الساعة الخامسَة فجراً ,
الهدوء يلفُ الأرجَاء ، نسماتٌ بارِدة تُداعِبُ ستائرَ النّوافِذ ..'
يعلو صوت المؤذنُ أنِ "الصلاةُ خيرٌ منَ النّومِ"
أقيمتْ الصلاةُ ، وقُضِيَت ، وكلٌ سعى لِـ رِزْقِهِ !
ارتَفَعتِ الشّمسُ شيئاً فشيئاً ، لينْقَشِعَ الظلَام
وتتجلّى ملامح المَدينَةِ لِتكُونَ شاهدَةً على خرابٍ حلّ بها ،
حاراتٌ خاوِيَةٌ على عُروشِها ، اسْتَوَت مبانِيهَا بِـ أدِيمِهَا ،
أبنيّة قديمَةٌ مُتآكِلةٌ جُدرانُها ، دباباتٌ في مُفتَرقِ طُرُقِ المَدينَةِ وضَواحِيهَا ،
وربمَا أشلاءٌ تَحتَ الأنقَاضِ راوِيَةً عِظَمَ جُرْمِ بَنِي صُهيُونَ بِهَا ..
مُسنٌ على جَانِبِ الطّريقِ يبكِي وَلَدَهُ ،
جُثثُ عَشَراتِ المُواطنيْنَ العُزّل مشبّعةٌ بِِدِمَائِهِم خلفَ أحَد الجُدرانِ العَتِيقةِ ،
ورائحَةُ المِسْكُ تَفُوحُ في الأرجَاءِ !
شتّـــٓــآن بينَنَا وَبينَهُم ،
قَومٌ خيّروا بينَ الحياةِ والمَوتِ ، فرجّحُوا كفّة المَوت على الحياة ،
تعاهَدوا على حماية الأقصى بأيدٍ خاوية ٍ ..
واجِبٌ لم تقدِم عليه أيُّ من دُوَلِنا العربيَة ،
فهنيئاً لنا بعجزِنا ،
وهنيئاً لأبناء الأقصى بالشّهادَةِ ~
{وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ
وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا
وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} [سورة النور آية 55]
المفضلات