المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : جيهانا ومطامع البشر



$JOKER$
20-10-2006, 04:41 PM
قصة من تأليفي
-----------------------------------------------------------------------------------------------------


جيهانا ومطامع البشر




في ذاتِ يومٍ من الأيام ، وفيْ صباحِ يومٍ ماطر ، اجتمعتْ عائلةُ جيهانا على مائدةِ الإفطار ، جيهانا تلك الفتاة رقيقة المشاعر وملكة الجمالِ الرباني ، صاحبةُ الابتسامةِ العطره وصاحبةُ الروحْ المرحه ، هي تلكَ الفتاة التي يعجز الناظر إليها عن وصف جمالها وجمال جسدها ، ويتوقفُ اللسان حينئذٍ عن التحدث في صيغةِ ملامحها ، فتاة عيناها مليئتانِ بالإثارة ، شفتاها تجذبانكَ للميل إليها ، أنفُها وأذنيها لم يرى البشر مثل روعتهما قط ، عاشت جيهانا في وسطِ أسرةٍ مقتدرةٍ متواضعه ، أبوها رجلٌ قاسٍ وطيب في آنٍ واحد ، حنان أمها واضحٌ في صيغة تحدثها ، أخوها يجلب لها الغضبَ تارةً ويجلب لها السعادةَ تارةً أخرى ، لكنها عندما تغضب لايكون غضبها كبقية البشر ، ولكنك حينها ترى في عينيها وخديها احمراراً خفيفاً ، تشعُر به وكأنه البلسم على قلوب محبيها ، أخرجها أبوها من كليتها خوفاً عليها من أعينِ المراهقين والشباب الذينَ معها ، عاشت تلك الفتاة أزمة جمالها ... ، وعند انتهائهم من وجبة الإفطار ، تحدث الأب " سعيد" قائلاً لزوجته وأبنائه : أبنائي قد يكون الكلام الذي سأقوله قاسياً ومحزناً بالنسبة لي ولكم ، ولكنه الحقيقة بلا شك ، وفي تلكَ اللحظة التي كان يريد فيها الأب قول ذلك الخبر أسقطت جيهانا طبقاً من أطباق المنزل منفزعةً منه ، لأنها أحست بالخبر الذي سيقوله أبوها لأنها كانت متعلقةً به تعلقاً قوياً ، كانت تعرف ما يريد ، وقد كانت تبادله الأفكار والخواطر ، وحينئذٍ أخذ الصبي الصغير "سهيل" يضحك ويضحك ، يكاد لا يتوقف من شدة الضحك إستهزاءً بأخته الكبرى جيهانا فانحرجت أخته وذهبت لغرفتها ، وغضب الأب وخرج من المنزل ، وانطلقت الأم من بعدهم للقيام بغسيل الأطباق وتلميم الطبق المنكسر ، وفي ذلك الوقت أتى اتصال أعاد الروح والنشاط بالجميع ، فأسرعت جيهانا للرد وسهيل أسرع للرد ، وكذلك الأم "ساره"، لكن جيهانا كانت أول الواصلينَ للهاتف فردت على الهاتف فإذا بجارهِم "صالح" يقوم بدعوتهم لتناول وجبةَ العشاء في منزله بمناسبةِ نجاح ابنه "سلمان" من كلية الطب ، وقام بالإصرار على جيهانا بالحضور ، وبعد ذلك قامت الأم "ساره" بالإتصال للأب "سعيد" وإخباره بأمر الدعوه فأخبرهم بموافقته وأمرهم بالتجهز لحين وصوله ، ومن ثم أمرت ساره جيهانا وسهيل للذهابِ للسوق لجلب بعض الحاجيات للمنزل ، وكذلك أمرت جيهانا بأن تجلب هدية لسلمان بمناسبةِ نجاحه ، فلما ذهبا للسوق أخذت الأمُ تقول في نفسها لما جعلتهما يذهبانِ للسوق لوحدهما ، إن جيهانا فتاةٌ جميله وأعين الشباب لا تقف من عليها ، وعندما أتى العصر انتهى