تركت هذه المدينة بعد حوالي 100 سنة من بنائها في عام 1450 ، عندما إنهارت إمبراطورية الأنكا تحت الغزو الأسباني الذين لم يتمكنوا من إيجاد المدينة وبالتالي لم يحطموها كبقية مواقع الأنكا الأخرى .
( المستكشف بينجهام )
وبمرور القرون تكفّلت الغابات المحيطة على إخفاء الموقع ، ولم يتمكن أحد من إكتشافها مجدداً ، حتى وصول المؤرخ والمستكشف هيرام بينجهام الذي استطاع أن يعيد " المدينة المفقودة " إلى العالم في عام 1911 م وذلك بعد ثلاثة قرون من إختفائها .
إفترض بينجهام وآخرين أن هذا الموقع كان مسقط رأس شعب الأنكا أو المركز الروحي لهم " كانوا يعبدون الشمس " ، حيث عرف عن حضارة الانكا تقديسها للشمس ولا تزال تصميم معابدهم تثير حيرة العلماء . كما يُقال هذا المكان أختير لموقعه الفريد وميزاته الجيولوجية ، وبأن صورة الظل النتاجة من السلسلة الجبلية خلف جبل Machu Picchu كانت تمثل وجه الأنكا وهي تبدو صاعدة نحو السماء . وفي عام 1913 ، تم إشهار الموقع بواسطة الدعاية والإعلان بعد أن كرّس المجتمع الجغرافي الوطني كامل قضيته إلى المدينة المفقودة . وبحلول 7 يوليو / تموز 2007 ، أصبحت "مدينة الانكا الضائعة" المعروفة بـ "ماتشو بيتشو" أحد عجائب الدنيا السبع الجديدة بعد تصويت الجمهور ولجنة الخبراء .
[ الهندسة المعمارية ]
جميع أبنية ماتشو بيتشو أستعمل فيها نمط فن معماري كلاسيكي بالحجارة الجافة الملمّعة بشكل منتظم للحيطان . شعب الأنكا كان سادة هذه التقنية ، المسماة بالحجر المنحوت . حيث تُقطع كتل الحجارة بشكل دقيق لتتطابق بإحكام بدون أي فراغ . الكثير من الأبنية في المدينة المركزية مثالية جداً بحيث لا يمكنك إدخال سكين بين الأحجار . الأنكا لم تتعجّل في أي أسلوب عملي لهم . هكذا تحركوا ووضعوا كتل هائلة من الأحجار . الأمر الذي أصبح لغزاً للعلماء ، على الرغم من أن الإعتقاد السائد هو أنهم إستعملوا مئات الرجال لرفع الأحجار إلى الأعلى وتثبيتها .
[ قطاعات ماتشو بيتشو ]
طبقاً لعلماء الآثار ، قسّم القطاع الحضاري لـ "ماتشو بيتشو" إلى ثلاث مناطق عظيمة :
المنطقة المقدسة
( معبد الشمس )
يقع في المنطقة الأولى الكنوز الأثرية الأساسية ، كـ معبد الشمس وغرفة النوافذ الثلاثة ، تلك التي خُصصت إلى آلهتهم العظمى وهي آلهة الشمس .
( تصاميم آلهتم ما زالت تحير العلماء )
المنطقة الشعبية
يمكن القول بأنها المنطقة السكنية ، والمكان الذي كان يعيش فيه الناس من الطبقات الدنيا ، وتتضمن البنايات البسيطة التي كان يعيش فيها الناس .
منطقة النبلاء والأسرة الحاكمة
طبقة النبلاء أو منطقة العائلة الحاكمة ، تتضمن مجموعة من البيوت تقع على أشجار بسبب المنحدر ، بالإضافة إلى مساكن حمراء لـ الحكماء ، ومنطقة خاصة بالأميرات .
في سبتمبر/ أيلول 2000 ، ساعة شمسية عمرها يتعدى القرون أتلفت بعد أن سقطت عليها رافعة تزن 1000 رطل ، الرافعة كانت تستخدم في إعلان عن البيرة من قبل وكالة إعلانات والتر تومسن التي إستأجرت المكان لـ الإعلان . مما أدى إلى غضب عالم آثار بيروفي يُدعى فيدريكو الذي قال : " ماتشو بيتشو قلب تراثنا الآثاري ، وهذه الساعة قلب تراث ماتشو بيتشو . لقد دمروا أكبر تراثنا المقدس " .
في عام 2003 زار المدينة 400 الف سائح مما حدا باليونيسكو التعبير عن قلقها بان تتأثر المدينة بهذه الاعداد من الناس . منذ ذلك الوقت يسمح لالفين وخمسمائة سائح بزيارة المدينة يوميا فقط . وبعد ذلك حذرت حكومة البيرو ممثلةً في وزارة النقل والمواصلات بحظر الطيران الجوي حول المنطقة ، بعد أن إدّعى ممثلو البيئة بأن عدد من الحيوانات والنباتات النادرة ، يمكن أن تتأثر بطيران المروحيات القريبة من المنطقة .
[ مشكلة بشأن الآثار ]
( جرّة تابعة لحضارة الأنكا موجودة في متحف يايل )
14 مارس / آذار 2006
تعد ماتشو بيتشو أكثر من رمز من الماضي ، حيث أصبحت هذه المدينة مصدر جذب السواح لدولة البيرو التي تريد الإستفادة في تحسين أوضاع شعبها .
ومن هذا المنطلق ، ترفض دولة البيرو بقاء بعض من آثار 'ماتشو بيتشو' في متحف موجود بنصف الكرة الأرضية الآخر .
حيث تتواجد بعض المصنوعات اليدوية من هذه المدينة في متحف 'Yale's Peabody Museum' لأكثر من 90 سنة . وتتهم سيدة البيرو الأولى هذا المتحف بالربح من تراث البيرو الثقافي .
قالت زوجة رئيس البيرو إيلينا كارب : " هذه الآثار لنا . ليس هناك مزيد من الإستعمار في القرن الحادي والعشرين " .
المتحف الذي يحوي بعض الآثار سمي بإسم الأستاذ يايل الذي إكتشف هذه الآثار مع هيرام بينجهام مثل المزهريات المزخرفة ، المجوهرات ، ومصنوعات يدوية أخرى .
ووقعت حكومة البيرة "مراسيم تنفيذية" تسمح لـ بينجهام بشحن بعض هذه الآثار ، لكن بشرط إعادتها لاحقاً .
لكن يايل أعاد بعضها وأبقى على البقية ، وبذلك هددت دولة البيرو بمقاضاة يايل ، الذي عرض تعاونه بصفقة ترضي الطرفين ، لكن البيرو رفضت أي صفقة لا تعيد لها حقوقها الأثرية .
في الـ 19 من سبتمبر 2007 ، قيل بأن البيرو توصلت إلى إتفاق مع الطرف الثاني يقضي بضمان مالي ، وبناء متحف ومركز بحوث جديد في عاصمة إمبراطورية الأنكا سابقاً (كوزكو) Cuzco .
*يُقال بأن هذه المدينة لم تكن مدينة عادية ، بل كانت منتجعاً ريفياً للطبقة العليا والنبلاء والأسرة الحاكمة للإمبراطورية الأنكا .
* تقع ماتشو بيتشو على بعد 70 كيلو متر عن عاصمة الإمبراطورية كوزكو في المنطقة الشمالية الغربية .
* يقال أيضاً بأن هذه المنطقة كانت مركز عسكري نظراً لمنحدراتها العميقة وجبالها الشاهقة التي كانت تشكل دفاع طبيعي لها
وبس
المفضلات