة الوضوء والغسل بغير نية وفي قوله صلى الله عليه و سلم [ إنما الأعمال بالنيات ] محذوف واختلف العلماء في تقديره : فالذين اشترطوا النية قدروا : صحة الأعمال بالنيات والذين لم يشترطوها قدروا : كمال الأعمال بالنيات
وقوله [ وإنما لكل امرئ ما نوى ] قال الخطابي يفيد معنى خاصا غير الأول وهو تعيين العمل بالنية وقال الشيخ محي الدين النووي فائدة ذكره : أن تعيين المنوى شرط فلو كان على إنسان صلاة مقضية لا يكفيه أن ينوي الصلاة الفائتة بل يشترط أن ينوي كونها ظهرا أو عصرا أو غيرهما ولو لا اللفظ الثاني لاقتضى الأول صحة النية بلا تعيين أو أهم ذلك والله أعلم
وقوله [ فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ] المتقرر عند أهل العربية : أن الشرط والجزاء والمبتدأ والخبر لا بد أن يتغايرا وههنا قد وقع الإتحاد وجوابه [ فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله ] نية وقصدا [ فهجرته إلى الله ورسوله ] حكما وشرعا وهذا الحديث ورد على سبب لأنهم نقلوا : أن رجلا هاجر من مكة إلى المدينة ليتزوج امرأة يقال لها [ أم قيس ] لا يريد بذلك فضيلة الهجرة فكان يقال له [ مهاجر أم قيس ] والله أعلم
شرح الاربعون النووية

فارس الاسلام
1-5-2009, 03:37 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الحديث الثاني
http://www5.0zz0.com/2008/06/09/10/905300085.gif
المتن
[ عن عمر رضي الله تعالى عنه أيضا قال : بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذات يوم إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر لا يرى عليه أثر السفر ولا يعرفه منا أحد حتى جلس إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فأسند ركبتيه إلى ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه وقال : يا محمد أخبرني عن الإسلام فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا قال : صدقت فعجبنا له يسأله ويصدقه قال : فأخبرني عن الإيمان قال أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره قال : صدقت قال : فأخبرني عن الإحسان قال أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك قال : فأخبرني عن الساعة قال ما المسئول عنها بأعلم من السائل قال : فأخبرني عن أماراتها قال أن تلد الأمة ربتها وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان ثم انطلق فلبثت مليا ثم قال يا عمر أتدري من السائل ؟ قلت : الله ورسوله أعلم قال فإنه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم ]
رواه مسلم
http://www5.0zz0.com/2008/06/09/10/905300085.gif
المكانة
هذا حديث عظيم قد اشتمل على جميع وظائف الأعمال الظاهرة والباطنة وعلوم الشريعة كلها راجعة إليه ومتشعبة منه لما تضمنه من جمعه علم السنة فهو كالأم للسنة كما سميت الفاتحة : أم القرآن لما تضمنته من جمعها معاني القرآن وفيه دليل على تحسين الثياب والهيئة والنظافة عند الدخول على العلماء والفضلاء والملوك فإن جبريل أتى معلما للناسب بحاله ومقاله
http://www5.0zz0.com/2008/06/09/10/905300085.gif
التفسير
وقوله [ لا يرى عليه أثر السفر ] المشهور ضم الياء من [ يرى ] مبنيا لما لم يسم فاعله ورواه بعضهم بالنون المفتوحة وكلاهما صحيح
وقوله [ ووضع كفيه على فخذيه وقال : يا محمد ] هكذا هو المشهور الصحيح ورواه النسائي بمعناه وقال [ فوضع يده على ركبتي النبي صلى الله عليه و سلم ] فارتفع الإحتمال الذي في لفظ كتاب مسلم فإنه قال فيه [ فوضع كفيه على فخذيه ] وهو محتمل وقد استفيد من هذا الحديث : أن الإسلام والإيمان حقيقتان متباينتان لغة وشرعا وهذا هو الأصل في الأسماء المختلفة وقد يتوسع فيهما الشرع فيطلق أحدهما على الآخر على سبيل التجوز
قوله [ فعجبنا له يسأله ويصدقه ] إنما تعجبوا من ذلك لأن ما جاء به النبي صلى الله عليه و سلم لا يعرف إلى من جهته وليس هذا السائل ممن عرف بلقاء النبي صلى الله عليه و سلم ولا بالسماع منه ثم هو قد سأل سؤال عارف محقق مصدق فتعجبوا من ذلك
قوله [ أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ] الإيمان بالله : هو التصديق بأنه سبحانه موجود موصوف بصفات الجلالة والكمال منزه عن صفات النقص وأنه واحد حق صمد فرد خالق جميع المخلوقات متصرف فيما يشاء يفعل في ملكه ما يريد
والإيمان بالملائكة : هو التصديق بأنهم عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون
والإيمان برسل الله : هو أنهم صادقون فيما أخبروا به عن الله تعالى أيدهم بالمعجزات الدالة على صدقهم وأنهم بلغوا عن الله رسالاته وبينوا للمكلفين ما أمرهم الله به وأنه بجب احترامهم وأن لا يفرق بين أحد منهم
والإيمان باليوم الآخر : هو التصديق بيوم القيامة وما اشتمل عليه من الإعادة بعد الموت والحشر والنشر والحساب والميزان والصراط والجنة والنار وأنهما دار ثوابه وجزائه للمحسنين والمسيئين إلى غير ذلك مما صح من النقل
والإيمان بالقدر : هو التصديق بما تقدم ذكره وحاصله ما دل عليه قوله تعالى { والله خلقكم وما تعملون } وقوله { إنا كل شيء خلقناه بقدر } ونحو ذلك ومن ذلك قوله صلى الله عليه و سلم في حديث ابن عباس [ واعلم أن الأمة لو اجتمعوا على أن ينفعوك بشئ لم ينفعوك إلا بشئ قد كتبه الله لك ولو اجتمعوا على أن يضروك بشئ لم يضروك إلى بشئ قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف ] ومذهب السلف وأئمة الخلف : أن من صدق بهذه الأمور تصديقا جازما لا ريب فيه ولا تردد : كان مؤمنا حقا سواء كان ذلك عن براهين قاطعة أو عن اعتقادات جازمة
وقوله في الإحسان [ أن تعبد الله كأنك تراه الخ ] حاصله راجع إلى إتقان العبادات ومراعاة حقوق الله ومراقبته واستحضار عظمته حال العبادات
قوله [ فأخبرني عن أماراتها ] بفتح الهمزة والأمارة : العلامة و [ الأمة ] ههنا الجارية المستولدة و [ ربتها ] سيدتها وجاء في رواية [ بعلها ] وقد روي أن أعرابيا سئل عن هذه الناقة قال : أنا بعلها ويسمى الزوج : بعلا وهو في الحديث [ ربتها ] بالتأنيث واختلف في قوله [ أن تلد الأمة ربتها ] فقيل : المراد به أن يستولي المسلمون على بلاد الكفر فيكثر التسري فيكون ولد الأمة من سيدها بمنزلة سيدها لشرفه بأبيه وعلى هذا فالذي يكون من أشراط الساعة استيلاء المسلمين على المشركين وكثرة الفتوح والتسري وقيل : معناه أن تفسد أحوال الناس حتى يبيع السادة أمهات أولادهم ويكثر ترددهن في أيدي المشترين فربما اشتراها ولدها ولا يشعر بذلك فعلى هذا الذي يكون من أشراط الساعة : غلبة الجهل بتحريم بيعهن وقيل معناه : أن يكثر العقوق في الأولاد فيعامل الولد أمه معاملة السيد أمته : من الإهانة والسب و [ العالة ] بتخفيف اللام : جمع عائل : وهو الفقير
وفي الحديث كراهة ما لا تدعو الحاجة إليه من تطويل البناء وتشييده وقد روي عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال : [ يؤجر ابن آدم في كل شئ إلا ما وضعه في هذا التراب ] ومات رسول الله صلى الله عليه و سلم ولم يضع حجرا على حجر ولا لبنة على لبنة : أي لم يشيد بناءه ولا طوله ولا تأنق فيه
وقوله [ رعاه الشاء ] إنما خص رعاء الشاء بالذكر لأنهم أضعف أهل البادية معناه أنهم من ضعفهم وبعدهم عن أسباب ذلك بخلاف أهل الإبل فإنهم في الغالب ليسوا عالة ولا فقراء وقوله [ فلبث مليا ] قد روي بالتاء يعني لبث عمر رضي الله عنه وروي [ فلبث ] بغير تاء يعني : أقام النبي صلى الله عليه و سلم بعد انصرافه وكلاهما صحيح المعنى وقوله [ مليا ] هو بتشديد الياء أي زمانا كثيرا وكان ذلك ثلاثا هكذا جاء مبينا في رواية أبي داود وغيره
وقوله [ أتاكم يعلمكن دينكم ] أي قواعد دينكم أو كليات دينكم قاله الشيخ محي الدين في شرحه لهذا الحديث في صحيح مسلم
أهم ما يذكر في هذا الحديث بيان الإسلام والإيمان والإحسان ووجوب الإيمان بإثبات قدر الله تعالى وذكر في بيان الإسلام والإيمان كلاما طويلا وحكى فيه أقوال جماعة من العلماء منها ما حكاه عن الإمام أبي الحسين المعروف بابن بطال المالكي أنه قال : مذهب جماعة أهل السنة من سلف الأمة وخلفها : أن الإيمان قول وعمل يزيد وينقص بدليل قوله تعالى { ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم } ونحوها من الآيات قال بعض العلماء : نفس التصديق لا يزيد ولا ينقص والإيمان الشرعي يزيد وينقص بزيادة ثمراته وهي الأعمال ونقصانها قالوا : وفي هذا توفيق بين ظواهر النصوص التي جاءت بالزيادة وبين أصل وضعه في اللغة وهذا الذي قاله هؤلاء وإن كان ظاهرا فالأظهر والله أعلم أن التصديق يزيد بكثرة النظر لظاهر الأدلة ولهذا يكون إيمان المصدقين أقوى من إيمان غيرهم بحيث لا يغرنهم السفه ولا يتزلزل إيمانهم بعارض بل لا تزال قلوبهم منشرحة منيرة وإن اختلفت عليهم الأحوال فأما غيرهم من المؤلفة ومن قاربهم فليسوا كذلك وهذا لا يمكن إنكاره ولا يشك في نفس تصديق أبي بكر الصديق رضي الله عنه أن لا يساويه آحاد تصديق الناس ولهذا قال البخاري في صحيحه قال ابن أبي مليكة : أدركت ثلاثين رجلا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم كلهم يخاف النفاق على نفسه ما منهم أحد يقول إن إيمانه كإيمان جبريل وميكائيل عليهم السلام
وأما إطلاق اسم الإيمان على الأعمال فمتفق عليه عند أهل الحق ودلائله أكثر من أن تحصر قال الله تعالى { وما كان الله ليضيع إيمانكم } أي صلاتكم وحكي عن الشيخ أبي عمرو بن الصلاح في قوله صلى الله عليه و سلم [ الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وتقيم الصلاة إلخ ] ثم فسر الإيمان بقوله [ أن تؤمن بالله تعالى وملائكته إلخ ] قال رحمه الله : هذا بيان أصل الإيمان وهو التصديق الباطن وبيان أصل الإسلام وهو الإستسلام والإنقياد الظاهر وحكم الإسلام في الظاهر ثبت في الشهادتين وإنما أضاف إليها الصلاة والزكاة والصوم والحج لكونها أظهر شعائر الإسلام وأعظمها وبقيامه بها يصح استسلامه ثم إن اسم الإيمان يتناول ما فسر به الإسلام في هذا الحديث وسائر الطاعات لكونها ثمرات التصديق الباطن الذي هو أصل الإيمان
ولهذا لا يقع اسم المؤمن المطلق على من ارتكب كبيرة أو ترك فريضة لأن اسم الشئ مطلقا يقع على الكامل منه ولا يستعمل في الناقص ظاهرا إلا بنية وكذلك جاز إطلاق نفيه عنه في قوله صلى الله عليه و سلم [ لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن ] واسم الإسلام يتناول أيضا ما هو أصل الإيمان وهو التصديق الباطن ويتناول أصل الطاعات فإن ذلك كله استسلام قال : فخرج بما ذكرناه أن الإيمان والإسلام يجتمعان ويفترقان وأن كل مؤمن مسلم وليس كل مسلم مؤمنا وقال : فهذا التحقيق واف بالتوفيق ونصوص الكتابة والسنة الواردة في الإيمان والإسلام التي طالما غلط فيها الخائضون وما حققناه من ذلك موافق لمذهب جماهير العلماء من أهل الحديث وغيرهم والله أعلم
شرح الاربعون النووية

so0so0 dala
1-5-2009, 08:01 PM
وانا باذن الله سوف اسجل معكم

اعانني الله واياكم على كل خير

وجزاكن الله خير الجزاء

قمر الكون
1-5-2009, 09:00 PM
وانا باذن الله سوف اسجل معكم



اعانني الله واياكم على كل خير



وجزاكن الله خير الجزاء



هلا غاليتي
اللهم امين
اهلا بك معنا
وجزاك اختي
ولكن اتمنى غاليتي ان تحددي المستوى الذي تريدين الاشتراك فيه

قمر الكون
2-5-2009, 01:10 PM
الحديث الثالث :
http://www5.0zz0.com/2008/06/09/10/905300085.gif
المتـــن :


عن أبي عَبْدِ الرَّحْمنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ بنِ الخَطابِ رَضيَ اللهُ عنهُما قال: سَمِعْتُ رسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يقولُ: " بُنَي الإسلامُ على خَمْسٍ : شهادَةِ أَنْ لا إلهَ إلا اللهُ وأَنَّ محمَّداً رسولُ اللهِ، وإقَامِ الصَّلاةِ، وإيتَاءِ الزَّكاةِ، وحَجِّ البَيْتِ، وصَوْمِ رَمَضَانَ ". رواهُ البُخَارِيُّ ومسلمٌ.


http://www5.0zz0.com/2008/06/09/10/905300085.gif
شرح الحديث :
مفردات الحديث:


" على خَمْسٍ ": وفي رواية: "على خمسة "، أي خمس دعائم أو خمسة أركان، و " على " بمعنى : من.


" إقَامِ الصَّلاةِ ": المداومة عليها، وفعلها كاملة الشروط والأركان، مستوفية السنن والآداب.


المعنى العام:


· بناء الإسلام: يشبِّه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم الذي جاء به -والذي يخرج به


الإنسان من دائرة الكفر ويستحق عليه دخول الجنة والمباعدة من النار- بالبناء المحكم، القائم على أسس وقواعد ثابتة، ويبين أنَّ هذه القواعد التي قام عليها وتم هي:


1- شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله: ومعناها الإقرار بوجود الله تعالى ووَحدانيته، والتصديق بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم ورسالته، وهذا الركن هو كالأساس بالنسبة لبقية الأركان، وقال عليه الصلاة والسلام:" من قال لا إله إلا الله مخلصاً دخل الجنة". حديث صحيح أخرجه البزار.


2- إقام الصلاة: والمراد المحافظة على الصلاة والقيام بها في أوقاتها، وأداؤها كاملة بشروطها وأركانها، ومراعاة آدابها وسننها، حتى تؤتي ثمرتها في نفس المسلم فيترك الفحشاء والمنكر، قال تعالى: {وَأَقِمْ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ} [العنكبوت: 45].


3- إيتاء الزكاة: وهي إعطاء نصيب معين من المال -ممن ملك النصاب، وتوفرت فيه شروط الوجوب والأداء - للفقراء والمستحقين.


4- الحج: وهو قصد المسجد الحرام في أشهر الحج، وهي شوال وذو القعدة والعشر الأول من ذي الحجة، والقيام بما بينه رسول الله صلى الله عليه وسلم من مناسك، وهو عبادة مالية وبدنية تتحقق فيه منافع كثيرة للفرد والمجتمع، وهو فوق ذلك كله مؤتمر إسلامي كبير، ومناسبة عظيمة لالتقاء المسلمين من كل بلد. ولذا كان ثواب الحج عظيماً وأجره وفيراً، قال عليه الصلاة والسلام " الحجُّ المبرورُ ليس له جزاءٌ إلا الجنة "متفق عليه. وقد فُرِض الحج في السنة السادسة(1) من الهجرة بقوله تعالى: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنْ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلا} [ آل عمران: 97] .


5- صوم رمضان: وقد فرض في السنة الثانية للهجرة بقوله تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنْ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمْ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ} [البقرة: 185]. وهو عبادة فيها تطهير للنفس، وسمو للروح، وصحة للجسم، ومن قام بها امتثالاً لأمر الله وابتغاء مرضاته كان تكفيراً لسيئاته وسبباً لدخوله الجنة.


· ومن أتى بهذه الأركان كاملة كان مسلماً كامل الإيمان، ومن تركها جميعاً كان


كافراً قطعاً.


· غاية العبادات: ليس المراد بالعبادات في الإسلام صورها وأشكالها، وإنما المراد غايتها


ومعناها مع القيام بها، فلا تنفع صلاة لا تنهى عن الفحشاء والمنكر، كما لا يُفيد صومٌ لا يترك فاعلُه الزورَ والعمل به، كما لا يُقبل حج أو زكاة فعل للرياء والسمعة. ولا يعني ذلك ترك هذه العبادات إذا لم تحقق ثمرتها، إنما المراد حمل النفس على الإخلاص بها وتحقيق المقصود منها.


· شعب الإيمان: وليست هذه الأمور المذكورة في الحديث هي كل شيء في الإسلام،


وإنما اقتصر على ذكرها لأهميتها، وهناك أمور كثيرة غيرها؛ قال عليه الصلاة والسلام : " الإيمان بِضْعٌ وسبعونَ شعبة " متفق عليه.


· يُفيد الحديث أن الإسلام عقيدة وعمل، فلا ينفع عمل دون إيمان، كما أنه لا وجود للإيمان دون العمل .