كلٍ من سهيل وجيهانا من اشتراء حاجيات المنزل وكانوا متجهين للمنزل مشياً على الأقدام ، قدم لنحوهما رجل يقود دراجةً ناريه قد رأى جيهانا من بعيد فغشي على بصره من جمال ما رأى ، فأخذ يسرع غير مبالياً ولا يعلم عمن حوله وعمن أمامه ، فلم يكن في بالهِ شيئاً سوى تلك الفتاة التي أمامه "جيهانا" وسيجارة الحشيش التي بيده ، وكانت جيهانا تمشي مع سهيل غيرَ منتبهيين له ، فأخذتْ تلك الدراجة تقترب أسرع فأسرع ، فاصطدم الرجل ذي الدراجة الناريه بساقِ سهيل ثم هرب وهو ينظر في جيهانا ، فأخذت جيهانا تحل مكان أمها فأخذت تداوي أخيها ، ثم قامت بحمله على كتفيها وأوقفت رجلاً كان في طريقه وطلبت منه مساعدتها في حمل الأغراض للمنزل فلم يمانع حينها عندما رأى حسن جمال جيهانا ، فكان سهيل على كتفي أخته متألماً يصيحُ ويصرُخ من شدة الألم فأقلق الناس من حوله ، وعند وصولهم للمنزل خرجت الأم لإستقبالهم ، لكنها استقبلت دفعةً قويةً من المصائبِ الجديده ، قد رأت ابنها الصغير تنزف من ركبتيه الدماء وهو يصيح من شدة الألم ، فأخذت الأم تصيح وتصرخ ، فضمته لصدرها ، فأصبحت جيهانا بوضع لا تحسد عليه ، أتقوم بتهدئة أمها ، أم تقوم بمواساة أخيها ، أم تقوم بالإتصال لأبيها ، أم تقوم بشكر الرجل الذي ساعدهم ، تكاثرت الأفكار على جيهانا فلم تعرف ماذا تفعل ، فقامت بشكر الرجل ، ثم ذهبت بالإتصال بوالدها ، وعندَ وصول سعيد أخذ بسهيل ووالدته للمشفى وأصر على بقاء جيهانا في المنزل ، فبقت جيهانا لوحدها بالمنزل ، قلقة وخائفة على أخيها ، فمضت الساعة الأولى وهي مازالت قلقه ومضت الثانيه وهي أشد قلقاً من ذي قبل ، فإذا بأبيها يدخل للمنزل لوحده ، ففي تلك اللحظة ومن دون سابق إنذار جُنَ جنون جيهانا ، أخذت تصرخ وتبكي منادية أين أمي وأخي ، فأوقفها أبيها وقال لها إنهم بخير ، سيبقون اليوم في المشفى وغداً يأتون ، فهدأت جيهانا قليلاً ، ثم قال سعيد : هيا يا إبنتي تجهزي للذهاب للدعوة ، فخشت جيهانا مُضايقةَ أبيها أو معصية كلامه ، لكنها أخذت تقول في نفسها أنذهب للحفلة وأخي وأمي بالمشفى ، ولكنها قامت بالتجهز دون أن تنطق بحرفٍ واحد تزعج فيه والدها ، فلبست تلك الملابس الجميلة التي بدت فيها أروع فتاة بالحفلة ، فعندما ذهبت جيهانا وأبوها سعيد لمنزل جارهم ، استقبلهم الجار "صالح" ورحب بهم ترحيباً حاراً ، فعند دخولهم ذهب سعيد لأصحابه وجعل جيهانا وحدها في هذا الكم الهائل من الضيوف متناسياً أمرها ، فرأها سلمان لوحدها فذهب إليها من دون سابق إنذار ومن دون أن يشعر ، فعندما اقترب منها ، بادرته جيهانا بالهدية قبل تحدثه حتى ، فرد عليها قائلاً : أشكرك جزيل الشكر على هديتك ، وقام بدعوتها للدخول معه لتناول العشاء ، بدأت جيهانا بالأكل وبدأ سلمان بالأكل ، فأخذا ينظران لبعظهما نظرات إعجاب متبادله ، بدأت جيهانا تحادث نفسها قائلة : لم ينظر إلي هكذا ؟ لماذا أنظر إليه وقلبي يخفت ؟ لماذا قبلت دعوته أصلاً ؟ ، فأخذت تسألُ نفسها عدة أسئلة لم تجد لها أية تفسير ، فأصبحت في متاهة لا يعلم بها أحد ، وبعد إنتهائهم من وجبة العشاء ، اقترب سلمان من جيهانا ودعاها للجلوس معه في صالة الضيوف ، كانت صالة الضيوف مليئةً بالناس ، لكن سليمان لم يكن مهتماً سوى بجيهانا ، كان ينظر إليها ، فعندما تنظر إليه ينزل عيناه للأرض ، استمرا هكذا حتى نهايةَ الحفل ، أتى والد جيهانا "سعيد" لسلمان وهنأه بمناسبة نجاحه وأخذ بيد جيهانا وذهبا للمنزل ، وعند دخولهم للمنزل أخذ سعيد ينادي زوجته ساره ناسياً ومتناسياً أنها في المشفى ، فأخذت جيهانا تبكي بكاءً غزيراً ، اقترب منها أبيها سعيد معتذراً منها بإبتسامةٍ خفيفة ، فهدأت جيهانا شيئاً فشيئاً ، أذهبها أبوها لغرفتها وخرج ، أخذت جيهانا تبكي تارة متذكرةً أخوها وتبتسم تارةً متذكرة ابن الجار سلمان ، سلمان ذلك الإنسان الوسيم ، الطيب الصريح ، الخجل الضاحك ، استمرت بهذا الحال حتى الصباح ، استيقظَ سعيد من نومهِ واتجه لجيهانا أيقظها من نومها ، أخبرها بأنهما سيذهبان إلى ساره وسهيل ، فرحت جيهانا وارتدت ملابسها مستعجلةً للذهاب ، وعندَ وصولهم للمشفى قابلهم الطبيب مبشرهم بحسنِ حالِ سهيل ، دخلَ كُلٍ من سعيد وجيهانا غرفة سهيل ، فاستقبلتهم ساره تلك الأم التي لم تنم طوال الليل ساهرة لرعاية


ابنها ، فرحبت بهما وطمأنتهما عن صحةِ حالِ سهيل ، دخلا الغرفة ، كان سهيل نائماً على


السرير ، "يشخر" وكأنه لم يصب بأيةِ مكروه ، أخذ سعيد يتحدث مع ساره ، وكانت جيهانا تنظر لعيني سهيل فتظهر في مخيلتها عيني سلمان ، تعجبت جيهانا من الأمر ، فاستأذنت والدها بالخروج قليلاً ، أخذت تتجول في المشفى ترى يميناً وشمالاً ، توقفت قليلاً لشرب الماء ، نظرت لخلفها فإذا بهو سلمان ، أخذت "تلفلف" رأسها غيرَ مصدقةٍ بوجوده ، فرحت فظهُرَ ذلك على وجهها ، تقرب منها وسلم عليها ، فرحبت به ، فسألها : ما لي أراكِ هاهنا ؟ ، فقالت له : القصة من بدايتها حتى نهايتها أخذا يتجولان بالمشفى ، سألته مالذي أتى بك هاهنا ؟ فقال : جِئتُ لأزور صديقٍ لي هنا بالمشفى ، وبعد ذلك استأذنت جيهانا من سلمان ، قائلةً لقد تأخرتُ على والديَّ ، فاتجهت جيهانا للغرفة فرِحةً فرحاً لايوصف ، وعندما دخلت رأت سهيل قد استيقظ من نومه ، اتجهتْ نحوه ، ضمتهُ وقبلته ، سألته عن أحواله ، فقال لها : أصبحت بخير ، وبعد ذلك قام سهيل بالإعتذارِ من جيهانا لأنهُ أتعبها معه ، فردت عليه جيهانا وهي تداعبهُ في شعره : أنا أختك أيها الصبي ، وبعد ذلك سأل سهيل أخته جيهانا : لما أراك سعيدةً اليوم ؟ ، تبعثرت جيهانا في الكلام فتوقفت عن الكلام قليلاً ثم قالت :بالتأكيد سأكون فرحه ، أولست أخي وأنا أختك ، أنت قد تعافيتَ اليوم ، بالتأكيد سأفرح ، ضحك سهيل قليلاً ثم قال : كنت أعلم ، وبعد ذلك ذهب الأبُ إلى الطبيبِ لكي يرخصَ لإبنه بالخروج من المشفى ، ولكن قبل وصوله إلى غرفة الطبيب ، إلتقى الأب "سعيد" بسلمان فأخذ يسأله عن أخباره وأحواله ، وعندما كانا يتحدثا ، سمعا صُراخاً قوياً قادماً من بعيد ، هبَ سعيد وسلمان للذهاب نحوَ ذلك الصوت ، دافعهما بذلك روح الأخوة والشهامة ، وعندَ وصولهما للمركز المنبعث منه الصوت ، فإذا به بشابٍ في ريعانِ شبابه قد قُطِعت رجلاه بسبب حادث سير ، فأخذ سعيد يستفسر من الممرض كيفيةَ حدوثِ ذلك الحادث ، فقال الممرض له : لقد كان هذا الشاب مُسرعاً بدراجةٍ نارية وكان يحمل في يديه سيجارة حشيش ، فاعترضت طريقَهُ شاحنةَ وقود فلم يستطع أن يبتعد عنها فارتطَم بها فانقطعت رجلاه وتشوهت بعض ملامحه ، حَزِن كُلاً من سعيد وسلمان على هذا الشاب ، فأخذ سعيد يتأملُ بهذا الشاب ويتأمل بما جرى به ، وفي ذلك الوقت أطرقت جيهانا بابَ الغرفةِ التي يوجد بها هذا الشاب ويوجد به والدها ، اقتربتْ جيهانا مِن هذا الشاب مُتأمِلةً في ملامحه ، فأخذت تبكي بكاءً شديداً ، استعجب الأب من هذا الأمر ، اقترب الأب من جيهانا ، وضع يده على كتفها ، شعرت جيهانا بأبيها ، فرفعت صوتَها بالبكاء ، تعجبَ أبوها من حالِها ، وكان في تلك اللحظة يقع سلمان بخلفهما يرى ويسمع بما تفعله جيهانا ، فأخذت نفسُ سلمان تراودهُ بأسئلة من جميع الأنواع ، فاقتربَ سلمان من جيهانا فأمسكها بيديه أمسح الدمع من عينيها ، صمتت جيهانا في تلك اللحظة ، مستعجبةً وجوده هاهُنا ، أخذ سلمان يسألها ماهو سبب بكائها ؟ ، أجابته : أرءيت هذا الشاب ، هذا الشاب هو الذي اصطدم بأخي البارحة ، تدخلَ الأبُ حينها قائلاً : أهذا هو ، قالت جيهانا نعم ومن ثم صمتت ، وصمت الأب ، خرجَ سلمان مستأذناً ، وم ثُمَ خرج سعيد وخرجت جيهانا من الغرفةِ متجهين للطبيب ، تحدث الأب قبل وصولهم لغرفة الطبيب قائلاً لابنته ، بنيتي ماهي العلاقة التي بينك وبين ذلك الشاب ، قلقت جيهانا بداخلها ، ارتبكت وتبعثرت بماذا تقول لأبيها عن سلمان ، فأجابت جيهانا بعد ذلك ، أبتي ليست هنالك بيني وبين سلمان أيةَ علاقه ، تعجب الأب من جوابها وأخذ ينظر في عينيها ، قال لها : أنا لم أقصد ابن جارنا سلمان ، إنما قصدتُ ذلك الشاب المصاب ، صاحبُ الدراجةِ الناريه ، جاوبت جيهانا مسرعةً ليست هنالك بيني وبينه أيةَ علاقه ، وبعد ذلك دخل كلٍ من سعيد وجيهانا على الطبيب ، فأخبرهم الطبيب بالسماح لإبنهم بالخروج من المنزل ، ذهب سعيد لزوجته "ساره" ، أخبرها بأن تجهز إبنها للخروج ، وعندما استعد سهيل للخروج من المشفى أخذ يداعب أخته وأخته تداعبه ، خرجَ سهيل من المشفى "بعكازه" لايستطيع المشي إلا بهما ، كان الأمر صعباً في البدايةِ على سهيل ، لكن جيهانا كانت تساعده باستمرار فكانت ترعاه مراعاةً تامه ، تعلق سهيل بجيهانا بتلك الفترة وتعلقت جيهانا به أيضاً ، أصبح سهيل مقر أسرار جيهانا ، أخبرته بجميع أسرارها ، أخبرته بما تشعر به نحو سلمان ، أخبرته بكل شيء عنها وعن