باسمه تعالى
أهلاً و سهلاً بكم إخواني و أخواتي الأعضاء
يا من تنوّرتم بنور المعرفة و العلم و الحقيقة
و أرحّب بكم أعزّائي في أولى مشاركاتي العلميّة المتواضعة
في هذا القسم الغنيّ بالمعارف و العلوم و كلّ ما يغذّي العقل و الوجدان
علِّي أصير مثلكم محبّاً لركوب أمواج المعرفة
و متلهفاً لنهل جديد العلوم و حديث الإكتشافات و الإبتكارات
أحيّيكم أعزائي في هذا الموضوع البسيط
و أتمنّى أن يحوز على إعجابكم و رضاكم
>>و أرجو أن لا تقسو عليّ بالحكم فهذه تجربتي "العلميّة" الأولى
.
.
.
.
.
.
.
.
المرّيخ
ثاني الجيران قرباً إلينا من بعد الزّهرة
و المعروف أيضاً بالكوكب الأحمر << لعلّ هذا سبب محبّة الفتيات له .gif" border="0" alt="" title="0" class="inlineimg" />
نراه ليلاً كنجمة لامعة، و نلحظه كتلة بلون الصَّدّأ عبر المنظار أو المِقرَاب
اكتشفه العلماء من قديم الزّمان، و لا زلنا حتّى اليوم نحار بعجائبه
لكنّه كان ساحراً للمخيّلة أكثر ممّا كان ساحراً للعقل ...
بل على وجه التّحديد : كان ساحراً لمخيّلة الكتاب و مخرجي الأفلام الهوليووديّة !
فكم من فيلم عنكائنات المرّيخ حاز على الجوائز الضّخمة و نسب المشاهدة العالية !
من Independence day إلى The War Of The Worlds و غيرها الكثير ...
تكلَّمت عن مخلوقات فضائيّة معظمها يأتي من الكوكب الأحمر، تسعى لدمار البشريّة
و السّبب هو أنّهم لا يحبون العيون المدوّرة بل البيضاويّة .gif" border="0" alt="" title="0" class="inlineimg" />
و هم لا تعجبهم البشرة البيضاء أو السّمراء، فالأخضر هو موضة الصّيف عندهم .gif" border="0" alt="" title="0" class="inlineimg" />
لكن بعيداً عن التّحشيشيات الهوليووديّة .gif" border="0" alt="" title="0" class="inlineimg" />
السّؤال حول الحياة على المريخ تمّ طرحه منذ زمن ليس بقريب أبداًو التّساؤل حولها ما زال مطروحاً في محافل علماء الفضاء و الأحياء
و أعتقد أنّه من حقّنا نحن أيضاً علماء مسومس << صار الأخ عالم .gif" border="0" alt="" title="0" class="inlineimg" />
أن نشارك في هذا النّقاش المحتدم منذ سنوات طوال :
هل هنالك حياة على المريخ ؟؟؟
في هذا المقال، حاولت قدر الإمكان تقديم المعلومات المتوافرة حول هذه المسألة
و أحدث النّظريات و الإكتشافات التي تخصّها ، فأرجو أن أفيدكم بما جمعت^__^
.
.
.
.
.
.
.
.
قبل أن ندخل إلى صلب موضوعنا "الغريب" نوعاً ما ... و الّلّزج حسب رؤية الأفلام .gif" border="0" alt="" title="0" class="inlineimg" />
دعونا نأخذ لمحة مختصرة عن كوكب المرّيخ
الذي على ما بدا لي خلال فترة سجني أنّه الكوكب الأكثر شعبيّة بين أعضاء مسومس
و كثر منهم يسعون لزيارته قريباً .gif" border="0" alt="" title="0" class="inlineimg" />لا تسألوني عن السّبب فما زلت محتاراً فيه ...
المهمّ الآن
كوكب المرّيخ (و بالإنكليزيّة Mars) هو ثاني أقرب الجيران إلى كوكب الأرض من بعد الزّهرة
سمّاه العرب بهذا الإسم نسبة إلى لونه القريب من الأحمر، إذ يقال عن الشّيء ذي البقع الحمراء "أمرخ"
و أمرخ كلمة مصدرها "المَرْخُ"(بفتح الميم، سكون الراّء و ضمّ الخاء) و هذا التّفسير ورد في "القاموس المحيط"
مثال : هذا ثور أمرخ ، أي هذا الثّور به بقع حمراء.
*صورة لكوكب المرّيخ، و نرى خلفه كوكب الأرض
و يعود السّبب في لونه الأحمر القريب للون الصّدأ إلى وجود نّسبة عالية من أكسيد الحديد الثّلاثي (Fe[SUB]2[/SUB]O[SUB]3[/SUB]) في جوّه و تربته، و أكسيد الحديد الثّلاثي هو المكوّن الأساسي للصّدأ.
