اسف فانا لا استطيع ان امنع نفسي لذلك سوف اعود للموضوع
اولا اخي عبد الحميد من قال ان ابي لهب يخفف عنه العذاب
quote=عبد الحميد;1591615]أخي ألا تعرف أن أبو لهب يخفف الله عنه العداب يوما واحدا في الإسبوع وهو الإثنين أتدري لمادا
لأنه فرح بمولد النبي صلى الله عليه وسلم[/quote]
الشبهة الأولى:
حديث (إطلاق سراح أبي لهب من عذاب القبر لأنه أعتق جاريته ثويبة عندما بشرته بخبر مولد النبي عليه الصلاة والسلام).
الجواب عنها-بعون الله ومنّه-كالتالي:
هذا الحديث لا يصـــــــــح الإستــــدلال به لأمور:
أولاً: أنه مرسل، قال الحافظ ابن حجر-رحمه الله-في"فتح الباري"(49/9): (إن الخبر مرسل أرسله عروة ولم يذكر من حدثه به...الخ).
وبهذا نعلم انه لا يجوز الاستدلال بهذا الخبر لأنه مرسل، والمرسل من قسم الضعيف لأننا لا نعلم صدق من أخبر عروة بذلك الخبر؛ والبخاري رحمه الله لم يشترط الصحة في كتابه إلا على الأحاديث المتصلة السند.
ثانياً: أن الخبر على تقدير إتصاله فلا حجة فيه أيضاً، لأنه رؤيا منام ورؤيا المنام لا يثبت بها حكم شرعي ذكر ذلك أيضا الحافظ ابن حجر.
ثالثاً: أن ما في مرسل عروة هذا من أن إعتاق أبي لهب ثويبة كان قبل إرضاعها النبي صلى الله عليه وآله وسلم يخالف ما عند أهل السير من أن إعتاق أبى لهب إياها كان بعد ذلك الإرضاع بدهر طويل كما ذكر الحافظ ابن حجر في "الفتح" (9/48) وأوضحه في "الإصابة في تمييز الصحابة" (4/250) والحافظ ابن عبدالبر في "الاستيعاب في أسماء الأصحاب" (1/12) والحافظ ابن الجوزي في "الوفا بأحوال المصطفى" (106/1).
رابعاً: أن هذا الخبر مخالف لظاهر القرآن كما أوضحه الحافظ ابن حجر في "الفتح" حيث قال في كلامه عليه (9/49): (وفي الحديث دلالة على أن الكافر قد ينفعه العمل الصالح في الآخرة؛ لكنه مخالف لظاهر القرآن، قال الله تعالى: (وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثوراً) [الفرقان:32].
خامساً: أن الفرح الذي فرحه أبو لهب بمولودٍ لأخيه فرح طبيعي لا تعبدي، إذ كل إنسان يفرح بالمولود يولد له، أو لأحد إخوانه أو أقاربه، والفرح إن لم يكن لله لا يثاب عليه فاعله، وهذا يضعف هذه الرواية و يبطلها.
سادساً: لم يجيء في هذه الرواية مع ضعفها أنه يخفف عن أبي لهب العذاب كل إثنين ولا أن أبا لهب أعتق ثويبة من أجل بشارتها إياه بولادة المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم، فكل هذا من التقّول على البخاري.
سابعاً: لم يثبت من طريق صحيح أن أبا لهب فرح بولادة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ولا أن ثويبة بشرته بولادته، فكل هذا لم يثبت، ومن ادعى ثبوت شيء من ذلك فعليه إقامة الدليل على ما ادعاه.ولن يجد إلى الدليل الصحيح سبيلاً.
يقال : قال ابن الجزري: «رُئِيَ أبو لهب في المنام فقيل له: كيف حالُك؟ قال في النار، ولكنه يُخفف عنه كل ليلة اثنين؛ لأنه فَرِح بِمَولِدِ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأعتقَ جاريتَهُ ثُوَيْبَة», فيقولون: مادام هذا حال الكافر استفاد بسبب فَرَحِهِ برسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, فكيف حالُ من يفرح ويحتفلُ بعيدِ ميلادِهِ كلَّ عام وهو مسلمٌ يعبدُ اللهَ تبارك وتعالى؟
الجواب: هذا الدليلُ أوهنُ من بيت العنكبوت، بل هو هباء، الرائي الذي حَكَى عنه ابنُ الجزري مجهول! والمرويُّ عنه كافر! فأيُّ إسناد هذا؟!
ومتى كانت الأحلامُ دليلًا على إثباتِ حكمٍ شرعي؟!
وأيضًا: هذا الفرح الذي أتى من أبي لهب فَرَحٌ جِبِلِّي؛ لأنه فَرِحَ بأن رُزِقَ أخوه - الذي مات وترك امرأته حاملًا أنْ رزق - بمولودٍ ذَكَر، فهذا فَرَحٌ جِبِلِّي، ولذلك لم يَفرح بِبَعْثَةِ رسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بل حاربَهُ أشدَّ المحاربة, وعانده أشدَّ المعاندة -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آله وَسَلَّمَ-.
المفضلات