شرف اللغات وأعلاها
جميع الدراسات اللغوية الجادة قديماً وحديثاً، من مسلمين وغير مسلمين
عرباً وغير عرب، تؤكد أنها ذات قيمة خاصة من حيث قوتها وسلامتها،
وعوامل ثرائها الأصيل الذي يرفعها درجات عليا أمام معظم اللغات في
العالم , القرآن الكريم الذي لا يماري أحدٌ من العقلاء العارفين
من أهله ومن غير أهله في بلاغته وبيانه، وعلمه الراسخ الثابت، وخبره
الصحيح، ونبئه الصادق , هذا القرآن قد أثبت شموخ هذه اللغة
وكمالها وجمالها، وشرف مكانتها حيث اختارها خالق الكون سبحانه
وتعالى لغةً وحيدةً خالدةً لحمل آيات هذا القرآن الكريم الذي جعله
الله معجزاً إعجازاً مستمراً إلى أن تقوم الساعة، لا يأتي زمان يتطور فيه
العلم، ويفرح فيه البشر باختراعاتهم المختلفة إلا ويؤكد تأكيداً علمياً
قاطعاً أن هذا العلم البشري قطرة صغيرة في بحر إعجاز القرآن العلمي
الكبير، وأن علماء البشر مهما بلغوا يظلون تلاميذ صغاراً في مدرسة علوم
القرآن الكريم.
على كثيرٍ من المسلمين - عرباً
وغير عرب - حينما يقصر بهم الفهم، وتغشى عيونهم عن ضوء الفجر الصادق،
فيكتبون أو يتحدثون عن (لغتنا العربية) كتابةً أو حديثاً يدلُّ على
عدم تقدير لمكانتها، وعدم شعور بقيمتها، وعدم درايةٍ بجمالها وكمالها، وشرفها
على اللغات كلِّها، متضايقين - فيما يكتبون ويقولون - من هذه المكانة
الجليلة لهذه اللغة الكريمة، مطلقين على حبِّ أهلها لها، وتقدير غير أهلها
لعظمتها تحيُّزاً وتعصُّباً، وكأنهم حين ينالون من (اللغة الخالدة) بهذه الصورة
المقصودة أو غير المقصودة قد أتوا بما لم تستطعه الأوائل، مع أنهم يؤكدون
بما يكتبون ويقولون عدم إدراكهم لأبعاد هذا النَّيل من لغةٍ تؤكد الدراسات
أهميتها، ولو لم يكن في ذلك إلا ما يحدث من ضعف تواصل الأمة المسلمة،
وفقدان (حبل مهم) من حبال وحدتها وتلاحمها حينما تضعف لغتها لكفى.
نعم، شعرت بالإشفاق على عرب ومسلمين ينافسون عدَّوهم اليهودي
منافسةً معكوسة غريبة، فهم يشككون في فضل لغتهم على اللغات، ويطالبون
بصورة - غير لائقة - بآياتٍ صريحات من القرآن الكريم، أو نصوص
صحيحة من أقوال الرسول صلى الله عليه وسلم تثبت فضل اللغة
العربية على سائر اللغات، متكلفين في ذلك ما لا يلزم منه التكلف، على
طريقة (لزوم ما لا يلزم)، بينما يعلن عدوُّهم اليهودي عظمة لغته العبرية،
ويحرص عليها، ويرعاها، ويعدُّها من أهم وسائل بناء الدولة اليهودية
الغاشمة في فلسطين، ومن أهم عوامل جمع الشمل اليهودي، وتحقيق
التقارب والتواصل بينهم.
هذا ما قد جـاء في خاطري ... عندما اتذكر لغتنا العربية .اعذرني اخي الغالي
اسعدك المولى على الموضوع المفيد
المفضلات