المرّيخ هو كوكب صخريّ، و هو رابع الكواكب الصّخريّة و أبعدها عن الشّمس من بعد عطارد و الزّهرة ثمّ الأرض.
*رسم تظهر موقع المرّيخ من المجموعة الشّمسيّة
قطر المرّيخ يساوي نصف قطر الأرض، و مساحته تساوي ربع مساحة الأرض أيضاً، و هو بالتّالي ثاني أصغر كوكب في المجموعة الشّمسيّة من بعد عطارد.لكن مع ذلك ، فاليوم المرّيخي لا يختلف عن اليوم الأرضي، فاليوم المرّيخي يساوي 24 ساعة و 39 دقيقة بحسابات الأرض، لكنّالسّنة المرّيخية أطول من تلك الأرضيّة نظراً لبعد المرّيخ الأكبر عن الشّمس، إذ تساوي السّنة المرّيخية سنة و 320 يوم و 18.2 ساعة بحسابات الأرض. كتلة المرّيخ تساوي عشر كتلة الأرض، و ضغطه الجويّ يساوي 0.01 من الضّغط الجويّ الأرضي.
يحتوي المرّيخ على ما يعتبر أعلى جبل، أعرض وادي، و أضخم بركان بين جميع كواكب المجموعة الشّمسيّة. أعلى جبل و هو في ذات الوقت أضخم بركان يسمّى "أوليمبوس مونز" و يبلغ ارتفاعه 22 كلم ! أمّا أعرض وادي فيدعى "وادي مارينر" تيمّناً باسم المركبة الفضائيّة التي اكتشفته (مارينر 9 عام 1971) و يبلغ 400 كلم طولاً، 200 كلم عرضاً، و 7 كلم عمقاً ! يعني السّقوط فيه يعتبر مغامرة بحدّ ذاتها .gif" border="0" alt="" title="0" class="inlineimg" />
*بركان أوليمبوس مونز العملاق
*وادي مارينز
و للمرّيخ أيضاً قطبين جليديين في شماله و جنوبه، يتقلصان صيفاً و يتّسعان شتاءً، لكن هذا الجليد ليس جليداً "مائيّاً" إنّما هو عبارة عن "ثاني أوكسيد الكربون" CO[SUB]2[/SUB] لكنّه في حالة جامدة، أو ما بعرف أيضاً بالـ"الجليد الجاف"
للمرّيخ قمران هما:
ـ فوبوس، أي الخوف باليونانيّة، و المشتهر بالفجوة العملاقة على سطحه.
ـ ديموس، أي الرّعب.
*القمر ديموس
*القمر فوبوس
و أنهي هذه النّبذة المختصرة عن المريخ بالفقرة الأكثر مللاً أي المميّزات العدديّة .gif" border="0" alt="" title="0" class="inlineimg" />
[TABLE="align: center"]
[TR="class: px"wysiwyg_dashes_tr""]
[TD]القطر
[/TD]
[TD]6800 كلم
[/TD]
[/TR]
[TR]
[TD]مساحته
[/TD]
[TD]144,798,500 كم[SUP]2[/SUP][/TD]
[/TR]
[TR]
[TD]كتلته[/TD]
[TD]6.4185 × 10[SUP]23[/SUP] كغم[/TD]
[/TR]
[TR]
[TD]معدل المسافة بينه و بين الشّمس
[/TD]
[TD]228 مليون كلم تقريباً[/TD]
[/TR]
[TR]
[TD]درجة الحرارة العليا[/TD]
[TD]27 درجة مئوية[/TD]
[/TR]
[TR]
[TD]درجة الحرارة السفلى[/TD]
[TD]-133 درجة مئوية[/TD]
[/TR]
[TR]
[TD]عدد الأقمار[/TD]
[TD]2[/TD]
[/TR]
[TR]
[TD]الضّغط الجويّ[/TD]
[TD]6× 10[SUP]−3[/SUP] بار[/TD]
[/TR]
[TR]
[TD]ميل المحور
[/TD]
[TD]25.19°
[/TD]
[/TR]
[/TABLE]
.
.
.
.
.
.
.
.
طبعاً قبل الدّخول أيضاً في صلب الموضوع، و لنحيط بالأمور من جميع جوانبها
علينا بداية معرفة شروط توافر الحياة على الكواكب
و التي من دونها يصبح تواجد الحياة ضرباً من الخيال أو المعجزات !