قمر الكون
2-5-2009, 01:16 PM
الحديث الرابع :

http://www5.0zz0.com/2008/06/09/10/905300085.gif


المتــــن:


عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق : ( إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما نطفة ثم يكون علقة مثل ذلك ثم يكون مضغة مثل ذلك ثم يرسل إليه الملك فينفخ فيه الروح ويؤمر بأربع كلمات : بكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أو سعيد فوالذي لا إله غيره إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها ) رواه البخاري ومسلم

http://www5.0zz0.com/2008/06/09/10/905300085.gif

شرح الحديث :

قوله ( وهو الصادق المصدوق ) أي الصادق في قوله المصدوق فيما يأتيه من الوحي الحكيم .
قال بعض العلماء : معنى قوله ( إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه ) إن المني يقع في الرحم متفرقا فيجمعه الله تعالى في محل الولادة من الرحم في هذه المدة ، وقد جاء عن ابن مسعود في تفسير ذلك ( أن النطفة إذا وقعت في الرحم فأراد الله تعالى أن يخلق منها بشرا طارت في بشر المرأة تحت كل ظفر وشعر ثم تمكث أربعين ليلة ثم تصير دما في الرحم فذلك جمعها وهو وقت كونها علقة )
قوله ( ثم يرسل إليه الملك ) يعني الملك الموكل برحم
قوله ( وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة ) إلى آخره
ظاهر الحديث أن العامل كان عمله صحيحا وأنه قرب إلى الجنة بسبب عمله حتى بقي له على دخولها ذراع وإنما منعه من ذلك سابق القدر الذي يظهر عند الخاتمة فإذا الأعمال بسوابق لكن لما كانت السابقة مستورة عنا والخاتمة ظاهرة جاء في الحديث ( إنما الأعمال بالخواتيم ) يعني عندنا بالنسبة إلى اطلاعنا في بعض الأشخاص وفي بعض الأحوال وأما الحديث الذي ذكره مسلم في صحيحه في كتاب الإيمان أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال ( إن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة ) فيما يبدو للناس وهو من أهل النار فإنه لم يكن عمله صحيح في نفسه و إنما كان رياء وسمعة فيستفاد من ذلك الحديث ترك الالتفات إلى الأعمال والركون إليها والتعويل على كرم الله ورحمته
وقوله قبل ذلك ( ويؤمر بأربع كلمات : بكتب رزقه وأجله ) وهو بالباء الموحدة في أوله على البدل من ( أربع كلمات )
وقوله ( شقي أو سعيد ) مرفوع لأنه خبر مبتدأ محذوف تقديره وهو شقي أو سعيد
وقوله ( فوالذي لا إله غيره إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة ) إلى قوله ( فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها ) المراد أن هذا قد يقع في النادر من الناس لا أنه غالب فيهم وذلك من لطف الله سبحانه وتعالى فإن انقلاب الناس من الشر إلى الخير كثير وأما انقلابهم من الخير إلى الشر ففي غاية الندور ولله الحمد
وفي الحديث إثبات القدر كما هو مذهب أهل السنة وأن جميع الواقعات بقضاء الله خيرها وشرها
وقد ثبتت الأحاديث بالنهي عن ترك العمل اتكالا على ماسبق من القدر بل تجب الأعمال والتكاليف متى ورد بها الشرع وكل ميسر لما خلق له .
والله أعلم ...

Jnoǿon ~
2-5-2009, 06:41 PM
جزاكم الله الف خير
وانشاءالله اكوووون معكم بالمسابقه

تحياتي

حبر وورق
3-5-2009, 02:40 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهـ ..

جزييتم خيــر ع هذا العمل.. أرغــب بالمشــاركه معكــم

المســـتوى الثانـــي

س) هل يمكن ان يتم حفظ عشـرة احاديث وبعد الانتهــاء منها حفظ عشـرة اخــرى ؟؟

بَلْسَم،،
3-5-2009, 04:33 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
.
.
جزاكما الله خيرًا قمر وفارس..

سأشترك في المستوى الأول إن شاء الله تعالى..

.
.
وفقكم الله لما يحبه ويرضاه..
تحيتي^^

قمر الكون
3-5-2009, 01:27 PM
الحديث الخامس
http://www5.0zz0.com/2008/06/09/10/905300085.gif

المتن

عن أم المؤمنين أم عبد الله عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد". (رواه البخاري ومسلم) وفي رواية لمسلم: "من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد".
http://www5.0zz0.com/2008/06/09/10/905300085.gif
شرح وفوائد الحديث
قوله صلى الله عليه وسلم: (( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهورد)) أي مردود. فيه دليل على أن العبادات من الغسل والوضوء والصوم والصلاة إذا فعلت على خلاف الشرع تكون مردودة على فاعلها ، وأن المأخوذ بالعقد الفاسد يجب رده على صاحبه ولا يملك ،وقال صلى الله عليه وسلم للذي قال له : إن ابني كان عسيفاً على هذا فزنى بامرأته ، وإني أخبرت أن على ابني الرجم فافتديت منه بمائة شاه ووليدة، فقال صلى الله عليه وسلم : (( الوليدة والغنم ردّ عليك)) . وفيه دليل على أن من ابتدع في الدين بدعة لا توافق الشرع فإثمها عليه ،و عمله مردود عليه وإنه يستحق الوعيد ، وقد قال صلى عليه وسلم :(( من أحدث حدثاً أو آوى محدثاً فعليه لعنة الله)).
http://www5.0zz0.com/2008/06/09/10/905300085.gif

قمر الكون
3-5-2009, 01:29 PM
الحديث السادس
http://www5.0zz0.com/2008/06/09/10/905300085.gif
المتـن

عن أبي عبد الله النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: "إن الحلال بيّن، وإن الحرام بيّن، وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهنّ كثير من الناس، فمن اتقى الشبهات، فقد استبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام، كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه، ألا وإن لكل ملك حمى، ألا وإن حمى الله محارمه، ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب". (رواه البخاري ومسلم)
http://www5.0zz0.com/2008/06/09/10/905300085.gif

شرح وفوائد الحديث

قوله صلى الله عليه وسلم : (( الحلال بين والحرام بين وبينهما أمور مشتبهات .... الخ)) اختلف العلماء في حد الحلال والحرام ، فقال أبو حنيفة رحمه الله تعالى: الحلال مادل الدليل على حله .وقال الشافعي رحمه الله : الحرام ما دل الدليل على تحريمه.
قوله صلى الله عليه وسلم :(( وبينهما أمور مشتبهات)) أي بين الحلال والحرام أمور مشتبهة بالحلال والحرام ، فحيث انتفت الكراهة وكان السؤال عنه بدعة .وذلك إذا قدم غريب بمتاع يبيعه فلا يجب البحث عن ذلك ، بل ولا يستحب ،ويكره السؤال عنه .
قوله صلى الله عليه وسلم :((فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه)) أي طلب براءة دينه وسلم من الشبهة . وأما براءة العرض فإنه إذا لم يتركها تطاول إليه السفهاء بالغيبة ونسبوه إلى أكل الحرام فيكون مدعاة لوقوعهم في الإثم وقد ورد عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : (( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يقفمواقف التهم)).. وعن علي رضي الله عنه أنه قال : إياك وما يسبق إلى القلوب إنكاره ، وإن كان عندك اعتذاره، فرب سامع نكراً لا تستطيع أن تسمعه عذرا‌ً.
وفي صحيح الترمذي أنه عليه الصلاة والسلام قال: ((إذا أحدث أحدكم في الصلاة فليأخذ بأنفه ثم لينصرف)) وذلك لئلا يقال عنه أحدث .
قوله عليه الصلاة والسلام:(( فمن وقع في الشبهات وقع في الحرام)) يحتمل أمرين : احدهما أن يقع في الحرام وهو يظن أنه ليس بحرام . والثاني : أن يكون المعنى قد قارب أن يقع في الحرام كما يقال : المعاصي بريد الكفر .لأن النفس إذا وقعت في المخالفة تدرجت من مفسدة إلى أخرى أكبر منها ،قيل : وإلى ذلك الإشارة بقوله تعالى : { ويقتلون الأنبياء بغير حق ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون}. [آل عمران:112]. يريد أنهم تدرجوا بالمعاصي إلى قتل الأنبياء .
وفي الحديث :(( لعن الله السارق يسرق البيضة فتقطع يده ويسرق الحبل فتقطع يده)).
أي يتدرج من البيضة والحبل إلى نصاب السرقة ، والحمى ما يحميه الغير من الحشيش في الأرض المباحة فمن رعى حول الحمى يقرب أن تقع فيه ماشيته فيرعي فيما حماه الغير بخلاف ما إذا رعى إبله بعيداً من الحمى .واعلم أن كل محرم له حمى يحيط به ، فالفرج محرم وحماه الفخذان لأنهما جعلاً حريماً للمحرم ، وكذلك الخلوة بالإجنبية حمى للمحرم ، فيجب على الشخص أن يجتنب الحريم والمحرَّم، فالمحرم حرام لعينه، والحريم محرم لأنه يتدرج به إلى المحرم .
قوله صلى الله عليه وسلم :(( ألا وإن في الجسد مضغة)) أي في الجسد مضغة إذا خشعت خشعت الجوارح، وإذا طمحت طمحت الجوارح وإذا فسدت فسدت الجوارح . قال العلماء : البدن مملكةوالنفس مدينتها،و القلب وسط المملكة ،و الأعضاء كالخدام والقوى الباطنية كضياع المدينة ، والعقل كالوزير المشفق الناصح به ، والشهوة طالب أرزاق الخدام،و الغضب صاحب الشرطة ، وهو عبد مكار خبيث، يتمثل بصورة الناصح ونصحه سم قاتل ،و دأبه أبداً منازعة الوزير الناصح والقوة المخيلة في مقدم الدماغ كالخازن ، والقوة المفكرة في وسط الدماغ، والقوة الحافظة في آخر الدماغ ، واللسان كالترجمان ،و الحواس الخمس جواسيس ، وقد وكل كل واحد منهم بصنيع من الصناعات ، فوكل العين بعالم الألوان ، والسمع بعالم الأصوات ،وكذلك سائرها فإنها أصحاب الأخبار، ثم قيل : هي كالحجبة توصل إلى النفس ما تدركه ، وقيل : إن السمع والبصر والشم كالطاقات تنظر منها النفس ، فالقلب هو الملك فإذا صلح الراعي صلحت الرعية وإذا فسد فسدت الرعية ، وإنما يحصل صلاحه بسلامته من الأمراض الباطنة كالغل والحقد والحسد والشح والبخل والكبر والسخرية والرياء والسمعة والمكر والحرص والطمع وعدم الرضى بالمقدور، وأمراض القلب كثيرة تبلغ نحو الأربعين ، عافانا الله منها وجعلنا ممن يأتيه بقلب سليم.
http://www5.0zz0.com/2008/06/09/10/905300085.gif

قمر الكون
3-5-2009, 01:42 PM
جزاكم الله الف خير
وانشاءالله اكوووون معكم بالمسابقه

تحياتي



وجزاك غاليتي وبإذن الله تكون الاسئلة سهلة
اتمنى فقط ان تحددي المستوى


السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهـ ..

جزييتم خيــر ع هذا العمل.. أرغــب بالمشــاركه معكــم

المســـتوى الثانـــي

س) هل يمكن ان يتم حفظ عشـرة احاديث وبعد الانتهــاء منها حفظ عشـرة اخــرى ؟؟


بالتاكيد ولكن الاسئلة ستكون في العشرين كاملة ومتى اردت ان تسألي فيها فلا باس فسوف نبدا من نهاية شهر خمسة بإذن الله




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

.
.
جزاكما الله خيرًا قمر وفارس..


سأشترك في المستوى الأول إن شاء الله تعالى..


.
.
وفقكم الله لما يحبه ويرضاه..
تحيتي^^



وجزاك غاليتي
اللهم امين
وبالتوفيق

سوف اضع بإذن الله متن كل حديث في المشاركة الاولى حتى يسهل حفظها

LEJLA
3-5-2009, 02:00 PM
جزاكم الله كل خير واكثر الله من امثلكما
ومشكورات ماقصرتن وان ابسجل في المسابقة

so0so0 dala
3-5-2009, 02:27 PM
هلا غاليتي

اللهم امين
اهلا بك معنا
وجزاك اختي

ولكن اتمنى غاليتي ان تحددي المستوى الذي تريدين الاشتراك فيه



ان شاء الله بشترك في المستوى الاول

قمر الكون
3-5-2009, 06:18 PM
جزاكم الله كل خير واكثر الله من امثلكما


ومشكورات ماقصرتن وان ابسجل في المسابقة


وجزاك
مرحبا بك غاليتي






ان شاء الله بشترك في المستوى الاول




هلا بك مرة اخرى اختي

SoOo
3-5-2009, 06:27 PM
يسعدني المشاركة ,,,,لأني احفظهم بالفعل^^

ساشارك بالمستوى الرابع ,,,انتظر الاسئلة بفارغ الصبر ...

Old School
3-5-2009, 07:04 PM
جعلها الله فيؤ ميزان حسناتكم

ونفعنا بها والمسلمين اجمعين

((كم اشتقت الى حديثك يارسول الله)) صلى الله عليه وسلم

Jnoǿon ~
4-5-2009, 01:24 AM
شكرا لقبولي وسوف اشارك بالمستوى الاول نظرا لانشغالي

فارس الاسلام
4-5-2009, 02:22 AM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
جزاك الله كل خير اختى على مرورك الطيب


يسعدني المشاركة ,,,,لأني احفظهم بالفعل^^




ساشارك بالمستوى الرابع ,,,انتظر الاسئلة بفارغ الصبر ...


و نحن سعداء بك معانا

فارس الاسلام
4-5-2009, 02:23 AM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
جزاك الله كل خير اخى على مرورك الطيب

جعلها الله فيؤ ميزان حسناتكم

ونفعنا بها والمسلمين اجمعين

((كم اشتقت الى حديثك يارسول الله)) صلى الله عليه وسلم

اللهم آمين و اياكم يا رب

فارس الاسلام
4-5-2009, 02:25 AM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته


شكرا لقبولي وسوف اشارك بالمستوى الاول نظرا لانشغالي





اهلا بك معانا و وفقك الله و اعناك و اعننا

فارس الاسلام
4-5-2009, 02:30 AM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الحديث السابع
http://www5.0zz0.com/2008/06/09/10/905300085.gif
المتن
[ عن أبي رقية تميم بن أوس الداري رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال الدين النصيحة قلنا : لمن ؟ قال لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم ] رواه مسلم
http://www5.0zz0.com/2008/06/09/10/905300085.gif
الشرح و الفوائد
ليس لتميم الداري رضي الله عنه غير هذا الحديث و [ النصيحة ] كلمة جامعة معناها إرادة جملة الخير وحيازة لحظ المنصوح له وهي من وجيز الأسماء ومختصر الكلام وليس في كلام العرب كلمة مفردة يستوفي بها العبارة عن معنى هذه الكلمة وكما قالوا في الفلاح : ليس في كلام العرب كلمة أجمع لخيري الدنيا والآخرة منها
ومعنى قوله [ الدين النصيحة ] أي عماد الدين وقوامه : النصيحة كقوله [ الحج عرفة ] أي عماده ومعظمه
وأما تفسير النصيحة وأنواعها فقال الخطابي وغيره من العلماء : النصيحة لله تعالى معناها منصرف إلى الإيمان به ونفي الشرك عنه وترك الإلحاد وصفاته ووصفه بصفات الكمال والجلال كلها وتنزيهه عن جميع النقائص والقيام بطاعته واجتناب معصيته والحب فيه والبغض فيه وجهاد من كفر به والإعتراف بنعمته والشكر عليها والإخلاص في جميع الأمور والدعاء إلى جميع الأوصاف المذكورة والحث عليها والتلطف بالناس قال الخطابي : وحقيقة هذه الأوصاف راجعة إلى العبد في نصحه نفسه فإن الله سبحانه غني عن نصح الناصح
وأما النصيحة لكتابه سبحانه وتعالى فبالإيمان أن كلام الله تعالى وتنزيله لا يشبهه شئ من كلام الناس ولا يقدر على مثله أحد من الخلق ثم تعظيمه وتلاوته حق تلاوته وتحسينها والخشوع عندها وإقامة حروفه في التلاوة والذب عنه لتأويل المحرفين والتصديق بما فيه والوقوف مع أحكامه وتفهم علومه وأمثاله والإعتبار بمواضعه والتفكر في عجائبه والعمل بمحكمه والتسليم لمتشابهه والبحث عن عمومه والدعاء إليه وإلى ما ذكرنا من نصيحته
وأما النصيحة لرسوله صلى الله عليه و سلم : فتصديقه على الرسالة والإيمان بجميع ما جاء به وطاعته في أمره ونهيه ونصرته حيا وميتا ومعاداة من عاداه وموالاة من والاه وإعظام حقه وتوقيره وإحياء طريقته وسنته وإجابة دعوته ونشر سنته ونفي التهمة عنها واستئثار علومها والتفقه في معانيها والدعاء إليها والتلطف في تعليمها وإعظامها وإجلالها والتأدب عند قراءتها والإمساك عن الكلام فيها بغير علم وإجلال أهلها لانتسابهم إليها والتخلق بأخلاقه والتأدب بآدابه ومحبة أهل بيته وأصحابه ومجانبة من ابتدع في سنته أو تعرض لأحد من أصحابه ونحو ذلك
وأما النصيحة لأئمة المسلمين : فمعاونتهم على الحق وطاعتهم وأمرهم به وتنبيههم وتذكيرهم برفق ولطف وإعلامهم بما غفلوا عنه وتبليغهم من حقوق المسلمين وترك الخروج عليهم بالسيف وتأليف قلوب الناس لطاعتهم والصلاة خلفهم والجهاد معهم وأن يدعو لهم بالصلاح
وأما نصيحة عامة المسلمين - وهم من عدا ولاة الأمر - فإرشادهم لمصالحهم في آخرتهم ودنياهم وإعانتهم عليها وستر عوراتهم وسد خلاتهم ودفع المضار عنهم وجلب المنافع لهم وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر برفق وإخلاص والشفقة عليهم وتوقير كبيرهم ورحمة صغيرهم وتخولهم بالموعظة الحسنة وترك غشهم وحسدهم وأن يحب لهم ما يحب لنفسه من الخير ويكره لهم ما يكره لنفسه من المكروه والذب عن أموالهم وأعراضهم وغير ذلك من أحوالهم بالقول والفعل وحثهم على التخلق بجميع ما ذكرناه من أنواع النصيحة والله أعلم
والنصيحة فرض كفاية إذا قام بها من يكفى سقط عن غيره وهي لازمة على قدر الطاقة والنصيحة في اللغة : الإخلاص يقال : نصحت العسل إذا صفيته وقيل غير ذلك والله أعلم وتأليف قلوب الناس لطاعتهم والصلاة خلفهم والجهاد معهم وأن يدعو لهم بالصلاح
وأما نصيحة عامة المسلمين - وهم من عدا ولاة الأمر - فإرشادهم لمصالحهم في آخرتهم ودنياهم وإعانتهم عليها وستر عوراتهم وسد خلاتهم ودفع المضار عنهم وجلب المنافع لهم وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر برفق وإخلاص والشفقة عليهم وتوقير كبيرهم ورحمة صغيرهم وتخولهم بالموعظة الحسنة وترك غشهم وحسدهم وأن يحب لهم ما يحب لنفسه من الخير ويكره لهم ما يكره لنفسه من المكروه والذب عن أموالهم وأعراضهم وغير ذلك من أحوالهم بالقول والفعل وحثهم على التخلق بجميع ما ذكرناه من أنواع النصيحة والله أعلم
والنصيحة فرض كفاية إذا قام بها من يكفى سقط عن غيره وهي لازمة على قدر الطاقة والنصيحة في اللغة : الإخلاص يقال : نصحت العسل إذا صفيته وقيل غير ذلك والله أعلم
شرح الاربعون النووية
http://www5.0zz0.com/2008/06/09/10/905300085.gif