أسرارها ، وبعد إسبوعٍ من خروج سهيل من المشفى ، أصبح سهيل يمشي على رجليه ولا يشعر بأيةِ ألم ، وعندما غَرُبت الشمس ، أطرق رجلاً غريب الملامح باب منزل سعيد ، خرجتْ له جيهانا فنظرت في وجه ، فقال لها : لا تخافي من وجهي فهو محرق من الجهةِ اليمنى ، ارتبكت جيهانا وأخذت ترتعد خوفاً ، أخذ هذا الرجل الغريب ينظر لملامح جيهانا وهي ترتعد ، أخذ يتأمل في عينيها ، وفي تلك اللحظه ، خرج سعيد ليرى من في الباب ، رأى إلى ذلك الغريب ، فأسرع إليه وضمه لصدره ، تعجبت جيهانا من فعل والدها ، أخذت ترى مايحصل بين والدها وذلك الرجل ، أخذ سعيد يرحب بالرجل ترحيباً حاراً ، فأدخله سعيد للمجلس ، وطلب من جيهانا أن تبادره بالضيافه ، ذهبت جيهانا مسرعةً لوالدتها "ساره" وأخبرتها بما جرى ، استعجبت ساره أيضاً من هذا الأمر ، وبعد ذلك ذهبت جيهانا للمجلس وبيدها أطباق من الحلوى بالإضافة إلى القهوة والشاي ، قدمت جيهانا الطبق للضيف ولوالدها ، فظول جيهانا أجبرها للبقاء قليلاً لتستمع ماهو نوع الحوار الذي سيدور بين والدها "سعيد" وضيفه ، أخذَ سعيد ينظر لجيهانا بكلتا عينيه مشيراً لها بالخروج من المجلس ، تفهمت جيهانا الموضوع وانصرفت لحال سبيلها ، اتجهت جيهانا لغرفتها واستلقت على سريرها ، وأخذت الأفكارُ تدور في خاطرها ، كانت جيهانا تفكر بسلمان تارة ، وتفكر بوالدها وماذا يخبيه لهم من مفاجأت تارة ، وتفكر بما ستفعل في مستقبلها تارة أخرى ، لم يبقى الضيف طويلاً ، فانصرفَ الضيف من المنزل ، فاتجهت ساره لسعيد تسأله عمّا دار بينهُ وبينَ ذلك الضيف ، وفي ذلك الوقت كانت جيهانا تسترقُ السمع ، فشعرت أن والدتها تخبي عنها سراً أيضاً ، استيقظ سهيل من قيلولته فذهب مسرعاً لجيهانا "حافظة أسراره" ، فسألها مالذي حصل في ساعة قيلولتي ، سكتت جيهانا قليلاً ثم قالت : لم يحدث شيء ، وبعد ذلك استأذن سهيل من والدته بأن يذهب لمتجر الألعاب مع أخته جيهانا ، وعند وصولهم للمتجر أخذَ سهيل ينظر للألعاب متجاهلاً أخته ، فكانَ شغله الشاغل ماهي اللعبة التي سيشتريها ، أخذت جيهانا تنظر ما هو جديد وكان سهيل أمامها ينظر أيضاً ، وفي تلك اللحظه تقدم رجل نحوَ جيهانا وسألها أتريدين مساعدةً فأنا صاحب المتجر ، كان صاحب المتجر شاب في ريعان ، كان شاب جميل المظهر ، فاقترب أكثر من جيهانا وعاودَ سؤالها بنفسِ السؤال ، جاوبت جيهانا مخفضةً بذلك صوتها : لا نريد شيئاً شكراً لك ، لم يكف الشاب عن متابعةِ جيهانا يميناً وشمالاً ، فاتجهت جيهانا نحو سهيل فأخذت به للخارج وذهبا ، وفي الطريق أخذ سهيل يلوم جيهانا لم فعلتي هذا ، فخجلت جيهانا من الردِ عليه ، ووعدتهُ بهديةٍ قريباً ، وعندما وصلا للمنزل ، اتجهت جيهانا نحوَ غرفتها لتخلد للنوم ، أخذت ساره تسأل سهيل لِمَ لمْ تشتروا شيئاً من المتجر ، فأجاب سهيل : إنها جيهانا ياأمي ولكن لا تقلقي لقد وعدتني بهديةٍ ما قريباً ، وبعد برهةٍ من الزمن