طبعاً الشّروط كثيرة و فيها توسّع كبير،
حيث تشمل شروطاً للشّمس و للمجموعة الشّمسيّة المجاورة،
و شروطاً فيزيولوجيّة و كيميائيّة، و بعض الأمور المعقّدة كثيراً
لكنّني سأكتفي بوضع بعض ما "يهمّني" وضعه في هذا الموضوع.
الكتلة: فإن كان الكوكب ذا كتلة منخفضة، فهذا يعني أنّه ذا جاذبيّة ضعيفة تمنعه من بناء غلاف جويّ قويّ، و لا تحميه من قصف الأجرام السّماويّة أو الإشعاعات الكونيّة و الشّمسيّة الخطيرة.
الغلاف الجويّ القويّ: فوجود غلاف جويّ قويّ و "سميك" يسمح بالإحتفاظ بالغازات داخل جوّ الكوكب دون أن تتسرّب للخارج، كما أنّه يحمي الكوكب من الأجرام الصّغيرة، و يحافظ على توزّع الحرارة في أرجاء الكوكب و عدم تسربها منه ممّا يمنع الفروقات الحراريّة الكبيرة.
الحجم: فالكواكب ذات الأحجام الصّغيرة تكون ذات طبيعة جيولوجيّة "ميتة"، فلا براكين حيّة و لا زلازل تحصل، و هذه "الكوارث" كما نحن نسمّيها مفيدة للكوكب من ناحية إعادة "تدوير" و توزيع المواد الكيميائيّة و الأملاح المعدنيّ’ الضروريّة للحياة، عدا عن تنفيس الضّغط المتراكم في نواة الكوكب.
تواجده في المنطقة القابلة للسّكن: المنطقة القابلة للسكن هي منطقة على شكل حزام تحيط بالنّجم (الشّمس مثلاً) و الكواكب التي تتواجد في هذه المنطقة تحظى بفرصة جيّدة لتوافر الحياة عليها، و يعود سبب ذلك إلى أنّ المسافة بينها و بين الشّمس لا تسمح بفروقات حراريّة كبيرة جدّاً، فلا تصل الحرارة اليوميّة إلى حدّ غليان الماء في المحيطات نهاراً (في حال تواجدها) و لا لتجمّدها ليلاً بشكل يوميّ، لأنّه في حال حصول ذلك سيكون أصل تواجد غلاف جويّ متين أمر صعب جدّاً.
و لتوضيح الفكرة أكثر، فإنّ المنطقة القابلة للسّكن الخاصّة بشمسنا فهي تمتدّ من ما بعد كوكب الزّهرة إلى مشارف كوكب المرّيخ (المرّيخ يدخل هذه المنطقة شتاءً، لكنّه يتواجد خارجها صيفاً)
هكذا إذن بدأت تتوضّح الصّورة حول نظريّات الحياة على الكواكب، و بات بإمكاننا تطبيقها على كوكبنا الأحمر.
و الآن، بات بإمكاننا الدّخول إلى صلب موضوعنا و التعمّق في الأبحاث المطروحة في هذا المجال
فهيّا بنا ^__^
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
نظريّة "الحياة المريخيّة" ليست بنظريّة معاصرة، إنّما طرحت منذ قرون طوال، و كانت محصّلة للمراقبات التي حصلت للمرّيخ و لأوجهه و حركته.
ففي منتصف القرن السّابع عشر تمّ اكتشاف قطبي المرّيخ الجليديين، و تمّ اكتشاف تقلّصهما خلال الصّيف و اتساعهما خلال الشّتاء في أواخر القرن الثّامن عشر.
في بدايات القرن التّاسع عشر، اكتشف المراقبون أنّ اليوم المرّيخي يساوي تقريباً اليوم الأرضي، و اكتشفوا أنّ درجة انحراف محور المريخ تساوي تقريباً انحراف محور الأرض، هذا يعني أنّ المريخ يشهد فصولاً كفصول الأرض من ريبع إلى صيف إلى خريف إلى شتاء، إلّا أنّ مدّتها تساوي ضعفيّ مدّة فصول الأرض نظراً لطول السّنة "المريخيّة" << يا لبى عطلة الصّيف عندهم .gif" border="0" alt="" title="0" class="inlineimg" />
هذا التّشابه بين الأرض و المرّيخ أدّى إلى صعود بعض النّظريات التي قالت باحتمال وجود حياة على المريخ، و أنّ البقع السوداء التي تظهر على سطحه ما هي إلّا بحار، أمّا البقع "المنيرة" منه فهي اليابسة.
ثمّ حصل ما لم يكن في الحسبان ، لقد حصل انفجار ضخم !!!
أقصد انفجاراً في عدد النّظريّات << يا جماعة ما تترعبوا .gif" border="0" alt="" title="0" class="inlineimg" />
فلقد أدّى تطوّر الذي شهدته المقارب في أواخر القرن التّاسع عشر إلى مشاهدة "قنوات" محفورة على سطح المرّيخ، ممّا أدّى لاعتقاد العلماء إلى أنّ هذه القنوات هي عبارة عن أنهار جارية.
