المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ๑ஐ◄▓▒-->دموع في حياة النبي<--▒▓►ஐ๑



العابره
8-6-2009, 01:24 AM
دموع في حياة النبي صلى الله عليه وسلم
البكاء نعمة عظيمة امتنّ الله بها على عباده، قال تعالى: {وأنه هو أضحك وأبكى} (النجم: 43)، فبه تحصل المواساة للمحزون، والتسلية للمصاب، والمتنفّس من هموم الحياة ومتاعبها .
ويمثّل البكاء مشهداً من مشاهد الإنسانية عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، حين كانت تمرّ به المواقف المختلفة، فتهتزّ لأجلها مشاعره، وتفيض منها عيناه، ويخفق معها فؤاده الطاهر .


ودموع النبي – صلى الله عليه وسلم – لم يكن سببها الحزن والألم فحسب، ولكن لها دوافع أخرى كالرحمة والشفقة على الآخرين، والشوق والمحبّة، وفوق ذلك كلّه: الخوف والخشية من الله سبحانه وتعالى .
فها هي العبرات قد سالت على خدّ النبي صلى الله عليه وسلم شاهدةً بتعظيمة ربّه وتوقيره لمولاه، وهيبته من جلاله، عندما كان يقف بين يديه يناجيه ويبكي، ويصف أحد الصحابة ذلك المشهد فيقول: (رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي صدره أزيزٌ كأزيز المرجل من البكاء وهو الصوت الذي يصدره الوعاء عند غليانه) رواه النسائي .
وتروي أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها موقفاً آخر فتقول: (قام رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلةً من الليالي فقال: (يا عائشة ذريني أتعبد لربي)، فتطهّر ثم قام يصلي، فلم يزل يبكي حتى بلّ حِجره، ثم بكى فلم يزل يبكي حتى بلّ لحيته، ثم بكى فلم يزل يبكي حتى بلّ الأرض، وجاء بلال رضي الله عنه يؤذنه بالصلاة، فلما رآه يبكي قال: يا رسول الله، تبكي وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ فقال له: أفلا أكون عبداً شكوراً؟ ) .
وسرعان ما كانت الدموع تتقاطر من عينيه إذا سمع القرآن، روى لنا ذلك عبد الله بن مسعود رضي الله عنه فقال: (قال لي النبي صلى الله عليه وسلم : (اقرأ عليّ)، قلت: يا رسول الله، أقرأ عليك وعليك أنزل؟، فقال: (نعم)، فقرأت سورة النساء حتى أتيت إلى هذه الآية: {فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا} (النساء: 41) فقال: (حسبك الآن)، فالتفتّ إليه، فإذا عيناه تذرفان)، رواه البخاري .
كما بكى النبي صلى الله عليه وسلم اعتباراً بمصير الإنسان بعد موته، فعن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: (كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة، فجلس على شفير القبر أي طرفه ، فبكى حتى بلّ الثرى، ثم قال: يا إخواني لمثل هذا فأعدّوا ) رواه ابن ماجة،

وإنما كان بكاؤه عليه الصلاة والسلام بمثل هذه الشدّة لوقوفه على أهوال القبور وشدّتها، ولذلك قال في موضعٍ آخر: (لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً، ولبكيتم كثيراً) متفق عليه.