اتجه الجميع لغرفهم للنوم ، وفي الصباح الباكر وعند الإجتماع على مائدة الإفطار وجهت جيهانا سؤالاً لوالدها قائلةً له : أبتي من ذلك الشخص الذي قدم إلينا بالأمس وما هو سر التشوه الذي بوجهه ، فأخذت ساره تقول : ماذا دهاكِ يابنيتي أتتدخلين بأمور الكبار ، ألم أنبهك بهذا من قبل ، فأخذ سعيد بالتحدث ، فقال : ياجيهانا إن هذا الرجل هو صديقٌ قديم كان صاحبي أيام الدراسه ، كان بمثابةِ أخٍ لي ، كان صديقي "إبراهيم" يُضرب عليه المثل بحسن السيرة والسلوك ، فكان هو المنافس الوحيد لي أيام الدراسه ، فكانت المنافسة بيننا من أجمل وأروع المنافسات ، كان رجلاً صبوراً شجاعاً ، كان يتمتعُ بجميعِ الصفاتِ الحسنه ، أما بالنسبة للتشوه الذي بالجهةِ اليمنى من وجهه ، فهو عبارة عن حرقٍ قديم قد أصيب به ، فأراد سعيد أن يكمل مابدأ به فعارضته ساره قائلةٍ له : سعيد هذا ليس بالوقت المناسب كي نقول لهم الحقيقة ، اعترضت جيهانا على أمها قائلةً لها : إلى متى ياأبي وأنتم تخبون عنا أسراراً قد شكلت في البيت كحاجزٍ بيننا وبينكم ، أخبرنا ودعنا ننهي هذا الأمر الآن ، فتحدث بعدها سهيل قائلاً : أبتاه لِمَ تخبون عنا تلك الأسرار هيا أخبرنا يا أبي ، فصمت سعيد للحظة ثم قال : حسناً سأخبركم ، فاستمعوا إلي جيداً ولا تقطعوا حديثي ، أتذكرون في ذاك اليوم الذي كنت أود التحدث فيه إليكم لكن جيهانا أسقطت ذلك الطبق ، لقد كان يوماً مشؤماً فلم أحبب تكملةَ هذا الموضوع ، أما الآن سأخبركم بالحكاية من بدايتها حتى نهايتها ، إن صديقي إبراهيم قد تزوج بإمرأة أجنبية منذُ القدم ، قد كانت حياتهم في سنتهم الأولى في استقرار وأمان ، وفي السنة الثانية قد أنجبا طفلةً صغيرة ، فمرت الأيام وكبرت الإبنه حتى أصبح عمرها سنتان ، وفي يومٍ من الأيام قد لاحظ صديقي إبراهيم زوجته بأنها تخرج من وراءه تاركةً ابنته مع الخادمة ، فقرر حينها بمراقبتها ومعرفة أين تذهب وإلى من ، فأخذ يراقبها ويراقبها فرأها تدخل أحد العمارات ، فأخذ يلحقها بداخل العمارة ويراقبها دون أن تشعر به ، لقد رأها تدخل أحد الشقق بالعمارة ، أخذت الشكوك تأخذه يميناً ويساراً ، فذهب لحارس العمارة وأمره بإعطائه النسخة البديلة من المفتاح ، واقتحم إبراهيم الشقه ، فرأى زوجته الأجنبيه تخونه مع رجلٍ أجنبي آخر ، فاتجه مُسرعاً نحو المطبخ واستلقى تلك السكينة الكبيرة الحاده ، واتجه نحوهما ، فدخل إبراهيم تلك الغرفه ، فاتجه مسرعاً نحو زوجته وقام بطعنها بالسكينة في ظهرها ، فخاف بِذلك الرجل الأجنبي بأن يقتله هو أيضاً فوجه نحوه "بماء النار" فاحترق نصف وجهه الأيمن ، ثم قام إبراهيم بقتل ذلك الرجل أيضاً ، لقد قتلهما وهو يتألم بألمين ، ألم خيانة زوجته له ، وألم "ماء النار" الذي قد أحرق وجهه ، وبعد ذلك قد حُكِم على صديقي إبراهيم بالسجن المؤبد ، فسلمني أمانةً يجب أن أوفي بها الآن بعدما خرج من السجن ، وتلك الأمانة هي أنتي