و عندما تأكّدوا من أنّ هذه القنوات خالية من الماء، صعدت نظريّة جديدة، و بشكل قويّ، تقول بوجود حضارة سكنت سابقاً كوكب المرّيخ و قامت بحفر هذه القنوات قبل اندثار هذه الحضارة بفعل العوامل الطّبيعيّة القاسية.
هذه النّظرية أثارت جدلاً واسعاً، لكنّها أيضاً أثارت عقول الكتّاب الروائيين، فكانت الإلهام للرّوائي "هيربرت جورج ويلز"، و قام بكتابة إحدى أشهر القصص المتعلّقة بالمرّيخيين المعروفة باسم "حرب العوالم" (The War of the worlds) و ذلك عام 1897.
و لعلّ أشهر جمل هذه الرّواية :"فرص مجيء أي شيء من المرّيخ هو مليون على واحد، هكذا قال العلماء ... و لكن مع ذلك فلقد أتوا ..."
يعني على الأقلّ حصّلنا نحن فائدة واحدة من هذه النّظريّات، ألا و هي الإستمتاع بقراءة رواية مشوّقة .gif" border="0" alt="" title="0" class="inlineimg" />
*النّسخة الأولى من رواية "حرب العوالم" (The War Of The Worlds)
.
.
.
.
.
.
.
.
بالطّبع، النّظريّات أعلاه خضعت للجدال و التّمحيص الكبيرين من قبل كبار علماء الفلك و الفيزياء و الأحياء.
فبدأت حرب الإلغاء ... و كانت نظريّات تضحد نظريّات ...
و كانت أولى الضّربات الموجّهة إلى نظريّات "الحياة المرّيخيّة" هي التطوّر الذي طال المقارب في العام 1909، حيث تمّ التيقّن من بطلان وجود ما سمّي بـ"القنوات المريخيّة"، فلقد أثبتت المقارب الحديثة أنّ هذه "القنوات" ما هي إلّا "خداع بصري" سبّبته ضعف إمكانيّات المقارب القديمةّ.
لكن قبل ذلك، و تحديداً عام 1894، وضع عالم الفلك الأمريكي "ويليام والاس كامبل" أولى النّظريّات التي تنفي وجود أي شكل من أشكال الحياة على كوكب المرّيخ، و ذلك بناءً على تحليله للغلاف الجويّ المرّيخي، و الذي أثبتت له أن لا وجود للماء أو للأوكسجين في هذا الغلاف، ممّا ينفي الكثير من نظريّات الحياة.
لكن كلّ هذا ظلّ في مرحلة النّظريّات، إلى أنّ أتى العام 1965، حيث وصل المسبار الأمريكي مارينر 4 (Mariner 4) إلى المجال الجوّي للمرّيخ و التقط صوراً لسطحه.
*المسبار مارينر 4
هذه الصّور التي أرسلها المسبار مارينر4 أظهرت و بشكل جليّ عدم وجود الماء على سطحه (على الأقلّ في المواقع التي تمّ تصويرها)، كما لم تظهر في جميع الصّور التي التقطها أي أثر أو دليل يشير إلى وجود حضارة حاليّة أو سابقة، بل حتّى عدم وجود أيّة مخلوقات حيّة تسكن سطح الكوكب.
كما استطاع المسبار قياس الضّغط الجويّ لكوكب المرّيخ ليساوي 0.006 بار ، و هذا يعني أنّ الغلاف الجوّي للمرّيخ رقيق جدّاً مقارنة مع الغلاف الجويّ الأرضي. كما استطاع المسبار، عبر حسابات معيّنة، التحقّق من انعدام وجود حقل مغناطيسي للمرّيخ، و بالتّالي نستنتج أنّ المرّيخ ذا جاذبيّة ضعيفة.
إنّ ما اكتشفه المسبار مارينر4 أثبت و بشكل قاطع انعدام أي شكل من أشكال الحياة على الأقلّ تلك المشابهة لما هو موجود على الأرض، كما أنّ قياس الضّغط الجويّ المرّيخي أفضى إلى إثبات استحالة وجود الماء على سطح المرّيخ بأي شكل من الأشكال.
*صورة لسطح المرّيخ التقطتها عدسة المسبار مارينر 4
هكذا تمّ إعادة خلط الأوراق، فكانت رحلة المسبار مارينر 4 نقطة تحوّل كبيرة في مسار البحث عن الحياة على سطح الكوكب الأحمر. و من حين إعلان وكالة الفضاء الأمريكيّة NASA عن نتائج رحلة مارينر 4 ، بات توجّه أصحاب نظريّات "الحياة المريخيّة" منصبّاً على إيجاد حياة على المرّيخ ... لكن بالطّبع ليست الحياة التي نتخيّلها نحن، إنّما حياة أصغر من التي نعرفها بكثير ...