فارس الاسلام
4-5-2009, 02:33 AM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الحديث الثامن
http://www5.0zz0.com/2008/06/09/10/905300085.gif
المتن
[ عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما أن رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم قال أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة : فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله تعالى ] رواه البخاري ومسلم
http://www5.0zz0.com/2008/06/09/10/905300085.gif
الشرح و الفوائد
هذا حديث عظيم وقاعدة من قواعد الدين وقد روى هذا الحديث أنس وقال [ حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله وأن يستقبلوا قبلتنا وأن يأكلوا ذبيحتنا وأن يصلوا صلاتنا فإذا فعلوا ذلك حرمت علينا دماؤهم وأموالهم إلا بحقها لهم ما للمسلمين وعليهم ما على المسلمين ] وجاء في صحيح مسلم من رواية أبي هريرة [ حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله ويؤمنوا بما جئت به ] وذلك موافق لرواية عمر في المعنى
وأما معاني هذا الحديث فقال العلماء بالسير : لما توفي رسول الله صلى الله عليه و سلم واستخلف أبو بكر الصديق رضي الله عنه بعده وكفر من كفر من العرب عزم أبو بكر على قتالهم وكان منهم من منع الزكاة ولم يكفر وتأول في ذلك فقال له عمر رضي الله عنه : كيف تقاتل الناس وقد قالوا لا إله إلى الله وقد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم [ أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلى الله ] إلى آخر الحديث فقال الصديق : إن الزكاة حق المال وقال : والله لو منعوني عناقا - وفي رواية : عقالا - كانوا يؤدونه إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم لقاتلهم على منعه فتابعه عمر على قتال القوم
قوله [ أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فمن قال لا إله إلا الله فقد عصم مني ماله ونفسه إلا بحقه وحسابه على الله ]
قال الخطابي وغيره : المراد بهذا أهل الأوثان ومشركو العرب ومن لا يؤمن دون أهل الكتاب ومن يقر بالتوحيد فلا يكتفى في عصمته بقوله لا إله إلا الله إذ كان يقولها في كفره وهي من اعتقاده وكذلك جاء في الحديث الآخر [ وأني رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة ] وقال الشيخ محي الدين النووي : ولا بد مع هذا من الإيمان بجميع ما جاء به رسول الله صلى الله عليه و سلم كما جاء في الرواية الأخرى لأبي هريرة [ حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله ويؤمنوا بي وبما جئت به ] ومعنى قوله [ وحسابهم على الله ] أي فيما يسترونه ويخفونه دون ما يخلون به في الظاهر من الأحكام الواجبة ذكر ذلك الخطابي
قال : وفيه أن من أظهر الإسلام وأسر الكفر يقبل إسلامه في الظاهر وهذا قول أكثر أهل العلم وذهب مالك إلى أن توبة الزنديق لا تقبل وهي رواية عن الإمام أحمد وفي قوله [ أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله ويؤمنوا بي وبما جئت به ] دلالة ظاهرة لمذهب المحققين والجماهير من السلف والخلف أن الإنسان إذا اعتقد دين الإسلام اعتقادا جازما لا تردد فيه كفاه ذلك ولا يجب عليه تعلم أدلة المتكلمين ومعرفة الله بها خلافا لمن أوجب ذلك وجعله شرطا في نحو أهل القبلة وهذا خطأ ظاهر فإن المراد التصديق الجازم وقد حصل لأن النبي صلى الله عليه و سلم اكتفى بالتصديق بما جاء به ولم يشترط المعرفة بالدليل وقد تظاهرت بهذا أحاديث في الصحيح يحصل بمجموعها التواتر بأصلها والعلم القطعي والله أعلم
شرح الاربعون النووية
http://www5.0zz0.com/2008/06/09/10/905300085.gif

so0so0 dala
4-5-2009, 11:13 PM
ان شاء الله بشترك في المستوى الاول



اسفة انا كنت اقصد المستوى الرابع اللي هو حفظ النووية كاملة

ولكن انا حسبت المستوى الاول هو حفظ الاربعين نووية

قمر الكون
5-5-2009, 01:57 PM
الحديث التاسع


http://www5.0zz0.com/2008/06/09/10/905300085.gif


المتـــن


عن أبي هريرة عبد الرحمن بن صخر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: "ما نهيتكم عنه فاجتنبوه، وما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم، فإنما أهلك الذين من قبلكم كثرة مسائلهم واختلافهم على أنبيائهم". (رواه البخاري ومسلم)
http://www5.0zz0.com/2008/06/09/10/905300085.gif


شرح وفوائد الحديث



قوله صلى الله عليه وسلم (( ما نهيتكم عنه فاجتنبوه )) أي اجتنبوه جملة واحدة لا تفعلوه ولا شيئاً منه ،
وهذا محموله على نهي التحريم ، فأما نهي الكراهة فيجوز فعله ، وأصل النهي في اللغة : المنع .
قوله صلى الله عليه وسلم : (( وما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم)) فيه مسائل : منها إذا وجد ماء للوضوء لا يكفيه فالأظهر وجوب استعماله ثم يتيمم للباقي . ومنها إذا وجد بعض الصاع في الفطرة فإنه يجب إخراجه . ومنها إذا وجد بعض ما يكفي لنفقة القريب أو الزوجة أو البهيمة فإنه يجب بذله . وهذا بخلاف ما اذا وجد بعض الرقبة فإنه لا يجب عتقه عن الكفارة ، لأن الكفارة لها بدل وهو الصوم .
وقوله صلى الله عليه وسلم ( فإنما أهلك الذين من قبلكم كثرة مسائلهم واختلافهم علىأنبيائهم)). اعلم ان السؤال على أقسام :
القسم الأول : سؤال الجاهل عن فرائض الدين كالوضوء والصلاة والصوم ، وعن أحكام المعاملة ونحو ذلك .
وهذا السؤال واجب وعليه حمل قوله صلى الله عليه وسلم ( طلب العلم فريضة على كل مسلم)) ومسلمة ، ولا يسع الإنسان السكوت عن ذلك قال تعالى : { فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون} [النحل:43]، وقال ابن عباس رضي الله عنهما : إني أعطيت لساناً سؤولاً وقلباً عقولاً ، كذلك أخبر عن نفسه رضي الله تعالى عنه .
والقسم الثاني: السؤال عن التفقه في الدين سبحانه وتعالى :{ فلولا نفرَ مِنْ كُلَّ فرقةٍ منهم طائفة ، ليتفقهوا في الدين ولِينذِروا قومَهُمْ إذا رَجَعوا إليهم لعلهم يَحذَرون} [التوبة:122].
وقال صلى الله عليه وسلم ( ألا فليعلم الشاهد منكم الغائب)).
القسم الثالث : أن يسأل عن شيء لم يوجبه الله عليه ، ولا على غيره ، وعلى هذا حمل الحديث لأنه قد يكون في السؤال ترتب مشقة بسبب تكليف يحصل ولهذا قال صلى الله عليه وسلم : (( وسكت عن أشياءرحمة لكم فلا تسألوا عنها)) . وعن علي رضي الله عنه لما نزلت {ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلاً}. [آل عمران :97].
قال رجل : أكل عام يا رسول الله ؟ فأعرض عنه ، حتى أعاد مرتين أو ثلاثاً فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(( وما يوشك أن أقول نعم ، والله لو قلت : نعم لو جبت ، ولو وجبت لما استطعتم ، فاتركوني ما تركتكم فإنما أهلك الذين من قبلكم كثرة مسائلهم واختلافهم على أنبيائهم فإذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم وإذا نهيتكم عن أمر فأجتنبوه)).
فإنزل الله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تُبْدَ لكم تَسُؤُكُم} [المائدة:101]. أي لم آمركم بالعمل بها ، وهذا النهي خاص بزمانه صلى الله عليه وسلم . أما بعد أن استقرت الشريعة ،و أمن من الزيادة فيها زال النهي بزوال سببه ،وكره جماعة من السلف السؤال عن معاني الآيات المشتبهة .
سئل مالك رحمه الله تعالى عن قوله تعالى :{الرحمن على العرشاستوى}[طه:5] فقال : الاستواء معلوم، والكيف مجهول ، والإيمان بهواجب ، والسؤال عنه بدعة وأراك رجل سوء أخرجوه عني .
وقال بعضهم: مذهب السلف أسلم ، ومذهب الخلف أعلم : وهوالسؤال.
http://www5.0zz0.com/2008/06/09/10/905300085.gif

قمر الكون
5-5-2009, 02:02 PM
الحديث العاشر


http://www5.0zz0.com/2008/06/09/10/905300085.gif


المتـــن


عن أبي هريرة (رضي الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : "إن الله تعـالى طيب لا يقبل إلا طيباً، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال تعالى: (يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحاً)، وقال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم) ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء: يا ربِّ يا ربِّ، ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغذي بالحرام، فأنى يستجاب له؟". (رواه مسلم)



http://www5.0zz0.com/2008/06/09/10/905300085.gif
شرح وفوائد الحديث


قوله صلى الله عليه وسلم ( إن الله تعالى طيب)) ، عن عائشة رضي الله عنها قالت : سمعت رسول الله صلى عليه وسلم يقول ( اللهم إني أسألك باسمك المطهر الطاهر ، الطيب المبارك الأحب إليك الذي إذا دعيت به أجبت ، وإذا سئلت به أعطيت ، وإذا استرحمت به رحمت ، واذا استفرجت به فرجت)) ، ومعنى الطيب : المنزه عن النقائص والخبائث ، فيكون بمعنى القدوس وقيل طيب الثناء ومسلتذ الأسماء عند العارفين بها : وهو طيب عباده لدخول الجنة بالإعمال الصالحة وطيبها لهم ، والكلمة الطيبة : لا إله إلا الله .
قوله صلى الله عليه وسلم : (( لا يقبل إلا طيباً)) أي فلا يتقرب إليه بصدقة حرام ، ويكره التصدق بالرديء من الطعام كالحب العتيق المسوس ، وكذلك يكره التصدق بما فيه شبهة قال الله تعالى :{ ولاتيمموا الخبيث منه تنفقون} [البقرة:267]. فكما أنه تعالى لا يقبل المال إلا الطيب كذلك لا يقبل من العمل إلا الطيب الخالص من شائبة الرياء والعجب والسمعة ونحوها .
قوله: فقال تعالى:{ يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحاً} [المؤمنون:51].وقوله تعالى :{ يا أيها الذين أمنوا كلوا منطيبات ما رزقناكم}[البقرة :172]. المراد بالطيبات الحلال.
في الحديث دليل على أن الشخص يثاب على ما يأكله إذا قصد به التقوي على الطاعة أو إحياء نفسه ،و ذلك من الواجبات ، بخلاف ما إذا أكل لمجرد الشهوة والتنعم .
قوله ( مطعمه حرام ومشربه حرام وغذي بالحرام)) أي شبع ، وهو بضم الغين المعجمة وكسر الذال المعجمة المخففة من الغذي بالكسر والقصر ،و أما الغداء بالفتح والمد والدال المهملة : فهو عبارة عن نفس الطعام الذي يؤكل في الغداة ، قال الله تعالى :{ قال لفتاه آتناغداءنا} [الكهف :62].
قوله : ((فأنى يستجاب له)) أي استبعاداُ لقبوله إجابة الدعاء ،و لهذا شرط العبادي لقبول الدعاء أكل الحلال ، والصحيح أن ذلك ليس بشرط فقد استجاب لشر خلقه إبليس فقال :{إنك من المنظرين} [الأعراف:15].


http://www5.0zz0.com/2008/06/09/10/905300085.gif

قمر الكون
6-5-2009, 01:04 PM
اسفة انا كنت اقصد المستوى الرابع اللي هو حفظ النووية كاملة





ولكن انا حسبت المستوى الاول هو حفظ الاربعين نووية



هلا بك غاليتي معنا

قمر الكون
6-5-2009, 01:15 PM
الحديث الحادي عشر
http://www5.0zz0.com/2008/06/09/10/905300085.gif
المتــن

عن أبي محمد الحسن بن علي بن أبي طالب سبط رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وريحانته رضي الله عنهما قال: حفظت من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : "دع ما يريبك إلى ما لا يريبك". (رواه الترمذي والنسائي، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح)

http://www5.0zz0.com/2008/06/09/10/905300085.gif

شرح وفوائد الحديث

قوله صلى الله عليه وسلم ((دع ما يريبك إلى ما لا يريبك )) فيه دليل على أن المتقي ينبغي له أن لا يأكل المال الذي فيه شبهة ، كما يحرم عليه أكل الحرام ، وقد تقدم .

قوله : (( إلى ما لا يريبك )) أي اعدل إلى ما لا ريب فيه من الطعام الذي يطمئن به القلب وتسكن إليه النفس . والريبة : الشك وتقدم الكلام عن الشبهة.
http://www5.0zz0.com/2008/06/09/10/905300085.gif

قمر الكون
6-5-2009, 01:16 PM
الحديث الثاني عشر
http://www5.0zz0.com/2008/06/09/10/905300085.gif
المتـــن


عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : "من حسن إسلام المرء تركه مالا يعنيه". (حديث حسن رواه الترمذي وغيره هكذا)
http://www5.0zz0.com/2008/06/09/10/905300085.gif
شرح وفوائد الحديث


قوله صلى الله عليه وسلم : (( من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه )) أي ما لا يهمه من أمر الدين والدنيا من الأفعال والأقوال . وقال صلى الله عليه وسلم لأبي ذر حين سأله عن صحف إبراهيم قال ( كانت أمثالاً كلها ، كان فيها : أيها السلطان المغرور إني لم أبعثك لتجمع الأموال بعضها على بعض ولكن بعثتك لترد عن دعوة المظلوم فإني لا أردها ، ولوكانت من كافر. وكان فيها : على العاقل ما لم يكن مغلوباً على عقله أن يكون له أربع ساعات : ساعة يناجي فيها ربه ،وساعة يتفكر في صنع الله تعالى ، وساعة يحدث فيها نفسه ، وساعة يخلو بذي الجلال والإكرام ، وإن تلك الساعة عون له علىتلك الساعات، .و كان فيها : على العاقل ما لم يكن مغلوباً على عقله ، أن لا يكون ساعياً إلا في ثلاث : تزود لمعاد، ومؤنة لمعاش ،ولذة في غير محرم .وكان فيها : على العاقل ما لم يكن مغلوباً على عقله أن يكون بصيراً لزمانه ، مقبلاً على شأنه . حافظاً للسانه، ومن حسب الكلام من عمله يوشك أن يقل الكلام إلا فيما يعنيه )) .


قلت : بأبي وأمي فما كان في صحف موسى ؟ قال : (( كانت عبراً كلها ، كان فيها : عجباً لمن أيقن بالنار كيف يضحك ، وعجباً لمن أيقن بالموت كيف يفرح ، وعجباً لمن رآى الدنيا وتقلبها بأهلها وهو يطمئن إليها ،و عجباً لمن أيقن بالقدر ثم هو يغضب ، وعجباً لمن أيقن بالحساب غداً وهو لا يعمل ))؟!.


قلت : بأبي وأمي هل بقي مما كان في صحفهما شيء؟ قال : ((نعم يا أباذر { قد أفلح من تزكى * وذكر اسم ربه فصلى* بل تؤثرون الحياة الدنيا * والآخِرُة خيرَّ وأبقى * إنَّ هذا لفي الصُّحُفِ الأولى * صحف إبراهيم وموسى } [الأعلى:14-19]. إلى آخر السورة .