وبكى النبي – صلى الله عليه وسلم - رحمةً بأمّته وخوفاً عليها من عذاب الله، كما في الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه، يوم قرأ قول الله عز وجل: {إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم} (المائدة: 118)، ثم رفع يديه وقال: (اللهم أمتي أمتي) وبكى .
وفي غزوة بدر دمعت عينه - صلى الله عليه وسلم خوفاً من أن يكون ذلك اللقاء مؤذناً بنهاية المؤمنين وهزيمتهم على يد أعدائهم، كما جاء عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قوله: (ولقد رأيتنا وما فينا إلا نائم إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرة يصلي ويبكي حتى أصبح) رواه أحمد .
وفي ذات المعركة بكى النبي صلى الله عليه وسلم يوم جاءه العتاب الإلهي بسبب قبوله الفداء من الأسرى، قال تعالى: {ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض} (الأنفال: 67) حتى أشفق عليه عمر بن الخطاب رضي الله عنه من كثرة بكائه.
ولم تخلُ حياته – صلى الله عليه وسلم – من فراق قريبٍ أو حبيب، كمثل أمه آمنة بنت وهب، وزوجته خديجة رضي الله عنها، وعمّه حمزة بن عبدالمطلب رضي الله عنه، وولده إبراهيم عليه السلام، أو فراق غيرهم من أصحابه، فكانت عبراته شاهدة على مدى حزنه ولوعة قلبه .
فعندما قُبض إبراهيم ابن النبي صلى الله عليه وسلم بكى وقال: (إن العين تدمع، والقلب يحزن، ولا نقول إلا ما يُرضي ربنا، وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون) متفق عليه.
ولما أراد النبي صلى الله عليه وسلم زيارة قبر أمه بكى بكاءً شديداً حتى أبكى من حوله، ثم قال: (زوروا القبور فإنها تذكر الموت) رواه مسلم .
ويوم أرسلت إليه إحدى بناته تخبره أن صبياً لها يوشك أن يموت، لم يكن موقفه مجرد كلمات توصي بالصبر أو تقدّم العزاء، ولكنها مشاعر إنسانية حرّكت القلوب وأثارت التساؤل، خصوصاً في اللحظات التي رأى فيها النبي صلى الله عليه وسلم الصبي يلفظ أنفاسه الأخيرة، وكان جوابه عن سرّ بكائه: (هذه رحمة جعلها الله، وإنما يرحم الله من عباده الرحماء) رواه مسلم .
ويذكر أنس رضي الله عنه نعي النبي صلى الله عليه وسلم لزيد وجعفر وعبد الله بن رواحة رضي الله عنه يوم مؤتة، حيث قال عليه الصلاة والسلام: (أخذ الراية زيد فأصيب، ثم أخذ جعفر فأصيب، ثم أخذ ابن رواحة فأصيب وعيناه تذرفان حتى أخذ الراية سيف من سيوف الله) رواه البخاري .
ومن تلك المواقف النبوية نفهم أن البكاء ليس بالضرورة أن يكون مظهراً من مظاهر النقص، ولا دليلاً على الضعف، بل قد يكون علامةً على صدق الإحساس ويقظة القلب وقوّة العاطفة، بشرط أن يكون هذا البكاء منضبطاً بالصبر، وغير مصحوبٍ بالنياحة، أو قول ما لا يرضاه الله تعالى .
اللهم صلى على سيدنا محمد وعلى أل سيدنا محمد كما صليت على سيدنا ابراهيم وعلى أل سيدنا ابراهيم فى العالمين انك حميد مجيد

جبروت ابتسامة
9-6-2009, 05:10 AM
جزيتِ كل خير أختي ..

الحبيب محمد
9-6-2009, 10:49 AM
موضوع رائع
جزاك الله كل خير اخيتى
جعلها الله فى موازين حسناتك

Coby Ninja
9-6-2009, 01:55 PM
جزاك الله الف خير واطعمك لحم طير

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

دروبي
9-6-2009, 04:46 PM
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
مشكووووووووووووره اختي ع الموضوع الذي يصعب وصفه
وبارك الله فيك
والى الامام

Emi
23-3-2010, 09:19 PM
اللهم اجمعنا بالنبي صلى الله عليه وسلم في الجنة ...

الله يجزاك الجنة ... على هذا الموضوع ...

اللهم إنا نعوذ بك من قلب لا يخشع و من نفس لا تشبع و عين لا تدمع و من دعوة لا يستجاب لها ...

اسورجي نوي
23-3-2010, 10:13 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركته
بارك الله فيج اختي
موضوع تفيض له العيون من الدمع ويتفطر القلب على تلك المواقف
اللهم اجمعنى بالحبيب المصطفى في دار الخلد
اشكرج اختي على طرح الموضوع الرائع

استودعكم الله

[ اللــيـــث ]
24-3-2010, 07:27 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ارى ان البكاء ليس عيباً(مثلما ذكر بآخر الموضوع)
فالانسان يبكي منذ لحظة ولادته من دخوله للدنيا وهو يبكي
البكاء ليس نقصاً او عيباً في الشخص سواءاً رجل او امراه
ويعبر البكاء عن فيض المشاعر حزنا أو فرحا عند الإنسان فالبكاء سمة طبيعية
فطر الله سبحانه وتعالى الناس عليها.

أبو رويم
25-3-2010, 12:54 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا أختى على الموضوع
وننتظر منك الجديد

Hope Tear
25-3-2010, 07:51 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
الرسول محمد صلى الله عليه وسلم .. أعظم إنسان وأرق إنسان تجتمع فيه كل معاني الإنسانية على وجه الأرض .. لا يمكن وصفه ولو كتبنا مداد بحور العالم ..
لعل أقل ما يجعلنا نبكي شوقنا إلى لقائه صلى الله عليه وسلم .. شوقه لنا فداه أمي وأبي ونفسي ..

جزاك الله خيراً .. وجعله في ميزان حسناتك ..

Fifa san
25-3-2010, 10:37 PM
جزاك الله خيرا أختي العابره
موضوع رائع جدا
بارك الله فيك على طرحه لنا
وأثابك جنة الفردوس الأعلى

امل واعد
25-3-2010, 11:43 PM
جزاك الله كــل خير

موضوع رآآآئــع جداً

وفقنا الله لما يحبه ويرضاه ..~

عُبيدة
25-3-2010, 11:49 PM
بارك الله فيك وجزاك الله كل خير
على الموضوع الجميل جعله الله فى ميزان حسناتك

القدس لنا
26-3-2010, 09:02 AM
جزاك الله خيرا أختي العابره