نعم أكثر من ذلك ...
بعد أكثر شويّ ...
أكثر ممّا تتخيّلون الآن ...
يا جماعة ما تضيّعوا وقتكم في تخيّلها لأنّكم ما رح تستطيعوا !.gif" border="0" alt="" title="0" class="inlineimg" />
اصبروا شويّة جاييكم بالحديث .gif" border="0" alt="" title="0" class="inlineimg" /> .gif" border="0" alt="" title="0" class="inlineimg" />
.
.
.
.
.
.
.
.
كما قلنا في الفقرة السّابقة،أحدثت رحلة المسبار مارينر4 انعطافة كبيرة في مسار البحث عن الحياة على سطح الكوكب الأحمر، و اتجه من تمسّك بنظريّة "الحياة" إلى مسار جديد: البحث عن حياة "ميكروبيّة" مرّيخيّة.
فبعد اكتشافات مارينر 4، طفت على سطح البحوث العلميّة نظريّات تتحدّث عن احتماليّة وجود كائنات "أحاديّة الخليّة" كالميكروبات و البكتيريا تعيش على سطح المرّيخ << يعني ممكن إذا طلعنا المرّيخ ننصاب بالزّكام .gif" border="0" alt="" title="0" class="inlineimg" />
فالكائنات الأحاديّة الخليّة لديها قدرة صمود أكبر في وجه الظّروف الطبيعيّة القاسيّة من الكائنات الحيّة "المعقّدة" كالإنسان و الحيوان و النّبات.
و من أجل إثبات أو ضحد هذه النّظريّة "المستحدثة"، و استكمالاً لاكتشاف خصائص كوكب المرّيخ، قامت الـ NASA، في أواخر سبعينيّات القرن الماضي، بإرسال المسبارين "فايكينغ" واحد و إثنان (Viking 1 & Viking 2) إلى المرّيخ، حيث هبطا على سطحه (الأوّل قرب خطّ الإستواء، و الثّاني إلى شماله) و قاما بجمع عينات من التّربة و الصّخور الموجودة على السّطح، ثمّ عادا بها إلى كوكب الأرض لتحليلها.
*صورة "مرعبة" التقطتها عدسة المسبار فايكينع 1 لتلّة ذات تقاسيم تشبه الوجه البشريّ
بعد أشهر طوال من انتظار النّتائج، أعلنت NASA النّتيجة النّهائيّة: لم يتمّ إيجاد أي أثر لحياة "ميكروبيّة" أو كائنات أحاديّة الخليّة في العيّنات التي تمّ الحصول عليها.
إذن، تمّ قطع الأمر برمّته، و النّظريّات التي تتحدّث عن الحياة "بأي شكل كانت" على المرّيخ صارت جزءاً من الخيال لا أكثر، و مع ذلك، ظلّ جزء من العلماء يتمسّك ببعض الأدلّة العلميّة الدّقيقة علّها تكون طرف خيط يشير إلى احتماليّة الحياة على المرّيخ ...
حديثاً، استنتج فريق من علماء الأحياء، يترأسه عالم الأحياء "رافاييل نافارو-غونزاليس" أنّ المعدّات التي تمّ عبرها فحص العيّنات المرّيخيّة في ذاك الحين، لم تكن على درجة من التطوّر و التّعقيد لتستطيع تحديد وجود حياة ميكروبيّة في العيّنات من عدمها. هذه الإستنتاج أعاد جميع البحوث إلى نقطة الصّفر، و يتمّ الآن إعادة تّحليل العيّنات التي أحضرتها المسابر "فايكينغ" من أجل تأكيد نتائجها أو رفضها في حال إيجاد أي علامة "حياتيّة" فيها ...
أمل آخر يتشبّث به أصحاب نظريّات الحياة المريخيّة و هو ما يعرف بـ"النّيازك المرّيخيّة"، و هي نيازك ساقطة على سطح الأرض و مصدرها كوكب المرّيخ. و بهدف إيجاد أي أثر للحياة، تمّ إجراء تحليلات و أبحاث على هذه النّيازك.
و أشهر هذه النّيازك:
1) النّيزك ALH84001 : تمّ اكتشاف هذا النّيزك في القطب الجنوبي عام 1984 من قبل بعض مكتشفي القطب. يبلغ وزنه 1.91 كلغ، و يقدّر أنّه ابتعد عن المرّيخ منذ 17 مليون سنة، قبل أن يسقط و يستقرّ بين ثلج القطب الجنوبي قبل أحد عشر ألف سنة من اكتشافه !
بعد اكتشافه، تمّ إجراء مجموعة كبيرة من التّحاليل عليه، لكنّ النّتائج اعتبرت "غير مُثبِتَة" لتواجد أي كائنات حيّة في النّيزك. عام 2009، بدأت إعادة إجراء التّحاليل عليه بعد الثّورة التّكنولوجيّة التي حصلت، و ما زالت الأبحاث جارية حتّى اليوم ...
2) نيزك "النّخلة": سقط هذا النّيزك على كوكب الأرض في الثّامن و العشرين من حزيران عام 1911 في منطقة النّخلة قرب الإسكندريّة ، مصر << قرب منزل Axis sniper .gif" border="0" alt="" title="0" class="inlineimg" />
و لكن طبعاً، أخذه المستكشفون الإنكليز معهم و وضعوه في متحف التّاريخ الطّبيعي في لندن.
عام 1998 قامت NASA بأخذ عيّنات من هذا النّيزك و أجرت عليها تحليلات و أبحاث كثيرة استمرّت لأكثر من ثمانية سنوات. و لكن النّتيجة النّهائيّة كانت متناقضة ! ففي النّيزك ما يشير إلى احتماليّة تواجد حياة على المرّيخ، و فيه أيضاً ما ينقض هذه الإحتماليّة ! ممّا ترك العلماء في حيرة كبيرة ...
*نيزك "النّخلة"
3) النّيزك "شيريغوتي": و هو نيزك يزن 4 كلغ، سقط على منطقة شيريغوتي في الهند عام 1865. يقدّر العلماء عمره بـ 165 مليون سنة، و هو عبارة عن صخرة بركانيّة، لا زالت الأبحاث تجرى عليه حتّى الآن ...
في ختام هذه الفقرة، نجدّ أنّ البشريّة سعت لإيجاد أي خيط أو دليل لتواجد الحياة على المرّيخ حتّى لو كان السّبيل الوحيد لرؤيتها هو المجهر، لكن مع ذلك لم يجدوا أي دليل "قاطع" على وجود هذه الحياة. أمّا ما تمّ إعادة طرحه حديثاً، فما زلنا بانتظار نتائج التّحليلات التي ما زالت تجرى، لعلّ النّتائج تحمل بشرى سعيدة لمحبّي شعب المرّيخ الطيّب .gif" border="0" alt="" title="0" class="inlineimg" />
.
.
.
.
.
.
.
.
بعد "مآسي" و خيبات البحث عن حياة مرّيخيّة، اتخذ علماء الأحياء (الغير منشغلين بالتّنظير لنظريّات الحياة المرّيخيّة) بوضع هدف جديد نصب أعينهم: إثبات وجود الماء على المرّيخ ! ... على الأقلّ سابقاً
فانقلب البحث من بحث عن حياة حاليّة إلى إثبات وجود حياة في وقت سابق، حتّى لو كان هذا "الوقت السّابق" يساوي أكثر من أربع مليارات سنة !
لكن المسألة "نظريّاً" أقرب إلى المستحيل منها إلى الإمكان حتّى لو في وقت سابق، فالجاذبيّة الضّعيفة، و الغلاف الجويّ الرّقيق، عدا عن تواجد المرّيخ في كثير من أوقات السّنة خارج المنطقة القابلة للسّكن المحيطة بالشّمس، و أضيفوا على ذلك موت حياته الجيولوجيّة، كلّ هذه المؤشّرات أضعفت و بشكل كبير نظريّة تواجد الماء على المرّيخ و لو في وقت سابق. و لكن كما قلت، المسألة نظريّة ...
عام 2000، أعلنت وكالة NASA عن اكتشاف "أخاديد" على المرّيخ تشبه بشكل كبير الأخاديد التي تتشكّل على الأرض بفعل السّيول و الفيضانات. هذا الإعلان دعم و بشكل نظريّة تواجد الماء على المرّيخ حتّى لو كان ذلك قبل 4 مليارات سنة، و بالتّالي فإن الحياة عليه قد تكون تواجدت في ذاك الزّمن.
و لكن، و لأنّه ليست جميع القصص نهاياتها سعيدة، تمّ ضحد هذه النظريّة بشكل قاطع !
ففي عام 2006 أعلنت مجموعة من علماء الفلك عن اكتشاف ذات "الأخاديد" لكن على سطح القمر، و من الأمور المتيقّن منها هو أنّ القمر لم تجري يوماً المياه على سطحه، لذلك تمّ التخلّي عن نظريّة تواجد الماء المرّيخيّ ...
أثناء النّظر في مسألة "الأخاديد" و دلالاتها، كانت هناك مجموعة من العلماء تبحث في حديث المعلومات التي ترد من المسابر الموجودة في مدار المرّيخ. فلقد وجد بعض العلماء مؤشّرات عام 2004 على وجود ماء متجمّد قرب القطب الشّمالي للمرّيخ، لكن سرعان ما ضحدت مجموعة أخرى من العلماء هذا الكلام رادّة الأمر إلى العمليات الكيميائيّة التي يجريها ثاني أوكسيد الكربون المتجمّد مع محيطه الطبيعي.
و ابتداءً من عام 2006، برزت نظريّة تواجد الماء المرّيخيّ في وقت سابق، لكن هذا الماء ليس كالماء الأرضيّ، إنّما ماء ذا نسبتي ملوحة و حموضة عاليتين جدّاً بدرجة قاتلة لأّي كائن حيّ يسكن قرب هذا الماء في ما عدا كائن واحد أحاديّ الخليّة يدعى "هولاركيا" << عاشت الأسامي .gif" border="0" alt="" title="0" class="inlineimg" />
عام 2008، أرسلت NASA المركبة الآليّة فينيكس (Phoenix) إلى المرّيخ في مهمّة تاريخيّة، حيث حطّت على سطح القطب الشّماليّ للمرّيخ، و قامت بالحفر حتّى عمق 2.5 متر في السطح عبر ذراعها الآليّة، و هنا كانت المفاجأة التي صعقت جميع العلماء: لقد وجدوا ماءً متجمّداً !
*المركبة الآليّة "فينيكس" و تظهر ذراعها الآليّة بطول 2.5 متر
نعم ! حصل ما لم يكن في الحسبان، و ما يخالف جميع النّظريّات ! الماء موجود في المرّيخ ، لكن ليس على سطحه إنّما عميقاً في أرضه.
هذا الإكتشاف النّوعيّ أعاد الرّوح إلى جميع النّظريّات التي تتحدّث عن الحياة السّابقة على المرّيخ، بل ولّد أيضاً نظريّات جديدة تتحدّث عن حياة ميكروبيّة تحت سطحه، تبدأ هذه الحياة من عمق سبعة أمتار هرباً من الظّروف الطّبيعية المميتة الموجودة على السّطح.
هنا انطلق قطار البحث من جديد متسلّحاً باكتشاف الماء المتجمّد، لكنّ هذا الإكتشاف لم يكن "حاسماً" بالنّسبة للكثير من العلماء، فالحياة تحتاج أكثر من مجرّد وجود الماء على الكوكب !
هذا الكلام لم يثبط أصحاب نظريّات الحياة، خصوصاً بعد ظهور بعض المؤشّرات الجديدة القادمة من اكتشافات المركبة فينيكس و بعض المسابر الأخرى، فكانت هذه المؤشّرات هي الأمل الأخير ...
.
.
.
.
.
.
.
.
نعم هو الأمل الأخير، بعد خيبات الأبحاث الماضية، و البعثات الكثيرة، و ضياع الملايين من الدّولارات على تحليلات لم تفضي إلى تأكيد و لو جزء من فرضيّة تواجد الحياة على المرّيخ، أتت بعض الإكتشافات الحديثة و البيانات الجديدة المرسلة من قبل المسابر التي تدور حول المرّيخ لتنفخ الرّوح مجدّداً في مقولة "الحياة المرّيخيّة".
تعدّدت هذه البيانات الجديدة، فمنها ناتج عن تحليل لغازات الغلاف الجويّ المرّيخي، و منها من تحليل بعض عيّنات الأتربة الحديثة، و منها من بعض المراقبات لسطح المرّيخ، و البعض نتج عن مراقبة حياة الكائنات الأحاديّة الخليّة الموجودة على الأرض و حساب احتماليّة نجاتها فيما لو خاضت ظروفاً مشابهة لتلك الموجودة على سطح المرّيخ.
من هذه المؤشّرات:
إنتاج غاز الميثان : بعد مراقبة دقيقة لنسبة الغازات في الغلاف الجويّة المرّيخيّ امتدّت منذ العام 2003 إلى منتصف العام 2004، أثبت العلماء أنّ المرّيخ ينتج ما معدّله 270 طن من غاز الميثان (CH[SUB]4[/SUB]) سنويّاً ! و هذا الإنتاج يأتي إمّا عبر النّشاط الجيولوجيّ لصفائح القشرة المرّيخيّة، و هذا شيء لا يحصل أبداً، و إمّا عبر كائنات حيّة على الأرجح أحاديّة الخليّة هي التي تنتجها.
هذا الإكتشاف، مع أنّه ليس حاسماً لأيّ نظريّة، لكنّه يُعدّ دافعاً جديداً للبحث عن الحياة على المرّيخ.
إيجاد السّيليكيا: فلقد وجدت إحدى المركبات التي حطّت على سطح المرّيخ عام 2007 منطقة من السّطح غنيّة بالسّيليكيا، و السّيليكيا هو ثاني أوكسيد السّيليكون SiO[SUB]2[/SUB] الذي لا ينتج إلّا عن الثورانات البركانيّة أو ينابيع المياه الحارّة. هذا الإكتشاف يدلّ على نشاط جيولوجيّ كان قد حصل في الماضي، و هذا قد يؤشّر إلى وجود حياة مرّيخيّة في السّابق.
طبعاً هنالك مؤشّرات أخرى أيضاً و لكنّها معقّدة من جهة، و ذات أهميّة أقل من ما ورد ذكره من جهة أخرى، عدا عن أنّها ليست ذات دلالات واضحة بحيث يمكن الإعتماد عليها في منهج إثبات وجود الحياة.
.
.
.
.
.
.
.
.
هكذا نصل إلى نهاية رحلتنا المرّيخيّة ...
تعرّفنا فيها بشكل مبسّط عن الكوكب الأحمر المحبوب لدى الجميع
بتنا نعرف الآن ما هي الشّروط الأساسيّة لتواجد الحياة على أي كوكب
قرأنا عن النظريّات الأولى التي اعتمدت على المناظير و المقراب ... و بعض خيال الرّوائيين .gif" border="0" alt="" title="0" class="inlineimg" />
ثمّ شهدنا على الأدلّة العينيّة التي أحضرتها المسابر من ذاك الكوكب البعيد
و كيف أن تلك الأدلّة ضحدت كلّ ما يقال عن احتمال وجود أي شكل للحياة ...
تفاجأنا جميعاً من وجود ماء حقيقيّ تحت سطح المرّيخ ! <<ما زلت تحت تأثير الصّدمة .gif" border="0" alt="" title="0" class="inlineimg" />
و أملنا جميعاً مع العلماء أن يصل اليوم الذي يُعلن فيه عن وجود حياة على جارنا الغريب ...
بقراءة سريعة و موضوعيّة لما أوردته في تقريري
نلحظ المثابرة الكبيرة التي أولاها العلماء لإثبات نظريّة قد يعتبرها الكثيرون ضرباً من الخيال ...
و مع كلّ الإنتقادات الكثيرة و المناظرات العلميّة الطّويلة التي أقيمت من أجل ضحد ما عملوا عليه
نجد، بعد أكثر من مئة عام على ظهور أوّل نظريّة تتكلّم عن الحياة على المرّيخ
أنّ الأمل بإيجاد حياة على الكوكب الأحمر بات أعلى من أي وقت مضى ...
قد نسمع بالخبر بعد عقود ، أو بعد سنوات ، أو بعد أشهر، أو بعد أيّام
لكن لا تتعجّبوا إن رأيتم الشّمس مشرقة يوماً على حياة مرّيخيّة ...
*صورة لشروق الشّمس كما يظهر من على سطح المرّيخ، التقطتها عدسة المركبة "فينيكس"
في ختام موضوعي هذا
أشكر الله عزّ و جلّ و أحمده على عظيم نعمه
أن وفّقني لإنجاز هذا الموضوع على الشّاكلة التي ترونها الآن
و أشكر كلّ من ساعدني و دعمني من أصدقائي المسومسيين
و لا سيّما المشرفين و المشاركين في مسابقة كونان السّنويّة ^__^
و أخصّ بالذّكر أيضاً عضو يتواجد بيننا لطالما أمرني أن "لا أنقّ" .gif" border="0" alt="" title="0" class="inlineimg" />
فكان أحد الدّافعين لي للعمل بجدّ و اجتهاد طوال فترة التّحضير ...
و أشكر المشرفة الفاضلة هيفاء البنيان على فكرة السّجن
هذه الفكرة التي أثرت هذا القسم بالمواضيع، و حثّت الأعضاء على إعطاء أقصى طاقاتهم
و أشكر صديقي العزيز محمد كودو على تصميمه للفواصل الرّائعة
و على صبره على كثرة ملاحظاتي و طلباتي
و بالتّأكيد أشكركم أنتم أعزّائي القرّاء على قراءتكم لهذا الموضوع حتّى هذه الكلمة
فبدون دعمكم لن نجد المواضيع، و بدونكم لا يوجد مسومس
أسأل الله أن يوفّقكم أعّزائي في دنياكم و آخرتكم
أستغفر الله لي و لكم
و السّلام عليكم و رحمة الله و بركاته ...
أخوكم .. guzo megure
المفضلات