قلت : بأبي وأمي أوصني ،قال ( أوصيك بتقوى الله فإنها رأس أمرك كله )) ،قال : قلت زدني ، قال: (( عليك بتلاوة القرآن واذكر الله كثيراً فإنه يذكرك في السماء )) ، قلت زدني ، قال ( عليك بالجهاد فإنه رهبانية المؤمنين )) ، قلت زدني ، قال : (( عليك بالصمت فإنه مطردة للشياطين عنك ، وعون لك على أمر دينك )) ، قلت زدني ، قال : (( قل الحق ولو كان مراً )) ،قلت زدني ، قال ( لا تأخذك في الله لومة لائم ))، قلت :زدني، قال((صل رحمك وإن قطعوك ))، قلت: زدني ، قال : ((بحسب امرئ من الشر ما يجهل من نفسه ، ويتكلف ما لا يعنيه . يا أبا ذر : لا عقل كالتدبير ، ولا ورع كالكف، ولا حسن كحسن الخلق )).
http://www5.0zz0.com/2008/06/09/10/905300085.gif

فارس الاسلام
7-5-2009, 02:56 AM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الحديث الثالث عشر
http://www5.0zz0.com/2008/06/09/10/905300085.gif
المتن
[ عن أبي حمزة أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه خادم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ] رواه البخاري ومسلم
http://www5.0zz0.com/2008/06/09/10/905300085.gif
الشرح و الفوائد
هكذا جاء في صحيح البخارى [ لأخيه ] من غير شك وجاء في صحيح مسلم [ حتى لأخيه - أو لجاره ] على الشك
قال العلماء يعني لا يؤمن من الإيمان التام وإلا فأصل الإيمان يحصل لمن لم يكن بهذه الصفة والمراد : يحب لأخيه من الطاعات والأشياء المباحات ويدل عليه ما جاء في رواية النسائى : [ حتى يحب لأخيه من الخير ما يحب لنفسه ] قال الشيخ أبو عمرو بن الصلاح : وهذا قد يعد من الصعب الممتنع وليس كذلك إذ معناه : لا يكمل إيمان أحدكم حتى يحب لأخيه في الإسلام ما يحب لنفسه والقيام بذلك يحصل بأن يحب له حصول مثل ذلك من جهة لا يزاحمه فيها بحيث لا ينقص عليه شئ من النعمة وذلك سهل قريب على القلب السليم وإنما يعسر على القلب الدغل عافانا الله تعالى وإخواننا أجمعين
وقال أبو الزناد : ظاهر هذا الحديث التساوى وحقيقته التفضيل لأن الإنسان يحب أن يكون أفضل الناس فإذا أحب لأخيه مثله فقد دخل هو في جملة المفضولين ألا ترى أن الإنسان يحب أن ينتصف من حقه ومظلمته ؟ فإن أكمل إيمانه وكان لأخيه عنده مظلمة أو حق بادر إلى إنصافه من نفسه وإن كان عليه فيه مشقة
ويحكى أن الفضيل بن عياض قال لسفيان بن عيينة : إن كنت تريد أن يكون الناس مثلك فما أديت لله الكريم النصيحة فكيف وأنت تود أنهم دونك ؟
وقال بعض العلماء : في هذا الحديث من الفقه أن المؤمن مع المؤمن كالنفس الواحدة فينبغى أن يحب له ما يحب لنفسه من حيث إنهما نفس واحدة كما جاء في الحديث الآخر [ المؤمنون كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر ]
شرح الاربعين النووية
http://www5.0zz0.com/2008/06/09/10/905300085.gif

فارس الاسلام
7-5-2009, 02:59 AM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الحديث الرابع عشر
http://www5.0zz0.com/2008/06/09/10/905300085.gif
المتن
[ عن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث : الثيب الزاني والنفس بالنفس والتارك لدينه المفارق للجماعة ] رواه البخاري ومسلم
http://www5.0zz0.com/2008/06/09/10/905300085.gif
الشرح و الفوائد
وفي بعض الروايات المتفق عليها : [ لايحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله إلا بإحدى ثلاث ] فقوله [ يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله ] كالتفسير لقوله [ مسلم ] وكذا قوله [ المفارق للجماعة ] كالتفسير لقوله [ التارك لدينه ] وهؤلاء الثلاثة مباحو الدم بالنص والمراد بالجماعة : المسلمون وإنما فراقهم بالردة عن الدين وهي سبب لإباحة دمه
وقوله : [ التارك لدينه المفارق للجماعة ] عام في كل مرتد عن الإسلام بأي ردة كانت فيجب قتله إن لم يرجع إلى الإسلام
قال العلماء : ويتناول أيضا كل خارج عن الجماعة ببدعة أو بغي أو غيرهما والله أعلم
والظاهر أن هذا عام يخص منه الصائل ونحوه فيباح قتله في دفع أذاه وقد يجاب عن هذا بأنه داخل في المفارق للجماعة ويكون المراد : لا يحل تعمد قتله قصدا إلا في هؤلاء الثلاثة والله أعلم
وقد استدل بعضهم على أن تارك الصلاة يقتل لتركها لأن تركها يسمى من هذه الثلاثة وفي المسألة خلاف بين العلماء : منهم من يكفر تارك الصلاة ومنهم من لا يكفره واستدل بعض من يكفره بالحديث الآخر وهو قوله صلى الله عليه و سلم : [ أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأني رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة ] قال : فوجه الدليل أنه وقف العصمة على مجموع الشهادتين وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة والمرتب على أشياء لا يحصل إلا بمجموعها وينتفى بانتفائها وهذا إن قصد به الإستدلال بالمنطوق - وهو قوله : [ أمرت أن أقاتل الناس الخ ] فإنه يقتضي الأمر بالقتال إلى هذه الغاية - فقد ذهل وسهى لأنه فرق بين المقاتلة على الشئ والقتل عليه فإن المقاتلة مفاعلة تقتضي الحصول من الجانبين ولا يلزم من وجوب المقاتلة على الصلاة وجوب القتل عليها إذا تركها من غير أن يقاتلنا والله أعلم
وقوله [ الثيب الزاني ] هو المحصن ويدخل فيه الذكر والأنثى وهو حجة على ما اتفق عليه المسلمون من أن حكم الزاني الرجم بشروطه المذكورة في أبواب الفقه وقوله [ النفس بالنفس ] موافق لقوله تعالى { وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس } ويعني به النفوس المكتافئة في الإسلام والحرية بدليل قوله صلى الله عليه و سلم [ لا يقتل مسلم بكافر ] وكذلك الحرية شرط في المكافأة عند مالك والشافعي وأحمد وذهب أصحاب الرأي إلى أن المسلم يقتل بالذمى وأن الحر يقتل بالعبد وقد يستدلون بهذا الحديث والجمهور على خلاف ذلك
شرح الاربعين النووية
http://www5.0zz0.com/2008/06/09/10/905300085.gif

فارس الاسلام
8-5-2009, 04:26 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الحديث الخامس عشر
http://www5.0zz0.com/2008/06/09/10/905300085.gif
المتن
[ عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه ] رواه البخاري ومسلم
http://www5.0zz0.com/2008/06/09/10/905300085.gif
الشرح و الفوائد
قوله [ من كان يؤمن بالله واليوم الآخر ] يعني من كان يؤمن الإيمان الكامل المنجي من عذاب الله الموصل إلى رضوان الله [ فليقل خيرا أو ليصمت ] لأن من آمن بالله حق إيمانه خاف وعيده ورجا ثوابه واجتهد في فعل ما أمر به وترك ما نهي عنه وأهم ما عليه من ذلك : ضبط جوارحه التي هي رعاياه وهو مسئول عنها كما قال تعالى { إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا } وقال تعالى { ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد } وآفات اللسان كثيرة
وكذلك قال النبي صلى الله عليه و سلم [ هل يكب الناس في النار على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم ]
وقال : [ كل كلام ابن آدم عليه إلا ذكر الله تعالى وأمر بمعروف ونهي عن منكر ] فمن علم ذلك وآمن به حق إيمانه اتقى الله في لسانه فلا يتكلم إلا بخير أو يسكت
قال بعض العلماء : جماع آداب الخير يتفرع من أربعة أحاديث : ذكر منها قوله صلى الله عليه و سلم [ من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت ] قال أهل اللغة : يقال صمت يصمت - بضم الميم - صمتا وصموتا وصماتا وقال بعضهم في معنى هذا الحديث : إذا أراد الإنسان أن يتكلم فإن كان ما يتكلم به خيرا محققا يثاب عليه فليتكلم وإلا فليمسك عن الكلام سواء ظهر أنه حرام أو مكروه أو مباح فعلى هذا يكون الكلام المباح مأمورا بتركه مندوبا إلى الإمساك عنه مخافة أن ينجر إلى المحرم أو المكروه وقد يقع ذلك كثيرا قال الله تعالى { ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد }
واختلف العلماء في أنه هل يكتب على الإنسان جميع ما يلفظ به وإن كان مباحا أو لا يكتب عليه إلى ما فيه الجزاء من ثواب أو عقاب ؟ وإلى القول الثاني ذهب ابن عباس وغيره فعلى هذا تكون الآية الكريمة مخصوصة أي : ما يلفظ من قول يترتب عليه جزاء
وقوله صلى الله عليه و سلم [ فليكرم جاره فليكرم ضيفه ] فيه تعريف لحق الجار والضيف وبرهما وحث على حفظ الجوارح وقد أوصى الله تعالى في كتابه بالإحسان إلى الجار وقال صلى الله عليه و سلم [ ما زال جبريل عليه السلام يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه ] والضيافة من الإسلام وخلق النبيين والصالحين وقد أوجبها بعض العلماء وأكثرهم على أنها من مكارم الأخلاق وقال صاحب الإفصاح : في هذا الحديث من الفقه أن يعتقد الإنسان أن إكرام الضيف عبادة لا ينقصها أن يضيف غنيا ولا يغيرها أن يقدم إلى ضيفه اليسر مما عنده فإكرامه أن يسارع إلى البشاشة في وجهه ويطيب الحديث له وعماد أمر الضيافة إطعام الطعام فينبغي أن يبادر بما فتح الله من غير كلفة وذكر كلاما في الضيافة ثم قال : وأما قوله [ فليقل خيرا أو ليصمت ] فإنه يدل على أن قول الخير خير من الصمت والصمت خير من قول الشر وذلك أنه أمره بلام الأمر لقول الخير وبدأ به على الصمت ومن قول الخير : الإبلاغ عن الله تعالى وعن رسوله صلى الله عليه و سلم وتعليم المسلمين والأمر بالمعروف عن علم وإنكار المنكر عن علم والإصلاح بين الناس وأن يقول للناس حسنا ومن أفضل الكلمات كلمة حق عند من يخاف ويرجى في ثبات وسداد
شرح الاربعين النووية
http://www5.0zz0.com/2008/06/09/10/905300085.gif

فارس الاسلام
8-5-2009, 04:30 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الحديث السادس عشر
http://www5.0zz0.com/2008/06/09/10/905300085.gif
المتن
[ عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وآله وسلم : أوصني قال لا تغضب فردد مرارا قال لا تغضب ] رواه البخاري
http://www5.0zz0.com/2008/06/09/10/905300085.gif
الشرح و الفوائد
قال صاحب الإفصاح : من الجائز أن النبي صلى الله عليه و سلم علم من هذا الرجل كثرة الغضب فخصه بهذه الوصية وقد مدح النبي صلى الله عليه و سلم الذي يملك نفسه عند الغضب فقال [ ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب ] ومدح الله تعالى الكاظمين الغيظ والعافين عن الناس وقد روي عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال [ من كظم غيظه وهو يستطيع أن ينفذه دعاه الله عز و جل على رؤوس الخلائق يوم القيامة حتى يخبره من الحور ما شاء ] وقد جاء في الحديث [ إن الغضب من الشيطان ] ولهذا يخرج به الإنسان من اعتدال حاله ويتكلم بالباطل ويرتكب المذموم وينوي الحقد والبغضاء وغير ذلك من القبائح المحرمة كل ذلك من الغضب أعاذنا الله منه وقد جاء في حديث سليمان بن صرد [ إن الإستعاذة بالله من الشيطان الرجيم تذهب الغضب ] وذلك أن الشيطان هو الذي يزين الغضب وكل من حرص على ما تحمد عاقبته فإنه الشيطان يغويه ويبعده من رضى الله عز و جل فالإستعاذة بالله منه من أقوى السلاح على دفع كيده
شرح الاربعين النووية
http://www5.0zz0.com/2008/06/09/10/905300085.gif

KAITO KEDO
8-5-2009, 04:47 PM
الله يجعله في موازين حسناتكم

ان شاء الله

قمر الكون
9-5-2009, 01:37 PM
الله يجعله في موازين حسناتكم

ان شاء الله

اللهم امين
جزاك الله خيرا اخي

قمر الكون
9-5-2009, 01:41 PM
الحديث السابع عشر


http://www5.0zz0.com/2008/06/09/10/905300085.gif
المتـــن


عن أبي يعلى شداد بن أوس رضي الله عنه عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: "إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة؛ وليحدّ أحدكم شفرته وليرح ذبيحته". (رواه مسلم)
http://www5.0zz0.com/2008/06/09/10/905300085.gif


شرح وفوائد الحديث


قوله صلى الله عليه وسلم( إن الله كتب الإحسان على كل شيء)) من جملة الإحسان عند قتل المسلم في القصاص أن يتفقد آلة القصاص ، ولا يقتل بآلة كالّة،وكذلك يحد الشفرة عند الذبح ،و يريح البهيمة ،و لا يقطع منها شيء حتى تموت ،و لا يحد السكين قبالتها ، وأن يعرض عليها الماء قبل الذبح ، ولا يذبح اللبون ، ولا ذات الولد ، حتى يستغني عن اللبن.وإن لا يستقصي في الحلب ، ويقلم أظفاره عند الحلب ، قالوا : ولا يذبح واحدة قدّام أخرى.
http://www5.0zz0.com/2008/06/09/10/905300085.gif

قمر الكون
9-5-2009, 01:44 PM
الحديث الثامن عشر
http://www5.0zz0.com/2008/06/09/10/905300085.gif
المتــن


عن أبي ذر جندب بن جنادة وأبي عبد الرحمن معاذ بن جبل رضي الله عنهما عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: "اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن". (رواه الترمذي وقال: حديث حسن، وفي بعض النسخ: حسن صحيح)


http://www5.0zz0.com/2008/06/09/10/905300085.gif
شرح وفوائد الحديث


قوله صلى الله عليه وسلم ( اتق الله حيثما كنت)) أي اتقه في الخلوة كما تتقيه في الجلوة بحضرة الناس ، واتقه في سائر الأمكنة والأزمنة. مما يعين على التقوى استحضار أن الله تعالى مطلع على العبد في سائر أحواله ، قال الله تعالى :{ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلاهو معهم أين ما كانوا ثم يُنَبِّئُهم بما عملوا يوم القيامة إنّ الله بكل شيء عليم} [المجادلة:7]. والتقوى كلمة جامعة لفعل الواجبات وترك المنهيات .
وقوله صلى الله عليه وسلم ( وأتبع السيئه الحسنة تمحها)) أي إذا فعلت سيئة فاستغفر الله تعالى منها وافعل بعدها حسنة تمحها .
اعلم : أن ظاهر هذا الحديث يدل على أن الحسنة لا تمحو إلا سيئة واحدة ، وإن كانت الحسنة بعشر ، وأن التضعيف لا يمحو السيئه ، وليس هذا على ظاهره ، بل الحسنة الواحدة تمحو عشر سئيات . وقد ورد في الحديث ما يشهد لذلك وهو قوله صلى الله عليه وسلم : ((تُكِّبرون دبر كل الصلاة عشراً وتحمدون عشراً وتُسبِّحون عشراً فذلك مَائة وخمسون باللسان وألف وخمسائة في الميزان)).
ثم قال صلى الله عليه وسلم : (( أيكم يفعل في اليوم الواحد ألفاً وخمسمائة سيئة))دل على أن التضعيف يمحو السيئات . وظاهر الحديث : أن الحسنة تمحو السيئة المتعلقة بحق الله تعالى ، أما السيئة المتعلقة بحق العباد من الغضب والغيبة والنميمة ، فلا يمحوها إلا الاستحلال من العباد ، ولا بد أن يعين له جهة الظلامة ، فيقول : قلت عليك كيت وكيت .
وفي الحديث دليل على أن محاسبة النفس واجبة ، قال صلى الله عليه وسلم ( حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا )) . وقال الله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتَنظُر نفسُ ما قدمت لغدٍ} [الحشر:18].
قوله صلى الله عليه وسلم : (( وخالق الناس بخلق حسن)).. اعلم أن الخلق الحسن كلمة جامعة للإحسان إلى الناس ، وإلى كف الأذى عنهم ،قال صلى الله عليه وسلم : (( إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فسعوها ببسط الوجه وحسن الخلق)).
وعنه صلى الله عليه وسلم : (( خيركم أحسنكم أخلاقاً)).
وعنه صلى الله عليه وسلم : (( أن رجلاً أتاه فقال : يا رسول الله ما أفضل الأعمال ؟ قال ( حسن الخلق)) ، وهو على ما مر أن أن لا تغضب .
ويقال : اشتكى نبي إلى ربه سوء خلق امرأته ، فأوحى الله إليه : قد جعلت ذلك حظك من الأذى .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم أخلاقاً ، وخيارهم خيارهملنسائهم)) .
وعنه صلى الله عليه وسلم : (( إن الله اختار لكم الإسلام ديناً فأكرموهبحسن الخلق والسخاء ، فإنه لا يكمل إلا بها)).
وقال جبريل عليه السلام للنبي صلى الله عليه وسلم حين نزل قوله تعالى : { خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين} [الأعراف : 199].
قال في تفسير ذلك : أن تعفو عمن ظلمك ، وتصل من قطعك وتعطي من حرمك.
وقال الله تعالى :{ اُدْفَعْ بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم} [فصلت:34].
وقيل في تفسير قوله تعالى :{ وإنَّكَ لعلى خُلُقٍ عظيم} [القلم:4].
قال : كان خلقه القرآن ، يأتمر بأمره وينزجر بزواجره ، ويرضى لرضاه ، ويسخط لسخطه صلى الله عليه وسلم.
http://www5.0zz0.com/2008/06/09/10/905300085.gif

قمر الكون
10-5-2009, 01:26 PM
الحديث التاسع عشر
http://www5.0zz0.com/2008/06/09/10/905300085.gif
المتــن
عن أبي العباس عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: كنت خلف النبي (صلى الله عليه وسلم) يوماً، فقال لي: "يا غلام إني أعلّمك كلمات: احفظ الله يحفظك، احفـظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لـم ينفعـوك إلا بشيء قـد كتبـه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضرّوك بشيء لم يضرّوك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفّت الصحف". (رواه الترمذي وقال: حسن صحيح)
وفي رواية غير الترمذي: "احفظ الله تجده أمامك، تعرّف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة، واعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك، وما أصابك لم يكن ليخطئك، واعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسراً".
http://www5.0zz0.com/2008/06/09/10/905300085.gif
شرح وفوائد الحديث


قوله صلى الله عليه وسلم : (( احفظ الله يحفظك)) أي احفظ أوامره وامتثلها ، وانته عن نواهيه ، يحفظك في تقلباتكم ودنياك وآخرتك قال الله تعالى : { من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينهحياة طيبة} [النحل:97]. وما يحصل للعبد من البلاء والمصائب بسبب تضييع أوامر الله تعالى ، قال الله تعالى :{وما أصابكم منمصيبة فبما كسبت أيديكم}[الشورى:30].
قوله صلى الله عليه وسلم : (( تجده تجاهك)) أي أمامك ، قال صلى الله عليه وسلم : (( تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة )) وقد نص الله تعالى في كتابه: أن العمل الصالح ينفع في الشدة وينجي فاعله ، وأن عمل المصائب يؤدي بصاحبه إلى الشدة ، قال الله تعالى حكاية عن يونس عليه الصلاة والسلام : {فلو لا أنه كان من المسبحينللبث في بطنه إلى يوم يبعثون } [الصافات :143-144]. ولما قال فرعون : {آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل} قال الملك: {الآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين} [يونس :90-91].
قوله صلى الله عليه وسلم : (( إذا سألت فاسأل الله)) إشارة إلى أن العبد لا ينبغي له أن يعلق سره بغير الله ، بل يتوكل عليه في سائر أموره ، ثم إن كانت الحاجة التي يسألها لم تجر العادة بجريانها على أيدي خلقه : كطلب الهداية ، والعلم ، والفهم في القرآن والسنة ،وشفاء المرض ، وحصول العافية من بلاء الدنيا وعذاب الآخرة ، سأل ربه ذلك . وإن كانت الحاجة التي يسألها جرت العادة أن الله سبحانه وتعالى يجريها على أيدي خلقه ، كالحاجات المتعلقة بأصحاب الحرف والصنائع وولاة الأمور ، سأل الله تعالى أن يعطف عليه قلوبهم فيقول : اللهم حنن علينا قلوب عبادك وإمائك ، و ما أشبه ذلك ، ولا يدعو الله تعالى باستغنائه عن الخلق لأنه صلى الله عليه وسلم سمع علياً يقول : اللهم اغننا عن خلقكفقال : (( لا تقل هكذا فإنالخلق يحتاج بعضهم إلى بعض ، ولكن قل : اللهم اغننا عن شرار خلقك )) وأما سؤال الخلق والاعتماد عليهم فمذموم ، ويروى عن الله تعالى في الكتب المنزلة : أيقرع بالخواطر باب غيري وبابي مفتوح ؟ أم هل يؤمل للشدائد سواي وأنا الملك القادر ؟ لأكسونَّ من أمل غيري ثوب المذلة بين الناس ... الخ .
قوله: (( واعلم أن الأمة)) الخ ، لما كان قد يطمع في بر من يحبه ويخاف شر من يحذره ، قطع الله اليأس من نفع الخلق بقوله :{وإن يمسسك الله بُضرٍ فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا راد لفضله}[يونس:107]. ولا ينافي هذا كله قوله تعالى حكاية عن موسى عليه الصلاة والسلام : {فأخاف أن يقتلون}[الشعراء:14]. [والقصص:33]. وقوله تعالى :{إنّنا نخافُ أن يفرطَ علينا أو أنْيَطْغى} [طه:45]. وكذا قوله: { خذوا حذركم} [النساء:71] إلى غير ذلك.
بل السلامة بقدر الله ، والعطب بقدر الله ، والإنسان يفر من أسباب العطب إلى أسباب إلى أسباب السلامة ، قال الله تعالى: {ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلُكة}[البقرة:195].
قوله صلى الله عليه وسلم (واعلم أن النصر مع الصبر)) قال صلى عليه وسلم ( لا تتمنوا لقاء العدو ، واسألوا الله العافية، فإذا لقيتموهم فاصبروا ولا تفروا ، فإن الله مع الصابرين)).. وكذلك الصبر على الأذى في موطن يعقبه النصر.
قوله صلى الله عليه وسلم ( وأنّ الفرج مع الكرب)) والكرب هو شدة البلاء ، فإذا اشتد البلاء أعقبه الله تعالى الفرج كما قيل : اشتدي أزمة تنفرجي.
قوله صلى الله عليه وسلم : (( وأن مع العسر يسراً)) قد جاء في حديث آخر أنه صلى الله عليه وسلم قال ( لن يغلب عسر يسرين)) وذلك أن الله تعالى ذكر العسر مرتين وذكر اليسر مرتين ، لكن عند العرب أن المعرفة إذا أعيدت معرفة توحدت لأن اللام الثانية للعهد ، واذا أعيدت النكرة تعددت فالعسر ذكر مرتين معرفاً ، واليسر مرتين منكراً فكان ، اثنين فلهذا قال صلى الله عليه وسلم ( لن يغلب عسر يسرين)).
http://www5.0zz0.com/2008/06/09/10/905300085.gif

قمر الكون
10-5-2009, 01:27 PM
الحديث العشرون
http://www5.0zz0.com/2008/06/09/10/905300085.gif
المتـــن
عن أبي مسعود عقبة بن عمرو الأنصاري البدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : "إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: إذا لم تستح فاصنع ما شئت". (رواه البخاري)
http://www5.0zz0.com/2008/06/09/10/905300085.gif
شرح وفوائد الحديث


قوله صلى الله عليه وسلم ( اذا لم تستح فاصنع ما شئت)) معناهُ: إذا أردت فعل شيء ، فإن كان مما لا تستحي من فعله من الله ، ولا من الناس فافعله ، وإلا فلا. وعلى هذا الحديث يدور مدار الإسلام كله ، وعلى هذا يكون قوله صلى الله عليه وسلم (فاصنع ما شئت )) أمر إباحة ، لأن الفعل إذا لم يكن منهياً عنه شرعاً كان مباحاً.
ومنهم من فسر الحديث بأنك إذا كنت لا تستحي من الله ولا تراقبه فاعط نفسك مناها وافعل ما تشاء ، فيكون الأمر فيه للتهديد لا للإباحة ، ويكون كقوله تعالى: {اعملوا ما شئتم}[فصلت:40]. وكقوله تعالى: {واستفزز من استطعت منهم بصوتك وأجلب عليهم بخيلك ورَجلكَ وشارِكهُمْ في الأموال والأولاد وعِدْهُم وما يعدهم الشيطانُ إلا غروراً}[الإسراء:64].
http://www5.0zz0.com/2008/06/09/10/905300085.gif

قمر الكون
10-5-2009, 10:50 PM
نظرا لبعض الظروف تم تأجيل المسابقة لبداية شهر سته بإذن الله

قمر الكون
11-5-2009, 01:43 PM
الحديث الحادي والعشرون
http://www5.0zz0.com/2008/06/09/10/905300085.gif


المتـــن
عن أبي عمرو، وقيل أبي عمرة سفيان بن عبد الله رضي الله عنه قال: "قلت: يا رسول الله قل لي في الإسلام قولاً لا أسأل عنه أحداً غيرك، قال: "قل آمنت بالله ثم استقم". (رواه مسلم)
http://www5.0zz0.com/2008/06/09/10/905300085.gif


شرح وفوائد الحديث
قوله صلى الله عليه وسلم ( قل آمنت بالله ثم استقم))أي كما أمرت ونهيت ، والاستقامة ملازمة الطريق بفعل الواجبات وترك المنهيات ، قال الله تعالى :{فاستقم كما أمرت ومن تاب معك}[هود:112].وقال الله تعالى :{إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة}[فصلت:30]. أي عند الموت تبشرهم بقوله تعالى: {لا تخافواولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنت توعدون }[فصلت:30].
وفي التفسير أنهم إذا بشروا بالجنة قالوا: وأولادنا ما يأكلون وما حالهم بعدنا؟ فيقال لهم : {نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة}.[فصلت:31]أي نتولى أمرهم بعدكم، فتقر بذلك أعينهم.
http://www5.0zz0.com/2008/06/09/10/905300085.gif

قمر الكون
11-5-2009, 01:45 PM
الحديث الثاني والعشرون
http://www5.0zz0.com/2008/06/09/10/905300085.gif



المتـــن


عن أبي عبد الله جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنهما: "أن رجلاً سأل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال: أرأيت إذا صلّيت المكتوبات، وصمت رمضان وأحللت الحلال وحرّمت الحرام ولم أزد على ذلك شيئاً أدخل الجنة ؟ قال: نعم". (رواه مسلم)
http://www5.0zz0.com/2008/06/09/10/905300085.gif
شرح وفوائد الحديث
ومعنى حرّمت الحرام: اجتنبته، ومعنى أحللت الحلال: فعلته معتقداً حلّه.
وَمَعْنى حَرَّمْتُ الحَرامَ: اجْتَنَبْتُهُ . وَمَعْنى أَحْلَلْتُ الحَلالَ:فَعَلْتُهُ مُعْتَِقداً حِلَّهُ.
قوله : (( أرأيت ... إلخ)) معناه : أخبرني.
وقوله : (( وأحللت الحلال )) أي اعتقدته حلالاً وفعلت منه الواجبات ، ((وحرمت الحرام)) أي اعتقدته حراماً ولم أفعله.
وقوله صلى الله عليه وسلم : (( نعم)) أي تدخل الجنة.
http://www5.0zz0.com/2008/06/09/10/905300085.gif

فارس الاسلام
12-5-2009, 04:25 AM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الحديث الثالث والعشرون


http://www5.0zz0.com/2008/06/09/10/905300085.gif
المتـــن



[ عن أبي مالك الحارث بن الأشعري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الطهور شطر الإيمان والحمد لله تملأ الميزان وسبحان الله والحمد لله تملآن - أو تملأ - ما بين السماء والأرض والصلاة نور والصدقة برهان والصبر ضياء والقرآن حجة لك أو عليك كل الناس يغدو : فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها ] رواه مسلم
http://www5.0zz0.com/2008/06/09/10/905300085.gif
الشرح و الفوائد
هذا الحديث أصل من أصول الإسلام وقد اشتمل على مهمات من قواعد الإسلام والدين أما الطهور فالمراد به هنا الفعل - وهو بضم الطاء - على المختار
واختلف في معناه : فقيل : إن الأجر فيه ينتهى إلى نصف أجر الايمان وقيل : المراد بالإيمان هنا الصلاة قال تعالى { وما كان الله ليضيع إيمانكم } والطهارة شرط في صحة الصلاة فصارت كالشطر ولا يلزم في الشطر أن يكون نصفا حقيقيا وقيل غير ذلك وأما قوله [ والحمد لله تملأ الميزان ] فمعناه : أنها لعظم أجرها تملأ ميزان الحامد لله تعالى وقد تظاهرت نصوص القرآن والسنة على وزن الأعمال وثقل الموازين وخفتها وكذلك قوله [ وسبحان الله والحمد لله تملآن - ما بين السماء والأرض ] وسبب عظم فضلها ما اشتملت عليه من التنزيه لله تعالى والإفتقار إليه وقوله [ تملآن أو تملأ ] ضبطه بعضهم بالتاء المثناة فوق وهو صحيح فالأول ضمير مثنى والثاني ضمير هذه الجملة من الكلام
وقال بعضهم : يجوز [ يملآن ] بالتذكير والتأنيث أما التأنيث فعلى ما تقدم وأما التذكير فعلى إرادة النوعين من الكلام وأما [ تملأ ] فيذكر على إرادة الذكر وأما قوله صلى الله عليه و سلم : [ والصلاة نور ] فمعناه أنها تمنع من المعاصي وتنهي عن الفحشاء والمنكر وتهدي إلى الصواب كما أن النور يستضاء به وقيل : معناه أن يكون آخرها نورا لصاحبها يوم القيامة وقيل : إنها تكون نورا ظاهرا على وجهه يوم القيامة ويكون في الدنيا أيضا على وجهه البهاء بخلاف من لم يصل والله أعلم
وأما قوله صلى الله عليه و سلم : [ الصدقة برهان ] فقال صاحب التجريد : معناه أنه يفزع إليها كما يفزع للبراهين كأن العبد إذا سئل يوم القيامة عن مصرف ماله كانت له صدقاته براهين في جواب هذا السؤال فيقول : تصدقت به وقال غيره : معناه أن الصدقة حجة على إيمان فاعلها لأن المنافق يمتنع منها لكونه لا يعتقدها فمن تصدق استدل بصدقته على قوة إيمانه والله أعلم
وأما قوله صلى الله عليه و سلم [ والصبر ضياء ] فمعناه : الصبر المحبوب في الشرع وهو الصبر على طاعة الله تعالى والصبر على معصيته والصبر أيضا على النائبات وأنواع المكاره في الدنيا والمراد أن الصبر محمود لا يزال صاحبه مستضيئا به مهتديا مستمرا على الصواب
قال إبراهيم الخواص : الصبر هو الثبات على الكتاب والسنة وقيل : الصبر هو الوقوف مع البلاء بحسن الأدب وقال أبو علي الدقاق رحمه الله : الصبر : أن لا يعترض على المقدور فأما إظهار البلاء على وجه الشكوى فلا ينافي الصبر قال الله تعالى في حق أيوب عليه السلام : { إنا وجدناه صابرا نعم العبد إنه أواب } مع أنه قال : { أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين } والله أعلم
وأما قوله صلى الله عليه و سلم [ والقرآن حجة لك أو عليك ] فمعناه ظاهر أي تنتفع به إن تلوته وعملت به وإلا فهو حجة عليك وقوله [ كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها ] معناه : أن كل إنسان يسعى لنفسه فمنهم من يبيعها لله بطاعته له فيعتقها من العذاب كما قال الله تعالى { إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة } ومن يبيعها للشيطان والهوى باتباعها فيوبقها أي يهلكها اللهم وفقنا للعمل بطاعتك وجنبنا أن نوبق أنفسنا بمخالفتك
شرح الاربعين النووية
http://www5.0zz0.com/2008/06/09/10/905300085.gif

فارس الاسلام
12-5-2009, 04:28 AM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الحديث الرابع والعشرون
http://www5.0zz0.com/2008/06/09/10/905300085.gif
المتـــن
عن أبي ذر الغفاري رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم فيما يرويه عن ربه عز و جل أنه قال يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته فاستطعموني أطعمكم يا عبادي كلكم عار إلا من كسوته فاستكسوني أكسكم : يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعا فاستغفروني أغفر لكم ياعبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا : يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد منكم ما نقص ذلك من ملكي شيئا : يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل واحد مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها فمن وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه "رواه مسلم"
http://www5.0zz0.com/2008/06/09/10/905300085.gif
الشرح و الفوائد


قوله : [ إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما ] قال بعض العلماء : معناه لا ينبغي لي ولا يجوز علي كما قال تعالى : { وما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولدا } فالظلم محال في حق الله تعالى قال بعضهم في هذا الحديث : لا يسوغ لأحد أن يسأل الله تعالى أن يحكم له على خصمه إلى بالحق بقوله سبحانه : [ إني حرمت الظلم على نفسي ] فهو سبحانه لا يظلم عباده فكيف يظن ظان أنه يظلم عباده لغيره ؟ وكذلك قال [ فلا تظالموا ] المعنى : المظلوم يقتص له من الظالم وحذفت إحدى التاءين تخفيفا أصله : فلا تتظالموا وقوله : [ كلكم ضال إلا من هديته وكلكم عار إلا من كسوته وكلكم جائع إلا من أطعمته ] تنبيه على فقرنا وعجزنا عن جلب منافعنا ودفع مضارنا إلا أن يعيننا الله سبحانه على ذلك وهو يرجع إلى معنى : لا حول ولا قوة إلا بالله وليعلم العبد أنه إذا رأى آثار هذه النعمة عليه أن ذلك من عند الله ويتعين عليه شكر الله تعالى وكلما ازداد من ذلك يزيد في الحمد والشكر لله تعالى وقوله : [ فاستهدوني أهدكم ] أي اطلبوا مني الهداية أهدكم والجملة في ذلك أن يعلم العبد أنه طلب الهداية من مولاه فهداه ولو هداه قبل أن يسأله لم يبعد أن يقول : إنما أوتيته على علم عندي وكذلك [ كلكم جائع ] إلى آخره يعني أنه خلق الخلق كلهم ذوي فقر إلى الطعام فكل طاعم كان جائعا حتى يطعمه الله بسوق الرزق إليه وتصحيح الآلات التي هيأها له فلا يظن ذو الثروة أن الزرق الذي في يده وقد رفعه إلى فيه أطعمه إياه أحد غير الله تعالى وفيه أيضا أدب للفقراء كأنه قال : لا تطلبوا الطعام من غيري فإن هؤلاء الذين تطلبون منهم أنا الذي أطعمهم [ فاستطعموني أطعمكم ] وكذلك مابعده وقوله [ إنكم تخطئون بالليل والنهار ] في هذا الكلام من التوبيخ ما يستحي منه كل مؤمن وكذلك أن الله خلق الليل ليطاع فيه ويعد بالإخلاص حيث تسلم الأعمال فيها غالبا من الرياء والنفاق أفلا يستحي المؤمن أن لا ينفق الليل والنهار فإنه خلق مشهودا من الناس فينبغي من كل فطن أن يطيع الله فيه أيضا ولا يتظاهر بين الناس بالمخالفة وكيف يحسن بالمؤمن أن يخطئ سرا أو جهرا لأنه سبحانه وتعالى قد قال بعد ذلك : [ وأنا أغفر الذنوب جمعيا ] فذكر الذنوب بالألف واللام التي للتعريف وأكدها بقوله [ جميعا ] وإنما قال ذلك قبل أمره إبانا بالإستغفار لئلا يقنط أحد من رحمة الله لعظم ذنب ارتكبه
قوله : [ يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم ] إلى آخره : فيه ما يدل على أن تقوى المتقين رحمة لهم وأنها لا تزيد في ملكه شيئا وأما قوله : [ لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد ] إلى آخره ففيه تنبيه الخلق على أن يعظموا المسألة ويوسعوا الطلب ولا يقتصر سائل ولا يختصر طالب فإن ما عند الله لا ينقص وخزائنه لا تنفد فلا يظن ظان أن ما عند الله يغيضه الإنفاق كمال قال صلى الله عليه و سلم في الحديث الآخر [ يد الله ملأى لا يغيضها نفقة سحاء الليل والنهار أرأيتم ما أنفق منذ خلق السموات والأرض فإنه لم يغض ما في يمينه ] وسر ذلك أن قدرته صالحة للإيجاد دائما لا يجوز عليها عجز ولا قصور والممكنات لا تنحصر ولا تتناهى وقوله [ إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر ] هذا مثل قصد به التقريب إلى الأفهام بما نشاهده
والمعنى : أن ذلك لا ينقص مما عنده شيئا والمخيط - بكسر الميم وإسكان الخاء وفتح الياء - : هو الإبرة وقوله : [ إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها فمن وجد خيرا فليحمد الله ] يعني لا يسند طاعته وعبادته من عمله لنفسه بل يسندها إلى التوفيق ويحمد الله على ذلك وقوله [ ومن وجد غير ذلك ] لم يقل ومن وجد شرا يعني : ومن وجد غير الأفضل فلا يلومن إلا نفسه أكد ذلك بالنون تجذيرا أن يخطر في قلب عامل أن اللوم تستحقه غير نفسه والله أعلم
شرح الاربعين النووية
http://www5.0zz0.com/2008/06/09/10/905300085.gif

قمر الكون
12-5-2009, 06:33 PM
اتمنى ان يشارك اكثر

Jnoǿon ~
13-5-2009, 12:23 PM
نظرا لبعض الظروف تم تأجيل المسابقة لبداية شهر سته بإذن الله


انا اسفه راح انسحب لانو ماقدر شهر 6 ادخل المعدره

قمر الكون
13-5-2009, 03:06 PM
حبيبتي لا باس انا بضيف الاسئلة في اخر خمسة لكني لن اعلن النتائج قبل شهر سته
حتى تستطيعي البقاء معنا

لكن لا باس

قمر الكون
13-5-2009, 03:10 PM
الحديث الخامس والعشرون
http://www5.0zz0.com/2008/06/09/10/905300085.gif
المتن

عن أبي ذر رضي الله عنه أيضاً: أن ناساً من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قالوا للنبي (صلى الله عليه وسلم) : يا رسول الله ذهب أهل الدثور بالأجور، يصلّون كما نصلي، ويصومون كما نصوم، ويتصدقون بفضول أموالهم، قال: "أو ليس قد جعل الله لكم ما تصدقون؛ إن بكل تسبيحة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن منكر صدقة، وفي بضع أحدكم صدقة، قالوا: يا رسول الله! أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟ قال: أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه وزر؟‍ فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر". (رواه مسلم)

http://www5.0zz0.com/2008/06/09/10/905300085.gif
شرح وفوائد الحديث


قوله: قالوا يا رسول الله أيأتي أحدنا شهوته وله فيها أجر؟ قال( أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه وزر)) اعلم أن شهوة الجماع أحبها الأنبياء والصالحون ، قالوا : لما فيها من المصالح الدينية والدنيوية من غضِّ البصر وكسر الشهوة عن الزنا وحصول النسل الذي تتم به عمارة الدنيا وتكثر الأمة إلى يوم القيامة ، قالوا : وسائر الشهوات يقسي تعاطيها القلب ، إلا هذه فإنها ترقق القلب.
http://www5.0zz0.com/2008/06/09/10/905300085.gif

قمر الكون
13-5-2009, 03:14 PM
الحديث السادس والعشرون
http://www5.0zz0.com/2008/06/09/10/905300085.gif
المتــن
عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : "كل سلامى من الناس عليه صدقة، كل يوم تطلع فيه الشمس تعدل بين اثنين صدقة، وتعين الرجل في دابته فتحمله عليها أو ترفع له عليها متاعه صدقة، والكلمة الطيبة صدقة، وبكل خطوة تمشيها صدقة، وتميط الأذى عن الطريق صدقة". (رواه البخاري ومسلم)
http://www5.0zz0.com/2008/06/09/10/905300085.gif


شرح وفوائد الحديث
قوله صلى الله عليه وسلم ( كل سلامى من الناس عليه صدقة)) والسلامى أعضاء الإنسان ،وذكر أنها ثلاث مائة وستون عضواً منها صدقة كل يوم ، وكل عمل بر من تسبيح أو تهليل أو تكبير أو خطوة يخطوها إلى الصلاة صدقة ، فمن أدى هذه في أول يومه فقد أدى زكاة بدنه فيحفظ بقيته .
وجاء في الحديث: (( أن ركعتين من الضحى تقوم مقام ذلك)).
وفي الحديث: (( يقول الله تعالى : يا ابن آدم صلِّ لي أربع ركعات في أول اليومأكفك في أول اليوم وأكفك في آخره)).
http://www5.0zz0.com/2008/06/09/10/905300085.gif

قمر الكون
14-5-2009, 04:01 PM
الحديث السابع والعشرون
http://www5.0zz0.com/2008/06/09/10/905300085.gif
المتـــن
عن النواس بن سمعان رضي الله عنهما عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: "البر حسن الخلق، والإثم ما حاك في نفسك وكرهت أن يطلع عليه الناس". (رواه مسلم)
وعن وابصة بن معبد رضي الله عنه قال: أتيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال: "جئت تسأل عن البر؟ قلت نعم، قال: استفت قلبك، البر ما اطمأنت إليه النفس، واطمأن إليه القلب، والإثم ما حاك في النفس، وتردد في الصدر، وإن أفتاك الناس وأفتوك". (حديث حسن رويناه في مسندي الإمامين: أحمد بن حنبل والدارمي بإسناد حسن)
http://www5.0zz0.com/2008/06/09/10/905300085.gif
شرح وفوائد الحديث
قوله صلى الله عليه وسلم( البر حسن الخلق)) وقد تقدم الكلام في حسن الخلق ، قال ابن عمر : البر أمر هين ، وجه طلق ولسان لين . وقد ذكر الله تعالى آية جمعت أنواع البر فقال تعالى :{ولكن البرَّ مَنْآمَنَ بالله واليومِ الآخر} [البقرة177].
قوله صلى الله عليه وسلم ( والإثم ما حاك في نفسك)) أي اختلج وتردد ولم تطمئن النفس إلىفعله ، وفي الحديث دليل على أن الإنسان يراجع قلبه إذا أراد الإقدام على فعل شيء فإن اطمأنت عليه النفس فعله وإن لم تطمئن تركه ، وقد تقدم الكلام على الشبهة في حديث (( الحلال بين والحرام بين)). ويروى أن آدم عليه الصلاة والسلام أوصى بنيه بوصايا، منها أنه قال :إذا أردتم فعل شيء فإن اضطربت قلوبكم فلا تفعلوه ، فإني لما دنوت من أكل الشجرة اضطرب قلبي عند الأكل. ومنها أنه قال : إذا أردتم فعل شيء فانظروا في عاقبتهفإني لو نظرت في عاقبة الأكل ما أكلت من الشجرة. ومنها أنه قال :إذا أردتم فعل شيء فاستشيروا الأخيار فإني لو استشرت الملائكة لأشاروا عليّ بترك الأكل من الشجرة .
قوله صلى الله عليه وسلم ( وكرهت أن يطلع عليه الناس)) لأن الناس قد يلومون الإنسان على أكل الشبهة وعلى أخذها وعلى نكاح امرأة قد قيل إنها أرضعت معه ولهذا قال صلى الله عليه وسلم ( كيف وقد قيل)). وكذلك الحرام إذا تعاطاه الشخص يكره أن يطلع عليه الناس ، ومثال الحرام الأكل من مال الغير ، فإن يجوز إن كان يتحقق رضاه ، فإن شك في رضاه حرم الأكل ،وكذلك التصرف في الوديعة بغير إذن صاحبها ، فإن الناس إذا اطلعوا على ذلك أنكروه عليه ، وهو يكره اطلاع الناس على ذلك لأنهم ينكرون عليه .
قوله صلى الله عليه وسلم: (( ما حاك في النفس ، وإن أفتاك الناس وأفتوك)).
مثاله الهدية إذا جاءتك من شخص ، غالب ماله حرام ،وترددت النفس في حلها ،وأفتاك المفتي بحل الأكل فإن الفتوى لاتزيل الشبهة ،وكذلك إذا أخبرته امرأة بأنه ارتضع مع فلانة ، فإن المفتي إذا أفتاه بجواز نكاحها لعدم استكمال النصاب لا تكون الفتوى مزيلة للشبهة ، بل ينبغي الورع وإن أفتاه الناس ،والله أعلم.
http://www5.0zz0.com/2008/06/09/10/905300085.gif

قمر الكون
14-5-2009, 04:12 PM
الحديث الثامن والعشرون
http://www5.0zz0.com/2008/06/09/10/905300085.gif
المتــن
عن أبي نجيح العرباض بن سارية رضي الله عنه قال: وعظَنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) موعظةً وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون، فقلنا: يا رسول الله كأنها موعظة مودّع، فأوصِنا، قال: أوصيكم بتقوى الله عزّ وجلّ، والسمع والطاعة وإن تأمر عليكم عبد، فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار". (رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن صحيح)
http://www5.0zz0.com/2008/06/09/10/905300085.gif
شرح وفوائد الحديث
قوله (وعظنا)) الوعظ هو التخويف.
قوله (وذرفت منها العيون)) أي بكت ودمعت.
قوله صلى الله عليه وسلم ( عليكم بسنتي))أي عند اختلاف الأمور الزموا سنتي ، وعضوا عليها بالنواجذ وهي مؤخر الأضراس وقيل : الأنياب ،والإنسان متى عض بنواجذه كأن يجمع أسنانه فيكون مبالغة ، فمن العض على السنة الأخذ بها وعدم اتباع آراء أهل الأهواء والبدع ، وعضوا : فعل أمر من عض يعض ، وهو بفتح العين ، وضمها لحن ،ولذلك تقول : بر أمك يازيد ، لأنه من بر يبر ولا تقول ، بر إمك بضم الباء .
قوله صلى الله عليه وسلم: ((وسنة الخلفاء الراشدين المهديين)) رضي الله عنهم ، يريد الأربعة وهم : أبوبكر ، وعمر وعثمان، وعلي
http://www5.0zz0.com/2008/06/09/10/905300085.gif

فارس الاسلام
15-5-2009, 04:16 AM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الحديث التاسع والعشرون
http://www5.0zz0.com/2008/06/09/10/905300085.gif
المتــن


[ عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال : قلت يا رسول الله أخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني عن النار قال : لقد سألت عن عظيم وإنه ليسير على من يسره الله تعالى عليه : تعبد الله لا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت ثم قال : ألا أدلك على أبواب الخير ؟ : الصوم جنة والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار وصلاة الرجل في جوف الليل ثم تلا : { تتجافى جنوبهم عن المضاجع } { حتى إذا بلغ } { يعملون } ثم قال ألا أخبرك برأس الأمر وعموده وذروة سنامه ؟ قلت : بلى يا رسول الله قال رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد ثم قال : ألا أخبرك بملاك ذلك كله ؟ قلت : بلى يا رسول الله فأخذ بلسانه وقال كف عليك هذا قلت : يا نبي الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به ؟ فقال ثكلتك أمك وهل يكب الناس في النار على وجوههم - أو قال على مناخرهم - إلا حصائد ألسنتهم ؟ ]
رواه الترمذي وقال : حديث حسن صحيح
http://www5.0zz0.com/2008/06/09/10/905300085.gif
شرح وفوائد الحديث


قوله صلى الله عليه و سلم : [ لقد سألت عن عظيم وإنه ليسير على من يسره الله عليه ] يعني على من وفقه الله له ثم أرشده لعبادته مخلصا له الدين : يعبد الله لا يشرك به شيئا ثم قال : [ وتقيم الصلاة ] إقامتها : الإتيان بها على أكمل أحوالها ثم ذكر شرائع الإسلام من الزكاة والصوم والحج ثم قال : [ ألا أدلك على أبواب الخير ؟ الصوم جنة ] المراد بالصوم هنا : غير رمضان لأنه قد تقدم ومراده الإكثار من الصوم [ والجنة ] المجن أي الصوم سترة لك ووقاية من النار ثم قال : [ والصدقة تطفئ الخطيئة ] أراد بالصدقة هنا غير الزكاة ثم قال : [ وصلاة الرجل في جوف الليل ] ثم تلا : { تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون * فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون } معناه : أن من قام في جوف الليل وترك نومه ولذته وآثر على ذلك ما يرجوه من ربه فجزاؤه ما في الآية من قوله { فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون } وقد جاء في بعض الأخبار : أن الله تعالى يباهي بقوام الليل في الظلام يقوم : [ إنظروا إلى عبادي وقد قاموا في ظلم الليل حيث لا يراهم أحد غيري : أشهدكم أني قد أبحتهم دار كرامتي ] ثم قال : [ ألا أخبرك برأس الأمر ] إلى آخره : جعل الأمر كالفحل من الإبل وجعل الإسلام رأس هذا الأمر ولا يعيش الحيوان بغير رأس ثم قال [ وعموده الصلاة ] عمود الشئ هو الذي يقيمه مما لا ثبات له في العادة بغير عمود وقوله : [ وذروة سنامه الجهاد ] وذروة كل شئ أعلاه وذورة سنام البعير : طرف سنامه والجهاد لا يقاومه شئ من الأعمال كما روى أبو هريرة قال : [ جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : دلني على عمل يعدل الجهاد قال ] لا أجده [ ثم قال ] هل تستطيع إذا خرج المجاهد أن تدخل مسجدك فتقوم ولا تفتر وتصوم ولا تفطر ؟ [ فقال : ومن يستطيع ذلك ؟ ]
وقوله : [ ألا أخبرك بملاك ذلك كله ؟ ] قلت : بلى يا رسول الله قال : فأخذ بلسانه ثم قال : [ كف عليك هذا ] إلى آخره : حضه أولا على جهاد الكفر ثم نقله إلى الجهاد الأكبر وهو جهاد النفس وقمعها عن الكلام فيما يؤذيها ويرديها فإنه جعل أكثر دخول الناس النار بسبب ألسنتهم حيث قال : [ ثكلتك أمك يا معاذ وهل يكب الناس في النار على وجوههم - أو قال على مناخرهم - إلا حصائد ألسنتهم ؟ ] وقد تقدم في الحديث المتفق عليه [ من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت ] وفي حديث آخر [ من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة ]
شرح الاربعين النووية
http://www5.0zz0.com/2008/06/09/10/905300085.gif

فارس الاسلام
15-5-2009, 04:18 AM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الحديث الثلاثون
http://www5.0zz0.com/2008/06/09/10/905300085.gif
المتــن

[ عن أبي ثعلبة الخشبي جرثوم بن ناشر رضي الله تعالى عنه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إن الله تعالى فرض فرائض فلا تضيعوها وحد حدودا فلا تعتدوها وحرم أشياء فلا تنتهكوها وسكت عن أشياء رحمة لكم غير نسيان فلا تبحثوا عنها ] حديث حسن رواه الدارقطني وغيره

http://www5.0zz0.com/2008/06/09/10/905300085.gif
شرح وفوائد الحديث
قوله [ فرض ] أي أوجب وألزم وقوله [ فلا تنتهكوها ] أي فلا تدخلوا فيها وأما النهي عن البحث عما سكت الله عنه فهو موافق لقوله صلى الله عليه و سلم [ ذروني ما تركتكم فإنما أهلك الذين من قبلكم كثرة مسائلهم واختلافهم على أنبيائهم ]
قال بعض العلماء : كانت بنو إسرائيل يسألون فيجابون ويعطون ما طلبوا حتى كان ذلك فتنة لهم وأدى ذلك إلى هلاكهم وكان الصحابة رضي الله عنهم قد فهموا ذلك وكفوا عن السؤال إلى فيما لا بد منه وكان يعجبهم أن يجيء الأعراب يسألون رسول الله صلى الله عليه و سلم فيسمعون ويعون
وقد بالغ قوم حتى قالوا : لا يجوز السؤال في النوازل للعلماء حتى تقع وقد كان السلف يقولون في مثلها : دعوها حتى تنزل إلا أن العلماء لما خافوا ذهاب العلم : أصلوا وفرعوا ومهدوا وسطروا
واختلف العلماء في الأشياء قبل ورود الشرع بحكمها : أهل هي على الحظر أو على الإباحة أو الوقف ؟ على ثلاث مذاهب وذلك مذكور في كتب الأصول
شرح الاربعين النووية
http://www5.0zz0.com/2008/06/09/10/905300085.gif

قمر الكون
16-5-2009, 02:48 PM
الحديث الحادي والثلاثون
http://www5.0zz0.com/2008/06/09/10/905300085.gif


المتــن
عن أبي العباس سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال: يا رسول الله دلّني على عمل إذا عملته أحبني الله وأحبني الناس، فقال: "ازهد في الدنيا يحبك الله، وازهد فيما عند الناس يحبك الناس". (حديث حسن، رواه ابن ماجه وغيره بأسانيد حسنة)
http://www5.0zz0.com/2008/06/09/10/905300085.gif