ياجيهانا ، نعم ياجيهانا أنا لست بأبيك وساره ليست بأمك وسهيل ليس بأخيك ، فتراكمت المصائب على رأسِ جيهانا ، فغُشي عليها ، فاجتمع كُلٍ من سعيد وساره وسهيل بجانبها وأخذوا يحاولون إيقاظها لكن هذا لم يجدي نفعاً ، فأسرع سعيد بنقل جيهانا للمشفى ، اجتمع كلٍ من سعيد وساره وسهيل أمام غرفة العمليات راجينَ أن تقوم لهم سالمةً غانمه ، لكن هذا لم يحصل أبداً ، فقد خرجَ لهم الطبيب من غرفة العمليات وهو ينظر إلى الأرض ، فأسرع سعيد نحو الطبيب وسأله ماهو حال ابنته جيهانا ، فرد عليه الطبيب قائلاً له : إن ابنتك في غيبوبة تامة ولن تستيقظ منها أبداً ، وبعدها اتجه سعيد نحو ساره وسهيل ، وكانت ملامحه تشير بسوء حال جيهانا ، فاقتربت ساره من سعيد وسألته : ماذا جرى بجيهانا فأخبرها بسوء حالها فأخذت تصرخ وتلطم خديها مناديةً بأعلى صوتها بنيتي جيهانا ، أخذ سعيد يهدأ ساره ، ثم أخذ بهما للبيت ، وعندما انقضا يومان على هذه الحادثه طُرِق باب بيت سعيد ، فخرجَ سعيد ليرى من في الباب فإذا بهو إبراهيم يسأل عن ابنته ليأخذها معه فأخبره سعيد بالأمر فاتجه إبراهيم مسرعاً نحو المشفى ، وعندها دخل إبراهيم المشفى واتجه نحو الطبيب وسأله عن مقر وجود جيهانا فأعلمه به الطبيب ، فدخل إبراهيم على ابنته جيهانا وأخذ يبكي بجانبها ، ويلامسُ خديها ويناديها بقوله : استيقظي يابنيتي فأنا أبيك ، ولكن من دون جدوى ، وبعد أسبوعٍ ونصف على حادثة جيهانا ، قد طرق باب سعيد مرة أخرى ، خرج سعيد وهو عبوس الوجه مكتئب النفس ، فوجد في الباب كلٍ من صالح وسلمان ، فأدخلهما في المجلس وقدم لهما واجبَ الضيافه ، ثم طلبا منه يد ابنته جيهانا للزواج ، أخذت عينا سعيد تدمعان من دون سابق إنذار ، ومن ثم أخبرهما بما جرى بجيهانا ، فحزن سلمان لحال جيهانا ، وكذلك صالح ، فقد أصبح منزل جيهانا تعيساً بعد فقدهم إياها ، فقد انتحر إبراهيم بسبب سوء مااقترفت يداه ، ولقد بقي سلمان أعزباً لم يتزوج ، وبقت جيهانا في غيبوبتها إلى الآن ، فقد لاقت جيهانا من العذاب والألم مالم يشعر به أحداً قط ،لم يكن عذاباً جسدياً وجسمياً بل كان عذاباً روحياً ونفسياً ... !!!


__________________________________________________ _____

تمت

kaka show time
20-10-2006, 05:34 PM
شكرا أخي الجوكر على القصة الحلوة و المؤثرة

و جيهانا حزنتني كثييييييييييييييير

MeSsI-18
27-10-2006, 04:17 PM
مشكور اخوي الجوكر على القصة الجميلة ..

تحياتي ..

MoOn WolF
27-10-2006, 05:01 PM
السلام..............................
وااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا اااااااااااااااااااااااااااااااااو:smug2:
قصة رووووووووووووووووووووووووووووووعة:smile2:
+غريييييييييييييييييييييييبة..........:yes2:
+مؤثرااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااا....:biggrin2:
التقدم إن شاء الله.:yes3: