[ مدخل ]
علي بساط سحري ، حملتنا نسائم الفجر العليلة إلي ما وراء جبال النسيان
حيث امتدت الرمال الذهبية تلتمع على ضوء الشمس في بداية رحلتها إلي كبد السماء الزرقاء ،
المزدانة ببقع من السحاب الأبيض لكأنها نتف قطنية نثرها فنان لتكون ظهراً لذلك الفارس الذي وقف يروي عطشه ويريح فرسه من عناء السير .
بقلبه المؤمن ، ومكانته الرفيعة ، وشخصه المتواضع ، وعينيه اللتان تنطقان بالحكمة والأناة ،
مع تلك القبضة القوية التي تمسك بحزم لجام جواده ، كأنه يتحدي ما يحيط به من جبال في شموخ ، يدفع ذهن الناظر إليه إلي محاولة التمحيص في شخص هذا البشري ، ليتردد صوت من عمق التاريخ قائلاً :
﴿ وَمِنَ الْأَعْرَابِ مَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَيَتَّخِذُ مَا يُنْفِقُ قُرُبَاتٍ عِنْدَ اللَّهِ وَصَلَوَاتِ الرَّسُولِ أَلَا إِنَّهَا قُرْبَةٌ لَهُمْ سَيُدْخِلُهُمُ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾
ولا أحد غيره
[ النعمان بن مقرن المزني]
المفضلات