شرح وفوائد الحديث
قوله صلى الله عليه وسلم(( ازهد في الدنيا يحبك الله)) الزهد : ترك ما لا يحتاج إليه من الدنيا ،و إن كان حلالاً ،و الاقتصار على الكفاية ،والورع : ترك الشبهات قالوا : وأعقل الناس الزهاد ، لأنهم أحبوا ما أحب الله ، وكرهوا ما كره الله من جمع الدنيا ، واستعلموا الراحة لأنفسهم . قال الشافعي رحمه الله تعالى : لو أوصى لأعقل الناسصرف للزهاد.
أو ما ترى الخطّاف حرَّم زادهم --- فغدا رئيساً في الحجور قريباً
وللشافعي رضي الله عنه في ذم الدنيا قوله : (( حرام على نفس التقي ارتكابها)) يدل على تحريم الفرح بالدنيا ، وقد صرح بذلك البغوي في تفسير قوله تعالى: {وفرحوا بالحياة الدنيا} [الرعد:26]. ثم المراد بالدنيا بالمذمومة : طلب الزائد على الكفاية ، أما طلب الكفاية فواجب ، قال بعضهم : وليس ذلك من الدنيا ، وأما الدنيا فالزائدة على الكفاية ،واستدل بقوله تعالى : { زُيِّن للناسِ حُبُّ الشهواتِ من النساءِ والبَنِينَ والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسوُّمِة والأنعامِ والحرث ذلك متاعُ الحياةِ الدنيا والله عنده حسن المآب}[آل عمران :14]. فقوله تعالى ذلك إشارة إلى ما تقدم من طلب التوسع والتبسط ، قال الشافعي رحمه تعالى : طلب الزائد من الحلال عقوبة ابتلى الله بها أهل التوحيد. ثم بعد ذلك إذا فرح بها لأجل المباهاة والتفاخر والتطاول على الناس فهو مذموم ، ومن فرح بها لكونها من فضل الله عليه فهو محمود.
قال عمر رضي الله عنه : اللهم إنا لا نفرح إلا بما رزقتنا .
وقد الله تعالى المقتصدين في العيش فقال تعالى :{والذين إذا أنفقوا لم يُسرفوا ولم يَقتُروا وكان بين ذلك قواماً}[الفرقان:67].
وقال صلى الله عليه وسلم ( ما خاب من استخار ولا ندم من استشار ، ولا افتقر من اقتصد)). وكان يقال : القصد في المعيشة يكفي عنك نصف المؤنة ، والاقتصاد : الرضى بالكفاية ، قال بعض الصالحين : من اكتسب طيباً وأنفق قصداً قدم فضلاً.


http://www5.0zz0.com/2008/06/09/10/905300085.gif

قمر الكون
16-5-2009, 02:50 PM
الحديث الثاني والثلاثون
http://www5.0zz0.com/2008/06/09/10/905300085.gif
المتــن
عن أبي سعيد سعد بن مالك بن سنان الخدري رضي الله عنه أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: "لا ضرر ولا ضرار". (حديث حسن رواه ابن ماجه والدارقطني وغيرهما مسنداً، ورواه مالك في الموطأ مرسلاً عن عمرو بن يحيى عن أبيه عن النبي (صلى الله عليه وسلم) فأسقط أبا سعيد، وله طرق يقوي بعضها بعضاً)


http://www5.0zz0.com/2008/06/09/10/905300085.gif
شرح وفوائد الحديث
قوله صلى الله عليه وسلم ( لا ضرار)) أي لا يضر أحدكم أحداً بغير حق ولا جناية سابقة.
قوله صلى الله عليه وسلم ( ولا ضرار)) أي لاتضر من ضرك ، وإذا سبك أحد فلا تسبه ، وإن ضربك فلا تضربه ، بل اطلب حقك منه عند الحاكم من غير مسابة ، وإذا تساب رجلان أو تقاذفا لم يحصل التقاص ، بل كل واحد يأخذ حقه بالحاكم ، وفي الحديث عنه صلى الله عليه وسلم قال : (( للمتسابين ما قالا ، وعلى البادي منهما الإثم ، ما لم يعتد المظلوم بسبب زائد )).
http://www5.0zz0.com/2008/06/09/10/905300085.gif

قمر الكون
17-5-2009, 02:05 PM
الحديث الثالث والثلاثون
http://www5.0zz0.com/2008/06/09/10/905300085.gif
المتــن


عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: "لو يعطى الناس بدعواهم، لادعى رجال أموال قوم ودماءهم، لكن البينة على المدعي واليمين على من أنكر". (حديث حسن رواه البيهقي وغيره هكذا، وبعضه في الصحيحين)
http://www5.0zz0.com/2008/06/09/10/905300085.gif


شرح وفوائد الحديث
قوله صلى الله عليه وسلم ((البينة على المدعي واليمين على منأنكر)) إنما كانت البينة على المدعي لأنه يدعي خلاف الظاهر والأصل براءة الذمة ، وإنما كانت اليمين في جانب المدعى عليه لأنه يدعي ما وافق الأصل وهو براءة الذمة .
ويستثنى مسائل ، فيقبل المدعي بلا بينة فيما لا يعلم إلا من جهته كدعوى الأب حاجة إلى الإعفاف ، ودعوى السفيه التوقان إلى النكاح مع القرينة، ودعوى الخنثى الأنوثة والذكورة ، ودعوى الطفل البلوغ بالاحتلام ،ودعوى القريب عدم المال ليأخذ النفقة ، ودعوى المدين الإعسار في دين لزمه بلا مقابل ، كصداق الزوجة ،و الضمان ،وقيمة المتلف ،و دعوى المرأة انقضاء العدة بالإقراء ، أو بوضع الحمل ، ودعواها أنها استحلت وطلقت ،ودعوى المودع تلف الوديعة أو ضياعها بسرقة ونحوها .
ويستثنى أيضاً: القسامة فإن الإيمان يكون في جانب المدعي مع اللوث ، واللِعان فإن الزوج يقذف ويلاعن ويسقط عنه الحدود ،و دعوى الوطء في مدة اللعنة ، فإن المرأة اذا أنكرته يصدق الزوج بدعواه ، إلا أن تكون الزوجة بكراً ، وكذا لو ادعى أنه وطىء في مدة الإيلاء ،وتارك الصلاة إذا قال : صليت في البيت ،ومانع الزكاة إذا قال : أخرجتها إلا أن ينكر الفقراء وهم محصورون فعليه البينة ، وكذا لو ادعى الفقر وطلب الزكاة أعطي ولا يحلف ، بخلاف ما إذا ادعى العيال فإنه يحتاج إلى البينة ، ولو أكل في يوم الثلاثين من رمضان وادعى أنه رأى الهلال لم يقبل منه إن ادعى ذلك بعد الأكل ، فإنه ينفي عن نفسه التعزير، وإذا ادعى ذلك قبل الأكل قبل ولم يعزر، وينبغي أن يأكل سراً لأن شهادته وحده لا تقبل.
قوله صلى الله عليه وسلم ( واليمين على من أنكر)) هذه اليمين تسمى يمين الصبر، وتسمى الغموس ، وسميت يمين الصبر لأنها تحبس صاحب الحق عن حقه والحبس : الصبر ، ومنه قيل للقتيل والمحبوس عن الدفن مصبر ، قال صلى الله عليه وسلم ( من حلفعلى يمين صبر يقتطع به مال امرئ مسلم هو فيها فاجر لقي وهو عليه غضبان)) وهذه اليمين لا تكون إلا على الماضي، ووقعت في القرآن العظيم في مواضع كثيرة : منها قوله تعالى :{يحِلُفون بالله ما قالوا} [التوبة:74]، ومنها قوله تعالى إخباراً عن الكفرة : {ثم لم تكن فتنتهم إلا أن قالوا : والله ربّنا ما كُنَّا مُشرِكين}[الأنعام:23]. ومنها قوله تعالى:{إنَّ الذين يشترون بعهدِ الله وأيمانهم ثمناً قليلاً أولئك لاخلاق لهم في الآخرة ولا يُكلمُهُم اللهُ ولا ينظرُ إليهم يوم القيامةِ ولا يُزكيهمْ ولُهمْ عذابِّ أليم}[آل عمران:77].
ويستحب للحاكم أن يقرأ هذه الآية عن تحليفه للخصم لينزجر.
http://www5.0zz0.com/2008/06/09/10/905300085.gif

قمر الكون
17-5-2009, 02:06 PM
الحديث الرابع والثلاثون
http://www5.0zz0.com/2008/06/09/10/905300085.gif
المتــن
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: "من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان". (رواه مسلم)
http://www5.0zz0.com/2008/06/09/10/905300085.gif
شرح وفوائد الحديث
قوله صلى الله عليه وسلم ( وذلك أضعف الإيمان)) ليس المراد أن العاجز إذا أنكر بقلبه يكون إيمانه أضعف من إيمان غيره ، وإنما المراد أن ذلك أدنى الإيمان وذلك أن العمل ثمرة الإيمان ،وأعلى ثمرة الإيمان في باب النهي عن المنكر أن ينهي بيده ، وإن قتل كان شهيداً، قال الله تعالى حاكياً عن لقمان :{يا بُنَّي أقِمِ الصلاةَ وأمُرْ بالمعروفِ وانْه عن المُنكَرِ واصبِرْ على ما أصابَك}[لقمان:17] ويجب النهي على القادر باللسان وإن لم يسمع منه ، كما إذا علم أنه إذا سلم لا يُرد عليه السلام فإنه يسلم.
فإن قيل قوله صلى الله عليه وسلم (فإن، لم يستطع فبلسانه، فإن لميستطع فبقلبه)) يقتضي أن غير المستطيع لا يجوز له التغيير بغير القلب والأمر للوجوب . فجوابه من وجهين : احدهما أن المفهوم مخصص بقوله تعالى :{واصبر على ما أصابك}.
والثاني أن الأمر فيه يعني رفع الحرج لا رفع المستحب. فإن قيل الإنكار بالقلب ليس تغيير المنكر فما معنى قوله صلى الله عليه وسلم ((فبقلبه)).
فجوابه : أن المراد أن ينكر ذلك ولا يرضاه ويشتغل بذكر الله ، وقد مدح الله تعالى العاملين بذلك فقال :{وإذا مرُّوا باللّغو مرُّوا كراماً}[الفرقان:72].
http://www5.0zz0.com/2008/06/09/10/905300085.gif

قمر الكون
18-5-2009, 03:14 PM
الحديث الخامس والثلاثون
http://www5.0zz0.com/2008/06/09/10/905300085.gif
المتــن
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : "لا تحاسدوا، ولا تناجشوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، ولا يبع بعضكم على بيع بعض، وكونوا عباد الله إخواناً، المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله، ولا يكذبه ولا يحقره، التقوى ههنا -ويشير إلى صدره ثلاث مرات- بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام؛ دمه وماله وعرضه". (رواه مسلم)
http://www5.0zz0.com/2008/06/09/10/905300085.gif
شرح وفوائد الحديث
قوله صلى الله عليه وسلم ( لا تحاسدوا)) قد تقدم أن الحسد على ثلاثة أنواع . والنجش: أصله الارتفاع والزيادة ،و هو أن يزيد في ثمن سلعة ليغر غيره ، وهو حرام ،لأنه غش وخديعة.
وقوله صلى الله عليه وسلم ( ولا تدابروا)) أي لا يهجر أحدكم أخاه وإن رآه أعطاه دبره أو ظهره قال صلى الله عليه وسلم ( لايحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثة أيام يلتقيان فيُعرض هذا ويُعرض هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام)).
والبيع على بيع أخيه ، صورته : أن يبيع أخوه شيئاً فيأمر المشتري بالفسخ ليبيعه مثله أ و أحسن منه بأقبل من ثمن ذلك ، والشراء علىالشراء حرام : بأن يأمر البائع بالفسخ ليشتريه منه بأغلى ثمن ، وكذلك يحرم السوم على سوم أخيه ، وكل هذا داخل في الحديث لحصول المعنى ،و هو التباغض والتدابر ، وتقييد النهي ببيع أخيه يقتضي أنه لا يحرم على بيع الكافر ، وهو وجه لابن خالويه ، والصحيح لا فرق لأنه من باب الوفاء بالذمة والعهد.
قوله صلى الله عليه وسلم ( التقوى ههنا )) وأشار بيده إلى صدره وأراد القلب، وقدتقدم قوله صلى الله عليه وسلم ( ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله)) قوله صلى الله عليه وسلك ( ولا يخذله)) أي عند أمره بالمعروف أو نهيه عن المنكر ، أو عند مطالبته بحق من الحقوق ، بل ينصره ويعينه ويدفع عنه الأذى ما استطاع.
وقوله صلى الله عليه وسلم ( ولا يحقره)) أي فلا يحكم على نفسه بأنه خير من غيره ، بل يحكم على غيره بأنه خير منه ، أو لا يحكم بشيء فإن العاقبة منطوية ولا يدري العبد بما يختم له ، فإذا رأى صغيراً مسلماً حكم بأنه خير منه باعتبار أنه أخف ذنوباً منه ، وإن رأى من هو أكبر سناً منه حكم له بالخيرية باعتبار أنه أقدم هجره مه في الإسلام ، وإن رأى كافراً لم يقطع له بالنار لا حتمال أنه يسلم فيموت مسلماً.
قوله صلى الله عليه وسلم ( بحسب امرىء من الشر)) . أي يكفيه من الشر (( أن يحقر أخاه)) يعني أن هذا شر عظيم يكفي فاعله عقوبة هذا الذنب ..
قوله صلى الله عليه وسلم ( كل المسلم إلخ)) قال في حجة الوداع ( إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا )). واستدل الكرابيسي بهذا الحديث على أن الغيبة الوقوع في عرض المسلمين كبيرة إما لدلالة الاقتران بالدم والمال إما لتشبيه بقوله ( كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا)) وقد توعد الله تعالى بالعذاب الأليم عليه فقال تعالى :{وَمَنْ يُرِدْ فِيهِبِإِلْحَادٍ بِظْلمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أليمٍ}[الحج:25].
http://www5.0zz0.com/2008/06/09/10/905300085.gif

قمر الكون
18-5-2009, 03:19 PM
الحديث السادس والثلاثون
http://www5.0zz0.com/2008/06/09/10/905300085.gif
المتــن
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: "من نفّس عن مؤمن كربةً من كرب الدنيا نفّس الله عنه كربةً من كرب يوم القيامة، ومن يسّر على معسر يسّر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه، ومن سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهّل الله له به طريقاً إلى الجنة، وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفّتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده، ومن بطّأ به عمله لم يسرع به نسبه". (رواه مسلم بهذا اللفظ)
http://www5.0zz0.com/2008/06/09/10/905300085.gif


شرح وفوائد الحديث
قوله صلى الله عليه وسلم ( من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة)) فيه دليل على استحباب خلاص الأسير من أيدي الكفار بماله يعطيه ،و على تخليص المسلم من أيدي الظلمة وخلاصه من السجن .يقال : إن يوسف عليه السلام لما خرج من السجن كتب على بابه ( هذا قبر الأحياء ،وشماتة الأعداء ، وتجربة الأصدقاء)). ويدخل في هذا الباب الضمان عن المعسر ، والكفالة ببدنه ، لمن هو قادر عليه ، أما العاجز فلا ينبغي له ذلك ،وقال بعض أصحاب القفال : إن في التوراة مكتوباً( الكفالة مذمومة)) أولها ندامة وأوسطها ملامة، وآخرها غرامة )). فإن قيل :قال الله تعالى :{ومن جاء بالحسنة فله عَشْرُ أمثالها}[الأنعام:160]. وهذا الحديث يدل على أن الحسنة بمثلها لأنها قوبلت بتنفيس كربة واحدة ،و لم تقابل بعشر كرب من يوم القيامة.
فجوابه من وجهين : أحدهما أن هذا من باب مفهوم العدد ، والحكم المعلق بعدد لا يدل على نفي الزيادة والنقصان .
والثاني : أن كل كربة من كرب يوم القيامة تشتمل على أهوال كثيرة وأحوال صعبة ومخاوف جمة ، وتلك الأهوال تزيد علىالعشرة وأضعافها . وفي الحديث سر آخر مكتوم يظهر بطريق اللازم للملزوم ،وذلك أن فيه وعداً بإخبار الصادق: أن من نفس الكربة عن المسلم يختم له بخير ، ويموت على الإسلام ، لأن الكفار لا يرحم في دار الآخرة ولا ينفس عنه من كربه شيء ، ففي الحديث إشارة إلى بشارة تضمنتها العبارة الواردة عن صاحب الإمارة ، فبهذا الوعد العظيم فليثق الواثقون {لمثل هذا فليعمل العاملون}[الصافات:61].فأفضل العمل تنفيس الكرب.
وفي الحديث دليل على استحباب ستر المسلم إذا اطلع عليه أنه عمل فاحشة قال الله تعالى :{إنَّ الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذينآمنوا، لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة}[النور:19]. والمستحب للإنسان إذا اقترف ذنباً أن يستر علىنفسه ، وأما شهود الزنا ، فاختلف فيهم على وجهين ، احدهما : يستحب لهم الستر، والثاني : الشهادة.
وفصل بعضهم فقال : إن رأوا مصلحة في الشهادة شهدوا ، أو في الستر ستروا.
وفي الحديث دليل على استحباب المشي في طلب العلم ،ويروى أن الله سبحانه وتعالى أوحى إلى داود عليه الصلاة والسلام :أن خذ عصا من حديد ونعلين من حديد وامش في طلب العلم حتى يتخرق النعلان وتتكسر العصا.
وفيه دليل على خدمةالعلماء وملازمتهم والسفر معهم واكتساب العلم منهم ،قال الله تعالى حاكياً عن موسى عليه الصلاة والسلام:{هل أَتِبعُكَعلى أن تعلمني مما علمت رُشداً}[الكهف:66].
وعلم أن هذا الحديث له شرائط، منها العمل بما يعلمه ، وقال أنس رضي الله عنه : العلماء همتهم الرعاية ، والسفهاء همتهم الرواية.
ومن شرائطه نشره قال الله تعالى :{فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة لَيتَفَقَّهُوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون}[التوبة:122]. وروى أنس رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه(ألا أخبركم عن أجود الأجواد)) قالوا بلى يا رسول الله ، قال ( الله أجود الأجواد، وأنا أجود ولد آدم ، وأجودهم بعدي رجل علم علماً فنشره يبعث يوم القيامة أمةوحده،ورجل بنفسه في سبيل الله حتى قتل)).
ومن شرائطه ترك المباهاة والممارة . وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ( من طلب العلم لأربعة دخل النار : ليباهي به العلماء ، أو يماري به السفهاء ، أو يأخذ به الأموال ، أو يصرف به وجوه الناس إليه )).
ومن شرائطه الاحتساب في نشره وترك البخل به ، قال الله تعالى :{قل لا أسألكم عليه أجراً}[الأنعام:90].
ومن شرائطه ترك الأنفة من قول لا أدري ، قال صلى الله عليه وسلم في علو مرتبته لما سئل عن الساعة( ما المسؤول عنها بأعلم منالسائل)) . وسئل عن الروح فقال ( لا أدري)).
ومن شرائطه التواضع قال الله تعالى :{وعبادُ الرحمن الذين يمشون على الأرض هوناً}[الفرقان63]. قال صلى الله عليه وسلم لأبي ذر( يا أبا ذر احفظ وصية نبيك عسى أن ينفعك الله بها ، تواضع لله عزوجل عسى أن يرفعك القيامة ، وسلم على من لقيت من أمتي برَّها وفاجرها ، والبس الخشن من الثياب ، ولاتُرِدْ بذلك إلا وجه الله تعالى ، لعل الكبر والحمية لا يجدان في قبلك مساغاً)).
ومن شرائطه احتمال الأذى في بذل النصيحة والاقتداء بالسلف الصالح في ذلك قال الله تعالى :{وأنه عن المنكر واصبر على ما أصابك}[لقمان:17] . وقال صلى الله عليه وسلم (ما أوذي نبِّي مثلما أوذيت)).
ومن شرائطه أن يقصد بعلمه من كان أحوج إلى التعليم ، كما يقصد بالصدقة بالمال الأحوج فالأحوج ، فمن أحيا جاهلاُ بتعليم العلم فكأنما أحيا الناس جمعياً ، ومما قيل في تنبيه الغافل ورده إلى الطاعة .
قوله صلى الله عليه وسلم ( إلا نزلت عليه السكينة )) هي فعيلة من السكون ، أي الطمأنينة من الله ، قال الله تعالى :{ألا بذكرِ تطمَئِنُّ القلوب}[الرعد:28]. وكفى بذكر الله شرفاً ذكر الله العبد في الملأ الأعلى .
قوله صلى الله عليه وسلم ( ومن بطأ به عمله)) أي وإنكان نسيباً (( لم يسرع به نسبه)) إلى الجنة فيقدم العامل بالطاعة ولو كان عبداً حبشياً على غير العامل ولو كان شريفاً قرشياً ، قال الله تعالى :{إن أكرمكم عند الله أتقاكم}[الحجرات:13].
http://www5.0zz0.com/2008/06/09/10/905300085.gif

قمر الكون
19-5-2009, 08:04 PM
الحديث السابع والثلاثون
http://www5.0zz0.com/2008/06/09/10/905300085.gif
المتـــن
عن ابن عباس رضي الله عنهما عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فيما يرويه عن ربه تبارك وتعالى قال: "إن الله كتب الحسنات والسيئات، ثم بين ذلك، فمن همّ بحسنة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنةً كاملةً، وإن همّ بها فعملها كتبها الله عنده عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف، وإن همّ بسيئة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنةً كاملةً، وإن هم بها فعملها كتبها الله سيئةً واحدةً". (رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما بهذه الحروف)
http://www5.0zz0.com/2008/06/09/10/905300085.gif
شرح وفوائد الحديث
قوله صلى الله عليه وسلم ( كتبها الله عنده عشر حسنات إلىسبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة)) روى البزار في مسنده أنه صلى الله عليه وسلم قال الأعمال سبعة : عملان موجبان ،وعملانواحد بواحد، وعمل الحسنة فيه بعشرة ، وعمل الحسنة فيه بسبعمائة ضعف ، وعمل لا يحصي ثوابه إلا الله تعالى . فأما العملان الموجبان فالكفر والإيمان ، فالإيمان يوجب الجنة والكفر يوجب النار، وأما العملان اللذان هما واحد بواحد ، فمن هم بحسنة ولم يعملها كتبها الله له حسنة ، ومن عمل سيئة كتب الله عليه سيئة واحدة ، وأما العمل الذي بسبعمائة ضعف فهو الجهاد في سبيل الله تعالى :{ كمثلحبةٍ أنْبتَتْ سبع سنابل في كل سنبلة مائةُ حبة}[البقرة:26]. ثم ذكر الله سبحانه وتعالى أنه يضاعف لمن يشاء زيادة على ذلك ، وقال الله تعالى :{وإن تكُ حَسَنة يضاعفها ويؤتِ من لدنه أجراً عظيماً}[النساء:40].فدلت الآية والحديث وهو قوله صلى الله عليه وسلم (إلى أضعاف كثيرة )) إن العشر والسبعمائة كلمة ليست للتحديد وأنه يضاعف لمن يشاء ويعطي من لدنه ما لا يعد ولا يحصى فسبحان من لا تحصى آلاؤه ولا تعد نعماؤه فله الشكر والنعمة والفضل .
وأما السابع فهو الصوم ،((يقول الله تعالى :كُلُّ عَمَلِ ابْن آدم له إلاالصومُ فإنَّهُ لي وأنا أجزي به)). فلا يعلم ثواب الصوم إلا الله.
http://www5.0zz0.com/2008/06/09/10/905300085.gif

قمر الكون
19-5-2009, 08:05 PM
الحديث الثامن والثلاثون
http://www5.0zz0.com/2008/06/09/10/905300085.gif
المـتـــن
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : "إن الله تعالى قال: من عادى لي ولياً فقد آذنته في الحرب، وما تقرّب إليّ عبدي بشيء أحبّ إليّ مما افترضته عليه، ولا يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، ولئن سألني لأعطينّه، ولئن استعاذني لأعيذنّه". (رواه البخاري)
http://www5.0zz0.com/2008/06/09/10/905300085.gif
شرح وفوائد الحديث
قوله صلى الله عليه وسلم عن ربه تعالى (من عادى لي ولياً فقدآذنته بالحرب)) المراد هنا بالولي :المؤمن قال الله تعالى:{الله ولي الذين آمنوا}[البقرة:257].فمن آذى مؤمناً فقد آذنه الله ، أي أعلمه الله أنه محارب له ، والله تعالى إذا حارب العبد أهلكه ، فليحذر الإنسان من التعرض لكل مسلم قوله تعالى ( وما تقرب إليَّ عبدي بشيء أحب إليًّ مما افترضته عليه)) فيه دليل على أن فعل الفريضة من أفضل النوافل، وجاء في الحديث(إن ثواب الفريضة يفضل علىثواب النافلة بسبعين مرة)).
قوله تعالى( ولا يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبه)) ضرب العلماء رضي الله تعالى عنهم لذلك مثلاً فقالوا: مثل الذي يأتيبالنوافل مع الفرائض ، ومثل غيره كمثل رجل أعطى لأحد عبديه درهماً ليشتري به فاكهة، وأعطى آخر درهماً ليشتري فاكهة ، فذهب أحد العبدين فاشترى فاكهة فوضعها في قوصرة ، وطرح عليها ريحاناً ومشموماً من عنده ، ثم جاء فوضعها بين يدي السيد ، وذهب الآخر واشترى الفاكهة في حجره ثم جاء فوضعها بين يدي السيد على الأرض ، فكل واحد من العبدين قد امتثل ، لكن أحدهما زاد من عنده القوصرة والمشموم فيصير أحب إلى السيد.فمن صلى النوافل مع الفرائض يصير أحب إلى الله ، والمحبة من الله إرادة الخير ، فإذا أحب عبده شغله بذكره وطاعته وحفظه من الشيطان ، واستعمل أعضاءه في الطاعة ، وحبب إليه سماع القرآن والذكر وكرَّه إليه سماع الغناء وآلات اللهو وصار من الذين قال الله تعالى :{وإذاخاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً}[الفرقان:63].فإذا سمعوا منهم كلاماً فاحشاً أضربوا عنه وقالوا قولاً يسلمون فيه ، وحفظ بصره عن المحارم فلا ينظر إلى ما لا يحل له ، وصار نظره فكر واعتبار ، فلا يرى شيئاً من المصنوعات إلا استدل به على خالقه . وقال على رضي الله عنه : ما رأيت شيئاً إلا ورأيت الله تعالى قبله. ومعنى الاعتبار العبور الفكر في المخلوقات إلى قدرة الخالق ، فيسبح عند ذلك ويقدس ويعظم وتصير حركاته باليدين والرجلين كلها لله تعالى ولا يمشي فيما لا يعنيه ولا يفعل بيده شيئاً عبثاً بل تكون حركاته وسكناته لله تعالى ، فيثاب على ذلك في حركاته وسكناته وفي وفي سائر أفعاله .
قوله تعالى (كنت سمعه))يحتمل كنت الحافظ لسمعه ولبصره ولبطش يده ورجله من الشيطان ،ويحتمل كنت في قلبه عند سمعه وبصره وبطشه. فإذا ذكرني كفَّ عن العمل لغيري.
http://www5.0zz0.com/2008/06/09/10/905300085.gif

قمر الكون
20-5-2009, 03:07 PM
الحديث التاسع والثلاثون
http://www5.0zz0.com/2008/06/09/10/905300085.gif
المـتـــــن

عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: "إن الله تجاوز لي عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه". (حديث حسن رواه ابن ماجه والبيهقي وغيرهما)

http://www5.0zz0.com/2008/06/09/10/905300085.gif
شرح وفوائد الحديث
قوله صلى الله عليه وسلم (إن الله تعالى تجاوز لي عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه))أي تجاوز عنهم إثم الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه ، وأما حكم الخطأ والنسيان والمكره عليه فغير مرفوع ، فلو أتلف شيئاً خطأ أو ضاعت منه الوديعة نسياناً ضمن ، ويستثنى من الإكراه علىالزنا والقتل فلا يباحان بالإكراه ، ويستثنى من النسيان ما تعاطى الإنسان سببه فإنه يأثم بفعله لتقصيره.

http://www5.0zz0.com/2008/06/09/10/905300085.gif

قمر الكون
20-5-2009, 03:08 PM
الحديث الأربعون
http://www5.0zz0.com/2008/06/09/10/905300085.gif
المتــــن
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: أخذ رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بمنكبي فقال: "كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل، وكان ابن عمر رضي الله عنهما يقول: إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء، وخذ من صحتك لمرضك، ومن حياتك لموتك". (رواه البخاري)
http://www5.0zz0.com/2008/06/09/10/905300085.gif
شرح وفوائد الحديث
قوله صلى الله عليه وسلم ( كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل)) أي لا تركن إليها ولا تتخذها وطناً ولا تحدث نفسك بالبقاء فيها ولا تتعلق منها إلا بما يتعلق الغريب به في غير وطنه الذي يريد الذهاب منه إل أهله ، وهذا معنى قول سلمان الفارسي رضي الله عنه: أمرني خليلي صلى الله عليه وسلم أن لا أتخذ من الدنيا إلا كمتاع الراكب.
وفي الحديث دليل على قصر الأمل وتقديم التوبة والاستعداد للموت فإن أمل فليقل إن شاء الله تعالى ، قال الله تعالى :{ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غداً إلا أن يشاء الله} [الكهف:23-24].
قوله (وخذ من صحتك)) أمره صلى الله عليه وسلم أن يغتنم أوقات الصحة بالعمل الصالح فيها ، فإنه يعجز عن الصيام والقيام ونحوها لعلة تحصل من المرض والكبر.
وقوله صلى الله عليه وسلم ( ومن حياتك لموتك))، أمره صلى الله عليه وسلم بتقديم الزاد. وهذا كقوله تعالى: {نظر نفسٌ ما قَدَّمتْ لِغدٍ}[الحشر:18]. لا يفرط فيها حتى يدركه الموت فيقول :{ربارجعونِ لعلي أعمل صالحاً فيما تركت}[المؤمنون:99:100].وقال الغزالي رحمه الله تعالى :ابن آدم بدنه معه كالشبكة يكتسب بهاالأعمال الصالحة ،فإذا اكتسب خيراً ثم مات كفاه ولم يحتج بعد ذلك إلى الشبكة ، وهو البدن الذي فارقه بالموت ، ولا شك أن الإنسان إذا مات انقطعت شهوته من الدنيا واشتهت نفسه العمل الصالح لأنه زاد القبر ، فإن كان معه استغنى به وإن لم يكن معه طلب الرجوع منها إلى الدنيا ليأخذ منها الزاد ، وذلك بعد ما أخذت منه الشبكة فيقال له:هيهات قد فات! فيبقى متحيراً دائماً نادماً على تفريطه في أخذ الزاد قبل انتزاع الشبكة .
فلهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :وخذ من حياتك لموتك)).لاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم))
http://www5.0zz0.com/2008/06/09/10/905300085.gif

فارس الاسلام
21-5-2009, 05:01 AM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الحديث الحادي والأربعون
http://www5.0zz0.com/2008/06/09/10/905300085.gif
المتن
[ عن أبي محمد عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به ] حديث حسن صحيح رويناه في كتاب الحجة بإسناد صحيح
http://www5.0zz0.com/2008/06/09/10/905300085.gif
الشرح و الفوائد
هذا الحديث كقوله سبحانه وتعالى : { فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما } وسبب نزولها : أن الزبير رضي الله عنه كان بينه وبين رجل من الأنصار خصومة في ماء فتحاكما إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال [ اسق يا زبير وسرح الماء إلى جارك ] يحضه بذلك على المسامحة والتيسير فقال الأنصاري : إن كان ابن عمتك ؟ فتلون وجه رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم قال : [ يا زبير احبس الماء حتى يبلغ الجدر ثم سرحه ] وذلك أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان أشار على الزبير بما فيه مصلحة الأنصاري فلما أحفظه الأنصاري بما قال - أي أغضبه - استوعب للزبير حقه الذي يجب له فنزلت هذه الآية وقد صح عن النبي صلى الله عليه و سلم في حديث آخر أنه قال [ والذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين ] قال أبو الزناد : هذا من جوامع الكلم : لأنه قد جمعت هذه الألفاظ اليسيرة معاني كثيرة لأن أقسام المحبة ثلاثة : محبة إجلال وعظمة كمحبة الوالد ومحبة شفقة ورحمة كمحبة الولد ومحبة استحسان ومشاكلة كمحبة سائر الناس فحصر أصناف المحبة قال ابن بطال : ومعنى الحديث - والله أعلم - أن من استكمل الإيمان علم أن حق رسول الله صلى الله عليه و سلم وفضله آكد عليه من حق أبيه وابنه والناس أجمعين لأن بالرسول صلى الله عليه و سلم استنقذه الله عز و جل من النار وهداه من الضلال والمراد بالحديث : بذل النفس دونه صلى الله عليه و سلم وقد كانت الصحابة رضي الله عنهم يقاتلون معه آباءهم وأبناءهم وإخوانهم وقد قتل أبو عبيدة أباه لإيذائه رسول الله صلى الله عليه و سلم وتعرض أبو بكر رضي الله عنه يوم بدر لولده عبد الرحمن لعله يتمكن منه فيقتله فمن وجد هذا منه فقد صح أن هواه تبع لما جاء به النبي صلى الله عليه و سلم
شرح الاربعين النووية
http://www5.0zz0.com/2008/06/09/10/905300085.gif

فارس الاسلام
21-5-2009, 05:03 AM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الحديث الثاني والأربعون
http://www5.0zz0.com/2008/06/09/10/905300085.gif
المتن
[ عن أنس رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول : قال الله تعالى يابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت للك على ما كان منك ولا أبالي يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك يا ابن آدم لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة ] رواه الترمذي وقال : حديث حسن صحيح
http://www5.0zz0.com/2008/06/09/10/905300085.gif
الشرح و الفوائد

في هذا الحديث بشارة عظيمة وحلم وكرم عظيم وما لا يحصى من أنواع الفضل والإحسان والرأفة والرحمة والإمتنان ومثل هذا قوله صلى الله عليه و سلم [ لله أفرح بتوبة عبده من أحد كم بضالته لو وجدها ] وعن أبي أيوب رضي الله عنه لما حضرته الوفاة قال : كنت قد كتمت عنكم شيئا سمعته من رسول الله صلى الله عليه و سلم سمعته يقول [ لو لا أنكم تذنبون لخلق الله خلقا يذنبون فيغفر لهم ] وقد جاءت أحاديث كثيرة موافقة لهذا الحديث وقوله [ يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني ] هذا موافق لقوله [ أنا عند ظن عبدى بي فليظن بي ما شاء ] وقد جاء أن العبد إذا أذنب ثم ندم فقال : أي ربي أذنبت ذنبا فاغفر لي ولا يغفر الذنوب إلا أنت قال : فيقول الله تعالى : علم عبدى أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به أشهدكم أني قد غفرت له ثم يفعل ذلك ثانية وثالثة فيقول الله عز و جل في كل مرة مثل ذلك ثم يقول : [ اعمل ما شئت فقد غفرت لك ] يعني لما أذنبت واستغفرت
واعلم أن للتوبة ثلاثة شروط : الإقلاع عن المعصية والندم على ما فات والعزم على أن لا يعود وإن كانت حق آدمي فليبادر بأداء الحق إليه والتحلل منه وإن كانت بينه وبين الله تعالى وفيها كفارة فلا بد من فعل الكفارة وهذا شرط رابع فلو فعل الإنسان مثل هذا في اليوم مرارا وتاب التوبة بشروطها فإن الله يغفر له

قوله [ على ما كان منك ] أي من تكرار معصيتك [ ولا أبالي ] أي ولا أبالي بذنوبك قوله [ يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ] أي لو كانت أشخاصا تملأ ما بين السماء والأرض وهذا نهاية الكثرة ولكن كرمه وحلمه سبحانه وعفوه أكثر وأعظم وليس بينهما مناسبة ولا التفضيل له هنا مدخل فتتلاشى ذنوب العالم عند حلمه وعفوه قوله [ يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة ] أي أتيتني بما يقارب مثل الأرض قوله [ ثم لقيتني ] أي مت علي الإيمان لا تشرك بي شيئا ولا راحة للمؤمن دون لقاء ربه وقد قال الله تعالى { إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء } وقد قال صلى الله عليه و سلم [ ما أصر من استغفر وإن عاد في اليوم سبعين مرة ] وقال أبو هريرة رضي الله عنه : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم [ حسن الظن بالله من حسن عبادة الله ]
شرح الاربعين النووية
http://www5.0zz0.com/2008/06/09/10/905300085.gif

قمر الكون
21-5-2009, 10:05 AM
وبهذا انتهت الاحاديث

Mr_JaKi
13-7-2009, 02:59 PM
السلام عليكم ورحمته جزاكم الله خيرا أخي الكريم فارس الا سلام وأختي قمر الكون على الموضوع الرائع وجزيتم خيرا وابغاء اسجل معاكم وجزيتم خيرا

الادعج
13-7-2009, 05:55 PM
السلام عليكم ورحمة الله

مشكووورين على المواضيع الجميله ...جدااااا